الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

مياااو الخير (5)

لست سعيدة اليوم:


  • الأخبار..مرعبة..غزة تموت، وردود الفعل العالمية غير مبالية..وأسى عميق يحوط القلب من الأعماق يشعرنا بالعجز والمهانة..
  • يومي طويل: محاضرات، عمل،محاضرات،اجتماع
  • لدي ما أفعله في الويك إند وأحضره ، يعني ويكإندي ليس بإجازة:(
  • سينقلونني من غرفتي مع صديقاتي اللاتي قضيت معهن 10 سنوات في غرفة واحدة إلى غرفة أخرى، والسبب السخيف أنني قد أصبحت دكتورة وعلي أن أعاقب لأنتقل وأجلس مع الدكتورات..أفففف..لا أريد أن أخوض معركة اليوم أيضاً..
  • صديقتي الجاردينيا التي ترافقني في صباحاتي سافرت البارحة ، وستغيب لمدة أسبوعين..الصباح معها كان أخف وطأة..
  • الآن علي أن أقوم لأتجهز للخروج:ألبس وأجفف شعري المبلل وألملم أوراقي وملفاتي..لا أحب أن أخرج مبكرة للعمل..:(

ماذا أيضاً؟
أحتاج إلى إجازة..حقيقية!

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

مياااو الخير (4)

رسائل غير مرسلة:

إلى فارسي الحلم:

ما زلت مغيبة تحت تأثيرك منذ أن استيقظت..
ما زلت أتشظى بين أنفاس قبلة أخطأت الطريق لتصل إلى قلبي وتنقلني من الصحو إلى وسن لا يفارقني..
أهذا ما يفعله بنا عقلنا حين ننام؟
يخلط كل عناصر حياتنا ليخرج لنا بتركيبة غريبة نشتهيها رغم أنها مستحيلة كطائر عنقاء؟
..
ألهذا أحب عالم الأحلام؟
لأنني الملكة؟ السيدة المطاعة؟ التي بوسعها أن تكون في أي مكان في أي وقت..مع أي أحد؟
هذه الليلة اختارك حلمي لتكون فارسي..أنا وأنت ونجمة ساهرة فقط.. وكم لا نهائي من تفاصيل أغرقتني..!!


إلى فاطمتي الحلم:
كفاك جفاء..
ألم يحن الوقت لتنزلي من عالم الأحلام لتقفي على أرض الواقع؟
أعلم أن لديك ساقين قويتين، كما أعلم عن أجنحتك المتمردة..
سأكف عن ملاحقتك لعلك تأتين!
.
.
تعالي يا صغيرتي..اطبعي على خدي قبلة..!


إلى كتابي الحلم:
لا تبقى حلماً أكثر من اللازم
نحن على أعتاب السنة الجديدة
كن أبيضاً، حنوناً..
إنه دورك الآن..
آويتك طوال عام كامل..وها أنذا أقف على بابك في بداية هذا العام..
كنت عند وعدي، فهل ستكون عند وعدك أيضاً؟
..
أثق بذلك..
فما بيننا كان أكثر من مجرد قصة حب !

السبت، 27 ديسمبر 2008

مياااو الخير (3)


مياااو الخير..

هدوووء وتثاؤب يلف المكان..
رغم أنني أجلس على أريكتي الحمراء في غرفة الجلوس، إلا أنني أفكر بالسرير ودفئ أنفاسه ودلال وسائده..

افففف..
لا وقت لمزيد من النوم، فبعد أقل من ساعة علي أن أنطلق للعمل


ماذا لو؟
ماذا لو قابلتك الان؟ صدفة في مكان ما مثلاً..!
أتعتقد أنني سأرتبك؟ سأحمر خجلاً؟ ستعود الذكريات لتهطل علي دفعة واحدة؟
لو قابلتك الان..سأهمس لك بيقين كما حلمت كثيراً:ربما أحبك؟
هل سأضيع في خطوط كفك؟ وأذهب في غيبوبة وأنا أشم عطرك؟وأغرق في تفاصيلك الصغيرة التي لا تهم أحداً؟
سأفتح لك كل الطرق المعبدة والغير مأهولة للعبور بسلاسة إلي؟
سأبوح لك بكل ما أخفيته عنك في أعماقي ودفاتري وخيالي طوال السنين الماضية؟
سأحشد نفسي وأعدها للقاء لطالما تخيلته؟

ماذا لو قابلتك الآن؟
"أوه..مرحبا..كيفك؟"
فقط..ثم أمضي في حياتي كأن شيئا لم يكن؟



ماذا لو لم أكن أنا؟
ماذا لو كنت امرأة عجوزاً في اسكتلندا اسمها إليزابيث تذهب كل أحد للكنيسة؟
أو فتاة صغيرة بجدائل كثيرة تعيش بجوار أمها في إحدى قبائل أفريقيا؟
ماذا لو كنت زوجة عمران وأم السيدة مريم؟
أو زليخة المفتونة بيوسف الصديق؟
ربما بلقيس التي كشفت عن ساقيها أمام سليمان؟
ماذا لو كنت أماً فلسطينية استشهد ولدها؟
أو فتاة إيطالية تعمل عارضة أزياء؟
أوبطلة باولو كويلو في روايته إحدى عشر دقيقة؟
ماذا لو لم أكن أنا؟
هل سأحمل ذات الروح معي في جسد ومكان آخر؟
هل سأتقطر ماء وأتناثر ورداً حتى لو كنت في زمن آخر وأرض أخرى؟
من له السطوة الأكبر؟ الروح وغموضها أم الجسد وحدوده؟



ماذا لو كنت أميرة و من أصحاب المليارات؟
هل كنت سأقضي كل "ويكإند" في بلد؟
وأشتري نظارة شمسية بقيمة راتب موظف من الدخل المتوسط فقط لأنها أعجبتني؟
هل سأرضى أن يحوطني جيش من الخدم والحراس ليرافقونني كذباب مزعج أينما ذهبت؟
ألن يكون بوسعي أن أشتري شاورما وأجلس على الرصيف وقتما أرغب؟
هل كنت سأحظى بالتقدير والمكانة والتزلف البغيض فقط لأنني سمو الأميرة ماورد ؟
هل كان سيطبع إسمي على بطاقات الحفلات الخيرية تلك التي تقام على شرفي فأتأخر كثيراً في الحضور بدون أن آبه لكل العدد الذي ينتظرني؟
هل كان سيبقى من جوهري شيء؟ أم أن ثقل إسمي سيقضي على أية فراشات محلقة في الروح؟




ماذا لو لم أكن كاتبة؟
أسيكون هناك طريقة أخرى لأن أفهم الحياة؟
كيف كنت سأتماسك حين تجرعني الحياة أيامها السوداء؟
أوأرتب ذاتي حين تفاجئني فوضى ما؟
لو لم أكن كاتبة، أسيكون لي صوت؟ رأي؟ زخم؟ شعور؟
أكنت سأفرق بين طعم مالح وحلو؟
أكنت سأعرف معنى الألوان؟
سأشعر بهطول المطر؟ بنداوة الصباح؟ بقساوة الغربة؟بحرارة أنفاس الشوق؟
لو لم أكن كاتبة كيف كنت سأتعاطى مع أنوثتي، ذاتي؟ أحتوي تدفقها ، نزقها، تطرفها؟
لو لم أكن كاتبة؟
هل سيكون لي نقطة ضعف؟ ومركز قوة؟
.
.
.
.
ماذا لو أصمت وأكف عن الأسئلة في هذا الصباح الذي لا يعدني بشيء؟


الجمعة، 26 ديسمبر 2008

مياااو الخير (2)

إنه صباح الجمعة الهادئ الساكن الذي أصحو فيه كعادتي قبل الكل..
هل كنت من أولئك اللذين يستقبلون ولادة كل يوم جديد ثم ينصرفون متثائبين قبل أن يرحل ؟
..
ربما..ربما أنا "صباحية" أكثر من اللازم، يسكب الفجر ضوءه في عيني، وتقبل خيوط الشمس وجهي في مشاكسة مزعجة حتى أصحو..!
بينما لا يحتفي بي الليل، إذ يكون مشغولاً بكثير من الحسناوات الراقصات، والشبان الساهرين..
وحين حاولت أن أندمج في هذا المجتمع الليلي، كان لابد من "همّ" ما يبقيني على قيد السهر كحبوب مضادة للنوم..
لم تعجبني الفكرة..!!
قررت أن أبقى "حبيبة الصباح" دون أن أخونه على مرأى منه..


  • لا أحب الكتابة عن العمل..
ولا أحمل أجواءه إلى مكان بمنتهى الخصوصية كهذا المكان..
ولكني متعجبة..
متعجبة من قدرة رئيستي الفائقة وتميزها الملحوظ ونجاحها الباهر في كسر كل قوانين الإدارة والقيادة ..
لنر مثلاً:
(حين تصبح مسؤولاً فاعلم أن الأمور لم تعد تتعلق بك وحدك،إنها تتعلق بمن أنت مسئول عنهم)
يا سلام على قدرتك يا رئيستي العزيزة في إشعار من حولك أنهم خلقوا لخدمتك : لكتابة خطاباتك..أداء أعمالك..بل لإتخاذ القرارات عنك..
كيف استطعت أن تشعري الكل أنهم مسئولون عن راحتك ورفاهيتك؟؟!!!!

(القائد الناجح هو الذي يخبر من حوله ماذا يريد بدقة ثم يترك لهم الفرصة ليفاجئوه بالنتائج)
المشكلة أنك تخبريننا ماذا نفعل دون أن تعرفي ماذا تريدين..
وبالتالي تأتي النتائج "مفاجأة" حقاً..

(القائد الماهر من يجعل من حوله يعملون ما يريد دون أن يقنعهم بذلك)
ربما قرأت أنت هذه العبارة بطريقة معكوسة..هذا هو التفسير الوحيد لجعل من حولك يقاومون كل ما تريدينه حتى قبل أن تتلفظي به!

(هناك فرق بين القيادة والإدارة)
ليس مهماً أن تعرفي الفرق..لأنك ببساطة لست مضطرة للإختيار بينهما ولا حتى اختيار أي شيء قريب منهما..

ماذا أقول أيضاً ؟
هل أتحدث عن سلسلة الخطابات المضحكة :
خطاب موجه لك..توجهينه لي..ثم أوجهه لك لتوجهينه لي..!!
ليس مهماً إن أنجز العمل أو لا..الإنجاز الحقيقي هو توجيه الخطابات..

أم هل أتحدث عن التذبذب الذي تمارسينه علينا:
تارة ترسلين ماسجاً معنون بي: عزيزتي..أو حتى حبيبتي..!
وحين لا يجدي ذلك الكلام الرخيص كما تقول صديقتي ..ولا نتزلف إليك كمراهقات أصابتهن تلك العبارات في مقتل..
تغيرين نبرة صوتك وتنتقلين إلى الطرف الآخر من المجرة وتستخدمين كلمات كـ: حضرتك..ويا دكتورة..بعد أن تغلفينها بكثير من صرامة مفتعلة..وحدة لا مبرر لها حتى في إلقاء السلام.

لا لا..دعيني فقط أتحدث عن البيروقراطية التي فهمت أخيراً تعريفها ببساطة:
طوّل المعاملات أكثر..اخترع طرقاً إبداعية لتصعيب الإنجاز..وركز على صغائر الأمور السخيفة كي تبدو شخصاً "بروفيشنال" ولا تتخذ قراراً واضحاً بل استمر ودر في دائرتك المفرغة دون الوصول.
ألم أقل في بداية مقالي أنك نجحت بجدارة؟:)

نجحت في أن تجعلينني أكتب عنك وأنا التي عاهدت نفسي منذ البداية أن "أختار " أي المعارك أخوض..
ولكنك جررتني إلى تلك الحلبة المقيتة !

رغم ذلك أسأل نفسي: هل سأكون شخصاً فاشلاً لو كنت مكانها؟
منذ العام الماضي وأنا أدعو الله من قلبي أن لا يضعني في هذا المكان..ليس لشك في قدراتي ، بل ليقين بمحدودية صلاحيات هذا المكان..

رغم ذلك لابد أن أقول:

هنيئاً لك نجاحك يا رئيسة..!



خلاص يا مارود..
يكفيك ثرثرة..
ألا ترين جدول أعمالك:
كتابة خطاب مهم جداً لمدير الجامعة
تصحيح واجبات الطالبات المئة
وضع نموذج للإختبار
تجهيز ملف عملي الإداري
كتابة مذكرة تفاهم لأحد أصحاب الأعمال عن عمل مشترك وضعنا خطوطه معاً
تحضير محاضرة الأسبوع المقبل بشكل احترافي

صباحكم ورد..ومواء قطة متمردة

الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

مياااو الخير (1)



إنه ليس صباح الخير..



ولا مساؤه أيضاً..



بعد أن حبست نفسي يوماً بعد يوم على سطورك يا مدونتي، وبعد أن خربشت على قلبي عشرين مرة..فكرت أن ألقي عليك تحية أخرى







بدأت تلك التحية ذات لحظة تمرد...حين قررت أن أعصّي كل القطط الرومية..تلك الكسولة في المنازل...والغافية على كفوف الحسناوات...
هربتهن خلسة من النوافذ...
أغريتهن بكرات صوف ملونة...
وشردتهن نحو سفح غيمة..

وهناك..جلست بقربهن...أتأمل فرائهن المدلل...ألاعب آذانهن المندهشة...أغني ثرثرتي..وأموء معهن كلما تهاطل الودق..!



مياااااو الخير...لحظات تسكع في مقاهي الروح اليومية...وفتح نوافذ عبر الفضاء ليتطاير من خلالها البوح حتى حدود القمر...!



ميااااو (1)
لن أقول شيئاً جديداً...
كل ما أفعله أنني سأفرغ جيوبي هنا..كما أفعل دائماً..
من أراد أن يتفرج على بضاعة غجرية معروضة على الرصيف فليفعل...
وربما يشرب معي صباحاً قهوة ...أو يرشف معي مساء شوكولاتة ساخنة..
ومن أراد أن يمارس الثرثرة..فرصيف الغيم هذا..يحتوي الجميع..! ويمطرهم" أهلاً..."


ميااااو (2)
لماذا علي أن انتظر مرور الزمان على همومي حتى أراها سخيفة...؟
المضحك في الأمر..أنني أمارس الانتظار على قارعة الهم...بترقب
الانتظار ممل..يستهلك أعصابي...ويلقيني في دوامة الأيام...
أليس من طريقة أخرى لإستسخاف الهموم؟


ميااااو (3)
قانون الجذب..يقول أننا نجذب إلينا ما نفكر فيه ونريده..


ذلك يشعرني بالأرق..لماذا نبدو أحياناً أننا في المكان الخطأ ومع الناس الخطأ؟
أترانا نشبه تلك الأمكنة؟ ونشبه أولئك الناس اللذين لا يعجبوننا؟ أم أنه قدر فقط.. ليخرج الله ما هو خير لنا من وسط ما نكره؟

أرسلت هذه الفكرة لعدة أصدقاء..
أحدهم أخبرني أن قانون الجذب يعمل أصلاً عن طريق جذب الأضداد وإلا..فلم يتجمع الذباب على العسل ، ولم يجذب المغناطيس نقيضه؟




أوليس مقنعا؟ بل ومخيفا أيضا؟


مياااو (4)
أعرف أن الصمت جلال...
أمتثل لهذه الحكمة كتلميذة مهذبة...
وأتطوس كسيدة مخملية...
ولكن...
ولكن..
في يوم مقمر..
لا أستطيع أن أقاوم إغراء التسلل حافية من الأبواب الخلفية...
كي أقوم بنثر الأسرار بوحاً من هنا...وحتى القمر...
أي وهج مغر...تملك أيها القلم/القمر..




وأي روح تتشظى.. تلك التي توغل فيها حبرك؟


مياااو (5)

البارحة وعلى غير عادتي ذهبت إلى حفل زفاف..



تخيلوا؟!



أنا..ما ورد بلحمها وشحمها تذهب إلى حفل زفاف عائلي في مساء أحد أيام الأسبوع..!
طبعاً كان ذلك بسبب أمي - الله يرضى عليها- التي ذهبت لقضاء شهر عسل في مكان ما وطلبت من ابنتها الكبرى أن تنوب عنها في هذا الواجب الإجتماعي..!

حسناً ...لم يكن عرساً.

بل كان " كيف تتعذب وتعذب من حولك"
أو "فنون تعذيب الغير بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً"
أو "كوني سندريلا ولا تخرجي من بيتك..وإلا..حنوريك"

طوال الحفل كان صوت المغنية عالياً لدرجة أن من كانت بجواري تتحدث وأنا أحاول جاهدة أن أقرأ ما تقول..شعرت أنه لا بد أن يوزع عند الباب أو مع كروت الحفل أوراق تشرح طريقة استخدام لغة الإشارة..لأنك حقاً ستكون "أصماً" في حفلة كهذه..

المغنية- ما شاء الله- كانت ترفض أن تأخذ إستراحة بل و تشعر بأن عليها أن تؤدي واجبها بأمانة مفرطة..فإذا عطشت وشربت ماءاً بين أغنيتين سارع الناس كي يتحدثوا قبل أن يعودوا مجبرين للصمت مرة أخرى ..



حتى الآن وأنا أعاني من تعب البارحة..!!!!!


مياااو (6)

أشعر بالنعاس ..
منذ يومين لم أكتب في مدونتي..
ومنذ يومين لم أنم كما يجب..

مياااااااااااااو الليل على خير

الاثنين، 22 ديسمبر 2008

خربشات على قلبي 20

مارود الحجازية تكتب:
  • الصباح حلو اليوم وهادي..
مين صاحي يشرب معايا قهوة؟
صح بأكتب بالحجازي أحياناً..لكني للأسف ما أحب أشرب الشاهي المنعنع ..
مشروباتي الصباحية "أمريكية مرا" .
.
.
.
نسكافيه؟
بالحليب ولا من غير؟
  • طفشت من الجزم..!
في الأخبار ، في الجرايد، الماسجات، الإيميلات..
"بوش والجزمة اللي اترمت على وجهه"
الله يسامحه الصحفي العراقي..كانت الجزمة في خيالنا القصصي: جزمة سندريلا
شفافة..حلوة..تلمع وبكعب عالي..
كسر الصورة الله يهديه..يمكن كان التاريخ يحتاج جزمة رجالية بعد ما انفردت سندريلا كل العقود الماضية باحتكار كل الجزم..
تكون جزمة العراقي هي جزمة الأمير؟
بالله ما تليق؟
سودا..تلمع..ومقاس 44؟
اتخيلوهم جنب بعض..!
.
.
لازم التاريخ يعيد كتابة حكايات الجزم تاني..
  • اسمعوا دي القصة:
بابا - يختي عليه- ماشاء الله ما شاء الله ما شاء الله
رتب لماما رحلة مفاجأة..رحلة استرخاء طلب منها تعبي شنطتها وتحلم وبس..
اتحمسنا أنا وأختي وقعدنا نراقب كل تفاصيل الموضوع بكل اهتمام..طبعاً ما كنا رح نخلي موضوع زي كده يعدي علينا عادي..
رجعت البيت وقلت لزوجي:شوف بابا ما شاء الله..مسافر هو وأمي، تخيل رتب لها رحلة استرخاء..هما الإتنين بس..ما شاء الله..شهر عسل يجنن
كنت أحسب إني رح أستفز أي عرق في قلب جوزي..
اترفعت حواجبه..وابتسم..
قلت في نفسي: يا سلام ، جبتيها يا ماورد، الشهر الجي رح يرتب لك رحلة زيها..وسافر مخي يحلم في بلاد الله الواسعة.
.رد جوزي بعد لحظة: ما شاء الله على عمي..أموت فيه..شفت لما أقلك إنو عمي فريد من نوعه..هو واحد بس، ما شاء الله ، مافي زيو اتنين في الدنيا..يا بختك بأبوك..
ومشي وسابني ميتة من الغيظ..
اتصلت أختي..قالت الحقيني يا ماورد..
حكيت جوزي حكاية ماما وبابا تعرفي إيش رد؟
قاال: ما شاء الله..ماني قادر استنى الوقت اللي أصير فيه قد عمي وخالة عشان أنفذ الفكرة دي..
قوليلي: ليش يفهم بالمقلوب؟ مين قال إنو لازم يستنى...؟!
  • قوليلي يا بلدي..
ليش أنا زعلانة منك؟
مين خرّب بيني وبينك قد كده؟
طيب شوفي..
يمكن إنت بتزعليني من غير ما تدري..؟
ما تطلّي فيّ، تديري وجهك كل شوية..
كل ما أفتح باب تقفليه..
كل ما أجبلك فكرة ، تتجاهليني..
وكل ما أقلك إيش أحتاج منك، تسوي نفسك مو سامعتني..
يمكن لازم أسيبك وأروح شوية بعيد؟
أوحشك؟ وتحسي بقيمتي وإنك تحتاجيني؟
توحشيني..وأشوفك من بعيد حلوة ومافي زيها؟
.
.
.
...ترا قلبي سافر من زمان، حتى لو كنت لسه هنا
.
.
عشرون خربشة على قلبك يا ماورد..
ألا يكفيك ذلك؟
افتحي الآن فصلا جديدا في دفترك..

الجمعة، 19 ديسمبر 2008

خربشات على قلبي 19


Two women find that a change of address can change thier lives


هذه العبارة هي شعار الفلم الجميل The Holiday والتي شاهدته البارحة للمرة الثانية..الفلم بطولة Cameron Diaz & Kate Winslet

هو فلم عاطفي من الدرجة الأولى ، حيث تمر كلاهما بتجربة عاطفية قاسية تؤدي بهما إلى الهروب لقضاء العطلة في مكان آخربعيد، بيت كيت الريفي اللندني يكون معروضاً للمبادلة في العطلة فيصدف أن تبادله مع كامرون الأمريكية صاحبة البيت الفخم في لوس أنجلس، تتوالى أحداث الفلم حيث تقابل الثانية شاب مثير تقع في غرامه في لندن، والأخرى تتعرف على أناس وأجواء في أمريكا تعيد ما تهدم من ثقتها بنفسها..

قالت كيت لأحد اللذين قابلتهم وهي تبرر سبب قضائها لعطلتها وحدها في أمريكا : دخلت في تجربة عاطفية أفقدتني الثقة في نفسي، جعلتني أشعر بالألم في مناطق ومساحات من روحي وقلبي لم أكن أعلم بوجودها أصلاً ، حاولت التعالج من ذلك، كنت أخرج مع صديقاتي، أحضر الحفلات وأعمل وأعيش يومي كاملاً بشكل مثالي، لكني في المساء حين آوي إلى النوم تعود التفاصيل المؤلمة لتهجم علي في شراسة ، هنا..قابلت أناساً لا يعرفونني..لكنهم لملموا ما تناثر من روحي المتعبة..!!!!!


..رباه..دمعت عيناي وبكيت مع وجه كيتي الجميل ، أحقاً كانت تقول ما في نفسي تماماً..؟

ألست أطالب وأشتهي الرحيل منذ فترة أكثر من أي شيء آخر؟؟!

لكني لست مثل كيت حرة نفسي..أنا هنا مرتبطة بعائلة أحبها وبزوج لا يأبه كثيراً..!

..

..

تساءلت وأنا على السرير: هل حقاً سيفيدني الرحيل؟

رسالة الفلم كان مفادها أن السفر يقدم خيارات للتغيير ويكشف عن طرق أخرى، في السفر تكون الفرصة متاحة لنعيد اكتشاف ذواتنا بعيداً عن أعين الرقباء..!


أبي وأمي سيسافران بعد غد في رحلة استجمام جميلة في جبال الألب :)

الأحد، 14 ديسمبر 2008

خربشات على قلبي 18


مرحبا مدونتي بعد غياب..


هل اشتقت لي؟


حتماً فعلتِ ، فلا أحد يزورك ويطعمك غيري..


اليوم هو الأحد..إنها 10 أيام كاملة..

بالنسبة لي، أجل اشتقت لك..وللثرثرة على حوافك..

في بعض الأيام كانت الكلمات تتدافع في رأسي فلا أجد لها مخرجاً فأتمثلك وادعة حنونة منصتة..


دعيني أنثر أمامك ما في جعبتي:


الحج..

كان مختلفاً هذه المرة..

كان انقطاعاً عن كل شيء..واتصال بروحي وبالسماء فقط..

رغم أنني كنت من فريق العمل ورغم أن كثيراً من التنظيمات خذلتني، إلا أن خدمة الحجاج تربية روحية ونفسية عظيمة..

في الحج، كنت أنا فقط..اسمي مجرّد..ووجهي مجرّد ..وروحي لا يثقلها شيئ..

كثير من حكايات حصلت في الحج: مشيت إلى أن تمزقت عضلات قدمي.
بكيت من منظر القذارة الذي استقبل به الحجاج تنزل رحمات رب العالمين في يوم عرفة المهيب.
أصبت بالرعب من تسابق الباصات في النفرة إلى مزدلفة وأنا أمشي بجوارها وهي تكاد تدهسني باستهتار في أية لحظة.
اغتظت من بعض طلبات الحجاج اللامعقولة وتعلمت كيف يدير الإنسان غضبه ويكظم غيظه.
تلقيت كثيراً من دعوات بأن يرزقني الله ابن الحلال وكنت أتقبل تلك الدعوات بابتسامة صامتة أحيانا وبكشف للحقيقة أحيانا أخرى..
شربت كثيرا من القهوة السوداء بدون حليب وبقليل من سكر دون أن أذوب أي من مزاجاتي.
أكلت أيسكريم بالتوت كان الألذ والأبرد والأمتع والأكثر رفاهية..!
نمت نومة لذيذة والنور مضاء والباب مفتوح وأصوات الناس تعج من حولي..
خفت كثيراً على أمي إلى أن همس لي خاطر في قلبي بأن الله أرحم بها مني..
تهت بين أخواتي الصغيرات وبين مظهري الذي يضعني في خانتهن مجبرة مع أننا كلنا ندرك الحقيقة..
تعلقت في الطواف وفي يوم عرفة بحبل خفي شفاف ،جعلت من قلبي حمامة طيرتها نحو السماء وأودعتها كل دعواتي وارتعاشاتي..


هاهو الحج قد انتهى وعدت ثانية إلى بيتي وأولادي وعملي الكثير الذي ينتظرني..

والمفاجأة..كمبيوتري أصيب بالشلل فجأة..

ارتعبت وذعرت إلى أن قام زوجي بإصلاح الجهاز مع أحد أصدقائه..

ومن وقتها بدأت بتنفيذ قوائمي المعدة مسبقاً..


أريد أن أعتبر الحج نقطة تغيير فاصلة في حياتي..

نهاية مرحلة كانت أيامها سوداء قاتمة..وبداية مرحلة جديدة بها كثير من سكينة وسلام..

فهل هذا ممكن حقاً؟ أم أن نفسي المبعثرة ستظل تلاحقني حتى بعد أن شكوتها لرب العالمين؟


الخميس، 4 ديسمبر 2008

خربشات على قلبي17

إنها الساعة الرابعة فجراً..

لم أستطع مقاومة إغراء إحتساء كوب قهوة وتناول حبة معمول..وزيارتك يا مدونتي..

دعيني أثرثر معك حول هواجسي اليوم:

أتسائل..هل بدأت أحلامي تتدخل لتعديل مسار حياتي المنحرف؟!
وحين أقول أحلامي..فأنا أقصدها بمعناها الحرفي - أي أحلام النوم- وليست تلك الأحلام التي تدفعنا للعمل والإنجاز والتحليق على أجنحة الحماس..!

حسناً لنر:

كان ذلك الحلم الذي رأيت فيه اسم دار نشر لم تكن أبدا من خياراتي لنشر كتابي الجديد..قمت من النوم وأنا أردد اسمها في ذهني..
بحثت عنها في النت..ووصلت إلى أن حادثت صاحبها..
عرضت عليه كتابي وتحمس للغاية..
أسلمني الدفة وطلب مني أن أصمم العرض الذي أريده..

مخاوفي: هي دار نشر صغيرة..وليست مشهورة..
توزيعها محدود إلى حد ما..
فهل هذا ما أردته لكتابي..أم أن علي تتبع"الإشارات" التي تدفعني إلى أن أسلك هذا الطريق؟

حلم آخر:
البارحة رأيت في نومي تلك الفتاة الرقيقة "سحابة" تطلب مني علبة ألوان..
وعدتها بأني سأعطيها إياها، إلا أن أختي طلبت تلك العلبة لإستكمال أحد مشاريعها في الكلية..
حين طلبت مني سحابة العلبة أخبرتها أنها مع أختي..
زعلتْ كثيراً، وأسقط في يدي لأني شعرت حقاً أنني لم آخذ احتياجها على محمل الجد..
حين استيقظت حادثت سحابة..وأخبرتها أنني حقاً سأشتري لها علبة ألوان..وأنه ليس من داع لتزورني في أحلامي وتزعل أيضاً من أجل علبة ألوان..
قبل نهاية المكالمة قلت لها" سحابة..تذكرين مشروع الكتاب الذي تحدثنا فيه سابقاً؟
ما رأيك أن نبدأ فيه؟
تحدثنا قليلاً ..واتفقت معها على أمور لتعدها لي ريثما أعود من الحج..وطلبت منها أن تجهز قائمة بمن يمكن أن يكون ضمن فريق العمل
فجأة صار لدي مشروع انبثق من حلم عابث..
تحمست له، ومر علي اليوم بطوله وأنا أفكر

مخاوفي: ألا أكون قادرة على إدارة مشروع كهذا كما ينبغي..
أخاف أن أكون "مقلدة" لمشروع كتاب قام على مبدأ التعاون بين فتيات وقد حضرت حفل توقيعه الأسبوع الماضي وأنا لا أكره شيئا في الحياة قدر أن أكون مقلدة..
أخاف أن أخذل فريق العمل وألا أكون عند مستوى توقعاتهم..
أخاف أن يكون حماسي وقتي..سببه حلم في ليلة ما..!

إذن؟؟
هذا شيء جديد علي..
أن أكون خائفة ومترددة..
لست أنسى قبل يومين حين عرضت علي صديقتي الحميمة أن تشاركني في مشروع كتابي الذي اتفقنا أن ترسمه لي..
فكرة المشاركة ترعبني..!
عدت للمنزل وأنا أشعر بضيق شديد..تمثلت لي تجربتي السابقة وجرحي الذي ما يزال طازجاً..
رغم أننا اتفقنا أن نقرر في هذا الأمر بعد الحج..إلا أنه يخيفني أيضاً..


حسناً..ذهابي للحج سيكون فرصة لي لأن أطلب من الله أن يضعني على الصراط المستقيم..
وأن يعينني على اتخاذ أبسط قرارات حياتي..

فأخطاء بسيطة قد تسبب خسائر فادحة..
وأنا الان لست مستعدة أبدا للمزيد من الخسائر..!


الحج..!!
بدأت أقلق..
بالطبع ليس من الحج نفسه ، بل إن قلبي يهفو إليه..
ولكن مما ينتظرني بعد الحج..
قائمة طويلة من مهام وارتباطات عدة..ليس لدي الوقت لإعدادها الآن..
ماهو السبيل لأنحيها من أمام عيني الآن وأصفي ذهني لأيامي البيضاء المقبلة؟
.
.
.

ألا ترين يا مدونتي؟
ألا تلاحظين أن لدي نزيف كتابي هذه الأيام..؟
وأنني أزورك يومياً، وأطيل المكوث لديك؟

حسناً..لمدة أسبوع سأفارقك..وسترتاحين من ثرثرتي الصباحية:)


الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

خربشات على قلبي16



فتحت على الصفحة البيضاء وأنا استمع إلى أغنية "وحدن بيبقوا مثل زهر البيلسان" لفيروز..


رحلت بي بعيدا كلمات الأغنية وإيقاعها الشجن...


إلى مكان لا أحد فيه.. أبقى فيه وحدي "أنطر التلج"...


ظللت أنظر إلى صفحتي التي تشبه ذلك الثلج،وأنا أتوجس من ألوث بياضها ببوح هو أنفاس روح مريضة أكثر من أي شيء آخر..


"أضوي أناديلي وانطر أصحابي"


أخذني ذلك إلى البارحة...


البارحة التي زرتك فيها يا حلماً أنكرني وأشاح بوجهه عني،وأنا التي أطعمتك روحي وأذقتك خلاصة نفسي..


كنت أشعر بالحزن ينسكب من قلبي إلى داخل أحداقي..


فهل تدرك ما تفعله بي؟


أتستحق منك عيني التي أحبت اسمك ورسمك ولونك أن تزرعها دمعاً؟


أعلم فقط أنني لا أريدك..


فقد رفضتني قبل أن أرفضك..


وأغلقت الأبواب في وجهي حتى قبل أن أرحل..


وخنتني على مرأى مني..!!





الآن أنا فقط أتجرع جرحي..





البارحة..كانت صديقتي التي هطلت مع المطر تمسك بيدي..وأنا التي أخبرتها قبل تلك الزيارة المسائية أن قلبي" مفعوص" وألقيت بنفسي بين يديها..





حين كانت تمسك بيدي كانت تربت على قلبي..وتهمس لروحي بكلمات مواسية..


كانت عيناها تخاطب عيوني الحزينة بكثير من ألق..


تخبرني أنني أنا لن أتغير حتى لو تغيرت أنت علي أيها الحلم الهارب..


تهمس لي بأن بصماتي وروحي في كل مكان..


فأي أسى يلفني وأنا التي ما إن وطئت أرضاً إلا تركت فيها وقعاً وأثراً؟؟!


كنت أنظر إلى كلماتي وكتبي الملونة تحيط بي كأطفال أيتام فقدوا أمهم..


أطرق رأسي..وأنا أعلم أنهم أقوياء..وحتماً سيصمدون من دوني..!


..


..


صديقتي قالت لي الكثير من الحديث بصمت..وأجمل الحديث هو ذلك الصامت الساكن الذي يتدفق ليغسل الروح في شلالات من صفاء..


إذن..أهذا ما كنت أحتاجه؟


!


!


حب من حيث لا أحتسب؟!!





الاثنين، 1 ديسمبر 2008

خربشات على قلبي15


من رسائلي الغير مرسلة:


صليت المغرب...
وجلست على السرير في النور الخافت وأنا أرقب هبوط الليل من النافذة..
كنت أريد أن أكتب في مدونتي..فأنا صباحاً لم أكتب..رغم أنني كنت أرفل في زخم شديد..ولكني آثرت الهروب حتى من مدونتي..
قررت فجأة أن أكتب لك بدلاً منها..فبالرغم من أنها الأقدر على استماعي واحتوائي إلا أنها في النهاية مساحة مهما اتسعت علي..تصدمني في جدار، فيرجع صوتي إلي محملا بالصدى..

لماذا بكيت في الصباح؟
تفاجئت وذعرت، فلم أكن أعلم أن الأمور ستصل بي إلى حد البكاء رغم الوحشة التي تحيط بي من البارحة..
لماذا تتكالب علينا خيباتنا فتشعرنا أننا الأضعف، وتخذلنا في أنفسنا..وترينا كم نحن بشر !
أكان علي أن أتألم لأتعلم؟
مالذي تعلمته من تجربتي؟
ألا أثق بالناس؟
ألا أتحمس لأي شيء؟
أن أخاف وأحسب خطواتي لدرجة التردد؟
أن أرى الجزء الفارغ من الكأس؟
أن الأشجار المثمرة هي التي ترمى بالأحجار؟
أن الغيرة والحسد أمران يحيط بنا أكثر مما نتخيل ومن أقرب الناس لنا؟

تذكرت قائمة "ما يستفاد" والتي كنا نكتبها في ختام أي حديث أو قطعة قراءة في المدرسة..
هذه هي ويا للخيبة - قائمتي الخاصة..
كي لا أكون متحاملة..سأكتب شيئاً آخر تعلمته:
أنني لا أقوى على الحياة بدون الأصدقاء
أنني أبحث عن نفسي داخل قلوبهم كي ألوذ بها من برد الدنيا
وأن تلك الأبواب التي أغلقت في وجه قلبي وسببت لي الصدمة فتحت دونها أبواباً كثيرة أخرى من حيث لا أحتسب..
علمت أنني كائنة من هلام..أندلق بين أيدي الصديقات والأصدقاء..وأتسرب بسرعة من تلك الأيادي التي ليس لها قدرة على احتوائي..
تعلمت أن الحياة الأبسط أجمل..
أن للنجاح ضرائب كثيرة..فإما أن نكون على قدر ما اختفى من الجبل تحت الماء وإلا فإننا سنعوم ونذوب كجبل جليدي تافه يسبح على فوهة بركان..
تعلمت أن الجوهر هو الأبقى..لذا علينا أن نصد عنه الريح التي تحاول إطفائه..
تعلمت أن الكاتب يتشبث بقلمه كطوق نجاة ..ككلمة أمل..كدمعة وفاء مستيحلة

تعلمت أنك إما أن تكون كاتباً وإما أن تكون أي شيء آخر!
وفي هذه المرحلة أنا أتسائل ..هل أنا كاتبة أم أنني ذاك الشيء الآخر؟
أم أنني لا شيء؟
أم أنني مزيج من كل شيء؟
أهي لعنة الكتابة..وسطوتها..ومساحاتها التي لا تقبل إلا أن تستخلصك لنفسها فقط؟
هل علي أن أكون فاشلة في أي شيء آخر، كي أكون كاتبة؟
هل نختار أن نكون كتّاباً أم أن أقلامنا هي التي تختارنا؟
أليس غريباً أن أتسائل في هذه المرحلة من عمري ..من أنا؟
على مفترق طرق موحش أقف مترددة، باكية،ضائعة، فاقدة لكل اتجاهاتي..!

كان كل ذلك التداعي رداً على إجابة السؤال : لماذا بكيت؟

السؤال الثاني: لماذا بكيت بين يديك؟
............
...........
..............
أترك لك أنت الفراغ للإجابة على هذا السؤال..!

الأحد، 30 نوفمبر 2008

خربشات على قلبي14


**هاهو الصباح الذي أحبه يلقي بنفسه منصاعاً بين يدي..

أو لعله هو الذي يشدني إليه، يغويني، يسرقني من الوقت ويرحل بي في إغفاءة شجن هامسة ..

صباحي اليوم مكون من:

حبائل رقيقة من أشعة شمس ما تزال نائمة ساجية تتدفق بحنو عبر ستائري الخضراء

كتاب "قصص من التاريخ" للشيخ علي الطنطاوي يلقيني في مدارات أخرى من أزمنة معتقة وأمكنة قصية

موسيقى مبدعي المفضل Yanni خاصة تلك المقطوعة التي بإسم Flitsa والتي تنساب على قلبي ناعمة كملمس وطعم الخوخ

قهوة ساخنة أعددتها بنفسي ذوبت فيها كثيراً من مزاجي المتطرف وأنوثتي الصاخبة..



**البارحة كنت على حافة البكاء...

تتعبني تلك المدارات التي تقربنا وتبعدنا لكنها لا تلتقي بنا أبداً..

يرهقني أن يكون إيقاع حياتي أسرع وأكثر صخباً وفوضى وتطرفاً من إيقاعك الهادئ الساكن الذي يبدو أحياناً بلا طعم ولا رائحة..

يزعجني أنك لا تشاركني حلماً..وليس لديك واحداً نتقاسم رغيفه في لحظة تحليق..

...

بكاء البارحة تجول اليوم إلى شجن لفني منذ الصباح ورحل بي وحدي إلى مدني الخاصة في رحلة بعيدة وطويلة...أتمنى حقاً ألا أرجع منها..



**شكراً مدونتي على كل ما تمنحينه لي من أفق


السبت، 29 نوفمبر 2008

خربشات على قلبي13

*استيقظت مع أطفالي، ثم قررت العودة للنوم حتى الثامنة..
وأخذت وقتها الأفكار تحاصرني..
أجل..كل تلك الأفكار التي لا أحبها
كلما انعتقت من إسار فكرة هجمت علي أخرى..
الآن، أرتديت ملابسي بانتظار أن تمر علي صديقتي الجاردينيا لنذهب معاً إلى العمل..
صامتة القلب والروح..!


*يسكنني هاجس الرحيل..
يتلبس بي بشدة..
يناوئني ليل نهار
ويلقيني في كل مرة على مكان مختلف من الخارطة
صديقي قال لي :حتى لو رحلت ستحملين نفسك معك..
قلت له: أعلم، أنا أصلا لست أهرب من ذاتي.
أنا أريد أن أرحل كي أجرب فقط حياة جديدة..
كي أرى الناس والوجوه والبلاد والوطن من الخارج..
أحتاج مساحة ومسافة أتمدد فيها بعد أن تقلصت علي كل المساحات هنا وخنقتني..
..
أبي..
خذني معك كتلك الأزمان البعيدة
وألقني على رصيف ميناء أو مطار مدينة
ولا تلملمني كما تفعل دوماً..
بل اتركني أتبعثر كما أشتهي

الخميس، 27 نوفمبر 2008

خربشات على قلبي12


صباح الخير شلة...

كيف أصبحتوا؟

عني أنا ، رغم أنني كنت مسطلة للغاية البارحة إلا أنني لم أنم مباشرة..كان لابد أن "أفصل" قليلاً قبل أن أنتقل إلى النوم..

جلست قليلاً على النت وعندما استلقيت استعدادا للنوم كنت أشعر بالدوار، تماما كذلك الشعور الذي نشعر به حين نقضي يوماً كاملاً على ظهر مركب في وسط البحر..

كنت أشعر أن لا أرض صلبة أقف عليها رغم ذلك نمت واستيقظت مبكرة كعادتي ورأسي يضج بكثير من الأسئلة والصور والتداعيات

مع كوب قهوة يخفف ذلك الحرقان المزعج في حلقي كانت تلك التداعيات

ماذا كان شعوري تجاه ليلة البارحة (اللي يقرا اللي كاتبته يحسب أننا كنا مجتمعين على مخدرات أو شي أسوء):

لعل إختلاف الأجواء فقط عما تعودنا عليه جعلني أشعر بذلك..

كنت مستمتعة..متمردة..منطلقة..غاصة في نقطة ما داخلي..

هذا الإستمتاع كان حسياً وشعورياً بالدرجة الأولى،
لطالما كانت متعي في الحياة تلك المتع الفكرية، إنها تصل بي حتى إلى مرحلة نشوة غريبة أحيانا
لكن البارحة كان الأمر مختلفاً..
صدمت بنفسي وأنا أنفخ دخان السيجارة ، شعرت بي محترفة..
وأنا اللتي لم تكن تطلب سيجارة إنما أقبلها من زوجي أحيانا حين يعرضها علي في لحظة صفاء

لكنني ..ويا للعجب..! كنت محترفة!
اكتشاف!!!!!
ولو جلست جلسة أخرى كهذه الجلسة صدقوني سأدمن التدخين..
.
.
صديقتي الأولى كانت جامحة..
الثانية كانت مستمتعة بالأجواء
والثالثة سرعان ما اندمجت..

ورغم أن الرابعة كانت شبه متحفظة في البداية إلا أن الموسيقى نقلتها إلى مدارات أخرى عابثة فلم تكن أقل سلطنة من أي منا..

الخامسة- كانت - عمدتنا..

حسناً ماذا الآن؟
رغم استمتاعي البارحة إلا أنني شعرت أنني لا أرغب في هذا الستايل من الحياة- لأنني سآلفه بسرعة وسأنتقل إلى مرحلة أكثر جموحاً..
لم أتفاجأ البارحة بنا، فأنا مؤمنة أن لكل شخص على وجه الأرض مدارات سرية..
الذي حدث البارحة أننا دون تخطيط التقت مداراتنا وكنا جاهزين..

هذا يخيفني أحياناً فأنا أعرف تلك اللحظات التي أكون فيها "جاهزة" ،وأقول أنني أخاف مني لأنني لا أعلم حقاً أكون جاهزة لماذا!
ربما ..لأي شيء..لأي تجربة..لأي حماقة..
أهي "أزمة منتصف العمر" كما قرأت ذات مرة؟
أنريد أن نرتشف من الحياة بقدر ما نستطيع قبل أن ننتهي منها أو تنتهي منا؟

هل هناك المزيد لنفعله؟ ولنراه؟ ولنحلم به؟؟

قمت قبل فترة بعمل قائمة لأكثر 10 أشياء أريد أن أفعلها قبل بلوغ الأربعين، التفكير فيها كان ممتعاً ، ، قائمتي منوعة وشديدة التباين
إنها تشبهني جداً..

مضيئة في بعض أرجائها، وقاتمة جداً في نواح أخرى
منصاعة أحياناً ومتمردة تارة
.
.
أمازلنا نكتشف أنفسنا والحياة من جديد؟
ربما..!

عني أنا فقبل عدة أشهر قررت أن أتعرف إلي من جديد، ولم يكن هذا القرار إلا بعد أن شعرت أن نفسي غدت بعيدة غريبة عني
لابد أنني كبرت وتغيرت ولدي من التجارب التي تستحق بعد كل هذا العمر..

لذا قررت أن أتعرف علي من جديد قبل أن أتفاجأ بي..

ولذا أيضاً كانت الخلوة، واليوجا، والطلوع للحرم للجلوس أمام الكعبة فقط، ، والعودة إلى الكتابة المتداعية اليومية التي لا تأبه بمن يقرأها
محاولة رؤية داخلي..وخارجي وما يحيط بي من أجل الإكتشاف فقط بدون تقييم أي شيء

حج هذه السنة إكمال لهذه الخطوات والتي لست أدري إلى أين ستقودني..

جلسة البارحة كشفت لي أنني مع صديقاتي التي أعمل معهن في الصباح وألتقي معهن في المساء على أمسية ثقافية أو مناقشة كتاب بإمكاني أن أكون محلقة في سماء أخرى مني، وأن أشعر بالتقبل، وبالمشاركة، وبالحب بدون قيد أو شرط..!


أتظنون ذلك مثلي؟
أتؤمنون أننا صفحات كتاب به صفحات مثيرة وأخرى مملة، بعضها مرسوم باحتراف وآخر فاضي ببلاهة؟!

لكننا في النهاية نحمل ذات العناوين والأسماء..لا تتغير أسماؤنا مع تغير الصفحات ولهذا نحتاج لمن يقرأنا من البداية إلى النهاية دون أن يتوقف في المنتصف ويصدر حكماً علينا..
بإمكاننا أن نكون نحن أصحاب الكتب..وقرائها أيضاً..

أليس كذلك؟

عذراً على كل هذه الفلسفة ، لكنني أنا..: قلم مغروس في الروح أو روح معلقة بقلم..!!

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008

خربشات على قلبي11


*من رسائلي الغير مرسلة:

إلى ربـــــــ هوـــما:
تأتي وتذهب..
قلبي كشاطئ وأنت كموج فاتن..هادر..صاخب..عابث
حين يصيبك الجزر لا تترك لؤلؤا ولا محاراً..بل خبئ كنوزك مني في أعماقك..
.
.
شواطئي مقفرة..باردة ماعادت دافئة..

إلى جاردينيا:
* معك أفتح نافذة على اللاشيء
أتمرد..
أتجرد..
يصبح لون عيني أزرق..
وصوت قلبي مطر..
معك..الحياة ملونة..والصداقة ذات طعم لاذع!

إلى أسراري:
أستسمحك عذراً..
جعلتك مشاعة
سربتك من أكثر مساحاتي حميمية إلى حيث اللاحدود
تركتك مني
عليك أن تشقي طريقك وحدك يا صغيرتي
لا تخذليني..
وأنا أشهد أنك لم تفعلي يوماً..
سأرقبك عن كثب، سأكون بجوارك إن احتجت
وإن لم ينظروا إليك كما تستحقين فأعدك أنني لن أتوقف عن حبك مهما حدث!

مهما حدث

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

خربشات على قلبي10

*مرحبا بي هنا..
مرحبا بي للمرة الثالثة في مدونة فضائية..
أتمنى أن يطيب بي المقام وأن أستقر ولا أتشرد ثانية على الأرصفة..

منذ ساعتين وأنا أنقل ما كان في مدونتي السابقة هنا، إنه كمن ينتقل من منزل إلى آخر ويأخذ معه أثاثه القديم، وأمتعته الثمينة
الساعة الآن السادسة والنصف صباحاً فقط، استيقظت مبكرة أو أنني بالأصح لم أنم إلا ساعة أو ساعتين..
لماذا؟
لا أدري..
ربما لأن يومي كان حافلاً ومشحوناً وليس على ما يرام..

* بلغة هو ذنب..وبلغة أخرى هي حماقة..
ارتكبتها البارحة فبقيت آثارها الفادحة ماثلة أمام عيني طوال اليوم
الغريب أنني لم أشعر بتلك النشوة التي ترافق دوماً اختلاس الأشياء ..
ليس لدي تفسير!

* لقاءالمساء كان مشحوناً..
عدت تلك الطفلة الباكية المسكينة.
لو كنت أريد أن أفكر بإيجابية لقلت أن الأشجار المثمرة فقط من ترمى بالأحجار..
هذا لو كنت إيجابية
رغم ذلك،لا بأس..
ليس هناك في القلب متسع لمزيد من الخيبات!

الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

خربشات على قلبي9


حاولت أن أؤجل بدء يومي
لم تكن لدي الرغبة في بداية شيء جديد حتى لو كان يوماً
استيقظت متأخرة ولم أر أطفالي قبل ذهابهم للمدرسة..
حزنت..كنت أريد أن أبدأ يومي بهم..لكن خادماتي اللطيفات قالوا لي" كل شيء على ما يرام، كنت متعبة فلم نشأ أن نوقظك"!!!!
عدت للسرير ثانية أغلقت المكيف حتى أسمع صوت العصافير الصباحي..
لكن لا صوت..إلا صوت صمت مطبق..
لمدة ساعتين غرقت في صفحات رواية "تلك العتمة الباهرة" للطاهر بن جلون..
زاد صمتي..وتقوقعي داخلي..تباً لطاقة الكلمة..!
أكانت عتمة ابن جلون وجبة مناسبة لتناولها في الصباح؟
لم أذهب للعمل..بحجة أن لدي عمل أؤديه بشكل أفضل لو كنت في البيت..
هاهي الساعة تقترب من العاشرة وأنا لم أنجز شيئاً..
أكانت حجة فقط..أم أن انفجاري الشهري الهرموني يجعلني امرأة مع وقف التنفيذ؟

أتخيلني مثل فراشة بيتر بان "تنكر بيل" تلك الجنية الرقيقة..إن بوسعها الطيران لو آمن الأطفال بها..
أعلم أن لدي أجنحة شفافة، ألمسها وأشم رائحة الزهور العابقة بها..
ولكن مشكلتي أنني لم أعد أؤمن بي..
لذا لم أعد أحلق في أي مكان..
وصارت أجنحتي تثقل روحي ولا تمنحها الخفة المطلوبة..

متحمسة للحج..جداً جداً..

السبت، 15 نوفمبر 2008

خربشات على قلبي8

اليوم هو الجمعة..والساعة الآن الثامنة والربع صباحاً..

*كل المنزل ناااااااائم..
إذن،،لماذا أفعل ذلك بنفسي؟؟
أليس من المفترض أن أكون ملتحفة دفء سريري غارقة في نوم شهي..؟؟
يبدو أن ساعتي البيولوجية تعمل بشكل دقيق، حتى أنها ترغمني على النوم يومياً في حوالي الساعة العاشرة والنصف، وإن كانت كريمة معي تركتني حتى الحادية عشرة..!!
اشتقت للسهر، ولكني أعلم أن استيقاظي المبكر يومياً مع أطفالي واستمتاعي بالصباح وإنجازي لكثير من الأمور قبل ذهابي للعمل كفيل بأن يجعلني أتغاضى عن متعة السهر..!
أوه..هاهو طفلي الأشقر هنا..ساعته الخاصة أوقظته ليملأ صباحي ثرثرة..!
هاقد عدنا إلى المعركة اليومية التي أكرهها..معركة تفريش الأسنان..!
المضحك أنني قد ألفت 5 كتب عن العناية بالأسنان وابني..يرفض مسك فرشاة الأسنان بشددددددة

*صديقتي البعيدة القريبة حادثتني البارحة- قالت أنها تتفهم غيابي ..وأنها تتوقع مني كذلك أن أقدر بعدها في هذه الفترة من حياتي..!
تتفهمين غيابي يا صديقتي؟ إنه ليس غياباً ..إنه انسحاق..ذبول..انطفاء..
الغياب معناه أن أكون غير موجودة في مكان..وأكون موجودة في مكان آخر..ولكني لست موجودة في أي مكان..
لست هنا ولست هناك..!
اشتقت لصوتك يا صديقتي..
اشتقت للأمسيات التي كانت تجمعني بك نتسكع في هروب على مقاهي جدة لنثرثر حول أي شيء وكل شيء..
لنتبادل أسراراً وحكايات لا تليق بنا أحياناً، لنعلق على ما كل ما نعيشه ، لنفهمه بطريقتنا الخاصة..!
يا سلام..!
أكنا نفعل ذلك حقاً؟
أم أنه كان محض خيال؟
ألم أقل أنني لست مستعدة بعد للحديث عن الصديقات؟
ما هذا الحديث الذي جرني إليه إذن؟

*هل قلت قبلاً أن جدولي فارغ؟
هاقد بدأ يمتلأ الآن..لكنني أعمل كالروبوت ، أقوم بالأشياء لأنني أجيدها..
أمشي على الحبل، وأحاول ألا أسقط..عندما أتعب أقول لي: بقي القليل يا ما ورد..
بقي القليل وتصلين..
ولست أعلم هل أضحك على نفسي هنا؟ لأنني لا أعلم إن كنت سأسقط قبل أن أصل، وإن وصلت فماذا يوجد على الجانب الآخر؟
ترى...مالذي تخبئه لي الحياة هناك؟؟!!

الجمعة، 14 نوفمبر 2008

خربشات على قلبي7


اليوم هو الخميس تخلفت عن الغداء العائلي لأن لدي ما أقوله..وماأشعره وماأكتبه..

* لم أذهب البارحة إلى عزومتي المسائية ، أصلاً الساعة العاشرة كنت كالمغشي عليها من التعب..!
ونمت على الأريكة نومة لذيذة لذيذة..!

*قبل قليل قمت بارتداء ملابس الحج البيضاء رق قلبي و تمنيت أن أعود من الحج كحمامة بيضاء القلب والروح والنفس..بيضاء كالثلج أو حتى أبيض!
الله قادر على كل شيء..!

* حادثتني اليوم إحداهن وأخذت تصف روحي "الطفلة" كما تقول..ابتسمت في سري وبكى قلبي..
هي لا تعلم أنني لم أعد أمتلك هذه الروح أبداً، أحدهم طعنها خلسة..وأفهمها أن الحياة ليست بالسذاجة التي تظنها..
أين ذهبت طفلتي البائسة ، أتراها تحولت إلى فتاة راشدة لئيمة؟؟أم أنها ما زالت تجوب الطرقات الواحلة هائمة باكية تبحث عمن يدفئها ويمنحها حلماً ما؟

* قلت أنني أريد أن أكتب عن الصديقات..
ما زلت غير قادرة على ذلك..!

الخميس، 13 نوفمبر 2008

خربشات على قلبي6

يا مدونتي..لا تغلقي الباب في وجهي كما تفعلين دوماً..
أتيت أحمل لك أخباراً ، حديثاً هامساً يرطب صباحاتك المملة:

*احزري؟؟! سأذهب للحج بإذن الله..
يا سلام..اشتهى قلبي ذلك بصمت..ولأن الله أدرى بالقلوب حتى لو كانت صامتة فقد ساق إلي الحج حتى بابي..
لدي كثييييييير من الكلام أقوله لله عز وجل..وليس هناك أنسب من شعائر الحج تعريني إلا مني وتجعلني أنثال بين يدي خالقي..
لك الحمد يا الله..ولك الشكر يا أمي..

*لدي كلام كثير أقوله عن الصديقات..الصديقات اللواتي يذهبن ثم يعدن، أو يذهبن بلا رجعة..أو لا يذهبن أصلاً..
امم..الآن ليس لدي وقت لأتداعى بين يديك يا مدونتي..
فلدي محاضرة بعد نصف ساعة فقط من الآن..في وقت آخر مع كوب قهوة وموسيقى ناعمة أعدك أن يكون بيننا لقاء

* منذ زمن لم أكتب عن تفاصيل يومي:
اليوم هو أصعب يوم لدي في الأسبوع..محاضراتي تبدأ من الساعة 8 وحتى 1 ظهراً بشكل متواصل..
أشعر بي وكأني ماكينة شبكت في فيش 220
ما يخفف عني أن اليوم أربعاء..
رغم ذلك..فأنا أتوجس من اليوم..يصل الأولاد متأخرين من مدارسهم..ثم نذهب إلى بيت أمي لتناول الغداء بعد أن أكون قد انسحقت جوعاً..ثم يبدأ أطفالي في التوجه إلى أنشطتهم الربوعية..ثم ألملمهم حين ينتهي الوقت..ثم..ثم..تخيلوا ! أمي تصر علي أن أذهب إلى سهرة عائلية في بيت خالتي..
مجرد الفكرة تصيبني بالبكاء..
ففي الوقت الذي يفترض فيه أن أضع نهاية ليومي المرهق بسلام، علي أن أبدأه من جديد كسيدة صوالين أنيقة..

* إليك عني الآن أيتها المدونة..تعرفين أن علي أن أذهب في هذه اللحظة فلا تغريني بالبقاء أكثر..

الاثنين، 27 أكتوبر 2008

خربشات على قلبي5


شعري صار طويلاً..
لم يكن هكذا منذ زمن بعيد..

أقضي وقتاً طويلاً من اليوم بدون عمل يركض ورائي..
لم أكن هكذا منذ زمن بعيد..

السر هو أنني انتهيت من مرحلة في حياتي وبدأت الآن مرحلة أخرى..
لا أحد هنا..فلأبح إذن بجملة من الإعترافات:
كانت تلك النهايات من أصعب ما مر بي..كنت أتشبث بآخر ما تبقى منها..لكنها كانت تحاول أن تفهمني بأدب أن عليها الرحيل..في محاولتي لإستبقائها ذللت كثيراً، تجرحت..آذيت نفسي، رغم ذلك فقد تركَتني ورحلت..غير آبهة بي وبكثرة ما ذرفت من دموع وما تلبسني من حزن..!
تتساءلون من هي التي رحلت؟
إنها أيامي البرتقالية..
لم هي برتقالية؟
لا أدري..فقط رأيتها بهذا اللون..
كنت متألقة تحت وهجها..كنت مشتعلة ..دافئة..
الآن ..تلاشيت فيها ولم يبق منها- أو ربما مني إلا ظل خفيف لا يحمي من شمس ولا يؤوي من برد..
حين رحلتْ أخذت كثيراً من أحلامي..ومن صديقاتي..ومن ألق كنت قد صنعته بنفسي..وتركتني وحيدة إلا مني..
حين رحلتْ أصرت أن أعود لإكتشافي ثانية بعيداً عن إنعكاس أي وهج..
أن أبحث عن صورتي في داخلي وليس في أي مكان آخر..
فزعت..
فزعت حين لم أجدني..
كنت كطفلة أضاعت أمها وجلست وحيدة منزوية في ركن من أركان السوق الصاخب تبكي بحرقة وبخوف...
حين وجدتني كنت حانقة علي..رغم شعري الأشعث وصوتي الذي بح من فرط البكاء..
لم أكن حنونة علي أبداً
رغم ذلك أمسكت بيدي وحاولت أن أبدأ مرة أخرى بالسير في طريق آخر
حاولت أن أكون أنا صافية..
بدون رتوش أو ألقاب..
أنا ..كتلك الأيام التي كنت أجلس فيها في العصاري طفلة وحيدة أشاهد التلفاز وأرسم على ورق أبيض،ألعب في الحديقة وآكل الكتكات ثم أنهي اليوم وأنا أشعر بمنتهى السعادة..

الآن، وبعد المصالحة..أحاول أن ألمس جوهري من جديد..
لست متألقة بعد..
لكن، حين أنظر أمامي أدرك أن أياماً أخرى من حياتي قادمة..
لست أعرف عنها شيئاً ،فقط أراها بنفسيجة
وأحتاج إلى المزيد من الشجاعة كي أواجهها ..
أحتاج إلي..

الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

خربشات على قلبي4


أليس هو ذاته السؤال "الصفعة" الذي كنت أهرب منه؟
"وماذا بعد الدكتوراة؟؟"

سؤال مؤلم يتربص بي مذ كنت على أعتاب النهايات
وبالرغم أنني أؤمن بالمثل الذي يقول "لما تخاف من الشيء يطلع لك"
لكنني أقسم أنه كان يحوم حول رأسي ينتظر الوقت المناسب للإنقضاض..ومهما تعاميت أو تغافلت أشعر أن هذا السؤال يطن بقربي كبعوضة ضخمة مزعجة!
البارحة عضني هذا السؤال بشدة في قلبي..
لأول مرة أعود من الكلية بعيون دامعة..
دائماً لا آبه بهذا المكان ولا أحبه ولا أنتمي له..
وكنت أتدبر أموري جيداً ..
ولكنني اشتقت لأن أعمل بجد، وأن أهتم، وأن أنجز في بيئة نظيفة محفزة ومتقبلة للتغيير..

أشعر كأنني أعمل بالساعة..
أثبت حضوري الزائف وأوقع على محاضر ومهمات أعلم جيداً كما يعلمون أنها حبر على ورق فقط..

أرى في عيون صديقاتي ممن يشاركنني همي ذات الألم..
ولكننا نسير بصمت ولا نتحدث حتى لا ينفجر قلبنا الممتلئ وتصيبنا شظاياه ، نقوم بأعمالنا كأفضل ما يكون ونكافئ بالمزيد المزيد الذي لا يغني ولا يسمن من جوع لأننا "شطّار"...

أؤمن أيضاً بالمقولة التي تقول" كن أنت التغيير الذي تريده"
فكانت هذه المقولة وبالاً علي، أشعرتني فقط بمزيد من الإختلاف واللاإنتماء..

يا ربي..تساءلت منذ مدة طويلة، منذ بدأت دراستي للماجستير وشعرت وقتها بإحباط عميق:هل يمنحنا هذا الوطن ظلاً..؟
هولا يأبه..
ما إذن لو أردنا أن نمنحه نحن ظلاً وماء وفيئ..
هو أيضاً لا يأبه بنا..يبستم لنا فقط ابتسامة صفراء..
يعدنا وعوداً زائفة..ويسكتنا بتربيتة صغيرة كالأطفال..
كنت أصمت على مضض، وأتلهى بأي شيء آخر..
فهل علي طوال الحياة أن أخرس روحي وأضحك عليها كي تصمت وتترك عني إلحاحها ؟

أعود لذات السؤال..
وماذا بعد الدكتوراة؟
ما زلت أشعر بفراغات عميقة ومساحات متسعة في روحي..
لم تتعبأ أبداً بحرف الدال وتبعاته..
بل على العكس ،إرتفع السقف وما زال ظله أبعد من رأسي بكثير..


ما زلت حائرة أنظر أمامي وأنا لا أرى أي خيارات..أو طرق حتى لو كانت غير معبدة..

صعب أن تشعر بكل هذه الحيرة والإحباط في هذه المرحلة من الحياة..
فهل أسأت الإختيار منذ البداية..
وهل كنت أعلم أن هذا الطريق الطويل موصل للاشيء في نهايته؟

هل سأتحمل التبعات ما تبقى من حياتي؟
مستعدة أنا لأي "إجراء تصحيحي" ولكن..تكمن المشكلة أنني توغلت كثيراً وأنه لا سبيل للعودة..

يااااااااااااللصباح ..
أفترض أن يسقيني مزاجي مع كوب قهوتي..
يعدني ليوم يكون إضافة في حياتي..

...لكنه ليس أكثر من صباح حار خانق ذا شمس وقحة

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

خربشات على قلبي3

كنت هنا قبل قليل...كتبت كثيرا من الكلام..
ولكن..محاه تواطئ الإنترنت..!!!!

*البارحة في صلاة التراويح..هجم علي شيطان الكتابة..
عاث في عقلي وملأه بالكلمات..
حاولت أن أركز في الصلاة وأن أترقرق مع صوت الإمام العذب..
لكن عبثاً..
قلت لنفسي..: الآن يا ماورد؟ وقت الصلاة؟
ألست تتسكعين على أطراف الوقت لإنتظار إشارة من هذا الشيطان اللعين؟
.
.
طبعاً بعد أن انتهيت من الصلاة..وعدت للمنزل..بحثت في رأسي..فوجدته خاوٍ..!!

* لطالما تسائلت عن دعوة سيدنا سليمان عليه السلام:" رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي"
ترى..لماذا سأل ملكاً اشترط أن لا يرزق به سواه؟
هو نبي قوي وقائد مبهر ، ولكن كيف للإنسان العادي أن يطمح للملك والسلطان دون أن يمزج بين رغباته الشخصية وبين طموحه لإستخدام تلك القوة في نشر كلمة الله فقط؟
أمر صعب جداً..
حياناً أفكر..وأتمنى وأرجو أن يرزقني الله الجنة..
لأتمتع بصحبة الأنبياء..
لدي الكثير لأسئله لسيدنا سليمان..سأطلب منه أن يريني كيف ركب الريح..وكيف يكلم الطير وكيف يقود أمة من الحيوانات والجن..
سأطلب من سيدنا داود أن يسمعني أحد مزاميره التي يسبح معه فيها الطير والجبال..سأتملى وجه سيدنا يوسف الذي حاز شطر الحسن..
سأتسامر مع السيدة مريم..وأقبل رأس النبي عيسى..!
سأتمشى مع سيدنا محمد وأزهو على الكل بأنني من أمته...
.
.
ذلك كان حلم ودعاء ورجاء مني يا الله بأن ترزقني الفردوس وصحبة الأنبياء


* رمضاني هذا العام هادئ..ساكن
ليس الأفضل روحانياً ولكنه كاستراحة محارب مل من الناس والدنيا واللغط..

رمضاني في العام الماضي كان أكثر صخباً..وحلماً..وصحبة..
هذا العام أنا وحيدة..أجمع شتاتي..أعيد رسم ما انمحى من طريقي..
أترقب القادم من عامي..
.
.
يا لهذا الرمضان الذي يكون كريماً دوماً

الخميس، 31 يوليو 2008

خربشات على قلبي2


في كتاب ما..يصر الكاتب على أن الكتابة يجب أن تكون عادة..
وأن الكاتب عليه أن يأخذ الأمر على محمل الجد،،يخصص لنفسه وقتاً يومياً للمارسة كتابته..!!
.
.
عذراً أيها الكاتب..ماذا أفعل إذن بمزاجي؟
أين أريقه..وكيف أجعل منه كوب شاي أشربه يومياً وفي الحقيقة هو الذي جعل مني عادة..!
مزاجي هو من يشربني ويمارسني وقتما يريد..ويريقني حروفاً على ورق حينما يقرر..
ليس لي أن أتدخل كثيراً بيني وبينه..!





حين كنت أتناول الدواء المضاد للإكتئاب..
كنت أنتظر معجزة..
انتظر صباحا يحملني على أجنحة ملونة ويطوف بي عجائب الدنيا السبع..
كنت أترقب ابتسامة بلا سبب ترتسم على وجهي..
الحقيقة...أنني كنت أشعر نفسي كمن تقف خلف زجاج..
ترى الفرح ولا تمسه..والحزن ولا تجسه..
كل شيء لا يلمسني ولا ألمسه..
كنت أقف على مرمى حجر مني..
أراني ولا أتقمصني..
انتظرني ولا آتي أبداً..
أطفو..لا أغرق ولا أخرج من الماء..
كان شعوراً غريباً يجعلني استلقي على قارعة الوقت انتظر شيئاً ما لا أعرف ماهو..
تركت الحبوب منذ يومين..
..
..
أكاد ألمسني..!






أمارس "اللاشيء" على سبيل التغيير..
أريد أن أشعر بليالي الصيف الطويلة اللانهائية..
لعل ذلك الملل والطول يستفز عرقاً ما في قلبي ..
.
.
الشعور بالملل مفيد أحياناً..!

الاثنين، 2 يونيو 2008

خربشات على قلبي1

أين أنا؟
وكيف عدت؟

عدت هنا بعد طول غياب...ربما تقرب من السنة..

كانت هذه الصفحة قد ضاعت مني في الفضاء..أو أنني أضعتها..

جربت غيرها..ولكني كنت كمتشردة على الأرصفة بدون سقف..

الآن عدت..

عدت وحدي..عدت أجرجر كثيراً من خيبات..
أحملني وأضعني برفق صامت على حافة البوح هنا..
علّي أشفى..

مالذي حصل في هذه السنة؟
كثير جداً..أكثر مني إن كنت أقاس أنا بالكمية..

ليس مهماً الآن مالذي حصل..
عدت وكفى..

بدون أصدقاء..
بدون قرّاء..
بدون أحلام..
بدون....أنا

الأربعاء، 23 أبريل 2008

أنا يوماً بعد يوم 19

لماذا؟لماذا رأيتك في ذلك اليوم..والذي يليه..ثم الذي يليه؟
ألستَ صورة شكلتها كما أشتهي منذ تلك الأيام البعيدة الفاصلة بين طفولتي وصباي..؟
لونتها..ووضعتها في برواز ، ثم خبأتها في ركن قصي من الذاكرة أسترجعها في كل عيد مرة أو مرتين..
أستروح بها إحساساً لطيفاً لا يزور أبداً الفتيات الكبيرات..وأستعين بإسمك الغريب على تقصي هذه الذكرى وجعلها مزار قلب بدأ يتجه نحو الشيخوخة..
أخبرني ثانية..
لماذا رأيتك؟كيف لك أن ترتكب ذلك الذنب في حقي؟ أن تكسر البرواز وأن تجعل الصورة عادية وأن تمحو عن إسمك كل وهج لمّعتك به طوال السنين الماضية..؟!
حين رأيتك..لم أكن مرتبكة..!!لم تحمر وجنتاي خجلاً..ولم يدق أي عرق حي أو ميت في قلبي..!!!!
لم يطرف لي جفن..بل وتأملتك بعين جريئة لا مبالية..أتراك فقدت فتنتك؟؟أم تراني يئست وصرت أقسى من حجر؟أم لعلها تلك الأقمار والنجوم التي تحتفظ بألقها ووهجها مادامت بعيدة..فإن اقتربنا تحجرت..وفقدنا إزائها لمعة أحداقنا؟
..نصيحة..:
لا تحاولوا أبداً أن تقتربوا من أكثر مناطق الذاكرة فتنة..فالعبث بها يخلع عنها ثوبها المزركش!

الاثنين، 21 أبريل 2008

أنا يوماً بعد يوم 18

لا أدري متى آخر مرة نمت نوماً عميقاً متصلاً حتى اليوم التالي..
عقلي لا يكاد يكف عن التفكير..
في منتصف الليل يصحو عقلي وإن تركني نائمة..لكنه يكثر الطرق والثرثرة والركض والجموح بلا حدود..حبله لا ينقطع حتى بنومي..يستمر غزل الأفكار والأحلام والهموم والتوقعات..
أفيق..أستغفر الله..أشرب كأساً من الماء..وأحاول أن أندس في أعمق نقطة في الفراش..ولكنها الأفكار تأبى إلا أن تتسلقني وتجهز علي من كل جهة..فأقوم وأكتبها..ثم أعود وأقرأها...ثم أحاول أن أرسم شبكة خطوط بينها..فأتوه فيما رسمت وكتبت دون أن أجدني..!!
ربما لأنني في هذه الأيام أقف وأمامي مفترقات طرق..ربما لأنني أشعر أن الأرض التي تقلني ليست صلبة بما يكفي الآن..ربما لأنني أحب مالا أريد وأريد ما لا أحب..وعبثاً أحاول أن أزاوج سلمياً بينهما.....
لا أحب الأفكار التي تتقافز كجاندب طوال الليل..:(

الأحد، 20 أبريل 2008

أنا يوماً بعد يوم 17

*أخيراً جئت أستلقي على الورق...
منهكة الروح، غاصة الحنين...
فوضوية الشعور..والنبض..والكلمات أيضاً..


*كنت دائماً أقول أنني مترفة الحزن..
لكن في الأيام الماضية هبط علي حزن شرس..
زارني من حيث لا أحتسب..
حزن أكبر من كل مساحاتي..
حزن ملأ علي عيني فلم يترك مكاناً حتى لدموعي..
ولا صوتاً لقلبي..


*ماهو أكثر حزناً من أن ترى أمامك مخلوقاً تحبه يتألم..ثم تقف مكتوف اليدين ليس بوسعك أن تفعل له شيئاً إلا أن تمسح على جبينه، وتربت في حنان على قلبه.. وتنظر بأسى إلى عينيه..
ذلك المخلوق..كان أمي..!
أنا أم..ولكني مازلت أتسائل..هل تتألم الأمهات؟
هل يبكين؟..هل يستجدين الرحمة ..وتنز كل خلية في جسدهن وهناً؟
هل تفقد الأمهات العظيمات قوتهن لتتبعثر الفوضى وينسف الأمان في عيون أبنائهن..؟
كيف يمكن للأمهات أن يصبحن أضعف من أبنائهن في لحظة..وأن يصبح الحضن الذي احتواني طوال العمر بحاجة إلى من يحتويه؟
كيف يمكن أن يصبح كتفي المائل هو الجدار الذي ينبغي أن تستند عليه مدينة أمي الشاسعة؟
كيف يمكن للعصفور أن يقود نسراً؟ وللوردة أن تعطر مرجاً؟ ولنسمة أن تقود موج البحر وسفنه ومراكبه ونوارسه نحو المرافئ الآمنة؟
كيف تتهاوى بوابة شاهقة أمام نافذة بالكاد يتلصص منها الضوء؟
ويغفو قمر متوهج في حضن نجمة خرقاء؟
.
.
هذه المعاني حفرت أخاديد عميقة في داخل نفسي..
كنت أتحرك ، وأروح ، أحمل التقارير وكيس الأدوية الملعون..أمضي من مستشفى إلى أخرى..
أتحدث مع الأطباء، وأشرح الحالة مرة واثنين وثلاث..
وفي كل مرة تهجم النوبة الشرسة على أمي..فتئن بصوت مبحوح وتتوسلنا بعيون باكية أن نفعل شيئاً لنوقف جيوش النمل التي تنهش جسدها في ألم حتى أشعر بقمة الإنهزام والفشل..والتقزم..
وبعد أن تهدأ وتستكن في ضعف ، وبدون أن تضع عينها في عيني تهمس بصوت منهك: أتعبتكم معي..!
فأدير وجهي للناحية الأخرى متصنعة القوة والغضب في محاولة لإخفاء ذلك السهم الذي ينفذ في قلبي كلما قالت ذلك لأقول في لهجة مضطربة: ماهذا الكلام؟ وأي تعب هذا؟
فتعود لتنام كطفل هادئ أنهكه البكاء تاركة إيانا الخمسة في حيرة ..ودهشة.. ورغبة جارفة في أن نهبها أجسادنا ودعواتنا وكل ..كل حبنا!

السبت، 22 مارس 2008

أنا يوماً بعد يوم 16

حينما قالت لي عمتي :عمك يريد منك أن تحادثيه غداً على جواله،لم أتحمل أن يأتي الغد، فاتصلت مباشرة على رقم جوالك -الذي احتفظ به لأرسل لك ماسجات تهنئة في الأعياد- لترد علي بصوتك المغرق في السكون، قلت لك: انتظرتُ أكثر من 10 سنوات لأتلقى دعوة مباغتة كهذه ، والآن أنا غير قادرة على انتظار يوم آخر..
تبادلنا السلام والسؤال، سألتني عن أعمار أبنائي، عملي، أوضاعي، ثم بدأتَ الحديث في الموضوع الذي كنت تريدني من أجله..
كنت ببساطة تحكي لي قصة حياتك ، انفصالك عن زوجتك، وأوضاع ابنتك،كنت تنسكب، وتنثال بهدوء، تتألم بوداعة، وتتأوه بصمت..
لست أدري لم كانت دمعة تترقرق في عيني وأنت تتحدث، وعندما كنت أرد عليك، كان صوتي يبدو مرتعشاً مرتبكاً..
لعلك نفذتَ إلى أعماقي تلك التي مارستَ عليها سطوة ما في فترة من فترات حياتي، ورغم بعدك وبعدي كل المدة الماضية، رغم أن لقاءتنا لا تتعدى خمسة دقائق على مدار العام إلا أن صوتك ذلك اليوم فتح باباً ونافذة ومنزلاً كاملاً كنتُ أشاركك فيه..
عندما عدتَ من سنوات دراستك في الخارج، كنتُ أنا ما زلت في الثانوية، عدتَ و أنت الشاب المتفتح الذي تحمل مزيجاً من ثقافات ورؤى مختلفة، وأنا الفتاة المتعطشة للحياة والمجهول والمستقبل .
تقابلنا ، ليس كفتاة وعمّها ..بل ربما أكثر من ذلك...
لطالما أسررت إلي بأحلامك، بنظرتك للمجتمع من حولك..بقصص عن مغامراتك وعلاقاتك ،أما أنا فأسرب إليك ثرثرة من عالم الفتيات تحمل إليك أسراري مع صديقاتي، حكاياتي السخيفة، وتجاربي الساذجة..
وفي فترة كنت أتوق فيها لمعرفة أي شيء عن الجنس الآخر، كنت أنت البوابة المفتوحة على مصراعيها لتجيب على أي سؤال، مزاجك المتطرف في كل شيء والذي ورثته عنك، ذوقك الأنيق.. والحميمية الخاصة التي ما كنت تجود بها إلا على الأثيرين لديك..تلك النظرة الغير آبهة والتي كنت تغلف بها كل شيء كطريقة لممارسة حياتك كما تشتهي..
كل ذلك رسم في أعماقي خطوطاً لرجل لن يأتي أبداً..
معك جربت أول سيجارة وبعد أن سعلتُ طويلاً قلت لي: ألم أقل لك.. طعمها مقرف!، معك جربت معنى أن تركب المرأة سيارة رجل بكل غرور وتتوجه معه للغداء أو العشاء ونظرات الفضوليين تلاحقهم، معك كانت صدمتي في أفلام نقلتني من دنيا الصغار وألعابهم إلى عالم الكبار البالغين..!
لماذا أتذكر كل ذلك الآن؟ وأنا التي قد كبرت كثيراً في غفلة منك ولم أعد تلك الفتاة الصغيرة المتطلعة..؟!
ربما لأنني يا عمي من أولئك اللذين تسكنهم أشيائهم ، ولا تغادرهم أبداً..
أخزّن كل ما مضى ، ثم يكفي صوتك ليدلق كل شيء دفعة واحدة من مكان مجهول في الذاكرة..
ذلك اليوم أصبت بارتباك منعني من النوم...
صوتك كان "أحزن" من أن أتحمله..
كان موجعاً للدرجة التي ارجعتني لتلك الأيام القديمة، مراهقة بتنورة سوداء قصيرة وبلوزة حمراء، ترنو إلى عمّها لترى الإعجاب في عينيه قبل أن تدخل لغرفة الضيوف متباهية..!
كصديق تقابله بعد زمن فتكتشف أنك ما زلت تأبه له كثيراً، ورغم أنه ضاع منك في خضم الحياة..والعمر..والمشاغل إلا أن مكانه في القلب ما زال نابضاً..
هذه مشاعري أنا، وحقا لست أعلم إن كنت تذكر شيئاً من كل ذاك أم أنها بالنسبة لك مجرد أيام مضت ولم تترك إلا آثاراًَ على الرمال محاها مرور السنوات..!
.
.
حين قابلتك البارحة في مناسبة عائلية ، نظرت إليك بطرف خفي..
فوجدت أنني امرأة نضجت كثيراً ، وأنك رجل متألق كما أنت..
كنا نجلس على أريكة واحدة أنت تتابع مباراة في التلفزيون وأنا أعبث بجوالي إلا أنني شعرت بذلك البعد القريب، أو القرب البعيد .
.
.
رغم كل شيء..أحبك عمي الصغير، وأشتاق لك!

السبت، 15 مارس 2008

أنا يوماً بعد يوم 15

  • كيف لك أن تكونين بكل هذا الغرور الفاتن..وأنت ربيبة الخليج الدافئ؟
    أنا مثلك..تربيت على أطرافه..وبين أمواجه ..فأرضعني حبه وتواضعه وبساطته..
    لكني ما زلت أحن إليه..وأبحث عن وجهي القديم بين زبده ومحاره..
    أما أنت..فقد تركته خلف ظهرك..وتوليت تفردين أجنحتك وتتدثرين بمساحات الصحاري الشاسعة والعمائر الفارهة....
    صار لك ثوب أنيق رفعت أطرافه عن قصرك الممرد من الخليج حتى لا تبتل حواشيك المزركشة..
    ورغم ذلك كلما وطئت مدينة يقبلها الخليج خلسة ..تحاصرني لهجتها التي مازالت بحتها ترن في أذني منذ أيام طويلة..ويتنفسني هوائها حنينا ووفاء..

    متورطة أنا بك أيها الخليج وبكل مدينة طوقت جيدها بلؤلؤك..!!


  • لست أدري لماذا كلما أخبرتك عن فعل أو نشاط خارجي أؤديه يتطلب اختلاطاً قلت والضحكة تسابق صوتك مازحة...:سأخبر زوجك بكل التفاصيل!
    أتعجب ردة فعلك وأقول لك ببساطة :زوجي يعرف كل التفاصيل..
    فماذا تظنين حقاً؟
    أتعتقدين أنني سأعلق بثياب أول رجل غريب أقابله ومن ثم أهيم به ؟
    يااااااااااه..
    ليت ذلك كان..بهذه البساطة..
    حقا أتعجب منك إلى الآن وأذكر تماما يوم خطبتِ..
    وأذكر كيف انقطعتِ عن العالم بعد زواجك..وكأنك كنت على أعتاب الجنة .
    لا أعلم حقاً إن كنتِ دخلتِ جنتك..وإن كان ذلك صدفة أم حظاً أم عنوة..
    كل ما أريد قوله..
    لا تخافي علي يا عزيزتي..
    صديقتك أكثر غروراً وتعقيداً وتشابكاً من أن تترك مساربها للعابرين..



  • مازلت أحتفظ بالقدرة على الدهشة طازجة رعناء..
    أترى هذا ما يجعلني أتواصل مع عالم الأطفال دوماً..؟!
    هل هذا ما يجعلني أحب الألوان القزحية والرسومات الغير متقنة وحديث الصغار المشقلب في الثالثة من العمر؟
    أهذا ما يجعلني أكره الرسميات والمجاملات المعلبة وصوالين السيدات المغلقة والأسرّة المرتبة؟
    حين أحكي للأطفال قصة وأبصر لمعة الدهشة في عيونهم أشعر بتيار خفي موصول بيني وبينهم يتسرب في تواطئ وسلاسة ..
    .
    .
    الدهشة ..أن تكون مازلت قادراً على التعلم والإحساس...والحياة!

    هذه المرة..تصبحون على دهشة

الأربعاء، 5 مارس 2008

أنا يوماً بعد يوم 14

صليت العشاء..وبقيت ساجدة في الركعة الأخيرة أطول من المعتاد...
كنت أحتاج أن أشعر بذاك الحبل المتصل بيني وبين الله..
كنت أحتاج أن أشكو ضعفي..بشريتي..غوايتي إلى من هو أعلم بي مني..
كنت أحتاج إلى أن أدعوه عز وجل كي يسد ثقوب القلب تلك التي ما إن أغلقت واحدة حتى انفتحت الأخرى..
..
دائماً أنا مبحرة في زورق معطوب..
مل مني البحر، وليس أي شاطئ بقادر على احتوائي..
ضاعت مني عناوين كل المرافئ وأغرقت موانيها عنوة كي لا أصل إليها..
تغرب أحياناً شمسي دون أن تودعني أو حتى تعدني بإشراق حنون في اليوم التالي..
تتركني في ليل عاصف يقتلع ساريتي ويغري الموج بأن يبعثر ما تبقى مني رأساً على عقب..
لماذا كلما ظننت أنني الأقوى اتضح أنني الأضعف؟
ولماذا كلما أغلقت الباب تسللت الرياح من النوافذ المسدلة الستائر؟
ولماذا كلما أدرت وجهي للجهة الأخرى من الفقد قابلني حزن مبتسم بطعم لاذع؟
..
..أكره الحزن المترف..
وأكره أن أقف على الشرفات لأتأمل صحرائي الشاسعة..
وأكره أن يمد لي القدر لسانه شماتة وتعباً..وإعياء..
وأكره أن يصطاد قمري أحد..ويصبغ قوس قزحي بلون واحد..ويعبث في اتجاهات بوصلتي..
ويصفع الأبواب في وجهي..
..
..
يا للفوضى..
تعمني في هذا المساء..
حتى كلماتي تأتي مبحوحة الحرف..
متحلزنة في بلادة..
متقنفذة في ترقب..!
غريبة عني..
تشبهني ..ولا تشبهني..
كطفلي الصغير ذو الشعر الأشقر..
الذي لست أدري كيف أرتب خصله بجوار خصلي الحالكة الغارقة في أليل ليل..!

لدي كثير من العمل الذي ينبغي إنجازه..
اعتذرت من مناسبة عائلية بحجة هذا العمل..
ولكني لم أفعل شيئاً من وقتها إلا الإستلقاء على قارعة الوقت محاطة بجيوش نمل من شجن..
تتسلقني، تنهشني، وتتركني في أقصى الأريكة متدثرة بمزاج لا يسمح لي بممارسة أي عمل..
ماذا لو نمت الان؟
ماذا لو دلقت كل هواجسي على المخدة بجواري وتسللت صباحاً وهي نائمة لأكمل عملي المهم؟
..
دقت الساعة الثانية عشر..
لأكن سندريلا الوقت وأفقد ذاكرتي بدلاً من حذائي على أن لا يعيدها لي أمير وسيم ..ومغوٍ..

لا.. أنا الليلة تلك المرأة الفقيرة صاحبة القدر السحرية ، أنسكب طوال الليل بوحاً وكلمات وحماقة..!

ربما أنا أميرة نائمة..ما زالت تبحث عن قبلة توقظها من الصحو لتغرقها في نوم أبدي..!
أو لعلي من تسممت بتفاحة آدم..وغصت بخيبات الجنية الفاتنة الشريرة..
.
.
تصبحون وأصبح على يوم خال من الهذيان

الجمعة، 22 فبراير 2008

أنا يوماً بعد يوم 13

حالة تمرد تنتابني..
تلقيني في ركن قصي من الحياة، أراقب فقط..
ثم أتقدم خطوة..أرصّ انجازاتي القليلة، وهزائمي الصغيرة...أرتبها، أتفرج عليها..
وأخرج منها بكومة غبار/اعترافات لا تضر ولا تنفع:

لا ضير أن أضيع سنة أخرى من عمري في شيء أستطيع فعله..
ألم أتربى على هذا المفهوم منذ صغري؟
أنت يا ماورد "شاطرة" أنت "قدها وقدود" أنت" تستطيعين"...
لست بحاجة إلى إثبات آخر..أجل أنا أستطيع..
ولكني بحاجة إلى أن أمارس شيئاً أحبه ويحبني...وليس شيئاً أقدر عليه..ويجهز علي...
..
..
فجأة ..اكتشفت أنني جعلت من حياتي..معركة!


نعود ثانية إلى مسألة "أحبه" !
لماذا في كل انعطاف من حياتي أنكر حق قلبي..
أُسكت نبضي ، وأُصمت حدسي..
...
...
يأتيني بكل حب الدنيا - ذلك الذي راهنت على العيش معه- ليقول لي ملء قلبه:
أنت صديقتي، سندي في الحياة..وحبي الوحيد..

أداري عيناً دامعة وقلبي يقول لي: ألم أخبرك بأنك تستطيعين؟!


نعود ثالثة إلى تلك "أحبه"...
مهما خبأته..
مهما ظننت أنني ألقيت به بعيداً..
مهما محوت كل ما يذكرني به..
يكفي أن تتجمع خيباتي وتختلط بمزاج متطرف..لتنسف مقاومة بنيت جدارها طويلاً..طويلاً
..
..
أتداعى ، ألملم قلبي ، وأمضي بعيداً أصارع معركتي وحدي وأنا أنوي الفوز مرددة" تستطيعين"!


مازلت في ذات الركن.. أتجرع ببطء مرارة كل ذاك الذي يتعلق بـ... "أحبه"!

الخميس، 21 فبراير 2008

أنا يوماً بعد يوم 12

  • ماذا بعد الدكتوراة؟
    يبدو أن الحصول على الدكتوراة نهاية خط ما بالنسبة لي،سباق ستعلن نتيجته، او مرفأ سأرسو عنده دون أن أعرف في أي مدينة أنا..!
    يبدو ما بعد هذا الخط غامضاً أو أنني لم أكلف نفسي عناء التفكير فيه حتى قالت لي إحدى صديقاتي: ماورد..هيا خلصينا وصيري دكتورة...
    صديقتي هذه قد حصلت على الدكتوراة قبلي، فقلت لها : لماذا؟ أعطني سبباً واحداً ..يجعلني أنتهي بسرعة!
    نظرت إلي بصمت ثم ما لبثت أن قالت: صدقيني الحياة ستبدو أجمل وأوسع مساحة، ستتخلصي من ذلك الإحساس الذي لا يفارقك بأن ورائك شيء يجب أن تنتهي منه...
    قلت لها: تصدقين ..لا أعرف الحياة بدون هذا الإحساس!
    دائماً يكون ورائي شيء وأمامي شيء وحولي أشياء وأشياء يجب أن أنتهي منها..
    ولكنها على أي حال محاولة جيدة لتحميسي...

  • شعرت بأن ثقباً اسمه "مابعد الدكتوراة" بدأ يسربني خلسة منه..
    نبتت لي أجنحة وعدت قادرة على الحلم ..والتحليق..والفرار..


  • لماذا يقولون دائماً "عقبال ما نشوفك دكتورة قد الدنيا"؟
    هل يمكن تجميع الدنيا ووضعها في قارورة دكتوراة..
    أم أن الحاصل على الدكتوراة يتضخم وينتفخ حتى يصبح بحجم الدنيا كلها؟
    ..
    ..
    كم يبدو ذلك التعبير سخيفاً..
    لا نحن بقادرين على ملء الدنيا، ولا الدنيا بقادرة على احتواءنا بكل ما فينا...
    أريد أن أكون على قدي..فقط..ولا شأن لي بالدنيا..


  • إحدى الأسماء المميزة لدي دكتورة ..حاصلة على شهادتها من أمريكا...
    لا تأبه إن سبق أحد اسمها بحرف الدال، أم ناداها باسمها المجرد..!
    ولا يعنيها كثيراً أن تكون ذات برستيج "مدكتر"...
    وأخرى لقبها العلمي "أ.د" يبدو فضفاضاً جداً عليها..لكم تبدو كقزم..سابح في ثوبه..!ترى.. لماذا لا يحصل كل فرد على مقاسه؟
    ..
    .
    لقد قال لي أبي ذات ثقة" الإنجاز يا ابنتي..أن تحصلي على ثوب كبير..وأن تملئيه بك تماماً...!"



  • لا فرق..
    يوم أن كنت تلميذة تتطاير ضفائرها مع هبة الفجر وأبواق باصات المدرسة..أو إن صار يسبقني..ويفسح الطريق لي.. حرف دال مغلف بالرسمية..!
    في كلتا الحالتين..
    مازلت أحمل نفس اسمي..!
    أقضم تفاحتي الخضراء بشراهة..!
    وأستلقي على الأرض لأقرأ قصة..!
    وأملأ جيوبي بحبات السمارتيز..!
    إذا دققت النظر إلى العينين..ستجد بريداً للروح هناك..! لا تخفيه فخامة الألقاب ..ولا تخطئه النفوس الشفافة..!

الأحد، 17 فبراير 2008

أنا يوماً بعد يوم 11

  • قمت من النوم بعد هجوم جيوش النمل الجرارة على رأسي وبقائها هناك تسرح وتمرح وتأكل فتاتفيت السكر..
    ...
    ...
    حسناً هذه نظرية وضعتها أنا..
    تلك النظرية تقول أن حبة من السكر تكفي لإجتذاب نملة ثم تتدفق باقي جيوش النمل المخلصة وتتجمع وتتكاثر..
    بلغة أكثر ترتيباً ذلك يعني أن فكرة واحدة كفيلة بتداعي كم كبير آخر من الأفكار..
    فكرة حزينة واحدة تغرقك في بحر الحزن وتنهشك قبائل النمل الأسود من كل جانب..
    فكرة مفرحة واحدة تحوطك بالأفكار القزحية ويتراقص النمل الأبيض حولك من كل جهة..
    فكرة واحدة حول مشروع أو عمل كفيلة بتدفق النمل "الشغاّل" في إخلاص وجدّ...
    ...
    وبما أني غارقة – ونادرا ما أفعل- في بحث الدكتوراة فالنمل الشغال يجد ويكد في رأسي ويمنعني النوم...
    قمت بسرعة أسجل بعض تلك الأفكار التي خمنت أنها جيدة جداً قبل أن يصبح للنمل أجنحة ويطير ويفر مني...!
    ..
    ..
  • شعرت البارحة أنني أنجزت شيئاً عظيماً...
    لا، ليس شيئاً يتعلق بالبحث، ولا برجوع أموالي التي سحبت خطأ من البنك..
    وليس أيضاً شيء يخص مشروعي الخاص، أو تصحيحي لإمتحان طالباتي في الكلية...
    ..
    ..
    لقد أخبرت الخادمة أخيراً بالوجه الصحيح للمفرش..
    ولهذا المفرش قصة:
    في أحد الأيام اشتريت مفرشاً أو قطعة قماش مطرزة كي أضعها على أريكتي الحمراء..
    تكسر حدة اللون وتضفي مسحة أحبها ، وأتغطى بها حين أشعر بالبرد ويرفض زوجي أن يغلق المكيف..
    وجه المفرش مطرز بخيوط صوف ملونة بمساحات كبيرة بينها خطوط من القصب الفضي. وظهره باهت اللون إلا من ظهور الخيط الفضي بكثرة كما تظهر خيوط التطريز بطريقة فوضوية من الظهر.
    في كل يوم وحين أعود من العمل أجد الخادمة قد وضعت المفرش على ظهره ثم ألقته على الأريكة، فأعود وأقلبه على الوجه وأعيده مكانه...
    صار ذلك روتيناً ، أول شيء أفعله بعد نزعي لعباءتي إعادة المفرش إلى وجهه الصحيح، مر أكثر من شهر..لا أنا أخبرت الخادمة ولا هي سألتني...
    ..
    ..
    البارحة بكل بساطة ناديتها ثم قلت: حين تضعين المفرش ضعيه على هذا الوجه، فما تفعلينه أنك تضعينه على الظهر دائماً..
    قالت لي: أووووووه، حادير مدام..

    بهذه البساطة...انتهت قصة المفرش...


    ما زلت نعسانة ومازالت جيوش النمل هنا...

الخميس، 7 فبراير 2008

أنا يوماً بعد يوم 10

هل شعرت يوماً أنك مبلل القلب؟

وأن المياه الدافئة تصيب نبضك بقشعريرة لذيذة...؟!

أن شمساً غاربة قد احمرت شجناً وسكنت وجنتيك..

أن موجاً ذا صوت هادر يتكسر بحنان على رمش مقلتيك..

أن نورساً يأخذ معه صوتك، أمنياتك، وأشواقك التي لا تنتهي ليوصلها إلى أحد ما على الضفة الأخرى..ينتظرك

أن رملاً ناعماً يتشكل على خطواتك يحتفظ بماضيك وفاء ويرسم مستقبلك عمرا؟

أن زورقاً مكسور الشراع يغريك أن تركبه مرة أخرى علك تبحر في خليج لا يعرف إلا الحب وأضواء المساء وقناديل البحر..

أن "عصرية" تفيض دفئاً وأصابيع كتكات ترشوك كي تجري مسدل الشعر والشعور على ما مضى من حكايا ؟

أن صخوراً تتكوم على الشاطئ وتدعوك كي تجلس عليها كملك تلقي بالأصداف محملة بك نحو أعمق نقطة في البحر في محاولة للغرق شجناً..
.
.
.

بقي أن أقول أن كل تلك الممارسات كانت جزءاً من يوم الجمعة القديم...حين كنت طفلة الخليج المدللة..

يبدو أنني ما زلت عالقة هناك..بين موجه وقلبي..

..
..
..
مازلت مبللة ..

الأربعاء، 6 فبراير 2008

أنا يوماً بعد يوم 9

ذلك الحلم العابث الذي زارني ليلة البارحة...
صحوت من النوم وما زالت أصواته وصوره ورائحته تعيث فوضى في عقلي ...
لماذا؟
لماذا يزورني "ملهمي" القديم بعد أن بلغت هذا العمر..؟؟!
كنت في الثالثة عشرة عندما رأيته لأول مرة ، هو الذي علم قلبي كيف يدق، وقلمي كيف يسيل، وعيناي كيف تخبئ الصور وتحتفظ بها تحت الجفون إلى حين..
هو الذي رفع السقف عالياً فلم يعد يعنيني أحد، اسمه كان رجفة ترتعش لها أطرافي، وبيته مرساة تربط قلبي بشط الدهشة الأولى دوماً..
رأيته في الحلم، كان مختلف الشكل، بذات الروح المتوثبة والعيون المترقبة التي تبحث عني ولو كنت بين ألف..
كان اجتماع العائلة السنوي في العيد،،وفي وسط الجموع كان يناديني بلا تحفظ ، تواريت خجلاً وعندما عدت كان قد رحل...
لماذا كان يناديني وأنا لست أعلم أي أرض تقله الآن؟
ولماذا هربت قبل أن أسأله ماذا يريد مني؟
لماذا لم آخذ خطوة يوماً ما أكثر من مجرد سؤال يخصني به، وابتسامة خجلة أرد بها عليه؟؟
وهكذا كان هو دائماً..
تنتهي قصصنا على أعتاب نظرات بريئة أو غير بريئة..
ويبقى "ملهماً" كنت أخلع عليه كل ما أريد، كدمية مسرح عرائس أحركها في خيالي أنى شئت...
بطريقة صامتة أزهرت بسببه...
نضجت حباً..أورقت شعراً...
وبعد كل هذا..
..
..
مايزال..حلماً..!

الخميس، 31 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 8

  • الساعة الان الرابعة والنصف فجراً..
    من المفترض أن أكون في مثل هذ الوقت أغط في نوم دافئ لذيذ خاصة وأن استيقاظا مبكراً ينتظرني، فهو السبت الأول بعد إجازة الأسبوع القصيرة..لمعاودة المدارس والدوام.

    ولكني لم أستطع النوم، أغمضت عيناي في إغفاءة قصيرة فقط قمت بعدها وعقلي لا يتوقف عن التفكير..
    منذ يوم الخميس – كعادتي- جهزت جدول الأسبوع الحافل ما بين أربعة قوائم رئيسية: الأولى تخص الأمور العائلية والتزامات الأطفال ، والثانية ترتبط بعملي والثالثة بدراستي وبحثي للدكتوراة والرابعة تحوي مواعيد ومهمات تخص عملي الحر ومشروعي الخاص..
    أتوزع أسبوعياً ما بين هذه القوائم الأربعة، ورغم أني أنجز أغلب بنودها إلا أنني بالكاد أتنفس وأنجو حتى آخر الأسبوع..
    وحينما أقول بالكاد أعني أن جدول حياتي لا يحتمل أي مفاجآت، وليس مرناً بالقدر الذي يسمح له باحتواء ضغوط جديدة من أي نوع..
    أمام كل ذلك فاجأتني الخادمة برغبتها في الرحيل ...
    ..
    .
    .
    طبعاً كل أوراقي ستذهب أدراج الرياح، وخططي إلى جهنم وبئس المصير..
    فذلك ليس طارئاً عادياً، ولكني كموظفة وأم لأطفال ذلك يشبه تسونامي يصيب شواطئي..

    منذ عدة ساعات أحاول أن أبدو هادئة..خاصة أن مسلسل الخادمات الجاوي هذا قد تكرر معي على مدار العام مرات كثيرة وصار يفقدني أعصابي..
    فدخول واحدة وخروج أخرى يصيب كل شيء في البيت بعدم الإستقرار بدءا بي ومرورا بالأطفال وانتهاء بالوسائد والأسرة..
    ثم أقول..

    الباب يسع جمل/ لعلها تأخذ معها شرها وترحل/ سيقدر الله لي ترتيباً أفضل/ما أسوء ما يمكن أن يحصل؟......الخ

    ورغم ذلك ..أرى أمامي كرة ثلج تتضخم..تقترب..وبسرعة..
    ولا أدري هل أقفز فوقها..أم أصرخ طالبة النجدة..أم أتركها لتدهسني معها!!!!


  • لم تكن علاقتي بالفراشة على ما يرام منذ يوم الأربعاء..
    ولكننا اليوم، تحادثنا كأجمل ما يكون..
    تعانقنا..تصارحنا..
    وتصالحنا..
    وتعاهدنا على كثير من الصداقة وكم لا نهائي من الحب..!
    .
    .
    هل قلت قبل ذلك أن فراشتي البيضاء في التاسعة فقط؟

  • يااااااااااه..
    الكتابة بهذه البساطة والحماقة..
    الكتابة دون انتظار من يقرأنا..
    الكتابة على أوراق الورد بمائه الشفاف
    لهو علاج لكل المتعبين..والمهمومين..والواقعين تحت حصار كرات الثلج!


    هل يوجد من يحبني في الجوار؟
    ..
    ..
    أحتاج إذن دعواتك ..

    I need to survive

الثلاثاء، 29 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 7

  • تركت الفتيات مع والدهم يتابعون فلماً في التلفزيون، إنه أحد تلك الأفلام التي تأخذك في رحلة عبر أرض سحرية تدعى (نارنيا ) تتصارع فيها قوى الخير والشر، ويمتزج فيها خيال الأطفال بحكمة الكبار وتكنولوجيا الصوت والصورة والأداء..
    كنت قد رأيت أجزاء من هذا الفلم أثناء رحلتي الطويلة في الطائرة العام الماضي، وما شجعني على ترك الأطفال يتابعونه تركيزه على قيم إنسانية نبيلة كالتعاون واللطف والوفاء تجاه الخبث والأنانية والشر...

    ربما- أقول ربما يساهم فلم ممتع كهذا في وصول رسائل إيجابية بدون تدخل مباشر خاصة بعد ما حدث من صدام بيني وبين فراشتي البارحة تجاه مثل هذه الأمور..


  • أفترض أن الدمع بيضاوي الشكل ، شفاف اللون، هلامي القوام..
    يجري مجرى الكريات الحمراء في أوردتنا وشرايينا، وقد تأتي أيام يرتفع فيها منسوب تلك الجسيمات اللزجة لتلتصق بمزاجنا، تنفر من أعيننا، وتُغرق قبل ذلك قلوبنا..
    أسبوعي الماضي كان للدمع عليه سطوة، لم يكن يمهلني كثيراً حتى أتوارى في غرفتي أو أدفن رأسي بين وسائدي..
    بل كان يتعنى أن يفضحني، يباغتني، في وسط حفلة لأبدو فتاة صغيرة حمقاء..تمسك منديلاً بيد، وتمسح أنفها المحمر بيدها الأخرى، وتطرق بعيونها الدامعة نحو الأرض..تبتلع شهقاتها وخيباتها على مرأى من الكل..

    أسبوعي الماضي كان مترعاً بالعثرات من كل نوع..كأم,,كصديقة..كزوجة..
    وأبقى أمام كل هذا الضباب المخيف ألجأ لحيلتي القديمة..
    أتخيلني ماورد الصغيرة..ذات الضفائر المسدلة والفستان الأزرق بالأجراس المزعجة..
    أضم هذه الماورد،أمسح على شعرها، أفك ضفائرها وأعبث بها،ثم.. أخبرها ألا تحزن كثيراً..
    أذكرها أن حياتها ليست إلا قارباً رغم هبوب العواصف في بعض الأحيان إلا أنه لم يزل على السطح لم يغرق، ولم تزل كثير من النوارس تحوطه عندما يتهادى، ولم يزل الشروق والغروب يتعاقبان عليه في جمال كوني لن تنتبه إليه إلا إن أرادت هي..
    .
    .
    ماورد الآن تشعر بكثير من الوحدة فقط..

  • صرت أخاف على عقدي اللؤلؤي..
    ذلك العقد ليس طويلاً جداً ، ولكني أحبه..ويعني لي الكثير..
    أضم إليه من شئت من لآلئ..أرتبها كيف أردت..أتأملها وأزهو بها..
    أمارس به حق البكاء والثرثرة والحب والوفاء..
    لكن..
    هل ينفرط يوماً ما ويبقى قلبي ليذكرني بدفئ ما كنت ألفه حوله؟
    بملء يدي..وبملء قلبي أيضاً..سأحاول أن أضم هذا العقد أبداً..
    واسطته وطرفه ..ومداه..!


الخميس، 24 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 6

جاءني على الإيميل عرض باسم "النسيج الكوني" حيث تتلاحق الشرائح لتبين إعجاز الله الخالق في كلمة"والسماء ذات الحبك"
لامس ذلك العرض شيئاً في داخلي وأنا التي دائماً أظن أنني نجمة منسية سقطت من السماء..!
عندما كنت صغيرة وبدأت الأسئلة عن الله والخلق تدور في عقلي، كان لا ينقذني من ذلك الصداع إلا القراءة في الكتب العلمية التي تخص النجوم والكواكب والمجرات..
منذ تلك الأيام نشأت علاقة وثيقة بيني وبين السماء ، كان التأمل في القطيفة المسائية المرصعة بالنجوم يشعرني بأنني ذرة صغيرة في هذا الكون الشاسع، كنت أحب الشعور بفقدان الحدود، بعدم القدرة على تخيل نهاية، وبالأشياء اللامتناهية في السماء..
وبأن كل هذا اللاحدود في يد خالق هو ذاته من أصلي وأسجد له، من أرجوه وأدعوه، من أحبه وأخافه..
.
.
انتهى العرض، وبقيت لعدة دقائق دامعة العينين أكرر بتأثر "سبحانك يا رب"

عقلي يبدو كمن سكنه أخطبوط بمئة ذراع، يتشعب، يتطاول، يرهقني ويلتف حولي..
أحضرت أقلامي الملونة، وأوراقي البيضاء ورسمت mind map من باب الرفق بخلايا هذا العقل المسكين..
شعرت بأن فوضاي ترتبت..
الكثير من الأعمال، والمواعيد، والإلتزامات
ولكني أدركت فجأة..
أن الأخطبوط سيعتصرني ويلتهمني لا محالة..

كل ما فعلته أنني أعطيت له أفضل الطرق مثالية كي يفعل بي ذلك ..

كنت قاسية على فراشتي البيضاء..
لم تكن تستحق كل ذلك مني..
حسناً، السر أن تدخل الكبار يفسد الأشياء، خاصة حين يكون أحد الطرفين..صديقتي تلك..
فهذه ليست مرتها الأولى على كل حال في جعل الأشياء أصعب..!
ذلك يحزنني، ويجعلني أفكر كثيراً
كيف تكون أراضينا دائماً طيبة مهما طالها الخراب؟ والعواصف..والدمار..!
.
.
ما زلت أبحث عن جواب!

الاثنين، 21 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 5

هذا صباح هادئ، مقارنة بصباح البارحة العاصف...

كم كنت أشعر أنني خُذلت ..وبشدة..

وممن؟

من فراشتي البيضاء..!

لا، لم تكن بيضاء أمس، كانت سوداء حالكة..!

تساءلت ..هل أسأت تربيتها..أم أنها استطالت ونمت في غفلة مني كنبتة الفاصوليا الهائلة؟!فلم أعد قادرة على احتوائها ومتابعتها؟
لماذا كانت بهذه القسوة؟ وهذا المزاج..وسوء التصرف الذي أفسد عليها وعلي الكثير..؟
كل ما في الأمر أنها اختلفت مع صديقتها الحميمة على أمر من أمور مشروعهم الصغير..
ورغم أن تلك الصغيرة كانت متفهمة ومتعاونة ورقيقة لأبعد حد، وحاولت أن تصلح الأمور بنضج يحسب لسنها الصغير إلا أن تصرف الفراشة إزاء ذلك كان صادماً ووقحاً..

وما زاد الأمر سوءا بالنسبة لي ولها تدخل أم صديقتها ، وهي إحدى صديقاتي المقربات...
ونحن نعلم جيداً أي شيء يحدثه تدخل الكبار بالرغم من محاولاتنا أن نبقى على الحياد..!

أوه..تعبت البارحة جداً ، بدا الإنهاك واضحاً على صوتي، مشاعري، نظراتي..
كنت أتسائل طوال الوقت : أي خطأ أخطأته أنا كي تنشأ فراشتي ..ديناصوراً يمشي ويحطم و لا يرى أبعد من أرنبة أنفه(هذا إن كان لدى الديناصور أنف!)
أي نجاح ستحققه في كبرها إن كان ما تزال تنقصها الموضوعية والبعد عن الإنفعال والرقي في توصيل مشاعرها؟
أي صداقات ستبقى لها إن كان موقفها أمس يدل على افتقارها لأي نوع من الذكاء العاطفي الذي يجمع الأصدقاء في نقطة حميمة من القلب لا يتسربون منها؟

حزنت عليها جيداً، ورأيت مستقبلاً مرهقاً..أعلم أنها ما زالت في التاسعة، وأنها تتعلم!
كل ما أرجوه ألا تترك أخطائها الفادحة لتعلمها بعد فوات الوقت..والأصدقاء!
.
.
الآن أنا أستمتع بهذا الصباح، وأطفالي ما يزالون نائمين..
سأذهب للعمل، وحين أعود سأفتح حواراً طويلاً بيني وبين الديناصور الفراشة..!

.
.
قبل أن أذهب أحب أن أقول..أنني بدأت أعتاد هذا المكان..وأحبه
لا أدري إن كان ثمة من يقف على شرفاتي..!
.
.
لكن إحساسي بأني أسبح في فضاء شاسع خارج حدود دفاتري الصغيرة..لهو إحساس لذيذ بالضياع والتبعثر..!

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...