الأربعاء، 24 يونيو 2020

الرسالة الخامسة والعشرون..

وصلت للرسالة ال٢٥ ..وقدكسر قلبي صاحب الظل الطويل:


عزيزي البعيد القريب..

صاحب الظل الطويل..

 

 

لن تزعل مني إذا قلت لك أنت مثل الكورونا..لا أقصد شيئا والله..لكن ألست بعيداً.. قريباً؟  ألست هنا ولست هنا؟ أليست الكورونا حولنا لكننا لا نراها وقد حمّلتنا الكثير لنعترف بوجودها..وقد فعلنا..

 أنت تحب أن تكون كذلك ..وأنا.. أحبك أن تكون كذلك..

أنا لا أحب الكورونا..لكني أحب وجودك الملتبِس..

يا إلهي ..هذه مساحة شائكة، قلة من يعرف كيف يكون فيها..كثيرون إما أن يكونوا هنا بكلهم، وإما أن يرحلوا ذلك الرحيل الأليم..لكن أن تبقى ولا تبقى فتلك مهارة تلوي عنق القلب..

تجعله متشظيا، منتظراً..مترقباً..واقفاً على أطرافه..وربما حزيناً..

تذكر حين بعثت لك بقصيدة "قف على أطراف  قلبك" لقد جعلتْ لسانك ينطق فتحدثت إلي معتقدا أنني قد أجيد الكتابة، لم تتحدث كثيراً، لكنني كنت أشم رائحة إعجاب خفي بما أكتب، قلت لي فقط: "هذا نص بديع..وماذا بعد أن أقف على أطراف قلبي لأجلك"؟

ويلي..حقاً تسألني؟ لم أتوقع هذه المباغتة..وتخيّل أنني أنا والتي أكتب كثيراً من القصص والرسائل وبعضاً من الشعر، لم أعرف بماذا أرد عليك..

 

تركتُ وقتها السؤال بلا إجابة، والنهاية مفتوحة، والأبواب مواربة، والاحتمالات كلها واردة..

فهل وقفتَ حقاً على أطراف قلبك؟

 

هل تبدو رسالتي هذه المرة متجاوزة؟ اعذرني يا عزيزي..فكل شيء حولي مرتبك..فلم أتصنّع الإتزان والثقل أمامك؟

كورونا لا يزال موجوداً، وكل الأبواب والطرق فُتحت، لكن علينا أن نعود وألا نعود..

أن نخاف من بعضنا، ونخفي نصف وجوهنا، ونتشكك في كل ما حولنا ونغسل أيدينا في كل خرجة..

أنا أقول هذا الكلام وأنا لست معترضة على شيء بل أنا من أكبر الداعين لأن نتحدّ ونأخذ بكل التعليمات كي نقضي على هذا الكوفيد اللعين..

أنت مثلي تعلم أنه موجود فلا يجب علينا أن نستهبل ونتصرف كإنه ماهو موجود..

 

أنت؟

هل أنت موجود؟ أنا أكتب لك من أعماقي..وأرسل لك لأنك..ربما موجود..

قل بالله عليك أنك موجود..

قل سألتك بالله أنك حقيقي..

.

.

لا تكن غائباً بينما الكورونا موجودة..

في الحي المجاور(١٢) حي الإم إس



سأحكي قصة لا أنساها، ولا أعرف أهي قصة جميلة، أم أنها ذكرى غير لطيفة.. أظنني أخذتها على محمل العذوبة وقصص السفر الغريبة التي لا تنسى..

كنا في جنوب أفريقيا في أواخر ٢٠١٩ أنا وزوجي وابنتي وابني، وكان يوم الذهاب إلى table mountain ذهبنا وقررنا أن نصعد للجبل ونمارس ال zip line تشككت قليلاً فهذا النوع من الأنشطة يحتاج مني تقييما وتأكدا أنني لن أتعب وأُتعب أي أحد معي.. قلت لزوجي ما رأيك؟ قال لي أظن أنها ستكون تجربة جميلة، ركبنا في سيارات ستأخذنا إلى أعلى الجبل ومن هناك سننطلق على خط الزيب لاين، توقفت السيارة ودخلنا لمنطقة في الجبل وقيل لنا أننا سنمشي حتى نصل إلى منصة الانطلاق..

مشينا وسط صخور صغيرة والتي بدأت تصبح وعرة أكثر، كان الوقت ظهراً والشمس في كبد السماء ونحن في أفريقيا، رغم أن الجو كان باردا إلا أنني بدأت أتعب.. وصلنا لمنصة الانطلاق وكنت لا أستطيع أن أمشي خطوة زيادة، قال المدرب، سنصل للأسفل ثم نمشي مسافة على الجهة المقابلة للجبل حتى تلاقينا السيارات وتأخذنا للأسفل، سألته: هل سيكون الطريق مثل الطريق الذي سلكناه للتو؟ قال: بل أطول قليلا وأصعب.. شعرت وقتها أنني في مأزق، قلت لزوجي: لن أستطيع الإكمال سأعود وأنتظركم تحت.. ثم تداركت.. لا ستعود معي.. قال لي: ليش؟ ارجعي انت واستنيني، قلت له: وكيف سأعود إلى مكان السيارة؟ شعر أنه تورط معي، لابد أن يأتي معي، حادث المدرب سائق السيارة وأخبرهم أن هناك من يود الرجوع، ودعنا الأولاد وبدأنا طريق العودة..

كنت طبعا أمسك في زوجي، ولكن لا أذكر أنني قد أديت مهمة في حياتي أصعب من طريق العودة هذا.. ولا حتى الولادة، في منتصف الطريق قلت لزوجي: خلاص مو قادرة ..وجلست على الأرض، تركني أرتاح قليلاً ثم قال لي هيا نكمل الطريق، قلت له: والله مو قادرة، حاول أن يسندني ولكنني لم أكن أستطيع تحريك ساقي بالمرة.. قال لي:" انتظري هنا سأرى إن كانت السيارة قد وصلت، تأخرنا وأخاف أن يعود ويتركنا" جلست على الأرض وأنا أفكر كيف سأكمل باقي الطريق، بالله كيف؟ بعدها بقليل جاء زوجي ومعه السائق، جنوب أفريقي عجوز طويل وعريض الجسم، يبدو وكأنه من الهنود الحمر، طلب منه زوجي أن يساعده في مساندتي، كنت ضعيفة جدا وساقاي لم تكونا تحملاني حتى مع مساندتهما لي من الجهتين، والشمس قد بدأت تمارس دورها الشرير معي، فجأة توقف الرجل الطيب وقال لي: اصعدي على ظهري.. قلت له: لالا.. سأتعبك، وقلت لزوجي معصبة: أنت من يجب أن تحملني، لكنه لم يترك لي خياراً وحملني على ظهره بمنتهى البساطة وبدأ طريق العودة، مشينا ٢٥ د وهو يحملني على ظهره مبتسماً، همست له في إذنه: sir, you are my hero..you are my superman..you are my batman وصلنا للسيارة وهذا الرجل العجوز لم يفقد شيئا من طاقته – ماشاء الله - وأنا التي كنت في عمر ابنته سأموت من التعب..

لماذا أذكرها هذه الحكاية؟ لا أدري ولكنني أشعر بمنتهى الامتنان.. هناك في جنوب أفريقيا وعلى قمة جبل حملني رجل عجوز على ظهره وهو مبتسم، هذا الرجل لن أراه ثانية في حياتي لكنني أيضاً لن أنساه في حياتي..

الاثنين، 22 يونيو 2020

معلقات

عادت الحياة كما كانت..
لكني لم أعد..
أشعر بالتهيّب..
لدي أمور معلقة..
معلقة من راسها،معلقة بحبل..
معلقة بحمالات..
معلقة من قدميها
معلقة في كل مكان..وبكل طريقة
هل سأقطع كل الحبال؟
ماذا لو سقطتُ معها؟
لدي الآن تقريبا ٤ مواضيع ..اثنان منهما أعلم أنهما سيصلان بي إلى بر الأمان في سلام طال الموضوع أو قصر..والثالث مسألة انتظار مستفزة..أما الرابع..فهو مسألة مهمة ولا أنفك أفكر فيها ليلا نهارا، قدينقطع حبلها المعلق وأسقط معها، السقطة ستكون مؤلمة ومخيبة للآمال.
حسنا، هناك موضوع خامس معلقة أنا فيه من قلبي، وشئون القلب-التي غالبا ما أفشل فيها- لا ينبغي الحديث عنها..صح؟
أعتذر يا ماورد..لا أستطيع الحديث..

في الحي المجاور (11)..حي الإم إس



أدوية هذا المرض اسمها- السم الهاري- مع اعتذاري لكل الأطباء..
 بدءا من أول دواء تناولته Avonex والذي كان يلعب في جسدي ويوصله لحده الأقصى من الحمى والرجفة والتواجد في أبعاد أخرى.
 طبعا قرأت كثيرا عن الدواء حتى اتأكد أن ما يحدث لي طبيعي، في بعض الدراسات الأجنبية كتب أن الأفونيكس قد يسبب الهلوسة، وقد جربتها تماماً، ويا للعجب كانت من أكثر تجارب حياتي تطرفا وفرادة، كنت أعرف أنني موجودة في غرفة نومي وبمنتهى وعيي وفي نفس الوقت كنت أعيش بعداً آخر، الآن أستطيع أن أتمثل كل الأماكن التي تواجدت فيها، ولو كنت رسامة حتماً كنت رسمت.. التفاصيل غير معقولة، القطار المعطل على طريق بين البحر والجبل وأجلس أنا وشخص آخر أعرفه على حقائبنا بجوار القطار، ليز صديقتي البريطانية والسماء الغائمة التي كانت تقلنا وحوار العتب الذي دار بيننا، الغيوم التي كنت أجلس فوقها وأنظر للأرض وأرى كل الرجال الذين عبروا بي وكل منهم يحمل في عينيه شعوره وكلامه المخبأ، صديقتي داليا ووجودنا في وسط عدد من الأطفال نمسك أيادي بعضنا نلهو ونضحك.. 
ألا تبدو لوحات مفتعلة؟ ذلك والله كان حقيقيا كوجودي ، لم يكن حلما ولا وهماً.. بل كنت متواجدة أنا داخل الصورة.

أتسائل.. كيف تعمل أدمغتنا، كيف يمكن أن يحفز دواء ما الخيال واللغة إلى هذا الحد؟ هل سبق وأن شعرتم أن عقلكم يعمل أسرع مما يجب؟ لم يكن هناك أي تناسق بين كمية المعلومات التي ترد على ذهني وبين سرعة معالجة المعلومات والمشاهد المختلفة التي أراها وأعيشها  ..
أذكر أنني سألت زوجي بمنتهى الجدية في إحدى نوباتي: لماذا خمسة عشر رجلا ماتوا من أجل صندوق؟ لماذا لم يكونوا خمسة عشر رجلاً وامرأة مثلاً؟ في تلك السنة صدر كتابي: كوب قهوة في جزيرة الكنز.

كنت آخذ الإبرة مساء الخميس وأظل الجمعة متعبة ونائمة وفي كل سبت أعود لكامل طاقتي وأمتلئ كتابة..

من جرب جرعات الكورتيزون يعرف أيضا أنه نوع آخر من السم الهاري، كنت أشعر به كماء النار في عروقي وساقي، امتلئ ظهري بعد انتهاء الجرعات بطفح أحمر، هذا غير كمية المكملات والفيتامينات التي يجب علي تناولها وأنا أعرف جيداً أن معدتي لا تتحمل، ذلك جعلني أتقيأ كل شيء في كثير من الأحيان مما نزل وزني كثيراً.

عدة مرات "أفصل" وأقرر أن أعيش أسبوعاً أو أكثر بدون أي دواء، غالباً يكون ذلك وقت سفر، لكنني أخاف مما لا يمكن التنبؤ به وأعود للأدوية ثانية..مرغمة..

كان لابد أن أجد طريقة للتعامل مع كل هذه الأدوية.. ومواعيدها،،وآثارها..
وأظنني حتى هذه اللحظة لا زلت المتحكمة..

السبت، 20 يونيو 2020

مشاركة

ماورد..
حزري إيش؟

اثنان أو ثلاثة من جروب الانستجرام دخلوا هنا وقرأوا..
لماذا يعنون لي؟وأنا معتادة على أكثر من ذلك ..
حين أكتب قصة أطفال لا شيء يشعرني بالانتصار أكثر من أن يقرأها طفل ويرسللي يسألني أو يشكرني أو حتى يستغرب مني، حين أكتب كتابا لعمر أكبر فلا أجمل من أن تتحول إلى مسرحية وعمل فني وإيميلات كثيرة تأتي على بريدي تناقشني فيما كتبت..وحين أكتب كتاب رسائل فهل هناك ألطف من رسالة تأتيني عالبريد بخط كاتبها محملة بالكثير ؟
الآن أنا فقط أود المشاركة مع صديقات من نوع آخر في مساحة أفترض أنها أضيق من أن أتشاركها مع كل العالم..
.
.
ممتنة ،شكراً ماورد لأنك دوما توفرين المساحة ...والقهوة والشوكولاتة..


في الحي المجاور (10)..حي الإم إس



استيقظ وأنا أعرف أنني اكتفيت تماما من النوم، لكنني لسبب ما أشعر أن إغلاق عيني أفضل وأكثر راحة، ذلك يفتح بابا في داخلي، ألا تظنون أن هذا وحده مغامرة؟ هل جربتم الدخول إلى دواخلكم يوماً بدلاً من الخروج للعالم الخارجي؟ ذلك يشبه مغارة علاء الدين أو حفرة أليس، أو حتى البحور السبعة ..هو شيء يحتاج إلى شجاعة وإقدام، قد تكون الأمواج هناك متلاطمة، وقد تكون الأجواء عاصفة وممطرة، قد تكون الدنيا ظلاماً وبرداً وربما تكون كلها دنيا مجهولة، قد تقابلون الساحر أوز..وقد تصغرون في بلاد العجائب ، ربما تجدون هذا الباب يفتح أيضاً على نارنيا..

المهم، لماذا أنا متعبة وأود الاستلقاء والنوم حتى لو ماكنت نعسانة بل لمجرد بذلي لأدنى مجهود..؟ اعترفي أيتها الجميلة النائمة..عندك إم إس؟ طيب ليش كل دا النوم والتعب؟ وأنت أيتها الأميرة الحقيقية التي نامت على كوم من الألحفة ثم استيقظت ظهرها يوجعها من حبة فول، روحي أعملي MRI فأنا أظن أن لديك مشكلة صحية ربما ديسك أو أي شيء آخر، أليس.. في مخي حفرة كحفرتك ومخلوقات وكائنات غريبة، حين كنت آخذ إبر الأفونيكس كنت حتماً أذهب في مود الهلوسة الذي أمر به أسبوعيا إلى مدينتك العجيبة، والله إنها مدينة ممتعة، صح؟ اشتقت الآن زيارتها

تمنيت أيتها الحورية الصغيرة لو أننا كنا نعيش في البحر مثلك تماما، دوماً أقول لمدربتي وبعد إجراء تمارين الأكوا في المسبح: يا الله لو كانت الحياة سباحة، المشي والتوازن والتنقل وكل حركة كانت ستكون أسهل كثيراً، لو كانت شوارعنا وبيوتنا وجامعاتنا مغمورة بالماء؟ يا للحياة السهلة..

أما..تخيلوا بس لو لكل واحد منا جني كعلاء الدين وبساط طائر؟ متأكدين كل هؤلاء لم يكن لديهم إم إس؟ وكانوا فقط يودون أن يجعلوا حياتهم أسهل؟ تلك الشمس الشريرة وما تفعله بي وما تمتصه من طاقتي، حتماً هي شخصية شريرة في قصة كانت تحارب بعض الناس منهم أنا، لم أقرأ هذه القصة لكني أعلم أنها موجودة، أخبروني فقط ماذا كانت النهاية؟

الأرنب والسلحفاة تلك حكاية أخرى،  الحقيقة أن الأرنب كان لديه إم إس، قلت له منذ البداية "لا تشارك في السباق، وشارك فقط ما أنت قادر على فعله،ما يحتاج تحمّل نفسك فوق طاقتها" لكنه لم يستمع إلى كلامي وتعب طبعاً بمجرد أن حاول الجري، جلس يرتاح فغلبته السلحفاة، صراحة لم يكن منظره لائقاً، سلحفاة وتغلب أرنباً؟ قلت له يا عزيزي ليس من المفترض أن تكون على جميع المنصات، ولكن كن ذكياً في اختياراتك..

الآن ما رأيك يا ماورد؟ تظنين أنني بطلة في قصة؟

في الحي المجاور (9)..حي الإم إس



هذا مرض الاحتمالات..
 كل شيء محتمل، كل شيءممكن..وفجأة قد يقول لك الطبيب: لا تربطي كل شي بالإم إس. ترا ماله علاقة..!!
لا يوجد مريضان تتشابه أعراضهما، هو يهاجم الأعصاب التي يمكن أن تكون في أي مكان في الجسد، صحيح أن هناك أعراضاً عامة ولكن هذا لا ينفي خصوصية الأعراض لدى كل مريض، هو أيضاً المرض الخفي أو الأنيق الذي لا يظهر على المريض، أنا حتى تاريخ كتابة هذا الكلام (جون ٢٠٢٠) وقلة ممن حولي يعرفون، جهة عملي لا تعرف، أفراد العائلة والأصدقاء الغير مقربين لا يعلمون، وأنا أسأل نفسي: لم أصلاً يجب علي أن أقول؟

كان علي أن أختار.. إما أن أجد "جروب مساندة" وأعيش كمريضة أو محاربة للمرض بمنتهى الاستبسال، أتحدث وأشجع الناس المصابين وأبث فيهم الأمل، وإما أن أجعل الموضوع بيني وبين العائلة القريبة وصديقتين أو ثلاثة والحياة تمضي بأقل عدد من الخسائر، وأظنني اخترت أن تمضي الحياة.

الفكرة أظن أنني لا أحتاج أن ألفت النظر لشيء آخر عدا كوني كاتبة، لا أريد للناس أن تربطني بهذه الإم إس "محاربة الإم إس" هذا أسوء لقب يمكن أن أحصل عليه.. أفضل أن أظل كاتبة وناشرة.. و ربما أشياء أخرى.

المهم، قبل نشر هذا البوست على ماورد كنت قد نشرت رابط ماورد على جروب الإمس الوحيد اللي مشتركة فيه، وهو جروب رياضة وتمارين.. افرحي يا ماورد، ولا إنت زعلانة مني؟يعني عمري صراحة ما نشرتك، مبدأي فيك من يجدك فأهلا وسهلا به، له القهوة والشوكولاتة..وكثير من الوسائد ليرتاح..

طيب إيش يا رورو؟ ليش سويتي كدا؟دوبك مو قلت انك اخترت أن تمضي الحياة؟

امممم..تعرفيني يا ماورد،رغم إني أصر على آرائي دوماً لكني لا أملك مقاومة الأبواب المواربة والمساحات الجديدة..!!!

الإم إس كله باب موارب، تتوقعي إني اتلقفت و دخلته بقدمي؟

لو سمحت.. قهوة وشوكلاته للضيوف، لا تفشليني!

الخميس، 18 يونيو 2020

في الحي المجاور ..حي الإم إس (8)

   
عدم التوازن، مزعج ويظهرني كأنني خرجت من حانة، سكرانة الخطوات، ذلك محرج، أفكر كثيرا في كل خروج وأفضل أن أمسك بيد أحدهم عندما أمشي، يذكرني ذلك بأيام المدرسة حين كنا أنا وصديقتي جوجو نعيش الحياة بهذه الطريقة، لكن ذلك كان في الثانوية، الآن أنا كبيرة جدا على هذه الحركات. لابد أن أشبك ذراعي في يد زوجي حين أمشي أو في يد إحدى بناتي، عدا منظرنا الرومانسي "اللاكلاس" فأنا أخجل أن أطلب من أي أحد مساعدة من أي نوع، في مرة طلبت من إحدى صديقاتي، كنا في معرض كتاب جدة قبل أن يفتح وبالتالي قبل أن يعمل التكييف، كنت أزور جناحي وأتأكد من جاهزيته، ولأن الجو حار ورطب فقد كاد يغمى علي في طريقي للسيارة قلت لصديقتي التي كانت معي: إما أن أمسك بك وإما أن يغمى علي.. فزعت طبعا وشعرت بأنها ارتبكت أكثر مني، كنت جادة وعلى وشك البكاء، ورغم أنني سمحت لها بمساعدتي إلا أنها كانت متوترة أكثر مني..

ماورد...أنت لست في الحظر..صح؟ أستطيع الجلوس هنا إلى ماشئت

الأربعاء، 17 يونيو 2020

طيب كتابتي صارت مملة؟
موضوعها ممل؟
عادي،،مارح أزعل..لكن ما رح أسكت..
ورح أكمل كتابة..

بدأتُ ماورد منذ ٢٠٠٨  يعني منذ ١٢ سنة...
أفففف هذا عمر طويل..
تحدثت عن كل شيء، كل شيء..تقريبا كل شيء..
الآن لا تريدون أن تسمعوني؟؟؟

الآنسة دراما كوين التي اصطادت القمر ..وتزوجت حرف الخاء..وتصادقت مع جميلة ومع الوحش..وأبحرت مع سيلفر وتبنت بينوكيو ..وفي نفس الحياة أخذت دكتوراة وجاها إم إس.. 

خوف وكتابة..وهرب

إذن لا تزر ماء ورد
 لا تدخل تقرأ..
ولا تترك شوكولاتة قبل أن تخرج..
لا أريدك أن تعرف ولا أن تتعاطف..
ذلك تماما ما لا أريده ..
تقول أنني انفجرت كتابة؟
أعرف..وإذا؟
يا ربي..الكلمات ببلاش..
.
.
.
أنا يا سيدي..أهرب من الخوف فأكتب..
وأنت يا سيدي تخاف من الكتابة فتهرب..


في الحي المجاور..حي الإم إس (7)



عيناي شيء آخر، إن كنت لم أتعرف على ساقاي قبل الإم إس فإن عيوني-على ما أظن- هي أكثر شيء بارز في وأعرفهما جداً.. 

أجمع أبيات الشعر التي كتبها كثير من الشعراء بكل جرأة فيهما، ثم أقول.. لو يدرون فقط، لو يدرون أن الأمر ليس بهذه 
الرومانسية أبداً..
ألم العين كان أول أعراضي للإم إس.. ألم العيون والصداع القاتل الغير مفهوم والذي كنت لا أمانع من ضرب رأسي في
الجدار حتى يهدأ، كمية السولبادين والبنادول وكل أنواع المسكنات كانت تملأ حقائبي، بعد أن شُخّصت، بدأت حكاية "رأرأة "العين، كان العَرض غريبا والاسم مضحكا بالنسبة لي، ولكن المزعج أن اثنان من اطبائي وأختي وصديقة وصديق قالوا لي: 
عيونك؟ ما بها؟ لم أرد طبعاً، وقلت: لا أدري ..لا شيء ، وأنا حقا كنت لا أشعر بهما، الصداع توقف ولم أعد أعرف ما الذي 
يظهر على عيوني ويراه الناس..


الآن لم أسأل ولم يبد أحداً أي ملاحظة، ولكني أشعر بالDouble vision ،يظل لثوان معدودة تبدو الصور مهزوزة ومغبشة
ثم يعود النظر عادياً، يسبب لي ذلك عدم توازن في المشي ودوخة مستمرة.. طبيبتي اقترحت علي أن أغطي أحدهما، ضحكت كثيرا وتخيلت نفسي كقرصان.. والله لو لم أكن في السعودية لكنت جعلت منها ترند..وارتديتها بل واستمتعت بها، الآن ونحن في أزمة الكورونا وأنا أرتدي ماسكات ملونة وعالموضة وبأطرافها خرز ملون.. 
تتخيلوا لو كنت سأغطي إحدى عيني؟ كنت سأجعلها قطعة إكسسوار وموضة، ثم هل هناك أجمل من المرأة القوية القرصانة
التي يطحنها المرض ويرهقها..

حقا؟...
ماهذه الصورة؟

أظن أن سيلفر سيقع في غرامي رغما عن أنف الإم إس المغتصب.. الذي جعلني أتخيلني..كقرصانة..!.

في الحي المجاور.. حي الإم إس(6)

"معليش..الموضوع مو لعب..
لازم تجيبه الآن ولا أحد يخرج من اللي كانوا مخالطين معاه الى أن نعمل التحليل للكل.."

كان ذلك الحديث الهاتفي يدور بين أحدهم وبين طبيبي في قسم عمليات اليوم الواحد في مستشفى الحرس..
التاريخ هو ١٧ جون ٢٠٢٠ ...عز أيام جائحة الكورونا..

أنا هنا لأخذ جرعتي الشهرية من دواء الإم إس وطبعاً مستشفى الحرس إحدى المستشفيات التي كانت تعج بحالات كوفيد 19 هذه الأيام..
لا أحب تلك النبرة التي تحاول أن تصنع من الليمون الحامض عصيراً حلواً، وأنا أصلاً ما أحب عصير الليمون في كل الأحوال..
لكني أنتظر هذا الموعد الشهري..آتي إلى مستشفى الحرس البعيدة جداً مدججة بالأسلحة: كتب-لاب توب -وأي أعمال أريد إنجازها: اختبارات الطالبات،مراجعات كتب أروى العربية، تجهيزات لمعرض الكتاب..شاحن اللاب توب والجوال-السماعات-قارورة ماء..
الانعزال مرة في الشهر في أطراف جدة لعدة ساعات لم يكن شيئا سيئاً أبداً، بل هو استرخاء اجباري خاصة في ظل نظام حياتي المحموم والسريع في بعض أوقات السنة.
وأظن أن ذلك -بطريقة لم أقصدها والله- لفت نظر بعض الممرضات، ويا لدهشتي بعضهن تعرفن على اسمي ومن أكون، بل إن إحداهن عرفتني اليوم رغم ارتدائي للكمامة..إحداهن في إحدى جلسات العلاج الطبيعي نادت على صديقتها والتي جاءت. وسلمت علي بحرارة وتحدثت عن كتبي وما قرأته منهم..
 لا أدعي أنني شخصية مشهورة، أنا فقط اسم لفت نظر البعض ككاتبة وأشعر أن علي المحافظة على هذا الاسم ككاتبة فقط دون أي إضافات تكسر برواز الصورة..
حتى طبيباي كانا يعلمان بطريقة أو بأخرى أن لي عالم اقتحمه هذا الإم إس ولم أفعل شيئا ولم أحاربه ولكني حاولت أن أصل معه إلى اتفاق.. الدكتور حسين والدكتور حازم كانا شاهدين على نواياي السلمية..
هل كنت أريد أن يعرفني الناس؟ هنا في المستشفى؟
 ذلك مربك وكفى..!!
كيف أخبرهم أن هذه المساحة تبدو مخيفة بالنسبة لي أنا فكيف إذا وجدت أحداً غيري فيها بل ويعرفني؟
قد يكون ذلك أكثر أمنا مما أظن، ربما أنا فقط لا آخذ الأمور بسهولة..
ربما علي أن آخذ نفس عميق..
ربما يجب أن أكون مع نفسي...
.
.
أكثر تسامحاً..

استراحة

لا أدري إن كان هناك من قرأ بوستاتي السابقة، إحصائيات المدونة تقول أن هناك من مر من هنا..
وصراحة ..لست أدري مدى مصداقيتك يا ماورد..

أريد أن أقول فقط أن  الإم إس، MS هواختصار لمرض المناعة الذاتية المعروف ب Multiple sclerosis أو التصلب اللويحي المتعدد، وهو مرض مزمن ليس له علاج يصيب الخلايا العصبية ..
له بعض الأدوية المعدلة في مسار المرض فقط
.
.
.
وبس والله.... 

في الحي المجاور..حي الإم إس (5)



شيئان لم يكن يخطر علي بالي أنني سأفقدهما.. الرقص ولبس الكعب العالي، كيف يمكن أن يخطر على بال أحد أنه سيفقد القدرة على الرقص وهو يعلم تماما ما الذي يفعله بجسده الإيقاع عندما يسري به؟ إنه ككود سري لم يعد يعمل الآن، تعطّل ولا يوجد من يفهم في برمجة الأعصاب.. تخيلوا في العالم كله لا يوجد أحداً يفهم.


أما حكاية الكعب العالي فمن يومي لست طويلة ولم يكن ذلك مهما فالكعب العالي يقوم بدوره على أكمل وجه، الآن أنظر إلى أحذيتي الكثيرة والتي ما زلت أحتفظ بها ولم أرتديها منذ سنتين أو ثلاثة، لماذا ما زلت أحتفظ بها؟ لا أدري، ربما كتذكير فقط أنني كنت أتهادى على الأرض بهذه المخلوقات الجميلة ذات يوم..



بسبب مشكلة الكعب العالي صرت أشتري أحذية واطية ومريحة لكنها براندز وغالية، آخر حذاء اشتريته فندي ويا ويل أحد يفتح فمه ويقلي غالي، كذلك صرت ألغي الكثير من مظاهر حياتي الاجتماعية، أسوء سيناريو أن أدعى إلى عزومة، والكابوس الذي لا يحتمل أن أُدعى إلى حفل زفاف.. تباً، لا أستطيع أن أرقص ولا أرتدي كعباً عالياً مع الفساتين، إذن؟ طبعا اعتزلت حضور كل الأعراس، وقد كنت من البداية لا أحب هذه المناسبات ولكن بما أني الكبيرة ولازم "أجمّل" فكنت أذهب للمناسبات العائلية المهمة في عائلتي أو عند أهل زوجي، الآن لم أذهب من فترة، أظن أن أمي تتفهم رغم أننا لم نخض حواراً صريحاً أبداً حول هذا الموضوع، أما أهل زوجي فيرون أنني زوجة الابن المغرورة التي لها تصرفات لا تبرر..


الآن ليست هذه المشكلة، ولكن ماذا لو دعيت إلى ندوة عامة أو جماهيرية أو منقولة على التلفزيون؟ أفكر أكثر في المشي والصعود على المسرح الذي يكون عادة الثلاث درجات فيه بلا درابزين طبعا، أفكر بالكعب المتوسط اللي لازم ألبسه فقط لأكون في الشكل المناسب، أفكر في ذلك أكثر من التفكير في الموضوع الذي دعيت للحديث من أجله، تخيلوا لو سقطت أمام الكل وأمام الكاميرات؟


يا ويلي..لن أحتمل ذلك وقد أنتحر وأنهي الموضوع..!!



قبل فترة قدمت عدداً من كتبي لجوائز عالمية، ثم؟ أنا لا أفكر في الجوائز وأتخيل أن أفوز بها وأتابع مسارها وترشيحاتها، ولكني أقول: وماذا لو فزت بإحدى هذه الجوائز؟ أعلم أنها الأكبر على مستوى العالم لكن ماذا بشأن الصعود للمسرح واستلام الجائزة؟ 
.
.
.

ذلك يبدو حقاً كفلم رعب..

الثلاثاء، 16 يونيو 2020

في الحي المجاور..حي الإم إس (4)

  يسموننا "محاربي التصلب" ..
لكن ماذا لو قررت أن أجنح للسلم؟ لماذا ؟ لماذا الحرب في معركة أنا أعلم مسبقاً أنني خاسرة فيها..؟

ذلك يشبه العرب في حرب ٦٧ ..
هُزموا شر هزيمة ولم يعترفوا بذلك بسهولة، تداعى كل العرب أمام إسرائيل كما لم يكونوا يتوقعون..
وإلى الآن فلسطين محتلّة، وأنا أمام الإم إس لا مهرب لي من احتلاله، لماذا إذن أحاربه؟ ماذا لو جنحنا للسلم مبكراً؟ ألن يحفظ ذلك المزيد من الأرض وأعضاء الجسم وماء الوجه؟
 لست محاربة للتصلب، ولم أوقع بعد وثيقة المعاهدة، علي أن أضع شروطاً يرضى هو أيضاً بها، هو مثل إسرائيل ..إسرائيل تؤيدها أمريكا والإم إس يؤيده الجهاز المناعي، وكلاهما- أمريكا والجهاز المناعي- يضربون بحقوقنا أنا والفلسطينيين عرض الحائط ، وإلا كيف يمكن تفسير مشكلة الإم إس الأولى " الجهاز المناعي يهاجم نفسه"؟ إلا كأمريكا تماما.. كلاهما يظنان أنهما يحسنان صنعاً مع أن كليهما أغبياء ومعتدين..
.
.
 من هو بلفور في قصتي والذي أعطى فلسطين لليهود وكأنها من حقهم أو كأن فلسطين أصلا له ليتصرف فيها؟ من أعطى أعصابي لجهاز المناعة كي يهاجمها بلا وجه حق، من قال إن جهاز المناعة يمتلك غشاء المايلين؟
 السلم هو الحل، ألا يبدو ذلك؟
.
.
هل ستعود فلسطين للعرب؟ هل ستصبح إسرائيل وتعترف بها كل الدول العربية؟ 
وبالنسبة لجهازي المناعي؟ بالنسبة لغشاء المايلين؟
بالنسبة لأعصابي؟

الاثنين، 15 يونيو 2020

في الحي المجاور ..حي الإم إس (3)

-       سألت محمداً الشاب اللطيف اخصائي العلاج الطبيعي:"محمد..هل تتوقع أن هناك فائدة من كل ما أفعله من تمارين؟" قال بمنتهى الثقة: طبعاً، إنت بس كوني شجاعة واطردي كل أفكارك السلبية، أنت يا دكتورة تحوم في رأسك دائماً الكثير من الأفكار"اللي ما تودي ولا تجيب" ، لازم تكوني أكثر تفاؤلاً وستصلين إلى ما تريدينه"..حقاً يا محمد؟ هل الحياة بهذه البساطة؟ حين كنت في مثل عمرك كنت أظن أننا إذا "أردنا" الشيء وكنا صادقين في هذه الإرادة فإنها تتحقق..كنت صغيرة ، لم أكن أعلم وقتها أن الحياة غير عادلة وغير بسيطة وأن الأمور أكثر تعقيدا وألما مما نظن..وأن الحياة لا شأن لها بما نريد..بل هي حرفياً لا تتوانى أن تضرب به عرض الحائط..
رغم ذلك، سأُصمت صوتي الفيلسوف والمجادل والذي يظن بمنتهى الغرور أنه يعرف الكثير من أسرار الحياة، وأسمع صوت الشاب المتحمس المحب للحياة وهو يقول لي: ستهزمين المرض، ستمشين كأن شيئا لم يكن ..سترين..

في الحي المجاور..حي الإم إس (2)

-       هل سبق وأن شعرتم بساقيكم؟ أو ربما السؤال: هل مروقت لم تكونوا فيه تشعرون بساقيكم؟
هذه علاقة ملتبسة جداً، لم أكن أعلم قبلاً أن لي ساقين..كل ما كنت أعرفه وأنا شابة أن ارتداء الطويل أكثر شياكة، ولا ينبغي لي ارتداء فستان فوق الركبة من باب العيب والحرام، والحقيقة أنه ما "كان فارق معايا كثير" فأظنني لم أكن أحب ساقي كثيراً، ربما أنا حتى لم أنظر إليهما، اكتشفت ساقاي بطريقة عابرة حين كنت في بريطانيا، فالحياة هناك مشي مستمر، وهو ممتع على أية حال..أهلا بك يا ساقاي..لطيف أن أتعرف بك..
لماذا كبرنا ونحن لم نتعلم كيف نحب أجسادنا؟ فإذا جاء الوقت الذي احتاج فيه هذا الحب اكتشف أنني فقيرة المشاعر جداً، الآن..أنا أتعجب من هذا العضو من جسمي الذي يخذلني كثيراً..
أو ربما أنا من خذلته..
أنا وساقي، ذلك يبدو أمرا خاصاً بشكل مضحك..لا أستطيع أن أصف تماما ما حدث أو ما يحدث..وكأنهما يقولان لي: لا والله بدري، دوبك تكتشفينا؟
إنهما لا تؤلماني..
ولكني أشعر أحيانا بتيار كهرباء غريب..في يوم آخر استيقظ بإحساس أعرف أنه "طبيعي"..كيف عرفت أنه طبيعي؟ لا أدري، ولكن ساقي اليوم طبيعية وأستطيع المشي عادي مثل كل الناس..هذه الفترات قلت كثيراً حتى أنها صارت تعد على اليد الواحدة..

في الحي المجاور- حي الإم إس (1)

-هذه المرة الأولى التي أقرر أن أدخل هذه المساحة، وأُدخل نفسي معي، وأكتشفها بطريقتي وأكتب..
لا أدري ماذا سأفعل بهذه الكتابة، ربما ستبقى لي فقط..وتكون إحدى مذكراتي بعد أن أموت..
حقاً؟ ولم تظنين أن أحداً سيكون مهتماً بتفاصيل حياتك بعد أن تموتي؟
أفتح شاشتي دوماً ..لأكتب قصة أطفال، لأتناول الشاي في قصر سندريلا ..لأشرب مع سيلفر كوب قهوة..أحادث باقي الأبطال الذين مروا علينا في صبانا، أسألهم وأشاكسهم وأتضارب معهم، أخترع شخصيات جديدة..أجعل من الحروف أصدقائي وأذهب معهم للحد الأقصى من "التحشيش".. وإذا كنت أريد أن أكون كبيرة وأقول كلاماً مهماً فأنا أكتب شعراً ليس سيئاً جداً، ولكنه يشبه كلام الكبارعلى أية حال.
إذن ما الذي أفعله هنا الآن؟
لست أدري، أعلم أنها منطقة خطرة لكن لعلها الطريقة الوحيدة لألقاني، لأبقى معي قليلاً..دون أن أشعر بالوحدة..
منذ فترة وأنا أهرب لمساحاتي التي أحبها وأطمئن لسكانها من أبطال القصص والحكايات ..أعيش وأكتب وأستمتع وأقضي مغامرات عدة..
لم أذهب إلى هناك منذ مدة..
لكنني هذه المرة قررت الذهاب إلى حي جديد تماماً، غريب علي، لا أعرف فيه أحداً، وربما لا أثق فيه بأحد..أنا وأنا فقط..
كم يبدو ذلك مختلفا...ومخيفاً..

أمان..أمان..

ماورد..

مساء الخير..مرحبا..أهلا..
رح أخش في الموضوع على طول..

أعرف أنني غائبة منذ مدة، إنها الحياة يا عزيزتي..وانشغالاتها ..وانشطاراتها..
لكن في الحقيقة هناك مالا تعرفينه من أخباري، أو ربما مالا يعرفه أحد إلا أقرب المقربين..
لا زلت دكتورة في الجامعة..ولا زلت أكتب..ولا زال لدي دار النشر..
لازلت أحب القهوة والأسرة غير المرتبة،،والشكولاتة بالبرتقال..
هي فقط الحياة ليست بذات البساطة،
فكرت أن أقوم بعمل مدونة أخرى وأن لا أدل عليها أحد، وأكتب كل ما في قلبي..
فتحت الكمبيوتر وبدلاً من أن أؤسس مدونة جديدة فتحت ما ورد..
شيء من الحنين القديم ، كثير من اطمئنان..من حب مخبأ رعيته أنت يا ماورد، سقيته من مائك ولونته بألوانك..

سأكتب هنا..سأبقي اسمك ما ورد، فهذا أنت مذ وجدت..معطرة وجميلة 
ستتقبلين كل ما أكتب؟ حتى لو أحزنك؟ حتى لو لم يكن مسليا؟ أو لطيفا؟
أعرف أن قلبك كبير..وأنك ستنصتين إلى كلامي الكثير وثرثرتي الفاضية..

قرائي؟ من بقي من قرائي هنا؟
هم الأوائل الذين قرأوني قبل كل الناس، وقبل أروى العربية وقبل كل الزخم..
سأزعجهم بما سأكتب؟
أعدك ألا أفعل، أصلا لن أنشر المدونة، سيقرأني من هو باق أصلا، هذا الباقي هو صديق حقيقي يستحق أن أطلعه على بعض مني..
سأبدأ سلسلة جديدة اسمها "في الحي المجاور"..ستتوالى فيها بوستات عن ذات الموضوع، وبين الحين والآخر قد أكتب عن شيء آخر مختلف، لأنها حياتي تبدو كقطعة كويلت ملونة وربما غير متناسقة..لكنها كويلت فني وجماله في هذا التباين..
لم يعد الناس يتابعون المدونات، لذا لن أفكر كثيراً، الكتابة والتدوين فن منقرض..الآن وقت التويتات والبوستات والسنابات..وهذه تركتها لأصحابها..

ماورد؟ تعطيني الأمان؟ قولي والله..

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...