الخميس، 27 نوفمبر 2008

خربشات على قلبي12


صباح الخير شلة...

كيف أصبحتوا؟

عني أنا ، رغم أنني كنت مسطلة للغاية البارحة إلا أنني لم أنم مباشرة..كان لابد أن "أفصل" قليلاً قبل أن أنتقل إلى النوم..

جلست قليلاً على النت وعندما استلقيت استعدادا للنوم كنت أشعر بالدوار، تماما كذلك الشعور الذي نشعر به حين نقضي يوماً كاملاً على ظهر مركب في وسط البحر..

كنت أشعر أن لا أرض صلبة أقف عليها رغم ذلك نمت واستيقظت مبكرة كعادتي ورأسي يضج بكثير من الأسئلة والصور والتداعيات

مع كوب قهوة يخفف ذلك الحرقان المزعج في حلقي كانت تلك التداعيات

ماذا كان شعوري تجاه ليلة البارحة (اللي يقرا اللي كاتبته يحسب أننا كنا مجتمعين على مخدرات أو شي أسوء):

لعل إختلاف الأجواء فقط عما تعودنا عليه جعلني أشعر بذلك..

كنت مستمتعة..متمردة..منطلقة..غاصة في نقطة ما داخلي..

هذا الإستمتاع كان حسياً وشعورياً بالدرجة الأولى،
لطالما كانت متعي في الحياة تلك المتع الفكرية، إنها تصل بي حتى إلى مرحلة نشوة غريبة أحيانا
لكن البارحة كان الأمر مختلفاً..
صدمت بنفسي وأنا أنفخ دخان السيجارة ، شعرت بي محترفة..
وأنا اللتي لم تكن تطلب سيجارة إنما أقبلها من زوجي أحيانا حين يعرضها علي في لحظة صفاء

لكنني ..ويا للعجب..! كنت محترفة!
اكتشاف!!!!!
ولو جلست جلسة أخرى كهذه الجلسة صدقوني سأدمن التدخين..
.
.
صديقتي الأولى كانت جامحة..
الثانية كانت مستمتعة بالأجواء
والثالثة سرعان ما اندمجت..

ورغم أن الرابعة كانت شبه متحفظة في البداية إلا أن الموسيقى نقلتها إلى مدارات أخرى عابثة فلم تكن أقل سلطنة من أي منا..

الخامسة- كانت - عمدتنا..

حسناً ماذا الآن؟
رغم استمتاعي البارحة إلا أنني شعرت أنني لا أرغب في هذا الستايل من الحياة- لأنني سآلفه بسرعة وسأنتقل إلى مرحلة أكثر جموحاً..
لم أتفاجأ البارحة بنا، فأنا مؤمنة أن لكل شخص على وجه الأرض مدارات سرية..
الذي حدث البارحة أننا دون تخطيط التقت مداراتنا وكنا جاهزين..

هذا يخيفني أحياناً فأنا أعرف تلك اللحظات التي أكون فيها "جاهزة" ،وأقول أنني أخاف مني لأنني لا أعلم حقاً أكون جاهزة لماذا!
ربما ..لأي شيء..لأي تجربة..لأي حماقة..
أهي "أزمة منتصف العمر" كما قرأت ذات مرة؟
أنريد أن نرتشف من الحياة بقدر ما نستطيع قبل أن ننتهي منها أو تنتهي منا؟

هل هناك المزيد لنفعله؟ ولنراه؟ ولنحلم به؟؟

قمت قبل فترة بعمل قائمة لأكثر 10 أشياء أريد أن أفعلها قبل بلوغ الأربعين، التفكير فيها كان ممتعاً ، ، قائمتي منوعة وشديدة التباين
إنها تشبهني جداً..

مضيئة في بعض أرجائها، وقاتمة جداً في نواح أخرى
منصاعة أحياناً ومتمردة تارة
.
.
أمازلنا نكتشف أنفسنا والحياة من جديد؟
ربما..!

عني أنا فقبل عدة أشهر قررت أن أتعرف إلي من جديد، ولم يكن هذا القرار إلا بعد أن شعرت أن نفسي غدت بعيدة غريبة عني
لابد أنني كبرت وتغيرت ولدي من التجارب التي تستحق بعد كل هذا العمر..

لذا قررت أن أتعرف علي من جديد قبل أن أتفاجأ بي..

ولذا أيضاً كانت الخلوة، واليوجا، والطلوع للحرم للجلوس أمام الكعبة فقط، ، والعودة إلى الكتابة المتداعية اليومية التي لا تأبه بمن يقرأها
محاولة رؤية داخلي..وخارجي وما يحيط بي من أجل الإكتشاف فقط بدون تقييم أي شيء

حج هذه السنة إكمال لهذه الخطوات والتي لست أدري إلى أين ستقودني..

جلسة البارحة كشفت لي أنني مع صديقاتي التي أعمل معهن في الصباح وألتقي معهن في المساء على أمسية ثقافية أو مناقشة كتاب بإمكاني أن أكون محلقة في سماء أخرى مني، وأن أشعر بالتقبل، وبالمشاركة، وبالحب بدون قيد أو شرط..!


أتظنون ذلك مثلي؟
أتؤمنون أننا صفحات كتاب به صفحات مثيرة وأخرى مملة، بعضها مرسوم باحتراف وآخر فاضي ببلاهة؟!

لكننا في النهاية نحمل ذات العناوين والأسماء..لا تتغير أسماؤنا مع تغير الصفحات ولهذا نحتاج لمن يقرأنا من البداية إلى النهاية دون أن يتوقف في المنتصف ويصدر حكماً علينا..
بإمكاننا أن نكون نحن أصحاب الكتب..وقرائها أيضاً..

أليس كذلك؟

عذراً على كل هذه الفلسفة ، لكنني أنا..: قلم مغروس في الروح أو روح معلقة بقلم..!!

هناك تعليق واحد:

  1. أرى صفحات مزقت من هذا الكتاب الجميل، وصفحات كتب أول الكلمات فيها ولم تكتمل، وصفحات قام أحدهم بالعبث بها واتلافها، والأدهى من ذلك كله الصفحات التي كتبت بالحبر السري. ارجوكي احرصي على عدم تغير العنوان أو صورة الغلاف.

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...