الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

رجعت الشتوية..(٥)

لم أعد بعد ذلك اليوم..
وانتهى الأسبوع فجأة..ووجدت نفسي أدخل بيت ماورد أرتب بعض الفوضى وأكمل كوب قهوتي الغير مكتمل دوماً ، ثم أقوم زي الشاطرين لأبدأ بالعمل على بحث أعده للنشر..

الأسبوع الماضي كان مزدحماً ورأسي أيضاً مزدحم، ألم أقل أتيت هنا لأرتب بعض الفوضى..هذا تقرير عن أسبوعي:

  • يوم السبت الماضي سألتني إحدى طالباتي: أين الدكتورة نجاة؟ ألم تعد من أمريكا بعد؟ أليس المفترض أن تغيب سنة واحدة فقط؟
قلت لها: بلى، هي سنة اتصال علمي واحدة ولكنها عادت قبل أن تكمل حتى السنة، ألا تعلمون بأنها مريضة جداً؟
تحدثت مع الطالبة عن مرض الدكتورة الخبيث التي فوجئت وأخذت تدعو لها و تتحدث عنها بكل خير .
.
.
بمجرد أن عدت للمنزل ذلك اليوم حتى فاجئني ماسج من إحدى الزميلات ينعى الدكتورة نجاة والتي ماتت في الوقت الذي كنت أنا والطالبة نتحدث عنها..
رحمك الله يا دكتورتي وأسكنك فسيح جناته وجعل من طيب خلقك وابتسامتك وحبك للناس شفعاء لديه يوم القيامة

  • ذهبنا أنا وصديقتي أماني لمكتبة الملك فهد العامة صباح الاثنين كزيارة أولى لعمل قد نقوم به يتعلق بوضع معايير لاختيار الكتب والمساعدة في استكمال اختيار العدد المطلوب والكبير منها..
المكتبة جميلة، ورغم أن بها ورشة عمل ضخمة، لكني أستطيع أن أتخيل الأرفف والكتب والناس يروحون ويجيئون وفي يدهم كتاب وعلى وجههم ابتسامة وفي مخيلتهم حلم وداخل رؤوسهم فكرة..
أليس هذا ما تفعله الكتب؟
يارب تكون هذه المكتبة إهداء يليق بأهل جدة ورجالها الطيبين ونسائها المختلفات وشبابها العاملين وأطفالها الزهور..إهداء ينسيهم جرح مدينتهم ويعيد بناء ما احترق من ثقة وما غرق من حب..!

  • بعد انقطاع تواقة لمدة سنة وبعد انقطاعي عنها لمدة سنتين كان لقاء تواقة الأول للموسم الخامس مساء الإثنين كما اعتدنا في قاعة أندلسية العلوية، حضر اللقاء عدد كبير من العضوات اللذين شكلوا تواقة منذ الموسم الأول وانضم إلينا عدد بسيط من عضوات جديدات.
أيمكن أن يفعل لقاء ثقافي فكري قرائي كل ذلك؟
أجل كان حميماً، مفجراً للحماس، للطاقات ولحب الكلمة وتداعيتها من أفكار ومشاعر..
لن أتحدث عن تفاصيل اللقاء أكثر ففي مدونة تواقة ستكون كل الأحداث..
أنا فقط ممتنة للتواقات اللذين لولاهم لما كان لتواقة تلك الروح ، وممتنة للفكرة التي يمكن أن تنبت لها أجنحة وتحملنا إلى خارج الحدود والأسوار..

سأخرج الآن يا ماورد ، إذا كان لديك ضيوف قومي بالواجب ودعيني أعمل على هذا البحث الذي يهرب مني كلما طرقت بابه..

ملاحظة: لسبب مجهول لا أستطيع تحميل الصور للمدونة، ثمة خاطر شرير يقول لي: وماذا تريد منك ماورد ومن صورك التي غدت صفراء بائسة جافة مذ عدت من ليدز؟ عودتها على شباك مفتوح على الأفق والآن شباكك مغلق  بل ثمة أصوات لحفريات في الخارج..!
يغيظني هذا الخاطر..:-/ ويستفزني

السبت، 26 نوفمبر 2011

رجعت الشتوية..(٤)


  • لدي بالظبط ثلاث دقائق ثم علي أن أقوم مسرعة للعمل، محاضرة طالباتي تبدأ الساعة الثامنة لكني أبيت إلا أن أوقع على أول صفحة في سنتي الجديدة...
  • اممم... لا أحب يوم السبت، يصيبني بالريبة وأستيقظ متوجسة خاصة أن محاضراتي تبدأ منذ الثامنة وحتى الثانية ظهراً بشكل متواصل، لا يمنحني السبت فرصة كي أستقبل الأسبوع بطقوس حميمة...
  • مزاجي معكر، وأحاول جاهدة أن أهدأ وآخذ نفس عميق، والسبب كمبيوتري ماك العزيز الذي بات عند محل الكمبيوتر يومين وحين استلمته لا تزال توجد به مشكلة ترغمني أن آخذه ثانية لإصلاح ما لم يتصلح...:-(:-( متى؟ وأنا طوال اليوم في الكلية؟ وأحتاج الكمبيوتر لأداء أعمال ضرورية بعد الظهر؟
  • أوبس..انتهت الثلاث دقائق..وأنا لم أنته..مزاجي كتابة:-(

سأعود لاحقاً..مع السلامة

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

رجعت الشتوية..(٣)


  • أشعر بالصمت في قلبي، وبالضجيج في عقلي، وبالارتباك في روحي..

أشعر أن ثمة غيمة تعيق رؤيتي، أود أن أتغلب على ضبابها وأصعد فوقها وأرحل إلى مكان آخر مليء بقصص الأميرات وشواطئ الجنيات..
أشعر بالحزن حين أسمع عن مدرسة براعم الوطن، وبالفوضى حين أمارس عملاً في الكلية، وبعدم الثقة حين أواجه تجربة جديدة، وبالإحباط حين لا أكون على قدر توقعاتي..
.
.
.   
بالمقابل...
أشعر بالغرق اللذيذ وأنا أقرأ القندس لمحمد حسن علوان، وبالطرب وأنا أسمع موسيقاي المفضلة، وبالاسترخاء حين أمارس اليوجا..
أشعر بالتحدي حين يغلق باب ما في وجهي، وبالحب حين أحادث صديقتي الجاردينيا، وبالسباحة في الفضاء حين أتلو أذكاري..
أشعر أنه لا بأس أن أكون أنا بكل عيوبي، وأنه لا ضير من أن أبلل أقدامي بماء الذاكرة ، وأنه لا مشكلة حين تهرب مني كلمات كان يجب ألا تقال..
.
.
.
أشعر بالهدوء حين أكتب في ماورد...!

  • كنت أحسب ألا أحد يقرأ ماورد، وأنني أكتب لنفسي فقط وللقليلات العزيزات اللذين يردون علي أحياناً، وأقول لنفسي: من يأبه بك يا ماورد؟ وأنت لست إلا يوميات لا تهم أحداً لشخص ما يعيش في هذا الكون

كنت أحسب ذلك حتى قابلت إحدى صديقاتي في الكلية واكتشفت أنها من متابعي ماورد...!
قالت لي: أليست مدونة منشورة؟ ماذا تتوقعين إذن..؟
قلت لها: لا أدري، بيت ماورد هو دفتري الخاص...
أعرف أنها فكرة حمقاء خاصة أن بيت ماورد على الفضاء ، رغم ذلك فأنا أتعامل مع هذا المكان كدفتر خاص غير مسطر يترك فيه بعض العابرين اللذين يمرون توقيعهم و بقايا أكواب قهوتهم ...  

  • هل أشارك في تأسيس مكتبة الملك فهد العامة؟ هل ثمة مكان لي بين رفوف المكتبة وغبار الكتب؟ هل أصدر سي دي صوتي مع الطبعة الثانية من كتاب الأرجوحة؟ بما أنني سأصدر قصة رومي قريباً وستكون نشراً خاصاً ، هل أبحث عن شراكات في موضوع النشر؟ هل سيكون ذلك أقوى؟ هل سأوفق إلى نوع مرضٍ من التعاون؟ متى سأبدأ بموضوع نشر أبحاثي التي هي مكتوبة أصلاً؟ هل أنشرها بالعربي أم بالإنجليزي؟ هل أذهب إلى معرض الكتاب في بيروت منتصف شهر ديسمبر لتقديم ورقة عمل كنت قد ارتبطت بها؟ هل لدي ما يستحق التقديم؟ هل لبنان آمنة هذه الأيام؟ هل أكف عن طرح الأسئلة؟ أهذه طريقة في التفكير أم أنها طريقة للتخلص من عبء التفكير؟ هل أصمت؟

الخميس، 10 نوفمبر 2011

رجعت الشتوية..(٢)


  • اليوم خميس...

فتحت شباكي ، لم أشعر باختناق من الحر..
ورغم أنه لا يوجد منظر أطل عليه إلا أن الشمس تتسرب من ستائري الوردية بدلال تاركة عنها وقاحتها المعتادة لتضيئ غرفتي بشعاع لطيف محرضة لي أن أتجاهل ما كنت أريد أداءه من عمل وعيش آخر خميس في الإجازة..
في كتاب بيكاسو وستار بكس يحرضنا ياسر أن نعيش اللحظة ونشاركها من نحب وأن نعطي إجازة لقوائمنا المعدة مسبقاً...
ها أنا أفعل ذلك اليوم وأمد لساني لقوائمي، أستلقي وأسترخي وأستعد مع عائلتي لرحلة بحرية في أحضان الأحمر المفتوح...  



  • صباح اليوم كنت أتفرج على فلم The holiday وهو فلم قديم قد شاهدته قبلاً..

تذكرت كيف قررت بعد مشاهدتي لهذا الفلم أن أرحل وأغير عنواني وأغيرالجامعة والوجوه وطقوس الحياة اليومية وفصول السنة..
تذكرت كيف اشتهيت أن أعيش في منزل حجري قريب من الريف البريطاني ، وكيف تمنيت أن أجرب اللحظات الأولى من سقوط الثلج وبزوغ الربيع، وكيف أردت أن أصادق أحداً ذا لهجة بريطانية لا ينطق الراء.. 
.
.
هل علي أن أقول أنني طوال مشاهدتي للفلم اليوم كنت أبتسم وأنا لا أصدق كيف يمكن أن نرسم أحلامنا بهذه الدقة ويكون الله أكرم الأكرمين ويحققها ويفاجئنا ويعلمنا درساً أن علينا الحلم ثم التخطيط ثم العمل، وأنه معنا في كل خطوة إلى أن نبتسم رضىً؟
.
.
يا للرضى...



  • هناك انفلونزا خفية في حلقي...

أقاومها منذ الصباح...
يا ربي...ما أبغاها:-(
صحيح أنني اليوم مستلقية لا أفعل شيئاً..بس الأسبوع الجي ما عندي وقت أمرض:-(


اللهم خذ هذ الفايروسات الصغيرة من حلقي وزلزلها وأبدها وانصرني عليها..

الأحد، 6 نوفمبر 2011

رجعت الشتوية..(١)


  • الجو جميل في جدة هذه الأيام، وكأن هذه النسمات تواطئت مع العيد تحمل همسات من كل مكان: إنه العيد، توقفوا عن التفكير والعمل وممارسة ما كنتم تفعلونه كل يوم، مارسوا أي طقس مختلف، احضنوا ابنائكم وقبلوا أيادي آبائكم...

وأنا أمام هذه النسائم وهذه الهمسات أفتح قلبي وأتركها تعيث فيه حباً كيفما شاءت..
شتاء جدة على الأبواب؟
كم تتكرر الأشياء كل عام ولا نملها..
رجع العيد..ورجعت الشتوية

  • هنا الجو جميل، لكن فيروز تقول:

رجعت الشتوية 
شتوية وضجر وليل وأنا عم أنطر على الباب..
يا حبيبي الهوى مشاوير
وقصص الهوى متل العصافير..
.
.
هل عاشت فيروز شتوية ليدز ؟
هل كانت معي في مشاويري القصيرة والطويلة؟
هل سبق وأن جلست معي حول الموقد وتجاذبت معي قصص الهوى؟
.
.
لم تغني إذن بما يصيبني بالشجن :
رجعت الشتوية..
ألا تعلم أن الشتاء سيعود وأنني لن أعود؟





  • الشتاء في كل مكان انتهاء..

واستعداد للبزوغ من جديد..
الحج يشبه الشتاء: أبيض نقي يصيب القلب بقشعريرة دافئة..
يساقط عنا كل الأوراق والملابس ، ويجعلنا نفكر في أنفسنا بعيداً عن أي شيء..
يقربنا من نور الله الدافئ ويهمس لنا : ستولدون من جديد كما يولد الورد وورق الشجر ..
دورة الحياة تنتهي بداية الشتاء وتبدأ في نهايته، ودورة الروح تتجدد في الحج..
كلاهما يأتي بعام جديد وحلم جديد وفرصة لعمر جديد..
كلاهما يرجع في آخر العام.. 




.
.
.
رجعت الشتوية

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...