الخميس، 28 مارس 2024

قطط مشردة -1-

يا ماورد..
شعور قاسٍ حين لا تجد من تخبره أنك لست بخير...
وحتى لو وجدت فهو يقف عندك لثلاث دقائق وثانيتين ثم يمضي ولا يلتفت إليك ثانية إلا لو قابلك في الطريق صدفة فتظهر عليه نظرات الشفقة والتعاطف ويبربر بكم كلمة ضرورية في مثل هذه المواقف.

أصلا وماذا يهم؟ ..
الحياة تمضي ولا تتوقف لأحد..
لا شيء مهم...ولا حتى أنت مهم..
إن لم تكن بخير فأنت من تتحمل أنك لست بخير..أنت وحدك..تاكل خرا وتتحمل..وتسكت أو تكتب في ماورد..
حتى لو لم تكن أنت السبب..
من هو السبب يفكر للحظة ويشعر بتأنيب الضمير لنصف لحظة، وأنت تغمره باحتوائك وتخفف عنه وتقول له: لا تشيل هم يا حبيبي..كل شيْ سيكون بخير..وكل الأمور ستمضي كما لو كنت موجودا..
والحقيقة أنك من تحمل عنه كل الهم ...يكفيه أنه يحمل شعور: أنه مظلوم ولا أحد يفهمه 
أنت القطة المشردة التي تتجول على بقايا الطعام ثم تنام تحت السيارات أو فوق الأسطح والأسوار حتى لو نامت على سريرها الوثير ثم تموء بألم طوال الليل

.
.
أعصر على مشاعرك الملخبطة ليمونة..وانسى كل الاستاندرد اللي حطيتها في حياتك ... تجرّعها واصمت وتذكر أنه لا يمكن صناعة مشروب حلو من ليمونة حامضة..




السبت، 23 مارس 2024

رسالة إلى الله

 يارب….

إنك تعلم بحالنا ، نحن الخطائون ، المذنبون ، لكننا والله نحبك..أنزل رحماتك علينا وعلى هذا الرجل الذي يحبه الجميع ودبر الأمور من عندك يا الله فإننا لا نحسن التدبير ، اجعل الأمور تمضي بتيسيرك وبقدرتك اجعله قبل آخر الشهر في بيته ، اللهم إنه لا يعجزك شيء وإنك على كل شيء قدير.

فهد يتحدث كثيرا ويهذي ويهاجم كل من يستأثرك لنفسه ويظن أنه أحق بك منا جميعا ..

فهد يحبك ويدافع عن الدين. فدافع عنه يا الله وانت الذي قلت "يدافع الله عن اللذين آمنوا"  فهد يعلم أن الصلاة دعاء وأنها وسيلته في محادثتك كل يوم، فهد يحافظ على الصلوات الخمس في أي وقت وحتى في السفر.. فهد يثق بك ويقول لي دائما : الله رح يفرجها فانتظري .. يقولها بكل ثقة يقولها وهو متأكد..

فهد رضيُ بأمه ولا يرفض لها طلبا،  نقل لي حبها فصارت أمي الثانية وورث عنها قلبه وبساطته وبياضه، 

فهد رضي في والده رغم أنه عانى منه ومن تسلطه لكنه يعلم أنه الأب ويقول لا يهمه إلا أن يفعل مالا يغضب الله في علاقته معه ولا يعد عقوقاُ

فهد يحب أمي وإخوتي ويعاملهم كأنهم أهله الحقيقيين ، أخواتي أخواته ويطلب من أبنائهم أن ينادوه "خالو فهد" لأنه يرى نفسه أخ حقيقي لأمهاتهم.

فهد ابن حقيقي لأمي وأبي يستشيرونه ويعتمدون عليه ويأخذون برأيه ويعلمون أنهم لو احتاجوا شيئا فهو حتما الابن البار الذي لن يقصر معهم في أي شيء.

فهد الوحيد من أزواج صديقاتي الذي يتكلم معهن لتسهيل الكثير من الأمور والأعمال التي تتقاطع معنا.

فهد قضى كثيرا من حوائج الناس وكان نافعا لهم وأنت قلت يا الله أن أحب الناس إليك أنفعهم للناس، اللهم فإن كنت تحبه فأخرجه من الضيق والظلم الذي هو فيه.

فهد أكرمني مذ تزوجت ووقف معي حتى حصلت على الماجستير ثم الدكتوراة..وحين قررت آخذ الأولاد والسفر لبريطانيا للدراسة كان من أكثر المتحمسين بل والداعمين  كان يزورنا كل شهرين والذي جعل من كل السنوات التي قضيناها في ليدز من أجمل سنوات حياتنا.

فهد أراد جبر قلبي بعد أن انفصلت عن كادي ورمادي فكانت أروى العربية قصة نجاح جميلة وملونة وكان يعد المشروع مشروعه وأنا رأس مال المشروع ووجه الإعلامي..

فهد أب رائع يعرف كيف يكون حازما وكيف يرسم مع ابنائه ذكريات لا تنسى وسط علاقة أبوية أحسد ابنائي عليها.

يا رب إنك تعرف كل ذلك وأكثر، فأخرجه مما هو فيه كما أخرجت يونس من بطن الحوت، ويوسف من الجب وبعدها من السجن..

هون عليه يا الله وبرد قلبه كما جعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم، سخر له عبادك الصالحين كي يخرجوه من السجن كما سخرت الريح والجن والرجال الصالحين لسليمان..


فهد..


ولا اسم يليق به كفهد..


الثلاثاء، 19 مارس 2024

انكسر ظهري

 لقد هُزمت..

وانكسر ظهري..

وغبت في غمامة رمادية

 عيناي امتلئتا دموعا حتى أنني صرت لا أرى شيئا..

ومنذ تحديد موعد الجلسة قررت أنني لن أحضر، فالضغط أكبر من أن أتحمله..

في وقت الجلسة كان عندي محاضرة أون لاين ولم ألغها وقلت بالعكس لعلها تشغلني حتى آعرف الخبر..

ثم اتصل المحامي، فاعتذرت من البنات لدقائق فقال: معليش يا أروى الحكم مرا ما كنا متوقعينه ولكنه على أي حال أفضل من خمس سنين  ولكن حنقدم استئناف ونحاول أن………

أنا: معليش عبدالعزيز أنا ما كنت حاضرة ، إيش الحكم…؟

وقال مالم أستوعبه أو أصدقه…ما صدمني وجعلني غير قادرة على التفاعل

فتحت المايك مع البنات وقلت لهم: آعتذر سأضطر للمغادرة لظرف طارئ…

اتصلت أمي وكانت تبكي..ثم جاءت..وجاءت رؤى.. وسارية وأنا لا أنطق بكلمة ولا أظهر أي تعبير….

لا زلت لا أستطيع التصديق…

اتصلت أختك وبكت كثيرا في الهاتف..اتصل أخي…

جاء سارية واحتضنني ..وقتها بكيت بصوت عال…

كلمت رؤى المحامي وكلمت دعاء وأنا لا أستطيع المشاركة في أي حوار..

أمي تدعي على القاضي وأبي يحتضنني وأنا مغيبة لست هنا…

لا أعرف في أي اتجاه أفكر…

في اتجاه حياتنا التي قُلبت رأسا على عقب..؟ أم في أولادك اللذين صاروا وكأنهم أيتام ولا يعرفون كيف يفكرون وبماذا يشعرون؟ في بيتنا الذي غدا مكانا لا أود البقاء فيه؟ في أروى العربية والتي كنت أفكر في إغلاقها

أم فيك أنت وفي الصدمة التي تلقيتها وقالت رؤى- والتي كانت تحضر بدلا عني -أن ملامحك تغيرت وغادرت الغرفة مباشرة…

.

.

.

إنها المرة الأولى في حياتي التي أشعر فيها بكل هذا الثقل وبقلة الحيلة والضعف…بأن حياتي ليس لها معنى وبأن كل شيء تدمر في غمضة عين…

سارة من لندن و أسيل من أمريكا يتابعان معي وأخي ومزن من الخبر وسديل من الرياض  ..لم أستطع أن أكلم أيا منهم  ورفضت أن يطلع صوتي، تولت رؤى كل الحوارات والاتصالات الحزينة والغاضبة….والباكية

.

.

أنت..حتى لم تتصل علي ، أعلم أنك ستقول لي أنك مكسوف مني..أو ربما منا…. ثم ستقول لماذا لم تبذلوا مجهودا أكثر في إخراجي؟ 

وأنا أمام كل ذلك أعود للمربع الأول وأقول لك: هل كان الأمر يستحق؟ أخبرني ورد علي: هل كان الأمر يستحق كل هذه البهدلة؟


خجلة أنا من أبنائك …من أمي وأبي…من إخوتي…من كل من يتصل على جوالك …من رئيسك في العمل….من زملائنا في أروى العربية…

الآن بيتي ممتلئ، رؤى وأبنائها وغدا ستأتي مزن وأبنائها، وأنا لا أود أن أفكر في شيء..أو أجامل أحدا ..أعرف أن أخواتي يقصدون أن يكن معي حتى أن رؤى جلست معي وكتبنا كل أمور الحياة التي توقفت منذ أكثر من شهر والآن لو ظلت الأمور على ماهي عليه سيكون لدي خيارين إما الهزيمة….وإما مزيدا من الهزيمة …







  

السبت، 9 مارس 2024

كلام بداية النهار

 - وصلت حتى وزارة العدل...بعد إبحار وغرق بين الوزارات والمديريات والأقسام التي لم أفكر قط أنني سأقترب منها

الشاب الذي كلمته قبل قليل يبدو لطيفا جدا وصوته رسمي يطمئنك لكنه لا يعدك بالكثير..

شعرت أن باستطاعتي تخيل شكله ورسمه من وراء الهاتف...

المهم...هذا ليس موضوعنا..ولماذا أرسم عامل يرد على الاستفسارات؟ وكأني أعرف أرسم أصلا!!!


- قلبي يقول أن أخبارا جيدة ستكون في الأيام المقبلة إن شاء الله..لا تخيب أملي لو سمحت ..وسامحني إن قلت دوما أنني فاشلة في شئون القلب..


- البارحة كلمني فهد وقال: لدي سؤال عميق: 

لماذا أنا هنا؟

شعرت به سؤالا لكافكا أو لدوستويفسكي..

قلت له: صح لماذا أنت هنا؟ 

غدا السبب غبيا أو متلاشيا أو باهتا..أو مضحكا


- ونحن نتحدث قال لي: حصلت على صفاء ذهني عجيب و كتبت أكثر من 20 صفحة عن سياسات أروى العربية..

ثم أخذ يحدثني عن أمور أخرى فكر فيها لم يكن ليفعل في الأيام العادية..وكان صوته ممتلئا حياة..

قال لي أنه يود لو كلم أمه وأبوه ثم قال لكنه لن يفعل لأنه سيبكي وهو يريد أن يظل متماسكا..

صراحة أمه رحمتها هي تبكي من مواضيع أقل من ذلك بكثير..لكن أبوه؛ لم أحزن قيد أنملة وشعرت للحظة أنني لن أهتم لو غرق أو حتى مات في أحزانه..هو يتصل بي كل يوم لكني لا أرد..أنا زوجة الابن الصنم


- لدي قائمة أشياء أود فعلها لكن حياتي الآن متوقفة، أو أنني أوقفتها بمزاجي ..وسأعيدها بمزاجي أيضا


- كنت سأشكو لك يا ماورد وأقول أن الكتابة خذلتني وتخلت عني حين كنت في أمس الحاجة لها..

لكنها لم تفعل، بل فعلت ما كنت لا أتخيل أنني سأفعله يوما..

وكما أقول في دوراتي دوما: احشد المشاعر وجمع الطاقة التي لا تفنى ولا تستهلك  وكن قادرا على التفكير والتصويب واكتب شيئا لا يشبهك,,

وهذا ما فعلته فقد كتبت رسالة "حقيرة" لم أكن أظن أنني قد أفعل شيئا كهذا يوما  لكنني فعلت وأوصلتها للشخص الحقير الذي كان يجب أن تصل له الرسالة من زمان ووضعت حدا..الأمر كان يشبه: تصحيح أوضاع حتى أستطيع أن أكمل حياتي بسلام...ولم يكن ليحدث هذا التصحيح لولا كل هذه الحكاية التي حدثت.

لا أعرف ..اتلخبطت..

.

.

أين هو متن الحكاية وأين هو الهامش؟


الأربعاء، 6 مارس 2024

كلام منتصف اليوم

 - أحاول أن لا أشعر أني محاصرة..

ولكني محاصرة..

أو ربما كما يقول فهد "ماني مركزة"...

بس والله مرا الأشياء كثير..

حساب المؤسسة اللي يفتح ببصمة العين أو التوكن  وماعندي ولا واحد منهم، حساباته الشخصية التي لا أستطيع الوصول إليها لأرقام سرية لا أملكها ولا أجدها في هاتفه، مدفوعات مطابع الأردن، متابعة شحنة الصين، ترجم، جرير‘ المعارض، نقل ملكية السيارة والفحص الدوري، الترتيب لطباعة الكتاب الجديد، أقساط الرسامين ومدفوعاتهم، فواتير، عقود مع الموزعين‘  رواتب العاملين الآخرين معنا...الخ

شفتوا مجرد كتابة كل ذك يجيب الصداع، هادا وأنا ما كتبت كل شي...

- اليوم ظننت أن محاضرتي الساعة 1 وهي كانت تبدأ 10  كيف كيف اتلخبطت وضاعت علي المحاضرة؟ كيف حصل ذلك؟ 

كيف تقول بسمة وهي توزع اللجان اليوم: أروى حتمسكي لجنة تطوير المناهج؟ ترا بتتعبيني وبتموتيني..وأصلا إيش صار في تطوير الماجستير....وتطوير الدكتوراة....واستحداث الدبلوم......ابلبالاباليبليليل الخ

أعرف أنها قالتها بمزح وأنه لا أحد من العضوات يتجرأ ويمسك هذه اللجنة اللي كإنها مكتوبة باسمي،  لكني حرفيا أحس إني مو مركزة..

أنت السبب..

هذا شيء لن أسامحك عليه...

أنت السبب في كل هذه الفوضى 

وفوق كل هذا تتهمني بعدم التركيز وتريد مني تسوية بعض الأمور في عملك ومحادثة رئييسك....

طيب، والله باسوي كل شي 

بس برضه إنت السبب...

المفارقة أنني كنت مدعوة البارحة إلى لقاء في إحدى الكافيهات، وقد طلبوا أن يكون اللقاء بالإنجليزي، صدف أنني اعتذرت عدة مرات عن هذا اللقاء،  وأخيرا ذهبت لكن دون تحضير أو إعداد ، تحدثت كثيرا بالإنجليزي والعربي ..

.

.

الغريب أني كنت مرا مركزة..





كلام آخر الليل

 - وكأنك تعرف أين تضع يدك أو "صوتك" فأنفجر بالبكاء كل مرة كطفلة صغيرة وغبية…

ماذا تقول عني؟ ضعيفة؟ تظن نفسها حساسة؟

ما جعلني أفكر في هذا الأمر أنك قلت لي اليوم أنني متماسكة..لم أفكر في الأمر، تصدق ودعني أقول ذلك بمنتهى الصراحة ..كل مرة أكلم فهد ولأن وقت المكالمة محدود والأشياء التي أود سؤاله عنها كثيرة فنحن نبدأ المكالمة بلا حتى "كيف حالك" من الطرفين.. وحين يبدأ بإخباري أي شيء مهم يخص الكلمات السرية أو حسابات البنوك أو أي إيميل مهم أو طلبية أو أي معاملة مع الوزارة وأقوم بسؤاله عن شيء لأستوضح أكثر..يصرخ في ويقول: أروى ركزي معايا الله يخليك وبطلي الضياع اللي إنت فيه..

ويقولها بنبرة من يؤنب بشدة..لو لم يكن الوضع إياه لكنت صرخت فيه وأوقفته عند حده لكن الوضع لا يحتمل أن نتضارب في هذا الموقف..

أسكت وتنتهي المكالمة وأرخي السماعة وأبكي..أبكي هذا الحمل  الثقيل الذ ي ألقيته علي بدون سابق إنذار.. أبكي هذا "الضياع" الذي وجدت نفسي فيه..أبكي هذا الضعف الذي لا أحتمله ولا يشبهني..

اليوم جعلتني أنظر لنفسي بطريقة أخرى مختلفة عن كوني ضحية وضعيفة و"ما تركز"..


- أعرف أنها تجربة كسرت في داخلي شيئا وربما بنت بداخي أشياء..كشفت لي الكثير من خبايا الحياة الحقيرة وأيضا أظهرت قلوبا لم أتخيلها بهذا القدر من القرب ..أنت كنت من المغضوب عليهم؟ نعم…لأنني كنت محتاجة لمن لا يحكم علي إيجابا أو سلبا..لمن يقف هناك ويسندني لو كنت على وشك السقوط والانهيار والانهزام،،كنت محتاجة لمن يسمع فقط..

لم يوجد ذلك الأحد..

ولم أسقط..ولم أنهار

ولم أنهزم بعد


كنت أفكر هل أتصل؟ هل أكتب رسالة؟ هل أكتب في ماورد؟

 كلها تبدو خيارات موغلة في السخرية..لكنها خيارات منطقية لقلبي..

عموما..يظهر أنني اخترت الخيار الثالث..







مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...