الخميس، 26 فبراير 2015

من جديد -8-

تقول بثينة العيسى : إن كانت هناك كتابة تشفي، فهي قصص الأطفال
إذن هذا ما كنت أفعله طوال عمري؟ محاولة الشفاء المستمرة؟ ثم؟ هل أصبحت مدمنة كتابة قصص أطفال بعد التعاطي لفترة طويلة مع هذا الدواء؟ ربما، تفسير منطقي!

هذا العام لست راضية كثيرا عن دار النشر، لم أعطها من وقتي ما ينبغي، حسنا ، لعل هذا الاحساس المستمر بالتقصير يدفعني لترتيب اولوياتي مرة أخرى والتخلي عن بعض الالتزامات التي لم تعد ضرورية في هذه المرحلة .. !!

عودا لدار النشر ، أريد أن أكتب شيئا، أحتاج جرعة مركزة من الدواء، بدأت كتابا كانت فكرته في رأسي منذ عدة أشهر، ولابد أن أعود لكتاب الرسائل، ولابد من شيء آخر أعمل عليه أيضا... الدواء بيدي إن أردت..

احاول جاهدة نشر بحثي الأخير، لو فعلت سأكون مستعدة للتقديم على درجة أستاذ مشارك ، وهكذا ينتهي أحد كوابيس حياتي.

بعد أسبوعين سأسافر مع فهد، كلانا بحاجة للخروج من دوامة العمل التي تفترسنا ، سنذهب لميونيخ -ألمانيا و زيلامسي-النمسا ، رحلتنا ستكون ان شاء الله لمدة أسبوع وسأخصك يا ماورد بتقرير مصور ، حسنا لا أعدك، حسنا أعدك نصف وعد!!!

في منصبي الإداري أظنني أشعر بالرضى عن نفسي ، اعطي كثيرا من الوقت وهذا ما يخالف مبادئي ولكني لا أستطيع أن أكون إلا هكذا، حين أفعل شيئا أفعله بأفضل ما أستطيع وبأحسن ما يمكن..

أريد أن أذهب للسوق ، اشتري اشياء لي وللبيت، اريد أن أعمل مساج، اريد أن أذهب للصالون ...
أنا لا أجد الوقت والمود ، اذا لم يأتيا صاغرين حتى الأسبوع المقبل سأبحث بنفسي عنهما وآتي بهما بالغصب..

الأربعاء، 18 فبراير 2015

من جديد-7-

- أخاف أن أنسى
أخاف أن يهرب من ذاكرتي ذلك البرد الذي كان يجعلني أقشعر بلذة شاعرة بالامتنان لقفازاتي الصوف وحذائي الشتوي وللدخان الشفاف الذي يسبق حروفي ويشاكسها من البرد حين أتحدث..
أخاف أن لا أشعر بالحنين مجدداً للأرصفة وأشجارها ومشاويرها الطويلة..وحديثي وأسراري التي أودعتها عندها أمانة..
أخاف أن أنسى طعم السكونز بالمربى وسخونة قهوة الصباح ومنظر الثلج من النافذة وهو يتساقط كالسكر المرشوش..
أخاف أن أكف عن تذكر قضاء الصباح في مشاوير القطارات والمساء أمام ستائر المسرح والصيف في مزرعة توت والشتاء أمام المدفئة والخريف في جولات متحفية والربيع أمام نهر التايمز !

أخاف أن يتصحّر قلبي ويجف وتموت شجرة الربيع والبوح والحب التي زرعتها ليدز في قلبي..

- أحاول أن أتعايش مع فكرة أن القصص قد تنتهي ، وقد تكون نهاياتها غير سعيدة، ألست كبيرة بما يكفي؟ ألست أحاسب سندريلا وبياض الثلج والأميرة التي أوجعها ظهرها من حبة فول؟ ألست أتحدث معهم بمنتهى الحدة وكأنني أكثر حكمة محاولة أن أخبرهم أن القصص لا تنتهي كقصصهم؟ لا يوجد أمير ولا حب من أول نظرة ولا قلب نائم في أحضان الوله للأبد، إذن لماذا أتلفت بجزع مكسورة القلب والخاطر وكأن شيئا غريباً حدث؟ ربما خالفت النهاية توقعاتي ..وأنا المعروفة -كما تقول صديقتي- بأنني أهوى وضع السيناريوهات كما أشتهي..فكيف تمضي قصة بخلاف توقعاتي وما رسمته لها من نهاية؟ لا بأس..الحياة خيبات متتالية وكلما كبرنا كلما كبرت معنا هزائمنا..! إذن ..هل كان القدر يلعب معي ويخلط ما بين قصصي التي أختلقها في عقلي وبين القصص الحقيقية؟ هل كان حقيقياً كل ما عشته؟ أم أنه محض خيال وكتابة؟ هل أنت حقيقي؟ هل أنا حقيقية؟

- اليوم تسائلت : أهذه هي حياتي ( فقط) حقاً؟ عمل في الصباح في الوكالة وملاحقة لطلبات البيت والأولاد والحياة باقي اليوم، جدول دقيق مقسم على ساعات اليوم.. تفكير مستمر وعمل مستمر.... أين هي الحياة؟ أين هي؟

-أحتاج حجراً يُلقى في بحيرتي الراكدة ..حتى الأحجار التي تلقى لا تتعدى سطح البحيرة..لم يعد شيء ينفذ للعمق ..

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...