السبت، 22 أغسطس 2009

رسالة في قارورة (20)




  • لم أنتبه إليك يا رمضان..


أتيت على حين غرة..


منحتني صلاة رقيقة مذ أعلنوا دخولك..وصياماً ..سمبوسة..وتجمع عائلي بنكهة التوت..


أنظر إليك حزينة..


لماذا لم أفتح لك قلبي كما يجب..


كيف لم أفرغ لك زوايا الروح وأفرشها وسائد طرية وتلاوة عطرة لإستقبالك؟


سامحني، واعلم أنني أحبك..وأنك زائري السنوي الذي يحمل في يديه ثلجاً وماء وبرداً..


..


..


لا ترحل أرجوك دون أن تغسلني من رأسي إلى أخمص قلبي..








  • في مثل هذا الوقت أكون قد أعددت ملابس العيد..


لم يكن قد بقي لي إلا أن أشتري ثوباً مترفاً لصباحات العيد الملونة، وأكمل بعض الإحتياجات للفتيات.


أجهز ثوب ابني وأبوه وكل ما يكملان به طلتهما الحجازية البهية.


أعيد نرنيب الخزائن ، وإفراغها ثم إضفاء لمسة هنا وأخرى هناك على بيتي..

..

الآن تتجمع الأكياس في زوايا المنزل بإهمال، بداخلها ملابساً شتوية تنتظر أمر الرحيل المعلّق..

وتتكدس صناديق الكتاب في صالون بيتي الذي لم أعده لإستقبال ضيوف العيد..

ويعشش في أيامي خيوط عنكبوت بعدما ألف التوقف والتأجيل..!



رسالة اليوم:

لا تبق يا رمضان ثلاثون يوماً فقط تمر علينا كأنها يوم أو يومين..

أما بوسعك أن تمتد إلى آخر حد من جراحاتي وتؤجل رحيلك قليلاً؟

الأربعاء، 19 أغسطس 2009

رسالة في قارورة (19)



  • كنت أحاول ألا أكتب..

وأنا التي أعلم جيداً أن الكتابة لا تمر علينا مرور الكرام إنما هي ختم أو توقيع يؤكد ألماً أو يسطرفرحاً أو يرسم شجناً..أو يعتق عشقاً ما..على أرواحنا..!

منذ فترة وأنا أتألم..وبحسب نظريتي القديمة أن" الحزن يأتي قبيلة" فأنا الآن أرض خصبة لبذور هذا الحزن كي يعيث في تربة قلبي دموعاً..!

أعيش حياة متوقفة ..لا تمشي ،لا تمر ، بل تتركني ملقاة وحدي على ركن رصيف لست أعلم إلى أين ستأخذني نهاياته..

نادى ذلك الألم أطياف جروح قديمة ، فشعرت بها تتفتح في داخلي كمسام خفية، فيتسرب منها طعم مر جداً..

تباً...

ظننتها شفيت..!

فلماذا تتضخم من جديد ، وتنز في داخل روحي صديداً لا شفاء منه..

يا لجروح الأرواح.. لم أكن أعلم أنها بهذا العمق وبتلك المرارة..!


هذا صيفي الثاني الذي أقبع فيه تحت سطوة الألم والحزن والترقب..!



  • سأعترف بشيء..

سفري الذي لا يريد أن يأتي كان فكرة من أجل الهروب..

لدي أهداف أخرى بالطبع..أكاديمية وعلمية ، بل وحتى أسرية..

ولكنني سأكون شجاعة..على الأقل هنا وأقول أنني كنت أخطط لهروب ما..

كنت أريد أرصفة مدينة أخرى تحتوي خطواتي.. تتعرف عليها..تعدها وتشتاقها..

يتناثر حزني ثلجاً في شتائها..وتضيع لغتي الفصيحة بين لهجة سكانها..

كنت أريد بلداً بعيدة تسكنني قبل أن أسكنها..تبعثرني الغربة على وقع سطوة مطرها..

تعلمني أن أتهجى اسمي من جديد..تمنحني آفاقاً وعيوناً وحدوداً خضراء..

كنت أريد أن أجرب طرقاً أخرى لتجرع الحزن غير غسله بمياه البحر وشرب نصفه مرغمة..!

لهذا اخترت هذه المدينة..

تبدو من بعيد مدينتي المثالية التي رسمتها بخيال حزين ذات شجن..

بحثت عن الجامعة فتلقفتني أذرعتها من قبل أن أصل..

بحثت عن البيت فوجدته أبيضاً أنيقاً ذا نوافذ زجاجية وحديقة صغيرة أمامية وأخرى خلفية..

يقبع هذا البيت على شارع عريض ، أتفرج عليه كل يوم في "جوجل إيرث" ..

أعلم أن أمامه شجرة..وأن الرواق الصغير المؤدي إلى مدخل المنزل حجري معتّق..

رأيت بيوت الجيران وأفنيتهم..

لا أنظر للأمر بشكل رومانسي، وأعلم أن تجربة الغربة ستكون ساحقة على قلبي..

رغم ذلك..أتسائل..

ماذا لو لم أحصل على التوقيع اللعين الذي يمكنني من الرحيل؟


كيف سأعود إلى العمل..وإلى الحياة ..وإلى الناس بنصف روح وثلاثة أرباع قلب؟



رسالة اليوم:


رمضان...أقبل بنورك وأضيء جنبات الروح المعتمة..



الاثنين، 17 أغسطس 2009

فاصل

رمضان سيقبل بعد عدة أيام...

علي أن أحزم أغراضي في غضون أسابيع..

وما زلت لم أتجاوز عتبة الإنتظار الساحق..!



ما زلت معلقة لست أدري إلى أين ستأخذني مقاديري..

اللهم أعني على اجتياز ما تبقى من الطريق بأقصر السبل..وأسهلها..

السبت، 1 أغسطس 2009

رسالة في قارورة (18)


سأحكي اليوم ثلاث حكايات:


الأولى..حكاية من عالم الجن والعفاريت


والثانية ..حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة..


والثالثة..حكاية عن أمسيات الصيف الطويلة..




  • لنبدأ بالحكاية الأولى:

في ظهر يوم الأربعاء دق هاتف ما ورد، كانت صديقتها (م) تلك التي تسعى منذ فترة للحصول على موافقة بالإبتعاث الداخلي لدراسة الدكتوراة في إحدى الجامعات الداخلية..حاولت (م) لفترة طويلة، كتبت معاريض وقدمت خطابات، حادثت أمها مدير الجامعة وذهب زوجها إليه، لكن لافائدة..مدير الجامعة الموقر يريد من (م) أن تستقل طائرة وأن تتغرب في أي بلد لنيل شهادة الدكتوارة..


أصيبت (م) بالإحباط ووقعت تحت ضغط نفسي شديد وقررت الذهاب إلى معلمة اليوجا (أ) للعلاج بالطاقة (الريكي)..


نعود من حيث بدأنا..كانت (م) قد خرجت للتو من جلسة ريكي وحين حادثت ما ورد كانت فزعة، قالت لها :(بكيت كثيراً أثناء الجلسة، شعرت بالخوف، ورأيت وجوه ناس أعرفهم انقلبت إلى كلاب وثعابين، ثم فاجئتني المعالجة (أ) بأن قالت :" أرى مكتباً كبيراً في الغرفة..إنه أكبر مكتب..تحت النافذة..أدراجه على اليمين..هناك غفي الأدارج يوجد شيء ملتصق ، ابحثوا عنه..ثمة عمل أو شيء مخبوء هناك" قالت (م) لماورد:" هذا مكتبك يا ماورد..إنها مواصفات مكتبك..!!


دعينا نذهب السبت قد نجد شيئاً يمنع أوراقي وأوراقك من الحصول على التوقيع الأخير في الجامعة"


وضعت ماورد السماعة وهي خائفة...أهذه رسالة من الله..أم شعوذة..أم ماذا؟


استشارت من حولها وحكت لصديقاتها، ثم قررت أنها لن تذهب..


أليست تلك هي مساحة خاصة بين الله وبين نفوسنا؟


لا تلوثيها بذلك الهراء يا ماورد...أولست تدعين كل ليلة بتلذذ "اللهم إني قد وجهت وجهي إليك وأسلمت أمري إليك" ابقي إذن هناك في تلك المساحة الرحبة الخاصة ودعيك من كلام الدجل والشعوذة..


سمعت ماورد الكلام وأخذت تزيد في التحصين آملة من الله أن يبقيها بقربه في تلك المساحة..!




  • الحكاية الثانية:

في صباح مبكر من صباحات جدة قررت تلك المدينة النائمة أن تخلع عن وجهها برقع البساطة وأن تري ماورد الوجه الاخر المخملي منها..


توجهت ماورد وصديقاتها الثلاثة إلى مركز "السبا" الفخم ذاك، خلعت كل منهم ملابسها وارتدت روباً وخفاً أبيض وبدأ برنامج ألف ليلة وليلة منذ الصباح المبكر..ما بين حمام مغربي و"سكراب" منعش بالماء الساخن لكل الجسد، مابين مساج باستخدام الحصى الساخن والإستلقاء على السرير الأزرق المائي، ما بين مساج القدم "الرفلكسولوجي" والسلطة الخضراء وعصيرات الفواكه المنعشة الطازجة قضت الفتيات الأربعة عدة ساعات كأنهن أميرات اسطوريات يدللن أجسادهن ويشعرن أن للحياة وجه باذخ جداً..


انتهى ذلك اليوم بـ" كافيار فيشل" خرجن بعده الأميرات الربعة يلمعن من النظافة وينزلقن من النعومة..


كانت تجربة تستحق أن تعاش..:)




  • الحكاية الثالثة:

قررت ماورد أن تختم الأسبوع بقضاء يومين في درة العروس مع خالاتها الإثنيتن وكم كبير من البنات الصغيرات..


في الحقيقة كانت ماورد متشوقة للسباحة، كانت تشعر يشوق كبير للموج ولرائحة البحر وملمسه على جسدها الجاف..


ولكن، وعلى الرغم من متعة قضاء الوقت باسترخاء بعيداً عن كل شيء..إلا أن البحر كان يشيح بوجهه إلى الجهة الأخرى في تعب وإنهاك..


في المساء، كان الحر والرطوبة أكبر من أن يجعل أي أحد يستمتع بانعكاس الأضواء على صفحة المياه..


وفي الصباح كان منظر البحر المشقوق كبحيرة صغيرة أمام المساكن كمستنقع راكد لا يغري أبداً بأي بلل..


عادت ماورد وما زالت جافة..لم ينظر ال بحر في عينيها ولم يمنحها قبلة مغوية كعادته..




رسالة اليوم:


.......وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.


مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...