الأحد، 29 نوفمبر 2009

فاصلة..(11)



  • مدينتي الصغيرة تبدو أشهى وأجمل مع وجود عائلتي هنا..
أمي وأبي يأتيان صباح كل يوم مع خبز طازج..وأجبان منوعة..وقبلة تدفئ برد أول النهار..
أختاي تجعلان من الغرفة الصغيرة "زحمة" لذيذة ملونة ، وعذبة بجمال موسيقى روحيهما الحلوة..
وأنا أتمنى هذه الحياة للأبد..لا أريد شيئاً آخر من الدنيا إلا صديقتاي : حمامة الجنة..وجاردينا الصباح..



  • لماذا تفعل ذلك؟
أهي عقدة الرجل الشرقي من جديد الذي لا يريد لإمرأته أن تكون حتى أعرف بطرق المدينة وشوارعها أكثر منه؟
صدقني..ذلك لا ينقص من رجولتك..لكن طريقتك تلك تنال من أنوثتي..!!
ألسنا في سلام معقول منذ عدة أشهر..؟أترى أن هذا وقت مناسب لتنقض تلك الهدنة بيننا؟
أسبوع فقط وسترحل وتتركنا..ألا يستحق ذلك منك بعض ضبط نفس؟



  • حقا بدأت أحب هذه المدينة..مدينتي!
بردها يكسر أصابعي..ويجعلني أشتهي أي شيء دافئ..حب..سيجارة..أو كوب قهوة..
أنتظر هطول الثلج..!
سأخبرك يا مدونتي حين تثلج..


فاصلة،،
أقبض الآن على كتاب أحلام مستغانمي "نسيان دوت كوم".
في هذه الأجواء، قراءة كتاب كهذا غواية كبرى!!!

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

فاصلة..(10)

اليوم كان يوماً مختلفاً..شقياً..
منذ عدة أيام وأنا أشعر بالملل الشديد، لعله بسبب ذلك الظلام الذي يهبط علينا مبكراً جداً ويحاول أن يقنعنا أن يوماً ما قد ينتهي في الخامسة..!
ربما بسبب الروتين اليومي والإرهاق الذي أشعر به..والمطر الذي يبلل قلبي ويجعله ينتفض حتى آخر نبضة..
ربما بسبب إحساس الوحدة الطاغي .. بسبب محدودية المكان والناس من حولي..

حادثت صديقة الرحيل منذ البارحة واتفقت معها على أن نقضي أمسية معاً في محاولة لقهر المساء اليومي الباهت وإقناع أنفسنا أن المساء قد يمتد حتى العاشرة..
تسكع في الليل تحت أضواء وسط المدينة التي لا تزال مضيئة..فلم رومانسي على شاشة السينما وسيجارة دافئة الأنفاس في وسط البرد ..وصحبة معتقة..كل ذلك أعاد شيئاً من الدماء إلى عروقي وذكرني بنفسي حين كنت أتواطئ مع مساء جدة الأنيق على سهرة مختلفة..
عدت للمنزل النائم ، استمتعت إلى بعض موسيقى وسكبت قليلاً من عطري المفضل في محاولة لإشعال جميع حواسي المطفأة..!
..
..
أجل ،،هذا ما كنت أحتاجه..!
أمسية مدللة الحواس في وسط ليدز!!!

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

فاصلة..(9)


قبل قليل كنت مع سحابة على الBB وكانت تسألني لماذا طولت الغيبة على بيتنا؟...


حسناً يا سحابة، أنا هنا الآن، مع كوب شوكولا ساخنة أمام المدفئة ، تتمايل الأشجار أمامي من الشباك في الشارع المظلم..أجلس على الأريكة الجلدية ، أتدفأ بوحدتي الباردة وأقتات على ماسجات صديقاتي..

عذرا يا بيت ماورد إن كنت أتأخر عليك..لدي أسبابي الوجيهة لذلك:

يوم ممطر، وصباح بااااارد..استيقاظ مبكر، ومشي ومشي ومشي..انتظار ممل للباصات..ذهاب للجامعة..ثم عودة بعد يوم طويل..كتابة وقراءة ومهمات وواجبات..متابعة لأمور أطفالي..درس السواقة..وأخيرا انسحاق على السرير في انتظار بزوغ شمس اليوم التالي...!!


هل غفرت لي يا سحابة ، هل سامحتني يا بيت ماورد؟


حسنا..شيء آخر، كنت أخبئه سرا عنك يا بيتي..

لدي مدرس لطيف جدا اسمه "دان" منذ أول يوم وزع علينا دفاتر زرقاء..قال لنا" هذا دفتر يوميات..أريدكم أن تكتبوا فيه يومياً أي شيء..وسأقرأه مرة أسبوعياً.."

لم تعجبني الفكرة..كتبت له في أول صفحة..أنك تحاول أن تسرقني علانية من بيت يومياتي "ماورد" الذي اكتب فيه بالعربية..

لم يعلق..رسم فقط وجهاً مبتسماً..

لا أكتب يومياً في الدفتر الأزرق..لكني أكتب الحد الذي يجعلني أقدمه لدان مرة كل أسبوع وبه بعض الوريقات المشخبطة..

في مرة من المرات..كتبت عن إحساس الغربة..كتبت عن الأسئلة الكثيرة التي لازالت تحاصرني..كتبت عن حياتي السابقة ومالذي خلفته ورائي حين قررت الرحيل إلى بريطانيا..كتبت عن الشوق المباغت..وافتقاد الصديقات ..أمسياتي أنا وزوجي وقهوة لوز أمي..

أعتقد أن كلماتي كانت دامعة جداً لأن دان علق: "هاقد بدأت تشعرين..تفكرين بعمق لكن بالإنجليزية!!!"..وأمام تلك العبارة رسم وجهاً مبتسماً آخر...

..

..

لا يا ماورد..لا تصدقيه..!

لم أقتنع..

لم يقرأني دان حين أتشظى كتابة بالعربية ..لا يعرف كيف بوسعي أن أحول فاصلة إلى دمعة..وضمير مستتر إلى خفقة ..وحرف عطف إلى رعشة..!

لا يعرف كيف بوسع أبجديتي أن تقرأني..تكتبني..حتى قبل أن أتهجاها..

لا يدرك أنني مجموع حروف أقلها 27 حرفاً عربياً وأكثرها ما اختبأ بين هذه الحروف وتوارى وتعلق بمنعطفات الروح..


لا يا ماورد..

لم يقرأ دان العربية في حياته أبداً..!



فاصلة،،،

مهرجان من الفرح سيحل في بيتي الإنجليزي ذو الأقزام السبعة بعد بضعة أيام..

زوجي، أمي أبي..وأخواتي..شموع ستضيء في الأيام المقبلة أمسياتنا المبكرة..

الاثنين، 2 نوفمبر 2009

فاصلة..(8)

  • هل أنا مريضة نفسياً؟
هل أحتاج حقاً إلى طبيب معالج؟
اليوم..أخذت أفكر..!
لماذا فعلت ذلك؟
لماذا ضربت بحياتي عرض الحائط؟
وذلك الذي سألني: لماذا رحلت إلى بريطانيا..
تفلسفت كثيراً عن الخبرة العملية والبيئة الأكاديمية وأشياء من هذا القبيل، لكنه بدا لي لا يسمعني، فأسكتني وقال: ماورد..مم أنت هاربة؟!!
قلت له: أنا أعرف أنني هاربة، فكيف تعرف أنت؟
قال لي: الأمر لا يحتاج لكثير من ذكاء..!
ويلي، هذا يضعني في مأزق حقيقي..
مم أنا هاربة؟
ولماذا تركت كل شيء خلفي ولم ألتفت..!!
كتبي، قصصي، إنجازاتي، شهادتي للدكتوارة، موقعي النتي، مجموعتي القرائية..!!
كللل شيء..!
لم أفعل ذلك؟
فإن كنت هاربة حقاً، فهل بوسعي البداية من جديد؟ أم علي أن أكمل الطريق؟ أم أتوقف تماماً وأعيش على الهامش بجوار الرصيف؟
لا أفهمني..ولا أفهم حالة التبعثر التي أعيشها ، أشعر كأنني كأس أريق على سطح زجاجي، لم يمتصه الزجاج..لكنه بقي هناك مندلقاً لامعاً يشي بشراب كان من الممكن أن يكون شهياً..!!!

  • شهيتي مفتوحة على الكتابة اليوم، وأنا لا أفعل ذلك إلا حينما أعيش الحياة بشجن منكسر..!
اليوم الجو بارد..رغم ذلك أشعر بحرارة قلبي تدفئ روحي وتضيء مشعلاً لا يعرف كيف يقودني، فقط..يهبني بعض ضوء..!!

  • صديقتي الحمامة كانت تهرب مني البارحة..
عبثاً حاولت أن أحادثها في الهاتف أو على السكايب، ولكنها كانت ترفض أن أرى عينيها أو أسمع صوتها..
بعد محاولات عدة..تقابلنا على السكايب، قالت لي كثيراً أنها لا تحبني،تهدج صوتها، وقالت أنها اكتشفت أن لا أصدقاء لها..!
حقاً يا صديقة الروح؟
أكان يجب أن أرحل كي تكتشفي ذلك؟
صدقيني، ذلك لم يكن أحد أهدافي بتاتاً، أعلم يقيناً أن الدنيا جادت علي بك، وربما العكس أيضاً..
لكني لست هاربة منك، ولم أتعن تركك..
فهل تقبلين اعتذاري؟
هل تصدقين لو قلت لك أن في الروح جرح أبى أن يلتئم فلجئت للرحيل كمحاولة أخيرة لكيه..!
تعرفين روحي خيبة خيبة..وليس إلا وجودك منع تلك الخيبات من أن تتمدد و تفترسني في لحظة ضعف..!

  • مضحكة تلك المقارنة بين كتابتي العربية والإنجليزية..
أنا استمتع بالعربية، أستلقي على حروفها، أشاكسها وأحمل كثيراً من كلماتها في جعبتي أفكاراً ومشاعراً وأسلوب حياة..!
بالإنجليزية يبدو الأمر مختلفاً، لم أتصادق مع الحروف بما يكفي، ولم أجرب الإختباء بين الفقرات أو الكلمات..
تبدو محكمة، ضيقة على بعضها..لا تترك لي فراغاً أرتاح فيه..!
كم أشتهي أن أقرأ شيئاً باذخاً يلامس شغافي..مثلاً..رواية لأحلام مستغانمي..
أو ثرثرة لغازي القصيبي..أو بيت شعر يتبتل فيه ناجي..!

  • فاصلة،،
أنا عندي حنين..ما باعرف لمين..!!

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...