الأربعاء، 21 فبراير 2024

صفحة من رسالة 1

 لا أدري أي صدفة ساقتني إلى ذلك الإيميل القديم جدا…

وجدت رسالة قديمة من سلسلة رسائل كانت في وقتها إلى صديق قديم رافقني في رحلة تغييراتي التي مررت بها، كان ذلك عان 2013 ..لو أن أحدا بحث في إيميلاتي ومدوناتي وكتاباتي سيجد مادة روائية تستحق ، هي فقط تحتاج بعض ترتيب.

قلت في: 15/إبريل/2013

نعود لتأثير المكالمة..

ذلك معناه أن ألف خلية عصبية تفجرت في عقلي..
ذلك معناه كم من الأسئلة الوجودية التي تجتاحني..
لماذا تبدو حياتنا بهذا التعقيد؟
لماذا نعيش تحت تأثير عرف اجتماعي وسياق ديني ونمط أخلاقي يحدد مالذي نفعله وكيف نفعله؟
ماذا لو كنا نحن فقط.."بيور إنسان" "إنسان طازج" "إنسان بلا نكهات صناعية وصبغات وألوان"
لو كنا مجرد خلايا أولية..أو فكرة..أو موجات في الأثير..أو حزمة ضوء..
هل كنا سنلتقي وقتها بلا تعقيد؟
قلت أنت شيئاً أخذت أفكر فيه..
فيما مضى لم يكن الوضع هادئاً لكنه كان واضحاً..
الآن برغم وضوحه نجده معقداً 
تعرف..
كنت فيما مضى أحكّم ضميري الديني كثيراً..
العقل الجمعي الديني يقول أن أي علاقة مع رجل مهما كان نوعها هي حرام..كنت بلا تساؤل أو شك أتعامل مع هذا الموضوع بوضوح..
وإن كان متعباً لكنه كان واضحاً..كنت أطلب من الله أن ألتقيك في الجنة..كنت أظن أن الشيطان يغويني وأن الله يختبرني وأنني لابد أن أنجح في الاختبار..
كل شيء قالوا عنه حرام أعتبره كذلك..سماع الأغاني، مصافحة الرجال، نتف الحواجب، وغيرها من الممارسات
الظاهر أن ضميري الديني مات..لكن لعل تعليلي الأخلاقي والإنساني استيقظ كمارد وهو يتدخل دوماً فيجعل المواضيع أصعب..
لست أتحدث عن فكرة علاقتنا فقط..بل عن كل شيء في الحياة..
هو موضوع كنت أود الحديث معك فيه منذ فترة، لأنه يشغل بالي كثيراًو يخيفني أحياناً، ويجعلني أفتقد تلك العلاقة الهادئة الآمنة الجميلة الساكنة مع الله.
لماذا يريد الله أن يختبرني وهو يعرف نتيجتي مسبقاً؟ 
لماذا خلقني الله وخلقك وأوجد كيمياء بيننا ثم يقول لي قاومي؟
لماذا خلق الله لي شعري وجسدي وخلق الرجل مفتوناً بي على الدوام وحملني أنا مسؤلية افتتانه  وأمرني بالحجاب؟
لماذا إن أردت إيمانك قوياً صادقاً صامداً فعليك أن تسكت صوت عقلك الذي يحتاج إجابات لأسئلة أساسية؟
هل الدين هو الذي أدى إلى تأسيس فكرة "الآخر" الذي لا يدين بديني والذي يجب أن أعتبره آخر وأتصرف معه ومع اختلافه أنني الأفضل؟
لماذا اصطفى الله إبراهيم عليه السلام؟ لأنه أمة؟ طيب هو الذي جعله أمة وإماما..فلم استحق الإصطفاء؟
أسئلة من هذا النوع تبزغ في عقلي مع كل ما يقع بين يدي من تراثنا الديني بل مع كل آية قرآن أقرأها...

نعود إلينا..
الحكم دينياً على ما أفعل كان الأسهل..
حرام أو حلال..
الحكم أخلاقياً وإنسانياً أصعب..حيث تتداخل المفاهيم وتتعدد التعليلات ووجهات النظر..
بإمكاني دوماً أن أجعل الديلما الأخلاقية أصعب ..
ماذا لو عرفت أن زوجتك تصادق رجلاً..ماذا لو عرفت أن لزوجي صديقة؟
وأصعب:
هل كان لنا يد فيما سارت به الدنيا؟ 
وأصعب:
ماذا لو أن كل الأطراف سعداء؟ 
وأصعب:
هل السعادة في الوضوح والثبات على مبدأ أم السعادة في أن يحصل كل طرف على ما يريده؟
هل نريد أن نكون سعداء حقاً..أم ماذا نريد في الحياة؟

تكره أسئلتي الكثيرة وتكره أن أتحول لأروى هولمز
.
.
طيب للهرب من كل ذلك..لنعقد صفقة مع الحياة..
تعطينا ما تجود به علينا ونمثل أمامها أننا سعداء..
يعني نستهبل على بعض..إحنا والحياة
ونعيش عادي..
حين نتقابل مقابلة مدبرة نقول كانت صدفة..!
لو وقعت في حبك من جديد تصبح تجربة..
ومهما تواصلنا فنحن أصدقاء لسنا معنيين بتبرير أو تسمية أي شيء..

حين قرأت الرد لم يكن بحجم الأسئلة ، ولكني كنت محتاجة أن أطلق اسئلتي ولست بحاجة إلى أي إجابات…

ربما…سأستحدث شيئا جديدا فيك يا ماورد..

ربما  سلسلة "صفحة من رسالة" 
لن أورد أي أسماء..
ولكني استمتعت بالقراءة العشوائية اليوم، استمتعت بالخروج  من دائرتي التي تبدو ضيقة ومحكمة جدا وخانقة هذه الآيام..
وبما أنه ليس لدي عنوان أبعث له بأي رسالة "أحتاج " أن أكتبها..لأقرأ بعضا من رسائلي وردود الآخرين عليها..
فكما كنت أقول دوما..


كتابة الرسائل عمل نبيل ، وقرائتها أكثر نبلا



الاثنين، 19 فبراير 2024

إرباك..

 - تباً .إنه يشبهك..

ملامحك..طريقة كلامك…صوتك..

أربكني ذلك..

أربكني جداً..

وزاد من شعوري بالوحدة والخذلان..

أين أنت؟ 


- أبدو كسنجل مام..

اليوم سمعت من المحامي رقم…..؟

ولست أدري لم كل المحامين متشائمين أو أنهم يفترضون الأسوء دوما..فلو حدث أي شيء يعتبر أنه "أفضل" من المتوقع بحسب مقاييسهم..

،أنت لا تتصل، كأنك اكتفيت بحياتك..نوم وطعام وسجاير فقط..(لا أدري إن كان يسمح لك التدخين أم لا؟)

وتترك لنا التفكير والقلق وإدمان التنبؤات والتعامل مع المحامين والتفكير في كل الاحتمالات وتوقع الأسوء، والرد على كل الاتصالات واختراع الردود المناسبة..وإدارة كل شئون الحياة وتكاليفها وواجباتها وفواتيرها وقراراتها..

يا إلهي متى ينتهي كل ذاك؟


السبت، 17 فبراير 2024

حديث متطرّف

 - منذ عشرة أيام يا ماورد وأنا مخطوفة القلب..ذاهلة الفؤاد

إنها تجربة مؤلمة لم أمر بمثلها قبلا..ولم أكن أظن أنني سأفعل..

عرفتني على جوانب أخرى في داخلي..تخاف..تصمت..تحاول الفهم..تقرأ كل المواقف وتحاول أن تتخذ إجراء نحوها..

لم أجرب كل هذه المشاعر دفعة واحدة: الغضب الشديد..منتهى القهر..فيض من القلق..كم من الأسئلة....حد لا متناهٍ من الوحدة..وحب لم أكن أظنه مختبئا في داخلي بهذا القدر..

هل تنكر كمية الأيام التي عشناها معاً؟ بكل ما فيها..آيام جميلة سعيدة، أيام قاسية وحزينة..

وها آنا ذا-ولأن أول شعور كان فيضا من الغضب والخذلان- كتبت لك رسالة كرسائل الحبيبات المقهورات، والأمهات الغاضبات..

لم أندم أني كتبتها، فقد كنت أحتاج أن أفعل ذلك جدا..حمدا لله أنني لم أرسلها إليك، فحين كتبتها كان  لا يزال الجوال معك..

اثنين فقط قرؤها ربما لآنها كانت أسهل علي من الكلام فقد كنت ممتلئة دموعا..ولم أكن أقوى على الحديث لشرح الموضوع..

ندمت أن أحداً ما قرأها؟ نعم..أو ربما لا..إنها تشبه كلام شخص غضبان تلفظ بكلام غير مسئول بدلاً عن أن يضرب من أمامه كفاً أو يكسر طقم كاسات من الزجاج بدفعة من يده

اليوم الثاني هدأت، وحين رأيتك أدركت أنني أحبك..وأن قدري مربوط بك بإحكام  وأنني خاطئة وأنه يجب علي الاعتذار لنفسي على حماقة الكتابة، وهذا ليس مستغربا فأنا امرأة مسحوبة من لسانها..

فعلت والله كل ما أستطيع كي أحل المشكلة، وتحدثت مع أناس لم أتوقع أني سأفعل يوما، وتناوبت حالتي بين البكاء في آخر الليل أو التفرج على فلم سخيف وبين التصرف في النهار كإحدى بطلات الأفلام البوليسية التي تحاول ملاحقة العدالة..

خبئت عن أبنائك ثم اضطررت إلى إبلاغ سديل وسارية دون أسيل اللي في أمريكا، كنت أتصرف كأنني "سنقل مام" تحاول أن تحافظ على رباطة جأش أبنائها..

أخبرت أمي وحكيت لها عن مشاعري المتضاربة، أمي احتضنتني وقالت لي أن لا أقسو عليك فأنت حبيب الكل..وكل "الشباب" يخطئون..لكنني أخبرتها أنك لست شبابا، ولو كنت كذلك لما كنت أنا انفعلت بهذا القدر ولكن "بعد ما شاب ودوه الكُتّاب" وإن كان الأمر ليس قريبا من الكُتّاب أبدا..

فجأة شعرت أن هذا هو أنت…لا تكبر ولا تكن إلا كما أنت، أنا وإن كنت متهورة في كثير جدا من أمور حياتي لكني أقدر السرية والخصوصية، أنت حقا لم تكن تحفل بشيء أو بأحد لأنك ببساطة لست مقتنعا بخطأ ما تفعل..تقول أن قوانين البلد أظهرتك "غبيا" وليس خاطئا..

امممم تعجبني جرأتك أحيانا، عموما..هذا ليس موضوعنا..ففي رسالتي الغاضبة قلت أنني لورأيتك فسأعطيك كفاً..ثم احتضنك وأبكي كثيرا في حضنك..

المهم..أنا لا أستطيع تجاوز كل هذا التاريخ الحافل بيننا في غمضة عين أو بسبب قرار غبي من طرفك، وأنا أعلم أنك كما أخطأت ووضعتنا كلنا- عائلتك ..أنا وأبنائك وإخوتك ووالدي وإخوتي- في موقف بايخ وسيء..خطأي كان مختلفا ولا ينبغي لأي أحد أن يعلم عنه، أعلم أن أخطائنا مهما كانت فادحة فهي جزء من خطواتنا في الدرب، وأنا خطوتي تجاور خطوتك..أو هكذا أرجو وأعلم أنك تفعل

لم تنته القصة بعد، وأرجو أن تنتهي كما أتمنى وألا اضطر أن آتي هنا ثانية لأنوح وأتبعثر كعقد قطع ثم تبعثر وضاع..


- الصديق وقت الضيق..

حقا؟ 

تعرفين يا ماورد أستطيع أن أؤمن بنصف هذه النظرية فقط..

فمن كل صديقين أحدهم يشكل الخمسين التي تجدهم سندا في ظهرك..والنصف الآخر من المئة يسمعك ثم يشيح بقلبه وكأنه لا يعني له، وهذا حقيقي فالأمر لا يعنيه..

- أكتب وأنا أسمع على ساوند كلاود "مزج" بكل أنواعها..ووهي سلسلة من تجميعات من مقاطع الأغاني حسب موضوعها، ربما لأنها تتناسب جدا مع مزاجي الآن..

متطرف في حديته حزين في صوته قوي في شعوره ..






مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...