الخميس، 2 يوليو 2020

في الحي المجاور (13)..حي الإم إس

- لست أدري إن كنت في الحي المجاور حي الإم إس..أم في الحي البعيد..حي كل شيء حزين..
هذا ما أشعر به اليوم، اليوم قطعا ليس أفضل أيامي..
لن أحكي لماذا اليوم كان سيئا جدا، إنه ٢ جولاي ٢٠٢٠ ، وما الذي يعني ذلك؟ لا تشغلي بالك يا ماورد أنا فقط من يعرف سر هذا التاريخ..ولا أدري إن كنت بناء على ما حدث اليوم سأقرر قرارا أبديا و جبانا أم أنني سأرتاح قليلا ثم سأعود للمعركة من جديد..هل صارت حياتي ساحة معارك؟ قلت قبلا أنني لا أريد أن أخوض أي معركة..أريد أن أبقى قليلاً على الرصيف وأبكي إلى أن. تنتهي الدموع، بعدها أعود للمسير مرة أخرى..
اليوم أنا وحيدة..وعلى الرصيف، وأبكي كثيرا، اليوم وبسبب صدمة الصباح كنت في أسوء أحوالي، جسدي يقرأ نفسيتي، وهذا مرعب..أبدو ككائن شفاف..كل شيء ظاهر، كل شيء يتأثر بكل شيء..حتى وجهي يظهر التعب والإرهاق والاستسلام بطريقة فجة..
اليوم بعد صدمة الصباح ثقل رجلي صار واضحا، وصار المشي صعب كجمع مليون دولار، توازني في أسوء أوضاعه، حتى التنفس والحديث يبدوان مرهقين..
أريد أن أستقيل من الحياة، أو أتقاعد..
متى كانت آخر مرة أيتها الحياة عشت معك احساسا حلواً؟ أو جاءني خبر لطيف؟ أو رمقت نفسي بنظرة فخر؟ أو رمقني أحدهم بنظرة حب؟
يا الله..عيناي تمتلآن بالدموع، وأشعر أنني أودالخروج من نفسي إلى الفضاء الفسيح..
حتى أنت يا جوجو لست هنا، كل ما بيننا أحاديث مقطعة كل عدة أشهر نتبادل فيها أخبار العمل والأولاد والحياة، ليس بوسعي أن أطأ تلك المنطقة الحميمة مرة أخرى..
وأنت يا صاحب الظل الطويل..أعرف أنك هنا منذ سنتين فقط..لكنها كانت من سنواتي الأصعب علي..والأجمل..والأغرب!
كنت أستند على ظلك وألتحف بدفئه دوما..الآن أنت لست هنا، ولعل من أسباب بعادك أنك أكتشفت أنني أستند عليك..
وأنني لست تلك المرأة الجميلة صاحبة القلم الفاتن..والعقل المتيقّظ فقط..
بل أنا امرأة يمكن أن أكون ضعيفة جداً، بكت أمامك وتهدج صوتها عدة مرات..وعانت من آثار المرض وفصلت على الحياة أكثر من مرة..
لن أعتذر منك على كل هذه الفوضى التي سببتها لك بل وربما لي ،لم يكن ذنبي، وحاولت المقاومة كثيراً، لكنه ظلك الطويل والواسع والذي عرف كيف يحتويني..ظلك الذي بدا لي جنتلاً جداً ونبيلاً للحد الذي أسر قلبي..
ماورد..اليوم أريد أن أستلقي هنا وأنام، ولا أريد قهوة ولا شوكولاتة..

- أروى أروى اسمعيني..
صاحبك صاحب الظل الطويل كان لابد عليه من فعل مافعله، لا تريدين التورط ولا يريد هو، وأنت تعلمين أن القصة لو استمرت. أطول من ذلك فإنها لن تكون أكثر حزناً، بل ستكون أكثر فداحة أيضا..
ربما هو وصل لنقطة العودة قبلك، فلا تحزني، ألست من تقولين دوماً أنك فاشلة في شئون القلب، لا بأس هاهو فشل آخر يضاف إلى قائمتك، اتركي عنك الدراما وعيشي الفشل بفن أيضا..
أما بخصوص ماحدث في الصباح، فلا بأس عليك، عيشي الحزن قليلاً ثم اشعري بماذاتريدين وامشي وراء قلبك..
أعرف أن هذا الأمر يحزنك كثيراً، ولكن هل يجب أن تكوني جيدة في كل شيء؟
ماذا لو أن أحدالطرق لم تسلكيه وتصلي لنهايته؟
أعرف أن الكثيرين فعلوا، وهم أصغر منك وليسوا الأذكى، هذالا يعني أنك الأغبى..أو ربما يعني قليلاً..فماذا في ذلك؟
أروى..أنت تكبرين ..وصار من الصعب أن تمسكي وتتحكمي بكل خيوط الحياة كما تريدين، ألا ترين كم صارت معقدة ومتشابكة؟
استرخي ، واستلقي، اغمضي عينيك وفكري فيما تحبين أن يفاجئك من أخبار..وسأوقظك على خبر حقيقي قريبا جدا..

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...