لماذا؟لماذا رأيتك في ذلك اليوم..والذي يليه..ثم الذي يليه؟
ألستَ صورة شكلتها كما أشتهي منذ تلك الأيام البعيدة الفاصلة بين طفولتي وصباي..؟
لونتها..ووضعتها في برواز ، ثم خبأتها في ركن قصي من الذاكرة أسترجعها في كل عيد مرة أو مرتين..
أستروح بها إحساساً لطيفاً لا يزور أبداً الفتيات الكبيرات..وأستعين بإسمك الغريب على تقصي هذه الذكرى وجعلها مزار قلب بدأ يتجه نحو الشيخوخة..
أخبرني ثانية..
لماذا رأيتك؟كيف لك أن ترتكب ذلك الذنب في حقي؟ أن تكسر البرواز وأن تجعل الصورة عادية وأن تمحو عن إسمك كل وهج لمّعتك به طوال السنين الماضية..؟!
حين رأيتك..لم أكن مرتبكة..!!لم تحمر وجنتاي خجلاً..ولم يدق أي عرق حي أو ميت في قلبي..!!!!
لم يطرف لي جفن..بل وتأملتك بعين جريئة لا مبالية..أتراك فقدت فتنتك؟؟أم تراني يئست وصرت أقسى من حجر؟أم لعلها تلك الأقمار والنجوم التي تحتفظ بألقها ووهجها مادامت بعيدة..فإن اقتربنا تحجرت..وفقدنا إزائها لمعة أحداقنا؟
..نصيحة..:
لا تحاولوا أبداً أن تقتربوا من أكثر مناطق الذاكرة فتنة..فالعبث بها يخلع عنها ثوبها المزركش!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق