الخميس، 31 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 8

  • الساعة الان الرابعة والنصف فجراً..
    من المفترض أن أكون في مثل هذ الوقت أغط في نوم دافئ لذيذ خاصة وأن استيقاظا مبكراً ينتظرني، فهو السبت الأول بعد إجازة الأسبوع القصيرة..لمعاودة المدارس والدوام.

    ولكني لم أستطع النوم، أغمضت عيناي في إغفاءة قصيرة فقط قمت بعدها وعقلي لا يتوقف عن التفكير..
    منذ يوم الخميس – كعادتي- جهزت جدول الأسبوع الحافل ما بين أربعة قوائم رئيسية: الأولى تخص الأمور العائلية والتزامات الأطفال ، والثانية ترتبط بعملي والثالثة بدراستي وبحثي للدكتوراة والرابعة تحوي مواعيد ومهمات تخص عملي الحر ومشروعي الخاص..
    أتوزع أسبوعياً ما بين هذه القوائم الأربعة، ورغم أني أنجز أغلب بنودها إلا أنني بالكاد أتنفس وأنجو حتى آخر الأسبوع..
    وحينما أقول بالكاد أعني أن جدول حياتي لا يحتمل أي مفاجآت، وليس مرناً بالقدر الذي يسمح له باحتواء ضغوط جديدة من أي نوع..
    أمام كل ذلك فاجأتني الخادمة برغبتها في الرحيل ...
    ..
    .
    .
    طبعاً كل أوراقي ستذهب أدراج الرياح، وخططي إلى جهنم وبئس المصير..
    فذلك ليس طارئاً عادياً، ولكني كموظفة وأم لأطفال ذلك يشبه تسونامي يصيب شواطئي..

    منذ عدة ساعات أحاول أن أبدو هادئة..خاصة أن مسلسل الخادمات الجاوي هذا قد تكرر معي على مدار العام مرات كثيرة وصار يفقدني أعصابي..
    فدخول واحدة وخروج أخرى يصيب كل شيء في البيت بعدم الإستقرار بدءا بي ومرورا بالأطفال وانتهاء بالوسائد والأسرة..
    ثم أقول..

    الباب يسع جمل/ لعلها تأخذ معها شرها وترحل/ سيقدر الله لي ترتيباً أفضل/ما أسوء ما يمكن أن يحصل؟......الخ

    ورغم ذلك ..أرى أمامي كرة ثلج تتضخم..تقترب..وبسرعة..
    ولا أدري هل أقفز فوقها..أم أصرخ طالبة النجدة..أم أتركها لتدهسني معها!!!!


  • لم تكن علاقتي بالفراشة على ما يرام منذ يوم الأربعاء..
    ولكننا اليوم، تحادثنا كأجمل ما يكون..
    تعانقنا..تصارحنا..
    وتصالحنا..
    وتعاهدنا على كثير من الصداقة وكم لا نهائي من الحب..!
    .
    .
    هل قلت قبل ذلك أن فراشتي البيضاء في التاسعة فقط؟

  • يااااااااااه..
    الكتابة بهذه البساطة والحماقة..
    الكتابة دون انتظار من يقرأنا..
    الكتابة على أوراق الورد بمائه الشفاف
    لهو علاج لكل المتعبين..والمهمومين..والواقعين تحت حصار كرات الثلج!


    هل يوجد من يحبني في الجوار؟
    ..
    ..
    أحتاج إذن دعواتك ..

    I need to survive

الثلاثاء، 29 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 7

  • تركت الفتيات مع والدهم يتابعون فلماً في التلفزيون، إنه أحد تلك الأفلام التي تأخذك في رحلة عبر أرض سحرية تدعى (نارنيا ) تتصارع فيها قوى الخير والشر، ويمتزج فيها خيال الأطفال بحكمة الكبار وتكنولوجيا الصوت والصورة والأداء..
    كنت قد رأيت أجزاء من هذا الفلم أثناء رحلتي الطويلة في الطائرة العام الماضي، وما شجعني على ترك الأطفال يتابعونه تركيزه على قيم إنسانية نبيلة كالتعاون واللطف والوفاء تجاه الخبث والأنانية والشر...

    ربما- أقول ربما يساهم فلم ممتع كهذا في وصول رسائل إيجابية بدون تدخل مباشر خاصة بعد ما حدث من صدام بيني وبين فراشتي البارحة تجاه مثل هذه الأمور..


  • أفترض أن الدمع بيضاوي الشكل ، شفاف اللون، هلامي القوام..
    يجري مجرى الكريات الحمراء في أوردتنا وشرايينا، وقد تأتي أيام يرتفع فيها منسوب تلك الجسيمات اللزجة لتلتصق بمزاجنا، تنفر من أعيننا، وتُغرق قبل ذلك قلوبنا..
    أسبوعي الماضي كان للدمع عليه سطوة، لم يكن يمهلني كثيراً حتى أتوارى في غرفتي أو أدفن رأسي بين وسائدي..
    بل كان يتعنى أن يفضحني، يباغتني، في وسط حفلة لأبدو فتاة صغيرة حمقاء..تمسك منديلاً بيد، وتمسح أنفها المحمر بيدها الأخرى، وتطرق بعيونها الدامعة نحو الأرض..تبتلع شهقاتها وخيباتها على مرأى من الكل..

    أسبوعي الماضي كان مترعاً بالعثرات من كل نوع..كأم,,كصديقة..كزوجة..
    وأبقى أمام كل هذا الضباب المخيف ألجأ لحيلتي القديمة..
    أتخيلني ماورد الصغيرة..ذات الضفائر المسدلة والفستان الأزرق بالأجراس المزعجة..
    أضم هذه الماورد،أمسح على شعرها، أفك ضفائرها وأعبث بها،ثم.. أخبرها ألا تحزن كثيراً..
    أذكرها أن حياتها ليست إلا قارباً رغم هبوب العواصف في بعض الأحيان إلا أنه لم يزل على السطح لم يغرق، ولم تزل كثير من النوارس تحوطه عندما يتهادى، ولم يزل الشروق والغروب يتعاقبان عليه في جمال كوني لن تنتبه إليه إلا إن أرادت هي..
    .
    .
    ماورد الآن تشعر بكثير من الوحدة فقط..

  • صرت أخاف على عقدي اللؤلؤي..
    ذلك العقد ليس طويلاً جداً ، ولكني أحبه..ويعني لي الكثير..
    أضم إليه من شئت من لآلئ..أرتبها كيف أردت..أتأملها وأزهو بها..
    أمارس به حق البكاء والثرثرة والحب والوفاء..
    لكن..
    هل ينفرط يوماً ما ويبقى قلبي ليذكرني بدفئ ما كنت ألفه حوله؟
    بملء يدي..وبملء قلبي أيضاً..سأحاول أن أضم هذا العقد أبداً..
    واسطته وطرفه ..ومداه..!


الخميس، 24 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 6

جاءني على الإيميل عرض باسم "النسيج الكوني" حيث تتلاحق الشرائح لتبين إعجاز الله الخالق في كلمة"والسماء ذات الحبك"
لامس ذلك العرض شيئاً في داخلي وأنا التي دائماً أظن أنني نجمة منسية سقطت من السماء..!
عندما كنت صغيرة وبدأت الأسئلة عن الله والخلق تدور في عقلي، كان لا ينقذني من ذلك الصداع إلا القراءة في الكتب العلمية التي تخص النجوم والكواكب والمجرات..
منذ تلك الأيام نشأت علاقة وثيقة بيني وبين السماء ، كان التأمل في القطيفة المسائية المرصعة بالنجوم يشعرني بأنني ذرة صغيرة في هذا الكون الشاسع، كنت أحب الشعور بفقدان الحدود، بعدم القدرة على تخيل نهاية، وبالأشياء اللامتناهية في السماء..
وبأن كل هذا اللاحدود في يد خالق هو ذاته من أصلي وأسجد له، من أرجوه وأدعوه، من أحبه وأخافه..
.
.
انتهى العرض، وبقيت لعدة دقائق دامعة العينين أكرر بتأثر "سبحانك يا رب"

عقلي يبدو كمن سكنه أخطبوط بمئة ذراع، يتشعب، يتطاول، يرهقني ويلتف حولي..
أحضرت أقلامي الملونة، وأوراقي البيضاء ورسمت mind map من باب الرفق بخلايا هذا العقل المسكين..
شعرت بأن فوضاي ترتبت..
الكثير من الأعمال، والمواعيد، والإلتزامات
ولكني أدركت فجأة..
أن الأخطبوط سيعتصرني ويلتهمني لا محالة..

كل ما فعلته أنني أعطيت له أفضل الطرق مثالية كي يفعل بي ذلك ..

كنت قاسية على فراشتي البيضاء..
لم تكن تستحق كل ذلك مني..
حسناً، السر أن تدخل الكبار يفسد الأشياء، خاصة حين يكون أحد الطرفين..صديقتي تلك..
فهذه ليست مرتها الأولى على كل حال في جعل الأشياء أصعب..!
ذلك يحزنني، ويجعلني أفكر كثيراً
كيف تكون أراضينا دائماً طيبة مهما طالها الخراب؟ والعواصف..والدمار..!
.
.
ما زلت أبحث عن جواب!

الاثنين، 21 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 5

هذا صباح هادئ، مقارنة بصباح البارحة العاصف...

كم كنت أشعر أنني خُذلت ..وبشدة..

وممن؟

من فراشتي البيضاء..!

لا، لم تكن بيضاء أمس، كانت سوداء حالكة..!

تساءلت ..هل أسأت تربيتها..أم أنها استطالت ونمت في غفلة مني كنبتة الفاصوليا الهائلة؟!فلم أعد قادرة على احتوائها ومتابعتها؟
لماذا كانت بهذه القسوة؟ وهذا المزاج..وسوء التصرف الذي أفسد عليها وعلي الكثير..؟
كل ما في الأمر أنها اختلفت مع صديقتها الحميمة على أمر من أمور مشروعهم الصغير..
ورغم أن تلك الصغيرة كانت متفهمة ومتعاونة ورقيقة لأبعد حد، وحاولت أن تصلح الأمور بنضج يحسب لسنها الصغير إلا أن تصرف الفراشة إزاء ذلك كان صادماً ووقحاً..

وما زاد الأمر سوءا بالنسبة لي ولها تدخل أم صديقتها ، وهي إحدى صديقاتي المقربات...
ونحن نعلم جيداً أي شيء يحدثه تدخل الكبار بالرغم من محاولاتنا أن نبقى على الحياد..!

أوه..تعبت البارحة جداً ، بدا الإنهاك واضحاً على صوتي، مشاعري، نظراتي..
كنت أتسائل طوال الوقت : أي خطأ أخطأته أنا كي تنشأ فراشتي ..ديناصوراً يمشي ويحطم و لا يرى أبعد من أرنبة أنفه(هذا إن كان لدى الديناصور أنف!)
أي نجاح ستحققه في كبرها إن كان ما تزال تنقصها الموضوعية والبعد عن الإنفعال والرقي في توصيل مشاعرها؟
أي صداقات ستبقى لها إن كان موقفها أمس يدل على افتقارها لأي نوع من الذكاء العاطفي الذي يجمع الأصدقاء في نقطة حميمة من القلب لا يتسربون منها؟

حزنت عليها جيداً، ورأيت مستقبلاً مرهقاً..أعلم أنها ما زالت في التاسعة، وأنها تتعلم!
كل ما أرجوه ألا تترك أخطائها الفادحة لتعلمها بعد فوات الوقت..والأصدقاء!
.
.
الآن أنا أستمتع بهذا الصباح، وأطفالي ما يزالون نائمين..
سأذهب للعمل، وحين أعود سأفتح حواراً طويلاً بيني وبين الديناصور الفراشة..!

.
.
قبل أن أذهب أحب أن أقول..أنني بدأت أعتاد هذا المكان..وأحبه
لا أدري إن كان ثمة من يقف على شرفاتي..!
.
.
لكن إحساسي بأني أسبح في فضاء شاسع خارج حدود دفاتري الصغيرة..لهو إحساس لذيذ بالضياع والتبعثر..!

الأحد، 20 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 4

منذ عدة أيام لم آتي..
أشعر أن وقتي ليس ملكي وليس من حقي ترتيبه كما أريد..
الآن، اختلس بضع دقائق قبل أن تلقيني الحياة في خضمها ثانية..

ذهبت إلى مكة مساء البارحة..
كانت عمرة لطيفة، حيث الجو بارد ورخام الحرم يصيب الأجسام بالقشعريرة..
لأول مرة أطوف بهذه السرعة، وألمس الركن اليماني في كل شوط فتتخضب كفي برائحة العود ويتبتل قلبي تحت مآذن الحرم وقرب أستار الكعبة..
سرعة الطواف جعلت الوقت ينفد مني قبل أن أدعو كل دعواتي التي أريد..
ولكن شيئاً كالمطر، كنت أتنفسه وأغرق به في طمأنينة فيأتي صوتي من داخلي ليهمس: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم..!
ثم أترك روحي وقلبي مشرعتين نحو السماء ، متلعلقتين بجلال المكان ورحماته..
أثناء الطواف قالت لي صديقتي: هل تعرفين ماذا أدعو لك دائماً؟
قلت : لا..
قالت: بعد أن أدعو لك ولأولادك ولكل أمورك الخاصة..دائماً ما أدعو لك بأن يريك الله الحق حقاً ويرزقك اتباعه وأن يريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه..
وجمت للحظة وقلت لها: أنا أدعو لنفسي بهذا الدعاء، فلماذا تدعينه أنت؟
قالت: لا أدري ولكنه أول ما يخطر على بالي حين أرغب بالدعاء لك..!
قلت لها: إذن في كلامك هذا رسالة مبطنة..
قالت: لعلها رسالة من الله أجراها على لساني..!
نظرت إلى المآذن العالية، ثم لمست أنفي فوجدته بارداً جداً..

باقي العمرة كنت واجمة ، حيث دوامة لا تنتهي تعصف برأسي..
لماذا شعرتْ صديقتي أنني فقط من قد يطرد من هداية الله ؟
ألأنني مختلفة بعض الشيء مثلا؟ ألأن لي آراء أخرى بشأن كشف الوجه؟
أم لأنني من الغاويين اللذين يقرأون الشعر.. ويكتبهم؟
ألأنه بوسعي أن أذهب كل أسبوع لدرس إحدى الداعيات، ثم أستمتع أيضاً بالتواصل مع أشخاص مهتمين بالشأن الأدبي في ذات الأسبوع ؟
الأنني أحب التجوال في أرض الله الواسعة والتعرف على الأشخاص والثقافات والأفكارالمختلفة؟
أم لأنني أرفض التصنيف ولا أحب أن أحسب على أي تيار..

أوووووجعني قلبي من قلبه...والله أوجعني.
وقلت في نفسي : هل علي أن أكون نسخة مقلدة ومكررة من نموذج معين حتى أحظى بالقبول؟
هل يجب علي أن أختار وأن أصنف نفسي ضمن جماعة معينة حتى تثبت لي الهداية؟
هل لابد من إلغاء كل توق يشدني نحو أي شيء جميل في الدنيا حتى يصيبني العمى فلا أرى إلا أخطاء الناس وذنوبهم؟

أعرف أن صديقتي لم تقصد أن تشحنني بكل هذا ..
هي أرق وأنقى من أن تفعل بي ذلك..
ربما فقط..أنا مشحونة منذ زمن..
..

لكن رسالتها تلك تحت هيبة الكعبة فتحت باباً .....ولم تغلقه..




أنا يوماً بعد يوم 3


الآن..
الآن في هذه اللحظة أنا أشعر بالحنق الشديد...

أو ليست لهذه الأسباب اختُرعتْ الكتابة؟
حسناً، سأحاول أن اكتبني هنا بلا مواربة..
لا تتعجبي يا مذكراتي ، ألم أقطع على نفسي عهداًمنذ زمن بعيد أن أكون صادقة شفافة منثالة معك؟

لنعد إلي...
كنت أخطط أن أقضي جمعة هادئة وسعيدة، عائلية وحميمة جداً..!
ومنذ أن استيقظتْ أتفقنا أنا وفهد أن نخرج للغداء في مكان يستطيع فيه أطفالنا أن يلعبوا وأن يقضوا وقتاً جميلاً، خاصة أنه منذ فترة طويلة، طويلة جداً لم نفعل ذلك..
ففي نهاية كل أسبوع وكلما طلب منه الأطفال شيئاً يتعذر بقلة المال وبأنه لم يستلم راتبه بعد..
وهو خارج إلى الصلاة قال لي: ما ورد..اطبخي شيئاً للغداء..رز سليق أو ستيك...سنتغدى في المنزل، توفير..!!!!
..
..
تباً تباً..
لقد أفسد مزاجي..!




صديقتي الحميمة تختفي من الحياة أحياناً..
لا أجدها..
اتصل بمنزلها لا ترد..اتصل بجوالها عدة مرات أيضاً لا ترد..
تغوص في مكان ما لا أدري ماهو لعدة أيام..ثم تعود ثانية محملة بشوق تعرضه أمامي كبضاعة مزجاة كي تتجنب عتابي..!
صديقتي هذه لم أقصد أن أعلق بها بهذا الشكل، ولكنها تسللت بخفة وبياض حتى تمكنت مني كثيراً..
صديقتي حنونة كساقية،،محلقة كحمامة...مبتسمة دوماً كوردة ربيعية..بريئة جداً كطفل في مهده!
أنا وصديقتي اتفقنا أن نتقابل هاتفياً ظهر كل جمعة، حيث أزواجنا في الصلاة، وحيث نتبادل حواراً مهماً ، سخيفاً، حميماً عن كل ما حدث خلال الأسبوع...
..
..
صديقتي لم تتصل حتى الان، وأنا لن أفعل!





فراشتي البيضاء تعتزم القيام بمشروع ما..
هي دائماً حماسية، منطلقة، لديها قدرة على التخطيط والإدارة..
ستبدأ مشروعها والذي اسميتهkids care يوم السبت، حيث ستجمع عدداً من الأطفال الصغار وتقضي معهم عدة ساعات في النهار، وتجهز لهم برنامجاً مسلياً..
اتفقت هي وصديقتها الحميمة على العمل معاًُ..
ومنذ البارحة وهي تحاول الإتصال بصديقتها لإكمال إستعدادات المشروع ولكنها لم ترد عليها أيضاً..
بكت فراشتي، لأن لديها الكثير من الأعمال المعلقة والتي لابد من إنجازها قبل يوم السبت..
لأول مرة تشعر الفراشة بمثل هذه الخيبة، وبكل هذا الإحباط..
تسللت بهدوء إليها وأخبرتها أن هذا طبيعي ، وأن أحلامنا دائماً ما يصيبها بعض التعثر والإرتباك في البداية..
تحدثت معها بعمق عن معاني الصداقة وعن اختلاف أصناف الناس وعن دورنا في الموازنة بين أحلامنا الجميلة وعلاقاتنا الحميمة..
قبل قليل فقط اتصلت صديقة فراشتي وقالت والحماس يكاد يخرجها من أسلاك الهاتف: خالة ماورد، لدينا أنا والفراشة الكثير لنفعله ، هل أستطيع أن أقضي اليوم عندكم..؟
ابتسمْت أنا.. والتمعت عينا فراشتي ببريق انتصار.. قلت وأنا أمسك سماعة الهاتف: بالطبع يمكنك..
..
..
صديقتي لم تتصل بعد!

أخرجتُ قطع اللحم لأشويها..
ستيك وبطاطس مقلية، و.....حساء..وماذا أيضا؟
..
..
أنا ذاهبة للمطبخ!

الأربعاء، 16 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 2

لم أعد مساء البارحة..هنا

..
- رجعت إلى البيت في وقت متأخر وأخذت في الإستعداد للذهاب لبيت جدتي حيث تقيم عشاء عائلياً ، لولا إلحاح أمي، ولولا أنني أخجل من هذا الإلحاح لفضلت الإنسداح على أريكتي الحمراء تحيط بي الوسائد من كل جانب، بين يدي اللاب توب، وأمامي فلم في التلفزيون..
لكني لبست وذهبت إلى ذلك العشاء مع أختي ..
..
..
- لست أدري لماذا أحياناً أبدو وكأنني أنسلخ مني وأقف من الخارج في دور المراقبة، رغم أن كل غرف منزل جدتي قد امتلأت على آخرها بالمدعووات إلا أنني لم أتبادل حديثاً مع أحد..
لفتت نظري إحداهن ، حيث كانت فنانة في اختلاق الأحاديث والتعليقات مع كل الحضور من جميع الأعمار..
قلت في نفسي"يالها من قدرة!" لكنني على أية حال لا أتمناها..
في آخر الأمسية،تبادلت كلمة هنا وأخرى هناك مع الموجودات اللواتي ينتشرن كالقطط في جميع الأنحاء، وأخيراً جاء العشاء اللذيذ فالتهمته على عجل.. وأخذت فتاتي وعدت للمنزل مرهقة..!

- اليوم كنت صامتة..
لست أدري لماذا!
أو ربما في الحقيقة..
أنا أعرف لماذا..!!!!
في كل مرة أبدأ بكتابة شيء يستحوذ علي مزاج صامت تماماً فأبدو وكأنني أعيش مسرحية أنا بطلتها..وأنا جمهورها أيضاً..
صامتة، وأتفرج علي فقط، ويبدو أن عقلي يكتب رؤاه على صفحة بيضاء في داخله لحين التقائه بشاشة الكمبيوتر..!
كيف يمكن لكل لحظة أمر بها أن تترجم في عقلي إلى حروف وكلمات ؟
يا ربي..
هذا ليس ممكناً الآن..
فإذا كنت قد قررت أن أدون أجزاء من حياتي على شكل مذكراتي الخاصة فليس من العدل أبداً أن أعلق بين علامة استفهام وحرف جر..
أو أن أقف على منعطف علامات التعجب في انتظار مباغتة ما..
أو أن أتبعثر بين أنفاس حروف كثيرة لا تتركني إلا منهكة النبض والإحساس!

يوووه..
سأقوم الآن لأصلي..
ثم سأذهب مع أمي وأبي وأخواتي وفراشتي البيضاء إلى معرض فني..

لا أظني سأعود مبكراً لأكمل ما بدأته هنا..
..
..

الاثنين، 14 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم..

- حين قررت أن أرجع لكتابة مذكراتي..كنت كمن يترك كل ما لديه من فلل وقصور وجسور فوق الماء ، ليعود أدراجه إلى سكنى بيوت الطين..
أليست بداياتي لولوج هذا العالم حين أخذت أسجل كل أحداث يومي بطريقة تقريرية خالية من أي شعور..؟!
لتبدأ بعد ذلك نسائم من أحاسيس ترافق كتابتي اليومية بشكل فج على هيئة : أشعر أن..أحس بـ...اليوم بكيت..اليوم فرحت...
ما لبثت أن تضخمت هذه النسائم وأصبحت دوامات وأعاصير وعواصف رعدية تبتلع لساني ولا تترك إلى إلا فسحة من ورق..!
الجميل في هذه المذكرات أنها كانت تبدو كعلبة ألوان عبث بها الأطفال وبعد أن ملوا منها جمعتها أمهم كيفما اتفق ثم وضعتها على أقرب رف..
علبة مذكراتي الورقية...بها أقلام داكنة، وأخرى كالحة، وثالثة زاهية..
بها رؤؤس قد تكسرت، وأخرى قد ذابت من فرط التلوين، وبعضها مدبب حاد كما هو يغري بالإستخدام..
بعد فترة فوجئت بقلم روج، وكحل غامق يندس في علبة ألواني الطفولية..
لتعلن أوراقي أن شيئاً من من "أدوات الكبار" قد بدا يغزو علبتها، وأن وضعها على أقرب رف لم يعد لائقاً وإنما لابد من تخبئتها في الأدراج السرية المحكمة..
لست أدري لماذا لم أكتف بأدوات النساء الناضجات وما زلت أحتفظ بكثير من ألواني القديمة بل وأستخدمها في كثير من الأحيان..
كتابة المذكرات لا تعترف بقواعد، ليس لأحد أن يحاسبني، أنه أنا كما أنا أندلق على الورق..بكامل ملابسي أو عارية إلا من ورقة توت..
ذلك شأني..!


- صحوت اليوم متأخرة، كانت الساعة تشير إلى التاسعة، قمت على عجل لأحتسي كوب قهوتي وأشيك على بريدي قبل استيقاظ أطفالي وقبل ذهابي للكلية..
ارتديت تنورة من الجينز الخفيف يزين ذيلها كنار من قماش مورد..ومعها قميص أبيض بكم حائر وياقة صغيرة..هل قلت قبلاً أنني أحب "الأجزاء العلوية" البيضاء، تلك التي تأتي ضيقة إلا قليلاً ملتصقة بجسدي وتظهر تباين ألوان وجهي وشعري؟
سمعت صوت صغيري وهو ينادي من غرفته، عندما خرجت لأتفقده وجدت الخادمة قد أعدت أفطاره ، سريعاً تناول سندوتشات الشوكولاتة وجاء إلى غرفة المكتب ومعه ديناصوراته الأثيرة..
جلس معي في ذات المساحة ، أخرج ألعابه وغاب في عالم آخر من نسج خياله الصغير، قلت له بصوت عال" سرور أحبك" فقال" هُبَّك أنا" وأكمل لعبه منزعجاً إذ كنت أملأ كل بقعة من وجهه الأبيض الشهي بالقبل..
بعد أن اطمأننت أن الفتيات قد استيقظوا ودعتهم وذهبت للكلية كي أسلم أوراق ونتائج الإختبار الذي قضيت يومين من الملل في تصحيحه، قالت لي سديل متغنجة"ماما لا تتأخري" أجبتها "ساعة فقط وأعود" .
لطالما بدا لي طريق الكلية الطويل موعداً يومياً لخلوة أنتظرها..أحياناً أتلو الأذكار، وأحياناً أخرى أقرأ كتاباً ، وتارة لا أفعل شيئاً سوى التأمل في الشوارع وواجهاتها الغبية، وفي بعض الأيام أسمع الإذاعة..
وجودي اليومي مع السائق لا أعتبره خلوة شرعية على أية حال، بإمكاني أن أقول أنها "خلوة نفسية" ، وأنا التي قد تربت على المشاوير الطويلة منذ صغري..
لم تكن المدرسة في أي من مراحلها بقرب المنزل، بل من شروط دوام المدرسة اليومي لدي أن تزيد عليه نصف ساعة ذهاباً ومثلها إياباً ، لعل ذلك هو السبب في أني لم أجد حرجاً في إرسال بناتي إلى مدرسة تقع في الطرف الآخر من المدينة ، ربما أًصبح هذا في منزلة عرف عائلي قديم..
وحدها الثانوية قضيتها في مدرسة نوعاً ما قريبة من منزلي، كان مشواري الصباحي مباغتاً جداً لا يكفي أن أجهز مزاجي لإستقبال يوم جديد، وأظن أن هذا المشوار كان يشبه كل شيء في ذلك العمر..مباغتاً ، حاداً، فجائياً..
اليوم كان معي في خلوتي الصباحية رواية "الأوبة" لست أدري لم كل هذا الزخم من الروايات الصادمة يملأ أفق السماء، البارحة فقط انتهيت من "الآخرون" والتي سميت الرواية الأجرأ ، والآن أنا عالقة بين صفحات روائية أخرى تزفر في وجهي وتبكي على صدري وتبوح بكل ماهو ممنوع..!


- وصلت للكلية ، دخلت مكتبي وجدت السكرتيرة ، وبوفاء أحبه قالت لي أنها انتظرتني كثيراً على الفطور ولكني تأخرت، حملت أوراقي بعد أن عدلت فيها بعض الأشياء وذهبت إلى تلك الغرفة البيروقراطية" الكنترول" سلمت الأوراق بعد عدد من التوقيعات والمراجعات والتدقيق الذي لا معنى له وانصرفت تاركة نتائج امتحان مادتي بين يديهم يعاملونها ككنز طال انتظارهم له، كيف لا ومادتي كانت مدرجة في آخر يوم من أيام الإختبارات ، ولم يبق إلا هي كي ترصد تمهيداً لإعلان نتائج الفصل الأول.
عدت إلى مكتبي ثانية لتطل علي تلك الفتاة ال.... ،ال....... لا أدري.. بقيت لأكثر من دقيقة أحاول أن أصفها بشيء يناسبها ، أي صفة!..ولكني فشلت، وبما أن اسمها سيتكرر كثيراً في مذكراتي، سأسميها "مريم".
غمغمت بصوتها الذي يبدو خارجاً من بطنها:" وحشتيني أستاذة"
لم أرد..
عادت وقالت:" هل قرأت المسج الذي بعثته البارحة؟"
نظرت إليها بنظرة عتاب فقالت: "شفيكي استاذة؟"
قلت لها:" لا شيء"
قالت لي: "أشتاق أن أجلس معك وحدنا ونتحدث"
أيضاً لم أرد، تشاغلت بجمع حاجياتي، قلت لها: "سأذهب الآن"
وتركتها وانصرفت.
وأنا أحث الخطى نحو الباب للخروج من الكلية وجدت "خالة شعبونة" تجلس مع إحدى خالات الكلية يتحدثان..
يالله، لكم أحبها هذه المرأة..باسمها الغريب،بلونها الداكن وشيلتها السوداء ، بعمرها الذي لا أدري إن كان له بداية أو نهاية، بطيبتها التي تلاحق كل دعواتها الصادقة بأن يحفظني الله ويحفظ أبنائي ، بسؤالها عن حالي وهي الأحوج مني بالسؤال..
لقاء عابر مدته 10 ثوان ومجموعه سلام ودعوة ، كان كفيلاً بمنحي زاداً يبقيني على أهبة "الخير" طوال اليوم.

- اليوم هو الأربعاء، حيث نتناول طعام الغداء في بيت أمي، غداء يضم فتيات ونساء عائلتنا الحميمة ، يقطع علينا خلوتنا سارية الصغير وأحياناً أخي الوحيد، مذ جلست على الكميوتر الآن وأنا أتقاطع ألف مرة:
أمي ماذا أرتدي؟
أمي مشطي لي شعري
أمي سارية أخذ ريالاً من حقيبتك
أمي متى سنذهب بيت جدتي؟
أمي سأحادث خالة ديانا
أمي هل لديك رقم خالة بسمة؟
ومع كل هذا العدد الهائل من الأسئلة التي نتهال عليها يومياً كقضاء محتوم صرت كمن يحتفظ بكم من الردود الجاهزة تشبه "الآنسر مشين" ولا تحتاج إلا أن تضغط منها ما تريده من أرقام..!
الساعة الآن الثانية إلا ربع، الفتيات جاهزات، متحممات، مبللات الشعر..
وأنا بقي أن أصلي وأجهز حقيبة سارية لنمضي كلنا ..

قد أعود في المساء..
وقد لا أفعل..!

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...