الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

فاصلة..(18)


رسائل غير مرسلة:



  • إلى روح:

وهل تظنين "أنه " سيأبه إن اتعظت أم لا..؟!

هيا يا جميلة..تنفسي نفسين: أحدهما للحياة والآخر للحياة أيضاً..:)

واسقي نبتة الياسمين قبل أن تذبل فإني لأكاد أجد ريحها من هنا..!



  • إلى صديق الطفولة:

لماذا توقف الزمن عندك بعد أن مر سريعاً عليك وقطف منك كل الثمار؟!

أسبوع قضيته معنا في بيتي البريطاني تعرفت فيه عليك بعد مدة طويلة من الغياب الذي حمّلك الكثير من الحزن في عينيك.. والهم في قلبك..و اللاشيء في حياتك..!

كيف ذبلت بهذه السرعة قبل أن تزهر؟
كيف بقيت بسيطاً كخيط واحد ملضوم في إبرة..بينما تعقدت روحي ككرة صوف متشابكة؟

ولماذا يسكن الشحوب عينيك ..تلك التي كانتا تلمعان من الشقاوة ذات طفولة..؟!

أين هي قصصك وضحكاتك ومشاغبتك..كيف أصبحت مسالماً إلى درجة الموت؟!

انفض عنك ثياب العجوز الميت..وهيا بنا نرتدي ثوب الطفولة معاً من جديد..!
  • إلى القمر:
إذن..هذه المرة ..لقد اصطدت قمراً حقيقياً!
أم أنك من اصطدتني أيها المشاكس من خلف الزجاج؟
هل كنت ذلك اليوم أحلم حين فتحت عيني بغتة على ضوء قوي قبّلني على جفوني ؟ لأتفاجأ أنه أنت من خلف زجاج نافذة غرفة نومي ، مستديراً ، أبيضاً ، ناصعاً وجميييلاً..ترنو إلي بكل فتنة في عمق الليل..!
.
.
النوم في حضن القمر..تجربة لن أنساها ما حييت..!



  • إلى صديقتي الحمامة:

كم كنت أشتهي أن أعيش تجربة الثلج معك..!

ألا ترين أي ارتباط بينك وبين كل ذلك البياض الذي اكتسح الحياة فجأة..؟

لونكما واحد..الفرق بينكما فقط.. أنه بارد وأنت..دافئة..!



  • إلي:

من أنتِ؟!! هل أعرفكِ؟

السبت، 26 ديسمبر 2009

فاصلة..(17)

هل جرّب أحدكم أن يفعل "اللاشيء"..!!
هذا تماما ما أفعله الآن..
البارحة واليوم وربما غداً..
لا أذكر أنني قد مررت بهذه التجربة من قبل..
كل شيء هنا يقع تحت أسر البياض والهدوء وإجازة الكريسمس..
هذا معناه حتى السوبر ماركت، والسوق ،والباص، والسينما، ومطاعم الدليفري...
كللل شيء..في إجازة استثنائية من كل ماله علاقة بالحياة اليومية..
أن توضع إجبارياً أمام وجهك، وتقابل قلبك..وتفقد كل التفاصيل التي من شأنها أن تشغل جزء من وقتك....!!
هذا هو اللالالالالالالاشيء..

الأحد، 20 ديسمبر 2009

فاصلة..(16)



  • بمنتهى الشغب..وبمنتهى الفراغ..أخذت أقرأ "رسائل أقدم" في بيت ماورد..

وااااا..

كأني أرى مقاطعاً من فلم حياتي..!

لم فعلت هذا يا ماورد؟ من تظنين نفسك حتى تتهجين حياتك وترسمين تفاصيلك وتحتفظين بها في بيت زجاجي حتى لا تمر عليها أمواج الذاكرة الخائنة وتمحوها..!؟

أقول ذلك وأنا أستمع إلى سي دي بصوت جاهدة وهبي "أيها النسيان هبني قبلتك" والذي تقول فيه بتواطئ مع شريكتها أحلام مستغانمي في كتاب نسيان . كوم: أكبر الخيانات النسيان..!

لست أدري يا أحلام لم تدعيننا إلى هذا النوع من الخيانات وأنت كاتبة..تدركين جيداً أن الكتاب وحدهم غير قادرين على ممارسة ذلك النوع من الخيانة السافرة..وإلا..ماذا تفعل أقلامهم حين تحتفظ بأدق أحاسيسهم وتفاصيل قلوبهم في علب صغيرة ملونة شفافة..مكشوفة..لا تكاد تخفي ما بها..

أنظري يا أحلام..أربعة شهور فقط..هي مدة رحيلي حتى الآن والذي كان بهدف النسيان، حتى الآن لم أنسى..وأنا على ثقة من أن الضباب طغى على ذاكرة من كنت أريد منهم أن يذكروني...!

قولي لي يا أحلام أنني سأنسى..أنني سأشفى..أنني لن أخلص لذلك الغياب..وأن ذاكرتي ستخونني..



  • بيتر بان..في مسرحيته الساحرة أمس..مازال يقف على الشبابيك..ما زال يؤمن بالجنيات الجميلات..مازال أصدقاؤه أطفالاً لم يكبروا بعد..وما زال لديه أجنحة تطيره مع كل هبة حلم..

بيتر..أخبرني إذن..من أغلق نافذتي؟ وكسر جناح جنيتي..وجعل كل أطفال قلبي يشيخون فجأة؟

ماكس في رحلته إلى عالم الكائنات البرية اليوم مازال يؤمن أن حياة أخرى وهمية تكون فيها ملكاً على الوحوش هي الطريقة للتخلص من الغضب والحزن..والتباهي أمام الذات أنك قادر على أن تكون ملكاً على الأقل في الأحلام..!

ماكس..لم حتى وحوشي ترفض أن تنصبني ملكة عليها ..وعالم كائناتي البرية غدا فارغاً موحشاً إلا مني...لا يعدني بأي مغامرة جامحة؟؟



  • ما زال الثلج يغطي المساحة أمام بيتي..وقلبي..!

الجمعة، 18 ديسمبر 2009

فاصلة..(15)


أخبرتك يا ماورد أنني سأخبرك حين تثلج...

..!

..!

الآن..كل شيء حولي يرفل في البياااض والبرد والسكون..

انفتح باب مخفي في السماء..وبدأت ندف الثلج الناعمة تتساقط على وجوهنا وتقف على رموشنا وشعور الأطفال ومعاطفهم الملونة..

كان الأطفال يغنون في الشوارع ويتقافزون وهم يخرجون من مدارسهم فرحين بهذا الزائر الأبيض الذي يبدو أنهم ينتظرونه منذ العام الماضي..

عدة ساعات فقط ، واكتست المدينة بثوب أبيض ناعم..غطى على كل ألوانها الأخرى في إصرار عجيب..

كم يشبهني ذلك..!

أشعر أن لوناً أبيضاً بارداً قد غطى على قلبي منذ زمن..ومنذ ذلك الوقت لا حرارة قادرة على إذابة ما اكتست به روحي البطيئة المثقلة..

..

أخبريني أيتها المدينة..

من منا سيذوب ثلجه أولاً؟

الأحد، 13 ديسمبر 2009

فاصلة..(14)


10 أشياء أحبها في ليدز:



  • الباص الذي تقابل فيه كل أنواع البشر..والذي يكون مكتظاً وممتلئاً ثم يدخل رجل عجوز فيجد أقرب مقعد ليجلس عليه مع ابتسامة تعلو وجهه لأن السيدة الكبيرة التي تجلس قامت لتترك المكان له..تلك السيدة أيضاً تجد مكاناً لأن شابة صغيرة السن دعتها لأن تجلس مكانها..

  • البيوت ذات النوافذ الزجاجية الكبيرة التي تصطف على جانبي الشارع، المضاءة، المزينة، المبتهجة لقرب حلول الكريسماس..

  • جاري الجزائري الطيب "حبيب" وزوجته الفرنسية المسلمة ، وذلك الكسكس الذي طبخته باحتراف، دعوتهم لنا أول يوم العيد، اتصالااتهم المستمرة للإطمئنان ودعوة حلاوة قطن كي يلعب مع ابنهم آدم وتأكيد الإحساس أننا عائلة واحدة..

  • الصباح البارد الذي يجعل من حرارة القلوب تخرج على هيئة دخان دافئ مع كل نفس،وأرانب الأنوف حمراء شهية كالكرز، وأصابع اليدين كأعواد الشوكولاتة القابلة للكسر..

  • وسط المدينة الذي يعج كل سبت بالناس..بالشحاتين "الأنيقين" اللذين يقفون مقابل القهاوي ليعزفوا ويغنوا ويملئوا الأجواء نغماً وصوتاً عذباً..

  • المكتبات التي تعج بالكتب من كل نوع، وبالناس من كل عمر..وبالأمل الذي يحدو قلبي كي أجد هذا المنظر في بلادنا العربية..

  • المشي تحت أشعة الشمس الخجولة وأغصان الشجر المتشابكة وصوت نشيد "in shahallah in shaallah you will find a way" يختلط مع دقات قلبي وروحي المتعبة.

  • ركوب السيارة مع زوجي- حين يكون هنا- في الليل، التسكع ورؤية برج ساعة الجامعة البيضاء المضاء..وأضواء المنازل الناعسة على سفوح الروابي القريبة..

  • مدينة "يورك" الساحرة القريبة من ليدز بنهرها وأسوار مدينتها، وأبنيتها القديمة التي تنقلك مباشرة إلى حقبة أخرى من التاريخ.

  • غرفة الجلوس في بيتي، بنوافذها المتسعة التي تطلع على الشارع، ومدفئتها البيضاء..وأجوائها الدافئة..

10 أشياء لا أحبها في ليدز:



  • تأخر الباص عن موعده أحياناً ، مما يسبب ارباكاً كبيراً في باقي خطة اليوم..

  • الأشجار العارية من حتى "ورقة التوت" وتحالفها مع الضباب في الصباح الباكر لتبدو المدينة من النوافذ كمدينة الأشباح..

  • الظلام الذي يهبط مبكراً جداً ، يجرف في طريقه كل الفروض الخمسة لنصليها بدون فوارق وقتية تذكر..ثم نستعد لإستقبال منتهى المساء بمنتهى الملل منذ الساعة الرابعة مساء.

  • ارتفاع أسعار سيارات الأجرة بشكل جنوني..وكذلك أعواد النعناع الطازجة..وعدم وجود بيرة باربيكان بنكهة التوت حتى في البقالات العربية.

  • وجود بعض الفتيات السعوديات في الجامعة اللاتي يغطين وجوههن أمام الرجال السعوديين ولا يفعلن ذلك أمام أي رجل من أي جنسية كانت.!!

  • الشوق العاصف الذي يتواطئ مع البرد والمساء المبكر ..ثم يلفني في دثار من شجن دامع لا يوصف..

  • "اللاشيء" الذي يطفو على سطح الأيام ..الثلج الذي يلف الأرواح ..والملل الذي يقتات على فتات الوقت..خاصة مع عدم القدرة على الخروج بعد الخامسة مساء لأن كل شيء تقريباً قد أغلق أبوابه واستعد للنوم مبكراً..

  • لخبطة الإحساس بالأيام: السبت بدلا من الخميس..والأحد بدلا عن الجمعة...والأربعاء الصاخب الذي تحول هنا إلى اثنين هادئ..

  • حوض الحمام والذي يحتوي على صنبورين منفصلين غبيين على الطريقة البريطانية، أحدهما للماء البارد المثلج، والآخر للماء الساخن المغلي، وليس من طريقة لخلطهما معاً..

  • الهدوووووووووووووء حتى لو رفعت صوت المسجل عالياً..!

السبت، 5 ديسمبر 2009

فاصلة..(13)


بدون جاذبية..

أشعر أن حولي فراغ يجعلني أسبح في العدم..بدون جاذبية..

لا شيء يشدني إليه..لا شيء يريدني..ولا أريد شيئاً..

لا صباح يعدني بمفاجأة ودودة..ولا مساء يدس تحت مخدتي أحلام متوهجة..

لا أحد هنا يعانقنا..يجهز لنا الخبز الطازج..ويدفئ أمسياتنا بقهوة لوز حلوة..ويشتري لأطفالي ألعاباً في كل وقت..

رحلوا يا ماورد..

رحلوا:(

زوجي ، والداي..أختاي..

تركوا قلبي محمراً من صفعة الرحيل القاسية..

وعيناي زورق مكسور غارق في دمعه..!

رحلوا يا ماورد وأنا في عز الشتاء بعد..

لم يأت الربيع ليكسو الشجرة العارية عند نافذتي..

لا تكفي كل أكوام الملابس لتدفئ روحي المرتعشة برداً..

..

ابق معي يا ماورد..حتى أتجاوز صدمة الرحيل المرة..

:(


فاصلة،،

يا رب..

امنحني مشعل ضوء أكمل على وهجه الطريق..ورخصة قيادة..

امنح أبنائي طمأنينة وثباتاً وابتسامة حلوة..وكيس حلوى ملونة..

امنح قلبي دفئاً..وحباً..ورضى ووجهة ينظر صوبها..وصداقة وارفة ..



الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

فاصلة..(12)


لماذا يا جدة؟


لماذا؟


ألست دائما تحبين المطر؟ ألست تحتفين به كصبية صغيرة ضاحكة، ترقصين تحته وتجعلين أهاليك يتجمعون تحت الغيوم أمام البحر يأكلون البيك الشهي في جو ربيعي ممطر ساحر ؟

ألست من عودتنا الإنتظار الطويل لعام كامل قبل أن تتساقط عليك رحمة الله فتبللك وتغسل قلوبنا ؟

ألست من تمنحيننا شتاء جميلاً تعدلين فيه أمزجتنا وتجعلين حياتنا أبطئ إيقاعاَ؟

لماذا كنا نضحك ونقول "جدة تغرق في شبر مائها" دون أن يكون لهذه العبارة أي امتداد أكثر من عدة أيام تأتي فيها شمسك الساطعة فتجفف أثار الماء..

لماذا هذه المرة كانت مختلفة؟

لماذا بدلاً من أن يقبلك المطر أعطاك صفعة قوية؟

لماذا مات الناس بدلاً من أن يجمعوا المطر لعمل الأرز بالعدس؟

لماذا تهدمت الشوارع وفاضت بمائها ؟

لماذا أصبحتِ على كل لسان كصاحبة أشهر كارثة بيئية تتعلق بفساد مسئوليها وأهلها؟

أكنت تريدين أن تخبرينا شيئاً؟ أكنت تريدينهم أن يعرفوا - أكثر مما كلنا نعرف- أنك في خطر محدق منذ فترة طويلة وأن أحداً لم يتحرك لإنقاذك..!

أكنت تريدين أن تصرخي في آذاننا وآذانهم أن قد فات الوقت دون أن ينتبهوا؟

...

قلبي يتقطع أوأنا أتابع الأخبار في التلفزيون والصحف ولا أصدق أن هذه الصور من مدينتي التي أحب..

أخبريني...

أكان يجب أن أرحل وأكون بعيدة حتى تمارسين ذلك الغرق الباكي فتنهمر أمطارك ودموعي ولا مجال لخلطهما معاً تحت سطوة هذا البعد؟

قلت قبلاً ..أنني أحتاج أن أخرج من مدينتي وأن أنظر إليها من بعيد حتى أحبها من جديد..!

ها أنا ذا أدرك كم أحبك..وأدرك أيضاً أنني لست أقوى على محبة من يحكموك..!

أدرك أنني أحب بحرك..هوائك..ترابك..وناسك لكن هذا البعد لم يساعدني كي أحب نظامك ومن يعمل عليك وفيك..!

..

..

كان الله في عونك وعوننا عليهم...


فاصلة،،

لو سقطت على جدة كمية المطر التي دائما تسقط على ليدز في يوم واحد...لغرقت وماتت وصارت أثراً بعد عين..!!!!!

الأحد، 29 نوفمبر 2009

فاصلة..(11)



  • مدينتي الصغيرة تبدو أشهى وأجمل مع وجود عائلتي هنا..
أمي وأبي يأتيان صباح كل يوم مع خبز طازج..وأجبان منوعة..وقبلة تدفئ برد أول النهار..
أختاي تجعلان من الغرفة الصغيرة "زحمة" لذيذة ملونة ، وعذبة بجمال موسيقى روحيهما الحلوة..
وأنا أتمنى هذه الحياة للأبد..لا أريد شيئاً آخر من الدنيا إلا صديقتاي : حمامة الجنة..وجاردينا الصباح..



  • لماذا تفعل ذلك؟
أهي عقدة الرجل الشرقي من جديد الذي لا يريد لإمرأته أن تكون حتى أعرف بطرق المدينة وشوارعها أكثر منه؟
صدقني..ذلك لا ينقص من رجولتك..لكن طريقتك تلك تنال من أنوثتي..!!
ألسنا في سلام معقول منذ عدة أشهر..؟أترى أن هذا وقت مناسب لتنقض تلك الهدنة بيننا؟
أسبوع فقط وسترحل وتتركنا..ألا يستحق ذلك منك بعض ضبط نفس؟



  • حقا بدأت أحب هذه المدينة..مدينتي!
بردها يكسر أصابعي..ويجعلني أشتهي أي شيء دافئ..حب..سيجارة..أو كوب قهوة..
أنتظر هطول الثلج..!
سأخبرك يا مدونتي حين تثلج..


فاصلة،،
أقبض الآن على كتاب أحلام مستغانمي "نسيان دوت كوم".
في هذه الأجواء، قراءة كتاب كهذا غواية كبرى!!!

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

فاصلة..(10)

اليوم كان يوماً مختلفاً..شقياً..
منذ عدة أيام وأنا أشعر بالملل الشديد، لعله بسبب ذلك الظلام الذي يهبط علينا مبكراً جداً ويحاول أن يقنعنا أن يوماً ما قد ينتهي في الخامسة..!
ربما بسبب الروتين اليومي والإرهاق الذي أشعر به..والمطر الذي يبلل قلبي ويجعله ينتفض حتى آخر نبضة..
ربما بسبب إحساس الوحدة الطاغي .. بسبب محدودية المكان والناس من حولي..

حادثت صديقة الرحيل منذ البارحة واتفقت معها على أن نقضي أمسية معاً في محاولة لقهر المساء اليومي الباهت وإقناع أنفسنا أن المساء قد يمتد حتى العاشرة..
تسكع في الليل تحت أضواء وسط المدينة التي لا تزال مضيئة..فلم رومانسي على شاشة السينما وسيجارة دافئة الأنفاس في وسط البرد ..وصحبة معتقة..كل ذلك أعاد شيئاً من الدماء إلى عروقي وذكرني بنفسي حين كنت أتواطئ مع مساء جدة الأنيق على سهرة مختلفة..
عدت للمنزل النائم ، استمتعت إلى بعض موسيقى وسكبت قليلاً من عطري المفضل في محاولة لإشعال جميع حواسي المطفأة..!
..
..
أجل ،،هذا ما كنت أحتاجه..!
أمسية مدللة الحواس في وسط ليدز!!!

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

فاصلة..(9)


قبل قليل كنت مع سحابة على الBB وكانت تسألني لماذا طولت الغيبة على بيتنا؟...


حسناً يا سحابة، أنا هنا الآن، مع كوب شوكولا ساخنة أمام المدفئة ، تتمايل الأشجار أمامي من الشباك في الشارع المظلم..أجلس على الأريكة الجلدية ، أتدفأ بوحدتي الباردة وأقتات على ماسجات صديقاتي..

عذرا يا بيت ماورد إن كنت أتأخر عليك..لدي أسبابي الوجيهة لذلك:

يوم ممطر، وصباح بااااارد..استيقاظ مبكر، ومشي ومشي ومشي..انتظار ممل للباصات..ذهاب للجامعة..ثم عودة بعد يوم طويل..كتابة وقراءة ومهمات وواجبات..متابعة لأمور أطفالي..درس السواقة..وأخيرا انسحاق على السرير في انتظار بزوغ شمس اليوم التالي...!!


هل غفرت لي يا سحابة ، هل سامحتني يا بيت ماورد؟


حسنا..شيء آخر، كنت أخبئه سرا عنك يا بيتي..

لدي مدرس لطيف جدا اسمه "دان" منذ أول يوم وزع علينا دفاتر زرقاء..قال لنا" هذا دفتر يوميات..أريدكم أن تكتبوا فيه يومياً أي شيء..وسأقرأه مرة أسبوعياً.."

لم تعجبني الفكرة..كتبت له في أول صفحة..أنك تحاول أن تسرقني علانية من بيت يومياتي "ماورد" الذي اكتب فيه بالعربية..

لم يعلق..رسم فقط وجهاً مبتسماً..

لا أكتب يومياً في الدفتر الأزرق..لكني أكتب الحد الذي يجعلني أقدمه لدان مرة كل أسبوع وبه بعض الوريقات المشخبطة..

في مرة من المرات..كتبت عن إحساس الغربة..كتبت عن الأسئلة الكثيرة التي لازالت تحاصرني..كتبت عن حياتي السابقة ومالذي خلفته ورائي حين قررت الرحيل إلى بريطانيا..كتبت عن الشوق المباغت..وافتقاد الصديقات ..أمسياتي أنا وزوجي وقهوة لوز أمي..

أعتقد أن كلماتي كانت دامعة جداً لأن دان علق: "هاقد بدأت تشعرين..تفكرين بعمق لكن بالإنجليزية!!!"..وأمام تلك العبارة رسم وجهاً مبتسماً آخر...

..

..

لا يا ماورد..لا تصدقيه..!

لم أقتنع..

لم يقرأني دان حين أتشظى كتابة بالعربية ..لا يعرف كيف بوسعي أن أحول فاصلة إلى دمعة..وضمير مستتر إلى خفقة ..وحرف عطف إلى رعشة..!

لا يعرف كيف بوسع أبجديتي أن تقرأني..تكتبني..حتى قبل أن أتهجاها..

لا يدرك أنني مجموع حروف أقلها 27 حرفاً عربياً وأكثرها ما اختبأ بين هذه الحروف وتوارى وتعلق بمنعطفات الروح..


لا يا ماورد..

لم يقرأ دان العربية في حياته أبداً..!



فاصلة،،،

مهرجان من الفرح سيحل في بيتي الإنجليزي ذو الأقزام السبعة بعد بضعة أيام..

زوجي، أمي أبي..وأخواتي..شموع ستضيء في الأيام المقبلة أمسياتنا المبكرة..

الاثنين، 2 نوفمبر 2009

فاصلة..(8)

  • هل أنا مريضة نفسياً؟
هل أحتاج حقاً إلى طبيب معالج؟
اليوم..أخذت أفكر..!
لماذا فعلت ذلك؟
لماذا ضربت بحياتي عرض الحائط؟
وذلك الذي سألني: لماذا رحلت إلى بريطانيا..
تفلسفت كثيراً عن الخبرة العملية والبيئة الأكاديمية وأشياء من هذا القبيل، لكنه بدا لي لا يسمعني، فأسكتني وقال: ماورد..مم أنت هاربة؟!!
قلت له: أنا أعرف أنني هاربة، فكيف تعرف أنت؟
قال لي: الأمر لا يحتاج لكثير من ذكاء..!
ويلي، هذا يضعني في مأزق حقيقي..
مم أنا هاربة؟
ولماذا تركت كل شيء خلفي ولم ألتفت..!!
كتبي، قصصي، إنجازاتي، شهادتي للدكتوارة، موقعي النتي، مجموعتي القرائية..!!
كللل شيء..!
لم أفعل ذلك؟
فإن كنت هاربة حقاً، فهل بوسعي البداية من جديد؟ أم علي أن أكمل الطريق؟ أم أتوقف تماماً وأعيش على الهامش بجوار الرصيف؟
لا أفهمني..ولا أفهم حالة التبعثر التي أعيشها ، أشعر كأنني كأس أريق على سطح زجاجي، لم يمتصه الزجاج..لكنه بقي هناك مندلقاً لامعاً يشي بشراب كان من الممكن أن يكون شهياً..!!!

  • شهيتي مفتوحة على الكتابة اليوم، وأنا لا أفعل ذلك إلا حينما أعيش الحياة بشجن منكسر..!
اليوم الجو بارد..رغم ذلك أشعر بحرارة قلبي تدفئ روحي وتضيء مشعلاً لا يعرف كيف يقودني، فقط..يهبني بعض ضوء..!!

  • صديقتي الحمامة كانت تهرب مني البارحة..
عبثاً حاولت أن أحادثها في الهاتف أو على السكايب، ولكنها كانت ترفض أن أرى عينيها أو أسمع صوتها..
بعد محاولات عدة..تقابلنا على السكايب، قالت لي كثيراً أنها لا تحبني،تهدج صوتها، وقالت أنها اكتشفت أن لا أصدقاء لها..!
حقاً يا صديقة الروح؟
أكان يجب أن أرحل كي تكتشفي ذلك؟
صدقيني، ذلك لم يكن أحد أهدافي بتاتاً، أعلم يقيناً أن الدنيا جادت علي بك، وربما العكس أيضاً..
لكني لست هاربة منك، ولم أتعن تركك..
فهل تقبلين اعتذاري؟
هل تصدقين لو قلت لك أن في الروح جرح أبى أن يلتئم فلجئت للرحيل كمحاولة أخيرة لكيه..!
تعرفين روحي خيبة خيبة..وليس إلا وجودك منع تلك الخيبات من أن تتمدد و تفترسني في لحظة ضعف..!

  • مضحكة تلك المقارنة بين كتابتي العربية والإنجليزية..
أنا استمتع بالعربية، أستلقي على حروفها، أشاكسها وأحمل كثيراً من كلماتها في جعبتي أفكاراً ومشاعراً وأسلوب حياة..!
بالإنجليزية يبدو الأمر مختلفاً، لم أتصادق مع الحروف بما يكفي، ولم أجرب الإختباء بين الفقرات أو الكلمات..
تبدو محكمة، ضيقة على بعضها..لا تترك لي فراغاً أرتاح فيه..!
كم أشتهي أن أقرأ شيئاً باذخاً يلامس شغافي..مثلاً..رواية لأحلام مستغانمي..
أو ثرثرة لغازي القصيبي..أو بيت شعر يتبتل فيه ناجي..!

  • فاصلة،،
أنا عندي حنين..ما باعرف لمين..!!

السبت، 31 أكتوبر 2009

فاصلة

نوك نوك...
لا أحد هنا..!
أنا وأنا..والأشجار ..والرصيف..!!
وبعض شوق..!
و...كوب شوكولاتة ساخن..
و..بيتي ذو الممر الحجري..
ومدينة تتثائب في منتصف النهار وتنام بعدها بقليل...

الجمعة، 30 أكتوبر 2009

فاصلة..(7)



  • أنا هنا في إجازة حقيقية..

إجازة من كل شيء..مني، من كل ما كان حولي..

من حاضري وأيامي وكل ما يعني لي ويمثلني..

أنا هنا شيء آخر ، شيء يقف عند بدايات ما، لا يظهر إلى أين سيأخذني..



  • صادقت ذلك الرصيف الذي يصل بين موقف الباص وبيتي..

بأشجاره الملونة والتي وضعت أوراقها ووقفت عارية بدون خجل استعدادا لبرد الشتاء..

بهدوءه الذي يغرقه في صمت عميق ما إن تغرب الشمس..

بقمره، بمطره..ببيوته الجميلة التي تصتف على الجانبين..

..

بأحلامي التي زرعتها وخبأتها بين أشجاره في يوم ما ..بعيد..



  • الشوق مفترس..

يزورني بكل أشكاله وأوضاعه..

ولم لا أشتاق إليك..طالما أن القلب مفتوح..!؟ والعروق غضة..والروح هائمة..

لم لا أشتاق إليك..وأنت حروف الشوق وعنوانه..وأمه وأبيه..!

عاصفة مفاجئة اكتسحتني نحوك..ألقتني في مساحة من ذكرى،،ومن شجن يصعب التغلب عليه في هذا الخريف..

مساحة إسمها...أنت..!



  • فاصلة،،

.


.

لقد اصطدت قمراً..!!!!

الجمعة، 16 أكتوبر 2009

فاصلة (6)

  • جئت هنا لأكتب رسالة طويلة...
لا..في الحقيقة لن تكون طويلة ولكنها عميقة بعمق ما أشعر به، وأتنفسه، وينتشر في خلايا روحي..
جئت لأعتذر..كصبية اقترفت ذنباً وتخبئ وجهها وتحتضن دميتها نادمة باكية..
لم اكتشف هذا الذنب إلا صباح اليوم وأنت تهم بإغلاق حقيبتك وحشر كل الأشياء التي نسيت أن تضعها البارحة..
لم أدرك عظم هذا الذنب إلا بعد أن سمعت نشيج حلاوة قطن حزناً وجزعاً على فراقك..
لم أدرك ما فعلته إلا وأنا أتجول وحيدة في الحديقة الجميلة- التي سبق وأن زرناها معاً-مع الأولاد..أطأ وحدي على أوراق الشجر الجافة وأسمع صوت قلبي وهو يئن تحت سطوة وحدته..
لم أعلم فداحة ما أقدمت عليه إلا بعد أن هبط الظلام..فحبست نفسي في غرفتي وحيدة منك ..أشرق بدمعي أغص بوحدتي محاولة التماسك بسذاجة أمام الأولاد..
البارحة سألتك وأنا قاب قوسين أو أدنى من النوم: هل علي أن أبكي هذه الليلة؟
احتنضتني وقبلت رأسي وقلت لي: لا..سأعود قريباً جداً، لا تفكري بهذه الطريقة..فكري فقط كم سنجني جميعاً من هذه التجربة..
نمت مطمئنة وأنا لا أدرك أن البكاء لا يحتاج إلى إذن أو سؤال..إنه يتدفق كنبع قرر أن يتفجر فجأة..!
هل علينا إذن أن نعتاد غيابك بعد أن اعتدنا حضورك المكثف في الشهر الفائت؟
..
..
عد سريعاً أرجوك!


  • أكتب من كمبيوتر ابنتي..كمبيوتري أصيب بسكتة قلبية وأرجو أن يفيق سريعاً وأن لا يموت فأفقد حروفي العربية...
مزيد من الوحدة بدون نافذتي الفضائية..ومزيد من العمل الذي لا أعرف كيف سأنجزه..ومزيد من القلق الذي يقابل بدم إنجليزي بارد لا يأبه بشيء..!

  • يا صديقة الرحيل، يبدو أن الإنسان عليه أن يعيش في قلق دائم، لا تظني أن حضورك إلى هنا سيضع نقطة في آخر السطر كما كنت أتوهم أنا، إنها فقط نقطة انتهاء فقرة وبداية فقرة جديدة بكل ما فيها من حروف وأسماء وجمل، علامات ترقيم ، فواصل وعلامات تعجب واستفهام لا تنتهي، حروف جر وجزم وأسماء لا محل لها من الإعراب...!!!!

  • أنا في مرحلة اسمها: الضياع في وسط المدينة..
أكثر ما يربكني هنا وسائل المواصلات: الباصات والمشي..
ما زلت أركب الباص الخطأ وأمشي كثيرا على قدمي وأضيع أكثر..
أطلب تاكسي مع أطفالي وأخاف من الخروج معهم حتى لا أفقد طريق العودة...!
ألم أكن أبحث عن مدينة تحتفي بخطواتي جداً؟؟؟!!!
:)

  • فاصلة،،
لم أكن أعلم أن الشوق مخاتل وأنه سينقض علي بهذه السرعة..
أيها الشوق..لا تكن مفترساً أكثر من اللازم واترك لي بعض قلب أقتات به..

السبت، 3 أكتوبر 2009

فاصلة..(5)



  • اليوم هو عرس صديقتي الجاردينيا..


الآن فقط وصلني ماسج أنها كانت تزف، وأنها جميلة كأميرة من ألف ليلة وليلة..

لم أتعجب، وبكيت حسرة مشاهدتها في ليلة كهذه..

.

.

يااااالللللله على السنوات الطويلة..

منذ أن كنا في الصف الثاني المتوسط ونحن نقتسم الحياة..

أحيانا أسطو على نصف الرغيف قبلها..وأحيانا تشرب من الكأس قبلي..

لكننا نترك نصف الأشياء للطرف الآخر في كل مرة..!

وهذا ما حصل..

حين كنت قد بدأت أؤسس بيتاً وعائلة كانت هي قد سافرت لتدرس وتتغرب سنين طويلة..!

وحين عادت هي وأرادت أن تتزوج لتكمل نصفها من الحياة، سافرت أنا لأحصل على النصف الذي فاتني من التجربة..!

.

.

أخواتي الثلاثة هناك في العرس..وصديقاتي..

أحاول أن أعيش هذه المناسبة بأعينهن..لكن ..

.

.

ثمة غصة في القلب..!!!!




  • هنا..

للشجر همس مسموع..

وللريح غناء صاخب..

ولورق الخريف الملون والملقى على الأرصفة حوار طويل مع الخطوات التي تتناثر فوقه..

للقمر المتواري بين أكوام الغيوم وأسطح البيوت المائلة نظرة خجلى..

الشمس هنا مؤدبة..لا تظهر كثيراً بل على استحياء لا يشبه طبعها الجامح في بلادي..

والمطر هنا مترف..يتساقط بغرور لا يشتاق إلى الأرض العطشى كما في بلدي..

هنا..

الليل سااااكن..ساجي..هادئ ..صامت..

ينشر ظلمته على الشوارع والبيوت فتغفو من ساعتها كطفل رضيع ..

هل سمعت هذه البلاد عن بلاد أخرى في الطرف الآخر من العالم تعيش مستيقظة حتى حدود الفجر؟!

تلبس أبهى ثيابها وحليها ..تتبرج سافرة، حتى تضع برقها مرة أخرى حين تسفر الشمس عن وجهها..

.

.

ياااااا للإختلاف بين الشرق والغرب..!



فاصلة،،


يا جاردينيا الصباح..

هل بقي في العمر ما يجعل خطواتنا تتوازى من جديد؟؟!!

.

.

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

فاصلة..(4)


آه يا بيت ماورد..
تتغير عناويني، وما زلت أنت أنت..
لا تتغير..
بشرفتك التي على البحر والتي منها رميت كثيراً من الرسائل والقوارير..
بوسائدك الملقاة في كل مكان، بأكوابك التي أحضرتها رفاه ذات يوم، بشموعك التي أوقدوها الأصدقاء، بنافذتك التي تطل على بيوت الجيران الحميمة في هذا الفضاء..
أنا كذلك يا بيت ماورد لم أتغير، ولكني أحمل في جعبتي الكثير من التفاصيل والتعابير والكلمات والهمسات..
.
.
حقاً لست أعلم من أين أبدأ.ولكني سأوجز ما تم في العشرة أيام الأخيرة..



  • في ليلة السفر كان بيتي يعج بعائلتي الحبيبة: أمي وأبي وأخواتي واخي..

ساعدوني في التجهز وإعداد الفتيات للسفر، بدأت ابنتي الكبرى بالبكاء..لتلحق بها أختي وأمي..


ودعنا الجميع في جو مشحون ورحلنا للمطار برفقة أخي وأختي الصغيرتين، ما زالت ابنتي الكبرى دامعة العينين..


تأخرت الرحلة ساعتين قضيناها في استراحة الدرجة الأولى حتى صعدنا للطائرة..


كانت الرحلة سهلة، وصلنا للمطار، بسرعة استلمنا حقائبنا، بسرعة ركبنا مع ساجد سائق الباص الصغير.. ورحلنا من مطار مانشستر إلى ليدز..



  • الطريق كان عبارة عن صدمة من الإخضرار الذي لا يعكر صفوه لون آخر ..
أحيانا نجد بقرات ترعى، أو نهر يشق الأخضر..
الجو بارد وجميل..
وصلنا إلى بيتنا..
.
.
كنت أترقب هذه اللحظة، وأنا التي كنت أتفرج كثيراً عليه في جوجل إيرث..
إنه هو..!
هو..!
بممره الحجري، حديقته الأمامية الصغيرة..بابه الزجاجي ولونه الأبيض..
الشارع يبدو جميلاً جداً ، الحي أنيق..وبيوت الجيران مزينة بكثير من الورود..
دخلت للبيت ، فأصبت بصدمة البيوت الإنجليزية الصغيرة..!
لوهلة بدا بيتي في جدة- والذي كنت أشتكي من صغره- متسع جداااااااا مقارنة بهذا البيت..!
الحمام صغير..المطبخ صغير..الثلاجة..الغسالة..الدرَج..
كأنه بيت الأقزام السبعة..! وثمة أميرة تختبئ وراء الممر الحجري..
أفقت سريعا من صدمة صغر البيت على اتساع الشبابيك وروعة المنظر من كل غرفة..!
بدأ يحوطني بحميميته كما وعدني حين كنت أتفرج عليه في الجوجل..
ياااااااه..
ما أقرب الشبه بين بيت ما ورد وبيتي البريطاني الجديد..
أحتاج فقط لبعض سلال الورد كي أوزعها على الشرفات المتسعة.. ثم أتأملها وأكتب ..مع كوب قهوة ساخن..!



  • ذهبت للجامعة..لم أدخل في المود بعد..
لن تبدأ الدراسة الحقيقية قبل 5 أكتوبر، والخبر السيئ أنني - طبعا- لم أحصل على التوقيع الأخير من سعادة الوزير حتى الآن..
حتى هنا أعيش في قلق..أنتظر أن تتم أموري عبر البحار وكلما أردت أن أشعر بالإستقرار..أتذكر ورقي التائه في مكان ما، ولست أعلم كم بإمكاني أن أتأخر عن الكورس حتى أنهي جميع أوراقي المطلوبة كمواطنة سعووووودية..!



  • هل جاء العيد؟
هل رحل؟
هل كان هناك عيد أصلا؟
صوت أمي المخنوق بالبكاء ليلة العيد وهي تحادثني..هدايا العيد التي رافقتني من جدة ..أغنية "يا حلاوة العيد يا حلاوة"..
كل ذلك صنع شرخ الغربة الأولى في قلبي، وتساءلت : لماذا فعلت ذلك؟ لماذا لم أنتظر حتى أتأكد من زيارة العيد السنوية؟
لماذا حرمت أمي وأخوتي..زوجي وأطفالي من بهجة قررت أنا أن أخاصمها؟
هل حقاً أمتلك رداً؟
لست أدري..!!


فاصلة،،
وهل بعد كل ما كتب هناك فاصلة؟
لقد كانت محاولة لوضع نقطة آخر السطر..!

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

فاصلة..(3)

بعد الفجر نمت وأنا أفكر في ملابس العيد..

من أين سأشتري شيئاً للصلاة..وماذا يوجد في دولابي ..?

ملابس فتياتي الجديدة وكيف سيرتدونها حتى لو كانت مجرد جينزات وقمصان ..

نمت وأنا أفكر في أن أشتري على الأقل صحن حلاوة واحد أدسه في الصالون لأي زائر مفاجئ في صباحات العيد..

نمت بعد "حفلة بيات" أقامتها أخواتي الثلاثة التي نامت كل منهن في ركن من البيت..

نمت وأنا أتكور تحت لحافي وأتلو الأدعية كي أشعر أنها تحفني من كل مكان وتحملني إلى عالم أغفو فيه في حضن غيمة..

استيقظت على مكالمة زوجي الساعة الحادية عشرة: ما ورد لقد صدرت الفيزا..

!!

!!

!!

!!

صمت للحظة، تلخبطت، ثم قمت مسرعة من سريري لبست وذهبت معه لإحضار الجوازات..



إذن انتهت مرحلة الإنتظار الساحق؟

انتهت هكذا بماسج صباح اليوم لأبدأ مرحلة جديدة غداً بعد منتصف الليل..؟

وما بين اليوم وغد مشاعر ملخبطة ، حقائب في كل مكان، طلبات وتفاصيل أخاف أن أنساها..

ووجوه كثيرة لا أعرف كيف سأودعها وأخرى لست أعلم إن كنت سأجد الوقت لألقي عليها نظرة أخيرة..



فاصلة،،


رأسي يكاد ينفجر من الصداع..

الأطفال ما زالوا مستيقظين في الخارج..

وأنا أستلقي على سريري يفكر عقلي بسرعة الضوء فيما علي فعله غدا...لأكتشف فجأة..أنها ليلتي الأخيرة على سريري الوثير..:(

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

فاصلة..(2)

  • يبدو أن مرحلة الإنتظار الساحق ستسحقني حتى آخر قطرة..
اليوم ذهبت للتقديم على الفيزا البريطانية، ولا أدري متى سأستلم الفيزا..
لكن ليس هذا هو المهم، بل خبر آخر صعقني فجأة وأفقدني ما بقي لدي من تماسك..
علمت اليوم أن أوراقي لابد أن توقع من وزير التعليم..!!
أجل سترسل إليه إلى الرياض ليوقع بجلالة قدره..
لم يبق إلا توقيع الملك وأضرب الرقم القياسي في عدد التواقيع و.."مستواها الرفيع"..
كل ذلك من أجل 8000 باوند في السنة ..
المضحك المبكي أنني قبل عدة أيام كنت مدعوة لزيارة جامعة الملك عبدالله من صديقتي الجاردينيا التي تعمل هناك..
هالني ما رأيت..صدمتني "الفلوس" المكبوبة كباً في ذلك المكان..
حين عدت لواقعي وأوراقي التي ما تزال تائهة شعرت أنني أعيش في الصومال..!

  • لا أعلم هل سأسافر بعد تسعة أيام كما هو مخطط أم أنني سأؤجل سفري إلى حين..
وإذا تأجل فإلى متى هذا "الحين"؟
تعبت جداً..جداً ..والمفترض أنني أدخر بعضاً من جهدي وقوتي لمواجهة حياة جديدة تماماً علي..
أعود وأتسائل: هل يتستحق الأمر؟
هل يستحق ما يفعله زوجي من أجلي ويجعلني عاجزة عن النظر في عينيه امتنانا..
هل يستحق ذلك الهم الذي يحمله أبواي دون أن أستطيع محوه من عينيهما..
هل يستحق بقائي متأرجحة أمام صديقاتي..أبنائي دون أن أمنحهم فرصة للشعور بالأمر كما ينبغي..ودون أن أمنحهم فرصة حتى لممارسة أي طقوس للوداع ؟

  • لا أستطيع بعد أن أضب أغراضي..ما زالت تتناثر في كل ركن من البيت..
بالرغم من أن الأيام القديمة تسلمني ببطء شديد بدون أن "تصفطني" إلى الأيام الجديدة إلا أنني البارحة سلمت "تواقة" إلى أيد أمينة..
تواقة ذلك الإنجاز الجميل الذي لا أريد له أن يموت برحيلي..
عساه يظل صدقة جارية لي أينما رحلت وكنت..!

  • فاصلة،،،:
أيها العيد..لو كان لي أن أعيشك هنا فهل ستستقبلني؟
لم أشتر أية ملابس جديدة تليق بك لي أو للأولاد..
لم أغلف هدية لأي أحد أو أكتب بطاقة معايدة..
فهل ستسقبلني رغم أنني فتاة عاقة؟
حسناً..تعلم جيداً أنني قد أهديتك في يوم ما صندوقاً مليئاً بالألوان والبالونات..
لكنك فاجئتني بطعنة جرح في ظهري؟
هل تذكر؟
تعادلنا إذن..
.
.
نحتاج وقتاً كي نغفر لبعضنا..!!!

الخميس، 3 سبتمبر 2009

فاصلة..(1)



  • وما أكثر الفواصل في حياتنا..!

انتهت العشرون قارورة المحملة بالرسائل، ولم يعد لدي المزيد في خزانتي..
كنت أتمنى أن تنتهي القوارير بانتهاء مرحلة الإنتظار الساحق..
لكني لم أعد أحتمل ألا أتبعثر في قارورة ..فقررت أن أتعثر في فاصلة لحين انتهاء هذه المرحلة من حياتي.



  • بقي لي من مرحلة الإنتظار الساحق..توقيعين..وورقتين..وأسبوعين فقط على موعد الرحيل..


حتى الآن لست أدري أين سيكون عيدي في هذا العام..
لو انتهيت من كافة الإجراءات المتبقية وعملت على استخراج الفيزا في الأيام المقبلة فسيكون سفري كما خططت-قبل العيد، وإلا سيتأجل إلى حين..
هذا معناه ررررركض ..ومزيد من الإنسحاق في الأيام الآتية..




  • تجربة الإنتظار الساحق علمتني أمور كثيرة:


- تعلمت أن للرأي العام قوة، ومهما كانت النظم بيروقراطية فبإمكان الصوت لو كان مستمراً أن ينحت في الصخر الأصم..لولا إصرارنا أنا وصديقة الرحيل على تحقيق حلم ما لما استصدر هذا القرار الذي كان يبدو مستحيلاُ في البداية (إتصال علمي لمدة سنتين بدلاً من سنة) وأرجو أن يستفيد من بعدنا الكثيرون رغم أننا دفعنا ضريبة الأوائل اللذين بحت أصواتهم واستهلكت أعصابهم.
- تعلمت أن للحلم سطوة وأنا التي كتبت أحلامي قصة أطفال ملونة ومبهجة ورغم أنني عاتبتها كثيراً واتهمتها بالكذب والتخريف إلا أنها همست لي في آخر السطر: أرأيت ..لا تنتهي الأحلام وإن ظننا أن كل أحلامنا ماتت فإنها تنبت من حيث لا نحتسب..دموعنا يا ماورد تسقي أحلامنا..



- تعلمت أن هناك أناس يرفعون من قدر حرف الدال- وهم بالمناسبة قليلون جداً- وأن هناك أناس يود حرف الدال لو يتبرأ من اسمهم..مثال على الدال الأولى الدكتور (ع) الذي أدين له بعد الله بتحقيق هذا الحلم وبكونه نموذجاً للتواضع والسعي على مصالح الناس، ومثال على الدال الثانية الدكتور (س) -وهو دكتور في الفقه- والذي كتب رداً على مقال للدكتورة فاطمة نصيف كان عن الذهاب للعمرة وانفلونزا الخنازير يتقاطر ازدراء وسخرية بأسلوب لا يليق بأتفه الناس وأحمقهم فكيف بدكتور مثله..!!!


- تعلمت أن أسأل نفسي دوماً حين أصاب بالحنق من أحدهم- في ظل البيروقراطية المدمرة التي تعاني منها بلدنا-: لو كنت مكانه ماذا سأفعل؟ وآليت على نفسي عند كل إجابة أن أقدم دعماً ومساندة وتسهيلاً لكل من يقصدني ولا أفعل كما يفعل البعض أصحاب المناصب من استهتار وركن المعاملات في الدرج لمدة شهرين وتصعيب الأمور إلى أقصى حد ولو كانت سهلة .


- تعلمت أن يكون لي سر مع الله ومساحة خاصة، علامات ودلائل، حوار ودموع..بكاء وامتنان..


فاصلة:
تقول أحلام مستغانمي في فوضى الحواس:
"أصبحت امرأة حرة..فقط لأنني قررت أن أتخلى عن الحلم، الحرية ألا تنتظر شيئاً، والترقب حالة عبودية"
أربكتني هذه المقولة..!
أجل ..الترقب قيد..
فهل من طريقة لأن نزرع أحلامنا ونسقيها دون أن ننتظر الثمار؟

السبت، 22 أغسطس 2009

رسالة في قارورة (20)




  • لم أنتبه إليك يا رمضان..


أتيت على حين غرة..


منحتني صلاة رقيقة مذ أعلنوا دخولك..وصياماً ..سمبوسة..وتجمع عائلي بنكهة التوت..


أنظر إليك حزينة..


لماذا لم أفتح لك قلبي كما يجب..


كيف لم أفرغ لك زوايا الروح وأفرشها وسائد طرية وتلاوة عطرة لإستقبالك؟


سامحني، واعلم أنني أحبك..وأنك زائري السنوي الذي يحمل في يديه ثلجاً وماء وبرداً..


..


..


لا ترحل أرجوك دون أن تغسلني من رأسي إلى أخمص قلبي..








  • في مثل هذا الوقت أكون قد أعددت ملابس العيد..


لم يكن قد بقي لي إلا أن أشتري ثوباً مترفاً لصباحات العيد الملونة، وأكمل بعض الإحتياجات للفتيات.


أجهز ثوب ابني وأبوه وكل ما يكملان به طلتهما الحجازية البهية.


أعيد نرنيب الخزائن ، وإفراغها ثم إضفاء لمسة هنا وأخرى هناك على بيتي..

..

الآن تتجمع الأكياس في زوايا المنزل بإهمال، بداخلها ملابساً شتوية تنتظر أمر الرحيل المعلّق..

وتتكدس صناديق الكتاب في صالون بيتي الذي لم أعده لإستقبال ضيوف العيد..

ويعشش في أيامي خيوط عنكبوت بعدما ألف التوقف والتأجيل..!



رسالة اليوم:

لا تبق يا رمضان ثلاثون يوماً فقط تمر علينا كأنها يوم أو يومين..

أما بوسعك أن تمتد إلى آخر حد من جراحاتي وتؤجل رحيلك قليلاً؟

الأربعاء، 19 أغسطس 2009

رسالة في قارورة (19)



  • كنت أحاول ألا أكتب..

وأنا التي أعلم جيداً أن الكتابة لا تمر علينا مرور الكرام إنما هي ختم أو توقيع يؤكد ألماً أو يسطرفرحاً أو يرسم شجناً..أو يعتق عشقاً ما..على أرواحنا..!

منذ فترة وأنا أتألم..وبحسب نظريتي القديمة أن" الحزن يأتي قبيلة" فأنا الآن أرض خصبة لبذور هذا الحزن كي يعيث في تربة قلبي دموعاً..!

أعيش حياة متوقفة ..لا تمشي ،لا تمر ، بل تتركني ملقاة وحدي على ركن رصيف لست أعلم إلى أين ستأخذني نهاياته..

نادى ذلك الألم أطياف جروح قديمة ، فشعرت بها تتفتح في داخلي كمسام خفية، فيتسرب منها طعم مر جداً..

تباً...

ظننتها شفيت..!

فلماذا تتضخم من جديد ، وتنز في داخل روحي صديداً لا شفاء منه..

يا لجروح الأرواح.. لم أكن أعلم أنها بهذا العمق وبتلك المرارة..!


هذا صيفي الثاني الذي أقبع فيه تحت سطوة الألم والحزن والترقب..!



  • سأعترف بشيء..

سفري الذي لا يريد أن يأتي كان فكرة من أجل الهروب..

لدي أهداف أخرى بالطبع..أكاديمية وعلمية ، بل وحتى أسرية..

ولكنني سأكون شجاعة..على الأقل هنا وأقول أنني كنت أخطط لهروب ما..

كنت أريد أرصفة مدينة أخرى تحتوي خطواتي.. تتعرف عليها..تعدها وتشتاقها..

يتناثر حزني ثلجاً في شتائها..وتضيع لغتي الفصيحة بين لهجة سكانها..

كنت أريد بلداً بعيدة تسكنني قبل أن أسكنها..تبعثرني الغربة على وقع سطوة مطرها..

تعلمني أن أتهجى اسمي من جديد..تمنحني آفاقاً وعيوناً وحدوداً خضراء..

كنت أريد أن أجرب طرقاً أخرى لتجرع الحزن غير غسله بمياه البحر وشرب نصفه مرغمة..!

لهذا اخترت هذه المدينة..

تبدو من بعيد مدينتي المثالية التي رسمتها بخيال حزين ذات شجن..

بحثت عن الجامعة فتلقفتني أذرعتها من قبل أن أصل..

بحثت عن البيت فوجدته أبيضاً أنيقاً ذا نوافذ زجاجية وحديقة صغيرة أمامية وأخرى خلفية..

يقبع هذا البيت على شارع عريض ، أتفرج عليه كل يوم في "جوجل إيرث" ..

أعلم أن أمامه شجرة..وأن الرواق الصغير المؤدي إلى مدخل المنزل حجري معتّق..

رأيت بيوت الجيران وأفنيتهم..

لا أنظر للأمر بشكل رومانسي، وأعلم أن تجربة الغربة ستكون ساحقة على قلبي..

رغم ذلك..أتسائل..

ماذا لو لم أحصل على التوقيع اللعين الذي يمكنني من الرحيل؟


كيف سأعود إلى العمل..وإلى الحياة ..وإلى الناس بنصف روح وثلاثة أرباع قلب؟



رسالة اليوم:


رمضان...أقبل بنورك وأضيء جنبات الروح المعتمة..



الاثنين، 17 أغسطس 2009

فاصل

رمضان سيقبل بعد عدة أيام...

علي أن أحزم أغراضي في غضون أسابيع..

وما زلت لم أتجاوز عتبة الإنتظار الساحق..!



ما زلت معلقة لست أدري إلى أين ستأخذني مقاديري..

اللهم أعني على اجتياز ما تبقى من الطريق بأقصر السبل..وأسهلها..

السبت، 1 أغسطس 2009

رسالة في قارورة (18)


سأحكي اليوم ثلاث حكايات:


الأولى..حكاية من عالم الجن والعفاريت


والثانية ..حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة..


والثالثة..حكاية عن أمسيات الصيف الطويلة..




  • لنبدأ بالحكاية الأولى:

في ظهر يوم الأربعاء دق هاتف ما ورد، كانت صديقتها (م) تلك التي تسعى منذ فترة للحصول على موافقة بالإبتعاث الداخلي لدراسة الدكتوراة في إحدى الجامعات الداخلية..حاولت (م) لفترة طويلة، كتبت معاريض وقدمت خطابات، حادثت أمها مدير الجامعة وذهب زوجها إليه، لكن لافائدة..مدير الجامعة الموقر يريد من (م) أن تستقل طائرة وأن تتغرب في أي بلد لنيل شهادة الدكتوارة..


أصيبت (م) بالإحباط ووقعت تحت ضغط نفسي شديد وقررت الذهاب إلى معلمة اليوجا (أ) للعلاج بالطاقة (الريكي)..


نعود من حيث بدأنا..كانت (م) قد خرجت للتو من جلسة ريكي وحين حادثت ما ورد كانت فزعة، قالت لها :(بكيت كثيراً أثناء الجلسة، شعرت بالخوف، ورأيت وجوه ناس أعرفهم انقلبت إلى كلاب وثعابين، ثم فاجئتني المعالجة (أ) بأن قالت :" أرى مكتباً كبيراً في الغرفة..إنه أكبر مكتب..تحت النافذة..أدراجه على اليمين..هناك غفي الأدارج يوجد شيء ملتصق ، ابحثوا عنه..ثمة عمل أو شيء مخبوء هناك" قالت (م) لماورد:" هذا مكتبك يا ماورد..إنها مواصفات مكتبك..!!


دعينا نذهب السبت قد نجد شيئاً يمنع أوراقي وأوراقك من الحصول على التوقيع الأخير في الجامعة"


وضعت ماورد السماعة وهي خائفة...أهذه رسالة من الله..أم شعوذة..أم ماذا؟


استشارت من حولها وحكت لصديقاتها، ثم قررت أنها لن تذهب..


أليست تلك هي مساحة خاصة بين الله وبين نفوسنا؟


لا تلوثيها بذلك الهراء يا ماورد...أولست تدعين كل ليلة بتلذذ "اللهم إني قد وجهت وجهي إليك وأسلمت أمري إليك" ابقي إذن هناك في تلك المساحة الرحبة الخاصة ودعيك من كلام الدجل والشعوذة..


سمعت ماورد الكلام وأخذت تزيد في التحصين آملة من الله أن يبقيها بقربه في تلك المساحة..!




  • الحكاية الثانية:

في صباح مبكر من صباحات جدة قررت تلك المدينة النائمة أن تخلع عن وجهها برقع البساطة وأن تري ماورد الوجه الاخر المخملي منها..


توجهت ماورد وصديقاتها الثلاثة إلى مركز "السبا" الفخم ذاك، خلعت كل منهم ملابسها وارتدت روباً وخفاً أبيض وبدأ برنامج ألف ليلة وليلة منذ الصباح المبكر..ما بين حمام مغربي و"سكراب" منعش بالماء الساخن لكل الجسد، مابين مساج باستخدام الحصى الساخن والإستلقاء على السرير الأزرق المائي، ما بين مساج القدم "الرفلكسولوجي" والسلطة الخضراء وعصيرات الفواكه المنعشة الطازجة قضت الفتيات الأربعة عدة ساعات كأنهن أميرات اسطوريات يدللن أجسادهن ويشعرن أن للحياة وجه باذخ جداً..


انتهى ذلك اليوم بـ" كافيار فيشل" خرجن بعده الأميرات الربعة يلمعن من النظافة وينزلقن من النعومة..


كانت تجربة تستحق أن تعاش..:)




  • الحكاية الثالثة:

قررت ماورد أن تختم الأسبوع بقضاء يومين في درة العروس مع خالاتها الإثنيتن وكم كبير من البنات الصغيرات..


في الحقيقة كانت ماورد متشوقة للسباحة، كانت تشعر يشوق كبير للموج ولرائحة البحر وملمسه على جسدها الجاف..


ولكن، وعلى الرغم من متعة قضاء الوقت باسترخاء بعيداً عن كل شيء..إلا أن البحر كان يشيح بوجهه إلى الجهة الأخرى في تعب وإنهاك..


في المساء، كان الحر والرطوبة أكبر من أن يجعل أي أحد يستمتع بانعكاس الأضواء على صفحة المياه..


وفي الصباح كان منظر البحر المشقوق كبحيرة صغيرة أمام المساكن كمستنقع راكد لا يغري أبداً بأي بلل..


عادت ماورد وما زالت جافة..لم ينظر ال بحر في عينيها ولم يمنحها قبلة مغوية كعادته..




رسالة اليوم:


.......وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.


الجمعة، 24 يوليو 2009

رسالة في قارورة (17)

أستمع إلى موسيقى الصيف الفائت...

تلك التي أخذتها من معلمة اليوغا..

انثالت علي ذكريات الصيف الماضي حين كنت مخدرة متداعية لا أريد شيئا من الدنيا إلا أن يمنحني الله قوة تساعدني على التماسك..

تلك مرحلة من حياتي كان اسمها " من خلف الزجاج" حين كنت مفصولة عن العالم ، أنظر إليه من موقع خارج نفسي..

لعل هذه المدونة حفظت كثيراً من تلك المرحلة وتداعيتها..

بعدها بدأ رمضان..وحتى نهاية الحج كانت مرحلة اسمها "اللهم اجبر كسر قلبي" حين كانت هذه دعوتي في كل التفاتة وإغماضة..في كل يوم من رمضان وفي كل خطوة في الحج..وما أكرمه سبحانه حين أجلى عن قلبي غماماً أسوداً فكنت أرى آثار جبر القلب التي ألححت عليها تتمثل في كل شيء من حولي..اللهم ارضى عني فأنت من أرضيتني..

بعدها بدأت عاماً طويلاً ومرحلة جديدة كان اسمها "التحدي" كنت فيها قد حددت أربعة أهداف، وأخذت أسعى إليها بكل سرعة وقوة..كانت مرحلة صعبة أسابق فيها نفسي، أحتاج أن أثبت لي أنني ما زلت قادرة على الإنجاز..وأن لدي جوهراً أستطيع أن أثق به..وأن أعيد إلي شيئاً من كرامتي المسفوحة..

ونجحت في هذه المرحلة..حققت أهدافي الأربعة :


  • أنشأت موقعاً لتواقة ، كلما دخلته شعرت كم هو جميل ورائق..رغم كل العروض التي أثنتني عن هذا المشروع لإرتفاع تكاليفه وصعوبة العمل مع المبرمجين..إلا أن الله يسر لي كل شيء ..

  • أصدرت فاطمة الحالمة، وصحيح أن دوري فيها لم يتعدى الإنتظار فقد كنت بعيدة عن خطوات العمل إلا ما تيسر ، لكنها في النهاية كانت بالنسبة لي معنى يخبرني أن أساس النجاح حلم صغير..وأن ذلك المعنى ليس كذبة سخيفة..

  • انتهيت من كتاب الأسرار..رغم الأرجوحة التي كانت تبعثرني في كل اتجاه أثناء العمل عليه، إصراري على أن يكون مختلفاً ، بحثي عن رسامة، صعوبة نقل فكرة الكتاب إلى أشخاص آخرين يعملون معي..تواصلي مع كثير من دور النشر ورفضهم لي أو رفضي لهم..ثم..إصدار الكتاب أخيراً..صحيح أن الكتاب قوبل بعاصفة كاسحة من الإعجاب والقبول، إلا أن العمل عليه الآن أخذ مرحلة أخرى تتمثل في التواصل مع المكتبات ودور النشر، التفكير في تسويقه والخروج من ورطة الثلاثة آلاف نسخة التي تقبع في صالون بيتي..!والذي لا يبدو أمراً سهلاً أبداً..!

  • الهدف الرابع هو تخطيطي للسفر ، ياالله حين أتذكر كم كان مشروعاً بدون ملامح فكرنا فيه أنا وصديقة الرحيل، وكيف أصبح الآن تعميماً ومشروعاً معمولاً به في الجامعة بعد أن طالبنا به، صحيح أنني وصديقتي ندفع دية الأوائل اللذين يطبق عليهم البرنامج..وصحيح أن أوراقنا ما زالت تائهة في الجامعة إلا أن شيئاً يهمس لي: قريباً يا ماورد..قريباً جداً سترحلين..!



أوووووووه..لماذا أسرد ذلك هنا اليوم..وكل تفاصيل ذلك مكتوب خطوة بخطوة وشعور بشعور في المدونة..!

ربما فقط أصبت بشجن يوم الجمعة ذلك الذي يدعوني إلى أن أضع ميكروسكوباً على حياتي وأتفرج عليها من ثقب أتلصص وأرقب وأتفلسلف..

ربما أردت أن أخبرني في ختام مرحلة من حياتي أن الحياة متعبة..وأننا إذا رفعنا سقفها عالياً فعلينا أن نتحمل مشقة الخطوات والمشي في درب نحاول أن نرسمه على مزاجنا..

ربما أردت أن أقول لي مرة أخرى اهدأي يا ماورد..وابدأي مرحلة جديدة من حياتك تكون خطواتك أكثر بطئاً واتزاناً وطمأنينة..

ربما أردت أن ألفت نظرك يا ماورد إلى كمية الصديقات اللذين كانوا بجوارك في كل مراحل حياتك السابقة، تثق قلوبهم بك رغم كل شيء، ويهشون بأرواحم كآبتك في كل وقت..

متى ستعودين إلى الإلتفات إلى تلك التفاصيل التي تحوطك,,لتكتشفي كم كانت تبهجك بجمالها وترضيك على بساطتها؟
متى ستوسعين الدائرة حولك لتكف عن كونها أنت فقط وتتسع بكل رحابة إلى الكل ؟



رسالة اليوم:
إلى ماورد..
كتبت قبل ذلك قائمة بأكثر 10 أشياء تكرهينها..
متى ستكتبين قائمة بأكثر 10 أشياء تحبينها؟!!!!

الأربعاء، 22 يوليو 2009

رسالة في قارورة (16)

هذه مرحلة من حياتي إسمها " الإنتظار الساحق"

وأقول الساحق لأنه يسحق روحي أثناء مرور أيامه علي..

تقول لي صديقة الرحيل: اصبري يا ماورد.. إنها أيام وتعدي..
فأشعر أنني أرض وأن تلك الأيام عبارة عن شاحنة مثقلة أنتظر مرورها فوقي..!
تتكسر أعشابي، وتموت نباتاتي وتسحق كل الزهور التي نبتت بين الشقوق..!!!

أنتظر أن توقع أوراقي من جامعة الملك عبدالعزيز حتى يتسنى لي الترتيب لإنتقالي إلى بريطانيا..
لا أصدق كمية البيروقراطية البغيضة التي ترافق كل الخطوات، مئة ألف توقيع، وستين ألف ورقة..وأدراج مملوءة بالمعاملات، وموظفين نائمين وآخرون مستهترين وصنف ثالث لا يعلمون أي شيء عن كل شيء..

أقارن بين هذا التعامل وحلقة السيرك المضحكة هذه وبين تعاملي مع الجامعة البريطانية التي أتمت كل الإجراءات التي تخصني بأقل الطرق وأسهلها وأقصرها وبالإيميل فقط..!
أصاب بالتحسس من كوني سعودية ستذهب لتشعر بصدمة ثقافية تفقدها الثقة في بلدها وفي المسؤلين وأصحاب القرار..

أهذا ما يريدونه حقاً حين يبعثون بنا إلى الخارج ؟ ألا يعلمون أن المقارنة ليست في صالحهم، وأن ابناء البلد نصفهم يهرب ويرفض الرجوع لبلده والنصف الآخر يرجع بجرعة إحباط تنخر في كل روح تشبثت بالمواطنة قبل ذلك..

ها أنا ذا، قد سحبت ملفات أولادي من المدرسة، وحجزت منزلاً في ليدز الجميلة،أرسلت للجامعة هناك أؤكد تسجيلي في البرنامج .
وأنا ما زلت لا أعلم في أي ممر في الجامعة تاهت أوراقنا، وفي يد أي لص للأحلام قد سقطت..!

بعد أقل من شهرين علي أن أحزم أغراضي وأرحل، وأنا ما زلت في مرحلة الإنتظار الساحق..

يا رب..أنت فقط من تجبر كسر قلبي، وتعيد زهوري المسحوقة إلى الحياة..

يا رب ..رحماتك ومطرك..

رسالة اليوم:

أيتها الشاحنة...

أسرعي قليلاً..قبل أن يحل الظلام..!!

الأربعاء، 15 يوليو 2009

رسالة في قارورة (15)


هبة...أماني..


شكراً لأنكما هنا..


شكراً على دعمكما..وجودكما في الحياة..


شكراً لأنكما قادرتين على ترتيب حروفي حين تتبعثر..واحتمال أمزجتي حين تتعثر..




رفاه..


لن أقول شكراً..


بل ..آسفة..


آسفة لأني لم أمنح أحداُ فرصة لأن يفرح معي ويقبلني على وجنتي،


أعرف أنه ليس من حق أحد مصادرة فرحة أحبائه..


ألا ترين أن ذلك منتهى الغرور؟


عديني إذن ألا تقطعي حبل هاتف العلوم لأنني أثقلت عليك بما كتبته هنا..


ألسنا كنا نتحدث أنا وأنت ذلك اليوم عن "صدمة الإنجاز" تلك التي تجعلك "تهسترين" وتبكين وتتسائلين : أحقاً يا ربي أستحق كل تلك الثقة من خلقك وما أنا إلا عبدة ضعيفة آتيتها توفيقاً من لدنك..؟


ربما نحن فقط نتفاجأ أن الطريق قد وصل بنا للنهاية وأنه ما زال لدينا المزيد لنقدمه وقد داهمنا الوقت قبل أن ننتهي..!


قلت لي يا رفاه: أنك لن تأخذي مني الكتاب حتى أحبه..


حسناً..ألا تدرين أنكم حين تأخذونه مني، تقرأونه وتصافح أعينكم حروفه..أعود لأحبه من جديد..


تجاوزت تلك الصدمة.."صدمة الكتاب " ..أشعر الآن أن شيئاً كان علي إنجازه وقد انتهيت ..


وضعته بجوار سريري ، بدأت على استحياء أقرأ عدة مقاطع منه..أحب لونه..وأقرأ مرارا تعليق د. غازي الذي أخذت عهدا أن أحتفظ به في قارورة أفتحها متى احتجت لرشة فرح..



في اليوم الذي ذهبت فيه لمقابلة د. لمياء لإعطائها نسختها من الكتاب كنت متوترة..أتسائل: هل ستلامس تلك الوريقات سقف توقعاتها؟


عادة لست أهتم برأي الناس كثيراً، ولكن يعذبني الموضوع حين يتعلق بثقة يمنحني إياها أحد ما بكل كرم..وعلي أنا أن أكون عند حسن ذلك الكرم..


رأت د. لمياء الكتاب..تأملته كأنه وليد صغير..شع وجهها بابتسامة..


أخذت نسختها ، بعد أن عدت إلى البيت وجدت منها هذا الماسج:


" أحاول أن أقنع نفسي أنني سبق وقرأت هذا النص أكثر من مرة وأنني أعرفه جيداً..لكنني لا أستطيع أن أنتشل عيناي من الانغماس بين حروفه الشيقة..وأهنئ نفسي ..يا لمياء يا فظيعة..كم كنت على حق..هاهو الكتاب الجميل"

.

.

تلك إحدى الكلمات التي نحتفظ بها في القوارير لحين الحاجة..:) أليس كذلك؟



رسالة اليوم:


قبل أكثر من عام قلت لي بكل غرور:" هل بوسعك أن تفعلي شيئاً من دوني؟"

حسناً..ألم يخبرك أحد ماالذي يمكن أن أفعله حين يتحداني أحد؟!

..

..

انقلبت على عقبي وقررت أن أعمل على هذا الكتاب وحدي..

.

.

أخبريني الآن؟

ألا تبدو النتيجة مرضية بما يكفي؟


الثلاثاء، 14 يوليو 2009

رسالة في قارورة (14)



  • مرتبكة...

نمت ساعة ثم استيقظت ثانية..
هرعت إليك يا مدونتي..أود لو ألقي في حجرك رأساً لم يعد يعرف كيف يفكر، وقلباً نسي كيف يشعر..
حسناً..
دعيني أخبرك بشيء..
اليوم استلمت أول 10 نسخ من كتابي..
أهداني إياها زوجي..
نظرت إليها..
أشحت بوجهي وكأني لا أعرف شيئاً عنها..
قال لي زوجي: ماذا؟
توقعت أن تدمع عيناك على الأقل..
توقعت أن أرى الفرحة في عينيك.. !



نظرت إليه مشفقة عليه مني..
مشفقة على كتابي..وعلى كل الناس اللذين آمنوا بي..



  • لست أدري ماذا أصابني..
أنظر إليك أيها الكتاب..أقلبك مراراً بين يدي وأقول: أهو حقاً أنت؟ هل أعرفك؟ لماذا لم تحتضنني؟ لماذا لم أقبلك؟
أيستحق الأمر؟
أيستحق هذا الكتاب أن يكتب لي عنه الدكتور غازي؟ أن تشجعني عليه الدكتورة لمياء؟ أن أحارب من أجله؟ أن أنأى به عن كل دور النشر كي يكون شيئاً مختلفاً وعلى مزاجي؟
هل فعلاً هو هذا الشيء المختلف الذي راهن عليه الجميع؟
لم إذن أرى كل العيوب والتفاصيل التي لا ترى؟
لماذا أقول الان : لو كان أصغر..لو كان الخط أكبر..لو راجعت هذه الصفحة أكثر..لو..لو..لو..
أغلق الكتاب وأشيح بوجهي إلى الجهة الأخرى من قلبي وأنا لا أعرف كيف أفكر أو ماذا أشعر..
..
..


  • اتصلت بصديقة الرحيل، وأخبرتها بصدور الكتاب بنبرة جافة لا حياة فيها..
قالت لي والفرح يملأ صوتها: مبروووووووك..هذا خبر جميل..
قلت لها: لا انتظري...أنا لا أشعر تجاهه بشيء..
قالت لي: أنتظري قليلاً، ستشعرين يا ماورد ،إنه كالطفل الوليد الذي لا تغمرك المشاعر مباشرة بعد ولادته بل بعد مرور بعض الوقت..
أحقاً ذلك يا صديقة الرحيل؟
عديني..عديني بمثل هذا الشعور



  • اتصلت بصديقتي الحمامة..فقالت : الللللله يحمس..
قلت لها : لا..
قالت: لم يا ماورد، دائما لا تفرحين بإنجازك؟
قلت لها: أحقاً أنا كذلك؟
صمتت قليلاً وقالت: لعلي أنا وأنت من الناس اللذين لا نفرح بشدة لإنجازاتنا عكس بعض صديقاتي اللواتي يبالغن في الفرح..
قلت لها: أخبريني..في أي من إنجازاتي كنت كذلك؟
قالت لي: بل في كل حياتك يا ماورد..!!
رفقاً بك..أرجوك!



  • بعثت للجاردينيا ماسج أخبرها فيه بصدور الكتاب..
لكنها لم ترد..!!!!



  • ماذا أيضاً..؟
في الوقت الذي جاء زوجي برزمة الكتب..كنت قد عدت مع فتاتي من المخيم..
كنت مشحونة من إحداهن بسبب ما أثارته حولها من مشاكل هناك..
أتذكرين يا مدونتي ابنتي التي أسميتها في إحدى مدوناتي هنا بالديناصور؟
أجل، هي ذاتها..
كانت ديناصورا تضخم..ودمر من حوله كل شيء..
أخبرتها بما سمعته عنها..أخبرتها بخذلاني فيها..
أخذت تبكي بهستيريا..وأخذت أتداعى من الداخل..
دخل زوجي على معركتنا تلك وقال لي بعتب: لماذا يا ماورد؟ لماذا لم تدعينا نحتفل بلحظة الإنجاز صافية ؟



  • المفارقة المضحكة..
أن هذه الفتاة كانت الشرارة التي دفعتني إلى كتابة هذا الكتاب..
فهل وحدي من كان يرى فيما أكتبه شيئاً يستحق..أما الناس فلن يروه إلا قالباً فارغاً تافهاً مغروراً؟
ألست كنت دائماً أفخر بابنتي ثم خذلتني أمام الناس؟



  • اختلطت علي الأمور..!!
وغامت عيناي بالدموع، ولم أعد أرى الشاشة..!!!!

أمي وأختي التي شاركتني الأيام الأخيرة من إصدار الكتاب ليست هنا..
وأنا وحدي في هذا الليل أبكي خيبة أشعر بها..!!!



  • سأكون أفضل غداً؟

سأحملك أيها الكتاب الوردي المربع بين يدي؟


سأحاول أن أراك إنجازاً طالما انتظرته؟


أتذكر حين قلت عنك أنك الكتاب الذي كنت أريد قراءته ولما لم أجدك كتبتك؟


لماذا إذن لا أريد قراءتك الان؟


أم لأنه كما قلت لك سابقاً: دوري قد انتهي ، والموضوع قد خرج من يدي


وعليك الآن أن تشق طريقك وحدك..!!!


أشفق عليك مني,,فأنا قاسية وأنت لا تستحق كل هذا العتب..




رسالة اليوم:


إلى ماورد ..


لماذا تحلمين إن كنت في كل مرة تبكين أحلامك وترثينها حين تتحقق؟


لماذا تجدّين في الطريق وتغذّين المسير وحين تصلين للنهاية تكون قواك قد استنفذت حتى لقليل من الفرح؟


لماذا كلما أنجزت شيئاً جديداً تشعرين أنك تنزلين سلماً بدل أن تصعديه؟


حقاً....لست أعرف كيف أتعامل معك..!!!






السبت، 4 يوليو 2009

رسالة في قارورة (13)



  • هل بدأت الإجازة؟

لست أعلم...

صحيح أنني صرت أسهر إلى ما بعد الثانية عشر بساعة أو ساعتين..

وصحيح أنني لم أعد أذهب للعمل يومياً..

وصحيح أنني ذهبت إلى عدة مناسبات في الأيام الماضية..

إلا أن "مخي " ليس في إجازة..!!!

رحيلي المرتقب والذي يجب أن يكون خلال شهر ونصف أو شهرين على الأكثر ما يزال يتسكع بمنتهى البطء في أروقة الجامعة..

ما زلت أنتظر اجتماع المجلس العلمي ومجلس الجامعة..وعدد من الأوراق الرسمية التي تجعل القرار مفعلاً..

خلال ذلك لست أعلم إلى أي حد من السرعة والجدية علي أن أتعامل مع كل التفاصيل..!!



  • الإثنين الماضي كان لقائنا الأخير ضمن اجتماعات "تواقة" القرائية للموسم الثالث..

كان لقاء دافئاً تستشعر فيه طاقة إيجابية تحتضن الكل..

كان حميماً، لطيفاً مؤثراً كما أعرفه وأحبه..

في اللقاء دشن موقع تواقة:

tawwaqa.com

إنجاز بسيط لكنني كنت أرتقبه منذ زمن..زاد من دفئه وجود الصديقات ..



  • ماذا أيضاً؟

ما زالت الحياة بالنسبة لي لعبة إنتظار!!!!!


رسالة اليوم:

إلى الجاردينيا: لماذا؟؟ لماذا تعودين في لحظة حقيقة إلى تلك الشخصية التي أعرفها ..تلك التي لا يعجبها شيء؟

إلى صاحبة كوب الحظ الأبيض:لست أفهم لعبتك..أنت مربكة..تأتين لحظة ثم تذهبين مئات اللحظات وأنا مكاني لا أتحرك..!

إلى الحمامة: نحن لسنا نرتشف علاقتنا حتى الثمالة..نحن فقط نستمتع بوجودنا معاً..لا تخافي..كأسنا لا يفرغ..!


الجمعة، 26 يونيو 2009

رسالة في قارورة (12)

هل قلت أنني أريد إجازة..
يا سلالالالالالالالام..كم تبدو باردة..كسولة ..ممتدة ..
  • أريد أن أذهب للنادي الذي هجرته منذ زمن وأعود للمارسة التمارين دون أن أضطر إلى حشر وقته حشراً في جدولي..
  • أريد أن أذهب لإصلاح خاتمي الذي انكسر ولتضييق ساعة ابنتي التي تطالبني بتصغيرها منذ عدة أشهر..
  • أريد أن أتابع مسلسلاً تركياً سخيفاً..
  • أريد أن أقضي يوماً على قارب خالي، نصطاد السمك ونسبح في وسط البحر المفتوح..
  • أريد أن لا أشعر أن اليوم ينتهي وأن آخر يبدأ، مجرد سلسلة متصلة من الوقت لا يفرق بينها شيء..
  • أريد أن أقول نعم لكل خرجة سوق مع أخواتي..أو تسكع مع صديقاتي..
  • أريد أن أغرق في صفحات كتاب غاندي الضخم، أقرأه باستمتاع دون أن أشعر أنه ينبغي علي إنهاؤه في شهر.
  • أريد أن أعيد ترتيب دواليبي ودواليب أبنائي ..ومكتبي المبعثر..
  • أريد أن أكمل صيام قضائي للعام الماضي..
  • أريد أن أستمتع بأمسيات جدة الطويلة وصباحاتها الكسولة قبل أن أضب أشيائي راحلة عنها..

رسالة اليوم:

اسمعي يا ما ورد..حين تبدأ الإجازة لا تشتكي من الملل والفراغ..

أحذرك من ذلك..وسأذكرك وقتها بكل ما كتبته أعلاه..

الأربعاء، 24 يونيو 2009

رسالة في قارورة (11)



  • لم أستطع أن أنتظر..

لم أستطع أن لا أكتب..

حزينة أنا كأوراق شجرة صفراء ملقاة على قارعة الطريق يدهسها العابرون..



  • كم أشتهي أن أتوارى.

ليس هرباً ..إنما تعباً..

لا تريد هذه السنة أن تنتهي ، تصر أن تعطيني صفعة قبل أن ترحل..

لماذا؟ لماذا وأنا التي حاولت أن أتماسك فيها إلى أقصى حدود الشجاعة؟



  • البارحة جاء على جوالي ماسج أدهشني..

أفرحني وأشعرني أنني إنسان..

رطّب قلبي وفتح نافذة على أفق مليء بالنجوم..

صفعة اليوم ألقتني أرضاً دون أن أجد فرصة حتى للدفاع عن نفسي !

متى ستنتهي لعبة اليويو هذه من حياتي؟؟!!



  • إدارة الأحزان..

إدارة الأزمات..

إدارة السقطات..

إدارة الصفعات..

علينا أن نتعلم هذه الفنون كما نعلم أبنائنا فنون الكراتيه..

إنها الطريقة الوحيدة لإستئناف الحياة بأقل الخسائر ..

أحاول أن أطبق شيئاً من هذه الفنون: أتصرف بطريقة "بروفيشنال" ..أخرج نفسي من الصورة..أؤمن بالمقولة الحمقاء التي تقول أن الأشجار المثمرة وحدها من ترمى بالأحجار..أرص إنجازاتي بجوار خيباتي وهزائمي وأحاول أن أضخمها..آخذ نفس عميييييييييييق لمحاولة ملأ خلايا قلبي الجزعة...


  • رسالة اليوم:

قلت يا ربي في كتابك الكريم" إن الله يدافع عن اللذين آمنوا ، إن الله لا يحب كل خوان كفور"

أتراني أدخل في زمرة المؤمنين اللذين تدافع عنهم يا رب العالمين؟

ويلي إذن إن لم أكن منهم..!!

تعلم يا ملك الملوك أنني لا أحب شيئاً في الدنيا قدر إحساسي بالطمأنينة حين أسند ظهري إليك..

فبحبل موصول منك أجبر كسر قلبي..ورد على من افترى علي..ألقمه حجراً في فمه..

ولا تجعل في قلبي غلاً للذين آمنوا..

إنك على كل شيء قدير

الأحد، 21 يونيو 2009

رسالة في قارورة (10)

أشعر وكأنني أنتظر الآن نهاية سباقي المحموم ونتيجته لهذا العام..خاصة بعد أن راجعت قائمتي في بداية العام..

الأسبوع المقبل سيكون لقائي الأخير في مجموعتي القرائية "تواقة" وتدشين الموقع الذي عملت عليه كثيراً بإذن الله..

فاطمة الحالمة ظهرت للنور وبدأت بعض ردود الأفعال الخجولة تصلني..

كتاب الأسرار أودعته البارحة لدى المطبعة وسأستلم نسخة التجربة غداً وربما خلال أسبوعين يكون جاهزاً ومطبوعاً وفي حجري..

أمور السفر بدأت تظهر نهاياتها وإن كانت حبالها طويلة لكن الدرب يبدو أمامي واضحاً على الأقل..

أهذا مخيف؟
الآن وقت حصد النتائج..!
الآن الوقت الذي أعرفه حين كنت في المدرسة..كنت أعرف دائماً أن أدائي جيد، ولكن رغم ذلك لم تكن تفارقني دقة القلب المتوجسة تلك..!
إنه فقط شعورنا بأن الخط قد قارب على الإنتهاء ..فالعبرة دائماً ليست في النتائج فقط كما يقولون ، بل في التجربة وأثرها ومداها وتفاصيل مرورها في حياتنا..

أذكر هذا الإحساس تماماً حين سلمت رسالة الدكتوراة وكنت أعد للمناقشة، أخذ عقلي يقفز للبعيد وأخذت ألح في السؤال: ماذا عن النتيجة؟ رغم أنني واثقة منها..
وماذا بعد النتيجة؟
لقد انتهى الدرب.. وذلك يثير في نفسي الشجن..ويشعرني بشيء يشبه الفراغ المضيء يتسلل إلى نفسي..

لهذا يا هبة أقول لا تفرح كثيراً بما هو آت..لا تعلق آمالك فإن لم تحصل عليه تصيبك خيبة الأمل الشديدة..
كنت في حوار شيق مع أحدهم حول مفهوم السعادة وكان يقول السعادة في "الثبات"..
في أن لا تتأرجح مثل اليويو فرحاً وحزناً بين صروف الدهر..افرح واحزن ولكن دون أن يصيبك جنون الأسهم المزعج..

طبعاً كالعادة..أقول لك هذا الكلام أنا أعرف جيداً أنني أبعد ما يكون عنه فأنا كما تقول رقية "أشعر جيداً" :):)

رسالة اليوم:
كتابي..
خائفة عليك..من الدنيا..!

الاثنين، 15 يونيو 2009

رسالة في قارورة (9)

نظريات في النجاح:

  • الأفكار المواربة خلف الباب تبدو أجمل..!
الحلم حين يفاجئك على حين غرة يكون أبهج..!
نصيحة: لا تحبسوا أنفسكم في قوائم، وتعاقبوها بأهداف ، دعوا الحياة تفتح لكم الأبواب، وعليكم فقط أن توقتوا خطواتكم للدخول..
لا تحمّلوا الأمور جدية أكبر مما تحتمل..حتى لا تصبح الحياة سجناً، والحلم قيداً..

  • بداية الصعود سهل، أنت أعلى قليلاً من الناس..
الناس تحبك. وترى فيك شخصاً لطيفاً مميزاً، تتقرب منك وتعجب بك..
حين تصعد أكثر، تبدأ النظرات تتغير ويبدأ السؤال: لماذا أنت؟
تبدأ الناس بالبحث عن عيوبك التي لم تكن تراها..
صوتهم يصبح أكثر حدة..وهجك بينهم يخفت ..وتعود شخصاً عادياً لكن بكثير من عداوات وحسد هذه المرة..
لا لشيء إلا لأنك ارتكبت جريمة التميز والإختلاف..
نصيحة: حتى لو صعدت انظر دائماً للأعلى حتى ترى أنك ما زلت قصيراً صغيراً وأن هناك من هو فوقك بمراحل..
استمتع بممارسة التواضع..وصدّق أن أصدقائك قد يغارون منك..!

  • يقولون أن النجاح ظروف..
ويقولون أن النجاح إرادة..
وما بين النجاح والإرادة حبل لا ينقطع..
يأتيك الحظ مرة ، ثم يتركك في معركة ضارية مع إرادتك..
ليعود في وقت آخر ويفاجئك بضربة حظ ولو بعد حين طويل..
نصيحة: لا تفرح كثيراً بما هو آت، ولا تحزن كثيراً على مافات..تلك خلطة سرية للسعادة لا أعرف بعد كيف أتبّعها..!


  • رسالة اليوم:
عبئي جيوبك سمارتز يا ماورد..
واستلقي على بطنك ، كليها وأنت تشاهدين "لولا & تشارلي"
افرغي بالك ..وقلبك..وتحلي بالصبر والطفولة..

الأربعاء، 10 يونيو 2009

رسالة في قارورة (8)


قلت لك يا صاحبة الإبتسامة الساحرة أنني سأخبرك غداً مالذي أدخل بسمة ضاحكة على قلبي...

لكنني سأخبرك الآن..

"فاطمة الحالمة" وصلت!

إنها قصة حلمت بها ، كتبتها ، ثم آمنت بكل ما جاء فيها ..

بعد أن عاث الزمان بروحي جرحاً ..ظننت أن فاطمة كانت تضحك علي..

صرخت بها..أخبرتها أنها كاذبة محتالة ..

قلت لها: كيف تقولين أن فاطمة كلما رأت طفلاً أخرجت من كيسها حلماً كتبت بها قصة..؟

كيف تقولين أن فاطمة الحالمة صارت كاتبة لقصص الأطفال؟؟!


اليوم جاءت فاطمة من المطبعة تتعثر على استحياء، لتعلن أنها قصتي/ ابنتي الثانية عشر..لتنضم إلى أخواتها وهي ترفل في ثوب جديد زهي..!

فاطمة التي طالما حكيتها للأطفال وللكبار جاءت تستسمح تأخرها علي، وتخبرني أن الكيس ما زال به كوم من الأحلام سأجدها حتماً لو مددت يدي..

أوووه يا فاطمة..

أنظر إليك وأنا أعلم أنه ليس بوسعي أن أقدم لك أكثر مما قدمت..قرأتك في أماكن كثيرة..آمنت بكل حرف فيك وتوهجت عيناي مع كل حرف منك..الآن أنا أحتاج كيسك يا فاطمة..

أحتاج روحك المتوثبة لتخبرني أن ثمة متسع للأحلام ولو من فرجة نافذة صغيرة..وأن هناك وقت للحب مهما كثرت مشاغلنا..وللأفكار المجنونة مهما حاولت السنون إغرائنا بمرورها..


اليوم صدرت قصتي..فاطمة الحالمة..



رسالة اليوم:

فاطمة..

أخبري أخاك كتاب الأسرار أن يعجل هو الآخر..

ثمة مكان في حقيبتي قبل أن أسافر لثلاثة عشر كتاباً..

أخبري أخاك أنه مختلف..ناضج..كبير..

أنه غير ملون ولا مشخبط وليس به حروف ناقصة..

أخبريه أنه كتب بماء قلبي ، وأن نقاط حروفه دموعي..وكل ألفاته وراءاته أعرته إياها من إسمي..:)

رسالة في قارورة (7)

  • أشعر بالنعاس...
البارحة نمت وأنا حزينة، أو بالأصح زعلانة..
نمت مصدعة..وصحوت مصدعة كذلك...
لكنني الآن..لن أخوض في تفاصيل أكثر..
اليوم هو الأربعاء، وأنا أحب الأربعاء..
سأخرج للغداء بعد قليل مع أمي وأخواتي وأريد أن أقضي اليوم كألطف ما يكون...
ربما في وقت لاحق أتحدث عما يضايقني..
وربما لا أفعل..
أشعر أنني لو بدأت سأنفجر كقنبلة موقوتة...!!!

  • صار اليوم سوء تفاهم بين اثنين من صديقاتي..
لم يتواجها..
لكن كليهما اتصلتا علي وفضفضتا ..
أحبهما الإثنتان..
وكنت أخبر كل واحدة منهما على حدة..أن الأمر لا يستحق..
وأن صداقاتنا أثمن من أن نهدرها..
في نفس الوقت، كنت أضع نفسي مكان كل واحدة منهما فتتمثل لي مواقفاً في حياتي لطالما لوت عنق قلبي..
جرحتني وتركتني نازفة الروح..
يوووه..
لم نفوسنا بشرية ومعقدة إلى هذا الحد؟
أقرأ الآن كتاب سيرة غاندي بقلمه كمحاولة للتعرف على طريقة تفكير أكثر سلمية في مواجهة صروف الدهر..

  • رسالة اليوم:
إلى قلبي حين يبكي..
لا تبدأ أرجوك،،أعرف دموعك..
مالحة جداً،حارة ، تفجر في داخلي ينبوعاً من كتابة يغرقني ويربكني..
قلبي..
أخبرتك قبلاً أنك كبرت..
وأنه لا يجدر بك بعد الآن ممارسة البكاء..أو الحب!!!

الخميس، 4 يونيو 2009

رسالة في قارورة (6)

تقرير عما تم إنجازه من قائمة أمس:


  • انتهيت من الرواية وأستطيع تصنيفيها بأنها الرواية الأسوء لعام 2009
  • لم أكتب الخطاب لرئيسة القسم ، فقد حادثتها بالهاتف وانتهى الأمر، رفضت أن تعطيني خطاب الضمان المالي الآن..
  • لم أكتب شيئاُ في التقرير، لكنني بالمقابل ذهبت للفطور مع صديقاتي..
  • أوصلت فتياتي في الوقت المناسب، أخذت طفلي وذهبت للغداء عند أمي..
  • أختى لم تنجز شيئاً إضافيا في الكتاب..وروعة اعتذرت عن الحضور بسبب مرض عمتها وأرسلت سي دي بدلاً من ذلك..
  • ذهبت في المساء لبيت جدتي..ارتفعت درجة حرارة حلاوة قطن فجأة...والآن هو بجواري ما زال محموما وعما قليل سآخذه للمستشفى..

كان يوماً فاشلاً بجدارة..

رسالة اليوم:
إلى كتابي المراوغ

حلمت البارحة بك..وبأنك لم تعجبني..
وبأنني على استعداد أن أتخذ خطوة أخرى..

أضغاث أحلام فقط..صح؟
اليوم أنا لست سعيدة أبداً....!!!!

الأربعاء، 3 يونيو 2009

رسالة في قارورة (5)

كثير من أعمال ورقية وتقارير في انتظاري..
إنها ذلك النوع من العمل الذي يصنف في خانة المستعجل والغير مهم..
هيا يا ماورد رتبي مخك ويومك:

الآن اقضي ساعة في قراءة الرواية العجيبة التي كنت تقرأينها بالأمس..(لست أفهم ألم تقولي أنها لم تعجبك..خاصة أن الكاتبة اللبنانية تكتب " إنسى" وقصدها "أنثى"..!)..(لا تذكّريني، أليس من أحد يراجع خلفها الكتاب؟ أمعقول أن تكون كاتبة ولا تعرف الفرق بين أنثى وإنسى..تلك هي الثقافة اللبنانية..حسناً الرواية تبدو كفلم رخيص لتزجية الوقت..نصف ساعة فقط سأقضيها في القراءة..طيب؟)
ثم اكتبي رداً على التساؤل حول الطالبات المتعثرات بعد أن تجري اتصالاتك لجمع المعلومات التي تحتاجينها حولهم.
ثم ابدئي بكتابة تقرير حول إستبانة أعضاء هيئة التدريس.
لا تنسي أن توقظي الفتيات في الثامنة والنصف كي يفطروا ويتحمموا.
في العاشرة والنصف خذيهم إلى المطار كي ينضموا إلى صديقات رحلتهم، سلميهم إلى المسؤلة ولا تنسي صورة من بطاقة العائلة..
اذهبي للكلية لتسليم خطاب المتعثرات ، في الطريق حادثي سكرتيرة رئيسة القسم كي تضمني وجود سعادتها وترتب لك موعد معها..(ربما بعد كل هذا تجدينها مشغولة وترفض مقابلتك) ..( تبا لها، أصلا هذا عملها وليس عملي..وهي من طلبت مني أن أقوم به ، لو رفضت مقابلتي سأرمي الورقة على مكتبها وأذهب)
هناك لا تنسي أن تسأليها توقيع الضمان المالي ، فإذا سلمتك إياه انزلي للعميدة كي توقعه أيضاً..
(ستتصل صديقاتك لدعوتك للفطور، فقد كنتم تعدون لتمرد منذ البارحة وكنت مشمولة في الخطة لولا هذا الخطاب التعيس الذي عليك تسليمه)... (من يدري..ربما تتغير كل الخطط لصالحي؟!)
عودي إلى المنزل، انتظري حلاوة قطن، واذهبي لبيت الوالدة للغداء، إسألي أختك عما فعلته في عمل كتاب الأسرار..ثم انتظري روعة كي تتابعي معها تعديلات الرسم (أعرف أنك لا ترضين بسرعة،،اعط الأمور فرصة فهي تبدو مبشرة،، وكوني واثقة من ذلك).. (سأفعل ، سأفعل..أبذل المستحيل كي لا أفقد صبري وحبي لهذا الكتاب..)
عليك أن تعودي للبيت للتجهز لاجتماع المساء في بيت جدتك( من الآن أحذرك أن تعتذري فأمك لن تغفر لك ذلك) (اسكتي..أصلا أنا أود الذهاب لكن علي أن أجد وقتاً كي أسشور شعري..!)
..
..
(أتعتقدين أن اليوم قد انتهى هنا؟
قدمي لي تقريراً غداً عما أنجزته اليوم من هذه القائمة..)
(!!!)


رسالة اليوم:
إلى مزاجي الذي يشبه علبة نيدو صدئة أحياناً :
لا ترحل بي بعيداً ..أبقني كي أنجز أعمالي التافهة..
فلدي الكثير منها في الوقت الحاضر..
لا تتمرد ، ولا تستلقي بكسل..
أسابيع وستبدأ الإجازة وستعيش كسلاً إجبارياً..!

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...