الخميس، 28 مايو 2009

رسالة في قارورة (4)






  • السعادة قرار..


هذا ما أخبرت به صديقتي صباح الأربعاء الماضي في العمل رداً على قولها" اليوم يا ماورد أريد أن أكون سعيدة..لا أريد لشيء أن ينغص علي"

رغم بيئة العمل المتعبة، ورغم ارتفاع ضغط صديقتي سبعين مرة في اليوم كونها رئيسة قسم..

ورغم أنها شريكتي في مغامرة الرحيل وفي متابعة أوراقنا التي تدهس في رحلتها الرسمية خلايا الصبر في قلبينا..

إلا أنها لا تلبث أن تبتسم..وتقول: اليوم أنا سعيدة..

وفي المساء أرسلت لي ماسجاً يقول..."مزاجي ورد"


ماذا قلت في البداية؟

قلت أن السعادة قرار..

فإن كان الأمر بهذه البساطة فلم لا نتخذ كلنا هذا القرار في حياتنا؟

أهو قرار صعب؟

أم أنه يحتاج إلى شجاعة؟

إنه قرار بأن نكون سعداء، وهذا أقصى ما نريده..!

.

.

أفكر في الأطفال ...هل اتخذوا هذا القرار في غفلة من الحياة وحين كبروا ورأوا وجه الحياة العابس، خافوا ثم قرروا أن يتراجعوا عن هذا القرار الشجاع؟


ربما:)






  • البارحة حادثتني صديقة أخرى..إنها من صديقات المدرسة المتوسطة ..

تزوجت بعد المدرسة مباشرة وسكنت مكة وأكملت هناك دراستها الجامعية، ثم تفرغت للأمومة والحياة الزوجية...

ما زالت علاقتنا قائمة من آن لآخر وفاء عبر هاتف أو حضور مناسبة مهمة ..

كنا ثلاثة..أنا وهي وصديقتي الجاردينيا..

أنا والجاردينيا عملنا بعد تخرجنا وأكملنا دراستنا وحصلنا على الدكتوراة..

البارحة كنت أخبر صديقتي تلك عن احتمال رحيلي لفترة، لأفاجأ بقولها: "إنهم الأمريكان ..ضحكوا عليكم"!

لم أستوعب ما قالت وسألتها " أمريكان؟ أي أمريكان؟"

فقالت:" أوهموكم بأنكم لن تعيشوا إلا إن كان لديكم وظيفة..ثم لم يكتفوا بذلك بل ضحكوا عليكم حتى تكملوا دراستكم..وها أنت الآن حاصلة على الدكتوراة ولم تتوقفي..أتريدين أن تصبحي وزيرة أو ترشحي نفسك للرئاسة ؟"

لم أصدق ما أسمعه...وتذكرت حين قررنا ثلاثتنا أن نخرج في أمسية جداوية ذات يوم...وكم شعرنا أنا والجاردينيا ببعد المسافة بيننا وبين صديقتنا القديمة..ليس مكانياً فقط بل فكرياً..

أثناء ذلك تابعت صديقتي : لهذا لا أريد أن أسكن جدة..إنها تعلم "الصياعة" ولهذا أريد تزويج ابنتي بمجرد تخرجها من الثانوية حتى تعيش في كنف زوجها معززة مكرمة ، خاضعة له لا تفكر في العمل والوظيفة"

بعد إنتهاء المكالمة لم أشعر بالغضب ولا بالإستياء، لا على صديقتي تلك ولا على الأمريكان..بل شعرت بالدهشة..

أيمكن لظروف الحياة أن تتحكم في مصائرنا إلى هذا الحد..؟

لو أن صديقتي تلك لم تتزوج في الثانوية ولم تسكن مكة أكانت تحمل ذات العقلية؟

هل "ربّاها" زوجها على هذه الأفكار ونجح بجدارة؟


المضحك أنها أثناء زعيقها بالتلفون لتعبر عن هذا الرأي الذي تراه محافظاً جداً كنت أسمع قرقرة ليّ الشيشة في فمها ، وهي بالمناسبة مدخنة وراعية سهر من الدرجة الأولى..!


رفاه...حين قرأتك تذكرت هذا الموقف أمس، بل ربما تذكرت تداعيات أفكاري حوله..

حل هذه هي الحياة "الأبسط والأريح والأتفه" التي نريدها والتي تجعلنا نحيا بدون هموم ولا كدر؟

صدقيني يا حلوتي..حياتنا جميلة ، بتفاصيلها، بتعبها ،..برحيلها...

ربما نحتاج فقط إلى إحداث بعض التوازن كما قال شيخنا سلمان...

البارحة أيضاً تذكرت حالي قبل سنة..وإلى أي مدى كنت منهارة نفسياً، متعبة، واقعة في مطب من مطبات الحياة الذي يجرح الركب ويعفر الوجه بالتراب..

كنت أقول وقتها أنني فقدت قدرتي على الحلم والتحليق والعيش بطفولة..

الأمور الآن أفضل بكثير..على الأقل استطعت أن أقوم من تلك الحفرة، أنفض عني الغبار، وإن كانت أجنحتي ما تزال بحاجة إلى الرفرفة..


لعل كل هذا الحزن "خوف " يا رفاه..

لعلها طريقتك في التعبير لهذا المجهول القادم بأنك لا تشعرين بثبات الأرض التي تقفين عليها..

إنها تلك المرحلة التي تشبه صعودك من اليابسة إلى المركب، تحتاجين يداً تسندك وخشبة تعبرين بها الماء..

فإن سقطت فأنت تعرفين السباحة..خذي الأمر بضحك واضحكي على شعرك المبلل..وانتظري حتى تجف ملابسك وأنت على سطح المركب..

..

..

صح..نسيت أن أقول لك..تخففي من أحمالك وارتدي ملابس مريحة، ليس من داع أن تكوني في كامل أناقتك حتى يسهل عليك القفز إلى المركب:)






  • رسالة اليوم:

إلى الرحيل المرتقب..

كنت فكرة أردت من خلالها الهروب..

الآن أنا أتلصص وأتطلع إلى أفكار أخرى..

أحتاج مساعدتك ..وربما يدك كي أعبر إلى المركب دون سقوط..فلست متأكدة بعد من أنني استعدت لياقتي على السباحة!



الأحد، 24 مايو 2009

رسالة في قارورة (3)


صباح الورد لكل من مر هنا ولم يمر...

  • استيقظت وأنا أغالب إحساساً لا أحبه، قررت أن أهجم عليه بتلاوة أذكار الصباح..

عندها شعرت أنني ألقيت بكل أحمالي بين يدي رب العالمين..

سأمضي باقي اليوم خفيفة بلا أثقال..


  • ما إن أعلن زمور الباص عن وصوله حتى لبست عبائتي وخرجت كي أحذر الفتاة التي دأبت على مضايقة ابنتي الصغيرة في الباص

فتاتي في التاسعة، وهذه الفتاة من بنات المتوسط .

حين رأتني أتوجه نحوها غطت وجهها، تعاملت معي بمنتهى الأدب الذي لم أشأ أن أصدقه كثيراً..

لكن ما يثير حنقي في الحقيقة: فتاتي الصغيرة الناعمة كالقطن..

أتأملها وأنا أدعو الله أن يرزقها حياة وادعة تليق بخديها المتوردين وطبعها الساجي..

لكم تختلف عن أختها الأكبر..تلك التي لا أستبعد أن ترشح نفسها لرئاسة الوزراء في يوم ما..!


  • ما زلت أيها الكتاب السر في مرحلة المخاض..

لا أنفك أفكر بك وفي "البطء" الذي تسير به داهساً على قلبي ضارباً بالحائط منتهى صبري..

في يوم ما بحت لك أنني أحبك وأنني سأظل..!

فهل تأخذ هذا الإعتراف ضدي؟

لا تراوغني أكثر..

وامنحني نفسك عن طيب حرف..!


  • رسالة اليوم:

إلى أمسية اليوم...


أنتظرك وسأمنحك و"فتياتك" كثيراً من حب..

فامنحيني لحظات مميزة أحتاجها..

وضخي في عروقنا حماساً يحملنا إلى أقاصي قوس قزح..

الجمعة، 22 مايو 2009

رسالة في قارورة (2)

  • هاهو عصر يوم الجمعة..
ذلك الذي أحب أن أتكئ فيه على الوقت..
أحاول أن أرشو الأسبوع كي لا يبدأ..
وأن أستبقي فلول اليوم لأطول فترة ممكنة..
..أحب يوم الجمعة منذ زمن بعيد..
أتذكر فيه تسكعنا مع والدي في السيارة وشراءنا كشري من المحل المشهور الذي نسيت اسمه، ومرورنا على شاطئ البحر ثم عودتنا للبيت مع هطول المساء و موسيقى برنامج مصطفى محمود، ثم تحممنا واستعدادنا لإستقبال يوم السبت بقلب مملوء رضى وطمأنينة..!
لست أعلم لم تكره الأغلبية يوم الجمعة؟ يزعم الكل أنهم يشعرون فيه بضيق من نوع غريب..!
ربما لأنه هادئ ساكن..يشبه الشفق الراحل والنوارس المسافرة؟
..
لا عليك يا يوم الجمعة...أنا أحبك وأتلمس ساعة الإجابة كي أطلق حمائم دعواتي للسماء..

  • البارحة كان الكل مشغول بالمؤتمر الشبابي الذي عقد في دار الحكمة والذي حضره أكثر من 2500 فتاة في جدة..

كنت أعلم أنني سأعود محملة بكثير من شجن، كنت أعلم مسبقاً أن ذهابي إلى هناك كان معناه أن أشتري غيمة أحلق فيها بنشوة أنظر فيها إلى مستقبل هؤلاء الفتيات وهذه الأمة وهذا البلد بمنتهى الفخر والسعادة ، الحماس والدموع..!

أجواء المؤتمر، كلام د. طارق السويدان، حماس الفتيات، العدد الكبير الذي حضر، التنظيم، التميز في الأفكار ، والعمق في الطرح،كل ذلك يشكل تظاهرة شبابية أثق كثيراً في بصمتها القوية على تغيير وتوجيه جيل كامل نحو طريق نتمناه ..

  • ألم أكن دائماً أسميه "الإنفجار الهرموني الشهري" ؟

هذه المرة صار المسمى حرفياً..كان انفجاراً جعلني أغرق في بحيرة من دمائي..شعرت معه أن عروقي تتصفى..وأن الأمر غدا كمرض يسبب لي الصداع المزمن وآلام ظهر ومغص لا يحتمل..!

أهو"عيب" أن أكتب عن هذا الأمر؟ وأنا التي تبدو علاقتي الشهرية -منذ مراهقتي -بهذا السر النسائي شائعة أكثر مما يجب...؟

سآخذ الموضوع بجدية أكبر وأصطحبه معي للطبيب في الأسبوع المقبل..!

  • رسالة اليوم:

إلى سديل وأسيل ..سارة ومزن..رفاه وروعة..ليلى وكل فريق المؤتمر..

"إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى"

لا أملك إلا أن أضع يدي على قلبي أحصنكم وأدعو لكم وأعيذكم بالله من كل شر ...:)

حماكم الله..



الأربعاء، 20 مايو 2009

رسالة في قارورة (1)



  • رغم أن حلقي ما زال ملتهباً و يؤلمني...

إلا أنني أظن أن القطة أكلت لساني..

وإلا فما تفسير حالة الخرس الصامت التي أصبت بها الأسبوع الماضي؟

كنت أشعر أن الكلام مرهق..أو ربما مجرد التفكير فيه ..مرهق جداً..

فهل الكتابة، تبدو نوعاً من أنواع الكلام؟

وهل ثمة تواطئ بين حبالي الصوتية وبين أطراف أصابعي؟

أم أن حواسي كلها صارت تتركز في "بصري" كمحاولة استشراف للمستقبل القريب المجهول وما يحمله وما يخبئه،لذا فقدت كل حواسي الأخرى قدرتها على العمل؟!



  • رميت قارورتي الأولى هناك على سبيل التجربة..

وقد نجحت التجربة ، إذ أن الرسالة ضاعت في البحر الفضاء ولم تصل إلى أي شاطئ ولم تعترضها أية نجمة..

الآن أنا أدشن هنا حفل إلقاء مزيد من رسائل القوارير الملونة في يم السحاب الأبيض..



  • رسالة اليوم:

إلى أيامي المتبقية ...

إنك تتقطرين ببطء سريع..

أجدك تنفلتين من يدي رغم وطأتك الساحقة على قلبي..

امنحيني ما وعدتني به قبل أن ترحلي ، وأعدك بعدها أن أبارك ذهابك وأشيعك بكل الحب والدعوات..

فقط لا تكوني منافقة..

فقد وعدتني ذات مساء صحو حالم وبعيد أن تمنحيني كتابين وقبلة ودهشة ..

ما زلت بالإنتظار..!

السبت، 9 مايو 2009

بوح مبعثر على دفء دفتر (20)

أدور في البيت كمن لدغها عقرب...
لا أقر أبداً ولا أتوقف عن التفكير والتنهد..!!

أكان قرار الرحيل موجة ضخمة ستجرف معها كل شيء؟
أم أن دوري قد جاء لأقص أجنحة من حولي وأخذلهم فيما كانوا يحلمون به؟

أقول ذلك لأنني أفكر في كل المشاريع التي سبق وأن أرتبطت بها، والتي لا يمكنني المضي فيها قدماً.. بعد الآن..
أولها كان مشروع المجلة..
كانت فكرتي في الأساس..وكنت أريد أن تكون على شكل دورية لآخر إصدارات الكتب وكل ما يتعلق بالقراءة إستكمالاً لما أقوم به من تنظيم لنادي القراءة الذي افتتحته منذ عامين..
ذهبت إلى شاب إعلامي ناجح كي يكون راعياً للمشروع، ولكنه قرر أن يجعل مشروع المجلة أكبر وأضخم..
اقترح فريق عمل..وأخذنا نتجمع أسبوعياً لعدة أشهر طويلة لوضع أساس المشروع..
في تلك الأثناء اتصلت به ذات يوم وقلت له: أريد أن أنسحب..لم يعد يشبه مشروعي في شيء..إنه آخر تماماً..ليس ما أريده، يبدو بثوبه الجديد مشروع ناجح لكنه ليس أبداً ما كنت أفكر فيه..
قال لي: لا تغلقي أبوابك، دعيها مواربة وانتظري وانظري إلى أين تنتهي بنا وبك الدروب..!
بعد مدة من العمل على أساسات المشروع بدأ فريق العمل يفقد حماسه، أثناء ذلك كنت أتسائل عمن سيمسك إدارة مشروع ضخم كهذا..
لدي عملي ولا أنوي أن أفرط فيه..!
الآن ..هذا ما أخذتني إليه الدروب..رحيل حين عرف به الفريق فقد همته تماماً وبدا المشروع ينظر إلينا في حزن كخرقة مهلهلة ألقيناها حتى قبل أن ننهي حياكتها..!

المشروع الثاني هو مشروع الكتاب، الذي من أجله جمعت فريق عمل لطيف وشاب في بيتي ، نجتمع كل أسبوعين لوضع أساسات الكتاب، ها أنا الآن سأرحل قبل أن ننهي ذلك الحلم الفوشي..!
أشعر بأنني خذلتهم، أحاول أن أبحث عن خيارات، عن طريقة كي أجعل الفكرة حية وأن لا أكون سبباً لموتها وموت حماس كان يشع في عيون فتيات جمعتهن من أجل أن آخذ على عاتقي تعليمهن كيف تكون مراحل إنتاج كتاب..!
رفاه..أنت أحد هذا الفريق المتحمس..قولي لي أنك لست واجدة علي..
قولي لي أن الفكرة لن تموت وأن بإمكاننا أن نمنحها رمقاً يجعلها حية حتى تتبرعم..
أنت أيضاً راحلة يا رفاه..
ولست أدري وقتها من سيبقى لفوشي..!!

مجموعة القراءة" توّاقة" بقي لنا لقاءين وينتهي الموسم الثالث..
جاءت إحدى العضوات تسألني عن التسجيل في الموسم الرابع، ابتسمت وقلت لها سأخبرك حينها..!
وفي وقت لاحق..أسررت لإحدى صديقاتي: أأجعل إحداهن تنوب عني في إدارة المجموعة ليستمر الموسم الرابع والخامس من دوني..؟!
قالت لي: لا..سيكون هناك مجال للمقارنة، وستخافين أن لا تحافظ المجموعة على ذات المستوى، إنه إسم بنيته بنفسك، فلا تلقي به لأحد آخر..
ابتلعت هذه الغصة أيضاً..
تباً..
لم لم يخبرني أحد أن هذا الرحيل موجة كاسحة..!
ماذا يفعل كل أولئك البشر اللذي يرحلون كل يوم؟
هل يتركون ملفاتهم مفتوحة؟
هل يغلقونها بعناية وحين يرجعون يعودون لفتحها ثانية؟
هل يغلقونها بالشمع الأحمر ولا يعودون لفضها ثانية؟

أوبسي.. رفاه وصلت..


حسناً ها أنذا أكمل ما كنت أكتبه قبل أن تأتي رفاه ومجموعة فوشي..
قرأت ماكان بالأعلى..وتساءلت: أحقاً كنت تنشرين غسيلك المبلل على سطوح الجيران يا ماورد؟؟!
أعتذر إذن..فما إن نشرت غسيلي حتى أصابته نسمة هواء جففته وجعلته أكثر بياضاً..
هذا ما فعلته إذ تقاسمت ما كنت أشعر به مع مجموعة فتيات مشروع الكتاب الحلوات..
وتوصلنا معاً إلى حل سيبقى معه مشروع فوشي نابضاً يتنفس ببطء لكن بعمق..!

:)
ما زلت أتعجب..كيف واتتني الجرأة على نشر غسيلي على سطح الجيران:)

بوح مبعثر على دفء دفتر (19)



  • أتيت قبل قليل من امتحان الIELTS كنت أشعر أنني أركض على الصفحات ، أحاول أن ألتهم الكلمات قبل أن يلتهمني الوقت..

وأنا في الطريق إلى الإختبار في الصباح الباكر تذكرت فرحتي الساذجة في آخر يوم في امتحانات التمهيدي الدكتوراة وأنا أظنه اختباري الأخير في الحياة..

يبدو "الإختبار" كجنّي شقي مستفز يختبئ خلف الأبواب يمد لي لسانه مؤكداً لي أنه سيكون حاضراً دائماً...وأنه لن يختفي من خارطة حياتي!!!!!



  • غيّرت رأيي..

انهيت قبل قليل رواية أميمة الخميس..

قلت عنها أنها أغنية راب عالية الصوت..الغريب أنك تألف هذا الصوت بعد وهلة..

ثم تجد الكاتبة في غفلة منك تفتح لك باباً سرياً وتطلب منك الدخول كي تتكشف على عالم خلفي شكّل تلك الجلبة..!

د. الجوهرة بطلة الأغنية العالية ومحورها..تنتقل من حي عليشة في الرياض إلى كندا لإنهاء عامين من التدريب..

ربما لا أسكن عليشة ولست في مجتمع مغلق إلى هذا الحد..ولكني أيضاً دكتورة تؤثث حياتها كي ترحل لمدة عامين إلى بريطانيا لذات السبب..

صدمة الثلج واللون الأخضر، الغربة والبرد، المطر المنهمر على طول الأيام..والقناعات التي تصبح مطاطة داخل مجتمع ليس له حدود ولا شكل ولا إطار،كل تلك تفاصيل عشتها مع الدكتورة الجوهرة وأنا أتخيل نفسي كيف سأمر من خلالها، وإلى أين سأصل بعدها..




  • تلك الحفلة الأنثوية الصغيرة آتت أكلها في يومي البارحة، دفعتني إلى أن أخرج مساء لشراء عطري المفضل المنتهي ، ذلك الذي أغوتني رائحته قبل عامين فكتبت عنه قصة في أحد المنتديات جعلت كثيراً من الفتيات يسألنني عن إسم ذلك العطر حتى أنني فكرت في أن أتقاضى من صاحبه بدل دعاية مجانية ،اكتشفت لاحقاً أنني دغدغت بقصة عطر شعور فتيات ومكامن للفتنة المواربة في أرواحهن..!

،بعدها دعوت صديقتي الجاردينيا للعشاء في مطعم ناعس..كانت متعبة out of mood وكنت أتشظى..

حتى أنها قالت لي ممازحة حين وصلنا إلى باب بيتي: ارسلي لي في ماسج إسم ذلك الذي جعلك تعيشين أمسية كسولة كهذه كأنك تغتسلين في نافورة من حب..!

قلت لها باسمة إنه ...م ز ا ج ي فقط:)



  • سحابة..

أفتقد مطرك هنا!!!

الجمعة، 8 مايو 2009

بوح مبعثر على دفء دفتر (18)

يوم الجمعة وخلاصة الأسبوع:

  • منذ يومين وأنا أشعر بنعاس غريب يتغشاني..
أقوم متثاقلة متعبة وأشعر أن جفناي ستنطبقان وحدهما..
لعل تعب وإرهاق الأيام الماضية ما زال مخزناً في جسدي..
قلبي مستيقظ وجسدي نائم، وما بين الصحو والنوم أتقلب شاعرة أن علي اللحاق بقطار الساعات قبل أن يفوتني الموعد..
.
.
الحقيقة التي توصلت إليها: لا يوجد في أجندتي أي موعد!!!


  • يوم الإثنين الماضي عدت من أمسية مجموعة القراءة مثخنة الوجد..

قابلت صديقتي صاحبة كوب الحظ الأبيض..

نسفت جداراً كان قد أقيم بيننا ظلماً ، احتضنتها بصدق، وأخبرتها بماسج لاحق وقصير أن مكانها في روحي شاغر إلا من شوق إليها..
أجابتني بماسج طويل عن تعقيدات النفس البشرية وطبيعة العلاقات وأشياء أخرى كثيرة لم تكن تعنيني..
بعثت لها بماسج آخر أخبرها أن لا تخف من نتائج أي مبادرة من طرفي، فأنا لا أطلب منها أي استجابة معينة، أنا فقط كنت أشتاق بصوت عال..
.
.
ظللت طوال الليل أحاول أن أرتب ، أو ربما- أهذب مشاعري..قائلة : أرأيت يا ماورد..ليس عليك أن تبذلي مجهوداً في كل مرة..حتى لو كانت النقطة في المنتصف ، لابد أن تكون الخطوات مناصفة بين الطرفين..
لم أكن حزينة كثيراً، لكني كنت شجنة..!!!!


  • قبل عدة أسابيع أعطتني أمي زجاجة صغيرة بها زيوت مخلوطة مجمعة للعناية بالشعر، وطلبت مني أن أستخدمها لابنتي..
يوم الأربعاء سألتني: هل استخدمت الزيت لإبنتك؟
قلت لها: أجل، مرة واحدة فقط..!
قالت : يا ابنتي ..عليك باستخدامه مرتني على الأقل أسبوعياً...ثم أردفت : استخدميه أنت أيضاً..
لست أدري لم بدت الفكرة مضحكة..!
البارحة قمت بما يسمى "beuty day" ..
ما زالت الفكرة مضحكة بالنسبة لي..
حمام زيت لشعري..ثم ماسك من اللبن والعسل والقرفة لوجهي..ومغطس بزيوت معطرة وشموع وموسيقى ...
لست أدري متى آخر مرة قمت بهذه الأشياء مجتمعة..
..
..
جميل هو الغرق في تفاصيل الأنوثة...لبعض الوقت..!

  • عدت من بيروت بحقيبة كتب:
انتهيت من قراءة "مسك الغزال" للكاتبة حنان الشيخ..
في بداية الكتاب كنت أشعر بالتململ،،لكن ما إن قطعت شوطاً فيه حتى بدأت أتسائل عن قدرة الكاتبة الفذة في رصد كل تلك التفاصيل..
الكتاب يعرض حياة 4 نساء في إحدى مدن الخليج الصحراوية
سهى اللبنانية، سوزان الأمريكية، نور الخليجية المترفة، وتمر القادمة من إحدى قبائل المنطقة..
كل منهما من خلفية ثقافية مختلفة تجعل استجابتها لذات ظروف المنطقة مختلفاً ومتفرداً..
كيف استطاعت الكاتبة أن تحيا حياة 4 نساء مختلفات أشد الإختلاف في دينهن وعقائدهن، نظرتهن لأنفسهن، للرجل، للجنس، وللحياة، تعاملهن مع رواسب مجتماعتهن وأسرهن!
رواية بها كثثير من زخم!
.
.
أقرأ الآن "الوارفة" للكاتبة السعودية أميمة الخميس ..
أقل مما توقعت، كثيرة الحشو والغلطات الإملائية ، إيقاعها كأغنية راب مزعجة لا تطرب..!

أسبوعي القادم..
أهلا بك

الأحد، 3 مايو 2009

بوح مبعثر على دفء دفتر (17)


هاقد عدت ثانية لصباحاتي الهادئة أشرب قهوتي..أسمع موسيقاي..وأرتب قوائم يومي المزدحمة..!

وعدتك يا مدونتي أن أكتب عن رحلتي في بيروت:


  • لم يكن لدي وقت..كنت أستيقظ مبكراً لبدء الجولة في المدارس ، ولا أنام إلا متأخراً بعد سهرة وعشاء وتجول في المدينة..زرت مدارس مسيحية، وأخرى إسلامية سنية، وثالثة إسلامية شيعية..

كنت أستمتع بكل هذه الإختلافات وأحاول أن أستوعبها..أنظر إلى وجوه الأطفال الصغار وأقول في نفسي: يا لبراءتهم..وماعلاقتهم بكل تلك الإختلافات التي تصنفهم وتقسمهم وتحكم عليهم بدون حول منهم ولا قوة؟!




  • مع أصدقائي اللبنانيين "غصون وأسامة" كان لزيارتي طعم آخر، كنا نتراسل كثيراً بشأن العمل، لكنها المرة الأولى التي نتقابل فيها..كان لقاءنا أجمل بكثير مما خطر في بالي، خمسة أيام سرقت هؤلاء الأصدقاء من أسرهم لنتسكع في مقاهي بيروت وشواطئها ، نشاهد السينما، ونتغدى في الجبل ، نتعشى في الداون تاون ونقوم بجولة سياحية ضاحكة عابثة ..وبريئة جداً..

غصون: كان الصباح طريقتنا كي تكتشف كل منا الأخرى..يا للمتعة!


أسامة: تفاجئت بكرمك..أنت وأسرتك الصغيرة الدافئة..!



  • في أول يوم لي في بيروت حضرت حفلة افتتاح بيروت عاصمة الكتاب ، رغم بساطة الحفلة إلا أن إلقاء الشعر الممسرح على خلفية البيانو، ووصلات الموسيقى الفيروزية والدبكة ، كانتا كضمّة ترحيب ابتسم قلبي لها وحمل بسببها بيروت في قلبي بطاقة بريدية لها صوت وشِعر..وألوان من حب..

  • هل قلت حب؟!

أجل، هذه مدينة الحب، فإن لم يكن لديك قصة جاهزة يخفق لها قلبك على صخرة الروشة، تعيشك هذه المدينة حالة الحب بكل جرأة فاتنة..ترى آثار تلك الحالة في رائحة الأشجار، صوت الباعة ، زبد الموج الأبيض، ألوان الفواكه، وعذوبة الأنغام التي لا تدري من أين تنبعث ولا كيف تصبح مدينة كاملة فيروزية اللون والصوت..!


بيروت ضحكة الملائكة المعلقة بين السماء والأرض..رغم آثار الحرب الهاطلة كدموع حزن في زوايا تلك الضحكة إلا أن ذلك لا يمنعها من أن تطبع على شفتيك قبلة ثم تختبئ ترقبك وأنت محتار مصاب بالدوار..





مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...