الاثنين، 1 ديسمبر 2008

خربشات على قلبي15


من رسائلي الغير مرسلة:


صليت المغرب...
وجلست على السرير في النور الخافت وأنا أرقب هبوط الليل من النافذة..
كنت أريد أن أكتب في مدونتي..فأنا صباحاً لم أكتب..رغم أنني كنت أرفل في زخم شديد..ولكني آثرت الهروب حتى من مدونتي..
قررت فجأة أن أكتب لك بدلاً منها..فبالرغم من أنها الأقدر على استماعي واحتوائي إلا أنها في النهاية مساحة مهما اتسعت علي..تصدمني في جدار، فيرجع صوتي إلي محملا بالصدى..

لماذا بكيت في الصباح؟
تفاجئت وذعرت، فلم أكن أعلم أن الأمور ستصل بي إلى حد البكاء رغم الوحشة التي تحيط بي من البارحة..
لماذا تتكالب علينا خيباتنا فتشعرنا أننا الأضعف، وتخذلنا في أنفسنا..وترينا كم نحن بشر !
أكان علي أن أتألم لأتعلم؟
مالذي تعلمته من تجربتي؟
ألا أثق بالناس؟
ألا أتحمس لأي شيء؟
أن أخاف وأحسب خطواتي لدرجة التردد؟
أن أرى الجزء الفارغ من الكأس؟
أن الأشجار المثمرة هي التي ترمى بالأحجار؟
أن الغيرة والحسد أمران يحيط بنا أكثر مما نتخيل ومن أقرب الناس لنا؟

تذكرت قائمة "ما يستفاد" والتي كنا نكتبها في ختام أي حديث أو قطعة قراءة في المدرسة..
هذه هي ويا للخيبة - قائمتي الخاصة..
كي لا أكون متحاملة..سأكتب شيئاً آخر تعلمته:
أنني لا أقوى على الحياة بدون الأصدقاء
أنني أبحث عن نفسي داخل قلوبهم كي ألوذ بها من برد الدنيا
وأن تلك الأبواب التي أغلقت في وجه قلبي وسببت لي الصدمة فتحت دونها أبواباً كثيرة أخرى من حيث لا أحتسب..
علمت أنني كائنة من هلام..أندلق بين أيدي الصديقات والأصدقاء..وأتسرب بسرعة من تلك الأيادي التي ليس لها قدرة على احتوائي..
تعلمت أن الحياة الأبسط أجمل..
أن للنجاح ضرائب كثيرة..فإما أن نكون على قدر ما اختفى من الجبل تحت الماء وإلا فإننا سنعوم ونذوب كجبل جليدي تافه يسبح على فوهة بركان..
تعلمت أن الجوهر هو الأبقى..لذا علينا أن نصد عنه الريح التي تحاول إطفائه..
تعلمت أن الكاتب يتشبث بقلمه كطوق نجاة ..ككلمة أمل..كدمعة وفاء مستيحلة

تعلمت أنك إما أن تكون كاتباً وإما أن تكون أي شيء آخر!
وفي هذه المرحلة أنا أتسائل ..هل أنا كاتبة أم أنني ذاك الشيء الآخر؟
أم أنني لا شيء؟
أم أنني مزيج من كل شيء؟
أهي لعنة الكتابة..وسطوتها..ومساحاتها التي لا تقبل إلا أن تستخلصك لنفسها فقط؟
هل علي أن أكون فاشلة في أي شيء آخر، كي أكون كاتبة؟
هل نختار أن نكون كتّاباً أم أن أقلامنا هي التي تختارنا؟
أليس غريباً أن أتسائل في هذه المرحلة من عمري ..من أنا؟
على مفترق طرق موحش أقف مترددة، باكية،ضائعة، فاقدة لكل اتجاهاتي..!

كان كل ذلك التداعي رداً على إجابة السؤال : لماذا بكيت؟

السؤال الثاني: لماذا بكيت بين يديك؟
............
...........
..............
أترك لك أنت الفراغ للإجابة على هذا السؤال..!

هناك تعليق واحد:

  1. أكبركِ بعشر سنوات، ومازلت أتساءل في هذه المرحلة من عمري... من أنا؟
    على مفترق طرق موحش أقف متردداً، باكياً، ضائعاً، فاقداً لكل اتجاهاتي...
    حاملاً في يدي ورقة وقلم!

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...