الأحد، 30 أكتوبر 2011

هنا جدة..(٢٠)



  • لا شيء مهم..إنها ثرثرة صباحية فقط وأنا ما زلت على السرير ..


كسولة وبودي لو أنام أكثر، أشبه ذلك الميت المصبر الذي كانت تحكي عنه أمي دوماً..
مسكييييين..في خيالي هو "خيال المآتة" أو "الفزاعة" أو "بولدي" الذي يقف في وسط الحقول منكساً مصبراً بعمود خشب كي يضيع وقته في ...إفزاع الطيور الغبية التي تظنه..حقيقي..


أعمالي تتراكم وأنا لا أريدها أن تجرفني ككرة الثلج..
في نفس الوقت أنا غير راضية عن مستوى أدائي "في الحياة" منذ أن عدت لكن......لحظة........
.
.
تلفون....


ألو..ألو...أجل أهلا دكتور..كنت انتظر اتصالك منذ الأسبوع الماضي..أجل أجل..المقترحات جاهزة .....................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................................
.
.
.
.



  • أيقظني الحنين منذ الصباح...


عاث في قلبي، حكى لي قصة بعد النوم..شرب معي قهوة ..
وتركني أستمع لأغنية "أنا عندي حنين مابعرف لمين"..
حين دار الحنين ظهره لي راحلاً كان يلحق به سؤال صغير ، لم أرى وجهه لكنه فجأة استدار نحوي ومد لسانه مشاكساً: ماذا تفعل ريم صباح كل يوم في غرفتك على سريرك، وسائدك ، لحافك أمام شباكك الذي تركته هناك؟
رميت السؤال بالمخدة وأنا أقول: هل جننت؟ إنه لم يعد بيتي ولم تعد غرفتي ولا شباكي ولا سريري بعد الآن... 


.
.
.
.

  • ما فات كانت كتابات وتدوينات غير مكتملة أبدأها في ماورد ثم لا أكملها لهاتف مفاجئ أو لمزاج لا يريد أن يكمل ما بدأه أو ربما لأي سبب آخر...لكنني أعود دوماً يا بيت ماورد ولا أقطع الحبال حتى لو لم أجد ما أقوله...

ما أوفاك يا بيت ماورد..
وما أرحبك ، وأدفئك...
منذ ١٣ يناير ٢٠٠٨ وحتى ٣٠ اكتوبر ٢٠١١
مئتان وثلاثون تدوينة، وخمسمائة وأربعة وأربعون تعليق...
وكم لا ينتهي من دموع وضحك. غناء ونوم، شعر وأغان ، تجارب وقصص، نجاحات وخيبات، وأخيراً صداقات روح وقلم لا أقايضها بشيء...


هل هناك من يترك حياته المزدحمة والجدية كي يأتي ليتجاذب أطراف الحديث والبوح والقهوة مع ورد تقاطر ماؤه وجنيات لم تنس كيف تطير؟ هل ثمة من يسطر حياته ويحولها إلى كلمات سابحة ومسافرة في الفضاء؟ هل ثمة من جرب أن يسكن بيتاً من كلمات وجمل؟ هل هناك من يعرف لذة الكسرة النائمة والضمة الدافئة ودهشة التعجب ومشاكسات الاستفهام ؟
ترخي ماورد أهدابها وتنظر إلي  بعيون رحيمة وتقول: أنت لا تكتبين كل كل شيء!
أقول لها : قليل الذي لا أكتبه، قليل جداً، إنه ذلك الذي لا يتعلق بي وحدي، لكن بالمقابل كل ما أقوله حقيقة، حتى لو لم أقل كل الحقيقة...


"هنا جدة" رقم ٢٠ والأخيرة...تخيلوا أنا في جدة منذ شهرين ونصف فقط، وهي تبدو كأنها دهراً كاملاً لكثرة ما مر من أحداث على المستوى الشخصي والعالمي..
قبل شهرين ونصف فقط كنت أودع منزل الأقزام السبعة وألم نفسي وأغراضي وأغير عنواني...


تتغير عناويني يا بيت ماورد، وأنت عنواني الذي لا يتغير!!!!





الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

هنا جدة..(١٩)


  • قلت لصديقاتي: يوم الجمعة يوم إجازتي..ليس لدي محاضرات ولا أي أعمال إدارية..وأتمنى أن لا أدعى لأي اجتماع.

سأبقى في المنزل،،ربما أؤدي بعض الأعمال وربما حتى أجعله يومي المفتوح دون أن ألزم نفسي بأي شيء..
كان الجميع ينظر إلي باستغراب ولسان حالهم يقول: كلنا الجمعة يوم إجازتنا، وليس لدينا محاضرات ولا التزامات..ومن سيدعوك إلى اجتماع يوم الجمعة؟!!!
طبعاً فجأة أطرقت ، وكشرت، ثم غرقت في ضحك هستيري، وقلت لهم : أقصد الأربعاء الموافق الجمعة على تقويم أيام الأسبوع البريطاني...
يا رب
يا رب
رتّب أيام الأسبوع في مخي على حسب تقويم كل بلد ...!!!!
تذكرت كم عانيت من هذه المشكلة حين كنت في بريطانيا، وتذكرت كم هي الأيام في عقلي ليست مجرد أسماء بل مساحات لممارسات ومعان  ...


  • هجمت على أبيات الشعر القديمة تلك ليلة البارحة،،لا ليست الأبيات ، فلم أعد أذكرها ، ولكن معانيها وقصصها والمشاعر التي كانت تثيرها في في أيام بعيدة، وما بين تلك الأيام وما بين البارحة أكثر من ٢٥ عاماً ، ما بينهما لم تمر علي ولا قصيدة شعر واحدة باسمه...

دعوني أبدأ القصة من البداية : حين كنت على أعتاب المتوسطة جاء لأبي ديوان شعر باسم الشاعر عبدالمحسن حليت مسلم، المختلف أن الديوان كان به إهداء وتوقيع من الشاعر، ولأنني كنت بالصف الأول المتوسط ولأنني كنت أظن أن الكتاّب كائنات لا تشبهنا تعيش على كوكب آخر فقد تعاملت مع هذا الكتاب بأنه شيء مختلف ، استأذنت من أبي أن آخذ الديوان، وكنت كل أربعاء أجلس في غرفة المكتب أحفظ أكبر قدر ممكن من الأبيات استعداداً للمساجلة الشعرية التي كانت تجرى في المدرسة كل سبت، أثناء حفظي كنت أهيم بالقصائد، أغنيها تارة، أحذف بعض الكلمات تارة أخرى وأبقي على القافية وأكتب أبيات مضحكة ، أقلب الديوان وأتأمل صورة الشاعر في أحيان كثيرة وأقرأ سيرته الذاتية التي حفظتها أيضاً..
انطوت هذه الذكرى مع ذكريات الطفولة لكن ظل اسم عبدالمحسن حليت كشاعر تحدثت معه وتعاركت وتناقشت وغنيت وغفوت على صفحاته كثيراً.
البارحة ذهبت إلى النادي الأدبي لحضور أمسية تكريم للكاتب الجميل رحمه الله محمد صادق دياب صاحب كتاب "جدة" الذي أحب وصاحب كتب ومقالات أخرى كنت أتابعها ، كان مريضاً وفي إحدى مستشفيات لندن في الفترة التي كنت فيها هناك، وكنت أخطط أنا وصديقتي أماني أن نزوره ولكن المنية وافته قبل أن نتم ما فكرنا فيه..كنت قد قرأت ذات مرة أن عبد المحسن حليت صديقه الحميم فعاد الإسم إلى ذاكرتي وابتسمت.
البارحة في الأمسية ظهر الشاعر عبدالمحسن كمفاجئة إذ أنه لم يكن ضمن برنامج المتحدثين لكنه تحدث وحكى وألقى قصيدة شعر وبكى وأبكانا، حكى لنا كيف أنه قبل وفاة محمد بعشرين يوماً تقريباً في لندن كان لدى الطبيب وقد أخبره بأن صديقه قد تدهورت حالته الصحية وأنه لن يعيش أكثر من ٣ أسابيع على الأكثر، أخبرنا كيف خرج من عند الطبيب منكسراً مهزوماً حزيناً وكيف عاد إلى فندقه وكتب قصيدة رثاء وصديقه ما زال حياً..تلك القصيدة التي لم يقرأها لأحد قبلاً..
وقرأها ليلة البارحة..

يا للقصيدة..!!!!
.
.
ويا للحزن!!
.
.
وياللصداقة!!.
.
.
ويا للشعر!!

ويا للصدفة أيضاً..!!
كيف استطعت يا شاعري القديم أن تجمع كل ذلك معاً...في ليلة واحدة،،وبصوتك؟
نفَسك الشعري الذي أعرفه؟ لغتك الجميلة..مشاعرك التي تضاعفت عشر مرات لأنه صديقك الذي يعرف الجميع كم يعني لك..
كيف استطعت أن تضعنا في مواجهة كل ذلك الزخم معاً..

كيف استطعت أن تجعل وداع كاتبي الذي أحب لقائي بك أنت في هذه الأجواء التي تشبه ليلة ممطرة في جدة؟

لم أشأ أن أتحدث معك البارحة،،ولم أشأ أن أهتك خصوصية غلالة المشاعر الغريبة التي انتابتني..ولم أشأ أن اكشف لك أن امرأة من الجمهور كانت ذات يوم فتاة صغيرة تحمل عنك هذه القصة التي قد تراها أنت مضحكة...!
.
.
فقط...شكراً لأنك ظهرت بعد كل هذه السنوات هذا الظهور الدرامي الجميل...!
وشكراً لمحد دياب أبو البنات الذي يظل كل ما يتعلق به جميلاً..حتى بعد موته...!



الجمعة، 14 أكتوبر 2011

هنا جدة..(١٨)

إنها رحلة الثمانية وأربعين ساعة..رحلة أكواب القهوة التي لم أنه منها كوباً واحداً أبداً..رحلة الحقائب الممتلئة كتباً والتي عجزنا أنا وصديقتي هناء أن نحملها فحملها لنا أشخاص مجهولين قابلونا في المطار والطائرة وباص المطار..رحلة التوقعات التي بطلوع الروح استطعنا أن نجعلها إيجابية بنسبة ٥٪ ..رحلة الرجال الغير سعوديين واللذين اكتشفوا أن للمرأة السعودية شكلاً ولهجة أخرى ..رحلة أجندة اجتماعنا أنا وهناء الذي لم ينته بعد..رحلة فن تحويل الصدمات إلى قهقهات ودهشات..إنها رحلة الرياض للمشاركة في الملتقى الدولي الأول لثقافة الطفل..سأكتب بعض المشاهدات فقط،،وسأحاول أن ألتقط الإيجابيات أيضاً كما يلتقط الحب من وسط العشب:

  • سأعطي درجة صفر للتنظيم، ولا يدرك معنى ذلك إلا من حضر بنفسه ورأى. كل الحضور والمتحدثين من داخل المملكة وخارجها وأصحاب دور النشر كانوا مستائين ، كل المحاضرات والندوات الجماهيرية كانت بلا حضور، لم يكن أي شيء في موعده، ولم يكن هناك دعاية وإعلان كافيين، لم يكن الحدث أبداً على مستوى اسم الحدث أو على مستوى ضيوفه وكان هذا بالنسبة لي شيء مؤلم خاصة أنني كنت قد سمعت عن البرنامج فقط لكنني فوجئت به على أرض الواقع، الحديث كان شيئاً والتنفيذ على أرض الواقع شئ آخر تماماً لا يشبه ما سمعت عنه أبداً، لم أكن أستطع أن أنأى بنفسي وبإحساسي عن كوني سعودية وهذا الأمر يقام على أرض سعودية ويمثل المشهد الثقافي السعودي أمام إخواننا في العالم العربي..كان بجد إحساساً مؤلماً..وطوال الرحلة كنا أنا وهناء نتناقش نقاشات حارة لمعرفة ما السبب ولماذا ومن الغلطان..الوزارة؟ فريق التنظيم؟ العقلية التي تضع ثقافة الطفل في مرتبة دنيا؟ البيروقراطية التي تصعّب كل ذلك؟عدم وجود شراكات منظّمة تنفذ الحدث؟ التقليدية في العمل؟ سوء الإدارة؟ الإنغلاق ؟ ربما كل ذلك معاً ؟ والسؤال : لو كانت إحدانا وزيرة هل سيكون بوسعها أن تغير شيئاً؟ وحتى وصولنا لأرض جدة ونحن لا زلنا نناقش هذا الأمر.


الخمسة في المئة الإيجابية جاءت من مقابلتنا لأشخاص مهتمين في نفس المجال، وهذا عادة يمثل جانباً مهماً ووضيئاً في مثل هذه الملتقيات:-
  1. أول الشخصيات كانت الكاتب عبدالتواب يوسف وهو كاتب مصري في الثمانين من عمره له إنتاجه الكبير في مجال كتب الأطفال ، كتب قصص أطفال وكتبَ كتب عن أدب الأطفال ، ربما له مدرسته الخاصة والقديمة في كتب الأطفال والتي ربما قد تكون غير مناسبة للعصر الحالي لكن عمره وتجربته كانا مبهرين. كان يتحدث عن أحداث قديمة وكأنه يقلب في كتاب تاريخ ، وحين كنا نحدثه كان لا يفهم لهجتنا بسهولة ولا يسمعنا بسهولة كذلك لأن سمعه ثقيل بحكم عمره ..حصل على جائزة الملك فيصل قبل أن أولد وجائزة بولونيا لأدب الأطفال وجوائز أخرى كثيرة..رغم ذلك كان يبدو شخصية بسيطة قادمة من بيت مصري بسيط ، ركب معنا في السيارة وكان يحكي لنا عن جدته وكيف استلهم من حكاياتها أول قصة كتبها ، ثم تعارك مع السائق النوبي والذي كان يصر على أحقية النوبيين في حكم مصر بحكم ما قدموه لمصر منذ الفراعنة وأمام هذا الدرس التاريخي الحي كنا نسمع أنا وهناء مندهشتين ضاحكتين. 
  2. قابلنا وليد طاهر صاحب قصة النقطة السوداء. رأيناه في البداية من بعيد في الملتقى باعتبار أن لديه حفل توقيع لقصته الجميلة جداً والفائزة بجائزة "إتصالات"..أخذ يتجول على غير هدى لعدم وجود أي أحد ليقوم وليد بالتوقيع له، حين نزلنا لمقابلته كان قد أصيب بخيبة الأمل وبالملل وعاد للفندق، قابلناه في اليوم الثاني على الإفطار ووقع لنا نسخنا الخاصة واعتذرنا منه وقلنا له جدياً أن ذلك لا يمثل كل المهتمين السعوديين بأدب الطفل..أخذنا منه وعداً أننا لو دعوناه لجدة فإنه سيأتي وسينسى تجربته التي مر بها في الرياض، القصة جميلة ، وهي تجعلني أفكر ثانية: لمن تُكتب قصص الأطفال؟ للأطفال فقط؟ إذن لماذا تعجبني بعض قصص الأطفال أحياناً إلى هذه الدرجة؟ لماذا أقرأها برؤية أخرى وأفهمها وكأنها تخاطبني؟ لماذا أشمها وأقبلها وأضمها بحنان وأحتفظ بها في مكتبتي الخاصة لو أعجبتني؟ لماذا أحرص على تجميع توقيعات كتابي المفضلين كهواية تجميع الطوابع والعملات؟
  3. قابلنا شخصيات أخرى مهتمة بأدب الأطفال ، تبادلنا الحديث ..والحديث..والحديث..والحديييييث..ولا شيء آخر غير الحديث والبزنس كاردز .....
  • عُرضَت قصتي "فاطمة الحالمة" في إحدى ورشات العمل كنموذج كانت تعمل عليه المدربة وبالمصادفة كنت أحضر الورشة، بعد أن قرأت المدربة القصة بصوت جميل وبخلفية موسيقية وبعد أن تناقش البعض حول القصة قامت أحدهم من وزارة التعليم وقالت أن لديها اعتراض على القصة من جهة عقائدية: قالت أن بالقصة خيال "غير موجه" ولا ينبغي أن نعلم أطفالنا وأن نشجعهم أن يطلقوا خيالهم إلى هذه الدرجة ....
لم أستطع الصمت سألتها: كيف يكون الخيال موجهاً إذن؟ وما دخل ذلك بالعقيدة؟ ولماذا ما زلنا نحجم خيال الأطفال؟ قام أحد المدربين المستضافين واسمه الأستاذ يوسف سعادة وهو أردني يعمل في اليونسيف وقال لها : إلى متى نحجم خيال أطفالنا ونخفض سقف خيالاتهم؟ وكيف كانت فكرة الصعود للقمر ؟ وكيف كانت فكرة الآيباد؟ والإنترنت؟ والطائرة وغيرها من الاختراعات ؟ ألم تكن في لحظة من اللحظات فكرة مغرقة في الخيال؟ ألم يأت الوقت لنحطم هذا الفكر المقولب الذي يتبع حكوماته ويقتل الإبداع والخيال ويحطم أي بذرة للإختلاف؟ حزززززززنت جداً وقتها ليس لأنها قصتي والله، بل لأنها سيدة تعمل في حقل التعليم وبيدها مصير أبنائنا وتفكر بهذه العقلية.... 
.
.
.
.

الآن أنا أشرب قهوتي...وأنهي الكوب إلى آخر قطرة!!!!
جمعتكم مباركة:-)



الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

هنا جدة..(١٧)


  • لن أكتب اليوم. فمزاجي ليس مواتياً ..
  • ما زلت أحاول رشوة الصباح، هذه المرة بدلاً من قهوة وسكونز، جربت قهوة وتميس بالجبنة..امممم..لسه ،لم يأتني الصباح صاغراً بعد..!!!
  • حاولت يا حمامة أن أجعل مكالمتك جزءا من طقوس الصباح وأنا أعلم أنك تستيقظين مبكراً لتأخذي ابنك الصغير للروضة، لكن لك قدرة عجيبة على الذوبان والتسرب والاختفاء والاختباء ، لنبق كما كنا إذن،،أنا مسافرة وما زلتُ في ليدز، وأنت هنا في جدة وكل بعد فترة وحين تهب عليك بالصدفة رياح الشوق تبعثين لي ماسجاً وتقولين: يلا تعالي، متى ستعودين إلى جدة؟ وحشتيني هنا!!!!
  • لا أدري لماذا منذ عدة أيام وأنا أفكر في قصة السيد عادي والذي تزوج السيدة عادية ثم أنجبوا عادية وعادي صغار وعاشوا حياة عااااادية وماتوا عاديييين...!!!إنها أكثر قصة أكرهها في الحياة لكنها تلح علي هذه الأيام لسبب ما..!!!!
  • رومي....روووووووومي...رووووووووومممممممممميي..أجل أنا أصرخ ..عندما تصلين وتشرّفين بالسلامة ..سأمصع لك أذنك وأقرصك قرصة من قرصات أمي المشهورة..كم مرة قلت لك أنني لا أحب التأخر خارج البيت  وخارج الورق لهذا الوقت المتأخر مهما كانت الأسباب؟ كم مرة؟!!!!
  • يا بيت الأحلام...لماذا سموك بيت الأحلام؟ متى تنزل من عليائك؟ أنا أرى نفسي أدخل من بابك كل يوم وأجلس في غرفتك المتسعة المطلة على المسبح وأغلق الشبابيك والأبواب لأن رائحة الشواء أزعجتني، لا ، لم أتخيل غرف النوم في الدور الثاني بعد..هل علي أن أفعل ذلك؟ أهو جزء من الاتفاق؟
  • "أروى" أنت أيضاً حلم ما سيولد عما قريب بهذا الإسم ..صح؟ يا رب ألهمني الصبر قبل أن أتحول إلى السيدة "عادية"
  • تعالي هنا يا "فاطمة الحالمة" يبدو أنني سرقت من  كيس أحلامك الكثير ..أتذكرين حين قلت لك أنني لا أملك أحلاماً ولا أجنحة؟ حسناً ..لأعترف،،أغرقني كيسك الملون الآن، أحتاج أن تساعديني في توزيع الأجنحة ، فما لدي من أحلام أكثر من أجنحتي،،هيا تعالي لنرسم الأجنحة وريشها ونلونها ونزينها ونتأكد أن لكل حلم جناحين ، ثم نقف على تلك التلة المخضرة ونرقبهم وهم يطيرون..أليست تلك لحظة رائعة ؟ حسناً لنرى ..اممم هناك أربعة أحلام شبه مرسومة ..ونحتاج ثمانية أجنحة ،سأخبرك لحظة يمتلك كل منهم جناحين وينطلق..اتفقنا؟ :-) 
  • حرية وصديقة الرحيل..
قمت بما وعدتكم به..وجئت بالربيع في بيت ماورد بعد الخريف وقبل الشتاء..
أنا حرة صح؟ حتى لو بعثرت الفصول وأعدت ترتيبها كما أشتهي..
ألم تذكرك ورودي يا حرية بالربيع العربي؟:-)
ألم تذكرك ورودي يا أماني بوردة الربيع الحمراء الفسقانة؟ :-)
  • قلت أنني لا أريد أن أكتب اليوم....هل كتبت؟ 
.
.
.
لا لم أكتب!!!



الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

هنا جدة..(١٦)

كنت تخبرينني البارحة عن صديقتك - والتي أمها صديقتي أيضاً- وكيف أن أمها تقوم بنزع سماعات الهدفون منها إذا كانت تستمتع إلى الأغاني إذ أنها كما تقولين صارمة جداً في هذا الأمر
تعجبت..فأنا أعرف صديقتي- وقلت لها: أتعنين أنها لا تسمح لابنتها أن تسمع الأغاني لأنها حرام؟
صمت للحظات ثم قلت: لا أظن لهذا السبب..لكن لأنها "غير مناسبة" كما تقول..
.
.
ولأنني أعرف صديقتي جيداً ولأنني أعرف نوعية الأغاني الأجنبية وفيديو كليباتها المستحيلة التي يتفرج عليها مراهقي ومراهقات هذه الأيام أدركت معنى كلمة "غير مناسبة" ....
رغم ذلك، لم أكن متأكدة إن كان المنع هو الطريقة المناسبة لأن صديقتك كما تقولين "مركّزة" في إيجاد ألف طريقة وطريقة لمتابعة كل جديد في هذا المجال..
أخذنا نتحدث أنا وأنت، وقلت لك أستطيع أن أتفهم وجهة نظر المنع والتي هي فقط بغرض حماية ذوق صديقتك وأخلاقها، أخبرتك أن الأغاني نوع من الفنون وأن الفنون وجدت للإرتقاء بأذواق الشعوب وأنه لا رقي ولا ذوق في هذا النوع من الأغاني الأجنبية ذات الكلمات والصور المغرقة في الجنس والعنف..قلت لك ..لا أفهم أبدا كيف يمكن أن يكون ذلك نوع من أنواع الجمال الذي يهذب الروح ويرقى بها...والغريب أنك وافقتيني جداً..
في ذات اليوم ..خطر على بالي خاطر بعيد من عمق الذاكرة..وجدتني أدندن بكلمات تقول: "بكرة إنت وجاي" كنت كمن ضبط نفسه يرتكب جرماً جميلاً، أسرعت للعم جوجل..وحصلت على كنز صغير مخبوء في درج من أدراج ذاكرتي البعيدة..كانت أغنية فيروز الجميلة جداً:

لهذه الأغنية قصة: هي جزء من مسرحية غنائية قديمة اسمها "الشخص" ، هذه المسرحية أعطاني إياها أبي وأنا في الابتدائية ، أذكر حين تفرجت عليها لأول مرة ، وكيف توالت المرات والدهشات بعد ذلك، كيف حفظتها وغنيت مع كل أغنية ورقصت مع كل دبكة وأنا أربط المناديل الملونة ، هذه الأغنية بالذات تقول فيها الفتاة الحلوة صاحبة عربة الطماطم وهي تغني: 
بكرة إنت وجاي رح زيين الريح
خلي الشمس مرايي والكناري يصيح
وجمع ناس..واعلي أقواس
وبكل شارع أضوي حكاية....

وتستمر كلمات الأغنية وإدراكي الطفولي يتشربها ويتصور ذلك الشخص الذي تنتظره تلك الفتاة ليصبح فيما بعد قيمة أو شعوراً أو شيئاً خفياً أنتظره طوال عمري وأعيش عليه أخلع عليه كل تلك المواصفات الخيالية المستحيلة (رايتك منصوبة والذهب ميزانك) التي كانت الفتاة الحلوة بائعة الطماطم تتغنى بها..
اكتشفت في تلك المرحلة فيروز وموشحاتها الأندلسية وعن طريقها اكتشفت : يا من حوى ورد الرياض بخده..ولو كان قلبي معي ما اخترت غيركم..اكتشفت الشعر العربي وجمال الكلمة العربية..عنترة بن شداد ، زهير بن أبي سلمى ، المعلقات ، وكانت فترة قراءة ثرية وملونة ومفعمة بالخيال وأنا لم أبلغ المرحلة المتوسطة بعد..
هذا تماماً ما كنت أقصده حين كنت أقول أن الفنون والشعر والموسيقى تعلم الإنسان مصادر أخرى للجمال في الحياة...تثري الذائقة وتنميها..
في ذات اللحظة سألتني ابنتي وهي تذاكر بتأفف: لماذا ليست اللغة العربية بجمال الإنجليزية؟ هل هناك غير كلمة جميل ورائع لوصف أي شيئ يعجبك كما تتعدد الكلمات في الإنجليزية؟

أغمضت عيني وأسقط في يدي ولم أرد!!!!!!! 


الأحد، 2 أكتوبر 2011

هنا جدة..(١٥)

البارحة في منتصف الليل هجمت علي الأحلام، الرؤى، الرسائل من عقلي الباطن أو لعلها من مكان آخر ، وأنا أؤمن بذلك كثيراً:

  • اجعلي لنفسك شعار لهذا العام ورؤية واضحة..بناتك أيضاً يحتاجون لذات الفكرة كي يسهل اندماجهم في الحياة بعد العودة.
  • الناس والأصدقاء لا يحبون فترات الضعف، مارسي ضعفك وحدك وشاركي قوتك من حولك.
  • لا تتشككي ولو للحظة في قيمة تجربة العامين التي مررت بها، فإن لم يكن هناك مجال للإستفادة المباشرة منها في مجال العمل يكفيك ثرائها الروحي والنفسي.
  • نجاحك ليس فشلاً للآخرين والعكس..كل خلق لما هو ميسر له..
  • أداء الأعمال الصغيرة اليومية هو رصف لطريق طويل بشرط أن تكون هذه الأعمال مهمة وليست مستعجلة.
  • لا تبددي ثروة الهدوء النفسي العميق التي حصلت عليها. كم يبدو هذا سهلاً في وسط هذه الضوضاء المشتتة.
  • ألم تكتشفي جمال "المصادر الأولية" للشعور بالرضى؟ تمسكي واستمتعي بها وضعي قائمتك الخاصة..



مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...