أليس هو ذاته السؤال "الصفعة" الذي كنت أهرب منه؟
"وماذا بعد الدكتوراة؟؟"
سؤال مؤلم يتربص بي مذ كنت على أعتاب النهايات
وبالرغم أنني أؤمن بالمثل الذي يقول "لما تخاف من الشيء يطلع لك"
لكنني أقسم أنه كان يحوم حول رأسي ينتظر الوقت المناسب للإنقضاض..ومهما تعاميت أو تغافلت أشعر أن هذا السؤال يطن بقربي كبعوضة ضخمة مزعجة!
البارحة عضني هذا السؤال بشدة في قلبي..
لأول مرة أعود من الكلية بعيون دامعة..
دائماً لا آبه بهذا المكان ولا أحبه ولا أنتمي له..
وكنت أتدبر أموري جيداً ..
ولكنني اشتقت لأن أعمل بجد، وأن أهتم، وأن أنجز في بيئة نظيفة محفزة ومتقبلة للتغيير..
أشعر كأنني أعمل بالساعة..
أثبت حضوري الزائف وأوقع على محاضر ومهمات أعلم جيداً كما يعلمون أنها حبر على ورق فقط..
أرى في عيون صديقاتي ممن يشاركنني همي ذات الألم..
ولكننا نسير بصمت ولا نتحدث حتى لا ينفجر قلبنا الممتلئ وتصيبنا شظاياه ، نقوم بأعمالنا كأفضل ما يكون ونكافئ بالمزيد المزيد الذي لا يغني ولا يسمن من جوع لأننا "شطّار"...
أؤمن أيضاً بالمقولة التي تقول" كن أنت التغيير الذي تريده"
فكانت هذه المقولة وبالاً علي، أشعرتني فقط بمزيد من الإختلاف واللاإنتماء..
يا ربي..تساءلت منذ مدة طويلة، منذ بدأت دراستي للماجستير وشعرت وقتها بإحباط عميق:هل يمنحنا هذا الوطن ظلاً..؟
هولا يأبه..
ما إذن لو أردنا أن نمنحه نحن ظلاً وماء وفيئ..
هو أيضاً لا يأبه بنا..يبستم لنا فقط ابتسامة صفراء..
يعدنا وعوداً زائفة..ويسكتنا بتربيتة صغيرة كالأطفال..
كنت أصمت على مضض، وأتلهى بأي شيء آخر..
فهل علي طوال الحياة أن أخرس روحي وأضحك عليها كي تصمت وتترك عني إلحاحها ؟
أعود لذات السؤال..
وماذا بعد الدكتوراة؟
ما زلت أشعر بفراغات عميقة ومساحات متسعة في روحي..
لم تتعبأ أبداً بحرف الدال وتبعاته..
بل على العكس ،إرتفع السقف وما زال ظله أبعد من رأسي بكثير..
ما زلت حائرة أنظر أمامي وأنا لا أرى أي خيارات..أو طرق حتى لو كانت غير معبدة..
صعب أن تشعر بكل هذه الحيرة والإحباط في هذه المرحلة من الحياة..
فهل أسأت الإختيار منذ البداية..
وهل كنت أعلم أن هذا الطريق الطويل موصل للاشيء في نهايته؟
هل سأتحمل التبعات ما تبقى من حياتي؟
مستعدة أنا لأي "إجراء تصحيحي" ولكن..تكمن المشكلة أنني توغلت كثيراً وأنه لا سبيل للعودة..
يااااااااااااللصباح ..
أفترض أن يسقيني مزاجي مع كوب قهوتي..
يعدني ليوم يكون إضافة في حياتي..
...لكنه ليس أكثر من صباح حار خانق ذا شمس وقحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق