السبت، 28 أبريل 2012

Definitely..maybe-14


  • بصوته الهادئ وقلمه الصاخب كتب لي اليوم على إحدى النسختين الوحيدتين التي يحملها من روايته الأخيرة لوعة الغاوية : "أروى..من منا بلا لوعة؟! الحياة تمضي بنا بعيداً بحثاً عن ذواتنا..لك الود..عبده خال

خطفت الرواية والإهداء وأودعتهما حقيبتي وأنا أقول له: ولك كامل الود أيضاً..شكراً على ذلك الإهداء المفصّل حسب المقاس..!

  • بعدها كان لنا لقاء معه ومع تجربته الروائية وشخوصه الحية على مسرح كلية ال CBA بمناسبة معرض الكتاب في الكلية، ..شكراً دكتورة نادية باعشن على هذه "الصبحية" اللطيفة جداً ..وشكراً عبده خال على هذه البساطة العميقة والحوار الحميم الذي أحطتنا به اليوم..

كان حديثاً ودياً مع الطالبات ادعى فيه عبده خال أنه يتحدث معهم بلا ادعاء:-) لأول مرة ينزل كاتب بحجمه عن برج الكتّاب العاجي ويفتح ذاكرته وقلبه وصفحات روايته لطالبات بعضهن لا زلن تحت رقابة أم تدس الروايات من بناتها..

  • لدي هواية تجميع إهداءات الكتّاب..لست ممن يعجب بكاتب أو كاتبة ذلك الإعجاب الذي يضفي صفة غير بشرية عليهم.. ولكن دائماً يفتنني خط اليد..أشعر أنه شيء شخصي جداً حتى لو لم يكن الكلام موجه بشكل خاص..أما لو كان موجه لي شخصياً فسيبدو كمقطع من رسالة لطالما انتظرتها..شكراً لكل من أهداني هذا العام كتاباً حمل خط يده وتوقيعه وحبر قلمه : شكراً د.علي النملة..شكراً أحلام مستغانمي..شكراً تركي الدخيل..شكراً ياسر حارب..شكراً وليد طاهر..شكراً رائد السمهوري..وشكراً عبده خال.. :-) 

الجمعة، 27 أبريل 2012

Definitely..Maybe -13

البارحة أخيراً كانت حملة "الإنسانية" في رد سي مول..
والقصة بدأت قبل عدة أشهر حين انضمت أسيل وصديقاتها إلى أحد برامج بصمة بنات: spread it والذي يهدف إلى مساعدة البنات على اختيار فكرة معينة وتحويلها لمشروع ومن ثم العمل عليها..
أسيل وصديقاتها: مريم، تالا،ريما، ود..لم يتجاوزن الثانية عشرة، لذا كن أصغر من العمر المطلوب، لكن spread it وافقوا على انضمامهن ليكن أصغر مجموعة ضمن ١٠ مجموعات..
كانت الفتيات يجتمعن في بيتي باعتبار أسيل هي قائدة الفريق،،يقترحن الأفكار ويناقشنها..كنت لا أتدخل إلا إذا طلبت مني مساعدة عاجلة وهذا نادراً ما كان يحدث.
وزعوا الأعمال بينهن: بين البحث عن المادة العلمية، والتوثيق، ومسؤولة العلاقات العامة، وأشياء أخرى..
الصالون بعد كل اجتماع  يبدو وكأن عاصفة صغيرة ضربته..الفلب شارت، الأوراق، الأقلام الملونة، وكثير من الكعك والشيبس وعصير الليمون المثلج..
اخترن فكرة التعامل بالرفق مع الخدم والسائقين..وسموا حملتهم: الإنسانية..
وأخذن يرتبن لباقي الأمور: اللوجو..طريقة تنفيذ الحملة..المكان..الوقت..فعاليات الحملة..
كان هناك اجتماع شهري مع spread it لمناقشة كل التفاصيل..وكان توزيع المهام والعمل الجماعي مدهشاً بين الفتيات..نفذوا كل شيء من دون تدخلنا..بدءاً من ايجاد موقع مناسب للحملة عن طريق محادثة المسئولين في رد سي مول بزنّ عجيب.. ونهاية بمكالمة قسورة الخطيب للحصول منه على الأفلام الأصلية لإعلانات "رحمة" كي يضعوها كخلفية فيديو لحملتهم..
كان تدخلي فقط كسيارة إسعاف في اللحظات التي تحتاج أسيل فيها دعماً نفسياً:
- ماما..أنا ما أقدر أكمل وما حأعرف كيف..(مع احساس بالضياع)
- ماما..لازم أكافئ الفريق.. نروح عطاالله؟(..سيبي المكافآت علينا بعدين ..واشتغلوا دحين)
- ماما..جدولي مليان، وعندنا اختبارات، ولازم نعمل اجتماع..( فجأة صار عندها جدول أعمال..!)
- ماما..حزري ايه؟ اليوم كمان رح يجوني البنات عندنا اجتماع..(عادي اتعودت..! وصرت أعيش حياتي وأخرج والبيت يضج بالبنات)
- ماما..لازم نأجل الحملة لسه ما أخدنا الأوكي من رد سي على الموقع ..والروزولوشن حق البروشور طلع لازم يتعدل للطباعة (وسيول جارفة من الدموع من أسيل..وحديث عن إدارة الأزمات مني)
من يعرف أسيل يعرف أنها تبكي في لحظة وتضحك في اللحظة التي تليها..كم كانوا هؤلاء الصغار مدهشين وكم قدموا لنا دروساً في إدارة المشاريع والعمل الجماعي بقلب ضحوك ونفوس متحمسة..
وأخيراً الحملة كانت البارحة:
  • طاولات في رد سي الدور الثالث أمام مدخل الملاهي.
  • بالونات وبانر في الخلفية عن الحملة. 
  • الفتيات يقفت بتيشرتات عليها شعار الحملة . ويشرحن لكل من يمر عن الحملة وعن أهدافها وكيفية تفعيلها في كلام منسق وأفكار واضحة تدربوا عليها جيداً بالعربي والانجليزي.
  • فيديو يعرض أفلام "رحمة"و فيديو آخر يعرض برزنتيشن عن موضوع الحملة بأصوات البنات.
  • كب كيك يعطى مجاناً للخدم عليه كلمة شكراً بأربع لغات ( عربي-انجليزي- اندونيسي- فلبيني)
  • بطاقات شحن هاتف يشتريها الناس للخدم والسائقين كي يحادثوا أهلهم..
  • بروشورات وكروت وفواصل كتب عن الحملة.. 












كان التحدي أمام الفتيات أن يجعلن الجمهور يقدمن الكب كيك لخادمتهن وليس لأطفالهن..لم يكن الأمر سهلاً..إحدى النساء كانت تقول لصديقتها: شوفي..بيقوّوا خدّاماتنا علينا..!!!!
لكن بالمجمل..كان هناك تضامن وتشجيع وتفاعل من العوائل نساء ورجالاً وأطفالاً للفكرة..وللبنات الصغار..
الأجمل. كانت الإبتسامات المفاجئة والعريضة التي ترتسم على وجوه الخادمات حين كانوا يأخذن الكعك..:-)
.
.
.
شكراً بصمة بنات..شكراً Spread it...شكراً للآباء والأمهات..على كل هذا الإيمان ببناتنا..
بل كل الشكر للفتيات الخمسة اللواتي حتماً سيكون لهن بصمة مشرقة تجعل المستقبل أجمل..:-)

حكاية ماورد





أحكي لكم حكايةً عن طفلةٍ
ليست كسائر الأطفالْ ..
عن طفلةٍ من عالم الأحلام والخيالْ ..
من عالم المحالْ!
عن طفلةٍ
جميلةٍ كالورْدْ
طيبةٍ كالوردْ
نديّةٍ كالوردْ
رقيقةٍ كالورْدْ
يدعونها: (ما ورْدْ) ..
تسكن في كوخ صغيرٍ، حوله
حديقةٌ من وردْ ..
وترتدي ثيابها زهريّةَ اللون لتبدو وردةً
 تلبس ثوب ورْد!
سريرها الصغير فوقه غلالة بيضاء زانتها رسومُ الورْدْ ..
في حضنها تنام  ـ كل ليلةٍ ـ
دميتُها الشقراءْ ..
تحكي لها الحكايا ..
من فمها الثرثارْ!
تبثها أسرارها وآخرَ الأخبار ..
تضحك حينًا معها ..
حينًا تفيض بالبكاءْ ..
إذا أتى الصباح حيّتْها:
صباح الورْد ..
أو أقبل المساء حيّتْها:
مساء الورْد!
وفي فناء بيتها أرجوحةٌ
 تخالها مركبةً
تسبح في الفضاءْ ..
وحين تجري في البساتين تخال نفسها
فراشةً تطير في السماءْ ..
تفرِد ـ في بِشْرٍ ـ ذراعيها ...
تعانق الأشجار والأطيار والهواء ..
حتى إذا ما أقبل الليل عليها؛ خبّأت حذاءها  ..
ثم تمدّدت على سريرها الصغيرْ ..
ترقب شطر الليل مثلَ سندِريلّا ..
تنتظر الأميرْ ..
تقول: لن أنام حتى يُقبل الأمير!
يُلبِسُني الحذاءْ ..
يأخذني لقصره الكبيرْ ..
يقيم من أجلي أنا حفلَ غناءْ ..
نرقص عصفورين .. حولنا ...
يصفّق الحضورْ ..
لكنها ـ قبل مجيئه ـ تنامْ!
في كل ليلةٍ تحلم بـ "سْنو وايتْ"
"والسبعة الأقزامْ" ..
"والبنت ذات المعطف الأحمر والذئب"
ترى ..
"أحدب نوتردامْ" ..
ذات صباحٍ ..
قررت (ما وردُ) أن تقضيَ يومها جوارَ النهرْ ..
طاب لها على ضفافه القعودْ ..
تنظر وجهها البريءَ ثابتَ الصورة في مياهه تجري
 ـ كما سنين العمر ـ ثم لا تعودْ!
وارتسمت على ملامح الفتاةْ ..
ملامحُ السؤال؟!
هل يكبَر الأطفال؟!
من الذي يحملهم ليركبوا القطارْ؟
من الذي يأخذهم في رحلة مملّةٍ لعالمِ الكبارْ ..؟!
إذا أتى يأخذني ..
سأختبي وراء تلك الشجرةْ ..
ألتحف الغطاءْ ..
أو أرتدي طاقية الإخفاءْ!
حتى إذا ما أقبل الليل عليها رجعت للكوخْ ..
وخبّأتْ ـ ككل مرة ـ حذاءها  ..
ثم تمدّدت على سريرها الصغيرْ ..
ترقب شطر الليل مثل سندريلا ..
تنتظر الأمير ..
تقول: لن أنام حتى يُقبِل الأمير!
يُلبِسني الحذاءْ ..
يأخذني موكبٍ لقصره الكبير ..
يقيم من أجلي أنا حفل غناءْ ..
نرقص عصفورين ..
حولنا يصفّق الحضور ..
لكنها ـ  ككل ليلةٍ ـ قبل مجيئه تنامْ!
وهي ـ ككل ليلة ـ تحلم بـ "سْنو وايتْ"
و"السبعة الأقزامْ" ..
و"البنت ذات المعطف الأحمر والذئب"
ترى ـ ككل ليلةٍ ـ "أحدب نوتردامْ" ...
ويشرق الصباح ..
وفتحت (ما وردُ) عينيها ..
تأملت بدهشةٍ يديها!
أصبحتا كبيرتين ..
هل هما يداي؟!
ولِمَ لا أحس كالعادة بانتشاءْ؟
ولِمَ يا ترى ..
قد صغُرَتْ من حوليَ الأشياءْ؟!
وأدركت (ما ورد) أن من يأتي ليحمل الأطفال في القطار ..
يأخذهم لِعالم الكبار ..؛
أخذها غافيةً لكي يجيبها على السؤال:
هل يكبر الأطفال؟
نعم نعم ..
قد كبر الأطفال يا (ما وردْ) ..
قد كبِر الأطفال!
ألقت على لعبتها التحية الأثيرة!
قالت: صباح الورد!
طارت ـ كما اعتادت ـ بأرجوحتها كأنها مركبةٌ تسبح في الفضاءْ ..
جرت ـ كما اعتادت ـ فراشةً تطيرُ في السماءْ ..
تفرد ـ في بِشْرٍ ـ ذراعيها
تعانق الأشجار والأطيار والهواءْ ..
حتى إذا ما أقبل الليل عليها خبّأتْ حذاءها ..
ثم تمدَّدت على سريرها الصغيرْ ..
ترقب شطر الليل مثل سِندِريلّا ..
تنتظر الأميرْ ..
طال بها المقام ..
وطال الانتظارْ ...
لم يُقبِل الأمير!
لم تلبس الحذاءْ ..
وما استطاعتْ هذه الليلةَ أن تنامْ!
رائد السمهوري ..
24 إبريل 2012




الأربعاء، 25 أبريل 2012

صباح الورد..

حسناً ..نعود للحياة الواقعية بعد أن حاولت أن أوقف الزمن البارحة ..ولأنني فشلت قضيت يومي بعد أن عدت من الجامعة دون أن أتحدث أو أفعل شيئاً..فقط أقرأ وأكتب،،يعني تحدثت بس بدون صوت..ثم إن القراءة والكتابة بدون هدف ليستا شيئاً..!
صباح الأربعاء أبقى في البيت، وأقوم بأداء بعض الأعمال المتعلقة، ثم أركز على الأشياء المهمة والغير مستعجلة..حتى يأتي موعد عودة أبنائي من المدارس، ثم الغداء مع ماما وأخواتي، ثم قضاء باقي اليوم بشكل حر..!
لماذا أكتب كل تلك التفاصيل ولمن؟ مزعجة لمن يقرأ ولا تهمه؟ طيب، لن أضع هذه التدوينة على تويتر..إنها هنا في بيتي..بل في غرفة نومي..أنا حرة!
صباح الخير.. 

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

Definitely..maybe-12


منذ الصباح وأنا بطيئة، حلزونة جداً، كنت قد طلبت من الصباح ألا يبدأ هذا اليوم، لكنه -ما شاء الله عليه-يأتي بشمسه وطيوره ،مهامه وإزعاجه، ناسه ومشاويره كل يوم في نفس الموعد ولا يتأخر..
مضى اليوم بسلام وتفاجئت بأني كنت أجري منذ يوم السبت حتى ظهر اليوم، لم ينته الأسبوع بعد لكني قررت أن أرتاح تحت ظل الشجرة بجوار الأرنب النائم في حين أن السلحفاة تكاد تسبقنا وتصل لخط النهاية..
علاقتي بالزمن بدأت تسوء..أكره مروره السريع، كما أكرهه حين يحبسني في إطار انتظار، وحين لا يعدني بشيء ولا يمنحني تسكعاً على حوافه يليق بامرأة ثلاثينية..حين يهمس في أذني كم أنا تافهة..وحين يحكم على الأرنب بالفشل فقط لأن السلحفاة سبقته على خط الزمن..! 
..هل هناك أصلاً ما يسمى بالتسكع على الحواف أو لعلها الحواف المتسكعة؟
الزمن لا يضعني في وقته المناسب..الزمن يتحدى إيقاعي..حين أكون سريعة كسهم منطلق يتحرك كل من حولي في مشهد بالسرعة البطيئة..
هل هناك أصلاً ما يسمى بالسرعة البطيئة أو لعله البطء السريع ؟
..حين يكون مزاجي بطيئاً ومواتياً لفعل أي شيء غير مهم لا أجد أحداً يقتطع من زمنه ليشاركني..الجاردينيا مشغولة، والحمامة في مكة، وصديقة الرحيل في دبي..وأنا اشتهي عشاء وأمسية وسيجارة وموسيقى وثرثرة ..! هل هناك أصلاً ما يسمى بالمزاج البطيء أو لعله البطء المزاجي؟ 
نعود لك أيها الزمن..من قال لك أن السلحفاة استحقت الفوز؟ ومن قال لك أن الأرنب المسكين الذي تعوّد أن يطويك بسرعته فاشل؟ الأنه تعب وأراد أن يرتاح من الجري طوال عمره لم يستحق الجائزة؟
ما أشبهني بهذا الأرنب؟ هل تعبت؟ هل جريت طوال عمري؟ مالذي فعلتيه يا ماورد غير أنك كنت في دوامة محمومة حتى اكتشفت عمرك في عيد ميلادك السبت الفائت..
هل هناك ما يسمى بالدوامة المحمومة أو لعلها الحمى الدائمة؟
أرأيت أيها الزمن ؟ حين لا تمنحني شيئاً أفعله ألعب باللغة، أعيد تفكيكها كقطع البازل ثم تركيبها على ناصيتك ..أعيد مزجها كعلبة ألوان ثم تلطيخ جدرانك..تتواطئ علي أنت وصديقك المكان فأخلق عالمي الإفتراضي..
هل هناك ما يسمى أصلاً بالعالم الإفتراضي أو ربما هو الإفتراض العالمي؟
بالطبع لدي ما أفعله..لكنها مشكلتك أيها الزمن مع مزاجي..أنتما لا تتفقان كثيراً رغم هدنتكما السلمية، مزاجي يعرف أن الليلة لا شيء مهم، وأن جدولي الزمني به بعض المهام الموضوعة في بند صباح الأربعاء وهو لن يمنحك إياها مساء الثلاثاء مهما حاولت إقناعه..وأنت أيها الزمن تعمل كعميل سري، فحين لا يمنحك مزاجي ما يريد تفسده وتجعله معطوباً ولا تتوقف عن تذكيره بقصة الأرنب السريع الذي قرر أن يرتاح فصار فاشلاً..!!!
أيها الأرنب..هل علي كتابة قائمة ما يستفاد من قصتك؟ كان الأرنب يجري طوال عمره،،كان مهتماً ،منجزاً،واثقاً،يحب تجربة كل طرق الغابة الجديدة ..وكانت السلحفاة بطيئة طوال عمرها..كانت بليدة..مملة..غير آبهة..لم تمش في حياتها إلا في طريق واحد..رغم ذلك فازت السلحفاة..ورغم ذلك لا زلت أيها الأرنب صديقي..!

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

Definitely..maybe-11

  • غريبة هي علاقتي بالصباحات...بعضها يكون متوجساً عابساً غير ودود..وبعضها-ومن دون سبب- يقبّلني قبل أن أفتح عيوني ويقدم لي قهوة ساخنة طازجة..

أظن أن نقاط إحساسي تكون عارية في الصباح وفي أكثر أوقاتها قدرة على الاستقبال بمنتهى الشفافية ..
الصباح بالنسبة لي طقوس لا أغيرها: قراءة الأخبار في العربية وعكاظ..قهوة أشم رائحتها قبل أن أشربها..صوت صبي المدرسة بجوار بيتنا والذي يقدم الإذاعة المدرسية يعقبه مدرس الرياضة المصري وهو يقود تمارين الصباح: واحاتنين.. ثلاثاربع..
هذا الصباح استيقظت مبتسمة رغم احساسي بصداع خفي يتشبث برأسي..
..
صباحكم مبتسم بدون صداع..:-)

  • أثناء العمل على كتاب رومي..هذه صفحتي المفضلة للآن نصاً ورسماً:


صباحكم وردي اورقنزا منفوش ..نحل وعسل...:-)

  • غداً عيد ميلاد ابني..

في الحقيقة كان يوم ميلاده الخميس الماضي..لكنه يصر أنني لو لم أقم له حفلة فلن يبلغ الثامنة أبداً وسيبقى في السابعة طوال عمره..
من يبلّغ هذا الصبي أن أمي توقفت عن عمل حفلات أعياد الميلاد لي منذ زمن بعيد لكنني لم أتوقف عن الكُبُر ولا ليوم واحد..وأنني في كل سنة أكبر سنة..!
ليت أفكار الأطفال حقيقية..
..
صباحكم شموع وكيك وهلوسات أطفال..:-)

  •  البارحة كان لقاء تواقة لمناقشة كتاب :"إصلاح التعليم في السعودية"..

بقي لقاء واحد فقط وينتهي الموسم الخامس..
أشعر أن هذا الموسم من أفضل المواسم..ارتفع فيه مستوى النقاش، نوعية الكتب، طرق إدارة الحوار..
شكراً توّاقة أن منحتني هذا الأفق ..وهؤلاء الصديقات الذين لهم أجنحة تجيد التحليق..
أشعر بالرضى..
..
صباحكم صداقة مكتوبة وكتاب صديق..:-) 

  • اشتقت لليدز، أتخيلها في الربيع الآن..إنها المكان الوحيد الذي أشعرني بأن الكون يحتفل بإبريل ميلادي زهراً يتناثر حولي في كل مكان..
كتبت لإليزابيث صديقتي البارحة..حكيت لها عن كل شيء وأي شيء..وظننت نفسي أكتب مقطعاً من رواية الرسائل.!.
جميلة هذه الصداقات المختلفة حد التشابه..حميمة ودافئة..
..
صباحكم رسالة مختبئة في بريدكم ، لكنة انجليزية وورد إبريل..:-) 

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

مقطع ما في الرواية...

.... ثم أعطاني الكتاب وسط ذهولي واستغرابي..ترى متى قرأه؟
البارحة فقط ،في فطور رمضان الأخير طلبه مني، فهل قضى ليلة العيد في قراءة كتاب؟
لم أعرف أنه يحب القراءة، ولكنه رآني في بيت جدي في رمضان أقرأ رواية لأمل شطا (آدم...يا سيدي) ..فطلبها مني..
كنت أحياناً أحضر معي كتاباً كي أقتل ساعات الملل في بيت جدي الكبير الذي يخلو وقت صلاة التراويح إلا من البعض، ويبدو أنه كان أحد هؤلاء البعض ذلك اليوم..
نظر إلي بوجهه الذي لا أحبه وقال: ممكن تسلفيني الكتاب بعد ما تخلصي..؟
تعجبت من هذا الفتى الذي يريد مشاركتي هواية وعالماً خاصاً لم أكن أجد من يشاركني فيه من الفتيات فكيف بالشباب..!  قلت له: إنت تحب تقرأ؟ تقرأ روايات؟
حدق في بوجهه الرخو الذي يذكرني بالكعك الاسفنجي ثم غرق في خجله وقال: يعني..
لم تكن كلمة "يعني" تعني لي أية إجابة ،ولكني وعدته أن أحضر له الكتاب بعد أن أنتهي.
حين أعاده لي ذلك اليوم سلمه لي بصمت و بفرحة طاغية كانت تطفر من وجهه الإسفنجي ، ولم أكن أعلم أفرحته كانت لأنه قرأ الكتاب؟أم لأنه أعجبه؟ أم لأنه أعاده...لم أكن أدري حقيقة..
شاهدتْ أمي المشهد كاملاً، وحين عدنا للبيت ذلك اليوم قالت لي: لا تتبادلي أنت وابن عمتك الكتب، من يدري ربما يضع لك في داخل الكتاب رسالة..!
ضحكت من خيال أمي الواسع وقدرتها على نسج قصص سخيفة وقلت لها: لا تقلقي ، أنت لا تحبينه ولا أنا..! ولم أشأ أن أسألها : وماذا لو وضع رسالة بين صفحات الكتاب؟
حين أتذكر تلك الأيام أعلم أن أمي كانت منزعجة من مراهقتي ومن كل من حولي من المراهقين، وجودنا- أنا وصبيان عائلتي- في مكان واحد وتبادلنا بعض الأحاديث كان يسبب لها توتراً كبيراً، لدرجة أنها تخيلت سيناريو كامل قائم على رسالة مدسوسة في كتاب..
تركتُ الكتاب في الحقيبة التي لم أستخدمها لعدة أيام، لكن لفت نظري وجهه الإسفنجي- ثاني يوم العيد في العشاء العائلي- وهو يطفح بالبشر، في كل لحظة يقع نظري عليه أجده ينظر إلي بكل افتراس خجول..
هل قلت افتراس خجول؟ أجل لا أعلم كيف أصف تلك النظرات..كانت  تتسرب بهدوء من تحت رموشه الطوال لكنها كانت لزجة وملتصقة كذبابة مزعجة..
لم أكن أحب ابتسامته البريئة، ابتسامات الشباب البريئة تغيظني على أية حال..!
حين عدت في المساء أخرجت الكتاب من حقيبتي كي أعيده لرف مكتبتي الصغيرة في غرفتي، وفي اللحظة التي أمسكت الكتاب فيها بشكل أفقي سقطت ورقة بيضاء منزوعة من دفتر مخطط..
يا إلهي،،!
للحظة. تذكرت توجسات أمي وحنقت عليها، هل كان هناك تواطئ خفي بين خيالاتها وأمنياته..؟
ما أدراك يا أمي ..ما أدراك أن شيئاً كهذا سيحدث؟..
فتحت الرسالة وقرأت..

إلى بنت خالي الغالية..
شكراً على الكتاب..كل يوم وأنا أفكر فيك، وأرجو أن تكوني إنت كمان بتفكري في..
ابن عمتك


يععععع..يا للغثيان..
صاحب الوجه اللامع الذي يشبه سطح الكعك الاسفنجي يسألني إن كنت أفكر فيه كل يوم...بل ويتمنى ذلك..
إذن، هذا هو سر الابتسامات التي بدت بريئة ذلك اليوم وسر النظرات اللزجة التي تأتي إلي ثم تعود إليه خائبة كما أتت..وسر ادعاء القراءة في أقل من يوم وليلة..
تخيلت شكله وهو يضع سيناريو تفصيلي لاكتشافي للرسالة، ثم شعوري بالدهشة، ثم قرائتها، ثم ارتسام ابتسامة خجلة على وجهي، ثم ذوباني في وجد محموم من الصبابة والهوى..
هل تخيل هذا حقاً؟ مجرد تخيلي أنه تخيله يصيبني بالغضب..هل بوسعنا أن نتدخل في خيالات الناس وأن نشترط عليهم عدم استخدام صورنا وأسمائنا وشخصياتنا في أي جزء من قصة تخيّلة مهما كانت؟ 
خطر على بالي خاطر شرير...
سألعب بك يا صاحب وجه الكعك..سألهب قلبك..ثم أتسلى بك حتى أعلّمك أن زجي في خيالاتك وأحلامك وأمنياتك ورسائلك ليس من حقك..
كتبت له بمنتهى الجرأة:

ابن عمتي الحبيب..

أخيراً ابتسمت الحياة لي مع وقع كلماتك الساحر
                                                       هل تعلم أنني كثيراً ما ......




نكمل بعدين..
ابغى أنام شوية..





الاثنين، 9 أبريل 2012

Definitely..maybe-10



  • اليوم..قلت لهم...


جدة كانت تسترضيني بشتائها الطويل وجوها الجميل الذي طوّل على غير العادة..
حتى أنني كدت أنسى صباحاتها اللاهبة وشمسها الوقحة وأمسياتها المشبعة بالرطوبة..
أظن أن الصيف قد فتح بابه فلم أعد أحتمل أن أجلس في غرفة بدون تكييف، كما أن أخلاق الناس صارت أكثر لزوجة، وحين أستيقظ الساعة السادسة والنصف يكاد الضوء يغمر الأرجاء وتفوتني صلاة الفجر.
اليوم أخلاقي تشبه هذا الصيف في بداياته..
منذ عامين وأنا أستمتع بإبريل بوابة الربيع الأجمل ..الآن شعرت به بوابة فتحت على جهنم الصيف..
 لم تمطر أبداً في جدة هذا العام..


وأنا لست أقل جفافاً من الأراضي والأرصفة والأشجار المسكينة..
.
.
يا للظمأ...


  • اليوم.. كنت أشعر أنني خط مستقيم بلا شعور ولا إحساس ولا ثنية ولا انحناءة ولا حتى بداية أو نهاية..
هل سبق وأن شعرت أنك خط مستقيم..هكذا بدون سبب؟
تشعر بأنك لا تشبه أحداً ولا تختلف عن أي أحد..
تشعر أنك لا تريد شيئاً ولا يريد أي أحد منك أي شيئ أيضاً..
ترى خط الأفق وخط السراب يلتقيان معاً على مد بصرك..
ترى أن قمة الجبل وعمق البحر شيء واحد فلا يهم لأيهما توجهت..
لا تريد أن تأكل بطاطا مالحة ولا شاياً محلى ولا عنباً حامضاً..
السالب والموجب بالنسبة لك ضياع وقت وضياع أرقام..
.
.
يا للصفر..



  • اليوم شعرت بالشوق إلى شارع قديم يتفنن المطر في تقبيل حجارته..
إلى بيت ريفي صغير تطرق السناجب على نافذته..
إلى برد يقرص القلب..وثلج يهمي على الروح..
إلى لكنة تلبس تاجاً..وشمس تغرق في نعاسها باكراً..
إلى قطار يفوتني..وباص يتأخر علي..
إلى عازف ينتحي ركناً في الشارع..
إلى مكتبة تقدم لي كرسياً وكتاباً وقهوة..
.
.
يا للحنين..



الجمعة، 6 أبريل 2012

المقطع الرابع من الرواية ذاتها..

....لذلك كان علي أن أختار إما أن أكتُب (بضم التاء) أو أن أُكتب (بضم الألف) ، وحيث أن كلتاهما "ضم" فقد اخترت أن تضمني التاء، ربما لأنه الضم الأكثر حميمية ، فقبل تائي كاف مفترسة تعطيني ظهرها وتحميني من أي هجوم مفاجئ،والباء من الجهة الأخرى تنبسط كقارب وتبحر بي عبر بحور عدة، ضم الألف سافر، الألف أطول قامة مني بكثير، تبقيني في أول الطريق، لها همزة متلصصة وتُنصّب الكاف كفكٍ مفترس بعدها يبتلع كل شيء قبل أن يصل إلى أية ضفة..
ألهذه الأسباب اخترت أن أكون من النساء الكاتبات ، ولست من النساء المكتوبات؟
لماذا إذن كلما قرأت ما يكتبه لها وعنها أصابتني الغيرة من امرأة فعلها الوحيد أنها سمحت لغيرها أن يجعلها مفعوله الخاص؟ أذنبي الوحيد أنني قررت أن أكون فاعلاً؟
هل كانت ليلى تكتب الشعر؟ ام أنها فقط سمحت لقيس أن يضمها على أطراف الألف ثم تركته وحده يعاني من ضمة تاء أبحرت به عبر باء القصائد بينما هي تخلدت رغم أنها لم تصل إلى آخر الطريق؟
.
.
وردت على بريدي رسالة، أمنية غافية استيقظت في قلبي وتمنت أن يكون هو المرسل..
لكن لا..
هي رسالة بالإنجليزي..والمرسل لا أعرفه..والرسالة ليست دعائية فهي موجهة لي شخصياً..
استيقظت كل الأمنيات الغافية دفعة واحدة...
لعلها رسالة من إحدى دور النشر الإنجليزية التي راسلتها بخصوص الترجمة الإنجليزية من كتابي..!
لعلها رسالتي في القارورة وصلت إلى شاطئ ما، لشخص ما، لفتاة، لشاب، لرجل، لامرأة عجوز، لكائناً من كان   ثم قرر أن يرد علي..
يا للفضول..!
يا للمغامرة..!!!

"عزيزتي...
بقدر ما أسعدتني رسالتك، بقدر ما أحزنني رحيلك عن حينا ومدينتنا دون أن نتعرف بك..
كلما جاء الربيع ونظرتُ إلى زهوري، وكلما بذرتُ المزيد منها وسقيتها ، تذكرتُ رسالتك وابتسمتْ ..
باركك الله..!
ليندا"




أنا أيضاً ابتسمتْ، وابتسمت عيناي وابتسم قلبي وابتسمت ذكرياتي..
اسمها ليندا إذن..
تلك المرأة الإنجليزية العجوز التي كان يبعد بيتها عن بيتي سبعة بيوت انجليزية صغيرة متلاصقة..
كانت إشارة موقف الباص أمام حديقتها التي لم تكن الحديقة الأجمل على مستوى الحي ولكنها الحديقة الممتلئة بورد أكثر عدداً وألواناً وتنوعاً..
خلال فصول السنة ولمدة عامين أقمت علاقة حميمة مع تلك الحديقة..في الشتاء أرجو أشجارها العارية أن لا تتجمد وأن تتحمل الثلج المرشوش على عشبها كالسكر الناعم، في الخريف أبتسم حين أرى  ورق الشجر المقرمش المحمر المتساقط في باحتها، وفي الربيع أتعنّى أن أقف تحت شجرة كرزها وأنا انتظر الباص كعروس تزفها السماء ببتلات ورود رقيقة زهرية اللون كلما هبت الريح ، وفي الصيف تتفجر الحديقة بكل أنواع الورد الأحمر  كبير الحجم متباهياً على سوره الطوبي القصير..كنا أنا وصديقتي نسمي هذا النوع من الورد" الورد الفاسق" ، من لونه الأحمر الصارخ تستشف نواياه الفاسقة على الإغواء والتغنج وممارسة العشق ..  




أنا وساعات انتظار الباص وليندا كنا مثلثاً لحكاية يومية، أنا أشعر بالوحدة والحديقة تصبر تحت قصف الشتاء وليندا عبر النافذة تحتسي شايها الإنجليزي، أنا أعيش لحظات صفاء عميقة والحديقة تتلون بعلبة ألوان الخريف وليندا تقلب تربة الحديقة بكل حنان، أنا في حالة حب عاصفة والحديقة تحمر خدودها خجلاً من حبيب يتربص بها وليندا تجلس على كرسيها الهزاز تحت الشجرة وتقرأ كتاباً ، أنا مشتاقة بصخب والحديقة ترتدي فستان سهرة عاري الظهر وليندا ترتدي قبعتها وتستعد للخروج..
قبل أن أعود إلى جدة أردت أن أضع خاتمة لهذه القصة الثلاثية الأبعاد وأن أربط الخيوط كلها ببعضها، لذا كتبت رسالة لتلك المرأة العجوز التي غدت جزءاً من يومي هي وحديقتها:
عزيزتي..
ربما لا تعرفينني، ولكنني أعرفك وأعرف حديقتك الجميلة التي أقف عندها انتظاراً للباص..
أنت تولين هذه الحديقة عناية واهتماماً كبيرين.. ونحن - راكبوا الباص- من نتمتع بهذا الجمال الرائق كل صباح..
شكراً لأنك تزرعين الورود وتجزّين العشب وتجعلين الألوان أزهى..
شكراً لأنك لمدة عامين تهتمين بصباحي جيداً

جارتك / البيت رقم 946
qarorah@hotmail.com
بالمناسبة- سأغادر البيت بعد يومين عائدة إلى وطني فأنا لست من بريطانيا..

لماذا لم ترسل لي ليندا إلا بعد مرور عدة شهور على استلامها رسالتي؟
أذكر تماماً كيف كتبتها وطبعتها ولففتها بشكل اسطواني وربطتها بشريطة صفراء ووضعتها على كرسي الحديقة راجية أن تجدها صاحبة البيت قبل أن تمطر وتختلط حروفي مع بعضها..
حتى صاحبة الحديقة اختارت الألف المضمومة.. وانكتبت في رسالتي..
بالمناسبة ليندا اختارت فعلاً؟ أم أن الحروف هي التي تختار من تضمه؟
ماذا عني يا ليندا؟ هل سيكتبني كاتب في يوم ما؟
هل تنقسم النساء إلى هذين الصنفين فقط؟ ماذا عن النساء اللواتي لم يجربن أي ضمة حقيقية في حياتهن؟ لا الألف ولا التاء؟
سأرد على رسالة ليندا أشكرها وأسألها لماذا هي دائماً وحيدة، لا، هذا لا يليق..سأسألها سؤالاً آخر:
عزيزتي ليندا..
سعيدة أنا جداً برسالتك.. كما كنت سعيدة بحديقتك..
أود أن أسألك عن..........

اثنوا الصفحة..سأغلق الكتاب


  



الخميس، 5 أبريل 2012

Definitely..maybe-9




بالله رومي ما هي لزيزة؟
كنت أنوي أزعقلها لأنها اتأخرت..و"أمصعلها" إذنها...
لكنها تأتي لتبتسم ثم تذهب لاستكمال شؤنها وتتأخر ولا كإنها..
لم تنتهي رومي بعد..ولكني اختار عنواناً لها..
العنوان القديم كان: قائمة ملابسي..التي لا أحبها..
وهي عادة كثيراً ما أقوم بها، أضع عنواناً حركياً للنص ثم أعود وأغيره حين ينتهي..
بعض النصوص تقدم لك عناوينها ملفوفة بالدانتيل في أحد زواياها حين تكتمل..
وبعضها علي أن أنقشها وأسرق كلمة من هنا وأخرى من هناك لألعب بها وأضع عنواناً..
إذن ما رأيكم:
سيقان ملونة.. وسحّابات مفتوحة.
سيقان ملونة.. وقطارات تائهة.
من قال أن للسحّابات فائدة؟
من قال أنني لست آيسكريم؟

العنوان الأول اقترحته سديل، والثاني اختي سارة، والثالث أسيل، والرابع أنا..
أيهم يفوز؟

لمن يقرأني: قلي أي العناوين أكثر جاذبية ككتاب في رف المكتبة..أو هل هناك أي اقتراحات أخرى؟



الأربعاء، 4 أبريل 2012

مقطع ثالث من الرواية نفسها

لذلك لا تخبرني..لا أريد منك جواباً، ألا ترى أن النهايات المفتوحة أجمل؟ 
أكتب لك ذلك وأنا أعلم أنك لن ترد على أسئلتي في هذا الإيميل، فلطالما رسلت لك موضوعاً وأسئلة جوهرية وتداعيات مهمة بالنسبة لي و لكنك ببراعة الثعلب تلتقط كلمة أو علامة تعجب أو فكرة على هامش الرسالة لتبني عليها رد رسالتك المقبلة..
لعله فن جديد اسمه" فن الرسائل المراوغة ذات الصلاحية المحدودة" ...
كن بخير أينما كنت..
ترى أنا حزينة)


ضغطت علي زر الإرسال وأغلقت الكمبيوتر الملقى على السرير وقمت لأتجهز للعرس ..
 الأعراس، أغلبها "علينا" أن نحضرها بالإرغام وأن نقضي أكثر من نصف يومنا في الصالون لنتعارك على تأخر الموعد ثم نملأ وجهنا بالمساحيق وشعرنا بالسبراي ونذهب لنلبس فستاناً لم يره أصحاب العرس قبلاً ..نبقى في العرس مدة أقل بكثير مما قضيناه في التجهيز ، وحين نعود نمسح المكياج ونلقي بالقطن الملون في الزبالة..
وأنا أغسل وجهي وأنظر للقطن  أشعر بالحزن أخيراً على النقود التي كنت قبل قليل متحمسة لدفعها في سبيل الظهور بقناع يظهرنا بطلة مرضية..!
حسناً..أنا أخشى أن أراها هناك، وأن أبقى طوال الليلة في حالة ضيق دائمة من مجرد رؤيتها..
أنا ذاهبة هذه الليلة مجاملة فقط لصاحبة العرس ولا أعرف أحداً مدعواً من صديقاتي ومعارفي إلا هي..لذا قررت أن أذهب لاختبر مدى شجاعتي ..
هل ستجلس معي على نفس الطاولة؟ لا لا أظن..ماذا لو فعلت؟
ترى هل يعلم بعض الناس أي ضيق تسببه مجرد رؤيتهم للآخرين؟
.........

أنا في العرس، الساعة جاوزت الواحدة ..
هي لم تأت وكفتني شر العراك مع مشاعري لأظهر بمظهر سيدة المجتمع المجاملة الراقية..
ربما هي لم تأت لذات الإحساس من ناحيتها، فرغم الأقنعة كلانا يعلم أي ضيق خفي صاخب تسببه كل منا للأخرى..
كنت أقول أن الأيام كفيلة بشفاء الجروح وإعادة الأمور -لتسير بشكل طبيعي على الأقل..
ولكن يبدو أنها حكمة غبية، فالجرح يظل جرحاً..ورؤيتها قد تتسبب في نزفه مجدداً
رغم ذلك، فزت هذه الليلة وكنت الأكثر شجاعة..
أجلس وحدي على الطاولة ، تأتي صديقتي منال- أخت العريس -والتي أتيت من أجلها فقط بعد أن ألّحت كثيراً بشكل مخجل على حضوري. كل ربع ساعة كانت تأتي لتجلس معي خمس دقاذق..
جاءت منال بإحدى صديقاتها من أيام المدرسة وأجلستها بجواري على الطاولة كي لا تتركني وحدي ، لم أكن أعرفها. عرفتني بها بأن همست في إذني مبررة معرفتها القديمة بها: البنت غلبانة اسمها سحر ، من أيام المدرسة،بس مرررا طيبة ووفية.
 كانت فتاة بسيطة جداً تعمل ادارية في إحدى المدارس الأهلية، مظهرها كان بسيطاً وفستانها ومكياجها، وحين أقول بسيطاً أنا لا أقصد مظهر "كيت" في حفل الزفاف الملكي البريطاني، يعني لا أقصد البساطة الراقية المغرورة، لكني أقصد البساطة التي لا تعرف شيئاً في عالم الأزياء والموضة.
 انطلقت الفتاة تتحدث بلا توقف عن عملها وهي تستعرض أمامي بثقة حظها كامرأة وجدت عملاً بعد تخرجها بسنة  وإن كان في مدرسة خاصة، كانت لا تترك لي مجالاً للرد وأمام ذلك كنت أبتسم وأوافقها على كل ما تقول حتى سألتني فجأة ورأسها في السماء: هل تعملين؟
ابتسمت وأومأت لها أن نعم وأنا أدعو الله أن تبدأ المغنية بأغنية جديدة الآن و تجعلها من علو الصوت تتوقف عن سؤالي ماذا أعمل.
لكن المغنية تأخرت فجاء السؤال: ماذا تعملين؟ شكلك في مدرسة خاصة زيي..والله احنا اللي نفهم بعض..
ابتسمت مرة أخرى دون أن أجيب، فوجدت أنها تنتظر مني إجابة فقلت: دكتورة في الجامعة..
ارتسمت كل علامات الشخبطة على وجهها الذي انخفض قليلاً وقالت: قولي والله، لم تخبرني منال يوماً أن لها صديقة دكتورة في الجامعة..!
سكتت بعدها سحر ولم تعد للكلام معي، بدأت المغنية بعدها بقليل تغني بحماس فانقطعت وسائل الاتصال الشفهي بين كل الحاضرات، هل قلت قبلاً أنني اقترحت توزيع دليل لتعليم لغة الإشارة مع بطاقات الدعوة في أفراحنا؟ هل حكيت يوماً أننا كنا ذات عرس أنا وصديقاتي على نفس الطاولة نتحدث بماسنجر البلاك بيري لأنه ليس بوسعنا سماع بعضنا..
ترى، ماهو شكلنا على طاولة دائرية عيوننا مزروعة في أجهزتنا نضحك ونكتب بحماس؟
طيب أنا أشعر بالملل الآن، سأكتب من هاتفي رسالة:


المطربة تغني:
"أهل مكة حمام..
وأهل المدينة قماري..
وأهل جدة غزال.."
كل امرأة تظن أنها المقصودة..وترقص النسوة بحماس..

.
.
لم ترد على رسالتي السابقة
وأنا أكتب لك ثانية دون أن آبه..
ثمة شيء يربطني بهذا المكان..
لا أدري ماهو..
هو شيء يخيفني على أية حال..
لأنه يبقي الباب موارباً ولا يغلقه رغم وجود المفتاح على مزلاجه..

.
.
"يردون..قلت لازم يردون..هذا طبع اللي يحبون.."
المطربة تغني ..والنساء ترقص..
.
.
أكتب اليوم لأني حزينة..
دائماً لا أجدني أستحق شرف الحزن..
ثمة حزانى أكثر جدوى في الحياة..أكثر هماً وأكثر هيبة..
تقول أن الحزن ليس مترفاً..أهو نسبي إذن؟
لم أخجل إذن كلما زارني هذا الضيف الثقيل؟.
.
.
" ولا عاد زلة أو طلة..يحقلكم لنا الله
سبحانه وقدروا عليك"
..المطربة تغني.. والنساء ترقص
.
أكتب اليوم لأني حزينة..
والكتابة تتواطئ بشكل سافر مع الحزن..
تحول الكلمات إلى خناجر صغيرة تجيد التسلل ..
تجري معركة فضائحية صغيرة..تجرح..وتترك القلب مثخناً..
أنا أتحمل مسئولية الحزن كاملة..
أنا التي لا أستفيد من الدروس ..وأترك الأبواب مشرعة..والقلب مبتسم..والنوافذ التي تأتي منها الريح لا أعرف كيف أسدها وأستريح..
.
.
.
"بوجودك يا أبو سمرة يحلى السهر بالليل..
المغنى حياة الروح..يشفي القلب المجروح.."
المطربة تغني والنساء ترقص
.
.
.
أنا حزينة اليوم..
وكالعادة ..راودني البحر الأحمر عن نفسي
قال لي أن أشرب مائه أو أغرق فيه..
هذه طقوس الحزانى في هذه المدينة
وأنا أريد منه شيئاً آخر..
أريد مرجانه وأسماك قرشه وموجه الصاخب..
أريد منه أن يوصلني إلى ضفة وألا يضيعني كما ضيع رسالتي في القارورة ..
لكنه لا يأبه بي..
ويقدم لي ماؤه في كؤوس بلورية كي أتجرعها..
.
.
"أشرلي بالمنديل..
فستانه كحلي طويل"
..المطربة تغني..
هل أقوم أرقص؟
ألبس فستان كحلي طويل ..
.
.
سأفعل مثل البقية وأتوهم أنها تغني الأغنية لي..؟
هي تنظر لي وتبتسم..وتدعوني لأن أرقص..
.
.
لن أرقص!



   
حين ضغطت زر الإرسال علق هاتفي الذكي وضاع كل ما كتبته أدراج الرياح أو ربما أدراج ذبذبات صوت المطربة..
عدت إلى المنزل متأخرة رغم أنني هربت بمجرد نزول العريس والعروسة وانشغال منال بهما، عدت وأنا حتى لم أتعشى..لكنني على الأقل كنت أدرك أن............

ثنية الصفحة لو سمحتوا

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...