الأربعاء، 23 أبريل 2008

أنا يوماً بعد يوم 19

لماذا؟لماذا رأيتك في ذلك اليوم..والذي يليه..ثم الذي يليه؟
ألستَ صورة شكلتها كما أشتهي منذ تلك الأيام البعيدة الفاصلة بين طفولتي وصباي..؟
لونتها..ووضعتها في برواز ، ثم خبأتها في ركن قصي من الذاكرة أسترجعها في كل عيد مرة أو مرتين..
أستروح بها إحساساً لطيفاً لا يزور أبداً الفتيات الكبيرات..وأستعين بإسمك الغريب على تقصي هذه الذكرى وجعلها مزار قلب بدأ يتجه نحو الشيخوخة..
أخبرني ثانية..
لماذا رأيتك؟كيف لك أن ترتكب ذلك الذنب في حقي؟ أن تكسر البرواز وأن تجعل الصورة عادية وأن تمحو عن إسمك كل وهج لمّعتك به طوال السنين الماضية..؟!
حين رأيتك..لم أكن مرتبكة..!!لم تحمر وجنتاي خجلاً..ولم يدق أي عرق حي أو ميت في قلبي..!!!!
لم يطرف لي جفن..بل وتأملتك بعين جريئة لا مبالية..أتراك فقدت فتنتك؟؟أم تراني يئست وصرت أقسى من حجر؟أم لعلها تلك الأقمار والنجوم التي تحتفظ بألقها ووهجها مادامت بعيدة..فإن اقتربنا تحجرت..وفقدنا إزائها لمعة أحداقنا؟
..نصيحة..:
لا تحاولوا أبداً أن تقتربوا من أكثر مناطق الذاكرة فتنة..فالعبث بها يخلع عنها ثوبها المزركش!

الاثنين، 21 أبريل 2008

أنا يوماً بعد يوم 18

لا أدري متى آخر مرة نمت نوماً عميقاً متصلاً حتى اليوم التالي..
عقلي لا يكاد يكف عن التفكير..
في منتصف الليل يصحو عقلي وإن تركني نائمة..لكنه يكثر الطرق والثرثرة والركض والجموح بلا حدود..حبله لا ينقطع حتى بنومي..يستمر غزل الأفكار والأحلام والهموم والتوقعات..
أفيق..أستغفر الله..أشرب كأساً من الماء..وأحاول أن أندس في أعمق نقطة في الفراش..ولكنها الأفكار تأبى إلا أن تتسلقني وتجهز علي من كل جهة..فأقوم وأكتبها..ثم أعود وأقرأها...ثم أحاول أن أرسم شبكة خطوط بينها..فأتوه فيما رسمت وكتبت دون أن أجدني..!!
ربما لأنني في هذه الأيام أقف وأمامي مفترقات طرق..ربما لأنني أشعر أن الأرض التي تقلني ليست صلبة بما يكفي الآن..ربما لأنني أحب مالا أريد وأريد ما لا أحب..وعبثاً أحاول أن أزاوج سلمياً بينهما.....
لا أحب الأفكار التي تتقافز كجاندب طوال الليل..:(

الأحد، 20 أبريل 2008

أنا يوماً بعد يوم 17

*أخيراً جئت أستلقي على الورق...
منهكة الروح، غاصة الحنين...
فوضوية الشعور..والنبض..والكلمات أيضاً..


*كنت دائماً أقول أنني مترفة الحزن..
لكن في الأيام الماضية هبط علي حزن شرس..
زارني من حيث لا أحتسب..
حزن أكبر من كل مساحاتي..
حزن ملأ علي عيني فلم يترك مكاناً حتى لدموعي..
ولا صوتاً لقلبي..


*ماهو أكثر حزناً من أن ترى أمامك مخلوقاً تحبه يتألم..ثم تقف مكتوف اليدين ليس بوسعك أن تفعل له شيئاً إلا أن تمسح على جبينه، وتربت في حنان على قلبه.. وتنظر بأسى إلى عينيه..
ذلك المخلوق..كان أمي..!
أنا أم..ولكني مازلت أتسائل..هل تتألم الأمهات؟
هل يبكين؟..هل يستجدين الرحمة ..وتنز كل خلية في جسدهن وهناً؟
هل تفقد الأمهات العظيمات قوتهن لتتبعثر الفوضى وينسف الأمان في عيون أبنائهن..؟
كيف يمكن للأمهات أن يصبحن أضعف من أبنائهن في لحظة..وأن يصبح الحضن الذي احتواني طوال العمر بحاجة إلى من يحتويه؟
كيف يمكن أن يصبح كتفي المائل هو الجدار الذي ينبغي أن تستند عليه مدينة أمي الشاسعة؟
كيف يمكن للعصفور أن يقود نسراً؟ وللوردة أن تعطر مرجاً؟ ولنسمة أن تقود موج البحر وسفنه ومراكبه ونوارسه نحو المرافئ الآمنة؟
كيف تتهاوى بوابة شاهقة أمام نافذة بالكاد يتلصص منها الضوء؟
ويغفو قمر متوهج في حضن نجمة خرقاء؟
.
.
هذه المعاني حفرت أخاديد عميقة في داخل نفسي..
كنت أتحرك ، وأروح ، أحمل التقارير وكيس الأدوية الملعون..أمضي من مستشفى إلى أخرى..
أتحدث مع الأطباء، وأشرح الحالة مرة واثنين وثلاث..
وفي كل مرة تهجم النوبة الشرسة على أمي..فتئن بصوت مبحوح وتتوسلنا بعيون باكية أن نفعل شيئاً لنوقف جيوش النمل التي تنهش جسدها في ألم حتى أشعر بقمة الإنهزام والفشل..والتقزم..
وبعد أن تهدأ وتستكن في ضعف ، وبدون أن تضع عينها في عيني تهمس بصوت منهك: أتعبتكم معي..!
فأدير وجهي للناحية الأخرى متصنعة القوة والغضب في محاولة لإخفاء ذلك السهم الذي ينفذ في قلبي كلما قالت ذلك لأقول في لهجة مضطربة: ماهذا الكلام؟ وأي تعب هذا؟
فتعود لتنام كطفل هادئ أنهكه البكاء تاركة إيانا الخمسة في حيرة ..ودهشة.. ورغبة جارفة في أن نهبها أجسادنا ودعواتنا وكل ..كل حبنا!

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...