الأحد، 19 أغسطس 2012

مرحبا عيد..!

 تأتي هذا العام أيها العيد المشغول ولا تتوقف لدي كثيراً..
حتى أنا لن أتوقف عندك أكثر مما ينبغي..
لن تذكرني به رائحة العود في صباحك أيها العيد، لن تثير في نفسي تكبيراتك أي ذكرى،  لن أكتب عني وعن جروحي تلك التي سببتها لي  قبل سنوات رسالة مطولة، 
كأحباء غرباء قبلتني وسلمت عليك..وقبل أن تمضي لشئونك أهديتني بطاقة:


شكراً رومي ..:-)

الأحد، 5 أغسطس 2012

مقطع من فصل من رواية..


.......وشتمتها بكل أنواع الشتائم التي لا أستطيع أن أتفوه بها أمام أحد..هل هناك أسوء من أن يوقظك إزعاج مستفز من عمق نومك اللذيذ؟ فكيف إذا كانت هذه النومة هي نومة ما بعد الغداء؟ كل يوم الساعة الثالثة عصراً يكون لي موعد مع هذا الصوت الذي يفسد علي باقي يومي!

 أعود من الجامعة حوالي الساعة الثانية في كثير من الأيام وأنا أشعر بدوار الحر والإرهاق والجوع، أتناول غدائي وبسرعة أهجم على السرير وأندس تحت اللحاف البارد والظلمة الخفيفة، وما إن أغفو تلك الغفوة اللذيذة حتى يبدأ الصوت يتسرب إلى أذني النائمة من جارتنا في الطابق العلوي إذ تقرر في كل يوم وفي نفس الوقت أن تكنس البيت .

صوت محرك المكنسة الكهربائية مع صوت اصطدامها بقطع الأثاث واحتكاكها بمساحات الأرض السيراميكية الخالية من السجاد يصيبني بالحنق إلى درجة الجنون، أحاول أن أضع الوسادة على أذني ، أحاول أن لا أفكر في صاحب العمارة الذي لم ينشئ عازلاً يمنع عني إزعاجاً كهذا، ولا في الجارة العزيزة الكريهة التي لا تعلم كم يزعج روتينها اليومي جيرانها اللذين وصى عليهم رسولنا الكريم، أو في الساعة الثالثة عصراً حين يتواطئ حر جدة مع أشعة الشمس الوقحة و صوت المكنسة الشرير..!

المكنسة..رمز لأشياء غير لطيفة في ذهني وربما في أذهان آخرين أيضاً..أليست هي مكنسة الساحرة الشريرة التي تطير عليها بسنها المكسور وقبعتها المدببة، ألم تكن سندريلا الرقيقة الجميلة تستخدم المكنسة في تنظيف المطبخ أيضاً؟ إذن لم ارتبط شكل المكنسة بالساحرة وليس بسندريلا؟

المكنسة أيضاً تذكرني ببيت جدتي القديم وبالنظرات الصارمة من عيون خالتي وتهديدها لي دوماً ب"لي" المكنسة الذي يقبع تحت السرير متربصاً الفتيات اللواتي لا يسمعن الكلام، كنت أتخيل تحت السرير عالماً مظلماً متسعاً ومخيفاً، به مكنسة كهربائية لئيمة بصوت معدني وأطراف حديدية تضرب من يسيء التصرف على أم رأسه..كنت وقتها أنكمش وألتصق بأمي وأنا أتخيل هذا العالم الموحش..

جلست على السرير وصداع الاستيقاظ الفجائي من النوم يعبث برأسي، عبثت برأسي أفكار أخرى أيضاً، جارتنا العزيزة الممتلئة والتي تعمل معلمة علوم لا تعلم أي أذى تسببه نظافتها الزائدة لجيرانها، هل أخبرها إذن؟ كم يبدو ذلك وقحاً..اتصل بها بالهاتف، لا..لا جرأة لي على طرح موضوع كهذا معها وأنا لم أرها إلا مرتين ولا علاقة من أي نوع تجمعني بها، هل أكتب لها رسالة؟ ماذا أقول فيها بحيث لا تعرف هويتي؟ هل تقرأ جارتي الرسائل أصلاً رغم أنها معلمة؟ هل أشاركها في جدولها اليومي وأقترح عليها أن تبدأ تنظيف البيت كأول شيء تفعله حين تعود من المدرسة في حدود الساعة الواحدة؟ هل أخبرها أن لا داعي للمكنسة الكهربائية أصلاً وأن تنظيف الأرض السيراميكية يعطي نتائج أفضل باستخدام الممسحة والماء والصابون والديتول؟ هل أتسوق معها على حسابي مساحيق لتنظيف الأرضيات؟ 

فتحت صفحة في الكمبويتر وأخذت أكتب:

السيدة العزيزة أم عبدالله..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


يهمني أن أخبرك أنني إحدى من يسكن في عمارتنا "عمارة النور" وأنني أنزعج من صوت المكنسة الكهربائية كل يوم الساعة الثالثة إذ أنه وقت راحتي الوحيد طوال اليوم، وحيث أن الرسول وصى على سابع جار أرجو أن تجدي حلاً لتغيير موعد التنظيف حتى لا يزعج الجيران..


شكراً من القلب لاستجابتك مقدماً وأنا متأكدة أن كل الجيران لديهم نفس المشكلة مع صوت المكنسة..


إحدى جاراتك

يا سلام، ما أجملني وأنا أكتب رسالة رسمية جادة، الآن السؤال هو: كيف سأوصل لها الرسالة دون أن تتعرف على هويتي؟ أضعها عند الباب مثلاً؟ كيف أضمن أن أحداً لن يراني ؟ ماذا لو فعلت ذلك بعد منتصف الليل ، أو ربما صباحاً فأنا أخرج بعدها كل يوم ولن تراني لا هي ولا زوجها..

وضعت الرسالة في مظروف أبيض رسمي وكتبت عليه بخص يدي : إلى أم عبدالله الغالية..

كمحاولة لخلق انطباع جيد قبل أن تقرأ الرسالة، قبل أن أتوجه للجامعة صعدت إلى شقتها وألصقت الظرف الأبيض على الباب البني من الخارج راجية أن تراه حين تعود قبل أن ينزعه أحد..

بعد أن عدت بنصف ساعة رن جرس الهاتف، تعجبت إذ لم يعد أحد يتصل على هاتفي الأرضي، رفعت السماعة وقلت : ألو، فتفاجئت بمن يسأل عني بالإسم وقبل أن أرد أردفت : قولي لها جارتها أم عبدالله

سكت وأخذ عقلي يفكر بسرعة، لم أكن أريدها أن تتصل أو أن أناقش معها الموضوع، يكفيني أن المعلومة قد وصلت إليها لذا قلت لها:.................



قبل أن أعرف ماذا قالت لها، أتسائل لماذا يسبب لها صوت مكنسة كهربائية كل هذا الفزع والضيق والدراما؟ أهو إحساس نسائي فقط؟ هل يمكن لمعشر الرجال أن يتضايقوا من صوت مكنسة؟ أم هو شيء لا علاقة له بالجنس ومختص بكاتبتنا العزيزة غريبة الأطوار؟

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...