*أخيراً جئت أستلقي على الورق...
منهكة الروح، غاصة الحنين...
فوضوية الشعور..والنبض..والكلمات أيضاً..
*كنت دائماً أقول أنني مترفة الحزن..
لكن في الأيام الماضية هبط علي حزن شرس..
زارني من حيث لا أحتسب..
حزن أكبر من كل مساحاتي..
حزن ملأ علي عيني فلم يترك مكاناً حتى لدموعي..
ولا صوتاً لقلبي..
*ماهو أكثر حزناً من أن ترى أمامك مخلوقاً تحبه يتألم..ثم تقف مكتوف اليدين ليس بوسعك أن تفعل له شيئاً إلا أن تمسح على جبينه، وتربت في حنان على قلبه.. وتنظر بأسى إلى عينيه..
ذلك المخلوق..كان أمي..!
أنا أم..ولكني مازلت أتسائل..هل تتألم الأمهات؟
هل يبكين؟..هل يستجدين الرحمة ..وتنز كل خلية في جسدهن وهناً؟
هل تفقد الأمهات العظيمات قوتهن لتتبعثر الفوضى وينسف الأمان في عيون أبنائهن..؟
كيف يمكن للأمهات أن يصبحن أضعف من أبنائهن في لحظة..وأن يصبح الحضن الذي احتواني طوال العمر بحاجة إلى من يحتويه؟
كيف يمكن أن يصبح كتفي المائل هو الجدار الذي ينبغي أن تستند عليه مدينة أمي الشاسعة؟
كيف يمكن للعصفور أن يقود نسراً؟ وللوردة أن تعطر مرجاً؟ ولنسمة أن تقود موج البحر وسفنه ومراكبه ونوارسه نحو المرافئ الآمنة؟
كيف تتهاوى بوابة شاهقة أمام نافذة بالكاد يتلصص منها الضوء؟
ويغفو قمر متوهج في حضن نجمة خرقاء؟
.
.
هذه المعاني حفرت أخاديد عميقة في داخل نفسي..
كنت أتحرك ، وأروح ، أحمل التقارير وكيس الأدوية الملعون..أمضي من مستشفى إلى أخرى..
أتحدث مع الأطباء، وأشرح الحالة مرة واثنين وثلاث..
وفي كل مرة تهجم النوبة الشرسة على أمي..فتئن بصوت مبحوح وتتوسلنا بعيون باكية أن نفعل شيئاً لنوقف جيوش النمل التي تنهش جسدها في ألم حتى أشعر بقمة الإنهزام والفشل..والتقزم..
وبعد أن تهدأ وتستكن في ضعف ، وبدون أن تضع عينها في عيني تهمس بصوت منهك: أتعبتكم معي..!
فأدير وجهي للناحية الأخرى متصنعة القوة والغضب في محاولة لإخفاء ذلك السهم الذي ينفذ في قلبي كلما قالت ذلك لأقول في لهجة مضطربة: ماهذا الكلام؟ وأي تعب هذا؟
فتعود لتنام كطفل هادئ أنهكه البكاء تاركة إيانا الخمسة في حيرة ..ودهشة.. ورغبة جارفة في أن نهبها أجسادنا ودعواتنا وكل ..كل حبنا!
منهكة الروح، غاصة الحنين...
فوضوية الشعور..والنبض..والكلمات أيضاً..
*كنت دائماً أقول أنني مترفة الحزن..
لكن في الأيام الماضية هبط علي حزن شرس..
زارني من حيث لا أحتسب..
حزن أكبر من كل مساحاتي..
حزن ملأ علي عيني فلم يترك مكاناً حتى لدموعي..
ولا صوتاً لقلبي..
*ماهو أكثر حزناً من أن ترى أمامك مخلوقاً تحبه يتألم..ثم تقف مكتوف اليدين ليس بوسعك أن تفعل له شيئاً إلا أن تمسح على جبينه، وتربت في حنان على قلبه.. وتنظر بأسى إلى عينيه..
ذلك المخلوق..كان أمي..!
أنا أم..ولكني مازلت أتسائل..هل تتألم الأمهات؟
هل يبكين؟..هل يستجدين الرحمة ..وتنز كل خلية في جسدهن وهناً؟
هل تفقد الأمهات العظيمات قوتهن لتتبعثر الفوضى وينسف الأمان في عيون أبنائهن..؟
كيف يمكن للأمهات أن يصبحن أضعف من أبنائهن في لحظة..وأن يصبح الحضن الذي احتواني طوال العمر بحاجة إلى من يحتويه؟
كيف يمكن أن يصبح كتفي المائل هو الجدار الذي ينبغي أن تستند عليه مدينة أمي الشاسعة؟
كيف يمكن للعصفور أن يقود نسراً؟ وللوردة أن تعطر مرجاً؟ ولنسمة أن تقود موج البحر وسفنه ومراكبه ونوارسه نحو المرافئ الآمنة؟
كيف تتهاوى بوابة شاهقة أمام نافذة بالكاد يتلصص منها الضوء؟
ويغفو قمر متوهج في حضن نجمة خرقاء؟
.
.
هذه المعاني حفرت أخاديد عميقة في داخل نفسي..
كنت أتحرك ، وأروح ، أحمل التقارير وكيس الأدوية الملعون..أمضي من مستشفى إلى أخرى..
أتحدث مع الأطباء، وأشرح الحالة مرة واثنين وثلاث..
وفي كل مرة تهجم النوبة الشرسة على أمي..فتئن بصوت مبحوح وتتوسلنا بعيون باكية أن نفعل شيئاً لنوقف جيوش النمل التي تنهش جسدها في ألم حتى أشعر بقمة الإنهزام والفشل..والتقزم..
وبعد أن تهدأ وتستكن في ضعف ، وبدون أن تضع عينها في عيني تهمس بصوت منهك: أتعبتكم معي..!
فأدير وجهي للناحية الأخرى متصنعة القوة والغضب في محاولة لإخفاء ذلك السهم الذي ينفذ في قلبي كلما قالت ذلك لأقول في لهجة مضطربة: ماهذا الكلام؟ وأي تعب هذا؟
فتعود لتنام كطفل هادئ أنهكه البكاء تاركة إيانا الخمسة في حيرة ..ودهشة.. ورغبة جارفة في أن نهبها أجسادنا ودعواتنا وكل ..كل حبنا!
ابكيتني كثيراً، سامحك الرب.
ردحذف