الخميس، 25 ديسمبر 2014

من جديد -4-

أعيش حالة شجن ..دهشة ..غرابة ..سطوة!
كيف يمكن لحجر أن يلقى في بحيرة ويسبب كل هذه الدوائر والفوضى ؟!
كيف يمكن لوحش في البحيرة أن يغويني كي يفترسني وأنا راضية؟
كيف يمكن لعابر أن يمر فقط فيثير عواصفاً وسرباً من طيور ..وقطيع نمور؟
كيف يمكن للغة أن تكون مخاتلة ومراوغة ومغوية إلى هذا الحد؟  كيف يمكن أن تكون هي الخطيئة والطهر؟ القداسة والذنب؟ هي الماضي الذي لم أعيشه والمستقبل الذي كان أمس؟ ذكرياتي التي لم تكن ومستقبلي الذي كان؟ المعنى الذي تاه في قلب الشاعر والصوت الذي ليس له صوت؟ كيف للغة أن تكون أنثى كالألف المقصورة المتثنّية المنحنية التي لا تضمها الأبجدية؟ وطفلة كالهاء التي تلم جدائلها كل مرة بطريقة ؟  ورجلاً نبيلاً كالسين الذي يخبيء الأسرار والسحر ..والسراب..!؟
.
.
؟! ثم؟


السبت، 20 ديسمبر 2014

من جديد-3-

انتهيت اليوم المراجعة الما قبل الأخير لكتاب "حفلة شاي في قصر سندريلا" أظنني أحببت هذا الكتاب، أحببت أجواءه وأفكاره والكتابة فيه ومصادقة أبطاله۔۔
بدأت الآن مرحلة الشك الممزوجة بالترقب، ومرحلة تدفق الأدرينالين الذي يسبق المغامرة الغير محسوبة العواقب۔۔!
كل كتاب هو مغامرة۔۔كل كتاب هو شك دائم، كل كتاب هو عدم تأكد، ترقب، رغبة في التراجع، ورغبة أخرى في المضي قدماً والقفز في الماء البارد۔۔

مقطع من الكتاب:
 
بياض الثلج والأقزام السبعة

"يا مرآتي يا مرآتي۔۔من هي أجمل امرأة في الكون؟"
 
 


هل تدور قصتك كلها يا بياض الثلج حول "الجمال"؟ بدءا من اسمك حين جرحتْ والدتك يدها وهي تخيط في يوم شتوي، فتساقطت قطرات دمها الحمراء على ثوبها الأبيض، فتمنّت طفلة جميلة بشرتها بيضاء شفاهها حمراء وشعرها أسود۔۔

ومروراً بزوجة أبيك التي كانت تسأل مرآتها السحرية كل يوم من هي الأجمل، وانتهاء بالأمير الذي فتن بك من أول نظرة وأنت شبه ميتة!

الجمال! أليس شيئاً نسبياً؟ أليس من العنصرية افتراض ملامح جمال معينة قد لا تتوفر إلا في شعوب معينة؟ ومن هي هذه المرآة التي تعطي لنفسها الحق في أن تجيب امرأة ما بأنها الأجمل؟ هل انعكست على هذه المرآة صور كل نساء الأرض؟ أليست الفتاة العربية بأنفها المستقيم وشعرها الأسود وعيونها ذات الرموش الطوال كسيوف المعركة هي الأجمل عند حبيبها الشاعر؟ أليست الفتاة الأفريقية بشعرها المجدول وملابسها الملونة وبشرتها الأصفى كالعسل الحلو هي الأجمل عند محاربها الصياد؟ أليست الفتاة الإسكندنافية ذات الشعر الأحمر والعيون الخضراء والنمش الذي ينتشر في وجنتيها كقبلات الملائكة هي الأجمل عند بحارها الوسيم؟ أليست الفتاة الآسيوية ذات الشعر المنسدل اللامع والأنف الصغير والمشية الدقيقة الخطوات كقطرات المطر هي الأجمل عند فارسها الشجاع؟

هل كنت أيتها المرآة تضحكين على هذه المرأة التي تظن نفسها الأجمل وتقودينها للجنون بافتراض أن هناك من هي أجمل منها أو ربما أصغر؟ أكنت ترسلين لها رسالة خفية أنه لا يمكنها أن تبقى الأجمل لأنها تكبر وتتقدم في العمر؟ وكما هو الجمال شيء نسبيّ فهو زائل وغير دائم أيضاً، لعلها فكرة من أصعب الأفكار التي تتعارك معها النساء عبر عمليات التجميل المختلفة كمحاولات حثيثة لتزييف ما تستطيعين رؤيته أنت على حقيقته أيتها المرآة۔ 

اصدقيني القول إذن۔۔مالذي تفعلينه معنا  كل يوم حين ننظر إلى أنفسنا عبرك؟ هل تعكسين ما ترينه أنت أم ما نراه نحن أم ماهو حقيقي فعلاً؟ صحيح أنك لا تتكلمين معنا كما في قصة بياض الثلج ولكنك تنصتين لملامحنا وتقرئين الكثير في وجوهنا وتسبرين أغوارنا!

مرة أخرى، ماهو مفهوم الجمال؟ أليست مشاعر الحب والأمومة والأخوّة والصداقة جمالاً مفرطاً لا قبل لنا على احتواؤه؟ أليست اللغة بمعانيها الآسرة وصورها الحية وتكثفها المُعجز جمالاً؟ أليست الطفولة ببرائتها العذبة وأسئلتها الأولية وبداياتها الشجاعة جمالاً؟ أليس الفن بجنونه اللانهائي ومبرراته الغير مبررة وصوته المتفرّد جمالاً؟ أليست الطبيعة۔۔الأفكار۔۔الذكريات۔۔ الابتسامات۔۔القلوب الطيبة۔۔الروحانية۔۔جمالاً؟

كيف إذن أيتها المرآة حصرت مفهوماً بهذا التجرد في ملامح امرأة ؟ 

بسببك أيتها المرآة ترتبتْ جريمة في القصة تورّطتْ فيها التفاحة أيضاً، لماذا لم تكوني أيتها التفاحة برتقالة أو مشمشة أو موزة أو تفاحة خضراء أو صفراء؟ يمكن دس السم في أي من هذه الفواكه البريئة ولكن ألأنك تفاحة حمراء كتب عليك أن تكوني رمز الخطيئة والشر والرغبة والمرأة للأبد؟ إنه الأحمر الرمز مرة أخرى!

الجمال، الموت، الدم، التفاحة، السم، المرآة، الغيرة، الشر، البراءة، العمر، الغابة، الثلج، الفتنة وأخيراً المرأة ، تجمعت كل هذه الأفكار دفعة واحدة في قصتك يا بياض الثلج لتنسج معانٍ متشابكة ورموز معقدة صاغت التاريخ والقصص والأحداث والفجائع على مر الزمان!  

رغم كل هذه المعاني "الحمراء" في القصة إلا أن هناك معنى "أبيضاً" أيضاً، إنهم الأقزام السبعة الذي لا يعلم أحد من هم وكيف تجمعوا ولماذا سبعة وهل هم إخوة أم أصدقاء وماذا يفعلون في الغابة وماهي أسمائهم الحقيقية!

ألأنهم أقزام ومختلفين شعروا أنهم هوامش خارجين عن السياق والمتن فقرروا أن يعتزلوا العالم ويعيشوا وحدهم بين مخلوقات أخرى تقدّر جمالهم الغير ظاهر للعيان؟ بالطبع، فمجتمع إنساني يحتفي بالجمال الشكلي لهذه الدرجة سيجعل أناساً خلقهم الله أقزاماً يشعرون بعدم التقبل ويهربون ليعيشوا معاً بسعادة ورضى بل ويؤوون فتاة يقال أنها الأجمل في المدينة تقوم بتنظيف كوخهم وإعداد طعامهم۔۔

يا للمفارقة!!

أليست الهوامش أحياناً أهم من المتن؟

 

 

بقي سؤال واحد۔۔

ألم تقرأي يا بياض الثلج هوامش قصتك بدلاً من التركيز على المتن فقط؟ ألم يكن ضمن الأقزام السبعة من هو لائق بك كي تقعي في حبه و تتزوجيه وأنت التي عشت معم في بيتهم أياماً بدلاً من زواجك بالأمير الذي لا تعرفين عنه أي شيء؟

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

من جديد -2-

ماهذه العادات الكتابية "الزبالة" ؟!!! لم أكتب منذ 6 أشهر هنا، وها أنا ذا أكتب تدوينتين في نفس الليلة!!! عادي،، ألست دوماً في حالة تطرف؟!

- سؤال واحد أجبني عليه: لماذا؟ لماذا؟ كيف ترى نفسك الآن..؟! هل تشعر أنك "جنتل" بعد كل الدراما الغير ضرورية التي افتعلتها؟! هل تدرك أن الأمور كانت ستنتهي أو ستستمر بطريقة أكثر لطفاً ونضجاً؟ أنحن حقاً في هذا العمر نحتاج لأن نتفنن في صناعة جرح جديد؟! على أطراف الحياة -هناك- في الأقاصي - حيث لا أحد..! كنت أقف وأمنحك عن طيب خاطر أو طيب وهم أو طيب خيال..مساحة من اللغة والجلال والشعر والروح الحرة،،بعد أن صرنا على أرض الواقع كما أصررت أنت فليس ثمة إلا كثير من اسمنت وصخور وأبواب مغلقة!!

- البارحة كتبت على باث أن أمسيتي فاضية وغير مجدولة، وسألت كيف أقضيها ووضعت عدة خيارات: قراءة كافكا- شراء نظارة جديدة- مراجعة كتاب حفلة شاي..وجاءني رد أحد الأصدقاء : شاهدي فلم Samsara 

بحثت عن الفم ووجدته ويا للعالم الذي دخلته..!!
هو ليس فلماً بالمعنى المتعارف عليه ، فلا يوجد نص ولا حوار ولا قصة أصلاً، هو مجموعة من الصور المتعاقبة من عدة بلدان في أنحاء الأرض تم تصويرها خلال 5 سنوات..انشداه وتكثف بصري كامل ، ألوان، موسيقى ، ملامح وجوه وملامح حياة...حرب ودمار، سلام وطبيعة، فن وتفاصيل ، جموع ووحدة، سجون وبيوت، فقر وغنى، ممارسات وطقوس، أطفال يُعمّدون ورجال يبكون عند حائط المبكى وحجاج يطوفون حول الكعبة وبوذيون يقفون بإجلال أمام بوذا..رصاص وأسلحة تُصنّع ..أطعمة تُعلّب..رقصات تُؤدّى ..أطفال من كل مكان.. صور ومعانٍ لا تنتهي..
حقيقة لم يكن فلماً، كان تجربة روحية وتأويلية تستحق أن تُعاش في أمسية جميلة..

- أمتلئ بالموسيقى ..بالصور..بالكلمات.. وتكبر القصص في قلبي،، تتوالد وتعود ولا تنتهي، وأنا التي دوماً أتسائل: كيف نعرف أنها نهاية القصة؟ من يقرر أن هذه النهاية؟ كيف نعرف أن القصة لن تستكمل في جزء آخر من الحياة ؟في قصتي التي أزعم أنها انتهت يأتيني صوت هامس: ربما لم تنتهي يا صاحبة الأبواب المواربة..فأقول بحدة: هذه المرة سأغلق الأبواب، فيقول ثانية: يا صاحبة النوافذ المشرعة، فأقول: هذه المرة سأسد النوافذ التي تأتي منها الريح،،لأستريح..فيقول: يا صاحبة أكواب القهوة التي لم تنهي شربها قط..يا صاحبة الدفاتر التي لم تكتبي في كل صفحاتها أبداً، يا صاحبة الحلم الذي لا يزال يطير رغم المطر..يا صاحبة الأمنية التي لا تزال تغفو تحت مخدتك..يا صاحبة الرسائل التي لا تزال تُكتب رغم أن لا أحد يرد عليها..يا صاحبة الجلالة!!!!! فأرد: قصتي انتهت..انتهت.. هل تسمعني أيها الصوت؟!

- كنت في رحلة للكويت قابلت فيها بثينة العيسى وعدداً من الفتيات الكويتيات وقدمت ورشة عمل لمدة يومين عن الكتابة الإبداعية في أدب الأطفال ضمن مشروع بثينة" تكوين" ..بثينة بطلة كانت تعيش في رواية وخرجت لتعيش معنا في الحياة الحقيقية، استمتعت بزيارتي جداً، وممتنة للكويت وأهلها، كنت أحتاج هذه الأيام تجربة بهذ اللطف..!

- تتوقعين يا ماورد بعد هذه الكتابة متى سأعود إليك مرة أخرى؟ اغريني ،،راوديني،،ناديني،،احضريني دوماً إلى هنا..
صح بقي شيء مهم جداً: اشتريت نظارة جديدة..!! ترا هادا خبر مهم والله!!

الخميس، 18 ديسمبر 2014

من جديد -1-

٦شهور يا ماورد؟ ٦شهور؟؟!!! طيب أسألي عني.. طيب افتقديني..طيب زعقيلي..طيب اي شي..!:-(
سافرت وعدت ..وأمارس مهام الوكالة..واشتريت غرفة السفرة وركبت الخشب في الدرج وزاد عدد النباتات..شعري طال ولم أعد لقصه مرة أخرى..وأفكار وأحداث أخرى كثيرة ..أرأيت مقدار ما يفوتك مني؟ أصلا إنت الخسرانة ..:-(

-عاداتي الكتابية تغيرت ولست راضية عنها كثيرا ، أكتب في الدفتر الصغير الجميل الغير مسطر والذي كان هدية من صديقتاي الصغيرتان العزيزتان ..الكتابة في هذا الدفتر تشبه كتابة شفرات سرية واعترافات قصيرة وجريئة ..أنا لا أغوص تماما في الكتابة..بل استخدمها كسهام أوجهها هنا وهناك..أكتب في پاث كتابة تفاعلية غير جادة..أكتب خطابات رسمية..أكتب إسمي على أي مساحة بيضاء وألعب في حروفه العربية والإنجليزية .....وربما أكتب على صفحات قلبي كلاما وبوحا لا يقرأه إلا أنا..أنا فقط أعرف تماما لماذا صرت أفعل ذلك، حين وضعت نقطة آخر السطر بمحض إرادتي على قصة لم تكن لتنتهي، الآن بعد أن اخترت إنهاء فصولها صرت أتسائل : ما جدوى الكتابة إن لم تكن تمنحنا على الأقل نهايات لائقة بقصص حياتنا التي اخترنا أن نكتب فصولها بأنفسنا؟ أوووووه ..تلك قصة طويلة !!!



- لعل الكتابة الجادة الوحيدة في الأيام السابقة انهاء كتابة كتاب: حفلة شاي في قصر سندريلا..كم أحببت هذا الكتاب وأنا أكتبه ، أشعر بالخوف عليه أن لا يحبه القراء كما أحببته أنا، أعمل في رسوماته مع الجميلة ليال إدريس، بقيت لي مراجعة النص الأخيرة وإلى الآن أؤجلها تماما مثل التي تطبخ وتستمتع بالطبخ ثم لا تأكل مما طبخته، رغم ذلك فأنا أدين لهذا الكتاب بحفلة الشاي اللطيفة التي جمعتني بأبطال قصصي الحقيقيين للدرجة التي صرت أشعر فيها أن الحياة خارج الكتاب صفحات مملة في كتاب مدرسي ممل....أنتظر دعوة -أنا سعادة الوكيلة- من بيتر بان أو أليس أو سنو وايت لأنظر نظرة أخيرة على حفلة الشاي ..بالمناسبة في ذهني الجزء الثاني من الكتاب وشخصياته، أكتب ذلك هنا حتى أتذكر أنني فكرت في يوما ما بكتابة جزء ثاني: فنجان قهوة..في جزيرة الكنز!

-الوكالة..ليست بهذا السوء ،لكني أشعر أنني كل صباح أرتدي ملابس منصب الوكيلة وأذهب للعمل تماما كما كنا نلعب "ستات" ونحن صغار ونمثل أننا أمهات كبار ونجيد شرب الشاي، حسنا أنا أمثل كل يوم ويبدو أنني أجيد التمثيل ...
- تواقة عاد هذا الموسم بموسم "روايات" فقط..هي تجربة جديدة، ما أجمل التجارب الجديدة حين تبدأ بفكرة لا تدري من أين أتت وتذهب معها إلى حيث تأخذك..


- سافرت سفرات سريعة لدبي والكويت في مهام تخص أروى العربية...أنتظر إجازة مارس حتى أسافر سفرة مزاج إلى لندن أو فلورنسا ..أوقات كهذه صارت تجمع أجزاء نفسي وتعيد ترتيبها..
...
...
ماورد أنا أحبك ..لا تجعليني أغيب كثيرا ثم آتي لأفرغ مافي جعبتي كبائع شوارع، في جعبتي أكثر من مجرد أحداث.. في جعبتي كلمة ولحن وتجلّي وتصوّف وحكاية !!!!! 




مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...