الجمعة، 28 ديسمبر 2012

من أين جاءت رومي؟ الجزء ٢


الآن ..رومي مكتوبة ومراجعة وجاهزة..
لكني وصلت للمرحلة الأصعب: الرسم وإخراج الكتاب فنياً..
لسبب ما تذكرت إسماً كانت أختي قد اقترحته لي في وقت سابق بحكم تخصصها في التصميم الجرافيكي وتقاطعها مع كثير من الأعمال والأسماء: حنان قاعي من بيروت
قالت أختى إنها لا تعرف حنان شخصياً ولا تعرف إن كانت قد رسمت للأطفال قبلاً لكنها وجدت لها بعض الأعمال وهي تعتقد أن رسمها به شيء مختلف..
كنت قد اطلعت على ستايل رسم حنان ككل
لكني أعرف أن رسم كتب الأطفال شيء آخر، وأنه لا يكفي فقط أن يكون المرء فناناً ، ولكنه يستوجب أن يكون طفلاً في داخله، أن ينقل النص إلى مستويات أخرى، أن تكون له فلسفته الفنية الخاصة ، أن يتعامل مع الكتاب كعمل فني متكامل..أن يكون مطلعاً على أساسيات رسم كتب الأطفال
رسلت لحنان إيميل به نبذة عن الكتب الثلاثة وروح الشخصية والنصوص، بعد عدة أيام بعثت لي حنان إيميل تقول لي أنها معجبة بفكرة العمل ككل، وأنها منذ فترة تود أن ترسم للأطفال لكنها تبحث عن نص مناسب يدفعها ويحمسها للعمل:-)
كثير من الإيميلات ومزيد من التفاصيل ..ثم اتفقنا 
.
.
والآن يبدأ العمل..
طبعاً الخطوة الأولى كانت تصميم شكل رومي، وبناء على مواصفاتها الشخصية بدأت حنان ببعض الاسكتشات..
طوال فترة العمل كانت حنان "تفاجئني"..لم تكن من النوع الذي يخطط للكتاب ككل بكل صفحاته وبكل تفاصيله، ولكنها كانت تغيب عدة أيام ثم تعود لتفاجئني بفكرة أو تكنيك ..
والذي لم يختلف منذ أن بدأت العمل مع حنان أن مفاجآتها كانت دوماً مبهجة وجميلة..
مع تقدم العمل ومع كل تفصيل تبعث به حنان كنت أرى عملها مختلفاً جداً، كنت أشعر أن لها قدرة على تفسير النصوص بطريقة فنانة والإنتقال بها إلى مستويات أعمق وأكثر إتقاناً في كل مرة..
قابلت حنان أواخر 2011 في بيروت- وقد كنت قد عدت من بريطانيا إلى جدة وقتها- في ذلك الوقت كنا قد انتهينا من عدد من الصفحات ..لكن وفي ذلك المطعم الصغير اللذيذ خارج بيروت فاجئتني حنان أنها تريد أن تغير ستايل الرسم نهائياً..!
ماذا؟ هذا معناه أن نعيد العمل من جديد..معناه مزيد من الوقت وتأخير في إنتاج الكتاب..
بهدوئها المعتاد ووسط استغرابي أرتني حنان نموذجاً من التكنيك الجديد الذي تريد أن تعمل به، شرحت لي الفكرة والتي تعتمد على تصوير الخلفيات وكثير من عناصر الصفحة ثم إضافة الشخصية عن طريق الرسم، أرتني نموذجاً مما بدأت في تنفيذه وهي الصفحة الصفراء التي لا تريد فيها رومي أن تلبس قميصاً يجعلها مديرة المدرسة، كان منظر الكتب والفايلات المعلقة بحبل من الأعلى مغر ومحرض على الإبتسام والإعجاب والدهشة..:-)
بدأت حنان العمل من جديد وفي كل مرة كنت أدرك شغفها بالتفاصيل الصغيرة والأفكار المرحة التي لا يراها إلا هي والتي قد تكون مستلقية ومخبأة بين السطور وتحت الحروف
حنان لم تكن ترسم وتعمل على الصفحات فقط ولكنها اشترطت من البداية أن تصمم الكتاب فنياً كي تعنى بجميع التفاصيل في كل جزء من الصفحة..
من متعي الصباحية أن أفتح إيميل وأجد صفحة جديدة من صفحات الكتاب ، كان ذلك يسبب لي ابتسامة وبهجة ترافقني طوال اليوم..
لن أتحدث أكثر عن التكنيك الذي اتبعته حنان فالأنيميشن عاليوتيوب والصور التي وضعتها حنان في الفيسبوك تقول الكثير الذي لا أستطيع أن أقوله..
  أستطيع أن أقول فقط أن العمل مع حنان كان متعة من جميع الجوانب، وأن بداخلها فنان شقي ومتمرد وأصيل بوسعه أن  يتحول إلى جني صغير يعمل بمرح وبحب وكأنه يلعب
ناثراً غباره السحري على الصفحات
ليقدم للأطفال قصة تحملهم إلى عالم ملون وبديع..
ويقدم للكبار نموذجاً للإتقان والإنطلاق لملاحقة الأفكار الجميلة في كل مكان
:-)

الاثنين، 24 ديسمبر 2012






من أين جاءت رومي؟ الجزء ١


في ليلة شتوية باردة من ليالي ليدز في بريطانيا، كنت أجلس أمام المدفئة في بيتي الصغير بينما أراقب تساقط الثلوج من النافذة المتسعة..كان أبنائي حولي يضجّون ويلعبون ويتحدثون ويتعاركون...تناولت الكمبيوتر وأخرجت قصة رومي من فايلاتي القديمة، كنت قد كتبتُ القصة الأولى من مدة ونسيتها..لم تكن بطلتي رومي بعد، بل كانت بلا إسم وكان إسم القصة: "قائمة ملابسي التي لا أحبها"..عدلتُ بها بعض الأشياء، وأعدت كتابة أشياء أخرى ، اخترعت الشخصية، كتبت كل شيء عنها، عمرها، ماذا تحب وماذا تكره، مواصفاتها الشكلية والشخصية..أسميتها رومي، ضحكت معها، واستمتعت بكوني لئيمة مثلها أحياناً وطيبة أحياناً أخرى، كانت مثلي متسائلة وكنت مثلها لي رأيي الخاص مزجت كثيراً منها بطفولتي وطفولة بناتي وصديقاتهن ومن أعرفه من بنات..
رومي لم تكن أحداً معيناً، كانت "بنت" أفكاري فعلاً ..!
بمجرد أن كتبتُ رومي وقعت في غرامها، كتبت قصتين ثانيتين..كانت بطلتهما رومي..
كل هذه الحكاية لم تستغرق مني إلا ساعتين وما زال الثلج يتساقط في الخارج وأنا أستدفئ بالمدفئة، كنت أفكر في المشوار الطويل الذي علي أن أقطعه حتى تصبح رومي حقيقية في كتاب أمسكه بيدي وأشم رائحة أوراقه..شعرت وقتها بالبرد
من أين أبدأ؟ وكيف؟ وماذا أفعل؟


.
.
 سكنت "ليدز" القريبة من منطقة البحيرات 
The Lake District
والتي تحوي منزل مس بوتر (بياتريكس بوتر) كاتبة ورسامة قصص الأطفال البريطانية الأشهر، ذهبنا في ربيع تلك السنة لزيارة المنطقة التي اشترت مس بوتر الكثير من أراضيها في سبيل الحفاظ على الطبيعة البريطانية الساحرة بكراً، بيت مس بوتر لا يزال مزاراً ، أرنبها وبطتها التي اخترعتهما لا يزالان حتى الآن رمزان لتلك المنطقة يباعان على الأكواب والمنتجات المختلفة..
كل ذلك كان ملهماً لي لأن أبدأ العمل، ترجمتُ القصص الثلاثة بالإنجليزي وروجعت جيداً ثم بعثت بها لإحدى الجهات
(The Writer's Advice Center for children's books)
التي كانت مرشحة من دار النشر "بنجوين" البريطانية من أجل مراجعة نصوص كتب الأطفال قبل أن يقدمها لهم الكتّاب
بعد أسبوعين عادت لي النصوص الثلاثة مع فايل كامل يشمل كل التفاصيل، وكأن أحدهم قد كتب دراسة ناقدة مفصلة عما كتبت..!
أعجبتني تلك الطريقة التي تساهم في رفع المعايير جداً في سوق كتب الأطفال الإنجليزية وتجعل ما يقدم يرقى إلى مستوى المنافسة الشرسة جداً..
.
.
انهيت بعض التعديلات الأخيرة على النصوص بالعربي والإنجليزي ثم أرسلت النصوص العربية إلى من يراجعها لغوياً..
الآن جاء وقت الرسم..
كان الهدف الأساسي من الترجمة البحث عن رسام إنجليزي رغم أنني أنوي نشر القصص بالعربية..وجدت كثيراً من الرسامين التي راقتني أعمالهم إلى حد ما، راسلت بعضهم ولكني قبل أن أوقع أي اتفاق مع أي منهم كنت أتراجع وشيء في نفسي يخبرني أنني أريد رساماً أو رسامة عربية..
كيف وأنا هنا في بريطانيا؟كيف سأجده أو أجدها؟
.
.
 في يوما ما ظهرت حنان الجميلة من بيروت في طريق رومي..
ماذا حدث؟
كيف ظهرت وكيف عملنا معاً؟
.
.
في البوست القادم  سأكتب عن ذلك إن شاء الله

السبت، 22 ديسمبر 2012

سراجة ورومي..:-)

أيقظني شيء ما مبكراً اليوم -رغم أنه الجمعة- وصرخ في وجهي: قومي ورائك الكثير لتفعليه...
وحين كتبت كل ماعلي فعله هذا الأسبوع وجدت أن الأمور "أندر كنترول" ..إذن فلم كل هذا التوجس..؟!
ذهبنا إلى بيت أبي لغداء عائلي يجمع أعمامي، كان الجو لطيفاً وكانت الجلسة في الحديقة . جلست بجوار أبي وقلت له: ماذا تفعل لو تعبت؟ قال لي " من ماذا؟ قلت له: من العمل..ظن أبي أنني أقصد عملي في الجامعة..فقلت له: لا أقصد من كل شيء، ابتسم وقال لي: لا تفعلين شيئاً ، تعيشين الحياة..!
بعد المغرب أصررت على الذهاب للبيت فاستبقتني أختي بقوة وسط استغرابي، حتى فاجئتي العائلة الحبيبة بكيكة لي عليها صورة كتاب رومي ، وبكيكة أخرى عليها صورة سراجة لماما..
:-) يا للجمال ويا للمفاجآت اللطيفة التي تأتي في وقتها تماماً..:-)



أحببت النقاش الحار الذي كان دائراً بين الأطفال والذي تحول لعراك فيما بعد (جودي ويسر وسارية) حول من سيأكل وجه رومي ووردتها وحذائها:-)

تلوّن يومي..وتوّرد..وأصبح حلواً كالكعك:-)
شكراً عائلتي الحبيبة :-)

الأحد، 16 ديسمبر 2012

سراجة..وأشياء أخرى..


- البارحة كان افتتاح "سراجة هاوس" مشروع أمي الجميل..
مذ كنا صغاراً وهي تخيط لنا ملابسنا ، بنفسها تصمم وتخيط ستائر البيت..وتزين أركانه بالمخدات الصغيرة والمفارش..
لها علاقة سرية مع الأقمشة وملامسها وألوانها وخيوطها..
تستحيل هذه الأشياء الأولية في يدها إلى باقة من الجمال المدهش..



قبل سنتين أو ثلاثة قررت ماما أن تنضم لمجموعة "أبليك وكويلت" وهما من الفنون النسجية المعروفة..
تفوقت على كل المجموعة، شاركت في عدة معارض. وبدأ الأمر يصبح شغفاً لديها..
كلما كانت تسافر كانت تبحث عن الدكاكين الصغيرة للأقمشة والخيوط والأزارير، كانت تكوّن مجموعتها السرية، تستمتع ..تبتسم..تندهش..وتنقل لمن حولها كل هذا..!
وكلما بدأت في مشروع جديد..أتخيل أن جنيان صغيران- كجنيا الحذّاء في القصة- يساعدانها وينثران غباراً سحرياً علي كل قطعة قماش..



أنظر بإعجاب إلى هذه الروح التي لا زالت تبحث عما تحب، وحين وجدته لم تضيع لحظة واحدة..!
أنظر بإعجاب إلى تجسيد حي لمعنى الإتقان..
أنظر بإعجاب للجينات الفنية المركزة لدى أمي والتي حاولنا نحن أن نحوز على جين أو اثنين..
الآن لدينا في حديقة المنزل "وكر للجمال" اسمه سراجة..
من أراد خلطة من فن وجمال وألوان وقمة في الإتقان..فليتفضل..

- حين تأتي الخيبات في وسط مهرجان الفرح تكون ثقيلة جداً..مؤلمة ..وحادة..
لو أنها شرّفت في وقت آخر لما بدت بكل هذا الوضوح والتضاد والسوداوية..
وهنا رسائل ، عل هذه الخيبات ترحل وتتركنا ننفرد بفرحنا:
1- صديقتي الجميلة..
لا تحزني أرجوك..وقدمي استقالتك، ولا تترددي..
هم اللذين فشلوا في تحقيق أهدافهم وليس أنت..
هم اللذين خسروا فراشة كانت ترفرف حولهم كل صباح..
لعل طريقاً آخر ينتظرك..

2- صديقتي الفنانة..
مؤلم ألا يشاركك إخوتك هذا الإنجاز..
مؤلم أن أسمع منك تقولين: "قلبي كأنه زجاجة وتكسر"
مؤلم أن تنتظري الأقرب ليشاركك شيئاً يعني لك جداً فإذا به الأبعد..
ألا نكفي نحن؟
ألا يكفي كل هؤلاء اللذين رسمتِ قلوباً مبهجة داخل أحداقهم؟
لعلها الحياة تود منك أن تنظري إلى نوافذ أخرى مفتوحة وتتركي تلك المغلقة..!

3- صديقتي..أنا..
هل يستحق كتاب أطفال كل ذلك؟
تعبت..
تعبت من النظر إلي كل التفاصيل بعين ناقد شرير..
تعبت من السقف الذي رفعته جداً..
تعبت من خيالي الذي يرسم النتائج بدقة فإذا كان ثمة فرق باهت بين ذلك الخيال وبين ماهو حقيقي لم أغفر لي..
كم مرة بكيت بالسر ..لأن مرحلة من مراحل الكتاب طولت أكثر مما ينبغي..؟
كم مرة بكيت في العلن لأن هناك عيب في الطباعة لم يره غيري..؟
كم مرة حادثت رومي وقلت لها: تعرفين أنني حين أعجب بكتاب أحضنه، أرجوك كوني أحد تلك الكتب..لأحضنك!
لعله السقف العالي يخبرني إما أن أكون على قدر كل هذا الطول وإما أن ينهار فوق رأسي..!

- رغم ما كتبته فوق إلا أنني لا أنكر لحظات ال"وااااو" الكثيرة أثناء عملي على الكتاب..
ابتسامتي حين تولد كل صفحة..
شغفي بالألوان وتأثيرها على مزاجي،،
صديقاتي اللواتي يرددن أنني قفزت بكتب الأطفال إلى أفق آخر..
الأطفال اللذين قرأت لهم القصة في أحدى المدارس وبدت عيونهم تلمع وانهارت أسئلتهم وتعليقاتهم كمدفع ورد رشاش..
أختي التي تتابع معي كل خط ولون وكلمة وصفحة..
أمي التي صنعت ورود رومي بيديها فأضافت جمالاً لا يشبهه شيء..
زوجي الذي يبدو مقتنعاً، مؤمناً، مستعداً لأن يأخذني على "قد عقلي" دائماً :-)




الجمعة، 14 ديسمبر 2012

أنا رومي...


ما ورد..
هل تسامحيني..؟!
نهاية أسبوع متعبة، أمام الكمبيوتر، اجتماعات مستمرة بالسكايب، تلفونات متابعة طوال الوقت..
لكني لا أستطيع أن أغيب عليك وألا أدعوك يا بيت ماورد..

هنا حفلة صغيرة:
http://www.facebook.com/anaroomi1#
وهنا حفلة أخرى صاخبة:
http://www.youtube.com/watch?v=-w1-dejrWo8&feature=youtu.be

الآن أنا جئتك هاربة أتوارى فوق إحدى وسائدك لأغفو قليلاً..
سأستيقظ لاحقاً وسنرتدي فستان وردي منفوش ونذهب معاً لنحتفل كما ينبغي..طيب؟



بالمناسبة...الحفلة ستكون أجمل حين أستلم الكتاب من المطبعة الأسبوع المقبل، ولا تنسوا لايك وشير وسبسكرايب:-)))

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

حالة مؤقتة -12-

شتان ما بين أمس واليوم...
البارحة كان هناك لحن راقص أنيق في قلبي..وقلوب حمراء نابضة في عيني..
أما اليوم فأنا حزينة..
حزينة جداً
بكيت كثيراً..
وشربت كثيراً من القهوة..
وكتبت كثيراً من الكلام السري في دفتري السري..
ماذا لو أخطأت؟
ماذا لو شعرت بالخذلان؟
ماذا لو رفعت السقف عالياً عالياً ثم انهار فوق رأسي؟
ماذا لو بدوت غبية، مسكينة، فاشلة، مساحة حرة للشامتين..
ماذا لو؟
لا شيء..!
أبداً لا شيء..
يحدث أن تعطينا الحياة صفعة مؤلمة أحياناً لنفيق من حلم لطيف..
اليوم أخذت صفعتي..
أي ي ي ي
مؤلمة..!
وتبكّي..!!
ماذا حدث؟ 
لا شيء مهم، كتبت كل الكلام الغير مهم هناك في دفتري السري..
..
..
أريد فقط منديلاً، ومزيداً من القهوة، ووعد لطيف صادق بأن كل شيء سيكون على مايرام..







مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...