الأحد، 17 فبراير 2008

أنا يوماً بعد يوم 11

  • قمت من النوم بعد هجوم جيوش النمل الجرارة على رأسي وبقائها هناك تسرح وتمرح وتأكل فتاتفيت السكر..
    ...
    ...
    حسناً هذه نظرية وضعتها أنا..
    تلك النظرية تقول أن حبة من السكر تكفي لإجتذاب نملة ثم تتدفق باقي جيوش النمل المخلصة وتتجمع وتتكاثر..
    بلغة أكثر ترتيباً ذلك يعني أن فكرة واحدة كفيلة بتداعي كم كبير آخر من الأفكار..
    فكرة حزينة واحدة تغرقك في بحر الحزن وتنهشك قبائل النمل الأسود من كل جانب..
    فكرة مفرحة واحدة تحوطك بالأفكار القزحية ويتراقص النمل الأبيض حولك من كل جهة..
    فكرة واحدة حول مشروع أو عمل كفيلة بتدفق النمل "الشغاّل" في إخلاص وجدّ...
    ...
    وبما أني غارقة – ونادرا ما أفعل- في بحث الدكتوراة فالنمل الشغال يجد ويكد في رأسي ويمنعني النوم...
    قمت بسرعة أسجل بعض تلك الأفكار التي خمنت أنها جيدة جداً قبل أن يصبح للنمل أجنحة ويطير ويفر مني...!
    ..
    ..
  • شعرت البارحة أنني أنجزت شيئاً عظيماً...
    لا، ليس شيئاً يتعلق بالبحث، ولا برجوع أموالي التي سحبت خطأ من البنك..
    وليس أيضاً شيء يخص مشروعي الخاص، أو تصحيحي لإمتحان طالباتي في الكلية...
    ..
    ..
    لقد أخبرت الخادمة أخيراً بالوجه الصحيح للمفرش..
    ولهذا المفرش قصة:
    في أحد الأيام اشتريت مفرشاً أو قطعة قماش مطرزة كي أضعها على أريكتي الحمراء..
    تكسر حدة اللون وتضفي مسحة أحبها ، وأتغطى بها حين أشعر بالبرد ويرفض زوجي أن يغلق المكيف..
    وجه المفرش مطرز بخيوط صوف ملونة بمساحات كبيرة بينها خطوط من القصب الفضي. وظهره باهت اللون إلا من ظهور الخيط الفضي بكثرة كما تظهر خيوط التطريز بطريقة فوضوية من الظهر.
    في كل يوم وحين أعود من العمل أجد الخادمة قد وضعت المفرش على ظهره ثم ألقته على الأريكة، فأعود وأقلبه على الوجه وأعيده مكانه...
    صار ذلك روتيناً ، أول شيء أفعله بعد نزعي لعباءتي إعادة المفرش إلى وجهه الصحيح، مر أكثر من شهر..لا أنا أخبرت الخادمة ولا هي سألتني...
    ..
    ..
    البارحة بكل بساطة ناديتها ثم قلت: حين تضعين المفرش ضعيه على هذا الوجه، فما تفعلينه أنك تضعينه على الظهر دائماً..
    قالت لي: أووووووه، حادير مدام..

    بهذه البساطة...انتهت قصة المفرش...


    ما زلت نعسانة ومازالت جيوش النمل هنا...

هناك تعليق واحد:

  1. هل هناك اشياء اخرى في حياتنا نعاملها كما عاملت المفرش لمدة شهر؟ هل نقوم بعمل يومي يزعجنا فقط لأننا لانريد ان ننبه من معنا؟ ماذا لو اخترنا المواجهة وأعلنا الحب!

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...