
إنه ليس صباح الخير..
ولا مساؤه أيضاً..
بعد أن حبست نفسي يوماً بعد يوم على سطورك يا مدونتي، وبعد أن خربشت على قلبي عشرين مرة..فكرت أن ألقي عليك تحية أخرى
بدأت تلك التحية ذات لحظة تمرد...حين قررت أن أعصّي كل القطط الرومية..تلك الكسولة في المنازل...والغافية على كفوف الحسناوات...
هربتهن خلسة من النوافذ...
أغريتهن بكرات صوف ملونة...
وشردتهن نحو سفح غيمة..
وهناك..جلست بقربهن...أتأمل فرائهن المدلل...ألاعب آذانهن المندهشة...أغني ثرثرتي..وأموء معهن كلما تهاطل الودق..!
مياااااو الخير...لحظات تسكع في مقاهي الروح اليومية...وفتح نوافذ عبر الفضاء ليتطاير من خلالها البوح حتى حدود القمر...!
ميااااو (1)
لن أقول شيئاً جديداً...
كل ما أفعله أنني سأفرغ جيوبي هنا..كما أفعل دائماً..
من أراد أن يتفرج على بضاعة غجرية معروضة على الرصيف فليفعل...
وربما يشرب معي صباحاً قهوة ...أو يرشف معي مساء شوكولاتة ساخنة..
ومن أراد أن يمارس الثرثرة..فرصيف الغيم هذا..يحتوي الجميع..! ويمطرهم" أهلاً..."
ميااااو (2)
لماذا علي أن انتظر مرور الزمان على همومي حتى أراها سخيفة...؟
المضحك في الأمر..أنني أمارس الانتظار على قارعة الهم...بترقب
الانتظار ممل..يستهلك أعصابي...ويلقيني في دوامة الأيام...
أليس من طريقة أخرى لإستسخاف الهموم؟
ميااااو (3)
قانون الجذب..يقول أننا نجذب إلينا ما نفكر فيه ونريده..
ذلك يشعرني بالأرق..لماذا نبدو أحياناً أننا في المكان الخطأ ومع الناس الخطأ؟
أترانا نشبه تلك الأمكنة؟ ونشبه أولئك الناس اللذين لا يعجبوننا؟ أم أنه قدر فقط.. ليخرج الله ما هو خير لنا من وسط ما نكره؟
أرسلت هذه الفكرة لعدة أصدقاء..
أحدهم أخبرني أن قانون الجذب يعمل أصلاً عن طريق جذب الأضداد وإلا..فلم يتجمع الذباب على العسل ، ولم يجذب المغناطيس نقيضه؟
أوليس مقنعا؟ بل ومخيفا أيضا؟
مياااو (4)
أعرف أن الصمت جلال...
أمتثل لهذه الحكمة كتلميذة مهذبة...
وأتطوس كسيدة مخملية...
ولكن...
ولكن..
في يوم مقمر..
لا أستطيع أن أقاوم إغراء التسلل حافية من الأبواب الخلفية...
كي أقوم بنثر الأسرار بوحاً من هنا...وحتى القمر...
أي وهج مغر...تملك أيها القلم/القمر..
وأي روح تتشظى.. تلك التي توغل فيها حبرك؟
مياااو (5)
البارحة وعلى غير عادتي ذهبت إلى حفل زفاف..
تخيلوا؟!
أنا..ما ورد بلحمها وشحمها تذهب إلى حفل زفاف عائلي في مساء أحد أيام الأسبوع..!
طبعاً كان ذلك بسبب أمي - الله يرضى عليها- التي ذهبت لقضاء شهر عسل في مكان ما وطلبت من ابنتها الكبرى أن تنوب عنها في هذا الواجب الإجتماعي..!
حسناً ...لم يكن عرساً.
بل كان " كيف تتعذب وتعذب من حولك"
أو "فنون تعذيب الغير بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً"
أو "كوني سندريلا ولا تخرجي من بيتك..وإلا..حنوريك"
طوال الحفل كان صوت المغنية عالياً لدرجة أن من كانت بجواري تتحدث وأنا أحاول جاهدة أن أقرأ ما تقول..شعرت أنه لا بد أن يوزع عند الباب أو مع كروت الحفل أوراق تشرح طريقة استخدام لغة الإشارة..لأنك حقاً ستكون "أصماً" في حفلة كهذه..
المغنية- ما شاء الله- كانت ترفض أن تأخذ إستراحة بل و تشعر بأن عليها أن تؤدي واجبها بأمانة مفرطة..فإذا عطشت وشربت ماءاً بين أغنيتين سارع الناس كي يتحدثوا قبل أن يعودوا مجبرين للصمت مرة أخرى ..
حتى الآن وأنا أعاني من تعب البارحة..!!!!!
مياااو (6)
أشعر بالنعاس ..
منذ يومين لم أكتب في مدونتي..
ومنذ يومين لم أنم كما يجب..
مياااااااااااااو الليل على خير
ميااو الضعف
ردحذفإنه ليس صباح الحُزن
ولا مساؤه أيضًا
قررت أن ألقي هذه التحية، بعد أن حرضتني على أن أدعو كل القطط المُتعبة ..تلك القريبة من الجدران أو على طرف شارع ..ليست عنيفة ولا طيبة ...تلك الضعيفة والتي يظهر أحيانًا أنها " مريضة "!
حاولت إغرائهن بزبدية حليب أوقن بأنها أحوج ما يكون له
قدمت لهن سمك رائحته تفوح
عملت جاهدة لأدفع ذلك الوهن في عينيها أن يتحمس لأي شيء
وهناك جلست بعيدة عنها ..أتأملها ..أثرثر ...وكلما فُجعت في وهني بكيت بكاءً يُشبه مواءها !
مياااو الضعف لحظات تسكع في مقاهي الروح الخاوية ، ومحاولة لنفض الغُبار عنها ببوح من هُنا ذهابًا وإيابًا بين طرفي القلب
لعل ذلك يستفز سكّان القلب !
ميااو "1"
إلى متى سأظل أنثى تُقدّر أحزانها حد التشبث بها أحيانًا ؟
صحيح أن على قلبي حُرّاس أشداء غِلاظ ..لا يسمحون لأي حُزن بالدخول
لكن إذا سَمحوا ...أكرموا بحاتمية ...وتحلّقوا حول " الحُزن " وكأنه سيدهم
ليستمعوا ويُنصتوا كشيوخ ...ويتفاعلوا كنساء ...ويبكوا كأطفال !
إلى متى سأظل مُتطرفة إذا حزنت ؟
لماذا لا أُريح حُراسي ...وأجعل مُدن قلبي يتسكع فيها الحُزن وقت ما شاء
حتى لا يُفزع قدومه سُكان المدينة ...أو ربما حتى يزهد هو في مدينتي !
ميااو " 2"
إذا حزنت لا تُحاول أن تُدللني ...لأن ذلك لن يزيدني سوى بكاءً كالمواء ...لن يزيدني سوى صوتًا مبحوحًا متقطع
لا تُحاول أن تُدللني لأني لن أتحول يومًا إلى " قطة" رومية !
عندما تُدللني تزيدني ضعفًا ...وفجيعة في نفسي
لأني أرى إلى أي مدى ترك الحُزن أثره في قلبي ...إلى أي مدى تحولت الدموع إلى حجر
والأهم من ذلك
إلى أي مدى أصبحت من ضعيفة إلى عنيفة أشد ضعفًا مما سبق بمراحل
لا تُدللني
فأنا حقًا مكسورة !
أبكي بجانبي وكفى ! ..قدّم لي زبدية حليب كقطة وأرحل !
ميااو "3 "
اليوم لست حزينة ...ولست سعيدة ..
لكني غاضبة بانكسار !
أكره أنا أرى ضعفي في صوتي حين يرتفع !
ميااو المساء ...مياااو ...مــ يـــ اا ...و !
مياااو " 4"
تخيلي اليوم كانوا أطفالي في النادي سُعداء ومتحمسون
كُنت سعيدة لذلك
لكن لا أستطيع أن أضحك معهم ..ولا أن أودعهم عند الباب
كُنت أريد أن أحضنهم وأداعبهم فهذا أكثر ما أشعر فيه بالمُتعة
لكني كُنت مُتعبة ولا أستطيع أن أحمل نفسي للسعادة !
تصبحون على خير ..على مواء مرح بدلع القطط الرومية
إذن السر في القطط؟
ردحذفتشردت..تجمعت..وملئت الليل مواء
أهلا بك يا سحابة..
أهلا بك في بيتي..وغرفتي الفضائية..
هنا أنا لا أقدم القهوة ولا "أباشر" ضيوفي في فناجين أنيقة..
هنا..تتسللين حافية..تقطفين من الحديث كرزاً تلطخين به شفاهك كشبهة..وتستلقين بدعة على أرائك من سحاب دون أن تسألي: إلى أين نحن ذاهبون؟تدخلي بدون استئذان وفي أي وقت طالما أنك تجيدين التسرب من الأبواب المواربة!
* حين بدأت قراءة ما كتبتِ..راجعت إسم الكاتب مرة أخرى..
ظننته أنا في أحد أحوالي..
صدقيني..لقد كنت ِ أنا!
*إذن..أنت أيضاً من يمارسون التطرف في حياتهم..؟
هل قال لك أحد من قبل أن ذلك متعب جداً بقدر ما هو..مربك ؟
أن يشتهيك الحزن لنفسه خالصاً..وكذلك يفعل الفرح..والحب..وكل شيء آخر..تلك طريقة خاصة لممارسة الحياة في كهف من شجن..
* مرحبا لك دائماً..
مرحبا بك..قطة..سحابة..وحرفاً :)