الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

هنا جدة..(٣)

  • ما زالت الحياة متوقفة..

أجل، أجل. أعرف أن رمضان يمر كلمح البصر وأن ثورة ليبيا قاب قوسين أو أدنى من النصر و أنني قصصت شعري وأنني وجدت ملابساً لأطفالي في دواليبهم مضحكة من صغر مقاساتها وأن الحياة برمتها تسابق نفسها كعداء أحمق في الأولمبياد يركض في المضمار دون أن يبلغ خط النهاية... إلا أن الحياة لا تزال متوقفة..
إنها كالمنظر من الطائرة حين لا يوجد سحب وتكون اليابسة تحتك أبعد من أن ترى شيئاً ..وقتها يصر ابني أن الطائرة متوقفة وأن الدراجة أسرع منها...!
.
.
ما زالت الحياة متوقفة..!!!

  • أفرغت حقائبي ، وحين وصلت إلى ملابسي الشتوية أحسست بقرصة في قلبي وبشوق لأن يلامس وجهي الهواء البارد..أعدت الملابس إلى الحقيبة فلا دولاب لدي يتحمل صوفها الأنيق...!

أوليفيا وطقم الشاي الإنجليزي..أين أضعهم أين أضعهم؟ على الرف الصغير بجوار سريري؟ 
لا يبدو الرف مضحكاً بهذه اللعب الصغيرة التي لا تتناسب وغرفتي العتيقة..على الرف أمام طاولة مكتبي؟ اففففف..تبدو أوليفيا على الرف كطفلة بائسة خطفتُها وحبستُها عنوة..
تجولت في المنزل...لكن ، أعتذر لكِ يا حلوة..رغم حجمك الصغير فليس من مكان مناسب لك..
وضعت أوليفيا في دولاب الحقائب والأحزمة .. 
طوال ما أنت في الدولاب ادعي يا أوليفيا أن يرزقنا الله معاً منزلاً بشباك يليق بك.. على عالم أخضر ومطر يقبّل جبهتنا بصوته العذب.







  • كل شيء من حولي صناعي، كل شيء مغرق في ماديته، كل شيء قشرة..السيارات الفارهة.. منزل أمي بتحفه الكثيرة، الحقائب الأنيقة في المسجد وقت صلاة التراويح ، المرأة التي كانت تجلس بجواري اليوم في الصالون وتتحدث بالهاتف عن شيء ما قائلة: اثنان بولغري وثلاثة جيفينشي وثلاثة ديور، العباءات التي احترف صناعتها نصف نساء جدة ويبعن الواحدة منها بثلاثة آلاف..

كل شيء يرتدي قناعاً، صح ،أحضرت معي قناعاً جميلاً من سيرك دوسوليه..ملوناً ويخفي الوجه، يظهر فقط الشفاه وطرفاً من العيون..ماذا لو لبسته؟

  • كلما صليت التروايح وغرقت في الآيات مع صوت الإمام المترقرق تقفز إلى ذهني صورة إليزابيث..ألم تصف نفسها ذات يوم بأنها "روحية" بعيداً عن كل هذه الماديات من حولي؟ كم أشعر بها لائقة بكل هذه الروحانية والأنفاس القرآنية الكريمة..

يااااااااااارب...



  • بعد حياة التوحد لمدة عامين لا أشعر أن لدي القدرة على التعامل مع الناس وتحملهم بأمزجتهم المختلفة، كم هذا صعب..! كيف بوسعي أن أغلق حولي أبوابي وأحافظ على حالة التوحد والتجلي والسكون النفسي دون أن يرمي أحدهم حجراً يعكر صفو بحيرتي؟

  • صديقتي الحمامة مختفية..كل عدة أيام ترسل لي مساجاً متقطعاً، وأنا أعوّد نفسي على تغير خارطة علاقاتي حتى لو أنني عدت..

ليس من العدل أن أغيب أنا وحين أعود أطالب بنفس المكان القديم ونفس المساحة في ذات القلب..!
الأيام ماضية ولا تنتظر أحداً رغم أن الحياة .....متوقفة! 

السبت، 20 أغسطس 2011

هنا جدة..(٢)

قبل أن أكمل أسبوع في جدة عائدة من بريطانيا قرر أبي أن يأخذنا في رحلة إلي "البلد" أو جدة القديمة أو the city centre كما يقول سارية..
لطالما قمنا بهذه الرحلات برفقة أبي في رمضان أو في العيد أو في أوقات متفرقة من السنة، الزحام كان على أشدّه ولم نجد موقفاً للسيارات إلا بصعوبة ، مشينا من عند عمارة الملكة وسوق قابل، كانت محلات البليلة تدلل على بليلتها التي يبيعها شبان يلبسون العمة الحجازية، توقف أبي وأشتري للكل ، بعدها بخطوات كانت عربة تبيع التفاح المغطى بالسكر الأحمر والتي يهتف صاحبها : تعالوا جربوا كلام نواعم ، ولست أدري كيف حوّل تفاحة آدم إلى كلام نواعم..!

في شارع قابل كان أبي يحدثني عن بعض المحلات القديمة التي ما زالت عالقة في ذاكرته ولكنها اختفت من السوق: هنا كان محل محسن أول دكان لبيع الأحذية ، وهنا كانت بقالة لطالما مررت عليها، وهنا كان دكان صاحب أبي الذي توفي أثناء جلوس أبي معه في المحل......





مشينا حتى وصلنا إلى بيت نصيف ومنه إلى بيت خميّس، كان أبي يمسك بيد سارية ويتحدث معه حديثاً طويلاً وسط إنصاته ودهشته وكثير من أسئلة، كان يسأله عن مدرسته وكيف يذهب إليها، عن وجود السيارات، عن بيته وفي أي غرفة بالظبط ولد ،ختمنا رحلتنا بالذهاب إلى كبدة عم أحمد، أكل الرجال بشراهة أما نحن- ووسط هذه الأجواء التي لا تشجع كثيراً على الأكل-اكتفينا بالإبتسام ونحن نستمع إلى أصوات اللذين يطبخون الكبدة وهم يغنون ويتسامرون...
بعد أن خرجنا من محل الكبدة عائدين إلى سياراتنا - ورغم أنني كنت أمشي بين أبي وزوجي- صرخ أحدهم مودعاً: بالعافية يا قمر..!!!
في كل مرة أذهب للبلد أشعر بالحنين لشيء لست أعرف ماهو، هذه المرة أيضاً شعرت بالغصة على جمال المنطقة الذي يتلاشى بسرعة بسبب طغيان الإهمال على روح البلد الأصيلة وكثرة العمالة و الشحاذين والوافدين والوساخة ، بجوار بيت نصيف هناك لوحة تحمل مسمى "مشروع تطوير البلد" وفي نفس اللوحة عنوان جانبي: بقي من المشروع: .......... كنوع من الشفافية ، لكن لا يوجد أي رقم أمام هذا العنوان الجانبي إلا فرااااااااااغ لا أحد يعلم متى سيمتلأ...!

حين عدنا للبيت ، حكى لي أبي حكاية كحكايات كثيرة حكاها لي فيما مضى، تلمع عيون أبي حين يحكي لي هذه الحكايات ،يفتح لي باباً على ذاكرة ممتلئة بالكنوز..يجلسني أمام الروشان المزخرف وعلى ايقاع صوت جدتي وهي تنادي في درج البيت القديم، وعلى ضوء إتريك الجد ألماس العجوز أخذ ينفض الغبار عن إحدى زوايا هذه الذاكرة... 
قررت هذه المرة أن أكتب الحكاية على لسان أبي..!

صاحب الأتاريك

جدي إسمه ألماس وهو في حياتي ما زال يبرق فعلاً رغم مرور سنوات طويلة على وفاته، ولأنني أكبر إخواني فقد اعتبرني "سِيدي" أصغر أبنائه، كنت أرافقه في كل مكان وكل مجلس، أنظر بعيون مندهشة إلى هذا الجد الذي يستطيع أن يكلم كل أحد ويحل كل المشاكل ويقيم أود بيت بأكمله ممتلئ بالأطفال والنساء.. وأنا ممسك بيده دخلت عتبات مدرسة الفلاح ولم أخرج منها إلا منهياً دراستي النظامية كلها، ولأنه كان يسأل عني بحزم إن تأخرت تعلمت معنى الإنضباط..ورغم أن سيدي لم يكن يفكر في الغد أو يخطط للمستقبل إلا أنني تشربت منه حب العملة التي يمثل وجهها الأول قيمة العمل الجاد وعلى وجهها الثاني قيمة حب الأسرة ، هذه العملة التي كانت تشكل له كنزاً أهم من أموال الأرض قاطبة..!
أذكر مشهداً ما زال محفوراً في ذاكرتي حتى الآن: كان سيدي قد تعاقد مع بلدية جدة لإنارتها بالأتاريك، وذلك قبل دخول الكهرباء كأول مشروع إنارة في جدة. كان يحضر الأتاريك يشعلها ويوزعها على الحواري والأزقة حتى تمتلئ نوراً وتفيض، ولم يكن لدى البلدية أموال يعطونها له في ذلك الوقت مقابل مشروع الإنارة فعرضوا عليه أن يعطوه أراضي في الهنداوية وفي مناطق أخرى ، رفض بشدة وقال: تعطوني أراضي في الهنداوية؟ ماذا أفعل بها وهي بعيدة كل هذا البعد؟ لن آخذ أية أراضي، سأنتظر وإن استلزم الأمر عدة سنوات حتى يمكنكم أن تدفعوا لي نقداً..
واستمر سيدي في إنارة جدة بالأتاريك ولم يسأل عن أي مقابل حتى مرت عدة سنوات وقررت البلدية أن تمنحه أمواله. 
في ذلك اليوم فوجئنا بسيدي يقود حماراً يجر عربة"فرش" كبيرة وهو نوع من العربات مختلف عن العربية الكارو، كانت العربة لا تستطيع الدخول إلى الزقاق الضيق أمام باب البيت، لكنه وبعد جهد طويل استطاع أن يحشر العربة في هذا الزقاق  والتي امتد عرضها من بيتنا حتى البيت الأخر المقابل. امتلأت العربة بصرر كثيرة كثيرة لا أستطيع أن أحصيها . كل صرة مملوءة بريالات فضة كثيرة..
أخذت أساعد سيدي وأنزل هذه الصرر من العربة إلى باحة البيت. وحتى يومنا هذا لا نعلم أين ذهب سيدي بالصرر..أين أخفاها أو دفنها..
يقول الأقدمون ، أن الكنوز غالباً ما يقف عليها جني حارس يمنع وصول أي أحد إليها حتى يأتي زمن الشخص المقدر له أن يجدها..ونحن الآن لا نعلم من هو هذا الشخص ومتى يأتي الزمن..
كلما نظرت إلى جدة الآن وإلى كل هذا الوهج من جراء أضوائها في كل طريق وشارع وزواية أقول: رحمك الله يا سيدي صاحب الأتاريك..

انتهت قصة أبي، ولم ينته ولعي بها وبجدي الكبير وحكاياته وبكنزه المخبوء وتسائلي أنا وإخواتي وأبنائي عن صاحب الحظ الذي سيجد هذا الكنز الخرافي...


السبت، 13 أغسطس 2011

هنا جدة..(١)


  • بعد رحلة طويلة، وبعد مغامرة مع ١٢ شنطة وإخراجها من السيارة ونقلها إلى مطار مانشستر تحت المطر الشديد، استعادتها في هيثرو والانتقال بها كلها من ترمنل ٥ إلى ترمنل ٤ عبر هيثرو اكسبرس ثم لمّها وتجميعها وعدهامئة مرة في مطار جدة ...أخيراً أنا هنا، على أرض الوطن..!


  • أختي التي لم أرها لمدة عامين هي وابنتها الصغيرة كانت تنوي استقبالي في المطار رغم أن وصولنا كان الخامسة فجراً..للأسف "بنشر كفر السيارة" وهي في طريقها للمطار وقد استغرق زوجها وقتاً في تصليحه..عدنا للبيت وكنا نحن في استقبالها...
أحبك حتى لو انقلبت مراسيم الإستقبال:-)


  • حين رأتنا ابنتها ذات الثلاث سنوات - وهي التي كانت معتادة لمدة عامين أن ترانا على السكايب فقط- كانت تنظر إلينا بدهشة منقلة بصرها بيننا، شعرت كأننا أبطال الديزني الذين نعرفهم في الأفلام والقصص وفجأة حين نزور ديزني لاند نراهم حقيقة..:-) 


  • أخيييراً..اجتمعنا على سفرة رمضانية كعائلة متكاملة...أمي، أبي،،لا حرمنا الله هذا البيت الكبير ورائحة الحب فيه ..


  • جهازي البلاك بيري مشفر على شبكة بريطانية لذا هو لا يعمل هنا، وجوالي ذو الشريحة السعودية مخرّف ويطفي كل ٥ دقائق..منذ أن عدت النت لا يعمل في البيت إلا دقائق مسروقة وأبطأ من البطيء..شعرت أنني في موزمبيق مو في السعودية !

(سأتفاجأ حد البكاء لو اكتشفت أن شبكة الإنترنت في موزمبيق أفضل أيضاً من هنا...!!!:-()


  • لم أر صديقاتي بعد ولم أحادث أحداً بسبب هذا الحظر الإتصالي التواصلي المدبر المقصود المفسد للأمة حولي...لم أشم رائحة جدة بعد..ولم أشعر بالاستقرار أمام هذا الكم من الحقائب الذي ينتظر مني أن أفرغه ودفعة الشحن التي ما زالت في الطريق.. 


جدة....بس لو تساعديني شوية ....!

الخميس، 11 أغسطس 2011

Leeds..20


  • البارحة..نمت مبكرا نومة ولا أحلى، يهدهدني هواء ليدز البارد ويغني لي ليلها الساجي أغنية وداع رقيقة حتى غفوت..


  • إنها السادسة وقد استيقظت على ليدز تمطر بشدة..هل قلت تمطر أم تبكي؟ هل هناك ما يبكي يا ليدز؟


  • بكى سارية فقد صديقه آدم وصديقه أسامة...واحتضنت أسيل آدم بعد أيام طويلة من اللعب اليومي معاً...وجاءت سديل إلى سريري في الليل وهي تقرأ لي خواطر آخر ليلة..وأنا ابتسم وأشعر بالانتصار لأنني أهديت أبنائي تجربة ثرية و قوارير ذكريات جميلة لن تختفي رائحتها العبقة مدى العمر..


  • لن يكون عنواني 946 بعد ذلك..لن يمر علي عامل البريد صباح كل يوم لكم من الرسائل الغير مهمة..ستنتقطع اليوم عني خدمة البي بي ..ولن أحادث أخواتي على السكايب بعد ذلك...


  • إنجلترا مشغولة بأحداث الشغب، سأتسلل دون أن تشعر وأرجو أن لا تنتبه لحقائبي الكثيرة..


  • كيف أنهي هذا البوست ؟ وما الذي بقي لم أقله بعد؟ وماذا سيكون اسم العشرين تدوينة المقبلة؟ 

.
.
.إنها الحياة يا ماورد..تنتهي في مكان لتبدأ في مكان آخر....



الأربعاء، 10 أغسطس 2011

Leeds..19

  • استيقظت في الثامنة ..رغم أنني كنت أخطط للنوم أكثر ولكني أنظر لقائمة الأشياء التي علي أن أنفذها اليوم قبل رحيلنا المبكر غداًوأقول: يمديك يمديك إن شاء الله يا ماورد..!


    • في كل ممارسة لنا منذ يومين وابني يقول لي: is it our last walk in Leeds? واستخدم كلمة  the last...in Leeds أكثر من عشرات المرات وهو يصف ذهابنا للسنتر معاً، ذهابنا لحديقة، لعبه بالسكوتر, ذهابنا للسينما ،  ذهابنا لمطعم.. 


      • على سيرة المطعم..وفيت لوعدي الذي قطعته لليدز وذهبنا البارحة إلى المطعم الجميل الذي استقبلنا عند وصولنا قبل عامين، سيكون فعلاً آخر مطعم نذهب إليه في ليدز كما كان الأول،،اسمه San Carlo وهو مطعم أنيق في وسط السنتر ذو مظلات حمراء وورد أحمر ، استقبلنا مديره الإيطالي العجوز الذي ما إن رأيناه حتى ابتسمنا كلنا لأننا تذكرنا كيف كان ينصحنا بأطباق هي الأفضل في مطعمه بلكنة إنجليزية إيطالية جميلة. سألناه: هل تذكرنا.. ؟ابتسم وقال: بالطبع ، لكن لمَ مرّ وقت طويل قبل أن تأتوا ثانية؟ قلنا له: لأن لهذا المطعم وضع خاص ، لم نشرح له كيف كنا ضائعين وهائمين على وجوهنا جائعين فوجدنا مطعمه ودخلنا ثم أضعنا مكانه لمدة عامين رغم أننا لم ننساه وبالصدفة قابلني قبل عدة أسابيع في شوارع بت أحفظ تعرجاتها جيداً فوقفت أمامه وابتسمت وقلت في نفسي: لم أقابلك إلا الآن عبثاً ،لابد أنها دعوة يا ليدز إلى عشاء أخير هنا..!!! 


      • البارحة قابلت ليز وذهبنا للمشي معاً في حديقة مخضرّة ثم أعطتني كرتاً وبروازاً جميلاً فيه صورة لنا معاً، ثم قابلت دكتورة أبيجيل في الجامعة وودعتني بحميمية جميلة وشكرتني لأنني " وجدتها " كما تقول في مرحلة ما من الحياة، وفاجئتني أمل في المساء بكوم من الهدايا لي وللأولاد التي أعجز أن أصف رقتها وحسن اختيارها وحادثتني لينا وهي تكتم دمعها حتى لا ينسكب من سماعة التلفون فجأة...ودعانا جارنا حبيب بإصرار لأن نفطر لديه اليوم على مائدة جزائرية لذيذة..

      رفقاً بي يا أصدقاء...أنتم تجعلون معرفتي بكم أكثر روعة ورحيلي عنكم أكثر صعوبة...!

      Leeds..18

      صديقة الرحيل آثرت أن أرد عليك ببوست منفصل..لا أدري كم من المرات قرأت كلامك وابتسمت..

      لحظة...!
      هل قلت صديقة الرحيل؟

      تذكرين متى سميتك بذلك؟ تذكرين مراحل العامين التي بدأناها بمرحلة الإنتظار الساحق قبل عامين ونختمها بمرحلة: حاول أن تضع حياتك في شنطة..!


      الآن ، ما حجم التجارب والتفاصيل والذكريات التي تشاركناها معاً..

      لدي أخوات أحبهم وأشاركهن أجمل مافي الحياة..لكن هل أسررت لك قبلاً أنني تربيت كطفل وحيد لأنني الأكبر وللفرق العمري الكبير بيني وبين أخواتي؟ هل أخبرتك قبلاً برغبتي الدفينة في أن يكون لي أخت أكبر مني أو على الأقل في مثل سني أشاركها أحلامي وأفكاري ولا أخجل أن أظهر لها ضعفي؟ هل سبق وأن قلت لك أنني منذ ذلك اليوم الذي كنا فيه في بيجل ناش في ذا لايت نشرب قهوتنا ثم انفجرت أمامك بالبكاء ومسحتِ دموعي بتفهمك ووقوفك بجواري ومحاولتك لجعلي أبتسم  ثم فاجئني قلبي من وراء الستارة ليخبرني في مفاجأة لطيفة أن أبشري بأخت صادقة صديقة تتكئين عليها إن احتجت...!
      ها أنت اليوم تغادرين ليدز مطمئنة وتعلمينني للمرة المئة كيف يمكن أن يكون القادم أجمل والماضي رغم أنه مجرد ذكريات إلا أنه أثمن من كنز علاء الدين ومصباحه السحري ...
      .
      .
      صديقة الرحيل الأثيرة...

      شكراً لله عليك...:-) 

      السبت، 6 أغسطس 2011

      Leeds..17


      • النهار طويييل والصيام يرهقني ويسبب لي صداعا مزعجاً، رغم ذلك فأنا أستشعر معان كثيرة للصيام كانت غائبة عني في وطني وأنظر بإعجاب للجالية المسلمة التي تفرح برمضان وتمارس فيه كل طقوس العبادة رغم أن الحياة هنا لم تتغير ومواعيد العمل كما هي..هنا رمضان لم يأت ليغير نظام الحياة والأكل ،، هنا رمضان لتصومه إيمانا واحتسابا...


      • لم أكتب شيء من بحثي المفروض مذ بدأ رمضان، ربما لصداعي المزمن وربما لأنني أعيش مرحلة من حياتي اسمها " كيف تضع حياتك في شنطة" ، ذلك لا يعني أن طعم تأنيب الضمير المر لا يتسرب إلي كل لحظة،،،لكن ماذا نقول في البلادة؟

      • لست أفهم هذا الهجوم الغير مبرر على أحمد الشقيري وخواطره؟ لماذا يحب الناس من يطبطب عليهم ويشعرهم أننا نعيش في نعمة وخير وأننا لا يجب أبدا أن نتطلع للأفضل، يقوّلونه الكثير الذي لم يقله، ولا يفهمون رسائله أنها دعوة للإصلاح ولعيش حياة كريمة بقدر ما يعتقدون أنها أصابع اتهام..أهي ضريبة الشهرة المقيتة؟ أم أنه مجتمعنا الذي لا يزال يردد "الله لا يغير علينا " ويجلس مكانه لا يفعل شيئا ثم يبيح لنفسه أن ينتقد بعشوائية المجتهدين والعاملين وإن كان عملهم مجرد "كلام" يصف حالنا؟


      • أحببت قصص عمرو خالد وأتذكر أولئك اللذين وصفونه يوما أنه مجرد " قصّاص"  دون أن يتلفتوا إلى المعان التي يثيرها حول سير القصة..أحببت قصة أويس القرني وقصة سعيد بن المسيب وقدرتهما على إعطاء الدنيا والآخرة حجمهما الصحيح ..غرقت في التفكير بهذا المفهوم وشعرت أنه داء لكل أعباء الدنيا ومنغصاتها ...



      بقي ٦ أيام... 

      مسلسل كويتي

       هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...