الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

كتاب في قارورة

لست أعلم ..هل نسيت الكتابة مثلاً، أم أنه لا يوجد مساحة تلمّني، أم أنني مشغولة أكثر من اللازم؟
الاحتمال الأول يبدو سخيفاً، والاحتمال الثالث يبدو نمط حياتي الدائم، إذن لنرى الاحتمال الثاني..
أنا مشردة كتابياً، أجل اعترف ، أبدو كهيبستر كتابي ، أذهب إلى كل مكان...وأكتب على أي مساحة، مؤخراً لا أستطيع مقاومة الحبر الأزرق على صفحة مصفرّة غير مسطرة، الكتابة على إيصالات الصراف الآلي أو الفواتير، هوامش وحواشي كتبي التي تمتلئ هراءا، الرسائل التي تبدو ثرثرة لكل من يراسلني، ...رباه ، أنا ملكة الكلام الفاضي..
المهم أنني هنا الآن، أحب طقطقة الكيبورد والانسداح في ظل عريشة شجرة ماورد ، التي توجد داخل عقلي..

كانت تجربة معرض الكتاب ثرية وجميلة، فهد (شريكي وزوجي) لا يتوقف عن تذكر مشاركتنا في معرض أبو ظبي حين كان لدينا بوث صغير وكتابين فقط...
كنا صغاراً، مساكين في عالم النشر والكتب الشاهق، بسبب مشاركتنا في ذلك المعرض حظيت بالاستضافة وبالرحلة الجميلة إلى فرانكفورت، وبسبب التجول بين كتب المعرض والجلوس لساعات في جناحي الصغير جداً كتبت كتاب حفلة شاي، الآن نبدو في معرض جدة حديث المعرض رغم حجمنا الصغير وكتبنا التي لم تصل إلى عدد كبير بعد، ولكن يبدو أنه صار لنا شخصيتنا الواضحة.

كتاب رسالة في قارورة، لا أعرف كيف أصنفه أو ماذا أقول عنه، لست أدري من قرأه وماهي ردود الأفعال تجاهه، ابتسم يا صغيري الأبيض، لك مكانة خاصة في روحي، خاصة جداً، هذا سرنا الذي لن تطلع عليه أحد، صح؟

هل قلت لك يا ماورد أنني حصلت على أستاذ مشارك؟ أظنني قلتها في مكان ما، والآن صار جل همي التركيز على أروى العربية، أظنني استمتع بهذا العمل جداً..

هل قلت لك يا ماورد أنني أشتاق ليدز؟ طبعاً ستدركين ذلك وأنت كنت شاهدة معي على تفاصيل حياة لا تنسى قضيتها هناك.

هل قلت لك يا ماورد أن أمتلئ بي؟ أمتلئ كتابة وكتباً...

السبت، 1 أكتوبر 2016

مزيداً من القوارير

أنا هنا اليوم لأستعيد عادتي القديمة في تسجيل تجاربي وذكرياتي والكتابة عنها قبل أن يطالها النسيان، أن تجمع تجاربك الجميلة في قوارير ملونة وتضعها أمامك على رف الحياة عمل نبيل يستحق من أجله أن تكتب وتشتري القوارير وتمسح عنها الغبار وتلمع زجاجها كل مرة...
هنا في ماورد الكثير من الزجاجات الملونة، أسرق دقائق أحيانا من وقتي المزدحم لآتي وأسلم على قواريري وأفتحها وأتأمل جمالها.. بعد شهرين عالأكثر سيكون لدي قارورة فعلية...كتاب "رسالة في قارورة" والذي قررت أن أخرجه من رفوف ماورد إلى العالم الحقيقي....

المهم..قارورتي هذه المرة موسيقى صاعدة نحو السماء كصلاة...كانت حفلة Yanni البارحة في أبوظبي، علمت عن الحفلة قبل أكثر من شهر وفي نفس اللحظة دخلت إلى الموقع ولم يكن متبقياً إلا ٤ تذاكر، اشتريت تذكرتين في الحال بدون أن أعرف من سيرافقني أو حتى أسأل...
حضور حفلة لYanni كان ضمن قائمتي السرية لما أريد أن أفعله قبل أن أموت، وطالما حققت هذه الأمنية فلم تعد سرية بعد الآن..
رغم أن المسرح كان متواضعاً بالنسبة لكثير من المسارح التي حضرت فيها حفلات ومسرحيات حول العالم وبالنسبة لشهرة ياني إلا أنها كانت تجربة تستحق... بعد الحفلة آمنت أن الموسيقى لغة وهبة يمنحها الله لمن يشاء وإلا بماذا تفسر قدرته على العزف والاندماج والانصهار هو والنغم والجمهور والوقت والمكان..حتى صار كل ذلك شيئا واحداً فاتناً عبثياً سيريالياً كساعة سلفادور دالي..
استخدام الآلات وتنوعها كان مبهراً، ثمة مقطوعات فازت على غيرها بحماس الجمهور مثل Felitsa و Nostalgia و Until the last moment بالإضافة إلى ذلك الشخصية التي يتمتع بها ياني وتواصله مع الجمهور والخلفية وراء كل مقطوعة من معزوفاته، كان يؤكد على معني توحد الشعوب في بشريتها وسكناها للأرض وجمال الحياة بشكل متوافق فلا شيء يستحق الصراع، كان يؤكد على ملائكية الأمهات وحكمة الآباء وجمال الأرض والطيور والغابات ..كان يشيد بفرقته وقدرتهم على العمل الجماعي المتقن والمبدع..
انتهت الحفلة وعدت ممتلئة حباً.. وشعراً..وصمتاً...
إلى قارورة جديدة........

الاثنين، 27 يونيو 2016

قطط مشردة-8

ياالله ..أنا مستمتعة
مستمتعة بالإجازة، أن استيقظ مبكرا قبل الكل لأني فقط أحب ذلك، أن يكون لدي كم من الخيارات: أقرأ الأخبار؟ ولا أكمل قراءة مذكرات سيمون دي بوفوار؟ ولا ألعب أنچرب بيردز ولا أتسلل للنت فلكس؟ هذا تماما ما كنت أحتاجه ، هذا تماما معنى أن أعيش إجازة..

البارحة كان تجمعنا الرباعي عندي في البيت عالفطور، نحن وأبنائنا اللذين كبروا جداً، تحولنا من ٤ إلى ١٤ .. كان يوما جميلا مزدحماً..

اشتريت سبورة ووضعتها في غرفتي، كم تحسن هذه الأشياء الصغيرة مزاجي، كتبت فيها قائمة ما يجب علي انجازه قبل العيد للبيت وللأولاد ولي، اعترف.... طلعت القائمة طويلة، لكن لا بأس..:-/

لا أستطيع أن آخذ إجازة من مشاريع أروى العربية :-/ بس الواضح انو الناس آخدين إجازة وساحبين علي!!!

السبت، 4 يونيو 2016

قطط مشردة 7

بقيت لي ١٠ أيام عالإجازة..الأمر الذي كنت في شد وجذب حوله هو التجديد لمنصب الوكالة في الكلية، اتخذت قرارا حاسما: لا أرغب أبدا في التجديد، ليس أفضل ما أفعله في الحياة العمل الإداري، السنتين الماضية كانت تجربة ناجحة جدا وثرية بالنسبة لي، لكن ....مع كل الإغراءات..سنتين تكفي!

قلت في الپوست السابق، أحتاج إجازة لأعيد ترتيب حياتي والبدء ببداية جديدة، لدي بعض الأمور التي تقلقني في أروى العربية، علي أن آخذ الأمور بجدية....لا لا أقصد بروية وهدوء.

بنزيني مخلّص عالآخر :(


الجمعة، 13 مايو 2016

قطط مشردة (6)

- حقاً حقاً..وحرفياً..أبدو كقطة مشردة، حتى قطي المدلل يبدو أفضل مني وأكثر استقراراً..وشغباً..
حاولت أن أعود لكتابة اليوميات في الدفاتر، خطي لا يقرأ، ولا أجد التدفق الكامل الذي أجده في ماورد، ضاع أحد دفاتري في لندن أو هكذا ظننت، فبدأت في الكتابة في دفتر آخر، ثم وبعد مدة وجدت الدفتر الضائع في جيب أحد الحقائب....يا للفوضى والتشرد، نحن بنلعب يا دفتر؟ ألا تجد في ذلك بعض الغباء اللامسئول..!!!
ماورد؟ ستقبلين بي لو عدت إليك، صح؟

- شهر إبريل كان شهر 2016 بلا منازع، عدا أنه شهر ميلادي المجيد، في هذا الشهر كانت رحلتي إلى لندن ضمن وفد الناشرين العرب لحضور مؤتمر الاشرين الدوليين، في هذا الشهر فازت قصة رومي الثانية بجائزة الشارقة..
واحزري يا ماورد ماهو الخبر الأخير؟ لقد حصلت على الترقية لأستاذ مشارك...يا إلهي، تذكرين كم كنت أعمل من أجل هذا الأمر؟ وكم كنت أشعر باللاجدوى الأكاديمية؟ الآن انتهت هذه القصة نهاية سعيدة.
ثمة أمر آخر في شهر إبريل، ما بين شد وجذب كبيرين، لست مترددة وأنا أعرف تماماً مالذي أريده ، ماحولي فقط يجرني إلى اتجاه آخر، ليس بوسعي الإفصاح أكثر، سأتكلم عن هذا الأمر لاحقاً وفي وقته..

- أنتظر الإجازة بفارغ الصبر، وكالعادة في نهاية كل سنة، أصل للحد الأقصى الذي لا يجعلني قادرة على الاحتمال أكثر، قائمتي في الإجازة: أتفرج على داون تاون آبي، أستيقظ بدون منبه، أنتهي من طلباتي وطلبات الأولاد من السوق، أقرأ كثيراً كثيراً كثيراً من الكتب، أكتب وأتابع بعض المشاريع على خفيف..

- رسالة في قارورة ، مشروع لازم أركز عليه شوية..أحتاج قليلاً من الوقت وكثيراً من القوارير..



الخميس، 31 مارس 2016

اكتب ما استطعت الكتابة..!



اكتب ما استطعت الكتابة..
من قال هذه العبارة؟ لست أذكر ..لكني أعرفها جيداً..أظنها عبارة لئيمة تشبه طعماً لاستدراج الأقلام والأرواح الهائمة بطريقة ناعمة..للوقوع في الفخ..!

اكتب ما استطعت الكتابة..
حين نكتب نتخفف منا..؟ أم أننا نضيف إلينا مزيداً من الثقل والتكثف والمعنى ؟!
هذا هو الفخ.. حين نكتب نتبخر من الثقوب ونتسامى من الشقوق، حين نكتب نقع في الحفرة..

اكتب ما استطعت الكتابة..
أو اسقط في حفرة أليس وحوّل ما حولك إلى أشياء لا تصدق..
إلعب في النسب والأحجام وورق اللعب ، إشرب مزيداً من المعاني في أكواب شاي الساعة السادسة مساء، ارتدِ كثيراً من الكلمات فوق رأسك كقبعات غريبة، تحدث مع الأرانب والقطط وضيّع وجهتك لأنك لو وصلت فحتماً بوصلتك معطلة..!

اكتب ما استطعت الكتابة..
الكتابة بلا بوصلة ولا وجهة..
أنت فقط تبحر في زورق الكتابة ولست تعلم إلى أين ستذهب ..
حتى لو وصلت فكيف تعرف أنك وصلت؟
كيف تكون متأكداً حيال أي شيء؟ كيف يكون خطك مستقيماً؟ وإسمك هو ذاته إسمك؟ وحروفك تنتمي إلى الأبجدية؟

اكتب ما استطعت الكتابة..
وتعامل مع الحروف أنها قبيلة من نمل أو باقة من ورد أو حزام ناسف..
واعلم أن الكثيرون يدوسون نملك ويسحقونه ولا يأبهون به..
ويقطفون وردك ليهدونه لمرضى المستشفيات في صفاقة..
ويرتدون حزامك الناسف ليرقصون به دون أن ينفجر فيهم يا للعجب..

اكتب ما استطعت الكتابة..
هذا معناه أن تنسحق ..وتنقطف..وترقص..وتنفجر..!
هذا معناه شيء من التعلثم ..من الغناء..من الركض بعيداً، من التكوم في زاوية صوفية..
هذا معناه كثيراً من التعب، من الشوق..من التشظي..من الخدر..من المزاج اللطيف كشاي التفاح..من المزاج السيء كهرمونات الدورة الشهرية..

اكتب ما استطعت الكتابة!




 

السبت، 26 مارس 2016

رسالة (2)

تذكر حين قلت لي يوماً أنني مبتهجة بالحياة أكثر من اللازم وأنني أنشر الفرح حولي، وأن كلماتي إحدى الطرق التي توازن فيها بعضاً من مزاجك السوداوي المتشائم,,إعلم إذن - سلمك الله- إنني كنت أشعر برائحة سخرية تختبئ خلف كلماتك..لم أكن أعلم -كوني سفيرة البهجة والفرح- هل هذا شيء جيد أم لا وهل كنت تمدحني أم تذمني!! وأعلم أيضاً- يا رعاك الله- أنني لم أعد دوماً تلك الفتاة التي تتغاضى عن كل شيء لترى فقط الأشياء الجميلة حولها..ولكن صار لي عين أكثر نضجاً ولؤماً، لم تعد تحتفي بالتفاصيل على حساب خطوط الحياة المخفية المتعرجة المجهولة والتي يختفي خلف أزقتها كثير من اللابهجة..!
لا أريد أن أقول :الحزن أو الألم ولكنني استخدمت لفظاً أقل وطأة: اللابهجة!..فكما قلت لك سابقاً لا أشعر أنني أستحق شرف الحزن أمام معطيات الحياة الكثيرة حولي، لا أستحق شرف التجربة، لا أستحق شرف الكتابة، لا أستحق شرف عمق الفكرة لأنني لا أملك ما أحزن أمامه كما يجب.
أنا اليوم حزينة من قلبي، هل تهم حقاً القصة خلف هذا الشعور؟ أم يكفي عمق الإحساس وما يعيثه في القلب من فساد؟
..لنعد إليك.. كنت دوماً تتحدث عن مزاجك السوداوي بفخر كبير وكأنه هبة ما، أكل الكتاب يملكون هذا الفخر ويشعرون أنه مفجّر موهبتهم ورفيق احتراق سجائرهم وأكواب قهوتهم السوداء؟
تباً.. كم يبدو هذا الكلام"كليشيه" ...وكم تبدو أنت كذلك أيضاً..
وكم أبدو أنا..
وحيدة!!

الخميس، 24 مارس 2016

قطط مشردة -5-

إنه مساء يوم الخميس..عادة أرفض أن أرتبط في هذا المساء،أعود بعد المغرب للبيت بعد تناول الغداء في بيت والدي وأنا أشعر أن طاقتي الأسبوعية قد استنفذت..
هذا المساء بالذات أبعد عن رأسي كل ما يمكن أن أفكر فيه واستمتع فقط بإحساس لطيف غمرني منذ الصباح بعد حضور مسرحية حفلة شاي في قصر سندريلا في مدارس الرواد..
المسرحية فازت بالمركز الأول على مستوى جدة في نشاط المسرح المدرسي في منافسات عدة بين مدارس حكومية وخاصة.. المسرحية من كتابة وتمثيل وإعداد طالبات المتوسط بالتعاون مع معلمة المكتبة وبدعم من مديرة المدرسة..
لطالما أحببت المسرح وأجواؤه ولطالما قلت أنني في حياة موازية قطعا كنت سأكون ممثلة، فكيف إن كانت المسرحية من كتاب قمت بكتابته ..
يالله ..يبدو مشوار طويل بين أفكاري التي كانت في رأسي ذات يوم وأنا تائهة بين رفوف معرض كتاب وبين تحول هذه الأفكار إلى أناس حقيقيين على المسرح..بينهما كلمات كُتبت وفكرة تكونت ورسم وتصميم وطباعة ..وكتاب ..!
...أليس بالله هذا مساء جدير بالاحتفال؟ احتفالي بسيط الطقوس.. رضى يغمر القلب وابتسامة روح وكلمات أكتبها هنا يا ماورد وأنا أحتسي كوب شاي معطّر ..!



الأحد، 13 مارس 2016

رسالة (1)



- قررت أن أكتب رسائلي هنا يا ماورد بعد أن أُغلق صندوق البريد الذي أرسل منه رسائلي..وبعد أن ضاع العنوان الذي أرسل له رسائلي أو فُقد أو مات صاحبه..

أيهما أهم: فعل كتابة الرسالة أم وصولها إلى العنوان الصحيح؟أيهما أهم: كاتب الرسالة أم قارئها؟ أم الرسالة نفسها؟

لا بأس إن غيرت بعض القوانين واستبدلت نظرية موت الكاتب بموت القارئ..وكتبت رسائلي..

عاشت الرسائل ..عاشت الرسائل.. ومات الكل..




متى آخر مرة كتبت لك؟ قبل سنة؟ قبل سنتين ؟ ربما...المهم لم تمر عشر سنوات كما أتفقنا، أساساً بما أن الرسائل هي طريقة تواصلنا الوحيد، دعني أضع كل الاحتمالات الممكنة: أنت هاجرت إلى بلد آخر في ظل الظروف السياسية المشتعلة في بلدك ولن تصلك رسالتي، هذا غير ممكن؟ صحيح ..فأنت دائماً تقول أنك لا تحب السفر ولا المطارات ولا الوداع ولا الغربة..لقد تزوجت امرأة ثانية على زوجتك الأولى ولديك مزيد من الأطفال وتعيش في بيتين وستضل رسالتي طريقها إليك..هذا غير ممكن؟ فأنت لا تؤمن بانشطار القلوب والأجساد والعوائل والمصروف..أنت مت..ولن تصلك رسالتي لأنك لا تعيش في هذا العالم، هذا ممكن...فأنا لن أعلم عنك لو مت، وقد تحدثنا عن ذلك قبلاً وقلنا إذا أي منا قد مات فالطريقة الوحيدة لأن نعلم بذلك أن تعود رسائلنا إلينا ولا تصل إلى المرسل إليه...
حسناً، أنا ممتلئة جداً، بماذا ؟ لا أدري..بالكلمات ..بالشعور..بالأغنيات..بالدموع..بالقصص..بالكذبات..
"ممتلئة جداً" تعبير مؤدب لمصطلح كنت قد أرسلته لك مرة في رسالة لا تحوي إلا هذه الجملة:  "أنا جاهزة جداً" ، ورغم أنك لا ترد إلا نادراً فقد رددت بسرعة برسالة تحوي سؤالاً واحداً: جاهزة لماذا؟
الرسائل القصيرة هذه أعني بها رسائل بريدية حقيقية وليست ماسجات واتس أب أو رسائل هاتفية..أظننا كنا نحب الطريق الأصعب ، ولم نكن نعترف بما تقدمه لنا التقنية الحديثة من تسهيلات..
حسناً..فكرت :صح أنا جاهزة لماذا؟ لا أدري ربما جاهزة للكتابة ،للحديث، للغناء، لرواية القصص، للوقوع في الحب، لبدء مشروع جديد، للسفر، للركض، لكتابة رسالة دكتوراة مرة ثانية
في هذا المود أشعر أحياناً أنه بإمكاني أن أكون وزيرة أو عالمة فلك أو أم لاثني عشر طفلاً أو ممثلة في برودواي..
.
.
صح..كيف حالك؟ وكيف هي أيامك وابتسامتك وقلبك..؟!




 

السبت، 12 مارس 2016

قطط مشردة -4-

- يقولون أن ماورد ومتابعين ماورد زعلانين..طيب والله إني ما أدري..!!!
ماورد..يفرق معاك؟ أم أنك تشعرين أنني عاقة خائنة حين تركتك فجأة وعدت لدفاتري وللكتابة اليدوية؟ ستشكوني دفاتري إليك..أقول أنني أحب الكتابة بقلم الرصاص ثم أقرر فجأة الكتابة بالحبر الأزرق لأني أريد تعود التلقائية والطلاقة في الكتابة وتحدي نفسي..أقول أنني كبيرة بما يكفي لأكتب بالقلم الحبر ثم أبري قلمي الرصاص جيداً وأكتب به..
أقول أن أحد أهدافي تحسين خطي السيء الذي بالكاد أستطيع أنا قراءته ثم لا آبه وأكتب جملاً وكلمات بدون نقط وبدون إظهار أسنان السين والشين أو أعمدة الطاء والظاء..
أقول أنني  أريد أن أكتب كل يوم ثم أكتب مرتين في الأسبوع فقط..أقول أنني أود أن أحمل معي دفتري في كل مكان وحقيبة استعداداً لكتابة قد تهبط علي فجأة ثم أنسى الدفتر وأكتب في الجوال..أقول أنني سأكتب بدايات لأعمال كثيرة وبلغة أدبية رائقة ثم تبدو كتابتي كفتاة مراهقة تسجل أحداث يومها ومشاعرها الخائبة...!!!
كل هذا الكلام ستسمعينه عني يا ماورد لذا آثرت أن أخبرك به  قبل أن يصلك..
ماذا الآن؟
سأعود للكتابة فيك؟ لا أدري فأنا أكثر فوضى ومزاجي الكتابي أكثر بعثرة من أن ألتزم وأعطيك كلمتي..!!
 
زوار ما ورد..لماذا أظنكم أشباحاً أو أطيافاً رقيقة تعبرني في السنة مرة فقط؟! تقف لشرب القهوة هنا أحياناً وأحياناً أخرى حتى لا تتوقف لأداء التحية..أعذروني إن كنت قد توقفت عن تقديم القهوة لأولئك العابرين فأنا لا أراهم ولم أتوقع أنهم لا يزالون يطرقون الأبواب في بعض الليالي..!!
 
لأعترف بمنتهى الخيبة بعد تجربة عدة أشهر: للكتابة الإلكترونية قدرة على دفعي إلى أقصى حدودي الكتابية..ربما لارتباطها بزمن جميل وقديم أحبه، لارتباطها بكثير من الأصدقاء الفضائيين، بكثير من ترقب الرسائل، بتفاصيل ذات شعور مدوي، بيوميات ترافقها صور كثيرة و جميلة هنا على ماورد..
الكتابة في الدفاتر تعيدني إلى زمن مراهقة بعيد..إلى براءة في المشاعر غدت غريبة علي..إلى ظني بعدم فهم مشاعري وعجزي عن القبض على الإحساس تماماً وأنا التي كنت أعتقد أن لدي القدرة على تلاوة ما بداخلي ككتاب مقدس أحفظه عن ظهر قلب.
 
- كثير من المشاريع الكتابية التي تسكنني..أنا فقط لا أجد الوقت حتى لمراجعة أحد نصوصي المهمة...لكنني رغم ذلك أجد وقتاً كي أتلو قصة كل عدة أيام على سناب شات..هادا إيش اسمه مثلاً :-/؟
 
- سأنهي عامين في الوكالة مع بدايات رمضان..كنت أعيش في الشهر الماضي حيرة وأقف على مفترق طرق، أخبرت العميدة أنني لا أود التجديد وأن العمل الإداري لا يستهويني رغم أن سنتين الوكالة كانت تجربة ناجحة ومثمرة بالنسبة لي..لكنني أجيد فعل شيء آخر لا يعني أحداً سواي..أجيد كتابة كتب الصغار وصناعتها، وأحب ذلك جداً..حاولت أن أستخدم لغة أكاديمية جداً في حواري معها وأن لا أعترف لها أنني مصابة بلعنة الكتب!!! لا أدري ، علي الانتظار ورؤية في أي الطرق سأسير رغم أنني لست كأليس أبداً، وأعرف تماماً وجهتي..!
 
- اليوم أنا فاضية ويا للعجب، سجلت قصة وتناولت الغداء مع العائلة في الخارج وبدأت قراءة كتاب جديد وكتبت في ماورد وفتحت أجندتي عدة مرات لأتأكد أنني فعلاً أملك يوماً كاملاً بدون أي ارتباطات مسبقة..الكل خرج وأنا وحدي في البيت أسمع موسيقى وأكتب..وذلك شيء يشبه الجنة..!
 
- أقرأ كتاباً اسمه" رسائل حنة أرندت ومارتين هيدغر" لم أكن أظن أن الكتاب سيثير في نفسي كل هذا الشجن والبحث عن العناوين المفقودة والرسائل التي تضل طريقها عن عمد إلى وجهتها...هل علي أن أعترف ان الرسائل نقطة ضعفي؟!
 
- بالمناسبة لا زلت أشعر- رغم كل البرستيج في حياتي حالياً- أن أفضل وصف ينطبق علي: قطة مشردة!!!
بالمناسبة رقم (2) شكراً أبرار لأن فتحت باب ماورد ودفعتني عنوة للدخول..


 

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...