الخميس، 21 فبراير 2008

أنا يوماً بعد يوم 12

  • ماذا بعد الدكتوراة؟
    يبدو أن الحصول على الدكتوراة نهاية خط ما بالنسبة لي،سباق ستعلن نتيجته، او مرفأ سأرسو عنده دون أن أعرف في أي مدينة أنا..!
    يبدو ما بعد هذا الخط غامضاً أو أنني لم أكلف نفسي عناء التفكير فيه حتى قالت لي إحدى صديقاتي: ماورد..هيا خلصينا وصيري دكتورة...
    صديقتي هذه قد حصلت على الدكتوراة قبلي، فقلت لها : لماذا؟ أعطني سبباً واحداً ..يجعلني أنتهي بسرعة!
    نظرت إلي بصمت ثم ما لبثت أن قالت: صدقيني الحياة ستبدو أجمل وأوسع مساحة، ستتخلصي من ذلك الإحساس الذي لا يفارقك بأن ورائك شيء يجب أن تنتهي منه...
    قلت لها: تصدقين ..لا أعرف الحياة بدون هذا الإحساس!
    دائماً يكون ورائي شيء وأمامي شيء وحولي أشياء وأشياء يجب أن أنتهي منها..
    ولكنها على أي حال محاولة جيدة لتحميسي...

  • شعرت بأن ثقباً اسمه "مابعد الدكتوراة" بدأ يسربني خلسة منه..
    نبتت لي أجنحة وعدت قادرة على الحلم ..والتحليق..والفرار..


  • لماذا يقولون دائماً "عقبال ما نشوفك دكتورة قد الدنيا"؟
    هل يمكن تجميع الدنيا ووضعها في قارورة دكتوراة..
    أم أن الحاصل على الدكتوراة يتضخم وينتفخ حتى يصبح بحجم الدنيا كلها؟
    ..
    ..
    كم يبدو ذلك التعبير سخيفاً..
    لا نحن بقادرين على ملء الدنيا، ولا الدنيا بقادرة على احتواءنا بكل ما فينا...
    أريد أن أكون على قدي..فقط..ولا شأن لي بالدنيا..


  • إحدى الأسماء المميزة لدي دكتورة ..حاصلة على شهادتها من أمريكا...
    لا تأبه إن سبق أحد اسمها بحرف الدال، أم ناداها باسمها المجرد..!
    ولا يعنيها كثيراً أن تكون ذات برستيج "مدكتر"...
    وأخرى لقبها العلمي "أ.د" يبدو فضفاضاً جداً عليها..لكم تبدو كقزم..سابح في ثوبه..!ترى.. لماذا لا يحصل كل فرد على مقاسه؟
    ..
    .
    لقد قال لي أبي ذات ثقة" الإنجاز يا ابنتي..أن تحصلي على ثوب كبير..وأن تملئيه بك تماماً...!"



  • لا فرق..
    يوم أن كنت تلميذة تتطاير ضفائرها مع هبة الفجر وأبواق باصات المدرسة..أو إن صار يسبقني..ويفسح الطريق لي.. حرف دال مغلف بالرسمية..!
    في كلتا الحالتين..
    مازلت أحمل نفس اسمي..!
    أقضم تفاحتي الخضراء بشراهة..!
    وأستلقي على الأرض لأقرأ قصة..!
    وأملأ جيوبي بحبات السمارتيز..!
    إذا دققت النظر إلى العينين..ستجد بريداً للروح هناك..! لا تخفيه فخامة الألقاب ..ولا تخطئه النفوس الشفافة..!

هناك تعليق واحد:

  1. الان وبعد ان اصبحتي "دكتورة قد الدنيا" هل اصبح الثوب على مقاسك؟ ام ضاق عليك جداً وتحتاجين الى ثوب اوسع واكبر؟ لماذا نحتاج دائما إلى ثوب يغطي نقصنا وعيوبنا؟ هل يسمح لنا أن نبقى عرايا لكي نكون أقرب لإنسانيتنا.

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...