السبت، 26 يونيو 2010

وهج..(1)



  • انتهى كل الكلام الذي بيني وبيني..

وقبلها انتهت كل الفواصل ، وكل الرسائل والقوارير..

ولم تنته حروفك يا ماورد..ولا شجنك..ولا دقات قلبك ..

ويحي.. أي لغة أرضعتني إياها يا أماه فسرت في شراييني ، وغدت شهيقي وزفيري ..هويتي وصوتي..!!




  • البارحة دعت أماني صديقنا ومدرسنا" دان" للعشاء..

ولأنه نباتي فقد أخذنا نفكر في أصناف الطعام التي يمكن أن نصنعها ونقدمها له..

وطبعاً أماني الماهرة والمدبرة لا يعجزها شيء كهذا..

قضينا وقتاً جميلاً وحميماً...

ربما هي بساطته المفرطة التي تجعله عميقاً مليئاً بالتجارب..

دعانا لحضور ليلة موسيقية الأسبوع القادم سيشارك فيها بعزفه للجيتار..إذا ذهبنا حتماً سآتي لبيت ماورد بالخبر اليقين..



  • اليوم ذهبنا للبارك وأخذنا أغراض الشواء.

قضينا وقتاً ممتعاً ما بين الغداء اللذيذ ، وأحاديث النساء، ولعب أولادنا للكرة وتسلق فتياتنا للشجر..والإستلقاء على العشب وتأمل السماء وسماع الموسيقى..

كانت السماء مليئة بالغيوم الناعمة..ومن بين فتحاتها تنبعث أشعة الشمس كأنها ذهب مذاب..أو شعر فتاة شقراء..أو شعاع سحري يغسل القلوب بالنور..

تذكرت "وهج"..!

تذكرت حين كنت لسنوات طويلة "وهج"..في الدفتر الذي كنا نتبادل فيه الرسائل والكتابة أنا والحمامة..

وفي النت حيث بدأت أولى خطواتي الأدبية مع مجموعة من الأصدقاء..

تذكرت ذلك الذي أقنعني أنني حقاً وهج قادم من مكان ما..تذكرته حين كان يناديني أيتها المتوهجة..!

وقتها كنت أشعر بحرارة لم أكن أدري أكنت مصدرها أم وجهتها..!

وقتها كنت أكتشف بذلك الضوء الخافت ما حولي من عوالم...أدعي أنني كنت أعيد ترتيب الأفق لأحجز مكاناً لنجمة متوهجة هي أنا..ولست أخاف من أي أحد فلدي وهج أخاذ من بعيد محرق من قريب..!

.

.

يا للخيال..

أأكون قد اقتربت أكثر من اللازم ولم أسمع كلام أولئك الصبيان اللذين قرروا أن يلغوا رحلة اصطياد النجوم..بعد أن اكتشفوا كم هو القمر متحجر قاس وبارد من قريب؟!


أم أن الورد قد سكب في غفلة مني ماؤه على وهجي فانطفأ وسكن..!؟


ربما أكون قد هبطت فقط إلى الأرض وتركت السماء بعد أن صارت ملبدة بالغيوم أكثر مما ينبغي..!!
سأمزج الوهج بماء الورد عشرين مرة..سأرشه ببعض قطرات مطر..وأغلفه بصوت عصفور..سأطلب من القمر الغائب أن يمنحه تعويذة الشعر..وسأسأل الأرصفة أن تباركه بخطوات الحنين..
ولنرى مالذي سأحصل عليه..!!!


الخميس، 24 يونيو 2010

ما بيني و..بيني (20)


حسناً..

إنه ذلك النوع من الصباحات الكسولة..يستلقي على السرير..يرشف معي قهوتي..ويغريني بالثرثرة معه عن كل شيء وأي شيء..!



  • البارحة..ذهنا مع الجامعة إلى مدينة ساحلية جميلة تبعد ساعتين عن ليدز إسمها Whitby ، هي مدينة صيادين تقدم في مطاعمها الصغيرة ومقاهيها التي تنتشر على الشاطئ الوجبة الإنجليزية الشهيرة: fish & ships ، هي مشهورة بشيء آخر كذلك: يقال أن السفينة التي كانت تحمل دراكيولا قد رست في ميناء ويتبي ، ومن هناك دخل دراكيولا إلى انجلترا ومارس إلهاب خيال مصاصي الدماء على مر عقود..!



  • لأول مرة يأتي هذا العدد من الفتيات السعوديات إلى رحلة جامعية، فعادة هن لا يمارسن هذا النوع من الأنشطة التي لا تتناسب والفتاة السعودية..رغم البحر وماؤه وهوائه وشمسه..رغم وجود عدد من صديقاتي التي أحبهن إلا أنني كنت أشعر بالإختناق..من التناقض، من إطلاق الأحكام على الناس ، ومن القدرة على تصعيب الحياة وهي يمكن أن تكون أسهل وأجمل...



  • دان..مدرسي المفضل جاء معنا إلى الرحلة لأنها وجهته المفضلة كما يقول..كم تشبهه هذه المدينة ببساطتها، بعمقها..بامتداد بحرها اللامتناهي..



  • شعرت أنني "تقمرت" في الشمس..يداي ملتهبتان..ووجهي به لفحة شمس لا أحبها كثيراً ..ببساطة لأن البحر غشاش..منحني شمسه دون ماؤه وموجه ..ودون أن يكلف نفسه عناء مسي وبلبلة شعري..!



  • ما زلت على السرير ، أنتظر أماني..لن نذهب للجامعة اليوم بل قررنا التسلل إلى مدينة قريبة إسمها هاروجيت..خضراء ملونة مليئة بالزهور والمقاهي الجميلة ...


أراكم هناك..!


الثلاثاء، 15 يونيو 2010

ما بيني و..بيني (19)







يا الله...

ما أقرب اليوم بالبارحة ..أو ما أبعده..

لم يعد للمسافات أي معنى..ولا للزمن..ولا للأماكن..

وإلا ..فما معنى أن تتحولين إلى آنسة صغيرة هنا، حيث ليس إلا أنا وأنت وإخوتك الصغار..!

ما معنى أن يتم ذلك في نفس اليوم الذي يجتمع فيه جدك وجدتك..والدك وخالتك وخالك للإحتفال بتخرج سارة..!

ما أقسى الغربة...ما أقساها..!!!

فرقت بيني وبين حضور زفاف الجاردينيا..بيني وبين حضور زفاف عمتك..بيني وبين تخرج خالتك..بيني وبين أن يكون معي أحد يشهد توقيع الأنوثة بخط أحمر على حياتك..

أسمع صوتاً يقول: أوليس هذا اختيارك يا مارود..!

فما بالك الآن تصنعين قضية من اللاشيء..!!!

أجل ..أجل

حياتنا صنع أفكارنا..نجاحاتنا صنع اختياراتنا..وخيباتنا صنع حماقاتنا..!


غصة في حلقي ودموع تتجمع في عيني ، بينما كان الطبيعي أن تبكي أنت..

المفارقة المضحكة أنك كنت مستعدة لأقصى حد..بينما لم أكن أنا..!

إذن أين كان كل كلامي لك حول هذا الأمر..أين كل ثقتي..ويقيني بأنني الأقوى دائماً..

بكل بساطة وابتسامة تعلو وجهك قلت لي: معك حق..كان الموضوع أبسط مما توقعته..لم أتألم..ولم أسبح في بحر من الدماء..اممم...أظن أنني فرحانة..

بنفسك اتصلت على جدك وجدتك..خالاتك ووالدك وسط ذهولي..وأخبرتيهم بالأمر وثمة احمرار خفيف يعلو وجنتيك.!

بعد أن علمت أختي التي في كندا كتبت لي على البلاك بيري: هل أغمي عليها؟ أخبريني ..ماذا حدث لها وهي التي كانت تفكر في هذا اليوم كأنه نهاية العالم..

أجبتها: أبداً إنها أكثر ثقة مني ومنك...لقد صارت طولي يا عزيزتي..وتتحدث في أمور الفتيات كثيراً..

أكثر ما أضحكني أنك تحدثت معي عن حقوق الفتيات في بريطانيا والتي من ضمنها أنه يمكن للفتاة الزواج حالما تصبح في الثامنة عشر..



ضحكت وقلت لك: بلدنا تمنحك هذا الحق منذ الآن يا عزيزتي..بإمكانك الزواج غدا لو أردت..!

صمتّ ذاهلة ..أنت حتما لم تسمعي عن حكايات زواج القاصرات في بلدنا..!

حسناً..ما علينا..



لن ينتهي هذا اليوم..الساعة التاسعة مساء وما زال المساء بعيداً عنا، بقي له ساعة كاملة حتى يبدأ بحط رحاله ولملمة أضوائه..!

جلست بجواري، تأملتك ،احتضنتني وتصورنا معاً صورة "للبالغات" كما أسميتها..

سألتني إن كنت سأحضر لك هدية فقلت لك ليس أكثر من غرض نسائي تحتاجينه ملفوف بشريطة وردية:)

أخبرتك عن أكبر تحول في حياتك الآن وهو أنك أصبحت مكلفة ومسئولة عن كل عمل تقومين به ..

ذكرتك بصلاتك، بوجوب حفاظك عليها تحت مراقبة ذاتية منك..


لملمت ذاتي الوحيدة..وصعدت إلى غرفتي..وحيدة

سمعت قليلاً من الموسيقى، شعرت برغبة في الرقص وسط دموعي..وحيدة

ألم أكبر بما يكفي؟ لدي فتاة عاقلة بالغة في المنزل وما زالت الموسيقى والحزن والفرح يهزون في أعماقي وعلى إيقاع جسدي أوتاراً وأوتاراً؟


ترى من منا عليها أن تتغير الآن؟

أنا أم أنت؟

أهو تغير في حياتي أنا أم حياتك أنت؟

أم أنها حياة الأم تصيبها الموجة أولاً ثم تتطاول الموجة لتبلل شاطئ فتاتها بعد ذلك ؟


.


.


بقي في شاطئي قليل من رمال جافة..وكم تناثرت خطواتك الصغيرة كأثر لا يمحى على كل ركن تبلل منها..

أما رمالك أنت..

فما زالت ممتدة أمامك ملئ البصر والقلب..

جافة ..ذهبية..ناصعة..!

الاثنين، 14 يونيو 2010

ما بيني و..بيني (18)


نشرة أخباري:


*درجة الحرارة انخفضت فجأة خارج غرفتي ..في صالة الجلوس السلفية ، في الشارع، وفي باحة الجامعة..

أمطار منذ البارحة تتساقط على ليدز فتحجب عنها شمسها الطيبة وتغمرها بوابل من ماء شفاف..


*درجة حرارة جسمي ارتفعت وأصبت بالحمى وبالتهاب الحلق والجيوب الأنفية..نمت وحيدة حزينة على نفسي وأنا أصارع أنياب الحمى، اشتقت لأمي ولنصائحها وحسائها الدافئ..


* سلمت اليوم مشروعي والذي كتبت فيه 5000 كلمة ، لم أهجر حياة الطلاب حتى بعد حصولي على الدكتوراة ، أظن أنني أحبها..


* حصلت على الدرجة المطلوبة في اختبار الآيلتس مرتين، هذا معناه أن من حقي البقاء هنا لسنة ثانية..بدأت دائرة الإجراءات المفرغة..محاولة في كل لحظة أن أبعد عن عقلي تجربة إجراءات السنة الماضية الساحقة..


* علي أن أرتب خلال الشهر المقبل دخول اختبار السواقة النظري والعملي، حصولي على رخصة السواقة الإنجليزية يشبه وضعي لنقطة في آخر سطر هذه السنة ، وقلب الصفحة..


* بدأت أشتري ملابس العيد ، بالطبع لن تكون ككل عام فما سأقضيه في البلد لن يحتاج مني إلى ملابس كثيرة، ولكني حقا اشتاق لهذه الطقوس ولنوع الملابس الذي لا يتألف من عدة طبقات ولا يشترط تغطية الأذرع والسيقان..!!


* معرض تخرج أختي سارة في دار الحكمة سيكون غداً ، على مدى عدة سنوات حضرت معارض تخرج صديقاتها والآن أشعر بغصة في حلقي لعدم تمكني من حضور معرضها وهي التي وجدتها بجواري في كل مناسبة من حياتي مذ ولدَتْ ...هل تغفرين لي يا سارة؟ حقا..هل تستطيعين؟


*الفترة المقبلة ستكون فترة استرخاء: التسكع في الأسواق والمدن القريبة.....المذاكرة لإختبار السواقة والترتيب له....قراءة رواية انجليزية طويلة..مكالمة أصحاب البيت لإصلاح الهاتف الثابت وباب الحديقة الخشبي...عمل جلسة ليزر وعلاج لشعري...تطعيمات حلاوة قطن...محاولة التعلم من "ليندا" كيفية العمل في الحديقة...حضور مسرحية في آخر الشهر...والترتيب لإستقبال عائلتي ومن ثم الرحيل معهم إلى جدة..


خارج القائمة:

- لماذا لا تلتفت إلي وأنا حولك وبجوارك؟ كم هذا جارح!!!

- سأفتقدك دان- قارئ مذكراتي العزيز ..سأفتقدك هيلين - حمامة سمائي المبتسمة..سأفتقدك جين- تعويذة صباحي الدائمة ..!

- ما زلت لا أكتب..لا يزال القلم يخاصمني وأنا لا آبه به..

- هل قلت نقطة آخر السطر؟ كم كنت مختلفة أيتها النقطة..أراك من بعيد تتدحرجين ككرة ثلج تحمل معها كل الذكريات..الشهقات..وعبير الأيام لتستقر في صفحتي.. كم أنت مثقلة بي..!

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

ما بيني و..بيني (17)

  • البارحة ذهبت مع أطفالي إلى فلم tooth fairy
حيث يحاول كاتب القصة أن يقنع الأطفال والكبار على حد سواء أن الجنيات حقيقة وأن لهم عالم خاص بهم وأن من يحاول أن ينكر هذه الحقيقة من الكبار فإنه سيعاقب من قبل ممكلة الجنيات بالعمل التطوعي لديهم، لأن الأطفال في هذه الأيام لم يعودوا يؤمنون بهم وأن الإيمان بالأحلام في طريقه للإنقراض..وهم يحاولون إنقاذ البشرية وإنقاذ أنفسهم من هذا المصير المؤلم..!
يا للسخرية..!
شعرت بنفسي أقف في منتصف الطريق..
ربما قبل سنتين سأكون ضمن الفريق الذي يؤمن بشدة ويحلم بشدة يل ويدعو لذلك بشدة..
أنا الآن أحلم أحلاما محسوبة ، وأقف لها بالمرصاد ولا أمنح إيماني لشيء ما بسهولة..!
أووووه يا فاطمة الحالمة..! سأحاول أن لا أثقب فقاعتك ..ألا ترين أنني دائما بعيدة عنك.. أراقبك دون أن أقترب؟
هل عرفت السبب الآن؟

  • اليوم عصف بي شوق هادر لصديقتي الجاردينيا..
يا للسحر الأبيض الذي مارسته علي ذات صداقة..!
حتى غدت أي علاقة بعدها صعبة ، خالية من كل زخرفة ووهج..
إحدى صديقاتي هنا تناديني أحياناً " أروتي" فأرتبك..ويأخذني الحنين بعيداً..!
تلك هي تعويذة سرية ..لم يكن ينطق بها أحد إلا الجاردينيا...
تباً للأقدار التي لا تفتأ تفرقنا ونظل نعاندها..!

  • أشتاق الشعر...
أشتاق قراءته وكتابته..والغرق فيه..وممارسة الحب معه..
أعرف أنني قلت هذا الكلام من قبل..
لكنه لا يسمع..! يظل في ركنه الوارف المترف يتظاهر بأنه لا يسمعني..
عد أرجوك..لن أتهمك بأنك مهذب أنيق ترتدي ربطة عنق وتمشي على السطر ولا تخطئ..
عد إلى غجرياً ..حافياً ..بلا قبعة ولا حتى قميص..
عد إلي حتى لو كنت تتعثر في قافيتك..
عد حتى لو كنت ثملاً لا تستطيع المضي على وزن واحد..!

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...