الأربعاء، 30 مارس 2011

من يساعدني أن أفهم؟!


 عادة عندما أستيقظ صباحاً وحين لا يكون هناك حاجة لأن أقفز من السرير لموعد مبكرأتمرغ في دفئ اللحاف قبل ممارسة اليوم الذي ما زالت البرودة تكسو أجواءه !..
أمسك بجوالي بعد أن أغلق المنبه المزعج ، أشيك على الماسجات والإيميلات وأحيانا أفتح موقع العربية..
وهي عادة سيئة لا أنصح أي أحد بها..فليس من اللطيف أن تبدأ يومك بكوب قهوة وزقزقة عصفور في الخارج وأخبار..من موقع العربية..!
اليوم وأنا أقرأ الأخبار أخذت أتمتم عجباً واعتراضاً بصوت عالي..
ألست أرتب رأسي وأفكاري بالكتابة؟ لأحاول ذلك  الآن إذن ، لأن أخبار اليوم جعلت  علامات التعجب والإستفهام -بزيادة- تملأ رأسي…:

* خبر عن شاعر إيراني يتهجم على العرب ويعترض على كون لسان أهل الجنة عربي ويناشد"إله العرب" أن يذهب به إلى أسفل سافلين إن كان سيجد عرباً في الفردوس!!
إن شاء الله يا رب على جهنم وبئس المصير كما تتمنى..!!!
الشاعر له شعبية كبيرة وكان يلقي قصيدته في مكان يمثل منبراً ثقافياً للجمهورية الإيرانية كما هو مكتوب في الخبر..ولا أدري إلى أي حد يمكن اعتماد مصداقية الخبر!
عموماً..ماذا يضير صاحبنا الشاعر إن كان لسان أهل الجنة عربي؟ أو ليس رسول الإسلام عربياً؟ تلك ليست دعوة إلى عصبية ولكن لماذا الإيرانيون يتحسسون من هذا الموضوع وينادون إلى تغيير اسم الخليج العربي إلى خليج فارس؟ أليسوا كما يدعون الدولة الإسلامية التي تحمي حمى الإسلام؟ لم إذن هذا العداء الغير مبرر تجاه العرب؟
الإسلام دين سماوي لكل الناس ولكن ليس بإمكان أحد أن يدعي أن الإسلام لا يرتبط بأرض العرب.. 
ألأن إيران شيعية؟ ألا يعيش بيننا كثير من الشيعة العرب؟
من يساعدني أن أفهم؟
الخبر:
http://www.alarabiya.net/articles/2011/03/29/143473.html

* خبر عن أوباما الذي يحاول أن يبرر مشاركة أمريكا في الهجوم على ليبيا…منذ أن ابتدأت الهجمات وأنا أقول هل تتكرر مأساة العراق مرة أخرى؟ أهي حيلة يتم من خلالها استغلال الشعب الذي يطالب بحريته فيتم فتح جبهة جديدة عليه لإضعافه؟
تلك الهجمات ألن تؤثر على بنية البلاد التحتية؟ ألن يكون هناك ضحايا من المدنيين؟ من مع من ومن ضد من بالضبط؟
يقول أوباما لا يعني أن هناك ثورات في اليمن وسوريا أن أمريكا ستشارك في عمليات عسكرية ضدهما، بل أمريكا تشارك حسبما تقتضي المصلحة..طبعاً يا روح أمك ..مصلحتك في ليبيا التي تسبح على بحيرة من النفط وقبلها العراق!
ألا يعيش العرب أسوء أيامهم ؟ أم أنه عنق الزجاجة فقط؟
من يساعدني أن أفهم؟
الخبر:
http://www.alarabiya.net/articles/2011/03/30/143489.html

* خبر عن إدارة فيس بوك التي حجبت عدة مواقع  تدعو الفلسطينيين لانتفاضة ثالثة،  وذلك لأن إسرائيل أرسلت لإدارة الفيس بوك بأن هناك مواقعاً  تدعو إلى العنف ضدها..
فهمنا يا عروسة الإعلام العالمي المدللة، وحجتك هذه انطلت على إدارة الفيس بوك، هذا إن لم تكن  الإدارة نفسها يهودية..
لا أحب أن أفسر كل شيء تبعاً لنظرية المؤامرة..
لكنها مؤامرة بالفعل، وإلا فما معنى أن تقوم الثورات في كل العالم العربي وأن ينشر أن مخترع الفيس بوك يعد أحد أهم الأشخاص المؤثرين في العالم بسبب ما أحدثه الفيس بوك من دور فعال في تغيير الأنظمة والإطاحة بها ونشر حرية الرأي وسهولة التواصل والتنظيم  وحين تقترب الأمور من مصالح إسرائيل تتغير سياسة الموقع الذي عرف بها وتميز من أجلها..
من يساعدني أن أفهم؟
الخبر:
http://www.alarabiya.net/articles/2011/03/30/143490.html

ختاماً..هل نصدق الأخبار؟ إلى أي حد تغير نبرة الخطاب وطريقة صياغة الخبر على تفسيرنا له وعلى تداعياته وعلى تشكيل الوعي والرأي العام؟ من الذي يتحكم في صياغة الأخبار..نشرها..حجبها لمصالح معينة؟ كيف يمكن أن نتقي شر ولعنة الأخبار و نكون أعمق وأذكى من أن نتأثر بكل ماينشر ونكوّن آراءنا وقناعتنا بمصداقية وحيادية؟ أتكون حرب الأجيال المقبلة حرباً "إعلامية" فقط؟ هل نحن مستعدين لهذا النوع من الحرب؟ أليس العرب أرباب الكلمة..ألسنا نجيد "الكلام" ؟ هل نعرف كيف نستغل هذا الإمتياز لصالحنا؟
من يساعدني أن أفهم؟

السبت، 26 مارس 2011

ح..ل..م..(١٤)

- ما بك يا ماورد؟
- لا شيء..!!
- لا تتحاذقي علي..كل ذلك الصمت ، وتلك الحيرة ! هيا أخبريني..نحن وحدنا الآن..
- لا أدري..!
- أهي من جديد تلك النافذة التي تخافينها وتكرهينها؟




- أظنها هي..أخبرتك أنني مللت منها حين تُفتح وأتوجس حتى لو تواربت فقط..!
- هي الحياة يا عزيزتي..دائما هناك نافذة مزعجة، وحين تهب رياح عاصفة قد تُفتح أو على الأقل قد يتسرب منها هواء بارد مزعج، لكن بجوار النافذة هناك باب نحب فتحه دوماً..أليس كذلك؟
- ألا يكون الباب فقط دون النافذة؟
- لا يكون!!! لا يوجد بيت بدون نوافذ تطل على عوالم خارجية قد لا تعجبنا..المهم ألا يكسر أحد نوافذنا وتظل عصية على الإغلاق..
- نافذتي مشروخة .. تعرفين أن هناك من تسلل ورماها بالأحجار في وسط الليل، أيقظني من حلمي، أخافني، وجعلني أهرب بعيداً، إلى أبعد نقطة من قلبي..ذلك الشرخ في زجاج نافذتي لن يُمحى أبداً...!
- ولو يا ماورد..ما زال لنافذتك مزلاج، بل بوسعك أيضاً أن تغطيها بستائر أنيقة..
- المضحك هذه المرة أن من خلف النافذة من ينادي علي بكل مودة وإصرار كي أشاركه حديثا وكوب قهوة..وأنا أرد عليه بتردد مختبئة خلف ستائري..
- أهي أزمة ثقة إذاً يا ماورد؟
- لعلها كذلك
- حسناً..لا بأس أن تتحدثي من خلف ستائرك.
- وماذا لو كان الأمر برمته مجرد حيلة للإيقاع بي من جديد..لن أتحمل وقتها .. سأبكي بكاء لا قبل لي عليه!
- لن يكون الأمر كذلك..ربما هذه المرة تكسرين حاجز عدم الثقة الذي تعيشين فيه منذ أكثر من عامين، ربما هذه المرة تنتهي حكاية النوافذ هذه من حياتك..وتبقى مجرد نافذة تفتحينها وتغلقينها متى أردت!!
- وماذا لو لم أستطع أن أصنع لمن يناديني كوب قهوة لائق؟
- أتسخرين مني؟ بوسعك دائما أن تصنعي كوب قهوة وشاي بل عصير كوكتيل لذيذ..دوماً بإمكانك أن تقدمي لضيوفك ما يليق بك وبهم..
- ماذا إن جاء صوت من خلفهم ليخبرهم أن زجاج نافذتها مشروخ، وأن كوب قهوتها لا يستحق عناء الإنتظار؟
- ألم أقل أنها أزمة ثقة يا ماورد؟ الأمور لا تسير بهذه الطريقة..النجاحات لا تكتب بهذا التوجس..السير قُدماً لا يكون بهذا التردد..والحياة ليست ضدنا..
هيا دعيك من كل هذا..أقدمي،،الأمر لا يتعدى كوب قهوة فقط..كوب قهوة!!! وأنت خير من يصنعها، فإن كانت مُرّة عليهم فهذا ليس عيباً فيك،،إنه فقط طعمك اللاذع لم يرق لهم.. 
تعرفين أنك هنا في بيت ماورد تجيدين صنع القهوة وصبها وشربها..ابدئي يا عزيزتي منذ الغد فيما تجيدينه وأنا هنا بجوارك..لعلك تحتاجين كتفاً أو قلباً أو ربما..أكواباً..


حلم اليوم:
أن أصنع قهوة لذيذة، أن أفتح النافذة، وأن أقدم قهوتي لمن يقفون خلفها ومعها ابتسامة!!!

الثلاثاء، 22 مارس 2011

ح..ل..م..(١٣)

عزيزتي ما ورد...
استأذنك في أن أكتب عن الحنين...
الحنين الموجع ، العذب ، الدافئ ، الذي لم يأت بعد ولم يحن وقته بعد رغم أنني أسمع جلبته في قلبي..
كلما تغيرت الأجواء وبدأ فصل جديد..ينتهي فصل آخر في حياتي..
ماذا تقولين؟
لا أسمعك...
كتبت عن ذلك كثيراً هنا؟
أأنت متأكدة؟ 
هل كتبت عن الربيع حين يتفجر ورداً ودلالاً ورغبة لأن أشعة شمس مغوية داعبته؟
هل سمعتني مرة أتحدث عن ورد الدافيدل الأصفر..والسنو دروبس الأبيض..والشجر ذا الإكليل الوردي..؟
عن النحل المستدير وزقزقة العصافير  وأعشاشها أمام نافذتي؟
قلت كل ذلك العام الماضي؟
هل سبق وأن قلت أن الشتاء ولى إلى غير رجعة وأنني لا أعلم متى سأشهد ذلك الإحتفال الملائكي الأبيض المهيب مرة ثانية؟ هل قرأت ِيوماً ما كتبته عن ورق الخريف المقرمش النحاسي المعتق الذي سأفتقد ملمسه،،لونه ورائحته ؟
هل أسررت لك أن هذا ربيعي الثاني والأخير..؟ هل أخبرتك الأيام ..الليالي والصباحات أنني أرشوها كي لا تمر على عمري بسرعة وكي تمنحني فصولاً أخيرة ..لحظات أخيرة..ونهايات أخيرة لائقة؟
هل رأيت قواريري التي عبأتها ليدز من أجلي شجناً .. ألواناً..خطوات على الأرصفة.. وذكريات..
هل قالت لك متاحف لندن أنها اكتشفتني في ممراتها؟ متلصصة على التاريخ والثقافة ..منتشية بنظريات الفكر والفن والجمال؟
تعبت يا ماورد..
تعبت من الحنين الذي لم يأت بعد..
تعبت من كل ما تعرفينه..
ومن كل ما لا تريدين أن تسمعيه..
ومن كل ما سأكتب عنه كثيراً..وما سأبكي من أجله طويلاً
تعبت وأنا أتسائل..من يستحق ومن الأوفى؟ الأشياء والأماكن والشجر..أم ببساطة..البشر؟
تعبت...


 يا ما ورد...
.
.
أنا؟.... أنا لم أتعب بعد من دروب السفر..!




 حلم اليوم:
أنا أعيش واحداً بالفعل..!!

الأحد، 20 مارس 2011

ح..ل..م..(١٢)

العام الماضي قالت لي  Jane K التي تعشق اليوجا والتأمل وتؤمن بالقوة الداخلية للإنسان أن علي تسجيل أحلامي كل ليلة في دفتر صغير أضعه بجوار السرير لأن ذلك يساعد الإنسان على فهم نفسه وعقله الباطني بشكل أعمق...
ربما لمدة أسبوع لعبت هذه اللعبة ووجدت أن أحلامي التي أتذكرها وأكتبها في مجملها ليست أضغاث أحلام إنما تعبر حقاً عن مخاوف،أفكار،حالات أعيشها فعلاً..
اليوم استيقظت وفي ذهني حلم ، أتذكره واضحاً جداً بتفاصيله، ألوانه، روائحه..
- ما معنى أن تطلب مني صديقة قديمة بأن أغنى كما كنت أفعل أيام سنواتي الجامعية الأولى؟ عبثاً أحاول إفهامها أن هذه مرحلة من حياتي وانتهت وأنني كبرت وأنني لن أصعد على المسرح ثانية ولكنها تصر ولا تتقبل عذري أو تفهمه..تجرني من يدي وأنا غارقة في ترددي..

- ما معنى أن تشتكي خالتي من رائحة الجهاز الصغير الذي في غرفتها في البيت الكبير الذي نعيش فيه كلنا معنا ، فتضعه أمي في كيس وتعطيني إياه كي أرميه في أبعد نقطة عن البيت فأخرج وأرميه وأستمتع في طريقي المزدحم بالناس البسطاء بألوان الزهور والثمار والأشجار ؟

- ما معنى أن تكون أمي حزينة ومتعبة؟ أحاول سؤالها عن ذلك وأنا أتأمل خصلات شعرها اللامعة التي تبدو وكأنها صبغت حديثاً بصبفة رديئة؟
.
.
.
أضغاث أحلام؟ ربما..استيقظت وفي داخلي صوت و رائحة ، ألوان وإحساس...

حلم اليوم:
أن يأخذني الطريق الذي أحاول أن أسلكه الآن إلى نهايات سعيدة..!

السبت، 19 مارس 2011

ما معنى؟؟؟!!!!



أنا من الناس التي شملتهم المكرمة - أو كما صار اسمها- الأوامر الملكية رغم ذلك فقد شعرت بمنتهى الإحباط بعد الخطاب لعدة أسباب:
- ما معنى أن يكون توقيت الخطاب الآن؟ أكان يجب أن تحدث ثورة تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن..ومحاولة الثورة الفاشلة في بلادنا حتى تشعر القيادة الحكيمة باحتياجات الشعب؟ من أشار على الملك بهذه القرارات خطط لأن يكسب ولاء السلطة الدينية والعسكرية وفقراء الشعب..!!ألا يبدو ذلك واضحاً؟

- ما معنى أن يصرف لنا راتب شهرين والتي تبدو كتسكيتة؟..لماذا لم يعدل على أصل الرواتب مثلاً ؟ لماذا شمل القرار فقط العاملين في القطاع الحكومي؟ ماذا عن العاملين في القطاع الخاص؟ أليسوا سعوديين؟ أم أنها غلطتهم لأنهم لم يعملوا في الحكومة؟ هل العمل في الحكومة يدل على الولاء لذلك كان استحقاقنا لراتب شهرين؟ 

- ما معنى أن يصرف لهيئة الأمر بالمعروف٢٠٠ مليون ريال؟ أكانوا يقومون بعمل مهم ومنتج وفعال كي تصرف لهم كل هذه الأموال؟ هل يحتاجون كل هذه المبالغ كي يتجولون في الأسواق ويطبّون على خلق الله؟ ما معنى أن يصدر أمر ملكي باحترام العلماء؟ مع شريحة العلماء العجيبة في مجتمعنا أكل عالم يستحق أن يسكت الإعلام عن ممارسته وفتاويه وتصريحاته؟ أهذه خطوة لجعل سقف الحرية- الذي هو منخفض أصلاً - أكثر انخفاضاً؟ لماذا كل هذه الأموال للقطاع الديني؟ أهو شراء لولاء السلطة الدينية؟

- باقي الأموال التي من المفروض أن تصرف لمحاربة الفساد والمشاريع الصحية والبطالة- والتي أيضاً رصدت لقطاعات أخرى سابقاً كمشاريع أمطار جدة والنوادي الأدبية وغيرها- من المفترض أن تدفع الدولة في طريق التنمية إذا صرفت بحكمة فيما خططت له، إلا أنها ذكرتني ب"كائناً من كان" ...الواضح أنه لم يكن هناك "كائناً" ولا شيء "كان"! ..فكيف بالله نثق الآن أن هذه الأوامر وكل تلك المبالغ ستنزل من هرم السلطة الأعلى إلى واقع وأرض التنفيذ حقاً دون "خنصرة ولهف" وضحك على "كائناً من كان"؟

- ما معنى أن يكون السبت إجازة؟ هل منح إجازة والتوقف عن العمل والإنتاج وتكريس الكسل طريقة للتعبير عن الفرح؟مالذي سيتعلمه صغارنا والجيل الجديد الذي تربى على أن الكسل والتوقف عن العمل والدراسة هو في الحقيقة فرح وبهجة؟ كيف يمكننا بعد ذلك أن نبني في الجيل السعودي فكرة أن الإنجاز "مواطنة" و "سعادة"؟
.
.
.
مترقبة من بعيد...أتمنى لو يثبت وطني تحضره وتمدنه واحترامه لشعبه ومواطنيه ، البريطانيون هنا يتابعون ما يحصل في الشرق الأوسط بمنتهى الإهتمام..الدكتورة أبيجيل المتخصصة في تفسير الثقافة والتي تعشق ربط التغيير الثقافي والفكري للمجتمع بالسياسة تسألني: ألا تخاف السلطة السعودية من كل هذه الأعداد من المبتعثين حين يروا طريقة تفكير أخرى في الدول التي يدرسون فيها؟ 
ألا تخاف السلطة أن يطالبهم الشعب بمزيد من الحرية في الفكر والتعبير بل في المطالبة بالحقوق بشكل عام والذي لا يتماشى أبداً مع نظام السلطة الملكية؟
لم أعرف بماذا أجيبها..قلت لها أن كثيراً من السعوديين - حتى وإن ابتعثوا- يعيشون في فقاعة صنعوها لأنفسهم وتمنعهم من رؤية أي شيء آخر غير معتادين عليه...!!!!
هذا ما شعرت به وأنا أرى الإحتفالات البارحة في التلفزيون السعودي...
.
.
كل مكرمة - أقصد أوامر ملكية -وأنتم بسعادة- أقصد بإجازة....

الخميس، 17 مارس 2011

ح..ل..م..(١١)


  • بدأت بعض البراعم بالظهور على أغصان الشجرة العارية الطويلة أمام شباك غرفتي..أذكرها العام الماضي في مثل هذا الوقت حين استيقظت فجأة فوجدت الشجرة مكسوة بورد أبيض...

كان إحساساً غامراً بتشرب الجمال الذي خلقه الله ...
هل سأكتب أنني سأهجر هذه الشجرة الصديقة بعد عدة أشهر؟
.
.
سأؤجل ذلك إلى حين..فما زال هناك متسع من الوقت للهروب من هكذا شجن..!!!



  • أخذت قراري بالعودة بعد عدة أشهر إلى جدة بعد أن كان هناك احتمال  لبقائي والعمل في لندن.. فكرة العمل في لندن فرصة على الصعيد الشخصي وإن كنت لا أرى أن نوعية العمل في الملحقية ستضيف إلي..ولكنها على الصعيد الأسري ليست الفكرة الأفضل..أشعر أنه ربما في وقت آخر قد أكون أكثر استعداداً

في الحقيقة كنت أتبع حدسي..صوت قلبي..رغبتي..! ولم تكن الفكرة تثير في نفسي ذلك الشغف اللذيذ الذي يلازمني عادة عندما أريد شيئا ما بشدة وأحلم به ، مررت بهذه التجربة من قبل وتجاهلت صوت قلبي لأن فكرة "ما" كانت "فرصة" ..لكن القدر الذي كُتبت كلماته على قلوبنا سلفاً أبى إلا أن يعدل مساره فلماذا أعاند القدر منذ البداية؟
صديقة الرحيل تحلم بذلك وتريده بشدة...أدعو الله لك يا صديقتي العزيزة الحميمة أن يحقق لك ما تسمعينه في قلبك رغم أنه يعز علي فراقك..



  • كنت أمشي البارحة في الشارع وأدندن بصوت عال بلحن لم أسمعه قبلاً..توقفت فجأة وتعجبت..من أين جاء هذا اللحن وكيف تسرب إلى وأنا لا أعرفه أصلاً ولم أسمعه قبلاً..

ألا يشبه ذلك صوت الأفكار الجديدة التي تتسرب إلى عقولنا لتعدل مسار حياتنا؟


حلم اليوم:
أحلم أن يتسرب إلى روحي عند عودتي إلى جدة لحن راقص وجميل...لا قبل لي من جديد على مزيد من الألحان ذات الإيقاع الحزين والرتيب..




الثلاثاء، 8 مارس 2011

ح..ل..م..(١٠)

 استيقظت اليوم حزينة... ووحيدة..!
ولست أدري لم..
الحزن يأتي بدون سبب.. أو ربما لأسباب نحاول أن نتجاهلها.. والوحدة تنبع من دواخلنا حتى لو كنا محاطين بألوف البشر..
قررت أن أذهب للمكتبة بعد أن أوصل الأولاد للمدرسة..
أوليس الكتاب خير صديق؟
علي أن أعترف إذن..اثنان فقط من يملكان حق الدخول بين نفسي ونفسي كأصدقاء حميمين..
الكتب إحدى هذين الصديقين..
دخلت مكتبة Waterstone ذات الثلاث طوابق..
قضيت ساعة في قسم كتب الأطفال..وساعة ثانية في الأقسام المتنوعة الأخرى..
لملمت حصيلتي من الكتب وتوجهت إلى كوستا كافيه في وسط المكتبة في الدور الثاني..
طلبت موكا كي أدفئ أصابعي المثلوجة، وكي أدلل حواسي ..فلا أشهى من كتاب وكوب قهوة..!
أحد كتب الأطفال التي اخترتها كان بعنوان Michael Rosen's SAD BOOK ولست أدري لم يمكن أن يكون هناك كتاب للأطفال يتحدث عن مفهوم الحزن بهذا العمق..
بطل القصة رجل حزين مات ولده وماتت أمه، يحاول أن يكتشف الحزن..من هو وكيف يأتي ولم يأتي..وما ردة فعل الإنسان الحزين والناس اللذين من حوله..
لا يقول لك في هذا الكتاب لا تحزن..ولا يقول لك كيف تتعامل مع الحزن ..إنه فقط يقرر أنه حزين وكفى ، إنه يقول لك أنك إن كنتsad فلا يعني ذلك أنك bad..




يقول في مقطع من الكتاب:


Where is sad ?
sad is anywhere
It comes along and finds you.
when is sad?
Sad is any time
It comes along and finds you
Who is sad?
Sad is anyone
it comes along and finds you
Sad is a place
that is deep and dark
like the space
under the bed
Sad is a place
that is high and light
like the sky
above my head
when it's deep and dark
I don't dare go there
when it's high and light 
I want to be thin air
.
.
This last bit means that I don't want to be here
I just want to disappear.


هذا مقطع فقط من الكتاب..
بالله عليكم..
أهذا كتاب أطفال أم كتاب لمن هم أمثالي ..أولئك اللذين هجم عليهم الحزن بغتة ذات صباح بارد!!!؟


الكتب الأخرى التي اشتريتها:


Writing down the bones-
The five-minute writer-
writing bestselling children's books-
The deeper secret-
The art of power-
When I am an old woman I shall wear purple-
When I was born-
Naughty Nina-
Love,Splat-


حلم اليوم:
أن أنفض عني حزني..حتى لو كتبته قصة كما فعل

Michael Rosen بحزنه.......


السبت، 5 مارس 2011

ح..ل..م..(٩)




بين طيات اللحاف أختبئ..
بجواري كوبٌ بردت قهوته..
ليست فقط قهوتي التي بردت..
بل أيضاً أطراف أقدامي..
كتفاي العاريتان..
أنفي
قلبي..
ذكرياتي..
.
.
وشطر من روحي..
....


شطر روحي الآخر ليس بارداً أبداً..
أنه يشتعل..ويتشظى..
إنه يحرق شيئاً ما في داخلي..
إنه يخرّّب..يهذي..ويتطاول..
إنه..
.
.
يشتاق إليك..
......


تلك المعركة بين الثلج والنار تصيبني بالعجز..
أعجز أن أنزل إلى الدور السفلي كي أفتح المدفأة...
أو أن أنفض بقايا اللحاف عني..
أو أن أشرب كل قهوتي قبل أن تبرد..
.
.
أعجز أن أبحث عن عنوانك الضائع منذ زمن..
.......


أعجز أيضاً أن أجيب على هذا السؤال:
من منا الضائع؟
أنا أم عنوانك؟
ألست أنا من غير كل عناويني؟
وأقفل كل نوافذي..
وأدراجي..
وكتبي..
دفاتري ومحبرتي..
.
.
ألست أنا من ضاعت منك..ومني؟
......


حلم اليوم:
أن أفتح المدفأة..
ودفتري..أغطية أقلامي..
وكيس أحلامي..
أن أفتح صندوق بريدي وأجد عنوانك..
أكتب لك عن كل ما مضى..
عن معنى أن تُجرح الأنثى..
وتكبر..
وتفقد..
وتصمت..
.
.
ثم تبرد..!!!!





الخميس، 3 مارس 2011

ح..ل..م..(٨)

يقول مراد البرغوثي: أماكننا المشتهاة ليست إلا أوقاتاً..
والأمكان يمكن زيارتها مرة ثانية وثالثة وعاشرة..أما الأوقات فهي أزماننا التي لا تعود ولا تتكرر حتى لو تواجدنا في نفس الأماكن..
أزماننا تلك هي مزيج من استعداد نفسي..من توقع حالم..من أفكار وثّابة..من ذكريات عذبة..من رائحة عطر باذخة.. من لمسة مكهربة..من وقت غزانا بكل تفاصيله..
أزماننا تلك قد تكون أيضاً وخزة جرح.. اسم لشخص..أجواء مكان..طعم مر..ألم شك أعماق القلب..
كل ذلك تجمع وكوّن حالة فريدة عشناها، لا يمكن أن تكون إلا بذلك المزيج..
في المستقبل قد نقابل ذات الشخص الذي قاسمنا الوقت والمكان لكن.. الوقت مضى ، والمكان ماعاد المكان ، والشعور يقف جامداً وكأن الأمر لا يعنيه ، بالمقابل بوسع أغنية شجية أن تستدعي جزءا من شعورنا الراحل ذاك لتنهمر علينا أطيافاً من الحالة على هيئة شلال من شعور يربكنا ويضعنا في مأزق من ذكريات..كما بوسع اسم شخص ما أن ينكأ علينا جرحاً قديماً نظنه اندمل..
في علم الNLPيسمى ذلك بالمرسى..حين نفقد الأماكن والأوقات ثم بإمكان شيء ما أن يستعيد مشاعر قديمة رافقتنا...
كم يبدو الأمر معقداً وكم تبدو الخلطة صعبة التكرار...


لأكتب بعض المراسي في حياتي:

١- أغنية "الطير" للجسمي -----شعور بالانطلاق..رائحة المراعي الخضراء الممتدة ولسعة الأجواء الباردة..
٢- رائحة العود----نضج هجم علي فجأة أشعرني بأنوثتي
٣- حروف كلمة الفلفل-----شعور عاصف ، غير مترقب، شرس،عذب
٤- تكبيرات العيد-----جرح مؤلم قاس ، يأبى أن يندمل
٥- سورة البقرة بصوت العجمي----- بدايات صداقات ، حماس، انطلاق نحو المجهول 
٦- عنوان إيميل يحمل اسم جهة معينة-----نكد،مضايقة،تعالي غير مبرر يشعرني بالتصاغر
٧- صوت أبلة نجاة ولهجتها-----شعور بالبراءة ، بالصغر، بالدفئ والامتنان وأجواء غرفتي القديمة في الشرقية
٨- رائحة التراب المبلل بالمطر-----آخر أيام الامتحانات في الثانوية الثالثة عشر بجدة
٩- وجه خالة ابتسام-----فيروز وأغنية طير الوروار رغم أنها لا تشبهها أبداً وأيام قديمة قضيناها في بيتها.
١٠- صوت المكرفونات في محطة القطار-----نضج،انطلاق، شعور بالحرية وبأن لا شيء مستحيل.




حلم اليوم:
أن أصنع عن قصد مزيداً من المراسي الإيجابية..وأن أقطع حبال كل مرساة تستدعي جروحاً قديمة.. 

الأربعاء، 2 مارس 2011

ح..ل..م..(٧)


  • لدي يوم طويييل في الجامعة وأبدو متعبة منذ الآن..!
  • رحيل خادمتي أصابني ببعض الإرتباك، الأمور ليست بالصعوبة التي توقعت ولكن لا مجال لأي نوع من " الإنسداح المدلل"...
  • أحتاج ثورة في حياتي لإسقاط نظيم قديم ومتهالك .. أعدك أيتها الثورة أنني لن أقف موقف أيٍ من الزعماء العرب ، بل سأسمح بالتنحي السلمي للنظام القديم بكل سلاسة........تعالي وسترين..!
  • أشعر منذ الآن أنني زعيم عربي معزول يعيش في المنفى، كل شيء هادئ هنا وجميل ومسالم، لا أحد يعرفني، لا أعرف الكثير، معزولة في فقاعة..باردة كالثلج، صامتة حد الموت...!
  • سأذهب الآن..!

حلم اليوم:
أحلم بعلبة ألوان، بجوقة أصوات، بحملة ثورات ..تصطخب بها حياتي!

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...