توقفت حياتي منذ يومين..ولم تتوقف دموعي..رغم أنني أعلم أنه ليس هناك حتى تصريف للدموع..
لا أكتب..ولا أعمل ..ولا أذهب للجامعة..ولا أفعل أي شيء- هنا في بريطانيا- إلا التحديق في المناظر المرعبة على الإنترنت..ومحادثة الأهل..والبكاااااء..
أحقاً يحدث هذا ؟
أحقاً هذه صور مدينتي أم أنها مدينة أخرى لا أعرفها؟
أحقاً سبح أبي في الطين والماء ليصل إلى أختى الباكية العالقة؟
أحقاً كدنا نفقد أخي الذي سبح أيضاً في الماء وتجاوز السيل بحبل مربوط بين الجهتين؟
أحقاً بات كل أولئك الذين لا رابط بينهم في بيت عمي الذي فتح بيته عن طيب خاطر لاستقبالهم؟
أحقاً احترقت مبان في الجامعة وامتلئت أفنيتها بالماء ولم تعد صالحة لأي استخدام وتواجد آدمي؟
أحقاً جاءت هليكوبتور لإنقاذ سمو الأميرة والباقي لا يستاهلون لأنهم "طرش بحر" ؟
أحقاً في كل عائلة عشرات القصص والمآسي التي تبدو وكأنها أحداث لفلم آكشن هوليوودي؟
..أكل اولائك ماتوا؟ تقطعت بهم السبل؟ غرقت بيوتهم؟ فقدوا سياراتهم؟ وباتت مدينتهم الحلم تحت خط البحر ومستوى البلاليع؟
هل بقي شيء لم أقله؟
هل بقي شيء لم يقله الناس؟
هل بقيت صورة لم تشهد على المأساة؟ أو كلام لم يكتب ؟أو دموع لم تذرف؟
أشعر أنه ليس لكلامي قيمة وأنا أكتب من بعيد..لكن والله قلبي يحترق وأشعر بالعجز وامتلئ حنقاً..ولا أعرف ماذا أفعل؟ أنا جداوية حتى النخاع ويؤلم كل ذرة من قلبي ما يحدث فيها حتى لو كنت في أقصى الأرض..
لم نعد قادرين على سماع مزيداً من الوعود المضحكة..والإعتذارات السخيفة..والمشاريع التي يبدو جيداً أنهم بلّوها وأن أهل جدة من شرب مويتها..بل تجرّعها..وشرقوا..وغرقوا كمان!
قبل عدة أسابيع علقت مع أبنائي في مطار هيثرو بسبب كارثة أجواء من نوع آخر..
رغم جزعنا..وارتباكنا ..ورغم حجم الكارثة إلا أنه كان السهل الحصول على المعلومة ومن ثم التوجه بناء على ذلك..
الراديو..التلفزيون..مواقع الأخبار.. شرطة الشوارع ..مواقع المطارات والقطارات الرسمية ومواقهم على تويتر والفيس بوك..وزارة التعليم..وأي خدمة أخرى نطلبها وأهمها خدمة مراقبة الأحوال الجوية وتحذيراتها - كل ذلك ساهم في التخفيف قليلاً من حدة المشكلة - وأن لم يحلها أبداً- كان الناس مستائين ..محبطين ومتعبين لكن كان لدينا شعور أن ثمة من نسأله ولديه إجابة..ثمة من يعرف أكثر منا.. وإن لم تعجبنا إجابته..
هذا عدا تداعيات أزمة هيثرو الحكومية وأخذ المسئولين الموضوع بجدية كما نسمع..!
لماذا إذن كان أهل جدة وحدهم في كل ذلك بدون أي دعم ومساعدة حكومية منظمة مسبقاً؟
هل نتحدث عن الفساد؟ أم سوء التخطيط ؟ أم الفشل في إدارة الأزمات؟ أم انهيار حتى الحلول المؤقتة؟ أم أزمة المشاريع الورق؟
من أين نبدأ حتى تنتهي؟
والله ليس لدي حتى القدرة أن أقول شيئاً آخر !!!!
اللهم كن معنا في هذه المحنة ولا تكن علينا..!
لا أكتب..ولا أعمل ..ولا أذهب للجامعة..ولا أفعل أي شيء- هنا في بريطانيا- إلا التحديق في المناظر المرعبة على الإنترنت..ومحادثة الأهل..والبكاااااء..
أحقاً يحدث هذا ؟
أحقاً هذه صور مدينتي أم أنها مدينة أخرى لا أعرفها؟
أحقاً سبح أبي في الطين والماء ليصل إلى أختى الباكية العالقة؟
أحقاً كدنا نفقد أخي الذي سبح أيضاً في الماء وتجاوز السيل بحبل مربوط بين الجهتين؟
أحقاً بات كل أولئك الذين لا رابط بينهم في بيت عمي الذي فتح بيته عن طيب خاطر لاستقبالهم؟
أحقاً احترقت مبان في الجامعة وامتلئت أفنيتها بالماء ولم تعد صالحة لأي استخدام وتواجد آدمي؟
أحقاً جاءت هليكوبتور لإنقاذ سمو الأميرة والباقي لا يستاهلون لأنهم "طرش بحر" ؟
أحقاً في كل عائلة عشرات القصص والمآسي التي تبدو وكأنها أحداث لفلم آكشن هوليوودي؟
..أكل اولائك ماتوا؟ تقطعت بهم السبل؟ غرقت بيوتهم؟ فقدوا سياراتهم؟ وباتت مدينتهم الحلم تحت خط البحر ومستوى البلاليع؟
هل بقي شيء لم أقله؟
هل بقي شيء لم يقله الناس؟
هل بقيت صورة لم تشهد على المأساة؟ أو كلام لم يكتب ؟أو دموع لم تذرف؟
أشعر أنه ليس لكلامي قيمة وأنا أكتب من بعيد..لكن والله قلبي يحترق وأشعر بالعجز وامتلئ حنقاً..ولا أعرف ماذا أفعل؟ أنا جداوية حتى النخاع ويؤلم كل ذرة من قلبي ما يحدث فيها حتى لو كنت في أقصى الأرض..
لم نعد قادرين على سماع مزيداً من الوعود المضحكة..والإعتذارات السخيفة..والمشاريع التي يبدو جيداً أنهم بلّوها وأن أهل جدة من شرب مويتها..بل تجرّعها..وشرقوا..وغرقوا كمان!
قبل عدة أسابيع علقت مع أبنائي في مطار هيثرو بسبب كارثة أجواء من نوع آخر..
رغم جزعنا..وارتباكنا ..ورغم حجم الكارثة إلا أنه كان السهل الحصول على المعلومة ومن ثم التوجه بناء على ذلك..
الراديو..التلفزيون..مواقع الأخبار.. شرطة الشوارع ..مواقع المطارات والقطارات الرسمية ومواقهم على تويتر والفيس بوك..وزارة التعليم..وأي خدمة أخرى نطلبها وأهمها خدمة مراقبة الأحوال الجوية وتحذيراتها - كل ذلك ساهم في التخفيف قليلاً من حدة المشكلة - وأن لم يحلها أبداً- كان الناس مستائين ..محبطين ومتعبين لكن كان لدينا شعور أن ثمة من نسأله ولديه إجابة..ثمة من يعرف أكثر منا.. وإن لم تعجبنا إجابته..
هذا عدا تداعيات أزمة هيثرو الحكومية وأخذ المسئولين الموضوع بجدية كما نسمع..!
لماذا إذن كان أهل جدة وحدهم في كل ذلك بدون أي دعم ومساعدة حكومية منظمة مسبقاً؟
هل نتحدث عن الفساد؟ أم سوء التخطيط ؟ أم الفشل في إدارة الأزمات؟ أم انهيار حتى الحلول المؤقتة؟ أم أزمة المشاريع الورق؟
من أين نبدأ حتى تنتهي؟
والله ليس لدي حتى القدرة أن أقول شيئاً آخر !!!!
اللهم كن معنا في هذه المحنة ولا تكن علينا..!