السبت، 25 يونيو 2022

مساء ساحر

 ليلة أمس..كانت بليالي العام كله …

أنا وجوجو وعبدالمجيد..وذكريات وحكايات..وزمن طويل..وقصص لا يتوقف ولا يمل قلبي عن سردها

كنت مرتبكة..جوجو هنا..في تلك المساحة القريبة مني جداً والمفتوحة على كل المروج وشواطئ البحر و حقول الغاردينيا..

هي فقط من تفهم دلالات الشواطئ والغاردينيا..

وأنا أقف في خشوع أمام كل تلك المساحات التي لا أملك أن أثمنّها أو أحصيها أو حتى أراكمها..

وعبد المجيد،،

هل هي حقاً قصة تصدق لو أردت تأليفها؟

يفاجؤك الزمن ويكون أفضل كاتب وسارد لقصة لا تنساها في حياتك..

هل كنت أحلم حين كنت أستمع طائر الأشجان أو رهيب أو استكثرك أن أتحدث إلى صاحبهم..ويكون لدي هذه الحظوة لديه؟

هذه دنيا غريبة..حين تكتب دنيتي حكاية حزينة-وهي كثيرا ما تفعل ذلك معي خاصة مؤخراً-تفاجئك بحكايات أخرى مليئة بالجنيات والأمراء وأنغام الأغنيات العذبة..


والآن حين تضع جوجو وعبدالمجيد معاً ..ماذا سيحدث؟

أي حكاية هذه لا تملك دنياي اللغة المترفة لصياغتها؟..

الية ربما لم تنته بعد، لكن غلالة ذات كثافة شعورية مطرّزة بخيوط فاتنة تتشكل وتلفني إلى الحد الأخير من الدفء….والحب 

.

.

جوجو ومجيد…

شكراً على هذا المساء الساحر


الجمعة، 24 يونيو 2022

في الحي المجاور (19)..حي الإم إس

 ربااه..

أنا أشعر بقدمي..

بالطبع تشعرين بقدمك ..ألم تقولي قبلا أنك تشعرين بقدمك أكثر من اللازم؟

حسناً، بالطبع..ولكنه هذه المرة شعور مختلف..

لا أدري كيف أصفه..ولست متأكدة إن كان حقيقيا..أو كان يهيء لي..

حسنا سأحاول وصف ما أشعر به..ربما تكون هذه المذكرات مرجعا طبيا لطبيب ما يحاول أن يجد حلا لطرد هذا الزائر الثقيل غير المرغوب فيه..

منذ بدأت آخذ الدواء قبل ٣ أيام وأنا متعبة جدا، لا أقوى على الانتقال من الصالة لغرفة النوم والعكس..البارحة بكيت لفهد فجأة وهو يعد حقيبته ويستعد للسفر..قلت له :خلاص ما حاتحمل أكثر، أكره هذا التعب المستمر..

قال لي: لا تشعريني بالقلق..هل ألغي السفر؟

قلت له: بالطبع لا..أنت لا تشعرني بالعجز أكثر..

أستيقظ، أتناول الدواء ، بعد نصف ساعة أشرب قهوتي وأتناول إفطار خفيفا، وبعدها- وأنا لا زلت على السرير- أشعر بارتخاء في جسدي.. أتوسد المخدة وأعود للنوم تقريبا لنصف ساعة..

وبعدها استيقظ.. 

إنهما ساقاي..

أنا أملك ساقين..!!

إنهما ساقي..رفيقتاي القديمتين..

أشعر فيهما بخفة وبشيء من تنميل وإحساس كأن تيارا يسري فيهما..

لا يدوم ذلك طويلا،لأنني بعدها بقليل أعود لتعبي-الذي فكرت معه أن أذهب للطبيبة قبل انتهاء العشرة أيام وأقول لها: يكفي..لا أريد هذا الدواء..

لكني قلت في نفسي: إنها عشرة أيام ستمر وأنت أصلا لا تذهبين إلى أي مكان فما الفارق؟

أنا أكتب والآيباد على حضني وأنا الآن أشعر بساقاي جداً، هنا فرق بين الشعور بالساقين كعضو إضافي ثقيل غير مرغوب فيه من جسدك وكل حركاته اللا إرادية صارت إرادية حتى أن رفع قدمي عن الأرض لخطوة أخرى تتطلب مني مجهوداً :  إرسال أمر إلى عقلي، لمخاطبة قدمي لتنفيذ الأمر، ياللبروسس الطويل..!

وبين أن أشعر بساقاي..لكني أشعر بهما متعبتان تخبراني أنهما لا تستطيعان قيام ما أود القيام به، ولكنهما هنا في الجوار على أية حال..

في الحالة الأولى عملية مخاطبة قدمي بشكل واع تجعل من الأمر اللا إرداي إراديا جدا وصعب التنفيذ رغم أنني أريد جدا أن ينفذ هذا الأمر البسيط من عقلي ولكنه كمن يجد المكاتب فاضية ولا يوجد موظفين أيام  المنشآت الحكومية زمان وقت صلاة الظهر والدنيا حر وزحمة مراجعين خانقة.

في الحالة الثانية أشعر بساقاي تتوسلان لي : أنا لا زلت هنا، لكني أملك شوشرة في نظام الاتصال ولا أسمعك بوضوح..

كل هذا ليس معناه أن المشي صار أسهل، لا ولكنه تغير فقط في إحساسي ووعيي بقدمي..

أتخيل طبيبتي تقرأ هذا الكلام وتقول: هرطقة مريضة صدف أنها كاتبة..

بل أتخيل أطباء آخرين ممن قابلتهم يبتسمون ابتسامة جانبية يقولون: يا عزيزتي..هذه كلها أمور تهيء لك، ولا يوجد في الطب العصبي شيء كهذا…

طيب، أناهنا في ماورد أكتب منذ أكثر من ١٥ سنة، أكتب ما أريد دون أن يحاكمني أحد..

لسه باقي من ال١٠ أيام ٧ أيام،،،سنرى ما يحدث فيها..

سأبقيك على اطلاع،،لكن لا تتحمسي..

الخميس، 23 يونيو 2022

مجييييد

 - البارحة وصلتني التذاكر لحفلة عبدالمجيد..

١٠ تذاكر، وزعتها على بناتي وصديقاتهن ابني وصديقه أختي وصديقتي وابنة خالتي..

لا زلت حتى هذه اللحظة لا أعرف كيف ابتدت الحكاية، ولا يبدو أنها حكاية عابرة..

يخجلني هذا المجيد ويملؤني أنساً وطربا وحبا..

قلتها عدة مرات..صوته عناق خلفي فجائي وهدهدة على القلب..وقلبي محتاج جدا..

وحيث أنني في أدنى أحوالي النفسية فأنا أنوي أن أترك قلبي غدا بين يدي مجيد وجوجو…سأندم؟ سأجرب


-متعبة جدا وأنتظر وقت النوم، لا أدري هل هذه تداعيات الدواء الجديد أم ماذا؟ لا أكاد استيقظ إلا وأود النوم ثانية..!!!


- كيف سأقضي الصيف؟ أكيد مو بين غرفتي وغرفة الجلوس، مابين السرير والكنبة…

لكني حقا لا أقوى على فعل شيء…

يا ربي لماذا تبدو الحياة والمشي والتنفس متعبين للغاية؟؟!!

الاثنين، 20 يونيو 2022

في الحي المجاور..حي الإم إس (18)

 - لا زلت مرة أخرى في هذا الحي المجاور..

ضيفوني يا جماعة.. ضيفوني ببروزاك أو سيبرالكس ..

يا سكان الحي، ألا يوجد منكم أحد يقوم بالواجب؟


- كانت رحلة الساحل الشمالي رحلة تجربة أداء..

كان أدائي فيها سيئا  أثبت فشلي ، بغض النظر عن المفاجأة التي رتبتها لفهد، وعن روعة المكان والأجواء، والكثير من الزرقة التي عشت فيها لمدة يومين، لكني كنت أثقل من كيس بطاطس حتى أنه لا أحد يود أن يأخذ من هذا الكيس أي بطاطس حتى يخف،يبدو أنه لا أحد يريد أكل بطاطس مقلية، ولا حتى بالكاتشب ولا بالشطة..

كنت أود أن أجربني في هذه الرحلة وأقيم مدى قدرتي على السفر والهروب والضياع في المدن التي أحبها..

لكني فشلت فشلا ذريعاً، كنت حملا و عبئا على فهد رغم أنه نفى ذلك وأنكره بشدة،  لا يمكن لي مشاركته التسكع أمام الغرفة أو حتى التفكير في أي وجهة تبعد عن الغرفة عدة أمتار..أعرف أن أخلاقه تمنعه من أن يصرح بذلك..ولكن ما ذنبه حين سُحب منا بساط كل ما تعودنا فعله في رحلاتنا حول العالم..؟

أظنها كانت عشرة سنين ذهبية سافرنا فيها كثيرا حتى أنني الآن أعرف الفرق الذي بدأ ربما بسبب كورونا ولكنه حتما الآن باقي بسبب قدمي..يا الله، أنا التي كنت أرتب برامج الرحلات وحين أجد فسحة للهروب للاستمتاع بأي شيء وحدي كنت أقوم به دون حتى أن أخبر أحدا..

الآن..الوضع تغير ١٨٠ درجة..

لو قرر فهد أن يجد بديلا لي في السفر معه- والتسكع على أرصفة العالم الذي كنا نجيده جدا- فلن ألومه، سأزعل قليلا وأبكي- كما أفعل الآن أثناء هذه الكتابة- ولكنني حتما لا أود أن أكون المرأة العبء ..كيس البطاطا الثقيل 

مالذي حدث في قائمة أحلامي التي كتبتها لأصل لها قبل الأربعين؟ وصلت الأربعين وتجاوزتها ولم أحقق كل قائمتي، ما ذنبي وذنب قائمتي أنني أصبت بالإم إس حين بلغت الأربعين؟

ما أذكره من قائمة أحلامي والذي علي أن أحذفه:

- رحلة مع اليونيسيف لأي مكان في العالم حين أقترب من الخمسين وأكون تلك المرأة الشغوفة بالأطفال والتي تقرأ لهم القصص في المخيمات وأفريقيا وأماكن أخرى حول العالم…تم الإلغاء رغم أنها كتبت لقبل الوصول للخمسين وذلك نظراً لأن من يحتاج مساعدة دائمة لا يمكنه المساعدة

- رحلة مع ناشيونال جيوغرافك لإنقاذ الحيتان في عدد من محيطات العالم، هل هناك أجمل من البحر والكثير من الزرقة والحيتان بحجمها الهائل؟ تم الإلغاء والاكتفاء برحلة الكروز التي تمت في بحر الشمال وبحر البلطيق قبل عدة سنوات.

رحلة للسويد لزيارة دار المنى وكل ما يخص أدب الأطفال، لقطف التفاح من الشجر على الطريق كما كنت أفعل ذات طفولة ولرؤية الشفق القطبي..تم الإلغاء، فأي لياقة لا أملكها تحتاجها رحلة كهذه؟

رحلة لمعارض الكتب: خاصة فرانكفورت ولندن وبولونيا، فرحلاتي لها تبدو وكأنها من الزمن الغابر، ، ولا أود الذهاب كزائرة عادية، ولكن كل الاحتمالات التي أفكر فيها مرفوضة، فلا شيء يحتاج قدمين سليمتين ما تستهبل ولا تضعف كمعارض الكتب..وأنا حتى لم أحظ هذه السنة بدعوة كمتحدث في معرض المدينة..تم الإلغاء فعلى ما يبدو أن الجهات الرسمية عرفت أنني صحيا غير لائقة لهذا النوع من الأنشطة لذا تم إلغائى أصلا من قوائمهم..


الآن، هل هناك بدائل أو خيارات أخرى؟

لا أستطيع التفكير في أمر لا يحتاج ساقين ليستا معطوبتين..

-أنت..من أنت؟

لا تقترب..أنا -كما تعرف- لست أنا..

أو ربما لا تعرف، فما أدراك بي كيف كنت ومن أنا أصلا؟

أنت لطيف..وبوسعنا أن نكون أصدقاء، لكني أخاف، وهذا الخوف والله هو أمر جديد علي، فلطالما كنت جريئة مقدامة في كل شيء..الآن من يصادقني عليه أن يسمع ويقرأ ويعيش معي تحلطمي الدائم من كل ما حولي..وأنا أعرف أن هذا أمر ممل ومقرف..

لذا أهرب..أهرب مني قبل أن أحوطك بالملل فلا شيء يرجى من هذا القرب..


- لا زلت أحتفظ بذلك الشغف عند إصدار كتاب جديد..

كل هذا تأجل وتباطأ..ومرة أخرى، أهو بسبب كورونا أم لأني صرت بطيئة أصلا؟

في الحي المجاور..حي الإم إس (17)

ماذا أحكي لأحكي؟ 

أنا في المطار، في مكان كان لي فيه قصصي الأجمل، قصص الرحيل واللقاء والحب والكتابة والمغامرة، دخلت عالخط جنس قصصي جديد يحكي حكايات مرض لعين وكيف سرق مني قدماي، أو ريما سرق قدم واحدة، قدمي اليمين، وتركني غير آبه بي وبكل ما تبادلناه معا من قصص، تركني عرضة للسقوط والتعب والتعثّر واللاتوازن..

الآن ..متى سيتم اختراع الدواء الكنز؟ ألم يكتشفه أحد بعد؟ سيلفر تعال.. نحتاجك، ثمة دواء كنز يعيد تغليف الأعصاب بغشاء المايلين ويعيد لها شبكة تواصلها ويعيد إفهام جهاز المناعة من هو العدو، وأنه من اللامعقول أن نهاجم الأصدقاء بكل لؤم وندك عليهم بيوتهم وشبكة أعصابهم..

لو طلب أبي أن يتقدم أحدهم ومعه الدواء الشافي ثم يزوجني من هذا الشخص،  ربما كنا سهلنا علينا إيجاد الدواء الكنز، المشكلة أنه لا يوجد دواء شاف، ولا حتى في بلاد الواق واق أو لدى الجنيات أو عند أميرات البحور أو عند الأقزام في أكواخ الغابات..أو حتى لدى الجن في وادي عبقر..

أبي يقول : من يجد هذا الدواء أزوجه ابنتي،،

هيا يا علاء الدين أو يا علي بابا أو يا سليمان القدير ..الدواء..آتوني بالدواء..

ربما تجدونه في ريشة طائر الجبل الأخضر، أو أنه في كنز في المغارة، أو في الشراب السحري في مدينة أليس العجيبة! 

على الدواء أن يمنحني القدرة على الجري والقفز على رجل واحدة والرقص ..والمشي حول سور الصين بدون تعب وإرهاق..

هل هذا صعب؟ 

تخبرني العنقاء أن الدواء حتما موجود، هو يحتاج فقط لمن يكشف عنه،،

ويخبرني أبي أن من سيكشف عن هذا الدواء سيصبح ملك ملوك الجان ، أما أنا فأعده أن يتربع في قلبي وأمنحه وسام النبل، أعلى الأوسمة وأجلّها..

هيا يا عريس كل الأزمنة ساعدني في اكتشاف الدواء الكنز..

أوه لكن

..ثمة مشكلة بسيطة..

.

.

بسيطة جداً

.

.

أنا متزوجة..

 فكيف سيفي أبي بوعده؟

الأحد، 5 يونيو 2022

رسائل

 رسائل تفوح منها رائحة الخبز الطازج؟ ألا تدري أن هناك مشكلة على مستوى العالم في استيراد القمح؟ إذن لا خبز طازج..ولا رسائل..

أخبرني..

لو وصلتك مني رسالة ستفتحها؟ ستقرأها؟ أم أنك ستقضم منها قضمة ثم تلقيها للبط والطيور؟ 

ساعي البريد مات .. والرسائل  تكومت وذرتها الرياح، لم يعرف من مرسلها ولا إلى أي عنوان ستصل..اتأمل هذه الرسائل فأجدها قد حبست الدموع والقلوب والحب والشعر ، رغم ذلك فلا أحد يأبه بها..

أحياناً أتلصص أفتحها وأقرأها، أتمثّل كتابها وأقول في نفسي لأصحابها..لو تدرون فقط أن رسائلكم ملقاة على الطرقات والأرصفة..ولا يوجد أي عنوان يستقبلها أو عيون تقرأها…


أجلس على الرصيف

اقرأ رسائل ليست لي وأكتب رسائل لا تصل..

أنا….اضطجعت  وحدي بجوار الرسائل وتوسدتها .

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...