
مرحبا مدونتي بعد غياب..
هل اشتقت لي؟
حتماً فعلتِ ، فلا أحد يزورك ويطعمك غيري..
اليوم هو الأحد..إنها 10 أيام كاملة..
بالنسبة لي، أجل اشتقت لك..وللثرثرة على حوافك..
في بعض الأيام كانت الكلمات تتدافع في رأسي فلا أجد لها مخرجاً فأتمثلك وادعة حنونة منصتة..
دعيني أنثر أمامك ما في جعبتي:
الحج..
كان مختلفاً هذه المرة..
كان انقطاعاً عن كل شيء..واتصال بروحي وبالسماء فقط..
رغم أنني كنت من فريق العمل ورغم أن كثيراً من التنظيمات خذلتني، إلا أن خدمة الحجاج تربية روحية ونفسية عظيمة..
في الحج، كنت أنا فقط..اسمي مجرّد..ووجهي مجرّد ..وروحي لا يثقلها شيئ..
كثير من حكايات حصلت في الحج: مشيت إلى أن تمزقت عضلات قدمي.
بكيت من منظر القذارة الذي استقبل به الحجاج تنزل رحمات رب العالمين في يوم عرفة المهيب.
أصبت بالرعب من تسابق الباصات في النفرة إلى مزدلفة وأنا أمشي بجوارها وهي تكاد تدهسني باستهتار في أية لحظة.
اغتظت من بعض طلبات الحجاج اللامعقولة وتعلمت كيف يدير الإنسان غضبه ويكظم غيظه.
تلقيت كثيراً من دعوات بأن يرزقني الله ابن الحلال وكنت أتقبل تلك الدعوات بابتسامة صامتة أحيانا وبكشف للحقيقة أحيانا أخرى..
شربت كثيرا من القهوة السوداء بدون حليب وبقليل من سكر دون أن أذوب أي من مزاجاتي.
أكلت أيسكريم بالتوت كان الألذ والأبرد والأمتع والأكثر رفاهية..!
نمت نومة لذيذة والنور مضاء والباب مفتوح وأصوات الناس تعج من حولي..
خفت كثيراً على أمي إلى أن همس لي خاطر في قلبي بأن الله أرحم بها مني..
تهت بين أخواتي الصغيرات وبين مظهري الذي يضعني في خانتهن مجبرة مع أننا كلنا ندرك الحقيقة..
تعلقت في الطواف وفي يوم عرفة بحبل خفي شفاف ،جعلت من قلبي حمامة طيرتها نحو السماء وأودعتها كل دعواتي وارتعاشاتي..
هاهو الحج قد انتهى وعدت ثانية إلى بيتي وأولادي وعملي الكثير الذي ينتظرني..
والمفاجأة..كمبيوتري أصيب بالشلل فجأة..
ارتعبت وذعرت إلى أن قام زوجي بإصلاح الجهاز مع أحد أصدقائه..
ومن وقتها بدأت بتنفيذ قوائمي المعدة مسبقاً..
أريد أن أعتبر الحج نقطة تغيير فاصلة في حياتي..
نهاية مرحلة كانت أيامها سوداء قاتمة..وبداية مرحلة جديدة بها كثير من سكينة وسلام..
فهل هذا ممكن حقاً؟ أم أن نفسي المبعثرة ستظل تلاحقني حتى بعد أن شكوتها لرب العالمين؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق