الاثنين، 21 يناير 2008

أنا يوماً بعد يوم 5

هذا صباح هادئ، مقارنة بصباح البارحة العاصف...

كم كنت أشعر أنني خُذلت ..وبشدة..

وممن؟

من فراشتي البيضاء..!

لا، لم تكن بيضاء أمس، كانت سوداء حالكة..!

تساءلت ..هل أسأت تربيتها..أم أنها استطالت ونمت في غفلة مني كنبتة الفاصوليا الهائلة؟!فلم أعد قادرة على احتوائها ومتابعتها؟
لماذا كانت بهذه القسوة؟ وهذا المزاج..وسوء التصرف الذي أفسد عليها وعلي الكثير..؟
كل ما في الأمر أنها اختلفت مع صديقتها الحميمة على أمر من أمور مشروعهم الصغير..
ورغم أن تلك الصغيرة كانت متفهمة ومتعاونة ورقيقة لأبعد حد، وحاولت أن تصلح الأمور بنضج يحسب لسنها الصغير إلا أن تصرف الفراشة إزاء ذلك كان صادماً ووقحاً..

وما زاد الأمر سوءا بالنسبة لي ولها تدخل أم صديقتها ، وهي إحدى صديقاتي المقربات...
ونحن نعلم جيداً أي شيء يحدثه تدخل الكبار بالرغم من محاولاتنا أن نبقى على الحياد..!

أوه..تعبت البارحة جداً ، بدا الإنهاك واضحاً على صوتي، مشاعري، نظراتي..
كنت أتسائل طوال الوقت : أي خطأ أخطأته أنا كي تنشأ فراشتي ..ديناصوراً يمشي ويحطم و لا يرى أبعد من أرنبة أنفه(هذا إن كان لدى الديناصور أنف!)
أي نجاح ستحققه في كبرها إن كان ما تزال تنقصها الموضوعية والبعد عن الإنفعال والرقي في توصيل مشاعرها؟
أي صداقات ستبقى لها إن كان موقفها أمس يدل على افتقارها لأي نوع من الذكاء العاطفي الذي يجمع الأصدقاء في نقطة حميمة من القلب لا يتسربون منها؟

حزنت عليها جيداً، ورأيت مستقبلاً مرهقاً..أعلم أنها ما زالت في التاسعة، وأنها تتعلم!
كل ما أرجوه ألا تترك أخطائها الفادحة لتعلمها بعد فوات الوقت..والأصدقاء!
.
.
الآن أنا أستمتع بهذا الصباح، وأطفالي ما يزالون نائمين..
سأذهب للعمل، وحين أعود سأفتح حواراً طويلاً بيني وبين الديناصور الفراشة..!

.
.
قبل أن أذهب أحب أن أقول..أنني بدأت أعتاد هذا المكان..وأحبه
لا أدري إن كان ثمة من يقف على شرفاتي..!
.
.
لكن إحساسي بأني أسبح في فضاء شاسع خارج حدود دفاتري الصغيرة..لهو إحساس لذيذ بالضياع والتبعثر..!

هناك 3 تعليقات:

  1. نعم .. نعم .. أنا أسبحُ على شرفاتُكِ الغائرة ..
    تعلمين .. تصرفها هذا كلُّنا يمرُّ به..حتى وإن كان بين جنباته يخوض ذكاء عاطفي .. تعلمين لمَ؟!
    لعلنا نُفكر سوياً يوماً ما !

    ردحذف
  2. حتى أنا ما زلت أسبح في الفضاء حتى هذه الأيام:)

    وما زلت لا أعلم..

    وما زلت أفكر..!!!

    ردحذف
  3. لسوء حظي لم أكتشف شرفاتك إلا بعد عشر سنوات، لا أعمل إذا ما زلت أنت هنا أم رحلت. كتاباتك كزخات المطر، فتنت أرضاً جدباء. سأظل واقفاً تحت الشرفة ومعي فرقة موسيقية تنتظر طلتك لكي تبدأ بالعزف.

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...