الخميس، 19 يونيو 2014

لون وردي - 10-

اليوم بطوله وأنا في البيت..
معي الخادمتين والقطة فقط..
الأولاد قرروا أن ينتقلوا إلى بيت بابا لعدة أيام بعد وصول خالاتهم من السفر ، فهد في العمل، وأنا أقضي يوماً طويلاً وحدي..
هل قلت قبلاً أنني في بيتي أشعر أنني في منتجع؟ بعيدة ، محاطة بكثير من الزرع وروائح الفواحات والهدوء والقهوة والموسيقى والكتب..
منذ البارحة وبعد أن عدت من المستشفى وأنا أبكي ، أتوقف عن البكاء وأندمج في الحياة، ثم أعود وأبكي ثانية..دائماً يضعني الأطباء أمام احتمالات مفزعة..وأنا منذ بدأت الإجازة وأنا أتردد عالمستشفى من مرتين لثلاث أسبوعياً لإجراء كثير من الفحوصات التي لم يكن لدي وقت لإجرائها.. لن يحسم شيء قبل مرور أسبوع عالأقل..
البارحة كنت أقرأ كتاب ليلى الجهني: 40 معنى في أن أكبر..وكنت قد قرأت هذا الكتاب سابقاً ، لكن قرائته مرة أخرى الآن مواتية جداً ، من الكتاب:

-"صرت خارج أشياء كثيرة ظننت أنني لن أصير مرة خارجها، أولها:الانتظار. ماعدت أنتظر ، وقد ربحت بهذا نفسي ووقتي وطاقة بددتها من قبل على أمور وأناس لا تستحق"
لماذا إذن كلما تقدم بي العمر أجدني صرت أحترف الإنتظار أكثر؟ وكأنني سابقاً كنت أتقبل ما تجود به علي الحياة بصدر رحب، أما الآن فأنا ألوي عنق الحياة كي أرغمها على فعل ما أريد وبالطريقة التي أريدها..يا للمعركة!!

-"أردت وأريد دائماً أن أموت تامة، لا أريد أن أحيا حتى أرذل العمر، ولا أن أذوي شيئاً فشيئاً ، ترعبني تكاليف الكبر، الآن وقد فاتني أن أموت في الثلاثين فإن الأربعين تبدو تماما مثلما قال أروندهاتي روي: ليست سناً متقدمة، وليست سناً صغيرة، لكنها سن صالحة للحياة ، وصالحة للموت" 
ذلك هو الانسحاب من الحياة في قمة المجد..ياللجلال..

-"إنني أكبر وأتورط في سحر الكتب والقراءة أكثر فأكثر..
إنني أكبر وأزداد مرضاً بخصوصيتي، لم أعيد أطيق أن أقتحم بفجاجة..
إنني أكبر، وليس بوسعي ألا أفعل.....
إنني أكبر ، وأنفق جل وقتي كي أفهم الزمن، فلا أفهمه..
إنني أكبر وأدافع الشك الممض أكثر من ذي قبل."

كم يمثلني ذلك..جداً جداً



الأحد، 15 يونيو 2014

لون وردي-9-

هل قلت أنني أنوي أن أعيش إجازة؟
ليه ماني عارفة طيب؟
ثمة أمور كثيرة تقلقني..وأفكر فيها ليل نهار
أشعر أنني كبرت جداً وأن خياراتي غدت محسوبة علي .
فيما مضى كنت أمشي في الحياة بكثير من حماس وطاقة ..
كانت الإنجازات تتوالى، الآن ارتفع السقف جداً وغدا كل شيء محسوباً بشكل مزعج..
أفكر فيما اتخذته من قرارات فيما مضى، هل كنت حقاً أدرك حجمها وتأثيرها في حياتي الآن..أم أنني فقط صرت أُكبّر الأمور جداً؟
أفكر كل يوم في التالي:
1- في منصبي الجديد في الجامعة بعد الإجازة، المسئوليات والتحديات والوقت الكثير الذي سيشغلني. والشغل الكثير الذي سيغرقني.
2- أفكر في دار النشر، كيف سنكبر؟ كيف سنجد دائماً سوقاً يستوعب كتبنا الجديدة وسوق الكتب أصلاً محدودة؟ من أين سأحصل على الوقت والناس الصح اللي يشتغلوا معايا، والفلوس اللي تغطي كافة المصاريف دون أن أشعر أنني خسرانة؟ هل نحتاج إلى استشارة في البزنس ؟ أحد زيادة يفكر معانا مثلاً؟
3- السفر وتداعياته وخطته التي تغيرت تماما وليست على مزاجي أبداً..غدا الأمر بالنسبة لي تفكيراً في كيفية تدبير المال اللازم لقضاء شهر في كاليفورنيا وكيف نبسط الأولاد..وكثيراً من كلمتي أففففف ووجع!!!!
4- أفكر في تواقة ومع كل هذا الانشغال ماهو مصيرها؟
5- أفكر في كيفية تدبير طلبات البيت والأولاد وطلباتي أنا..!
بالله أليس التفكير في كل هذه الخطوط العامة كل يوم و ما بينها من تفاصيل صغيرة يملأ رأسي بالصداع ووقتي بالقلق؟ طيب والإجازة؟ والكتب المكومة للقراءة الحرة؟ والنصوص اللي لازم تنكتب؟ واللاشيء والاسترخاء والتتنيح ومشاهدة مسلسل طويل تافه؟
قلت قبلاً..أتمنى لو أسافر إلى مكان أخضر ريفي بارد وأبقى هناك شهراً كاملاً ..هذه هي الإجازة التي أتمناها بس ماحد بيسمعني :-(((.!

الجمعة، 6 يونيو 2014

لون وردي-8-

وإجازتي ابتدأت..
بعد صراع طويل للتنصل من أي عمل يخص الجامعة في الإجازة..
وبعد مفاجأة من العيار الثقيل ستظهر في بداية الفصل الدراسي وقد علمت عنها آخر يوم في الدوام..
لا بأس، لن أشغل نفسي في إجازتي بالتفكير في أي شيء،ورغم أنني خططت كي أقضي إجازتي بلا تخطيط إلا أن خطة ما دوما تتسلل في وقاحة..
أخطط أن أشتري غرفة سفرة جديدة وأجري بعض الأعمال في غرفة الجلوس، أتحمس دوما لهذا النوع من الأفكار المكلفة..لكن لا بأس، هذا البيت الذي انتقلت له في وقت كنت مشغولة جدا يحتاج مني بعض الاهتمام
أخطط أن أكمل التحاليل والأشعات التي طلبها مني الطبيب بخصوص معرفة أسباب هذا الصداع اللعين والالتزام بأوامر الطبيب مهما كانت
نخطط للسفر لمدة شهر إلى كاليفورنيا، هي سفرة للأولاد صراحة ولقضاء وقت مرح ومختلف معهم
أخطط لإكمال الكتابين اللذان بدأت في كتابتهما، متابعة شئون أروى العريية على خفيف..والغرق في القراءة الحرة..
يكفي..صح؟

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...