الجمعة، 28 ديسمبر 2012

من أين جاءت رومي؟ الجزء ٢


الآن ..رومي مكتوبة ومراجعة وجاهزة..
لكني وصلت للمرحلة الأصعب: الرسم وإخراج الكتاب فنياً..
لسبب ما تذكرت إسماً كانت أختي قد اقترحته لي في وقت سابق بحكم تخصصها في التصميم الجرافيكي وتقاطعها مع كثير من الأعمال والأسماء: حنان قاعي من بيروت
قالت أختى إنها لا تعرف حنان شخصياً ولا تعرف إن كانت قد رسمت للأطفال قبلاً لكنها وجدت لها بعض الأعمال وهي تعتقد أن رسمها به شيء مختلف..
كنت قد اطلعت على ستايل رسم حنان ككل
لكني أعرف أن رسم كتب الأطفال شيء آخر، وأنه لا يكفي فقط أن يكون المرء فناناً ، ولكنه يستوجب أن يكون طفلاً في داخله، أن ينقل النص إلى مستويات أخرى، أن تكون له فلسفته الفنية الخاصة ، أن يتعامل مع الكتاب كعمل فني متكامل..أن يكون مطلعاً على أساسيات رسم كتب الأطفال
رسلت لحنان إيميل به نبذة عن الكتب الثلاثة وروح الشخصية والنصوص، بعد عدة أيام بعثت لي حنان إيميل تقول لي أنها معجبة بفكرة العمل ككل، وأنها منذ فترة تود أن ترسم للأطفال لكنها تبحث عن نص مناسب يدفعها ويحمسها للعمل:-)
كثير من الإيميلات ومزيد من التفاصيل ..ثم اتفقنا 
.
.
والآن يبدأ العمل..
طبعاً الخطوة الأولى كانت تصميم شكل رومي، وبناء على مواصفاتها الشخصية بدأت حنان ببعض الاسكتشات..
طوال فترة العمل كانت حنان "تفاجئني"..لم تكن من النوع الذي يخطط للكتاب ككل بكل صفحاته وبكل تفاصيله، ولكنها كانت تغيب عدة أيام ثم تعود لتفاجئني بفكرة أو تكنيك ..
والذي لم يختلف منذ أن بدأت العمل مع حنان أن مفاجآتها كانت دوماً مبهجة وجميلة..
مع تقدم العمل ومع كل تفصيل تبعث به حنان كنت أرى عملها مختلفاً جداً، كنت أشعر أن لها قدرة على تفسير النصوص بطريقة فنانة والإنتقال بها إلى مستويات أعمق وأكثر إتقاناً في كل مرة..
قابلت حنان أواخر 2011 في بيروت- وقد كنت قد عدت من بريطانيا إلى جدة وقتها- في ذلك الوقت كنا قد انتهينا من عدد من الصفحات ..لكن وفي ذلك المطعم الصغير اللذيذ خارج بيروت فاجئتني حنان أنها تريد أن تغير ستايل الرسم نهائياً..!
ماذا؟ هذا معناه أن نعيد العمل من جديد..معناه مزيد من الوقت وتأخير في إنتاج الكتاب..
بهدوئها المعتاد ووسط استغرابي أرتني حنان نموذجاً من التكنيك الجديد الذي تريد أن تعمل به، شرحت لي الفكرة والتي تعتمد على تصوير الخلفيات وكثير من عناصر الصفحة ثم إضافة الشخصية عن طريق الرسم، أرتني نموذجاً مما بدأت في تنفيذه وهي الصفحة الصفراء التي لا تريد فيها رومي أن تلبس قميصاً يجعلها مديرة المدرسة، كان منظر الكتب والفايلات المعلقة بحبل من الأعلى مغر ومحرض على الإبتسام والإعجاب والدهشة..:-)
بدأت حنان العمل من جديد وفي كل مرة كنت أدرك شغفها بالتفاصيل الصغيرة والأفكار المرحة التي لا يراها إلا هي والتي قد تكون مستلقية ومخبأة بين السطور وتحت الحروف
حنان لم تكن ترسم وتعمل على الصفحات فقط ولكنها اشترطت من البداية أن تصمم الكتاب فنياً كي تعنى بجميع التفاصيل في كل جزء من الصفحة..
من متعي الصباحية أن أفتح إيميل وأجد صفحة جديدة من صفحات الكتاب ، كان ذلك يسبب لي ابتسامة وبهجة ترافقني طوال اليوم..
لن أتحدث أكثر عن التكنيك الذي اتبعته حنان فالأنيميشن عاليوتيوب والصور التي وضعتها حنان في الفيسبوك تقول الكثير الذي لا أستطيع أن أقوله..
  أستطيع أن أقول فقط أن العمل مع حنان كان متعة من جميع الجوانب، وأن بداخلها فنان شقي ومتمرد وأصيل بوسعه أن  يتحول إلى جني صغير يعمل بمرح وبحب وكأنه يلعب
ناثراً غباره السحري على الصفحات
ليقدم للأطفال قصة تحملهم إلى عالم ملون وبديع..
ويقدم للكبار نموذجاً للإتقان والإنطلاق لملاحقة الأفكار الجميلة في كل مكان
:-)

الاثنين، 24 ديسمبر 2012






من أين جاءت رومي؟ الجزء ١


في ليلة شتوية باردة من ليالي ليدز في بريطانيا، كنت أجلس أمام المدفئة في بيتي الصغير بينما أراقب تساقط الثلوج من النافذة المتسعة..كان أبنائي حولي يضجّون ويلعبون ويتحدثون ويتعاركون...تناولت الكمبيوتر وأخرجت قصة رومي من فايلاتي القديمة، كنت قد كتبتُ القصة الأولى من مدة ونسيتها..لم تكن بطلتي رومي بعد، بل كانت بلا إسم وكان إسم القصة: "قائمة ملابسي التي لا أحبها"..عدلتُ بها بعض الأشياء، وأعدت كتابة أشياء أخرى ، اخترعت الشخصية، كتبت كل شيء عنها، عمرها، ماذا تحب وماذا تكره، مواصفاتها الشكلية والشخصية..أسميتها رومي، ضحكت معها، واستمتعت بكوني لئيمة مثلها أحياناً وطيبة أحياناً أخرى، كانت مثلي متسائلة وكنت مثلها لي رأيي الخاص مزجت كثيراً منها بطفولتي وطفولة بناتي وصديقاتهن ومن أعرفه من بنات..
رومي لم تكن أحداً معيناً، كانت "بنت" أفكاري فعلاً ..!
بمجرد أن كتبتُ رومي وقعت في غرامها، كتبت قصتين ثانيتين..كانت بطلتهما رومي..
كل هذه الحكاية لم تستغرق مني إلا ساعتين وما زال الثلج يتساقط في الخارج وأنا أستدفئ بالمدفئة، كنت أفكر في المشوار الطويل الذي علي أن أقطعه حتى تصبح رومي حقيقية في كتاب أمسكه بيدي وأشم رائحة أوراقه..شعرت وقتها بالبرد
من أين أبدأ؟ وكيف؟ وماذا أفعل؟


.
.
 سكنت "ليدز" القريبة من منطقة البحيرات 
The Lake District
والتي تحوي منزل مس بوتر (بياتريكس بوتر) كاتبة ورسامة قصص الأطفال البريطانية الأشهر، ذهبنا في ربيع تلك السنة لزيارة المنطقة التي اشترت مس بوتر الكثير من أراضيها في سبيل الحفاظ على الطبيعة البريطانية الساحرة بكراً، بيت مس بوتر لا يزال مزاراً ، أرنبها وبطتها التي اخترعتهما لا يزالان حتى الآن رمزان لتلك المنطقة يباعان على الأكواب والمنتجات المختلفة..
كل ذلك كان ملهماً لي لأن أبدأ العمل، ترجمتُ القصص الثلاثة بالإنجليزي وروجعت جيداً ثم بعثت بها لإحدى الجهات
(The Writer's Advice Center for children's books)
التي كانت مرشحة من دار النشر "بنجوين" البريطانية من أجل مراجعة نصوص كتب الأطفال قبل أن يقدمها لهم الكتّاب
بعد أسبوعين عادت لي النصوص الثلاثة مع فايل كامل يشمل كل التفاصيل، وكأن أحدهم قد كتب دراسة ناقدة مفصلة عما كتبت..!
أعجبتني تلك الطريقة التي تساهم في رفع المعايير جداً في سوق كتب الأطفال الإنجليزية وتجعل ما يقدم يرقى إلى مستوى المنافسة الشرسة جداً..
.
.
انهيت بعض التعديلات الأخيرة على النصوص بالعربي والإنجليزي ثم أرسلت النصوص العربية إلى من يراجعها لغوياً..
الآن جاء وقت الرسم..
كان الهدف الأساسي من الترجمة البحث عن رسام إنجليزي رغم أنني أنوي نشر القصص بالعربية..وجدت كثيراً من الرسامين التي راقتني أعمالهم إلى حد ما، راسلت بعضهم ولكني قبل أن أوقع أي اتفاق مع أي منهم كنت أتراجع وشيء في نفسي يخبرني أنني أريد رساماً أو رسامة عربية..
كيف وأنا هنا في بريطانيا؟كيف سأجده أو أجدها؟
.
.
 في يوما ما ظهرت حنان الجميلة من بيروت في طريق رومي..
ماذا حدث؟
كيف ظهرت وكيف عملنا معاً؟
.
.
في البوست القادم  سأكتب عن ذلك إن شاء الله

السبت، 22 ديسمبر 2012

سراجة ورومي..:-)

أيقظني شيء ما مبكراً اليوم -رغم أنه الجمعة- وصرخ في وجهي: قومي ورائك الكثير لتفعليه...
وحين كتبت كل ماعلي فعله هذا الأسبوع وجدت أن الأمور "أندر كنترول" ..إذن فلم كل هذا التوجس..؟!
ذهبنا إلى بيت أبي لغداء عائلي يجمع أعمامي، كان الجو لطيفاً وكانت الجلسة في الحديقة . جلست بجوار أبي وقلت له: ماذا تفعل لو تعبت؟ قال لي " من ماذا؟ قلت له: من العمل..ظن أبي أنني أقصد عملي في الجامعة..فقلت له: لا أقصد من كل شيء، ابتسم وقال لي: لا تفعلين شيئاً ، تعيشين الحياة..!
بعد المغرب أصررت على الذهاب للبيت فاستبقتني أختي بقوة وسط استغرابي، حتى فاجئتي العائلة الحبيبة بكيكة لي عليها صورة كتاب رومي ، وبكيكة أخرى عليها صورة سراجة لماما..
:-) يا للجمال ويا للمفاجآت اللطيفة التي تأتي في وقتها تماماً..:-)



أحببت النقاش الحار الذي كان دائراً بين الأطفال والذي تحول لعراك فيما بعد (جودي ويسر وسارية) حول من سيأكل وجه رومي ووردتها وحذائها:-)

تلوّن يومي..وتوّرد..وأصبح حلواً كالكعك:-)
شكراً عائلتي الحبيبة :-)

الأحد، 16 ديسمبر 2012

سراجة..وأشياء أخرى..


- البارحة كان افتتاح "سراجة هاوس" مشروع أمي الجميل..
مذ كنا صغاراً وهي تخيط لنا ملابسنا ، بنفسها تصمم وتخيط ستائر البيت..وتزين أركانه بالمخدات الصغيرة والمفارش..
لها علاقة سرية مع الأقمشة وملامسها وألوانها وخيوطها..
تستحيل هذه الأشياء الأولية في يدها إلى باقة من الجمال المدهش..



قبل سنتين أو ثلاثة قررت ماما أن تنضم لمجموعة "أبليك وكويلت" وهما من الفنون النسجية المعروفة..
تفوقت على كل المجموعة، شاركت في عدة معارض. وبدأ الأمر يصبح شغفاً لديها..
كلما كانت تسافر كانت تبحث عن الدكاكين الصغيرة للأقمشة والخيوط والأزارير، كانت تكوّن مجموعتها السرية، تستمتع ..تبتسم..تندهش..وتنقل لمن حولها كل هذا..!
وكلما بدأت في مشروع جديد..أتخيل أن جنيان صغيران- كجنيا الحذّاء في القصة- يساعدانها وينثران غباراً سحرياً علي كل قطعة قماش..



أنظر بإعجاب إلى هذه الروح التي لا زالت تبحث عما تحب، وحين وجدته لم تضيع لحظة واحدة..!
أنظر بإعجاب إلى تجسيد حي لمعنى الإتقان..
أنظر بإعجاب للجينات الفنية المركزة لدى أمي والتي حاولنا نحن أن نحوز على جين أو اثنين..
الآن لدينا في حديقة المنزل "وكر للجمال" اسمه سراجة..
من أراد خلطة من فن وجمال وألوان وقمة في الإتقان..فليتفضل..

- حين تأتي الخيبات في وسط مهرجان الفرح تكون ثقيلة جداً..مؤلمة ..وحادة..
لو أنها شرّفت في وقت آخر لما بدت بكل هذا الوضوح والتضاد والسوداوية..
وهنا رسائل ، عل هذه الخيبات ترحل وتتركنا ننفرد بفرحنا:
1- صديقتي الجميلة..
لا تحزني أرجوك..وقدمي استقالتك، ولا تترددي..
هم اللذين فشلوا في تحقيق أهدافهم وليس أنت..
هم اللذين خسروا فراشة كانت ترفرف حولهم كل صباح..
لعل طريقاً آخر ينتظرك..

2- صديقتي الفنانة..
مؤلم ألا يشاركك إخوتك هذا الإنجاز..
مؤلم أن أسمع منك تقولين: "قلبي كأنه زجاجة وتكسر"
مؤلم أن تنتظري الأقرب ليشاركك شيئاً يعني لك جداً فإذا به الأبعد..
ألا نكفي نحن؟
ألا يكفي كل هؤلاء اللذين رسمتِ قلوباً مبهجة داخل أحداقهم؟
لعلها الحياة تود منك أن تنظري إلى نوافذ أخرى مفتوحة وتتركي تلك المغلقة..!

3- صديقتي..أنا..
هل يستحق كتاب أطفال كل ذلك؟
تعبت..
تعبت من النظر إلي كل التفاصيل بعين ناقد شرير..
تعبت من السقف الذي رفعته جداً..
تعبت من خيالي الذي يرسم النتائج بدقة فإذا كان ثمة فرق باهت بين ذلك الخيال وبين ماهو حقيقي لم أغفر لي..
كم مرة بكيت بالسر ..لأن مرحلة من مراحل الكتاب طولت أكثر مما ينبغي..؟
كم مرة بكيت في العلن لأن هناك عيب في الطباعة لم يره غيري..؟
كم مرة حادثت رومي وقلت لها: تعرفين أنني حين أعجب بكتاب أحضنه، أرجوك كوني أحد تلك الكتب..لأحضنك!
لعله السقف العالي يخبرني إما أن أكون على قدر كل هذا الطول وإما أن ينهار فوق رأسي..!

- رغم ما كتبته فوق إلا أنني لا أنكر لحظات ال"وااااو" الكثيرة أثناء عملي على الكتاب..
ابتسامتي حين تولد كل صفحة..
شغفي بالألوان وتأثيرها على مزاجي،،
صديقاتي اللواتي يرددن أنني قفزت بكتب الأطفال إلى أفق آخر..
الأطفال اللذين قرأت لهم القصة في أحدى المدارس وبدت عيونهم تلمع وانهارت أسئلتهم وتعليقاتهم كمدفع ورد رشاش..
أختي التي تتابع معي كل خط ولون وكلمة وصفحة..
أمي التي صنعت ورود رومي بيديها فأضافت جمالاً لا يشبهه شيء..
زوجي الذي يبدو مقتنعاً، مؤمناً، مستعداً لأن يأخذني على "قد عقلي" دائماً :-)




الجمعة، 14 ديسمبر 2012

أنا رومي...


ما ورد..
هل تسامحيني..؟!
نهاية أسبوع متعبة، أمام الكمبيوتر، اجتماعات مستمرة بالسكايب، تلفونات متابعة طوال الوقت..
لكني لا أستطيع أن أغيب عليك وألا أدعوك يا بيت ماورد..

هنا حفلة صغيرة:
http://www.facebook.com/anaroomi1#
وهنا حفلة أخرى صاخبة:
http://www.youtube.com/watch?v=-w1-dejrWo8&feature=youtu.be

الآن أنا جئتك هاربة أتوارى فوق إحدى وسائدك لأغفو قليلاً..
سأستيقظ لاحقاً وسنرتدي فستان وردي منفوش ونذهب معاً لنحتفل كما ينبغي..طيب؟



بالمناسبة...الحفلة ستكون أجمل حين أستلم الكتاب من المطبعة الأسبوع المقبل، ولا تنسوا لايك وشير وسبسكرايب:-)))

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

حالة مؤقتة -12-

شتان ما بين أمس واليوم...
البارحة كان هناك لحن راقص أنيق في قلبي..وقلوب حمراء نابضة في عيني..
أما اليوم فأنا حزينة..
حزينة جداً
بكيت كثيراً..
وشربت كثيراً من القهوة..
وكتبت كثيراً من الكلام السري في دفتري السري..
ماذا لو أخطأت؟
ماذا لو شعرت بالخذلان؟
ماذا لو رفعت السقف عالياً عالياً ثم انهار فوق رأسي؟
ماذا لو بدوت غبية، مسكينة، فاشلة، مساحة حرة للشامتين..
ماذا لو؟
لا شيء..!
أبداً لا شيء..
يحدث أن تعطينا الحياة صفعة مؤلمة أحياناً لنفيق من حلم لطيف..
اليوم أخذت صفعتي..
أي ي ي ي
مؤلمة..!
وتبكّي..!!
ماذا حدث؟ 
لا شيء مهم، كتبت كل الكلام الغير مهم هناك في دفتري السري..
..
..
أريد فقط منديلاً، ومزيداً من القهوة، ووعد لطيف صادق بأن كل شيء سيكون على مايرام..







الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

حالة مؤقتة -11-

قبل أقل من شهر..كتبت على تويتر "السنة شارفت على الإنتهاء ..من يأتي لي بدفتر جديد غير مسطّر؟"  بعدها وبعد حكاية طويلة  قابلت صديقة تويتر القادمة من أمريكا في إجازة قصيرة "هدى فلمبان" وقابلت الدكتورة العزيزة" نجود السديري" وعدد آخر من الفتيات اللطيفات، تقابلنا في كليلة , قرأنا قصة رومي معاً والتي لا تزال في المطبعة , وأكلنا كنافة بالرز وأم علي...في نهاية اللقاء فاجئوني الفتيات بدفتر كما طلبت تماماً..:-) لم أكن أعلم أن تويتر مكان مناسب لطلب الهدايا..في المرة المقبلة سأطلب خاتم ألماس..:-)




قبل أن يبتدأ العام الجديد بدأت بهتك سطورك أيها الدفتر..بالقم الحبر تارة وبالرصاص تارة وهذا ما كان :
١- 
أن أكون حرة..وأن أكتب على ورق غير مسطر..
أن أبعثر كل أحلامي وأفكاري بلا رقيب ..
أن أراجع وأراقب وأتعارك مع كل خططي وهواجسي..إنجازاتي وحماقاتي..
أن أكتب أبيات شعر غير موزونة، وكلمات حب غير مكتملة..
أن أغتاب البعض بالحروف..
ببساطة..
ذلك معنى أن يكون لديك دفتر..!!

٢-
أففففف...لا أحب خطي!!

٣-
نحن الآن في أواخر نوفمبر2012..
بعد قليل ستولد رومي ..
وبعد قليل سأنتقل إلى بيتي الجديد..
وبعدها بقليل أكثر سأحتفل بعيد ميلادي..
طلعععععت عيني يا 2012..
واااااا.. يا للحياة التي تركض تارة.. وتارة تشعرك أنها سلحفاة بليدة حمقاء..

٤-
حين أكتب بالقلم الحبر تأتي سطوري منتظمة..صارمة..لها صوت رزين..
وذلك يشبهني جداً حين أكون عملية..
وحين أكتب بقلم الرصاص..
تأتي السطور مائلة، راقصة، حرة..
وذلك أيضاً يشبهني حين أكون عابثة..
العبث يمحى، أما خططنا تبقى آثارها..

٥-
طيب، طيب..
أعدك يا دفتري أن أكتب فيك..
ألا أفضّل عليك ماورد وتويتر..
أن أمنحك شرف كتابة مالا ينبغي أن يكتب هنا أو هناك..
أن لا أهتك رقتك بقلم حبر أزرق..
ولا أخضر ولا حتى أحمر..!
أن أحملك في كل حقيبة..
وأن أغفو فوق غلافك المخملي..

٦-
هدى ..شكراً..
من أحب الهدايا إلى قلبي..وألصقها بأيامي
رواية شهية..
دفتر غير مسطر..
و
خاتم ألماس..:-)


الأحد، 18 نوفمبر 2012

حالة مؤقتة -10-

أريد لهذا المساء أن ينتهي...
بملله، الذي يتلوّن بجوّه القاتم..
بكذبه، الذي يشبه تحذيرات مطر جدة..
بقلقه، الذي يتأرجح كلعبة يويو...
بمهامه السخيفة التي لا تنتهي كالأسئلة الوجودية.. 
أيها المساء، هل تصادقني؟
..
..

جدة تخنقني..
لطالما قلت أن لها مساحة أفقية..
يرتطم صوتي في جدرانها ويعود إلي محملاً بالمزيد مني..
أشتهي ليدز ذات البعد السماوي ..
ثمة نافذة هناك كانت للأعلى..
يتطاير منها القلق، والشوق، وتحلق فيها الأمنيات..
أشتهي مطراً، ثلجاً، برداً، نهراً..ولوناً أخضراً
أشتهي رصيفاً طويلاً أمشي عليه وأحكي للشجر حكاياتي..
أشتهي مساءً مبكراً يراودني فيه القمر..
سنتر مدينة يغني فيها الشحاذون، تتزين واجهاتها للكريسمس، ويحملني باصها لفناء الجامعة العتيق..
جدة..هل تصادقيني؟

..
..
أنت..
ببساطة..
هل تصادقني؟

السبت، 3 نوفمبر 2012

حالة مؤقتة-9-

اففففف..رجعنا للدوام..
لا أشكو الاستيقاظ المبكر، ولا تزعجني فكرة العمل، ولا مانع لدي من التأخير في الدوام إن كان هناك ما يستدعي..
ولكن يزعجني ويقتلني ويطفشني العمل الفوضى اللي بالبركة..!
أحب إعطاء المحاضرات وملئ المساحة بيني وبين طالباتي تماماً..
لكني أكره العمل الإداري من قلبي..
خاصة إن كان متعلقاً بعدة قطاعات، خاصة إن كان بيروقراطياً حكومياً، خاصة إن كان بلا أهداف واضحة أو مهام أو جدول زمني أو تحديد للمسئوليات، خاصة إن كان رئيسك مو فاهم ولا رئيس رئيسك ولا رئيس رئيس رئيسك فتنضم أنت لتكمل هذا الطابور من الغير فاهمين..خاصة إن كان أهم ما في العمل رفع تقرير آخر الترم بغض النظر عن شفافيته ومصداقيته وانجازاته..
طيب والحل؟
الإجازة كانت أن أقطع حبل أفكاري الملخبطة ومشاعري المتوترة..وأعيش في حالة هدوء لفترة
والدوام معناه أن أعود لكبس الزر وإعادة التيار لأفكاري ومشاعري..وأتكهرب بهما..
أبغى حل...
أذهب اليوم للعميدة- إذا استطعت أصلاً أن أدخل لسمو العميدة المشغولة الأميرة- وأحكي لها قصة إخفاقي في المهمة ببساطة لأنني لم أتسلم أي مهام والآن فقط يحاسبوني على مالم يكلفوني به؟
أكتب لها خطاب أوضح لها فيه كثير من النقاط وأنا أعلم مسبقاً أنها لن تقرأه فإن حصل لا سمح الله لن يفرق أبداً؟
أمشّي الأمور بالبركة كما يفعل الكل وأنا أشعر بمنتهى العجز والفشل؟
....
أففففف..أبغى حل..!

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة -8-



هدووووووء..هدوء عظيم جارف صاخب، بل و قاتل..يجتاحني ويجتاح الحياة من حولي..!

هدوء يجعل كل من حولي صامت، مبتسم أحياناً، متجمد كأننا صورة ببرواز أنيق معلقة على الجدار..
هدوء يمنعني من التركيز في بحث أردت العمل عليه في الإجازة..
هدوء أخذ مني عائلتي فبعثرهم في أرجاء الدنيا ثم لم يوقظني لصلاة العيد وحين استيقظت نسيت أنه يوم العيد..!
هدوء يغلق كل المحلات والأسواق في وجهي فلا أستطيع شراء عباءة جديدة أو التجول في محلات المفروشات للتخطيط للبيت الجديد..
هدوء يجعلني أفعل أي شيء لدرجة أن أقرأ عن الميتافيزقا وما وراء الطبيعة والنظريات الفلسفية المختلفة التي تجعل رأسي يدور..
هدوء يجعلني أسمع أغنية حسين الجسمي بأعلى صوت "حبيبي برشلوني" وأنا أضحك على ظرافته هو وحبيبه الأهبل، ثم أهديها لابني ذا هوى الكرة الأسباني في مشهد تمثيلي كأنه من الإف إم..
هدوء يجعلني أذهب لبيت جدتي في أي وقت، وأجتمع بخالاتي كلما أرادوا ذلك، وأخرج مع صديقاتي إلى أي مكان وأغير عاداتي الإجتماعية وأصبح "more loose"
هدوء يجعلني أبحث عن معنى كلمة "نشوز" في التفاسير بالنسبة للمرأة وبالنسبة للرجل ولِمَ ذَكَر القرآن خطوات واضحة للمرأة الناشز لكن لم يكن الأمر بذات الوضوح بالنسبة للرجل..
هدوء يجعلني أردد مع الأولاد" قميص نفيسة نشف" لنرى من يرددها أسرع وأكثر بدون أن يقول" قميش نفيشة نفس".
هدوء يجعلني أستمع لحكايات أخواتي في الحج مع القطار ثم أقرأ تصريحات الجرائد فأشعر أن غضباً شعبياً يتصاعد فيحاول المسؤولين كبته كقدر الضغط حتى ننعم بمزيد من الهدوء المزيف..
هدوء يجعلني أسأل زوجي كل صباح "ماذا سنفعل اليوم؟ أين يمكن أن نذهب؟" ليرد علي اليوم: لم تشعرينني أنني أعمل كونسيرج في فندق؟
هدوء يجعلني أفتعل معركة صغيرة في المطبخ مع لحمة الخروف لأطبخها مقلقل كما تفعل أمي التي تقضي العيد في كندا ومشوي كما تجيد حماتي التي تقضي العيد في المدينة لأعلن وبكل فخر أنني قد حملت أمانتهما وأديت مهمتهما في عيد الحج على أكمل وجه..
هدوء يجعلني أسمع أغنية "أواخر الشتا قبل اللي فات" وأتذكر شتائي وخريفي وربيعي وصيفي قبل اللي فات فيدمع قلبي وأذوب حنيناً ووجداً وشوقاً إلى حياة تزورها الفصول الأربعة..
هدوء يجعلني أتذكر أنني كنت أبحث عن فسحة من هدوء في الحياة لأكمل كتابة كتابي الجديد فأتلكك وأقول لنفسي لإقناعها: لست أريد هدوءاً فقط ولكني أريد مكاناً مختلفاً ومزاجاً مواتياً..
..
هل كل ذلك سببه الهدوء الذي يصيب الحياة فتغدو كبحيرة راكدة؟ هل كنت ألقي أحجارا حتى أفزع العصافير فتهرب وتطير وترفرف بأجنحتها فأشعر بالحياة؟


هل الحياة بحيرة فعلاً؟ أم مستنقع؟ ربما نهر؟ أم أنها بحر؟



الأحد، 21 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة -7-



-رأسي مزدحم بالأفكار...
تماماً كدرج الطاولة الصغيرة بجوار سريري
أضع في الدرج كل الأشياء الصغيرة والمهمة 
قصاصات أوراق ورسائل، محافظ ملئى بالبزنس كاردز،بطاقات ، قلمي المفضل والثمين، الكاميرا التي استغنيت عنها بكاميرا الآيفون،  كتيب جيب صغير جداً اسمه: لا تهتم بصغائر الأمور، صورتي وأنا في الثالثة من عمري، رسائل اعتذار مضحكة من سديل، هاتفي القديم. ومنديل أبيض صغير مزركش و مطوي في علبة صغيرة أنيقة أهدتني إياه أمي قبل ليلة الدخلة بيوم ولا يزال أبيضاً حتى الآن، وأشياء أخرى أيضاً..
رأسي يشبه هذا الدرج...
ممتلئ بالأفكار الصغيرة الغير مهمة، ولكن من المهم الاحتفاظ بها على أية حال...مبعثرة لا رابط بينها  وأحياناً يغلق الدرج على فكرة متدلية..!
وأحياناً تتوه فكرة مهمة أحتاجها في وسط الفوضى...فلا أجدها



- كنت في البحر لعدة أيام..
البارحة كنت أتأوّه وأنا نائمة، أشعر بأن ناراً تلتهم ذراعاي..رغم أنني لم أخطط لأتشمس وأتدهن بكل الكريمات الحمراء و"أتصلقح" على الرمل أمام البحر كأخواتي وابنتي وبنات خالتي
كنت أسبح وفقط..كنت لا أقاوم لون البحر التركواز المغري كقبلة مؤجلة طال انتظاري لها
في نهاية رحلتنا البحرية صرنا نبدو كمن اتشوينا على النار ف"تقمّرنا"
سارية نام البارحة عاري الظهر، ربما لأنه أكثرنا بياضاً عاثت فيه الشمس حرقة بكل جرأة


- أنا في إجازة بدأت منذ الأربعاء وستستمر لمدة أسبوعين..
لا أحد هنا..
أخوتي سيذهبون للحج، أبي سيسافر لكندا كي يحضر أمي التي طال غيابها الآن لعدة أشهر وكي يحتفل بعيد زواجه الأربعين 
زوجي ليس لديه إجازة
وأنا أحمل رأساً أشد فوضى من أن يخطط لأي شيء في الإجازة..
ربما أذهب لعمل مساج وحمام مغربي
وأراجع أبحاثي التي تحتاج مني فولوأب لنشرها..ثم أفصل الشاحن عن رأسي لعدة أيام..

- العمل يضايقني..يضايقني بشدة..
في آخر يوم قبل الإجازة كنت محبطة للغاية..
ولدي خياران: إما أن أشك بنفسي وقدراتي وأنه ليس لي قدرة على الإدارة أو أداء أي مهمة مهما كانت بسيطة
وإما أن ألوم رئيستي المباشرة وعميدة الكلية اللواتي يعشن "في الطراوة" ويحاسبون من تحتهم على مهام لم يكلفوهم بها أصلاً وعلى عدم تحقيق أهداف لم نتحدث بشأنها منذ البداية..
كيف أحذف هذا الجزء المزعج من درج رأسي؟
أو الأفضل أن أقرأ لا تهتم بصغائر الأمور؟ 
كيف أعرف أن الأمور صغائر؟


- طيب..لدي رغبة أن أعيش حالة حب..
أو أن أقرأ رواية شهية..
أو أن أسافر لندن
أو أن أكتب قصيدة شعر غير موزونة
أو أن أنتقل لبيتي الجديد الذي لم ينته بعد
أو أن أمسك بيدي قصتي الجديدة التي لم تنطبع بعد..
أو أن أقرأ رسائلي التي لم تنكتب كلها بعد
أو أن ..أرتب درجي أو رأسي المزدحم جداً بكل الأشياء المهمة الغير مهمة..!


السبت، 13 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة-6-

- السبت...يبدو كأنه الbig brother لا أحبه ولا أحب رسميته ولا ربطة عنقه وجدوله المزدحم دوماً...

- يسرقني تويتر من هنا أحياناً، لكني أعود هنا لأثرثر بأكثر من ١٤٠ حرف، هنا الستائر مسدلة والجيران لا يتلصصون عليك من فتحات النوافذ، رغم ذلك كثيراً ما أكتب أشياء أو أبوح بها على صفحات ما ورد ثم أجدها خاصة أكثر من اللازم فأتركها في الدرافت ولا أبعثها للنشر، في أدراج ما ورد السرية تختبئ الكثير من الأسرار...

- بعض الأخطاء الغبية مكلفة مادياً، لن أقول ما هو الخطأ..:-( لن أبوح لأي أحد، لأنه خطأ غبي ولكن..كلفني الكثييييير :-(((((((.. عادي أصلاً عادي، يعني الواحد ما يغلط؟؟!!!

- بدأت العام الدراسي وأنا أركض..ربما إجازة الحج تمنحني بعض الهدوء وإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة..

صباحكم كرفتّة..:-)



الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة -5-

- ماذا لو بقيت على سريري طوال اليوم إحتراماً لجسدي الذي لا يبدو في أفضل حالاته اليوم؟ عادي..الشغل والأشياء والإلتزامات لن تهرب،،ومزاجي يتواطأ مع ألم بطني وقدماي وظهري، وصداعي يلقيني في بحيرة من اللاشعور بشيء..!

- البارحة كان لقاء تواقة الأول من الموسم السادس، وكان العرض الأول لقصة رومي...لا أدري، كان شعوراً غريباً لم أستطع أن أغرق فيه، كنت أحاول أن أنفصل عن الكتاب فيبدو الأمر أكثر غرابة...
تذكرت كتاب الأرجوحة حين خرج الكتاب من أحضاني و لم يعد الكتاب لي وصار ملكاً لغيري، سنرى إن كانت رومي ستحسن التصرف أم لا..
الكتاب سيذهب اليوم أو غداً للمطبعة، أعلم أنها المرحلة الأخيرة التي لا رجعة بعدها لذلك عرضت رومي على جمع توّاقة أمس لأنني أحتاج دفعة من ثقة.. 

- أتعب أحياناً حين أود أن أكون عند حسن الظن..ما يتعبني أكثر هو الشعور بالقلق تجاه الأشياء الصغيرة كي تبدو كاملة ، ذلك الشعور الذي أظن دوماً أنه لا يظهر علي. حتى تفاجئني إحدى صديقاتي - كما حدث أمس- بسؤالها: لماذا لا تلمع عيونك اليوم يا أروى؟ 
تباً لك يا عيوني الفضّاحة..! 

هذا يكفي..أنا متعبة اليوم..!

الخميس، 4 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة -4-



- يقتلني أنني أحافظ علي كل عاداتي اليومية، استيقظ مبكراً، أعد قهوتي، أقرأ جرائدي،وأبتسم.. إلا أن الحياة لا تمنحني مفاجآت جميلة تليق باحتفائي بها..

- يقتلني أن المناظر من حولي لا تتغير ولا الفصول ولا لون الشجر ولا حفريات الشوارع ولا نظام التعليم ولا إدارة الجامعة  وأن كل ذلك أكثر ثباتاً ممن يدعو كل يوم اللهم ثبت قلبي على دينك!

- يقتلني أنني أعمل في دائرة مفرغة مجوّفة لا أبدأ فيها ولا أصل اسمها الاعتماد الأكاديمي ، التطوير، التقويم، الجودة...إلى آخر قائمة الكلمات التي ليس لها معان في وطني إلا في القواميس فقط..

- يقتلني أن أكتشف أن حولي أناس لا يحبون الحياة ولا الربيع ولا الشعر ولا الكتب ولا الأطفال ولا القصص ولا الشجر ولا الجنيات ولا المعجزات ولا الكتابة ولا البحر...ثم يدعون أنهم وقعوا في الحب..!

- يقتلني أنني عندما أركض أجد الحياة متعبة عجوز وقفت لترتاح تحت ظل شجرة، وأنني حين أود الراحة والتقاط أنفاسي تجرني من شعري لألحق بها.. 

- يقتلني أنني حين أشعر بالملل وبالرغبة في الخروج أتفق مع صديقاتي كي نذهب لمطعم، أو لمطعم، أو لمطعم، أو لمطعم ..وأنها وسيلة التسلية الوحيدة في هذه المدينة..

- يقتلني حين أحاول أن أجد مقالاً يستحق القراءة في الجرائد فأقابل المطبلين اللذين يهتفون أننا في نعمة ورخاء وأمن وخير ووطن و..شكراً لولاة الأمر..

- يقتلني حين تكون أقصى أمنياتي في هذه المدينة أن أزور البحر، فلا أجد له طريقاً ..ولا رملاً ولا مرجاناً ولا شاطئاً..
...
على فكرة...
لا زلت على قيد الحياة!
  

الخميس، 27 سبتمبر 2012

حالة مؤقتة -3-




- كيف يمكن أن أجلو عن قلبي هذا الصمت وهو بكل هذا الصخب؟
 بل عن أيامي التي تتسارع بطئاً؟
وعن حروفي المتجمدة  وهي تستعر وجداً؟ 
عن روايتي وهي تنكتب شعراً؟
عن شاطئي وهو يتكسر موجاً؟
عن حنيني وهو ينهار شوقاً؟
كيف يمكن أن تكون كل هذه الأشياء صامتة وأنا ألوذ بصخبها في قلبي؟
.
.
يا للحيرة..!



- رسائلي لم نكتب كلها..
ورسائلي التي انكتبت لا تزال غير مرسلة في صندوق قلبي..
ضيّعتُ كل عناوين المرسل إليهم..
وساعي البريد رحل وتركها تتراكم هناك..
أقفل الصندوق ولم يعد يستقبل أي رسائل أيضاً..
.
.
يا للوحدة..!

- ثمة بحر يتلبسني..
ملوحته على لساني وزرقته في عيوني..
صوت موجه يتكسر كأنه نبضي..
زوارقه راحلة  إلى اللا مرفأ كأيامي..
ونجومه تبرق في ليله كأحلامي..
شمسه ترسل أصابعها الذهبية في إغراء سافر..
وصدفه يوشوشني بأغنية عذراء وتولّه شاعر..!
ثمة شعر يتلبسني..
.
.
يا للغرق!







الأحد، 9 سبتمبر 2012

حالة مؤقتة -٢-

منذ مدة لم آت إلى هنا..ولا هناك..بل لم  أذهب إلى أي مكان، ولم آت من أي مكان أيضاً..!




- رغم ذلك أتيت البارحة من الأردن-عمّان حيث كنت مشاركة في مؤتمر، لم تكن الرحلة الأفضل أبداً، ولم يكن المؤتمر بالممتع والمنظم، المهم أنني سبحت في البحر الميت ، شعرت أنني في أحد أفلام الخيال العلمي وأنا أجرب أن أغمر نفسي في الماء، كان الماء يرفضني..يجعلني أطفو كإناء مجوف، ويسد مسامي بالملح الحارق..

- عيناي مصابتان بالجفاف، أتمنى لو أرى الأخضر، أشم رائحته وأتنفس الندى المتساقط على أوراقه، أتمنى المطر وصوته وصفائه..

- لا زلت أنتظر..رومي انتهت لكني سأطبعها آخر شهر في السنة ليتزامن صدورها مع السنة الجديدة..البيت اشتريناه..لكن لا يزال العمل فيه جارياً أو ربما متوقفاً ولا أعلم متى سيكون جاهزاً للسكن..توّاقة ستبدأ عما قريب..نشرت بحثاً وبانتظار نتائج أبحاث أخرى مقدمة للتحكيم..


صباح الخير والقهوة ...والأعمال التي تنتظرني..!


الأحد، 19 أغسطس 2012

مرحبا عيد..!

 تأتي هذا العام أيها العيد المشغول ولا تتوقف لدي كثيراً..
حتى أنا لن أتوقف عندك أكثر مما ينبغي..
لن تذكرني به رائحة العود في صباحك أيها العيد، لن تثير في نفسي تكبيراتك أي ذكرى،  لن أكتب عني وعن جروحي تلك التي سببتها لي  قبل سنوات رسالة مطولة، 
كأحباء غرباء قبلتني وسلمت عليك..وقبل أن تمضي لشئونك أهديتني بطاقة:


شكراً رومي ..:-)

الأحد، 5 أغسطس 2012

مقطع من فصل من رواية..


.......وشتمتها بكل أنواع الشتائم التي لا أستطيع أن أتفوه بها أمام أحد..هل هناك أسوء من أن يوقظك إزعاج مستفز من عمق نومك اللذيذ؟ فكيف إذا كانت هذه النومة هي نومة ما بعد الغداء؟ كل يوم الساعة الثالثة عصراً يكون لي موعد مع هذا الصوت الذي يفسد علي باقي يومي!

 أعود من الجامعة حوالي الساعة الثانية في كثير من الأيام وأنا أشعر بدوار الحر والإرهاق والجوع، أتناول غدائي وبسرعة أهجم على السرير وأندس تحت اللحاف البارد والظلمة الخفيفة، وما إن أغفو تلك الغفوة اللذيذة حتى يبدأ الصوت يتسرب إلى أذني النائمة من جارتنا في الطابق العلوي إذ تقرر في كل يوم وفي نفس الوقت أن تكنس البيت .

صوت محرك المكنسة الكهربائية مع صوت اصطدامها بقطع الأثاث واحتكاكها بمساحات الأرض السيراميكية الخالية من السجاد يصيبني بالحنق إلى درجة الجنون، أحاول أن أضع الوسادة على أذني ، أحاول أن لا أفكر في صاحب العمارة الذي لم ينشئ عازلاً يمنع عني إزعاجاً كهذا، ولا في الجارة العزيزة الكريهة التي لا تعلم كم يزعج روتينها اليومي جيرانها اللذين وصى عليهم رسولنا الكريم، أو في الساعة الثالثة عصراً حين يتواطئ حر جدة مع أشعة الشمس الوقحة و صوت المكنسة الشرير..!

المكنسة..رمز لأشياء غير لطيفة في ذهني وربما في أذهان آخرين أيضاً..أليست هي مكنسة الساحرة الشريرة التي تطير عليها بسنها المكسور وقبعتها المدببة، ألم تكن سندريلا الرقيقة الجميلة تستخدم المكنسة في تنظيف المطبخ أيضاً؟ إذن لم ارتبط شكل المكنسة بالساحرة وليس بسندريلا؟

المكنسة أيضاً تذكرني ببيت جدتي القديم وبالنظرات الصارمة من عيون خالتي وتهديدها لي دوماً ب"لي" المكنسة الذي يقبع تحت السرير متربصاً الفتيات اللواتي لا يسمعن الكلام، كنت أتخيل تحت السرير عالماً مظلماً متسعاً ومخيفاً، به مكنسة كهربائية لئيمة بصوت معدني وأطراف حديدية تضرب من يسيء التصرف على أم رأسه..كنت وقتها أنكمش وألتصق بأمي وأنا أتخيل هذا العالم الموحش..

جلست على السرير وصداع الاستيقاظ الفجائي من النوم يعبث برأسي، عبثت برأسي أفكار أخرى أيضاً، جارتنا العزيزة الممتلئة والتي تعمل معلمة علوم لا تعلم أي أذى تسببه نظافتها الزائدة لجيرانها، هل أخبرها إذن؟ كم يبدو ذلك وقحاً..اتصل بها بالهاتف، لا..لا جرأة لي على طرح موضوع كهذا معها وأنا لم أرها إلا مرتين ولا علاقة من أي نوع تجمعني بها، هل أكتب لها رسالة؟ ماذا أقول فيها بحيث لا تعرف هويتي؟ هل تقرأ جارتي الرسائل أصلاً رغم أنها معلمة؟ هل أشاركها في جدولها اليومي وأقترح عليها أن تبدأ تنظيف البيت كأول شيء تفعله حين تعود من المدرسة في حدود الساعة الواحدة؟ هل أخبرها أن لا داعي للمكنسة الكهربائية أصلاً وأن تنظيف الأرض السيراميكية يعطي نتائج أفضل باستخدام الممسحة والماء والصابون والديتول؟ هل أتسوق معها على حسابي مساحيق لتنظيف الأرضيات؟ 

فتحت صفحة في الكمبويتر وأخذت أكتب:

السيدة العزيزة أم عبدالله..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


يهمني أن أخبرك أنني إحدى من يسكن في عمارتنا "عمارة النور" وأنني أنزعج من صوت المكنسة الكهربائية كل يوم الساعة الثالثة إذ أنه وقت راحتي الوحيد طوال اليوم، وحيث أن الرسول وصى على سابع جار أرجو أن تجدي حلاً لتغيير موعد التنظيف حتى لا يزعج الجيران..


شكراً من القلب لاستجابتك مقدماً وأنا متأكدة أن كل الجيران لديهم نفس المشكلة مع صوت المكنسة..


إحدى جاراتك

يا سلام، ما أجملني وأنا أكتب رسالة رسمية جادة، الآن السؤال هو: كيف سأوصل لها الرسالة دون أن تتعرف على هويتي؟ أضعها عند الباب مثلاً؟ كيف أضمن أن أحداً لن يراني ؟ ماذا لو فعلت ذلك بعد منتصف الليل ، أو ربما صباحاً فأنا أخرج بعدها كل يوم ولن تراني لا هي ولا زوجها..

وضعت الرسالة في مظروف أبيض رسمي وكتبت عليه بخص يدي : إلى أم عبدالله الغالية..

كمحاولة لخلق انطباع جيد قبل أن تقرأ الرسالة، قبل أن أتوجه للجامعة صعدت إلى شقتها وألصقت الظرف الأبيض على الباب البني من الخارج راجية أن تراه حين تعود قبل أن ينزعه أحد..

بعد أن عدت بنصف ساعة رن جرس الهاتف، تعجبت إذ لم يعد أحد يتصل على هاتفي الأرضي، رفعت السماعة وقلت : ألو، فتفاجئت بمن يسأل عني بالإسم وقبل أن أرد أردفت : قولي لها جارتها أم عبدالله

سكت وأخذ عقلي يفكر بسرعة، لم أكن أريدها أن تتصل أو أن أناقش معها الموضوع، يكفيني أن المعلومة قد وصلت إليها لذا قلت لها:.................



قبل أن أعرف ماذا قالت لها، أتسائل لماذا يسبب لها صوت مكنسة كهربائية كل هذا الفزع والضيق والدراما؟ أهو إحساس نسائي فقط؟ هل يمكن لمعشر الرجال أن يتضايقوا من صوت مكنسة؟ أم هو شيء لا علاقة له بالجنس ومختص بكاتبتنا العزيزة غريبة الأطوار؟

الثلاثاء، 17 يوليو 2012

حالة مؤقتة..-1-

حالة مش معقولة...!!!!
أرجو أن تكون مؤقتة..!
رغم أنني أذهب لمحاضراتي كل أحد واثنين وللنادي الرياضي ٣ مرات في الأسبوع إلا أنني أعيش حالة تحنيط اختياري في ما تبقى من وقت..
لا أريد سيرة أي شيء فيه شغل..لدي أعمال كتابية معلقة..لا- .متابعة لكتابي القادم..يعني لازم؟- أفكر في تواقة الموسم السادس..لا- تخطيط مالي لمشروع أقوم به..اففف - أي حديث عن وحدة الاعتماد الأكاديمي في الكلية..لا وألف لا- فين أنشر بحثي؟..ليس الآن- الذهاب للبنك لإنجاز بعض المتعلقات..كل يوم أقول غداً- قراءة جادة..مافيّ-
طيب، وبعدين معايا؟
حالة مؤقتة..صح؟
أجلس على الكنبة، ألعب Angry Birds أنهي كل مراحل المواسم الجديدة، أتابع doctors وأي فلم في التلفزيون، أذهب يوم بعد يوم لبيت أهلي، أخطط لمطبخ البيت الجديد ..فقط..!
حالة مؤقتة..صح؟
..
..
ترى بالقوة دخلت عالبلوج أكتب..حتى ماورد أضعها في الرف وأنظر إليها من بعيد..

مؤقتة..صح؟


السبت، 7 يوليو 2012

Definitely..maybe-20-

نوك نوك...
هل يوجد أحد هنا؟
هل يوجد أحد في أي مكان؟
هل يوجد أحد في داخلي؟ في خارجي؟
....
ذهبت للفطور مع اثنين مع صديقاتي..
كالعادة زحمة جدة التي لا تطاق، ثم بيض أومليت وموكا دبل شوت وكرواسان..
وعلى غير العادة أحضرت لي لينا من فلورنسا هدية رقيقة..
قلم زجاجي يعبئ حبراً..كي أوقع به..
هدية فلورنسية جداً..!
.....
ذهبت بعدها للنادي..
تلك المرأة العجوز، تتمرن بكل حماس..
وأنا أنظر لها وأبتسم لشبابها الذي تفيض به على الكل..
ولجسدها الذي يبدو أنه يحب الرياضة والحركة ..
....
اليوم لا يختلف عن أمس ولا عن غد..
أبدو كمن ينتظر حرفاً ناقصاً في رقعة كلمات متقاطعة كي تكتمل..!

الاثنين، 2 يوليو 2012

Definitely..maybe -19 -

  • من قال أن السبات الشتوي في الشتاء فقط؟

هناك أيضاً سبات شتوي في الصيف..ولنتختصر الموضوع ونسميه: سبات صيفي..
السبات الصيفي يأتي مع ليالي الصيف الطويلة الحارة والرطبة ..الغير مخططة ولا مفيدة..!
في السبات الصيفي تمر علي الساعات ببطء لزج، لا فرق بين الساعة الخامسة عصراً والعاشرة مساءاً إلا في كمية الضوء، يتوقف عقلي عن التفكيروالتخطيط نهاراً رغم أنني أحتاجه وينشط ليلاً كخفاش ينظر للعالم بالمقلوب ، تعلو عيناي تلك النظرة الساهية، ودائماً يكون "مافيّ" لأي شيء ودائماً لدي أعذاري الجاهزة والسخيفة التي لا أهرب منها وأمارسها كحق من حقوقي ، يبدو الخروج للسوق لشراء احتياجات ضرورية ضرباً من أنواع العقاب والتعذيب، بينما في الانسداح على الكنبة ومتابعة أفلام سبق وأن رأيتها الكثير من المتعة.
تتكوّم كتب الروايات بجوار سريري، ألتهمها التهاماً،أختبئ بين السطور،أسمح للكاتب أو للكاتبة أن يسافروا بي عبر الزمان والمكان، أتجاوز عن كثير مما لا يعجبني في سبيل أن أتجول بحرية في عقليهما وذاكرتهما.. 
في السبات الصيفي يهجم علي حنين مباغت لا أعرف ماذا أفعل به ولا أين آخذه، حنين لطفولة راحلة..حنين لجدار مملوء بخربشاتي في بيتنا القديم..حنين للمسبح الذي كنا نذهب إليه أنا والجاردينيا للسباحة كل خميس،حنين للممر الحجري في ليدز ولرائحة الشجر قرب بيتي..حنين للركض في محطات القطار ومراقبة تشكيلات السحب عبر النافذة، للّون الأخضر الجامح والورد الأحمر المتغنج،لرجفة القلب من البرد وتلوّي الروح من الشوق..حنين للشعور بالوحدة،رالشجن،حنين للشِعر الذي كان يتلبسني،للأحلام التي كانت تبهجني..حنين لأشياء كثيرة أعرفها، ولأشياء أكثر لا أعرفها..
.
.
صيفكم سبات..!



  • من أجمل ما قرأت هذا الصيف رواية "جيرترود" لحسن النعمي، كنت أريد أن أكتب عن هذه الرواية ولكن بسبب السبات الصيفي الذي أعيشه لم أكتب رغم استمتاعي بها جداً..


سأكتب فقط بعض انطباعاتي التي لا زلت أحتفظ بها:
- في الرواية قصة داخل قصة ..حسن النعمي يكتب عن الكاتب الذي يكتب عن المغربي الذي أراد أن يكتب قصته..تداخلات ودوائر جميلة لم تخل بالنص..
- في الرواية خطين من السرد: قصة محمد الطنجاوي وقصته مع الأمريكية جيرترود التي رسمها بيكاسو- وقصة كاتب القصة مع الدبلوماسية لأمريكية التي سهلت له الحصول على المعلومات..كلاهما قصة تقترب من الحب إلا قليلاً..!
- في الرواية معلومات عن الفترة الفنية التي عاشها بيكاسو ومن يحيط به من الرسامين الآخرين والكتّاب، كنت أضع الانترنت بجواري كي أبحث عن كل اسم ولوحة وحركة فنية..
- تقوم الرواية على لوحة  الكاتبة جيترود التي رسمها بيكاسو ثم أهدتها لمتحف الميتروبوليتان في نيويورك..ما أغاظني أن الرواية كانت في حقيبتي حين كنت في نيويورك قبل أقل من أسبوعين ولم أقرأها، زرت المتحف ولم أبحث عن اللوحة. كثير من تفاصيل الكتاب النيويوركية كنت أمارسها دون علم..
- لماذا لحق الطنجاوي بجيرترود إلى فرنسا؟ لماذا كان بكل هذا الضعف الذي لم تتبد قوته إلا في السرير معها؟ ماذا كانت تريد منه؟ وماذا كان يريد منها؟ أهو بالنسبة لها ممارسة لشهوة العربي المختلف ؟ أهي بالنسبة له ممارسة لشهوة الرمز والفن والكتابة التي لا يستطيع أن يصل إليها أحد؟
- جيرترود لم تكن جميلة. كانت ممتلئة وضخمة، مالذي رآه بيكاسو فيها ليرسمها؟ ومالذي رآه الطنجاوي فيها ليلحقها؟ هل كانت معايير الجمال في عصر سادت فيه النهضة الفنية مختلفة إلى هذا الحد؟ أم أنها لعنة حضور جيرترود وشخصيتها الطاغية؟
- لم يكتب الطنجاوي قصته بل عهد بها إلى غيره، أهو الجرح الذي سببته له جيرترود جعله غير قادر على تدوين حنينه، ذكرياته، وقصة حياته؟
- ماذا يرى الرسام؟ ماذا يرى الكاتب؟ هل تختلف أدواتهما فقط؟ 
..
خلاص يكفي، السبات الصيفي لا يسمح لي بأكثر من هذا التداعي..!

الأربعاء، 27 يونيو 2012

Definitely..maybe- 18-

لماذا تكبر الأفكار الصغيرة في الليل فتصبح أكبر مني؟
لماذا يصبح لها ظلال سوداء مفزعة تتراقص على جدران عقلي ؟
لماذا ينام قلبي بينما عقلي لا ينام فتتماس أفكاره معاً لتصدر ما يشبه الكهرباء التي تأخذني بعيداً عن سريري ..ومخدتي..وغرفتي..!؟
لماذا في الصباح تعود الأشياء والأفكار إلى حجمها الطبيعي..وتبدو وادعة صاغرة وقابعة باستسلام في أحد أركان الحياة؟
مالذي يحدث داخل عقلي؟ الآن يبدو عقلي كغرفة جميلة لكنها غير مرتبة..الأدراج مفتوحة، والسرير لا يزال يحتفظ ببقايا النوم بين الوسائد والأغطية..والستائر نصف مسدلة.. كوب ببقايا قهوة بجوار السرير وحقيبة مملوءة كتباً عند الباب..
عقلي في الليل يبدو كحرش مظلم..تتشابك أغصانه المملوءة شوكاً ..وتتهادى ظلاله المخيفة..لا تتبين موطئ قدمك حين تمشي...ثمار أشجار هذا الحرش من كلمات..أقطفها كل ليلة فتكون جاهزة للكتابة ، ولكن لأن قلبي نائم لا أعرف ماذا أصنع بالكلمات فألقيها وأبعثرها في أدغال الليل..! 
.
.
صباح هادئ بعد ليلة مرهقة صاخبة..!



  

السبت، 23 يونيو 2012

Definitely..maybe-17

أحياناً يحتاج الإنسان أن يغلق كل النوافذ التي تمنحه تلك الرؤى والأحلام المستقبلية..أن يتوقف قليلاً على جانبي الطريق دون أن يراجع مئة مرة خارطة طريقه..أن يكتفي باستنشاق ما يحيط به من هواء دون أن يسطو على هواء غد أو بعد غد..
أقول هذا الكلام لأنني تذكرت إجازات الطفولة..حين لم أكن أعلم متى ستنتهي حتى لو سألت عن التاريخ..لم يكن التقويم يمثل لي شيئاً أصلاً..حين كنت أعلم أن العيد قادم خلال الأشهرأو الأيام أو الساعات المقبلة دون أن أشغل نفسي بإحصاء ما تبقى..حين لم أكن أعلم ماذا سيحصل حين تنتهي الإجازة إلا أنني سأكون في صف أعلى دون أن أزعج نفسي في التفكير في أية تفاصيل..
الآن..أنا أعلم تماماً متى ستنتهي إجازة أولادي لذا أخطط كي يقضوها جيداً فيما يفيد..أعلم تماماً متى سيأتي العيد كي أكمل شراء الحاجات الضرورية بناء على قوائم معدة مسبقاً..أضع تخطيطاً للترم الصيفي وموعد اختباراته وتسليم أعماله..تخطيطاً للعام المقبل..للشهور المقبلة..للأسابيع المقبلة..
.
.
كم أشتهي ذلك النوع من الإجازة الذي يتسم بالسرمدية..وبالإنغماس في اللحظة..وفي الغرق في متعة لا يكدرها شيئ..





الأربعاء، 13 يونيو 2012

نيويوركية ..٢

هذا صباحي الأخير في نيويورك، ستكون رحلتنا مساء اليوم ونصل غداً الخميس إن شاء الله..
لن يكون أحد في البلد لاستقبالي: بناتي وأخواتي في الكامب حتى الأسبوع المقبل، ماما وبابا في كوريا، أخي وعائلته في كالفيورنيا..
المهم، لا بل المزعج أن يوم السبت لدي دوام..!!!
أجل فقد سجلت للتدريس في الترم الصيفي هذا العام..
هنا في نيويورك:
ذهبنا إلى سيرك دوسوليه Zarkana وقد كان مختلفاً قليلاً عما حضرته قبلاً، فقد كان السيرك يقدم بنكهة برودواي، بمعنى أن الشو كان على مسرح وليس خيمة سيرك، كما أن كل فقرة عبارة عن لوحة مبدعة بمعنى الكلمة، في كل فقرة مغنية وخلفيات ومؤثرات لا تريد أن ترفع عينك عنها بالإضافة إلى إبهار دوسوليه المعتاد..إحدى الفقرات كان فيها راقص يرتدي الأبيض وخلفه فتيات يتعلقن بالستائر البيضاء ويرقصون بخفة، للحظة شعرت أنني لست في الدنيا، رغم ذلك أظنني اكتفيت من دوسوليه، بقي لي منه فقط أن أحضر عرض "O" في Vegas.


ذهبنا إلى الآوت لت ، وقد كانت رحلة ناجحة ، إذ أنني اشتريت للأولاد كل ما أعرف أنه سيعجبهم ويلبسونه، أنا ذهبت للآوت لت يوم واحد فقط كامل وكفاني، الغريب أن السعوديين اللذين كانوا معي كانوا يذهبون كل يوم، يعني خلال أسبوع راحوا أربع مرات على الرغم من بعده حوالي الساعة والنصف عن منهاتن..!!! طيب ليش في رأيكم؟!
مع ابني ذهبنا لفلم مدغشقر الجزء الثالث، كان يضحك من قلبه في الصالة هو والأطفال الآخرين، أطفال الأمريكان فلة بمجرد أن انتهى العرض قاموا يرقصون..
ذهبنا ل Metropolitan Art Museum وهو ثاني أكبر متحف فن في أمريكا، كان مزدحماً جداً مما جعلني أراجع النظريات المتحفية وأحاول أن أصل للسبب الذي جعل الجمهور مقبلاً عليه لهذه الدرجة، حين وصلنا للمجسمات واللوحات التي تمثل الModern Art كان فهد يقول: دا خبال ولا فن؟ وكان سارية يعلق: اللوحات سهلة أنا أقدر أسوي زييها..!!
البارحة كان حضورنا الآخير لأحد عروض برودواي "Spider Man" ، كان المسرح مملوءاً بالمراهقين والمراهقات وال...عجائز..أتسائل حين يصبح عمري ٧٠ سنة هل سأفكر بحضور عرض لسبايدر مان؟
رغم أنني لا أحب قصة ولا أجواء سبايدر مان إلا أن المسرح والتقنيات كانت مبهرة..حقيقة المسرح كان كل القاعة إذ كان سبيادر مان يطير فوقنا طوال الوقت ودارت معركته مع الشرير وهم معلقين فوق رؤسنا. للذي قد اطلع على سبايدر مان الكومكس يعلم أن المسرح كان عبارة عن كتاب كومكس كبير ونحن نجلس داخل الكتاب..


من أجمل ما صادفني هنا في نيويورك في ماديسون ستريت مكتبة كتب عليها من الخارج Rare books وحين دخلتها وجدت أنهم يجمعون ويقتنون نسخاً أصليه وأولى من كتب قديمة ويبعونها للمهتمين أيضاً..لدهشتي وجدت النسخ الأولى من عدة كتب لBeatrex Potter كاتبة قصص الأطفال البريطانية المشهورة ، كانت بعض النسخ موقعة منها، كذلك كتب لWinnie the Pooh وعدد من مجلات سوبرمان القديمة جداً..اللي بيفكر يجبلي هدية ممكن يشتري نسخة من كتب Potter ويهديني،،سعرها بس ستين ألف دولار!!!



..
..
أراكم في جدة إن شاء الله

الخميس، 7 يونيو 2012

نيويوركية..

نمت ١٣ ساعة متواصلة..لم أقم بذلك طوال حياتي على ما أذكر..
صح بالمناسبة، أنا في نيويورك منذ يوم السبت الماضي، ولم نتعود يا بيت ما ورد أن أمر على أي بلد دون تكوني معي..
اسمعي مني إذن..
أنا هنا للمشاركة بتوقيع النسخة الإنجليزية من كتاب الأرجوحة في معرض نيويورك الدولي للكتاب تحت ضيافة الجناح السعودي..
أتيت أنا وزوجي وابني، البنات لم يأتوا معي لتبقي أيام من الاختبارات..


التفاحة الكبيرة ..أو نيويورك..ا



التفاح بريء وصحي وطبيعي جداً، ونيويورك أبعد ما تكون عن ذلك..

إنها شرسة ، مزدحمة، لا تنام، ملونة ومضيئة أكثر مما يتحمل الإنسان..

، فندقنا في أشهر منطقة في نيويورك :التايمز سكوير وقريب منا الفيفث آفنيو شارع الماركات المشهورة والوندو شوبنغ فقط ، وبرودواي وهو الشارع الذي تقع فيه المسارح بالكوم على يمينه ويساره..




في اليوم الأول ذهبنا لاستكشاف المنطقة عن طريق الباص ، المرأة التي تعمل مرشدة في الباص "محششة" جداً، كانت جزءاً من متعة الرحلة وهي تغني وترقص وتوزع علينا أكياساً بيضاء لنلبسها لأنها كانت تمطر ونحن نجلس في الدور الثاني المكشوف من الباص، حين لبسنا كلنا
 الأكياس أخذت تضحك بهيستيريا وهي تصفنا بحبات المارشملو البيضاء المشهية للأكل..

تعجبت من كمية الأفلام التي صورت في نيويورك: فلم كينغ كونغ، أفلام العصابات وسرقة البنوك، هوم ألون، أفلام مارلين مونرو ، وغيرها الكثير من المواقع التي يتذكرها فهد جيداً بحكم
 عشقه للأفلام وتذكره أغلب التفاصيل..

مررنا طبعاً على مكان برجي التجارة العالمي، على برج دونالد ترامب الباذخ، على الإمباير ستيت، على مبنى الأمم المتحدة،
كل شيء هنا ينطق بالرأس مالية والقوة واللامبالاة.. 





في اليوم الثاني ذهبنا لزيارة متحف التاريخ الطبيعي والذي صور فيه فلم 
Night at the Museum
 والذي شاهده سارية أكثر من ١٠ مرات
المتحف كبير جداً،وغني وثري، مليء بالعروض المرئية والسينيمائية الضخمة والممتعة.المتحف أشعرني أنني من دول العالم السبعطعش وليس الثالث فقط..
تذكرت وأنا أتجول في المتحف ما درسته عن المتاحف وما كنت أستمتع به في ليدز ..اكتشفت أيضاً كم افتقدت هذه الأجواء المتحفية جدااااا




في المساء تواصلت  مع أحد الدكاترة المسئولين ، قال لي الدكتور أن كتبي لا تزال في الجمارك الأمريكية وأن يوم غد لن يحتاجوني أيضاً..

بدأت أشعر بالقلق. لكن قلت لأتمشى يوم زيادة 

ذهبنا إلى فلم Snow White ، كنت أتوقعه أجمل وقد أحببت فلمMirror Mirror أكثر وهو مقتبس أيضاً من قصة سنو وايت..  مشينا في الفيفث آفنيو..لكل ماركة مبنى ضخم لوحده. استوقفني مبنى أبل المكعب الزجاجي الملفت من الخارج،  ومن الداخل كبيييييير وزحمة كأنه الحرم:-)

وصلنا إلى حديقة سنترال بارك والتي تعتبر أكبر حديقة في العالم، مشينا في جزء منها بالحنطور ثم عدنا للفندق ..


نيويورك مزدحمة، أكياس الزبالة تتكوم فيها رغم وجود عمال النظافة بشكل دائم إلا أنهم " مو ملحقين"..نيويورك لا تنام، كل ليلة أنا أنام قبلها وتبقى هي ساهرة ، نيويورك أيقونة الأفلام والمال والتنوع العرقي..  
أثناء عودتنا للفندق لاحظنا زحمة وعدة أفراد من الشرطة عند بوابة  الفندق فتعجبنا ، حين دخلنا الفندق وسألنا اتضح أن أوباما شخصياً كان يحضر مسرحية ماري بوبنز في المسرح الملاصق للفندق..ماري بوبنز يا أوباما؟؟!!!!


ذهبنا للعشاء مع الدكاترة ، كان عشاء لطيفاً واتفقنا أن نتقابل الصباح في المعرض على أمل أن تخرج كتبي من التخليص الجمركي..

تقابلنا في الصباح في المعرض، المعرض كبير جداً وهو أساساً في اليوم الأول والثاني مخصص للناشرين ولعقد اتفاقيات بيع الحقوق والترجمة،هذا هو المفهوم الغربي في معارض الكتب، وهو مختلف تماماً عن مفهومنا العربي..هنا ليسوا بحاجة لعرض الكتب وبيعها، فالمكتبات العامة والتجارية تقوم بهذه الأنشطة..لكن لأن التعامل مع الكتاب يكون كصناعة فالمعارض تأخذ هذا البعد التجاري..
موقع جناحنا ممتاز وديكوره ممتاز وبعض كتبه ممتازة لكن لا زلت أشعر أنه مساحة وأموال لم يستفد منها بالشكل الأمثل لتحقيق تواصل ثقافي وللاستفادة الحقيقية من أهداف المعرض، لا أدري لم لا يقوم الجناح السعودي بدور الوسيط ما بين الكتّاب ودور النشر السعودية وما بين عالم الكتب الغربي،،عدداً من المهتمين بالأدب السعودي كانوا يمرون بالجناح لكنهم لم يكونوا يجدون إجابات أو أبواب حقيقية للتعاون..
لم تصل كتبي بعد..ما زالت في التخليص الجمركي
مر بنا رجل أمريكي يعمل في منظمة المكتبات الأمريكية العامة، وقال لي: ممكن أسدي نصيحة..قلت له تفضل. فقال: لا أدري ماذا تفعلون أنتم هنا، المعرض تجاري جداً ويبدو أن لديكم أهدافاً مختلفة،فإن كنتم تريدون تحسين صورة الأدب العربي وتوصيل الثقافة العربية والسعودية بشكل مخصوص للمجتمع الغربي فهذه ليست الطريقة الصحيحة،،تواصلوا مع المكتبات العامة (أكثر من ٧٠٠٠ مكتبة في أمريكا) فهم بحاجة إلى كتب عربية أو تتحدث عن الثقافة العربية ..
لم تصل كتبي بعد، لا تزال في التخليص الجمركي..
قابلت كاتبة أمريكية أفريقية وحين رأتني صرخت بصوت عال: يالله كم تملكين وجهاً جميلاً وعيوناً تلمع، أتدري أمك حين ولدتك أنك ستكونين بهذا الجمال..
ضحكت من قلبي  وأخذت مجاملتها على نحو جدي،،فمتى آخر مرة سمعت كلاماً كهذا؟
أهدتني كتبها وقالت أنها ستأتي غداً كي أعطيها نسخة من كتابي- الذي ما زال محبوساً في الجمارك الأمريكية..

تجولت قليلاً في المعرض، توقعت أن يكون ركن الأطفال أكبر وأثرى ، لكنني أعجبت بأجنحة أخرى لدور نشر كبيرة والحركة الدؤوبة ومنظر كل اللذين يعملون في مجال الكتب وهم يعقدون صفقات بالملايين،،

عدت للفندق محبطة، إحدى المسئولات في الملحقية قالت لي: لن تخرج الكتب من الجمارك قبل عدة أيام و ربما لن تلحقيها في المعرض..
دكتور إبراهيم المتفائل المبتسم دوماً يقول أنهم يتابعون الشحنة كي يخرج الكتب بسرعة..
قلت له: لو جاك خبر كلمني أو أرسلي ماسج..وحتى نهاية مساء اليوم الأول من المعرض لم يردني منه شيء..
ماذا لو انتهى المعرض ولم تخرج الكتب من الجمارك؟ مالذي أفعله في نيويورك إذن؟
..
عدت للفندق وأنا في قمة الإحباط وتذكرت إصراري على إعادة الترجمة والطباعة بمعايير معينة ومتابعة كل التفاصيل ، وفي النهاية: لا تصل الكتب..!!!
لا أحب أن أنام محبطة لأن كل الأفكار السوداء -كظلال الأشجار العارية في الشتاء- تهجم علي بشراسة..زوجي يقول: انسي الهدف الأساسي وركزي على الأهداف الجانبية والفرص الوليدة، بعد حين قد تظهر أنها أكثر أهمية..

و حتى يخفف من إحباطي حجز في مسرحية ماري بوبنز التي حضرها أوباما أمس...
فعلاً يا أوباما طلعت واحد فاهم..
المسرحية كانت واااااااااااااو إلى مالا نهاية
كقيمة وأغاني وأداء ومؤثرات..
استمتعت أيضاً بالبعد التاريخي للمسرحية والذي يوثق لمرحلة كانت جديدة في التعامل مع مفهوم الطفولة في العالم الغربي وحقوق العمال خاصة في بريطانيا..كما استمتعت بالروح واللهجة البريطانية




تخيلت أنني سأخرج من المسرح الجميل جداً مع أبنائي لأعود في تاكسي بريطاني أسود  إلى بيتي في Scott hall road..
يا للذكريات وللأيام التي تخلع أثوابها بسرعة..!
تمنيت بابا في المسرحية لأنه دائماً يغني لنا الأغنية الأشهر في المسرحية:
Chim Chimney
اشتهيت أسيل بقوة لأنها تحفظ الكلمة الطويلة التي هي ليست كلمة لكنك تستطيع اكسابها أي معنى تريده كما يحلو لك اً:
 "Supercalifragilisticexpialidocious" 
كما اشتريت لها تيشيرت يحمل الكلمة التعويذة

ذهبت للمعرض في اليوم الثاني، وأيضاً لم تصل الكتب..
لم أكن حزينة كثيراً على عكس اليوم الذي قبله، قابلت أشخاصاً يمثلون جهات ودور نشر مهتمين بالترجمة والنشر من العربية، قابلت من يعملون في النشر الإلكتروني، ومن يعملون في مكتبات عامة ويبحثون عن كتب عربية..
.
.
بمجرد عودتي للفندق اتصل بي الدكتور إبراهيم ليخبرني أن الكتب قد خرجت من الجمارك وأنها صباحاً ستكون في المعرض..
حسناً إذن،،أراد الله ذلك لأنه يعلم أنه اليوم المناسب..الأشياء إن تركتها ثم عادت إليك فهي ملكك، إليس كذلك؟ وهذا الكتاب عاد إلي، إنه يحبني وأحبه..!

ذهبنا لمنطقة تسمى Meat Packing وهي منطقة قديمة كانت أساساً مخازن للبضائع ثم حولت لممشى أمام النهر ومحلات صغيرة..تناولنا غدائنا هناك ثم عدنا للفندق على أساس أن نخرج في الليل مرة ثانية..
نمت من تلك اللحظة حتى استيقظت قبل قليل..

اليوم سينتهي المعرض، وسأبقى عدة أيام بعده..
بقي لي زيارة Metropolitan Art Museum وهو ثاني أكبر متحف فن في أمريكا، وبقي لي حضور عرض سيرك دوسوليه اليوم، ثم الذهاب للآوت لت للتسوق، ومشاهدة تمثال الحرية..
هل بقي شيء أفعله في نيويورك؟
أخبريني أيتها المدينة التفاحة..من أين أقضمك؟

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...