الاثنين، 29 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة -8-



هدووووووء..هدوء عظيم جارف صاخب، بل و قاتل..يجتاحني ويجتاح الحياة من حولي..!

هدوء يجعل كل من حولي صامت، مبتسم أحياناً، متجمد كأننا صورة ببرواز أنيق معلقة على الجدار..
هدوء يمنعني من التركيز في بحث أردت العمل عليه في الإجازة..
هدوء أخذ مني عائلتي فبعثرهم في أرجاء الدنيا ثم لم يوقظني لصلاة العيد وحين استيقظت نسيت أنه يوم العيد..!
هدوء يغلق كل المحلات والأسواق في وجهي فلا أستطيع شراء عباءة جديدة أو التجول في محلات المفروشات للتخطيط للبيت الجديد..
هدوء يجعلني أفعل أي شيء لدرجة أن أقرأ عن الميتافيزقا وما وراء الطبيعة والنظريات الفلسفية المختلفة التي تجعل رأسي يدور..
هدوء يجعلني أسمع أغنية حسين الجسمي بأعلى صوت "حبيبي برشلوني" وأنا أضحك على ظرافته هو وحبيبه الأهبل، ثم أهديها لابني ذا هوى الكرة الأسباني في مشهد تمثيلي كأنه من الإف إم..
هدوء يجعلني أذهب لبيت جدتي في أي وقت، وأجتمع بخالاتي كلما أرادوا ذلك، وأخرج مع صديقاتي إلى أي مكان وأغير عاداتي الإجتماعية وأصبح "more loose"
هدوء يجعلني أبحث عن معنى كلمة "نشوز" في التفاسير بالنسبة للمرأة وبالنسبة للرجل ولِمَ ذَكَر القرآن خطوات واضحة للمرأة الناشز لكن لم يكن الأمر بذات الوضوح بالنسبة للرجل..
هدوء يجعلني أردد مع الأولاد" قميص نفيسة نشف" لنرى من يرددها أسرع وأكثر بدون أن يقول" قميش نفيشة نفس".
هدوء يجعلني أستمع لحكايات أخواتي في الحج مع القطار ثم أقرأ تصريحات الجرائد فأشعر أن غضباً شعبياً يتصاعد فيحاول المسؤولين كبته كقدر الضغط حتى ننعم بمزيد من الهدوء المزيف..
هدوء يجعلني أسأل زوجي كل صباح "ماذا سنفعل اليوم؟ أين يمكن أن نذهب؟" ليرد علي اليوم: لم تشعرينني أنني أعمل كونسيرج في فندق؟
هدوء يجعلني أفتعل معركة صغيرة في المطبخ مع لحمة الخروف لأطبخها مقلقل كما تفعل أمي التي تقضي العيد في كندا ومشوي كما تجيد حماتي التي تقضي العيد في المدينة لأعلن وبكل فخر أنني قد حملت أمانتهما وأديت مهمتهما في عيد الحج على أكمل وجه..
هدوء يجعلني أسمع أغنية "أواخر الشتا قبل اللي فات" وأتذكر شتائي وخريفي وربيعي وصيفي قبل اللي فات فيدمع قلبي وأذوب حنيناً ووجداً وشوقاً إلى حياة تزورها الفصول الأربعة..
هدوء يجعلني أتذكر أنني كنت أبحث عن فسحة من هدوء في الحياة لأكمل كتابة كتابي الجديد فأتلكك وأقول لنفسي لإقناعها: لست أريد هدوءاً فقط ولكني أريد مكاناً مختلفاً ومزاجاً مواتياً..
..
هل كل ذلك سببه الهدوء الذي يصيب الحياة فتغدو كبحيرة راكدة؟ هل كنت ألقي أحجارا حتى أفزع العصافير فتهرب وتطير وترفرف بأجنحتها فأشعر بالحياة؟


هل الحياة بحيرة فعلاً؟ أم مستنقع؟ ربما نهر؟ أم أنها بحر؟



الأحد، 21 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة -7-



-رأسي مزدحم بالأفكار...
تماماً كدرج الطاولة الصغيرة بجوار سريري
أضع في الدرج كل الأشياء الصغيرة والمهمة 
قصاصات أوراق ورسائل، محافظ ملئى بالبزنس كاردز،بطاقات ، قلمي المفضل والثمين، الكاميرا التي استغنيت عنها بكاميرا الآيفون،  كتيب جيب صغير جداً اسمه: لا تهتم بصغائر الأمور، صورتي وأنا في الثالثة من عمري، رسائل اعتذار مضحكة من سديل، هاتفي القديم. ومنديل أبيض صغير مزركش و مطوي في علبة صغيرة أنيقة أهدتني إياه أمي قبل ليلة الدخلة بيوم ولا يزال أبيضاً حتى الآن، وأشياء أخرى أيضاً..
رأسي يشبه هذا الدرج...
ممتلئ بالأفكار الصغيرة الغير مهمة، ولكن من المهم الاحتفاظ بها على أية حال...مبعثرة لا رابط بينها  وأحياناً يغلق الدرج على فكرة متدلية..!
وأحياناً تتوه فكرة مهمة أحتاجها في وسط الفوضى...فلا أجدها



- كنت في البحر لعدة أيام..
البارحة كنت أتأوّه وأنا نائمة، أشعر بأن ناراً تلتهم ذراعاي..رغم أنني لم أخطط لأتشمس وأتدهن بكل الكريمات الحمراء و"أتصلقح" على الرمل أمام البحر كأخواتي وابنتي وبنات خالتي
كنت أسبح وفقط..كنت لا أقاوم لون البحر التركواز المغري كقبلة مؤجلة طال انتظاري لها
في نهاية رحلتنا البحرية صرنا نبدو كمن اتشوينا على النار ف"تقمّرنا"
سارية نام البارحة عاري الظهر، ربما لأنه أكثرنا بياضاً عاثت فيه الشمس حرقة بكل جرأة


- أنا في إجازة بدأت منذ الأربعاء وستستمر لمدة أسبوعين..
لا أحد هنا..
أخوتي سيذهبون للحج، أبي سيسافر لكندا كي يحضر أمي التي طال غيابها الآن لعدة أشهر وكي يحتفل بعيد زواجه الأربعين 
زوجي ليس لديه إجازة
وأنا أحمل رأساً أشد فوضى من أن يخطط لأي شيء في الإجازة..
ربما أذهب لعمل مساج وحمام مغربي
وأراجع أبحاثي التي تحتاج مني فولوأب لنشرها..ثم أفصل الشاحن عن رأسي لعدة أيام..

- العمل يضايقني..يضايقني بشدة..
في آخر يوم قبل الإجازة كنت محبطة للغاية..
ولدي خياران: إما أن أشك بنفسي وقدراتي وأنه ليس لي قدرة على الإدارة أو أداء أي مهمة مهما كانت بسيطة
وإما أن ألوم رئيستي المباشرة وعميدة الكلية اللواتي يعشن "في الطراوة" ويحاسبون من تحتهم على مهام لم يكلفوهم بها أصلاً وعلى عدم تحقيق أهداف لم نتحدث بشأنها منذ البداية..
كيف أحذف هذا الجزء المزعج من درج رأسي؟
أو الأفضل أن أقرأ لا تهتم بصغائر الأمور؟ 
كيف أعرف أن الأمور صغائر؟


- طيب..لدي رغبة أن أعيش حالة حب..
أو أن أقرأ رواية شهية..
أو أن أسافر لندن
أو أن أكتب قصيدة شعر غير موزونة
أو أن أنتقل لبيتي الجديد الذي لم ينته بعد
أو أن أمسك بيدي قصتي الجديدة التي لم تنطبع بعد..
أو أن أقرأ رسائلي التي لم تنكتب كلها بعد
أو أن ..أرتب درجي أو رأسي المزدحم جداً بكل الأشياء المهمة الغير مهمة..!


السبت، 13 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة-6-

- السبت...يبدو كأنه الbig brother لا أحبه ولا أحب رسميته ولا ربطة عنقه وجدوله المزدحم دوماً...

- يسرقني تويتر من هنا أحياناً، لكني أعود هنا لأثرثر بأكثر من ١٤٠ حرف، هنا الستائر مسدلة والجيران لا يتلصصون عليك من فتحات النوافذ، رغم ذلك كثيراً ما أكتب أشياء أو أبوح بها على صفحات ما ورد ثم أجدها خاصة أكثر من اللازم فأتركها في الدرافت ولا أبعثها للنشر، في أدراج ما ورد السرية تختبئ الكثير من الأسرار...

- بعض الأخطاء الغبية مكلفة مادياً، لن أقول ما هو الخطأ..:-( لن أبوح لأي أحد، لأنه خطأ غبي ولكن..كلفني الكثييييير :-(((((((.. عادي أصلاً عادي، يعني الواحد ما يغلط؟؟!!!

- بدأت العام الدراسي وأنا أركض..ربما إجازة الحج تمنحني بعض الهدوء وإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة..

صباحكم كرفتّة..:-)



الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة -5-

- ماذا لو بقيت على سريري طوال اليوم إحتراماً لجسدي الذي لا يبدو في أفضل حالاته اليوم؟ عادي..الشغل والأشياء والإلتزامات لن تهرب،،ومزاجي يتواطأ مع ألم بطني وقدماي وظهري، وصداعي يلقيني في بحيرة من اللاشعور بشيء..!

- البارحة كان لقاء تواقة الأول من الموسم السادس، وكان العرض الأول لقصة رومي...لا أدري، كان شعوراً غريباً لم أستطع أن أغرق فيه، كنت أحاول أن أنفصل عن الكتاب فيبدو الأمر أكثر غرابة...
تذكرت كتاب الأرجوحة حين خرج الكتاب من أحضاني و لم يعد الكتاب لي وصار ملكاً لغيري، سنرى إن كانت رومي ستحسن التصرف أم لا..
الكتاب سيذهب اليوم أو غداً للمطبعة، أعلم أنها المرحلة الأخيرة التي لا رجعة بعدها لذلك عرضت رومي على جمع توّاقة أمس لأنني أحتاج دفعة من ثقة.. 

- أتعب أحياناً حين أود أن أكون عند حسن الظن..ما يتعبني أكثر هو الشعور بالقلق تجاه الأشياء الصغيرة كي تبدو كاملة ، ذلك الشعور الذي أظن دوماً أنه لا يظهر علي. حتى تفاجئني إحدى صديقاتي - كما حدث أمس- بسؤالها: لماذا لا تلمع عيونك اليوم يا أروى؟ 
تباً لك يا عيوني الفضّاحة..! 

هذا يكفي..أنا متعبة اليوم..!

الخميس، 4 أكتوبر 2012

حالة مؤقتة -4-



- يقتلني أنني أحافظ علي كل عاداتي اليومية، استيقظ مبكراً، أعد قهوتي، أقرأ جرائدي،وأبتسم.. إلا أن الحياة لا تمنحني مفاجآت جميلة تليق باحتفائي بها..

- يقتلني أن المناظر من حولي لا تتغير ولا الفصول ولا لون الشجر ولا حفريات الشوارع ولا نظام التعليم ولا إدارة الجامعة  وأن كل ذلك أكثر ثباتاً ممن يدعو كل يوم اللهم ثبت قلبي على دينك!

- يقتلني أنني أعمل في دائرة مفرغة مجوّفة لا أبدأ فيها ولا أصل اسمها الاعتماد الأكاديمي ، التطوير، التقويم، الجودة...إلى آخر قائمة الكلمات التي ليس لها معان في وطني إلا في القواميس فقط..

- يقتلني أن أكتشف أن حولي أناس لا يحبون الحياة ولا الربيع ولا الشعر ولا الكتب ولا الأطفال ولا القصص ولا الشجر ولا الجنيات ولا المعجزات ولا الكتابة ولا البحر...ثم يدعون أنهم وقعوا في الحب..!

- يقتلني أنني عندما أركض أجد الحياة متعبة عجوز وقفت لترتاح تحت ظل شجرة، وأنني حين أود الراحة والتقاط أنفاسي تجرني من شعري لألحق بها.. 

- يقتلني أنني حين أشعر بالملل وبالرغبة في الخروج أتفق مع صديقاتي كي نذهب لمطعم، أو لمطعم، أو لمطعم، أو لمطعم ..وأنها وسيلة التسلية الوحيدة في هذه المدينة..

- يقتلني حين أحاول أن أجد مقالاً يستحق القراءة في الجرائد فأقابل المطبلين اللذين يهتفون أننا في نعمة ورخاء وأمن وخير ووطن و..شكراً لولاة الأمر..

- يقتلني حين تكون أقصى أمنياتي في هذه المدينة أن أزور البحر، فلا أجد له طريقاً ..ولا رملاً ولا مرجاناً ولا شاطئاً..
...
على فكرة...
لا زلت على قيد الحياة!
  

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...