الخميس، 25 ديسمبر 2014

من جديد -4-

أعيش حالة شجن ..دهشة ..غرابة ..سطوة!
كيف يمكن لحجر أن يلقى في بحيرة ويسبب كل هذه الدوائر والفوضى ؟!
كيف يمكن لوحش في البحيرة أن يغويني كي يفترسني وأنا راضية؟
كيف يمكن لعابر أن يمر فقط فيثير عواصفاً وسرباً من طيور ..وقطيع نمور؟
كيف يمكن للغة أن تكون مخاتلة ومراوغة ومغوية إلى هذا الحد؟  كيف يمكن أن تكون هي الخطيئة والطهر؟ القداسة والذنب؟ هي الماضي الذي لم أعيشه والمستقبل الذي كان أمس؟ ذكرياتي التي لم تكن ومستقبلي الذي كان؟ المعنى الذي تاه في قلب الشاعر والصوت الذي ليس له صوت؟ كيف للغة أن تكون أنثى كالألف المقصورة المتثنّية المنحنية التي لا تضمها الأبجدية؟ وطفلة كالهاء التي تلم جدائلها كل مرة بطريقة ؟  ورجلاً نبيلاً كالسين الذي يخبيء الأسرار والسحر ..والسراب..!؟
.
.
؟! ثم؟


السبت، 20 ديسمبر 2014

من جديد-3-

انتهيت اليوم المراجعة الما قبل الأخير لكتاب "حفلة شاي في قصر سندريلا" أظنني أحببت هذا الكتاب، أحببت أجواءه وأفكاره والكتابة فيه ومصادقة أبطاله۔۔
بدأت الآن مرحلة الشك الممزوجة بالترقب، ومرحلة تدفق الأدرينالين الذي يسبق المغامرة الغير محسوبة العواقب۔۔!
كل كتاب هو مغامرة۔۔كل كتاب هو شك دائم، كل كتاب هو عدم تأكد، ترقب، رغبة في التراجع، ورغبة أخرى في المضي قدماً والقفز في الماء البارد۔۔

مقطع من الكتاب:
 
بياض الثلج والأقزام السبعة

"يا مرآتي يا مرآتي۔۔من هي أجمل امرأة في الكون؟"
 
 


هل تدور قصتك كلها يا بياض الثلج حول "الجمال"؟ بدءا من اسمك حين جرحتْ والدتك يدها وهي تخيط في يوم شتوي، فتساقطت قطرات دمها الحمراء على ثوبها الأبيض، فتمنّت طفلة جميلة بشرتها بيضاء شفاهها حمراء وشعرها أسود۔۔

ومروراً بزوجة أبيك التي كانت تسأل مرآتها السحرية كل يوم من هي الأجمل، وانتهاء بالأمير الذي فتن بك من أول نظرة وأنت شبه ميتة!

الجمال! أليس شيئاً نسبياً؟ أليس من العنصرية افتراض ملامح جمال معينة قد لا تتوفر إلا في شعوب معينة؟ ومن هي هذه المرآة التي تعطي لنفسها الحق في أن تجيب امرأة ما بأنها الأجمل؟ هل انعكست على هذه المرآة صور كل نساء الأرض؟ أليست الفتاة العربية بأنفها المستقيم وشعرها الأسود وعيونها ذات الرموش الطوال كسيوف المعركة هي الأجمل عند حبيبها الشاعر؟ أليست الفتاة الأفريقية بشعرها المجدول وملابسها الملونة وبشرتها الأصفى كالعسل الحلو هي الأجمل عند محاربها الصياد؟ أليست الفتاة الإسكندنافية ذات الشعر الأحمر والعيون الخضراء والنمش الذي ينتشر في وجنتيها كقبلات الملائكة هي الأجمل عند بحارها الوسيم؟ أليست الفتاة الآسيوية ذات الشعر المنسدل اللامع والأنف الصغير والمشية الدقيقة الخطوات كقطرات المطر هي الأجمل عند فارسها الشجاع؟

هل كنت أيتها المرآة تضحكين على هذه المرأة التي تظن نفسها الأجمل وتقودينها للجنون بافتراض أن هناك من هي أجمل منها أو ربما أصغر؟ أكنت ترسلين لها رسالة خفية أنه لا يمكنها أن تبقى الأجمل لأنها تكبر وتتقدم في العمر؟ وكما هو الجمال شيء نسبيّ فهو زائل وغير دائم أيضاً، لعلها فكرة من أصعب الأفكار التي تتعارك معها النساء عبر عمليات التجميل المختلفة كمحاولات حثيثة لتزييف ما تستطيعين رؤيته أنت على حقيقته أيتها المرآة۔ 

اصدقيني القول إذن۔۔مالذي تفعلينه معنا  كل يوم حين ننظر إلى أنفسنا عبرك؟ هل تعكسين ما ترينه أنت أم ما نراه نحن أم ماهو حقيقي فعلاً؟ صحيح أنك لا تتكلمين معنا كما في قصة بياض الثلج ولكنك تنصتين لملامحنا وتقرئين الكثير في وجوهنا وتسبرين أغوارنا!

مرة أخرى، ماهو مفهوم الجمال؟ أليست مشاعر الحب والأمومة والأخوّة والصداقة جمالاً مفرطاً لا قبل لنا على احتواؤه؟ أليست اللغة بمعانيها الآسرة وصورها الحية وتكثفها المُعجز جمالاً؟ أليست الطفولة ببرائتها العذبة وأسئلتها الأولية وبداياتها الشجاعة جمالاً؟ أليس الفن بجنونه اللانهائي ومبرراته الغير مبررة وصوته المتفرّد جمالاً؟ أليست الطبيعة۔۔الأفكار۔۔الذكريات۔۔ الابتسامات۔۔القلوب الطيبة۔۔الروحانية۔۔جمالاً؟

كيف إذن أيتها المرآة حصرت مفهوماً بهذا التجرد في ملامح امرأة ؟ 

بسببك أيتها المرآة ترتبتْ جريمة في القصة تورّطتْ فيها التفاحة أيضاً، لماذا لم تكوني أيتها التفاحة برتقالة أو مشمشة أو موزة أو تفاحة خضراء أو صفراء؟ يمكن دس السم في أي من هذه الفواكه البريئة ولكن ألأنك تفاحة حمراء كتب عليك أن تكوني رمز الخطيئة والشر والرغبة والمرأة للأبد؟ إنه الأحمر الرمز مرة أخرى!

الجمال، الموت، الدم، التفاحة، السم، المرآة، الغيرة، الشر، البراءة، العمر، الغابة، الثلج، الفتنة وأخيراً المرأة ، تجمعت كل هذه الأفكار دفعة واحدة في قصتك يا بياض الثلج لتنسج معانٍ متشابكة ورموز معقدة صاغت التاريخ والقصص والأحداث والفجائع على مر الزمان!  

رغم كل هذه المعاني "الحمراء" في القصة إلا أن هناك معنى "أبيضاً" أيضاً، إنهم الأقزام السبعة الذي لا يعلم أحد من هم وكيف تجمعوا ولماذا سبعة وهل هم إخوة أم أصدقاء وماذا يفعلون في الغابة وماهي أسمائهم الحقيقية!

ألأنهم أقزام ومختلفين شعروا أنهم هوامش خارجين عن السياق والمتن فقرروا أن يعتزلوا العالم ويعيشوا وحدهم بين مخلوقات أخرى تقدّر جمالهم الغير ظاهر للعيان؟ بالطبع، فمجتمع إنساني يحتفي بالجمال الشكلي لهذه الدرجة سيجعل أناساً خلقهم الله أقزاماً يشعرون بعدم التقبل ويهربون ليعيشوا معاً بسعادة ورضى بل ويؤوون فتاة يقال أنها الأجمل في المدينة تقوم بتنظيف كوخهم وإعداد طعامهم۔۔

يا للمفارقة!!

أليست الهوامش أحياناً أهم من المتن؟

 

 

بقي سؤال واحد۔۔

ألم تقرأي يا بياض الثلج هوامش قصتك بدلاً من التركيز على المتن فقط؟ ألم يكن ضمن الأقزام السبعة من هو لائق بك كي تقعي في حبه و تتزوجيه وأنت التي عشت معم في بيتهم أياماً بدلاً من زواجك بالأمير الذي لا تعرفين عنه أي شيء؟

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

من جديد -2-

ماهذه العادات الكتابية "الزبالة" ؟!!! لم أكتب منذ 6 أشهر هنا، وها أنا ذا أكتب تدوينتين في نفس الليلة!!! عادي،، ألست دوماً في حالة تطرف؟!

- سؤال واحد أجبني عليه: لماذا؟ لماذا؟ كيف ترى نفسك الآن..؟! هل تشعر أنك "جنتل" بعد كل الدراما الغير ضرورية التي افتعلتها؟! هل تدرك أن الأمور كانت ستنتهي أو ستستمر بطريقة أكثر لطفاً ونضجاً؟ أنحن حقاً في هذا العمر نحتاج لأن نتفنن في صناعة جرح جديد؟! على أطراف الحياة -هناك- في الأقاصي - حيث لا أحد..! كنت أقف وأمنحك عن طيب خاطر أو طيب وهم أو طيب خيال..مساحة من اللغة والجلال والشعر والروح الحرة،،بعد أن صرنا على أرض الواقع كما أصررت أنت فليس ثمة إلا كثير من اسمنت وصخور وأبواب مغلقة!!

- البارحة كتبت على باث أن أمسيتي فاضية وغير مجدولة، وسألت كيف أقضيها ووضعت عدة خيارات: قراءة كافكا- شراء نظارة جديدة- مراجعة كتاب حفلة شاي..وجاءني رد أحد الأصدقاء : شاهدي فلم Samsara 

بحثت عن الفم ووجدته ويا للعالم الذي دخلته..!!
هو ليس فلماً بالمعنى المتعارف عليه ، فلا يوجد نص ولا حوار ولا قصة أصلاً، هو مجموعة من الصور المتعاقبة من عدة بلدان في أنحاء الأرض تم تصويرها خلال 5 سنوات..انشداه وتكثف بصري كامل ، ألوان، موسيقى ، ملامح وجوه وملامح حياة...حرب ودمار، سلام وطبيعة، فن وتفاصيل ، جموع ووحدة، سجون وبيوت، فقر وغنى، ممارسات وطقوس، أطفال يُعمّدون ورجال يبكون عند حائط المبكى وحجاج يطوفون حول الكعبة وبوذيون يقفون بإجلال أمام بوذا..رصاص وأسلحة تُصنّع ..أطعمة تُعلّب..رقصات تُؤدّى ..أطفال من كل مكان.. صور ومعانٍ لا تنتهي..
حقيقة لم يكن فلماً، كان تجربة روحية وتأويلية تستحق أن تُعاش في أمسية جميلة..

- أمتلئ بالموسيقى ..بالصور..بالكلمات.. وتكبر القصص في قلبي،، تتوالد وتعود ولا تنتهي، وأنا التي دوماً أتسائل: كيف نعرف أنها نهاية القصة؟ من يقرر أن هذه النهاية؟ كيف نعرف أن القصة لن تستكمل في جزء آخر من الحياة ؟في قصتي التي أزعم أنها انتهت يأتيني صوت هامس: ربما لم تنتهي يا صاحبة الأبواب المواربة..فأقول بحدة: هذه المرة سأغلق الأبواب، فيقول ثانية: يا صاحبة النوافذ المشرعة، فأقول: هذه المرة سأسد النوافذ التي تأتي منها الريح،،لأستريح..فيقول: يا صاحبة أكواب القهوة التي لم تنهي شربها قط..يا صاحبة الدفاتر التي لم تكتبي في كل صفحاتها أبداً، يا صاحبة الحلم الذي لا يزال يطير رغم المطر..يا صاحبة الأمنية التي لا تزال تغفو تحت مخدتك..يا صاحبة الرسائل التي لا تزال تُكتب رغم أن لا أحد يرد عليها..يا صاحبة الجلالة!!!!! فأرد: قصتي انتهت..انتهت.. هل تسمعني أيها الصوت؟!

- كنت في رحلة للكويت قابلت فيها بثينة العيسى وعدداً من الفتيات الكويتيات وقدمت ورشة عمل لمدة يومين عن الكتابة الإبداعية في أدب الأطفال ضمن مشروع بثينة" تكوين" ..بثينة بطلة كانت تعيش في رواية وخرجت لتعيش معنا في الحياة الحقيقية، استمتعت بزيارتي جداً، وممتنة للكويت وأهلها، كنت أحتاج هذه الأيام تجربة بهذ اللطف..!

- تتوقعين يا ماورد بعد هذه الكتابة متى سأعود إليك مرة أخرى؟ اغريني ،،راوديني،،ناديني،،احضريني دوماً إلى هنا..
صح بقي شيء مهم جداً: اشتريت نظارة جديدة..!! ترا هادا خبر مهم والله!!

الخميس، 18 ديسمبر 2014

من جديد -1-

٦شهور يا ماورد؟ ٦شهور؟؟!!! طيب أسألي عني.. طيب افتقديني..طيب زعقيلي..طيب اي شي..!:-(
سافرت وعدت ..وأمارس مهام الوكالة..واشتريت غرفة السفرة وركبت الخشب في الدرج وزاد عدد النباتات..شعري طال ولم أعد لقصه مرة أخرى..وأفكار وأحداث أخرى كثيرة ..أرأيت مقدار ما يفوتك مني؟ أصلا إنت الخسرانة ..:-(

-عاداتي الكتابية تغيرت ولست راضية عنها كثيرا ، أكتب في الدفتر الصغير الجميل الغير مسطر والذي كان هدية من صديقتاي الصغيرتان العزيزتان ..الكتابة في هذا الدفتر تشبه كتابة شفرات سرية واعترافات قصيرة وجريئة ..أنا لا أغوص تماما في الكتابة..بل استخدمها كسهام أوجهها هنا وهناك..أكتب في پاث كتابة تفاعلية غير جادة..أكتب خطابات رسمية..أكتب إسمي على أي مساحة بيضاء وألعب في حروفه العربية والإنجليزية .....وربما أكتب على صفحات قلبي كلاما وبوحا لا يقرأه إلا أنا..أنا فقط أعرف تماما لماذا صرت أفعل ذلك، حين وضعت نقطة آخر السطر بمحض إرادتي على قصة لم تكن لتنتهي، الآن بعد أن اخترت إنهاء فصولها صرت أتسائل : ما جدوى الكتابة إن لم تكن تمنحنا على الأقل نهايات لائقة بقصص حياتنا التي اخترنا أن نكتب فصولها بأنفسنا؟ أوووووه ..تلك قصة طويلة !!!



- لعل الكتابة الجادة الوحيدة في الأيام السابقة انهاء كتابة كتاب: حفلة شاي في قصر سندريلا..كم أحببت هذا الكتاب وأنا أكتبه ، أشعر بالخوف عليه أن لا يحبه القراء كما أحببته أنا، أعمل في رسوماته مع الجميلة ليال إدريس، بقيت لي مراجعة النص الأخيرة وإلى الآن أؤجلها تماما مثل التي تطبخ وتستمتع بالطبخ ثم لا تأكل مما طبخته، رغم ذلك فأنا أدين لهذا الكتاب بحفلة الشاي اللطيفة التي جمعتني بأبطال قصصي الحقيقيين للدرجة التي صرت أشعر فيها أن الحياة خارج الكتاب صفحات مملة في كتاب مدرسي ممل....أنتظر دعوة -أنا سعادة الوكيلة- من بيتر بان أو أليس أو سنو وايت لأنظر نظرة أخيرة على حفلة الشاي ..بالمناسبة في ذهني الجزء الثاني من الكتاب وشخصياته، أكتب ذلك هنا حتى أتذكر أنني فكرت في يوما ما بكتابة جزء ثاني: فنجان قهوة..في جزيرة الكنز!

-الوكالة..ليست بهذا السوء ،لكني أشعر أنني كل صباح أرتدي ملابس منصب الوكيلة وأذهب للعمل تماما كما كنا نلعب "ستات" ونحن صغار ونمثل أننا أمهات كبار ونجيد شرب الشاي، حسنا أنا أمثل كل يوم ويبدو أنني أجيد التمثيل ...
- تواقة عاد هذا الموسم بموسم "روايات" فقط..هي تجربة جديدة، ما أجمل التجارب الجديدة حين تبدأ بفكرة لا تدري من أين أتت وتذهب معها إلى حيث تأخذك..


- سافرت سفرات سريعة لدبي والكويت في مهام تخص أروى العربية...أنتظر إجازة مارس حتى أسافر سفرة مزاج إلى لندن أو فلورنسا ..أوقات كهذه صارت تجمع أجزاء نفسي وتعيد ترتيبها..
...
...
ماورد أنا أحبك ..لا تجعليني أغيب كثيرا ثم آتي لأفرغ مافي جعبتي كبائع شوارع، في جعبتي أكثر من مجرد أحداث.. في جعبتي كلمة ولحن وتجلّي وتصوّف وحكاية !!!!! 




الثلاثاء، 8 يوليو 2014

لون وردي 12

سأصاب حرفياً بالإكتئاب..صحيح قلت أنني أحب جلسة البيت وأنني مستمتعة بالولا شيء..بس خلاص، ليس لهذه الدرجة يعني..
بعد أن أنتهت المدرسة والدوام سافر السوّاق..وهذا رمضان الثاني الذي أقضيه بلا سائق، العام الماضي سافر شهرين في إجازته، هذا العام رمى مفتاح السيارة وطلب زيادة في الراتب وطلب أن يسافر كل سنة 3 أشهر إجازة..طبعاً قلت لفهد: يقلب وجهه يسافر ولا أبغاه ...وأنا الآن أتجرع مرارة قراري، لست نادمة فهو كان يريد السفر على أية حال..
لكني حقاً أستغرب من هذه البلد التي تبارك قهر المرأة لهذه الدرجة، نصف النساء لديهن سواقين والنصف الآخر يعتمدن على رجل البيت..زوجي في العمل أغلب الوقت..البنات لديهن مشاوريهن وطلباتهن، أنا استغنيت عن أي خروج ليس له داع لكني مؤخراً استغنيت حتى عن إكمال العلاج الطبيعي في المستشفى أو إحضار مقاضي للبيت، عيشة لا تطاق، 3 نساء في ابيت وخادمتين لا يستطيعون أن يذهبوا حتى للصيدلية لإحضار لوازمهم النسائية..!
أظنني أصب جام غضبي على زوجي الذي لا يأخذ هذه المشكلة بجدية كافية، ولم يفعل وهو لا ينقص من أكله أو راحته أو روتينه اليومي شيء..
طيب سأكمل لاحقاً، لازم نخرج كلنا دحين نفطر في بيت ماما.

الأربعاء، 2 يوليو 2014

لون وردي-11-

لم أكن في حياتي كسولة مثل الآن، حرفياً أنا لا أفعل شيئاً، نوم وانسداح صوم وقراءة وتلفزيون پاث وانستجرام وبعض المشاوير هنا وهناك..
دائماً أحب أن أعطي خانة المهم والغير مستعجل وقتي خاصة في أيام الاجازات لعلمي أن هذا هو سر الإنجاز، لكن لا يبدو أن أي شيء موجود في هذه الخانة هذه الأيام ، ليس لأنها أنجزت بل لأني قررت مسحها وترك الخانة فاضية..
قبل عدة أيام كنت أحادث إحدى صديقاتي والمعروف عنها أنها ذات طاقة وحماس منقطعا النظير لكنها هذه الأيام تشعر أنها تعبت من كل شيء ، تقول: أريد أن أتوقف عن كل شيء وأمارس التفاهة لبرهة!، قلت لها: أصلاً بالله ما تستحي الحياة على وشها؟ يعني خلاص كبرنا وأعطيناها كثير ولسه بتمرمطنا قد كده؟ عيب والله عيب
سأسافر آخر رمضان لمدة شهر، سأعود وبعدها بيوم فقط سيبدأ دوامي، هل سأكون مستعدة فعلا؟ هل لدي من اللياقة النفسية والصحية ما يجعلني أقبل بحماس على العام الجديد؟ وماذا عن العمل الذي خططت أن أنجزه في الإجازة ولا يظهر أنني سأفعل؟ 
والله مدري... 
قبل أسبوع كان لدي موعد مصيري مع الطبيب لتحديد ورم فوق الغدة الدرقية وما إذا كان حميداً أو خبيثاً، دخل الدكتور على غرفة الكشف وهو متحمس وقال أن الورم حميد ولا ضرر منه، طبيب آخر يعالج صداعي قال أن علي تغيير نمط حياتي: رياضة وسباحة وغذاء صحي ، مساج وراحة بعد كل فترة
طيب الحمدلله ..أما تغيير نمط الحياة فتلك قصة أخرى إلا أنني أشعر أنني بحاجة لها فعلا
كل عام وأنتم بخير

الخميس، 19 يونيو 2014

لون وردي - 10-

اليوم بطوله وأنا في البيت..
معي الخادمتين والقطة فقط..
الأولاد قرروا أن ينتقلوا إلى بيت بابا لعدة أيام بعد وصول خالاتهم من السفر ، فهد في العمل، وأنا أقضي يوماً طويلاً وحدي..
هل قلت قبلاً أنني في بيتي أشعر أنني في منتجع؟ بعيدة ، محاطة بكثير من الزرع وروائح الفواحات والهدوء والقهوة والموسيقى والكتب..
منذ البارحة وبعد أن عدت من المستشفى وأنا أبكي ، أتوقف عن البكاء وأندمج في الحياة، ثم أعود وأبكي ثانية..دائماً يضعني الأطباء أمام احتمالات مفزعة..وأنا منذ بدأت الإجازة وأنا أتردد عالمستشفى من مرتين لثلاث أسبوعياً لإجراء كثير من الفحوصات التي لم يكن لدي وقت لإجرائها.. لن يحسم شيء قبل مرور أسبوع عالأقل..
البارحة كنت أقرأ كتاب ليلى الجهني: 40 معنى في أن أكبر..وكنت قد قرأت هذا الكتاب سابقاً ، لكن قرائته مرة أخرى الآن مواتية جداً ، من الكتاب:

-"صرت خارج أشياء كثيرة ظننت أنني لن أصير مرة خارجها، أولها:الانتظار. ماعدت أنتظر ، وقد ربحت بهذا نفسي ووقتي وطاقة بددتها من قبل على أمور وأناس لا تستحق"
لماذا إذن كلما تقدم بي العمر أجدني صرت أحترف الإنتظار أكثر؟ وكأنني سابقاً كنت أتقبل ما تجود به علي الحياة بصدر رحب، أما الآن فأنا ألوي عنق الحياة كي أرغمها على فعل ما أريد وبالطريقة التي أريدها..يا للمعركة!!

-"أردت وأريد دائماً أن أموت تامة، لا أريد أن أحيا حتى أرذل العمر، ولا أن أذوي شيئاً فشيئاً ، ترعبني تكاليف الكبر، الآن وقد فاتني أن أموت في الثلاثين فإن الأربعين تبدو تماما مثلما قال أروندهاتي روي: ليست سناً متقدمة، وليست سناً صغيرة، لكنها سن صالحة للحياة ، وصالحة للموت" 
ذلك هو الانسحاب من الحياة في قمة المجد..ياللجلال..

-"إنني أكبر وأتورط في سحر الكتب والقراءة أكثر فأكثر..
إنني أكبر وأزداد مرضاً بخصوصيتي، لم أعيد أطيق أن أقتحم بفجاجة..
إنني أكبر، وليس بوسعي ألا أفعل.....
إنني أكبر ، وأنفق جل وقتي كي أفهم الزمن، فلا أفهمه..
إنني أكبر وأدافع الشك الممض أكثر من ذي قبل."

كم يمثلني ذلك..جداً جداً



الأحد، 15 يونيو 2014

لون وردي-9-

هل قلت أنني أنوي أن أعيش إجازة؟
ليه ماني عارفة طيب؟
ثمة أمور كثيرة تقلقني..وأفكر فيها ليل نهار
أشعر أنني كبرت جداً وأن خياراتي غدت محسوبة علي .
فيما مضى كنت أمشي في الحياة بكثير من حماس وطاقة ..
كانت الإنجازات تتوالى، الآن ارتفع السقف جداً وغدا كل شيء محسوباً بشكل مزعج..
أفكر فيما اتخذته من قرارات فيما مضى، هل كنت حقاً أدرك حجمها وتأثيرها في حياتي الآن..أم أنني فقط صرت أُكبّر الأمور جداً؟
أفكر كل يوم في التالي:
1- في منصبي الجديد في الجامعة بعد الإجازة، المسئوليات والتحديات والوقت الكثير الذي سيشغلني. والشغل الكثير الذي سيغرقني.
2- أفكر في دار النشر، كيف سنكبر؟ كيف سنجد دائماً سوقاً يستوعب كتبنا الجديدة وسوق الكتب أصلاً محدودة؟ من أين سأحصل على الوقت والناس الصح اللي يشتغلوا معايا، والفلوس اللي تغطي كافة المصاريف دون أن أشعر أنني خسرانة؟ هل نحتاج إلى استشارة في البزنس ؟ أحد زيادة يفكر معانا مثلاً؟
3- السفر وتداعياته وخطته التي تغيرت تماما وليست على مزاجي أبداً..غدا الأمر بالنسبة لي تفكيراً في كيفية تدبير المال اللازم لقضاء شهر في كاليفورنيا وكيف نبسط الأولاد..وكثيراً من كلمتي أففففف ووجع!!!!
4- أفكر في تواقة ومع كل هذا الانشغال ماهو مصيرها؟
5- أفكر في كيفية تدبير طلبات البيت والأولاد وطلباتي أنا..!
بالله أليس التفكير في كل هذه الخطوط العامة كل يوم و ما بينها من تفاصيل صغيرة يملأ رأسي بالصداع ووقتي بالقلق؟ طيب والإجازة؟ والكتب المكومة للقراءة الحرة؟ والنصوص اللي لازم تنكتب؟ واللاشيء والاسترخاء والتتنيح ومشاهدة مسلسل طويل تافه؟
قلت قبلاً..أتمنى لو أسافر إلى مكان أخضر ريفي بارد وأبقى هناك شهراً كاملاً ..هذه هي الإجازة التي أتمناها بس ماحد بيسمعني :-(((.!

الجمعة، 6 يونيو 2014

لون وردي-8-

وإجازتي ابتدأت..
بعد صراع طويل للتنصل من أي عمل يخص الجامعة في الإجازة..
وبعد مفاجأة من العيار الثقيل ستظهر في بداية الفصل الدراسي وقد علمت عنها آخر يوم في الدوام..
لا بأس، لن أشغل نفسي في إجازتي بالتفكير في أي شيء،ورغم أنني خططت كي أقضي إجازتي بلا تخطيط إلا أن خطة ما دوما تتسلل في وقاحة..
أخطط أن أشتري غرفة سفرة جديدة وأجري بعض الأعمال في غرفة الجلوس، أتحمس دوما لهذا النوع من الأفكار المكلفة..لكن لا بأس، هذا البيت الذي انتقلت له في وقت كنت مشغولة جدا يحتاج مني بعض الاهتمام
أخطط أن أكمل التحاليل والأشعات التي طلبها مني الطبيب بخصوص معرفة أسباب هذا الصداع اللعين والالتزام بأوامر الطبيب مهما كانت
نخطط للسفر لمدة شهر إلى كاليفورنيا، هي سفرة للأولاد صراحة ولقضاء وقت مرح ومختلف معهم
أخطط لإكمال الكتابين اللذان بدأت في كتابتهما، متابعة شئون أروى العريية على خفيف..والغرق في القراءة الحرة..
يكفي..صح؟

الأحد، 18 مايو 2014

لون وردي -7

الساعة الآن السادسة تقريباً، أجلس في مكاني المفضل في هذا الوقت : غرفتي أمام نوافذي بستائرها الشفافة البيضاء..انكسرت حدة الشمس وغدت نوراً خافتا وباهتا يتسلل ما تبقى منه ليترك ظلا ذهبيا على من حوله..
ألا يشبهني ذلك؟ ألست خافتة وباهتة وألقي شيئا من الظل الأنيق على من حولي؟

انتهى تواقة: الموسم السابع، أتسائل: إلى متى ستستمر تواقة؟ هل هناك من سيحمل الحمل عني إذا أنا تعبت؟ متى تنتهي الأشياء؟ لماذا أنا هذه الأيام معنية بنهايات الأشياء ورحيلها؟ لماذا أستمر في السؤال رغم أنني أعرف أنني لن أجد أي إجابات؟ 

لم تسر خطتي في انتاج الكتب كما أردت، انتجت ثلاثة وتبقى ثلاثة، في مراحلهم ما قبل النهائية.. انتاج ٦ كتب في العام؟ ربما هذا كثير ! طيب..سأرضى بما أنجزت

الإجازة على الأبواب، كتبي المكومة، كتاباتي المتوقفة، فعل اللاشيء، البحر والشمس، السفر، التسوق، دخول المطبخ والعناية بالنباتات، ألا تبدو الحياة وقتها تستحق الحياة؟

الأربعاء، 30 أبريل 2014

لون وردي-6-

قرأت لإحدى الكاتبات وهي تشرح طقوسها في الكتابة: كتابة الصباح كل يوم ونحن لا نزال في السرير أفضل طريقة للتواصل مع أعمق الجوانب في داخلنا، أتفق معها كثيرا فالصباح المبكر هو ساعات يومي الذهبية . كما أن كل الكتاب يؤكدون على وجوب أن تكون الكتابة طقساً يوميا حتى لو كنا لا نجد ما نكتبه أحياناً، مؤخراً شيئان يمنعاني من الكتابة: الانشغال،والصداع الذي بات يعصف برأسي أكثر من ٣ أيام في الأسبوع..!
البارحة أرسلت لنفسي على بريدي هذا الإيميل:


"الشاعرة الصغيرة أروى..
نظمك للشعر رائع، ولكن ألا توافقينني الرأي بأن الأوصاف التي ذكرتها مبالغ فيها قليلاً؟"

يا سلام۔۔طبعاً تذكرين هذا الذي كتب؟ ، ومن الذي كتبه، ومتى كُتب

بالطبع تفعلين۔۔أصلاً من سوانا يذكره؟
الآن، كتبت لك لأقول: صباح الخير۔۔
ولأقول لك بنبرة جادة۔۔أنك لم تعودي تلك الشاعرة الصغيرة الخرقاء، خذي كتاباتك المنتظرة بشكل جدي
سأبعث لك بالنصين الغير مكتملين والذي بدأت بكتابتهما العام الماضي ثم توقفت۔۔
حاولي أن تنزلي الفايلات على الآيباد۔۔
اكتبي كلما شعرت بذلك۔۔
عودي ثانية إلى بناء عادات وطقوس كتابية خاصة بك۔۔


سأبقى بالقرب۔۔
أنا هنا دائماً لو احتجتني
أروى

أرسلت البريد لي مع الفايلات المذكورة...
.
.
.
حسنا بعد ما مضى قررت أمرين:
١-الالتزام بكتابات الصباح
٢-العودة للكتابة هنا في المدونة بعد ١٥ يوم للحديث عن مدى نجاح تجربة كتابات الصباح اليومية

على الهامش:عجبتني إني أرسل لنفسي رسايل، يبدو أنني سأرد علي:-) فترقبيني يا أنا ..!


السبت، 12 أبريل 2014

لون وردي-5-

- تقول صديقتي: كلنا نحتاج للطبطبة..
المختلفة منا والمتمردة والمهاجمة وفاقدة الثقة واللي شايفة نفسها..!
قد تظهر إحدانا وكأنها ليست بحاجة إلى أحد أو إلى شيء..
لكن الحقيقة أن لكل منا صناديق خلفية خفية ممتلئة بالكثير من الأحزان والصدمات والدموع والخيبات..
أحياناً يتسرب من صناديقنا الخلفية شيء إلى حياتنا اليومية ، فيظهر على شكل سلوك غريب، أو قول غير مقبول، أو سخرية أو هجوم مزعج...أو....أو....
أوه..ألا يشبه ذلك صاندوق باندورا؟ أذكر أنني قرأت عنه في طفولتي في قصة من القصص، يقال في الميثولوجيا الأغريقية أن كل الشرور خرجت من هذا الصندوق ، وبقي هناك الأمل..! 
هل أنا على وعي بما تحويه صناديقي الخلفية؟ أم أنني أهرب منها وفي لحظة ضغط ينكشف كل هذا الضعف..!؟ هل "أملي" لا يزال في الصندوق أم أنه خرج وضاع في مكان ما في الحياة؟ هل لكل سلوك شرير أو غير مقبول أو غير مفهوم مبرر في هذا الصندوق؟
في هذه المرحلة أحاول أن أنظر إلى كل سلوك غير مقبول من حولي على أن هناك صندوقاً خفياً له محتويات شريرة سببته..
أحاول أن أتفهم، أو هكذا أدعي..!
لعلي أظن أنني أفعل ذلك، أليس الإدعاء مظهراً من مظاهر الشر الذي يتسرب من صندوقي الخلفي؟
.
.
.
- مرحلة جديدة من الحياة؟
حتماً.. وستبدأ مع ميلادي بعد أيام..
أشعر كمن يقفز في ماء بارد وفي محيط عميق ..
مرتجف، بردان، خائف، لا يعرف..!
تعبت من الركض ولا زلت أشعر أنني لم أصل بعد..!
تعبت من التفكير وأشعر أنني لم أقتنع بعد..!
تعبت من البحث وأشعر أنني لم أجد شيئاً بعد..!
لعل الأهم هو الركض والتفكير والبحث..ولا تعني النتيجة أية أهمية..!
لعل الأجدى: الدهشة والشعور ودقة القلب والابتسامة والدمعة..
لعل الأبقى: الذكرى وبهجة الطريق ووعورته ، شمسه الحارقة ونجومه اللامعة على صفحة ليله..!
.
.
.
- حسناً، ليكن شعار المرحلة القادمة:
مزيد من الهدوء..
قليل من التوقعات..
فيض من الحب..
كثيراً من الصداقة
باقة من الجاردينيا ..
ومعاااانٍ متجددة من القرب الإلهي..!









الأحد، 6 أبريل 2014

لون وردي-4-

- الحرية...
أن أملك صباحاً كهذا لا أذهب فيه إلى العمل وأفعل فيه ما أريد..
أو لا أفعل شيئاً...!!!
.
.
مع قوائم العمل المسبقة في البيت ..أنا اليوم لست حرة..!

- لماذا كل هذه القسوة؟
والاتهامات؟
والأحكام المسبقة؟
والتشنج؟
والتحدي؟
أنت تخسرني دون أن تدري..!
فهل أنت واع لذلك؟
هل تريد ذلك حقاً بعد كل ما مشيناه معاً؟
يا صنمي الذي شيدته بنفسي، انتبه على نفسك من تحطيم إبراهيم..!

- ما ورد..
أذكرّك فقط..
إبريل شهر الورد..وشهر الكتاب..وشهر الكذبة الأشهر..
.
.
وشهر ميلادي!

- اشتقت للرصيف الإفتراضي..
ذلك الذي كنت أجلس عليه حين كنت أتعب
أرقب المارين..
الغادين والرائحين..
لا أعلم أين يذهبون ولا إلى من أين هم آتون..
حتى أنا لم أكن متأكدة إلى أين أنا ذاهبة..
نحن في هذه الدنيا نمشي وليس لنا الحق كثيراً أن نرسم طريقنا
أليس الطريق مرسوم سلفاً؟ وعلينا أن نمشيه دون أن نعرف إلى أين يصل بنا حقيقة؟!!!
كنت أجلس على الرصيف ولم أكن أفكر كثيراً في كل شيء..
الآن أنا أمشي وأنا أفكر حقيقة في كل شيء..!
كم عدد اللذين قابلتهم على الرصيف؟
بعضهم رحل أو رحلت أنا..
وقليل منهم لا يزالون هنا..
.
.
المهم أنت أيها الرصيف..
حتى لو رحلتُ أو رحلوا..
ابق في الجوار..






الأحد، 30 مارس 2014

Bologna

البارحة فقط عدت من إيطاليا..
أظنها من هذه الرحلات التي تُخبَئ في القلب والجيوب والروح إلى حين..
كتبت عن رحلتي إلى فرانكفورت وصداقاتي هناك في دفاتري الشخصية ولم أنشرها هنا..
الآن سأكتب عن رحلتي إلى إيطاليا..
من يدري ربما أؤلف كتاباً إسمه: صفحة بين معارض الكتب في العالم...
ههههه إيش دا العنوان بالله!
حتى الآن ذهبت إلى: معرض بولونيا، فرانكفورت، نيويورك، براغ، لندن، الشارقة، أبو ظبي، بيروت، و...الرياض..
لم أسجل أي مشاهدات قبلاً، بدأت التدوين من معرض فرانكفورت ،ربما لأنه كان يحوي على الكثير الذي يحكى..
والآن آخذكم إلى بولونيا:

بولونيا هي بلد صغيرة في إيطاليا ، ومنذ 50 عاماً يقام معرض متخصص لكتب الأطفال فيها حتى صار الآن علامة مسجلة في أدب الأطفال سنوياً، يحتفي المعرض بكتاب ورسامي كتب الأطفال حول العالم ، من لديه شغف بأي منهما فبولونيا هي المكان الملهم الأول.
حصلت على دعوة من السفارة الإيطالية لحضور المعرض، وأظن أن ذلك كان في معرض فرانكفورت بعد أن قابلت إحدى مديرات معرض بولونيا وقلت لها : من أحلامي أن آتي لمعرض بولونيا ، فقالت لي وهي مبتسمة: أتمنى أن تتحقق أحلامك..!
قابلت نفس السيدة في حفلة كوكتيل في بولونيا فقالت لي: مرحباً، ماهو طعم الأحلام حين تتحقق؟ :-))))

رحلتي كانت: جدة-فرانكفورت-بولونيا، وفي المطار وجدت سيداً إيطالياً عجوزاً باستقبالي، كان هناك سيدة أخرى بانتظاري في السيارة : إريستينا قادمة من رومانيا..
تحدثت مع السيدة وتعرفت عليها في السيارة، تعمل في إحدى أكبر دور النشر في رومانيا، وصلنا الفندق وتواعدنا أن نتقابل بعد أن نرتاح لساعة أو أكثر..
غريب هو أمر الناس حين يكونون غرباء، سيدتان في نفس العمر، إحداهما من السعودية والأخرى من رومانيا يجمع بينهما الكثير: حب الكتب، حب اللغة، العمل،كثير من الهواجس والأسئلة و....أزمة منتصف العمر..
طوال الرحلة كنا نضحك على ذات الأشياء، نتبادل التعليقات التي لا أتبادلها إلا مع صديقاتي، نجد أموراً مشتركة في كل مرة..
قالت لي: هل تظنون كمسلمين أنكم الوحيدين الجديرون بالجنة وبرضى الله؟ نحن المسيحين نظن ذات الأمر أيضاً..! ترى كيف يتعامل الله مع ظنوننا التي يعتقد كل منا أنها يقيناً..؟!
تحدثنا عن الحجاب، وقالت كما يقول الكل: هي لا تفهم كيف يمكن للشعر أن يصنع فرقاً،.! قالت لي ونحن نمشي: أنت إذن من بين كل الآلاف اللذين في الشارع ترضين الله لأنك تضعين الحجاب؟ أتظنين أن تلك المرأة العجوز التي ساعدتنا في طلب التاكسي تحت المطر لن تستحق دخول الجنة؟ أي فرق يصنعه الحجاب إذن؟ تحدثنا عن الحجاب وإن كان عرفاً ثقافياً أم إلتزاماً دينياً..
تحدثنا عن عيسى "ابن الله" وكيف يمكن لهذه الفكرة أن تتواجد، أليس الأدعى أن يكون آدم ابن الله أيضاً؟ 
تحدثنا عن اللغات وأصولها ، كيف نمت وتطورت وأثرت في بعضها، وهل اللغة هي وعاء للثقافة أو أن الثقافة هي التي تنتج اللغة ومفرداتها وطريقة نطقها.
هذا شيء من الحوارات التي كانت تدور بيننا كل اليوم أنا وهي وصديقنا الباكستاني المسلم :بابار، بابار أعرفه من فرانكفورت وهو ناشر صغير السن ونشيط على جميع المستويات، يطيب له التحدث معي عن الإسلام السياسي ويتمنى لو أزوجه فتاة عربية سعودية، يسمع العربية بشغف ويقول إنها أكثر لغة موسيقية سمعها في حياته.
هناك أيضاً خالد المصري، يتحدث الإنجليزية والألمانية بطلاقة، شارك في حرب الخليج وفي ثورة يناير ويشعر بالمرارة بعد الثورة ونتائجها، يعيش ما بين ألمانيا والقاهرة، لديه دار نشر بالعربية وأخرى بالألمانية، يتحدث كثيراً ويضحك أكثر ويجعل كل من معه يغرق في نوبة ضحك، أحياناً يتوقف عن التعليق بالإنجليزي ويعطي تعليقات بالمصري من العيار الثقيل لا نفهمها إلا نحن العرب.
هناك هاني من لبنان أيضاً أعرفه من فرانكفورت، وسلوى من الأردن التي جاءت هذه المرة بصحبة خطيبها، ومجموعة من أمريكا الجنوبية كنت نتقابل معهم أحياناً على العشاء، رجالهم يحتضنون كل أحد بدلاً من المصافحة صباحاً ومساء، كنا أنا وإريستينا نحاول تجنبهم والهرب من أحضانهم قدر الإمكان..:-)
في المعرض كنا نجلس في جناح كبير كلنا معاً ، لكل منا طاولة عليها اسم دار النشر الخاصة به، كتبه، وهناك تعقد الكثير من الاجتماعات ،المقابلات..لا أظن أن كثيراً منها كان مفيداً لي على أية حال فالكل كان يريد أن يبيع حقوق كتبه دون أن يشتري، خاصة أن أغلب اللذين يقصدوننا من صغار الناشرين.



بعد انتهاء مواعيدي كنت أتجول في المعرض، أتعرف على ناشر من أمريكا يقول أنه سعيد لأنه رأى وجه امرأة سعودية ، أمكث في الجناح الإيراني وأتعجب من جمال وإبداع رسوماتهم وآكل فستق لذيذ، أستمتع برؤية الديكورات وأتصور مع أبطال الكتب اللذين يقفون عند كتبهم ويبدون حقيقيين، أبحث عن أي ستاند يمثل العرب( لم أجد إلا جناج القاسمي وبه معرض الشارقة ودار كلمات وكذلك جناح جائزة الشيخة فاطمة بنت هزاع آل نهيان لكتب الأطفال) .



من أجمل ما يميز معرض بولونيا جدار الرسامين، حيث يضع رسامي كتب الأطفال نماذج لرسوماتهم على حائط طويل ومعها بزنس كاردز لمعلوماتهم الشخصية ، يمر الناشرين على هذا الحائط ويتفرجون على أنماط مختلفة من الرسم والتلوين والتصميم، ويختارون رسامين لنصوصهم وكتبهم الجديدة.


هناك أيضاً معارض لرسامي كتب الأطفال المحترفين، وجوائز سنوية، ومعارض رسومات أصلية لكتب أطفال من السبعينات والثمانينات.
قابلت كثيراً من الناشرين والرسامين الإيطاليين، التفاهم معاهم سهل، يشبهوننا-نحن العرب- كثيراً في التعبيرات واستخدام لغة الجسد، قابلت ناشرة صينية، أقسم أنها كانت من أصعب التحديات، زارني عدد من العرب اللذين فوجئوا بتمثيل سعودي، فإسمي بجوار علم السعودية في قوائم المعرض.
أذكر تلك الرسامة الإيطالية الصغيرة ذات الوجه الجميل والشعر القصير والكيرلي، كانت تتحدث معي بالعربية بصعوبة، أخبرتني أنها تخرجت تواً من الجامعة من قسم الجرافيك وأنها الآن تأخذ دروساً في العربية وأنها سعيدة لأنها تريد أن تجرب ما تعلمته، كانت تقول" أنا يرسم أشياء جميلة" ..كم أنت شجاعة وجميلة يا جميلة:-)))

بولونيا مدينة جميلة، صغيرة وذات حواري ضيقة ومبان ومقاه قديمة وحوائط ملونة، لكنها نظيفة جداً، التجول فيها مع رفقة الأصدقاء في الجو البارد وتحت المطر، والأحاديث التي لا تنتقطع، شرب القهوة وأكل التارتللي التي تشتهر بها بولونيا أعطى أمسياتنا طعماً خاصاً..

انتهى المعرض، بعد خمسة أيام ، ورحل كل منا إلى وجههته، وجهتي كانت بالقطار من بولونيا إلى روما..!
وحدي تماماً في مدينة كبيرة تحتفي بالتاريخ بالحب والفن والقصص القديمة.!
فندقي كان في وسط روما، بالقرب من Spanish Stepsعلى الطراز الإيطالي القديم يتوسط كل المواقع الأثرية والأسواق والماركات العالمية والمطاعم والمقاهي الإيطالية.
المشي في مكان كهذا كان شهقة من جمال وتجربة روحية بعمق، الحديث مع الناس حولي في الشارع كان مرحاً مضاعفاً ومتبادلاً، كنت أرى كل شيء حولي يتكلم ويحكي لي قصة..
الموسيقى تصدح في الشوارع، والحب يباع أحياناً وأحياناً يوزع بالمجان، الطعام اللذيذ والرجال الوسيمين يحوطونك من كل جانب أما التاريخ- فيخيل لك- أنه مر من هنا ثم قرر أن لا يرحل، وأن يبقى شاهداً على ممرات هذه المدينة وأزقتها ،شرفاتها وأحجارها العتيقة.











هل حقاً كل الطرق تؤدي إلى روما ؟
لست متأكدة...
لكن ما أنا ممتنة لأجله، أن طريقاً ما في حياتي...قادني إلى روما!



الثلاثاء، 18 مارس 2014

لون وردي -3-

- لأول مرة لا أشعر بالحماس للسفر..
أظن أنني تعبت من السفر وحدي، تمنيت فهد في هذه السفرة معي..خاصة أنه بدأ يندمج مع عالم البزنس والناشرين..
وخاصة أيضاً أن الوجهة إيطاليا، كنت أتمنى أن نبقى عدة أيام بعد المعرض في فينيسا أو فلورنسا، لكن لا يمكننا ترك الأولاد وحدهم، حتى أمي ستكون مسافرة هذه الفترة..!
الرحلة لن تكون مباشرة: جدة فرانكفورت، وفي أقل من ساعة علي أن أركض لرحلة فرانكفورت بولونيا- وفي العودة من بولونيا بالقطار لروما ثم روما فرانكفورت -فرانكفورت جدة..
تذكرت حمل الحقائب في القطار وأنا وحدي- تذكرتي قطارات بريطانيا، لم يكن لدي مانع في أن أتجول بالقطار بريطانيا كلها طالما ليس معي حقيبة سفر أو طالما هناك من يحملها عني..
الآن أنا وحدي، وحقيبة سفر، وفي مكان لا أعرفه، وصديقتي لينة لم تتوقف عن تحذيري من الإنتباه لحقيبة يدي- حتى لا تُسرق هي والمحفظة - فهذا شائع في روما كما تقول، خاصة أنني خليجية!!!
طيب، أنا أفرغت هواجسي هنا..هذا لا يعني أنني لا أريد التفكير بإيجابية، لنرى مثلاً:
1- كان الذهاب لمعرض بولونيا حلم قديم- هاهو تحقق الآن بأسهل مما تخيلت، لأستمتع بهذه الفكرة إذن.
2- أنا أحب أجواء كتب الأطفال، رسوماتها، ألوانها، وكل ما يتعلق بها، لأندهش و استمتع ..
3- لطالما أحببت مغامرة الأماكن الجديدة، صحيح أنني أخطو بحذر، لكن هذه المرة عالأقل سبق أن قابلت 3 من الموجودين، لأطمئن وأستمتع إذن..
4- دوماً هناك مفاجآت ، وأشياء تنتظرنا لنكتشفها ، وتجارب تبتسم لنا لنخوضها، وأوقات نمل فيها من كثرة الوحدة والإسترخاء، سأوهم نفسي أنني أحتاج ذلك، لأتوهم و..أستمتع! 
5- حتى يحين وقت السفر، أعدني أنني سأدخل في المود، لأتوقف عن الهواجس و....أستمتع.
.
.
- منذ البارحة وأنا أفكر..
هل يمكن لإنسان أن يحب المناصب لهذه الدرجة؟ 
هل يمكن أن تكون هي مصدره الوحيد للشعور بالرضى  عن نفسه؟ بل الرضى عن الحياة ككل؟
أتأمل هذه الدكتورة-النموذج المتفرد في حب الذات- وأسمع ما يقال عنها هنا وهناك من أنها تتقاتل على منصب العمادة..تتقاتل بشكل رخيص ومخجل.
يا الله، ذلك محزن والله..
بعد الغداء البارحة ، استلقيت قليلاً ورحت في غفوة قصيرة
حلمت أنها سمعت أن غيرها نال منصب العمادة، رأيتها في الحلم تصرخ وتولول مصدومة غير مصدقة، ثم أغمي عليها، ثم ماتت:-////
أعرف أنها مبالغة قام بها عقلي الباطني- هداه الله- لكن استيقظت وأنا أشعر بالقرف والرغبة في الاستفراغ..
يومياً علي رؤيتها ومواجهتها لعمل يربط بيننا. ويوميا أنا أعاني من هكذا ممارسات..
تقيم الدنيا وتقعدها على توقيع أجندة اجتماع أو محضر..
وأنا أمنحها شرف التواقيع عن طيب خاطر إن كان ذلك ما يشعرها بالرضى في حياتها..
اللهم اهدناو احمنا وقنا من علم لا ينفع..! 
.
.
- ياالله
لا يمكنني كتابة مثل هذه الرواية
التفاصيل، الغرائبية، الأفكار، ذلك السرد المجنون...
من قال أصلاً أنني أريد كتابة شيء كهذا؟  من قال أن علي ذلك؟
من قال أن بوسعي كتابة ربعه أصلاً؟ من قال أن بوسعي كتابة رواية من الأساس؟

أقرأ الآن: كافكا على الشاطئ للكاتب الياباني: هاروكي موراكامي..:-)

الجمعة، 14 مارس 2014

لون وردي-2-

هذه الأيام لا أخرج كثيراً من البيت..
أتظاهر بعدم الإنشغال..وأحاول أن أختلي بنفسي، أعيش مع الأولاد، أتفرج تلفزيون وأفعل الأشياء اليومية العادية..
يا سلام..
اكتشفت أن ذلك هو أكثر ما يجعلني أسترخي..
طبيب العيون قال لي: صداعك وألم عيونك إنما هو توتر وانشغال وأمامك حلّين: إما أن تمنحي نفسك بعض الراحة والإسترخاء واللاإنشغال..وإما أن تكسبّينا مالاً..:-)
كم أجببت صراحتك أيها الطبيب الوسيم :-)
.
.
.
أسبوع على سفري إلى إيطاليا..
بدأت الأمور تتجمع في يدي..
أُرسل إلي جدول البرنامج والاجتماعات واكتشفت في رفقاء الرحلة عدداً من اللذين كانوا معي في فرانكفورت: بابار من باكستان، هاني من لبنان، سلوى من الأردن..
سأذهب إيطاليا وفي جعبتي 3 كتب زيادة..هذا جميل :-)
الجميل أيضاً..أنهم بعثوا لي جدولاً نظموه لي مع عدد من الناشرين الإيطاليين، ذلك جميل..
تفوقوا على فرانكفورت في ذلك..ففي ألمانيا كان من الصعب السعي وراء الناشرين وترتيب جدول لقاءات معهم..
جدولي ليس ممتلأ ولكني أرجو هذه المرة أن من يقابلني يود شراء حقوق كتبي ولا يطمح ببيع حقوق كتبه علي كوني ناشرة سعودية من بلد النفط والغنى :-/
.
.
.
ماذا أيضاً؟ تصدقون..لا شيء!
لا يوجد هناك الكثير لأتحدث عنه..
اشتقت لأخواتي..اشتقت لهم جداً..! واشتقت لابنة اختي الصغيرة الكندية التي لم أرها حتى الآن.. 
قررت مقاطعة المناسبات الاجتماعية المملة اللي فيها سهر ومطربة تصرع الآذان..وبدأت هذه المقاطعة منذ البارحة..
نسيت روايتي الجديدة في مسرح جمعية الثقافة والفنون..لم أنته منها بعد، ومكتوب عليها إسمي، أحاول أن لا أحزن كثيراً،،وأحاول تخيل الاحتمالات التي قد تحصل عليها هذه الرواية والعيون التي قد تقرأها والأيادي التي قد تمسك بها..سأحاول أن لا أتخيل احتمال أن تلقى في مخزن مهجور أو قمامة ما..
لا زلت أدعو الله مخلصة أن لا يبتليني بأي منصب إداري في الكلية أو الجامعة، كثيرات يتنمين هذه المناصب ، بالنسبة لهن هي وسيلة الظهور وإثبات الذات..لا حاجة لي بإثبات أي شيء في هذا المجتمع المعقد والغريب..
.
.
.
مترقبة...
كدائماً..
أنا مترقبة لشيء ما..!! 


الأربعاء، 12 مارس 2014

لون وردي - 1-




لا شيء أفعله منذ عدة أيام إلا أني في معركة مع الصداع..أقضي نصف اليوم في محاولة للتغلب عليه..
لا أريد نوراً ولا صوتاً ..ولا أريد عبثاً من دون معنى داخل مخي يورثني هذا الصداع القاتل..
منذ الأسبوع الماضي وأنا في جولة على الأطباء: دكتور أمراض الدم يقول أنني توقفت من راسي عن أخذ أقراص الحديد وربما تدنى مستواه في جسمي مرة أخرى ، وعلي أن أعود دون دلع لابتلاع حبوب الحديد التي تورث طعم الصدى في فمي، دكتور العيون يقول أنني قارئة نهمة وأجلس عالكمبيوتر كثيراً وأستخدم الجوال كثيراً وأن ذلك يرهق عيني،،بالله ألا يبدو ذلك أهم ما يمكن أن أمارسه بعيوني خلال اليوم؟ دكتورة النساء والولادة تقول قد يكون هناك اختلال هرموني، يسبب لك الصداع والتعب وأعراض أخرى...!
ما رأيكم؟ هل أضرب بكلام أطبائي عرض الحائط؟
.
.
ماذا أسمي سلسلة تدويناتي الجديدة؟ لا أعلم..
تقول صديقتي الصغيرة أنني كثيراً ما أكتب أشياء غير مبهجة..
امممم وهل تدفعني البهجة للكتابة؟
هل تدفع البهجة أياً من كان للكتابة؟ 
طيب لندس شيئاً مبهجاً في العنوان..
امممم..شوكولاته، قهوة، صديقات، ورد، قصص، لون وردي...
هل سبق وأن سميت أياً من التدوينات لون وردي؟ لا أذكر!
كان اسمي المستعار في أحد المنتديات لون وردي..
...ليكن إذن، هذا البوست الأول من لون وردي..
.
.
على ذكر اللون الوردي..
صدرت الطبعة الثانية من كتابي الوردي..
أحضرت 50 نسخة من معرض الرياض، والباقي سيشحن من لبنان..
الطبعة الثانية بها مزيداً من الأسرار، الحجم مختلف وكذلك نوع الورق..
كالعادة....بنظرة سريعة أولى أستطيع أن أتعرف على كل أخطاء الطباعة والتصميم تلك التي لا تظهر سابقاً والتي لا ينتبه إليها أي أحد عادة..
الطباعة دوماً نوع من المقامرة، إما يدخل الكتاب قلبي من أول نظرة وإما لا..
هذا الكتاب أحبه مهما كان..!
وهذه المرة أنا أكثر تصالحاً معه وأنا أعلم أنه قد شق طريقه وحده منذ الطبعة الأولى..
وأثبت أنه حميم لطيف حبيب..
شكراً يا صديقي الوردي على كل ما منحتني إياه من أصدقاء ..من حب..من ركن دافئ..من شعور غامر..من روح تشبهني..!
.
.
أيضاً صدر لي كتابين آخرين..
لطيفين..قريبين للقلب..
أحدهما أخضر والآخر أزرق..
في كل كتاب أنا أقامر مهما درست كل الظروف..
لنر مالذي سيحدث معهما..
.
.
رومي في الطريق..
تعودت منها التأخير، والمشاكسة، والتسويف..
لكن لعيون وردة شعر رومي يهون كل شيء..
.
.
مساؤكم وردي..




الثلاثاء، 18 فبراير 2014

إيقاع-20-

هيا لنكتب تفاصيل اليوم الصغيرة التي لا تهم أحداً:
استيقظت على صوت المنبه في السادسة، لم أصحو وعدت للنوم ثانية، لم أوقظ سارية، أعرف أن مارلين ستفعل،،،شيء ما في قلبي يقول لي قومي واستمتعي بطفولة هذا الصغير قبل أن يكبر ويخلو بيتك من الأطفال..لكن صوتاً أعلى دعاني للنوم ثانية..
قمت في السابعة، أيقظت الفتيات وأبوهم، شربت القهوة وقرأت أون لاين العربية وعكاظ في السرير، قمت وارتديت ملابسي، تنورة موردة مع القميص الأبيض الجميل الذي أحضرته لي ماما من ألمانيا قبل يومين، وذهبت للكلية..
اكتشفت هناك أن محاضرتي تبدأ في العاشرة وليس في التاسعة ، لخبطت بين محاضرة الثلاثاء والخميس، لا بأس، سألغي المحاضرة اليوم لأن علي التوجه لقاعة المؤتمرات الساعة العاشرة..
عملت قليلاً مع سكرتيراتي في عمل إداري مهم يشغل كل قطاعات الجامعة وأقسامها هذه الأيام:الاعتماد الأكاديمي ، وفي العاشرة مررت على صديقتي في مكتبة الملك فهد ثم توجهنا للحفل الذي لم يكن يخصنا بشيء، لا أدري لماذا هذا الإصرار من المنظمين علينا عبر الإيميلات والمسجات والدعوات لحضور الحفل، قبل أن ينتهي خرجنا وذهبنا إلى أب تاون ، تناولنا الفطور ثم ذهبت للبيت..
لحظة كانت هنا حكاية، ولن أفوتها:..قلت للسائق حين وصلنا وقد كانت في حدود ١٢ ونصف : سأغيب ساعة ثم أخرج ونذهب للبيت..
حين خرجت اتصلت عليه ،،لكنه لم يكون موجوداً، ظن أنني أخبرته :اذهب للبيت..!!!!
طبعاً ، صرخت عليه في الهاتف وهو يعتذر، يحتاج لأكثر من نصف ساعة حتى يأتي..وأنا لا أريد أن أنتظر..
ركبت تاكسي وقلت للسائق أن يقابلني في مكان ما في منتصف الطريق...ربما لأكثر من ٧ سنوات أو ١٠ لا أدري،،لم أركب تكاسي في جدة..أو لعلي لم أفعلها إلا مرة في حياتي..رائحة التاكسي كانت قاتلة..تلثمت وكنت مجبرة طوال الطريق الذي استغرق ١٠ دقائق أن أستمع لأغنية هندية..
نزلت من التاكسي وركبت سيارتي النظيفة الأنيقة وأنا ألعن الحكومة التي تضطرنا إلى الانتقال من سيارة رجل لآخر بحجة أننا ملكات..لو كان معي سيارتي الآن ألم أكن لأنقذ نفسي من كل ذلك؟
طوال الطريق وأنا أجري مكالمات: العمل ، رئيسة القسم، أمي، زوجي..
حتى عدت ، استلقيت عالسرير ولم أستطع أن أقاوم النوم، عاد الأولاد من المدرسة، لكنني أخبرتهم بصوت ناعس أن يتغدوا وأنني سأفعل حين أصحو..
صحوت بعد ساعة أو أقل..تناولت سلطة الأفوكادو وبيرة بالثلج،،تابعت مع ولدي واجباته، جاءت أسيل بحكاياتها اليومية، شربت قهوة العصر، تحممت وها أنا ذا هنا الآن..
مساء سأذهب لصديقتي لمتابعة فلم لافتتاح موسم جروب الفلسفة الجديد..
أتابع كتبي المتعثرة في لبنان : بعضها يطبع، بعضها ينتظر عملاً من المصممة والرسامة..أشعر بالقلق  : هل سيتم كل شيء كما خططت له؟ هل يمكنني توفير كتبي الثلاثة الجديدة في معرض الرياض؟ أو حملها معي لمعرض بولونيا؟ لماذا أكره الإنتظار بقدر ما أنا موعودة به في هذه الدنيا؟
  أتابع موضوع حجوزاتي لبولونيا إيطاليا وأرتب أن أجلس يومين بعد المعرض وأحاول أن لا أشعر بتأنيب الضمير لتركي الأولاد وأبوهم..أشعر بالقلق فأنا حتى الآن لا أعلم إن كان هناك برنامجا لنا نحن المدعويين؟ إن كان هناك ستاندات للعرض؟ هل علي أن أحضر شيئاً معي؟ إن كان هناك أي أحد سنتواصل معه...لا أصدق الفرق بين الألمان والطليان..الألمان اللذين منحوني تجربة رائعة ورفعوا سقف توقعاتي إلى السماء السابعة..والآن الإيطاليين يعيشوني في قلق لا معنى له..!
أتابع تواقة..مديرة الحوار للقاء المقبل ومحادثة من سنستضيف، توفير الأفلام للقاء الذي يليه، إرسال الإيميلات والماسجات للتذكيرباللقاء ، كلها أمور روتينية ، لكنني أفكر فيها على أية حال..
قرأت في يومين: كبرت ونسيت أن أنسى -لبثينة العيسى...من زمان أنا أحب لغة هذه الفتاة، فلسفتها وأحياناً غرقها في السوداوية..أفكر أن أضع هذا الكتاب لتواقة اللقاء الأخير،،لكني قلقة من ردة فعل العضوات، هو ليس كتاباً مبهجاً، هو فقط إبحار في عمق فتاة مكسورة حزينة اكتشفت أن اللغة هي قدرتها وقوتها..
الأسبوع الماضي حضرت مسرحية: في انتظار جودو- جميلة جداً..مفخخة..ملغمة..تفسر على مستويات وجودية عدة وتفتح باب الاحتمالات على مصراعيه وتجعل الشك هو سيد الموقف، وخادمه أيضاً..!
ماذا أيضاً يا حياتي؟ هل ثمة تفاصيل تافهة أخرى؟ شعري طال...أعمال الصيانة في البيت متى ستبدأ؟ غرفة الجلوس متى ستكتمل ونشتري التلفزيون؟..اشتريت مكياجاً لكنه لم يعجبني وأحتاج لشراء المزيد، أريد عالأقل أن أشتري قطعة واحدة جديدة للسفر..متى أعلق كل الرفوف والمرايات الجديدة؟
.
.
أذن الغرب...استكمالاً لتفاصيلي التافهة:  لازم أسشور شعري الآن وأعيد طلاء المانكير..

على فكرة: وصلت للإيقاع العشرين..هل توقفت الآن كل الموسيقى!!!!؟


السبت، 15 فبراير 2014

إيقاع-19-

تكتب صديقتي رفاه۔ من فترة على باث ما يسمى بمشروع الامتنان۔۔
تتحدث عن كل الأشياء الجميلة في حياتها، التفاصيل التي تلفت قلبها وتجعلها سعيدة۔۔
قلت في نفسي: جميلة هي هذه الفتاة، ولا تزال غضة، لا أظن أحياناً أن لدي الوقت كي أكتب عن هذه الأشياء، أو العين كي أرى كل هذه التفاصيل، أو المجهود كي أرصدها، مع أنني كنت كثيراً ما أفعل۔۔لكنها الحياة۔۔
حسناً ، أظنني كنت خاطئة۔۔۔! ليست الحياة دوماً متهمة، اليوم مثلاً أنا أعيش أحد لحظات الامتنان العميقة، سأكتب عنها، فهي الطريقة التي أقبض بها على المشاعر لأودعها في قارورة ثم أفتحها متى أردت۔۔
1- أنا ممتنة كثيراً لغرفتي الجديدة صاحبة الشبابيك المتسعة والستائر الزرقاء والبيضاء، في هذه الأجواء يصبح قضاء العصرية  في الغرفة  مع كوب من القهوة وقطعة شوكولاتة أمر ممتع، الشمس تلقي بأشعة آخر النهار في تودد، شجيراتي الصغيرة ذات الورود الصفراء والموضوعة على النافذة تلقي بظلالها الخضراء من خلف الستائر العصافير وأصواتها تغنيني عن فتح أي موسيقى في هذا الوقت۔۔۔أنا ممتنة لهكذا جمال۔۔
2- ممتنة لبناتي اللواتي  كبرن وصرن صديقاتي، نضحك كثيراً ونحكي قصصاً للكبار، ونتحدث حول كل شيء، صحيح أحياناً أنني أكاد أجن من مراهقتهما لكن في النهاية زادت الأوقات الهادئة ۔۔ممتنة أنا لهكذا علاقة۔۔
3- لا شيء يخرجني من مود العمل وإرهاقه أكثر من قراءة كتاب جيد۔۔تلك الكتب التي تنتظرني عند ركوب السيارة ، استرخاء العصرية، ما قبل النوم في الليل ، في خلال شهر قرأت: لقيطة اسطنبول - قواعد العشق الأربعون-اللاهوت العربي- كبرت ونسيت أن أنسى- روزنامة۔۔۔شكراً لكل الكتّاب اللذين سنحوا لي بالتجول داخل أسرارهم وأفكارهم ، ذكرياتهم ورؤاهم الخاصة۔۔ممتنة أنا لهكذا شغف۔
۔
۔
يكفي الآن۔۔
بقي أن أقول۔۔۔ممتنة لك رفاه بهكذا أفكار۔۔! :-)

الاثنين، 3 فبراير 2014

إيقاع-18-

  • كهذا الصباح...
أنا أمتلئ بي..أشعر بي تماماً كما لا يفعل أحد..
وهكذا هو الصباح الذي يحبني..الصباح المثالي
يمنحني مساحة فارغة أجول فيها كما أشتهي قبل أن أمتلئ بأشياء أخرى..

  • أقرأ قواعد العشق الأربعون..
الكل يقرأها الآن..
جزء المراسلات بين المرأة الأمريكية وصاحب المخطوط يثيرني، يعجبني، ويشعرني بالشجن لسبب ما..!

  • لا يزال حلم الهروب إلى مدينة ريفية والبقاء وحيدة في كوخ هناك يراودني..
أثق جداً في الأحلام التي تراودني كثيراً..!

  • هكذا تأتي أنت بدون سابق إنذار..
بالله عليك..أهذا وقتك؟
لا بأس، لن أفتح الأبواب ولن أغلقها أيضاً..
لن أبذل أي مجهود، فأنا منهكة بما يكفي..!

  • أكتب وأشعر بالنعاس، مع أنني شربت قهوة قبل قليل ، وعلي الذهاب للعمل بعد قليل..
طيب، قررت أن أكمل اليوم كأهدأ ما يكون..
أن أجعل الأشياء تمر بجواري وليس من خلالي..





الجمعة، 10 يناير 2014

إيقاع-17-

لست سعيدة جداً...
الأمور تتهاوى بين يدي..
والأحلام أراها تبتعد..تبتعد..
وأنا أعمل كثيراً..كثيراً جداً..
أعمل..وأمشي..وأحياناً أجري..
دون أن أصل..!

متى سأحقق شيئاً ؟ وأجلس؟ وأرتاح؟
متى سأهرب إلى كوخ صغير وأعيش هناك لمدة شهرين..لا أفعل شيئاً إلا أنام وآكل سكونز وأشرب قهوة وأسقي نباتاتي، أقرأ وأتأمل و...أكتب؟
هل هذا صعب؟
الحياة تصعب كل شيء علينا، ولا تشعرنا بالرضى مهما فعلنا ولا تساعدنا أن نرى حروفها المكتوبة بخط صغير..
هي فقط تشخبط على صفحاتنا بقلم أحمر وبخط لا يكاد يُقرأ..

والله حتى الكتابة اشتقت لها..
اشتقت أن أغرق وأتوحد مع نفسي..فلا أكاد أميزني..ويسطو علي الحرف فيسرقني من وجاهتي الأكاديمية وجمودي العملي،،أشتقت أن أتحول إلى الحالة السائلة فأندلق ولا يكاد يلمني شيء..أن أرقص على الحروف كلاعبة جمباز روسية في الأولمبياد..لست متأكدة إن كان بوسعي فعل ذلك فأنا أشعر وكأني فقدت لياقتي الكتابية..!
اشتقت أن أكتب لك أيضاً..ولكنك لا تأبه ولا تشتاق ولا يعنيك شيء..حسناً لعلك مثلي..غير سعيد جداً، فلم لا تقرأني وتكتب لي ، ماذا يحصل حين يلتقي إثنان غير سعداء جداً؟ 

اشتقت للقراءة الغير منظمة ولا ممنهجة ، قبل أيام كنت أقرأ رواية" لقيطة استانبول" ، ويا سلام..سرقتني هذه الرواية من كل أعمالي وجداولي وألقتني في خضم صفحاتها..أحببت هذا الإحساس، وحزنت حين انتهيت من الرواية..

حسناً..ماذا تفعل الدنيا بشوقي؟ فلأغص به وحدي..!

قبل أسبوع نظمت خطتي الاستراتيجية فيما يخص عملي..
لا أستطيع أن أقول أنني بخير جيداً، لكنني على الأقل أعرف ماذا أريد وأحاول أن أرسم طريقاً للوصول إليه وإن كان بعيداً وصعباً..وإن كانت أمواج الحياة المزعجة تمحو أحياناً ما أرسم على رمل الأيام..
ماذا عن ما يخصني أنا؟ عن تلك الأمنيات وليس الأهداف؟ عن المستحيل واللامنطقي والتافه الغير مبرر؟ عن قائمتي التي ضاعت والتي كتبت فيها ما أود فعله قبل الأربعين؟
ربما ضاعت وتوارت حتى لا تزيد إحباطي..فليس ثمة وقت..
.
.
هيا..اتركي عنك كل هذا الهراء..فثمة كوم من الأعمال يجب أن ينجز! :-(

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...