الأربعاء، 28 يناير 2009

مياااو الخير (15)


نافذة إطارها أبيض

كبيرة بحجم الجدار..

ما إن نظرت منها حتى فتنني المنظر..

بحر أزرق سماوي في بدايته ، تركواز في وسطه ، كحلي متلاطم في أفقه البعيد..

ورماله بيضاء ناعمة جداً، كلما داعبها الموج أرجعها ملساء بكراً..

قلت في نفسي..سأخرج من النافذة..فقط أشتهي أن أمشي على الشاطئ..

لكني أحجمت، وجدت أن النافذة عالية ، قد تكون فكرة النزول منها سهلة ولكن من الصعب الصعود إليها

خاصة أن قدماي ستكونان مبللتان ملطختان بالتراب..

ماذا إن خرجت من هنا..وعدت من باب المنزل في الجهة المقابلة؟

أيضاً لا تبدو فكرة آمنة، فسأخرج بدون عباءة ولا غطاء..ولا أضمن الطريق إلى باب المنزل ..

قلت في نفسي..لا بأس سأعيد ترتيب غرفتي الفوضوية ريثما نتجمع بعد قليل مع العائلة ونخرج كلنا سوياً..

أثناء ذلك سرى إحساس بالإمتنان في داخلي لأمي..هي من رتبت حضورنا إلى هذا المكان الجميل..

في وسط ذلك جاءني هاتف من عملي فكذبت وقلت أنني لن أستطيع الحضور اليوم لأنني سأضطر للذهاب إلى مدرسة ابنتي..ثم بعد وهلة أدركت أن اليوم هو الجمعة..ومن حقي أن لا أذهب للعمل أصلاً..

.

.

كان ذلك حلماً..استيقظت منه والنافذة ما زالت مفتوحة..

رائحة البحر واللون الأزرق لا يزالان يعبقان في إحساسي..

.

.

هل أنا مغرمة بتفسير الأحلام؟

أم أنها أحلامي تأتي كإشارات ؟


*النافذة..

شيء أحبه..حلم أنتظره..

خاصة أنني مقبلة على إغلاق تلك النافذة وهوائها الحار المزعج للأبد..

لعلني أحتاج إلى فتح واحدة أخرى في حياتي تطل على ما أحب..


*الغرفة التي أحتاج ترتيبها ريثما أخرج للعالم..أهي حياتي التي تحتاج إلى بعض القرارات والترتيبات لإعادة صياغتها كما أريد..؟


*أمي.. هي من أحضرتنا هنا..

لعلها دعواتها الصادقة..رضاها ومباركتها لنا في كل خطوة من حياتنا..


* عملي..

هل بدأت أعطيه أكثر من حقه؟

وأفرد له مساحة لا يستحقها ليسطو بوقاحة حتى على يوم عطلتي؟



امممم....

حقيقة ما زلت أستشعر إحساس النافذة..:)

الجمعة، 23 يناير 2009

مياااو الخير (14)


حافيــــــاً....
"سأذهب معكم.."
بهذا أجاب شلة أصدقاءه حين سألوه إن كان يريد أن ينضم معهم إلى رحلة البر..
تعجب أحد أصدقاءه حين رد عليهم بسهولة بدون تردد وبلا عناء من جانبهم كي يقنعوه..فلطالما كان هو الشخص المهم في الشلة صاحب الإرتباطات العملية والجداول الممتلئة المعدة مسبقاً..لهذا كان سريعاً ما يعتذر عن أي ارتباط "فلاوي" يضيع له وقته بحجج وأعذار لا تنتهي.
أجل ، كان يريد الذهاب..بكله كان يريد ذلك..كان كمن أدار وجهه للجهة الأخرى من حياته بعد أن صفعته وقرر أن يعود إلى مفترق طرقه ليسلك طريقاً آخر..وعند مفترق الطرق ذاك كان لابد أن يرتاح قليلاً من وعثاء سفره..يلملم أشتات نفسه، يسطو على وقته ويبعثره كيفما يشاء..وقد يقرر بعدها الإنطلاق مرة أخرى في طريق آخر..!
هناك... في البرية..حيث لا صوت ولا تدخل بشري كانت نفسه تنثال مع تعرجات الرمال ونظراته تضيع في أفق السماء اللامتناهي..ورغم صخب الشلة الغير بريء أحياناً وضحكاتهم الصاخبة التي لا تتتعدى أذنه كان يغوص في أعماقه ويغرق بصمت.
انسل من الجلسة المعدة جيداً..ومضى يمشي وحيداً باتجاه الغرب..
نظر إليه أقرب أصدقائه إليه..همّ بمرافقته والمشي معه، لكنه في آخر لحظة احترم خصوصية يقدرها في صديقه الذي يعلم جيداً أنه يمر بأزمة من نوع خاص وأن عليه أن يعالجها بطريقته وحده.
خلع حذاؤه الرياضي ، تذكر طفولته التي كان لا يلعب فيها إلا حافياً..على الشواطئ الرملية الناعمة قرب بيتهم القديم، أو على الإسفلت الساخن،أو على العشب الندي، أو بلاط الحديقة المتعرج..وحتى لا تعنفه والدته كان يخرج بحذائه، ثم يخفيه في مكان آمن، ويعود للبسه مرة أخرى قبل أن تلمحه والدته وهو داخل إلى البيت..
الآن..لا أحد يراقبه، وبافتراض أن والدته كانت هنا، هل بوسعها حقاً أن تقول له " لا تمش حافياً!!" !؟
ليتها تفعل ذلك..ليتها .. ! إنه إحساس فقط أن شخصاً ما ينوب عنك في كل مهامك ويتحمل عنك حتى مسئولية قدمك..وما أحوجه إلى ذلك الشعور الآن..!
كان لديه فلسفة خاصة حول المشي بدون حذاء، إنه كما يقول اتصال خاص مع محيطك والطبيعة من حولك، ألا يقولون أن كل الأعصاب تتركز في الأقدام؟ لهذا كان يترك أولاده دون تدخل منه إن خرجوا حفاة إلى حديقة المنزل، ولهذا أيضاً كان كثيراً ما يختلف مع صديقه حين يقررون أن يصطحبوا أولادهم في رحلة بحرية..إذ كان لا يأبه إن لم يرتدي أطفاله أحذية البحر المطاطية وكان صديقه يجن جنونه لذلك ويحضر معه أحذية بحر إضافية ليتأكد من أن الكل محصن ضد الكائنات الغريبة والصخور المدببة والشعاب المرجانية وكل أنواع المخاطر التي تملأ بحرنا الأحمر كما يقول..
غاصت قدمه في الرمال الذهبية حتى الكاحل..كانت تحوط أقدامه برقة محاولة استبقاؤه داخل أعماقها..لكنه رغم ذلك كان يرفع قدمه بثقل فتتسرب حبات الرمل الصغيرة بمراوغة شهية ما بين أصابعه..دافئة..ناعمة..تنشر فيه تياراً يسري في كافة جسده يملؤه بإحساس صاعق..
لماذا في سنواته الأخيرة قرر إرتداء أحذية أنيقة وجوارب سميكة وترك المشي حافياً حتى على أرضية سيراميك المنزل؟
لماذا ترك نفسه لتنجرف إلى ما هو سائد ومقبول ومعقول في محيطه الإجتماعي؟ الأنه صار رئيس شركة..وكاتب مرموق ..وشخص تكتب عنه الصحف أحياناً فلابد أن يرتدي تلك العباءة المستنسخة التي يرتديها الكل ويدس روحه في حذاء أنيق أسود لامع ذو ماركة مشهورة؟
أكمل مشيه نحو الغرب..كان أمامه كثيب رملي يعطي ظلالاً سوداء بفعل الشمس التي أحمرت وأخذت تنشر آخر سطوة لها على كل ما تحتها ..السماء كانت ملونة بعبثية جميلة، وكأنها جدار شخبط عليه طفل بالألوان وهرب قبل أن تكتشفه أمه.
هاهي روحه حافية من كل شيء أمام هذه الأجواء المهيبة..تكاد تتقطر دموعاً في عينيه لتروي جفاف الرمال الدافئة رغم نسمة الهواء الباردة التي أخذت تتلاعب بشعره.
شعره..!
شعره مؤخراً صار طويلاً لا يليق برجل في منصبه، وهو لا يعلم أهي أزمة منتصف العمر كما يؤكد له صديقه، أم أنه تذكر على حين غفلة من قلبه تلك التي قبل عدد طويل من السنوات قالت له: أحب شعرك طويلاً حتى كتفيك، لا تصدق من يقول أن شعر الرجل الطويل أنثوي الطابع، في حالة شعرك الأسود هو وصف متطرف للرجولة"
ابتسم وقتها وكان مشغول القلب بها عن أن يطبق كلامها حرفياً كما يفعل المراهقون لأحبائهم، الآن فقط جاء كلامها بأثر رجعي فترك شعره يطول وهو يعلم جيداً أن التي تحب شعره طويلاً لن تراه لأنها اختفت في ركن قصي من الحياة..
لماذا يتذكر الآن أمه..وطفولته..وحبيبته..وهزائمه؟ لماذا وهو لديه عمله وأسرته وانجازاته؟ لماذا يدور كل منهم كإعصار رملي صغير داخل روحه يبعثر كل ما قام بترتيبه وتصنيفه على مدى سنوات عمره الماضية؟
أهو التجرد أمام هيبة الطبيعة؟ أم أنها الحياة التي كلما رأتك "مرتباً" أكثر من اللازم ترسل عليك ريحاً عاتية لتحيل أدراجك السرية التي أخفيت فيها جموحك، وأرففك التي رصصت عليها إنجازاتك، وصناديقك التي أخفيت فيها هزائمك إلى فوضى عصية على التحكم والترتيب..
قال في نفسه برضى: لا بأس..! إنه يشعر بشيء من موسيقى الصمت تمتلئ بها روحه المتشظية..شيء لا يستطيع أن يمسه أو يراه ، شيء يملؤه سكينة ويبعثره مع خطوط الشفق الغاربة إلى آخر نقطة من السماء..
عبر الكثيب الرملي ووجد أن المنظر خلفه لا يختلف كثيراً، إن روح المكان أصيلة..غامرة تحوط أقدامه الحافية وروحه الحافية بأسرها العميق..


استدار راجعاً كانت الشمس قد اختفت وبدأت الظلمة تلف المكان، رأى ناراً من بعيد فعلم أن أصدقائه قد أشعلوا الحطب ، سار باتجاه النار وهو ما يزال غارقاً داخل ذاته حتى شعر بشيء حاد يقرص رجله وهي تغوص داخل الرمال، كان الظلام يمنعه من رؤية ذلك الكائن الصغير الذي تجرأ عليه..لكنه على الأقل ذكره بضرورة ارتداء حذائه مرة أخرى..
في طريقه للعودة لم يجد الحذاء..صوت ساخر رد عليه في داخله:" طبعا لن تجده فالرمال البكر التي كنت تمشي عليها أثناء عودتك لم تكن عليها آثار خطواتك، كانت تخبرك أنك سلكت طريقاً آخر، فكيف ستجد حذائك؟!"
لم يأبه كثيراً بهذا الصوت..ولم يأبه أكثر بفقدان حذائه..

.

.
..رائحة الشواء قد سيطرت على حواسه في الوقت الذي كان يسلك طريقاً آخر ..حافي الروح!

السبت، 17 يناير 2009

مياااو الخير (13)


شيء عميق..عميق جداً أمد إليه يدي..ألمس أطرافه..أنتشي وتسري في قلبي رعشة من دفء..

مكان بعيد..بعيد جداً وصلت إليه فجأة فوجدته هادئاً كسطح بحيرة ساكنة ، رميته بحصاة فسمعت رجع صداها ورأيت الحمام يتطاير في كل مكان..

إحساس جارف..جارف جداً غمرني جعلني أشعر أنني لست نادمة على ما فات..ولا مترقبة لما هو آت..

.

.

الشيء العميق..المكان البعيد..الإحساس الجارف..

كان...


أنـــــــا..!


قبل سنتين أو أكثر أضعتني..

ولم أنتبه لذلك إلا متأخراً..

كان ذلك قاسياً جداً..أكثر من أي شيء..

حين فقدتني..فقدت القدرة على الحلم..

على الحب..على التسامح..

فقدت القدرة على الغناء..وكتابة الشعر..

فقدت جاذبية أعرفها كانت تشع في داخلي..

مطاراً كنت أسافر منه وإليه..

ذكريات محببة وملونة أجمعها في سلة وأجلس حافية على الأرصفة أعرضها للبيع..

حين أضعتني..فقدت "وهجاً" أعرفه جيداً..

وهجاً رغم أنه كان يحرقني برعونته، لكنه بالمقابل يلفني كل ليلة باردة بشال دافئ ويعدني بالأفضل..


قبل عدة أيام..لمحت في داخلي قبساً من ذلك الوهج..

أضاء فجأة..ثم انطفأ..

كنت في السيارة أفكر في كتابي الجديد الذي سلمت نسخة منه لغازي القصيبي كي يقرأه

أدهشتني الفكرة..غمرتني بعبث طفولي..شعرت بطيف من قمر يتبعني ..

ابتسمت وأنا اتخيله يقرأ..

لست أدري إن كان ذلك سيحدث أم لا..لكن مجرد الفكرة عاثت في قلبي حلماً..وقلبت معاييري رأساً على عقب..!


اختفى الوهج بعدها بقليل لكن دفئه تمسك بتلابيبي عدة ساعات..


اليوم نمت في "العصرية" لأستيقظ على أصوات أطفالي يلعبون في حديقة البيت..

للحظة شعرت أنني معهم..

غمرني الإحساس..تلبسني بقوة..فلم أعد آبه بشيء..

في دقائق تمثلت نفسي حين كنت أقضي العصاري الطويلة التي يخيل إلي أنها لا تنتهي في حديقة بيتنا..

لمحتني وأنا أجر الحقائب مع أبي وصوت هدير الطائرة في منتصف الليل يعدني بمغامرة صيفية..

وأنا أقضي الليالي الطويلة أذاكر وأشخبط على دفاتري..وأحادث صديقتي..

وأنا أتجهز لحفلة عائلية أعرف أنني سأرى فيها شخصاً آبه له كثيراً..

وأنا أنثال وأتدفق ناسية كل ماحولي منطلقة من إساري أكتب قصيدة حب مشتعلة..

وأنا أسافر عبر منطق الدنيا ضاربة كل شيء بعرض الحائط لأمارس أشيائي التي أحب ..

وأنا أتمرغ في حب صديقاتي..ودفئهن ..وجنونهن السري..


أقبض على هذه اللحظة الآن بكلي..

لأني لا أعلم إن كانت ستبقى أم هي طيف عابر فقط؟

وتلك النوافذ التي تسرب منها الرياح السوداء هل ستفتح ثانية؟

هل أمتلك القوة لأسدها قبل أن تتناثر شظاياها في وجهي مرة اخرى؟

.

.

.

اشتقت لــ.....وهج!!!






مياااو الخير (12)

انتهيت قبل قليل من رواية بهاء طاهر "الحب في المنفى"وهذا ما جعلني أبدأ صباحي ورائحة قهوتي متأخراً..
كرواية..أجدها كلاسيكية جداً: الحب بين كهل عجوز وأجنبية شابة، الغربة بكل تداعياتها في النفس، السياسة، الحرب ، الخيانة وجميع مقومات أي رواية صدرت في 95..
ما جعلني ملتصقة بالصفحات حتى انتهيت أجواء الحرب التي كان يتحدث عنها الروائي والتي كانت خيط الأحداث الذي يوجهها..
تلك كانت الحرب الإسرائلية على بيروت ومذبحة صبرا وشاتيلا وقبلها عين الحلوة..
لكم كان ذلك غريباً ومفزعاً..حين كتب بهاء كل ذلك أدار بخلده أن الأيام ستعيد نفسها وبالتفصيل أيضاً؟
الرواية تتحدث عن كثير من ممارسات اليهود الوحشية ومببراتهم أمام العالم ، صمت العرب وعدم قدرتهم على التصرف ، دور الإعلام في قلب الحقائق وصمته أمام كثير من الفظائع لصالح جهات معينة..
أليس هذا تماماً ما يحدث في غزة الآن ؟
كيف استطاع اليهود أن يحافظوا على سمات أمة منذ أن حكى عنها القرآن وحتى الان وهي لا تتغير أبداً..
وكيف استطعنا نحن أن نحافظ على نفس ردود الأفعال الباردة اللامبالية واللامسئولة..
دمعت عيناي وأنا أقرأ بعض الأجزاء على لسان ممرضة كانت تعمل في الصليب الأحمر وتصف حال المجازر هناك..الكاتب في آخر الكتاب يبين أن هذا الجزء حقيقي وأنه قام بتغيير اسم الممرضة فقط..ولكنه نقل مشاهداتها كما هي..
.
.
لا أملك ما أقول ..فقط الإحساس بمزيد من العجز والمرارة يتسرب إلى كل ذرة في كياني..!

الجمعة، 16 يناير 2009

مياااو الخير (11)



  • لا أحب إحساس البرد حين يستقصد قدمي..
رغم أنني أحب الأجواء الباردة وملابس الشتاء..إلا أنني و منذ زمن بعيد..منذ كنت صغيرة وأنا أحمل هم قدمي حين تبرد..
ألأنهما يحملاني لذا يعاقباني بقليل من إحساس مزعج حتى أنتبه إليهما أكثر..؟
تباً لبرد القدم..إنه يخترق الجوارب والشراشف
يتسرب قليل منه إلى القلب فتصبح نبضاته أبطأ وأبرد..
أو أنه تواطئ ضدي كي أفكر في أن أحوط قلبي أيضاً بدفء ما..!




  • لا أحب طعم السوشي..
لزج..حريف..ذا طعم نيء ولون بلا لون..
يشعرني أنني كائن هلامي أبتلع كائناً هلامياً آخر..
أشعر أنني في جزيرة وسأموت من الجوع ولا شيء آكله إلا السوشي..
أو أنني في وسط حي صيني فقير أرتدي حذاء خشبيا ضيقاً..
أو ربما في زيارة لأقدم حي سمكي تحت البحر ، مخيف ذو رائحة، وبه كائنات غريبة عدائية وغير لطيفة..!

على فكرة..لم أذق طعم السوشي قط..فكرة تواجده في الحياة تجعل كل الأفكار والمشاعر السابقة تتداعى!




  • لا أحب بياض البيض..
يصيبني بالغثيان..وحقيقة لست أدري لم؟!
المفترض أن أشعر ذلك الإحساس تجاه الجزء الأصفر..!
خاصة أنه مشروع كتكوت لم يكتمل..
الأبيض..أبيض جداً..نقي ..مسكين بريء..
رغم ذلك فهو يقع على قائمة أكثر عشرة أشياء أكرهها..


  • لا أحب أن أرفع صوتي كي أثبت حقاً من حقوقي..لا أحب الأجواء المشحونة والمتوترة والتي تسودها المنافسة والمشاعر المبطنة..

  • لا أحب الأفلام المصرية أبداً ومنظر الرقاصة ذات الفستان اللامع والجسم ذي الطبقات..و..عادل إمام

  • لا أحب "السوبيا" أو عصير العيش كما تسميه أمي..!

  • لا أحب الغباء..لا أحب من يتظاهر به أو من هو- غبي- فعلاً..

  • لا أحب الشعر الحداثي الذي أشعر فيه أن المعنى ليس في بطن الشاعر..بل المعنى قتله الشاعر وذبحه ..ثم دفنه ودعى الكلمات كي تقيم حفلة رقص على قبره..مدعياً أنه أبو الشعر وأمه وراعيه الجديد..

  • لا أحب المفروشات الكلاسيكية" السعودية" المذهبة وفساتين الأفراح التي تعتمد على كشف أكبر الأجزاء من الجسد..وتشويه الباقي..

  • لا أحب الإهتمام بالتفاصيل على حساب الفكرة أو المنجز الأساسي ، ولا أحب أكثر من يعتبر نفسه حين يقوم بذلك "بروفيشنال" وهو غبي دون أن يعلم..


انتهت قائمتي لعام 2008 والتي هي بعنوان " أكثر 10 أشياء لا أحبها"

الأحد، 11 يناير 2009

مياااو الخير (10)

  • لم أذهب اليوم إلى الدوام..تمرداً..
ليس لأنني أشعر بالملل من نفس العمل..
بل أنا في الحقيقة أشعر بالملل من وجه رئيسة قسمي، صوتها، وطلباتها...!!
يزعجني أن تحتل كل هذه المساحة في حياتي وأن تسبب لي كل هذا التوتر!!
يزعجني جداً..

  • البارحة كان لدي لقاء ملّون..مع فتيات أعدن دفقة من الطاقة لحياتي..
نحن على أعتاب فكرة ما..
أرجو أن تنمو..وتزهر..وتثمر..ونستمتع معاً بكل فصولها الأربعة..

  • ابنتي كبرت..
صارت تشاركني بعض مشاوري المسائية..تناقشني..وتشعر إن كان بي خطب ما..
تضحكني كثيراً في بعض الأحيان في طريقتها في التفكير والتعليق..
كثير من الطفولة ما زالت تتشبث منها ، هي في الطريق لعبور الخط الفاصل بين عالمين..!

ماذا أيضاً؟!
لا شيء..أجل بهذه البساطة : لا شيء..
سأحاول أن لا أفسد صباحي الهادئ:)
صباحكم ورد
.
.
.
كوكيز وقهوة؟

السبت، 10 يناير 2009

مياااو الخير (9)




  • أقف على الطرف...
  • تحتشد في داخلي أشياء كثيرة..
    تجعلني أنظر إلى القاع دون أن أخطو خطوة واحدة إلى الجهة الأخرى..
    متأكدة أنا من أن الجهة الأخرى أكثر اخضراراً، أماناً، وجمالاً..
    ولكنها عيناي، وربما قلبي لا يلتفتون..!!!

    • منذ يومين وأنا أنام في غرفة الجلوس،لا..لم أفتعل شجاراً..
    ولكنها مشاكلنا الأزلية التي كلما تغافلت عنها ونسيتها يحدث ما يذكرني بها..فيصيبني حزن عميق
    لست أدري متى سنصل أنا وأنت إلى نقطة وسط بيننا..!
    لكم تبدو أنانياً عاجزاً..
    تريد سلاماً دون أن تخطو خطوة نحوي..
    وأريد حياة يكون لك فيها عنوان رئيسي وليس مجرد هامش من الهوامش!!


    • أهدتني أمي دفتراً ذا أوراق حمراء قانية..وغلاف أسود..
      إنه دفتر لا يصلح للكتابة..
      فأنا أكتب بالقلم الرصاص الباهت،، وهذا دفتر جريء يحتاج قلماً أسوداً وألواناً صاخبة كي تنتهك عذريته ..البارحة تجرأت..أخذت قلم تخطيط أسود..فتحت الدفتر وأخذت أشخبط

    مر طوال اليوم وأنا غارقة في دفتري الأحمر..

    حروف إسمي..خطوط متعرجة ومنحنية..

    دوائر وزهور..
    فتاة صغيرة..ونافذة لا تسرب الأسرار..
    برج طويل تهاوت منه الأحلام..وورقة شجر حبستني داخلها..
    أحضرت ألواني وأضفت المزيد من الظلال..
    بعد أن أنتهيت..نظرت إلي في عجب..وقلت: أنا أرسم!!!
    لا إنه ليس رسماً،،إنه ولا حتى شيء قريب منه..
    إنه إحساس قديم أخذني إلي حين كنت صغيرة أكتب وأزين أطراف صفحتي بطريقتي..ثم أشعر بمنتهى الرضى..!

    إذن..يا دفتري الأحمر..
    .
    .
    I am doodling!!!!!






    الأربعاء، 7 يناير 2009

    مياااو الخير (8)

    استيقظت قبل الخامسة على جسدي يتأرجح بين الحرارة والبرودة..
    استيقظت وبمجرد أن فتحت عيناي "انكبت" الأفكار في رأسي..
    إنها ساعتي الذهبية، تمنحني أقصى درجات الخلوة بي..

    • البارحة عدت من العمل وقلت لزوجي"لو كنت ستذهب إلى المكتبة اليوم،اشتري لي كتاباً اسمه "ماذا لو كان رئيسك غبياً؟"
    - من المؤلف؟
    - أنا
    نظر إلي بدهشة وقال:- ما ورد..هل جننت؟
    - لا أنا متأكدة أن أحداً ما كتب مثل هذا الكتاب، صدقني التجارب الإنسانية واحدة..!

    في المساء أحضر لي كتاباً بعنوان" مدراء سيئو الطباع"
    بحثت فيه على عجل عن نمط رئيستي، وفرحت جداً حين وجدتها ، تماماً كما هي..!
    وأوشكت أن أقوم بحماقة وأبشرها أن هناك كتب كتبت من أجلها وعنها:)

    عدت إلى صوابي ، لم أكن أقصد الإساءة كنت فقط أحتاج أن أشعر أن هناك من هو "معي على الخط" بعد أن شككتني في قدراتي حقاً..!



    • قبل يومين شاهدت فلماً بإسم Iris بطولة Judi Dench, Kate Winslet والفلم يحكي قصة كاتبة روائية وكيف تعرضت في آخر حياتها لمرض الزهايمر، كي تتلاشى تدريجياً أمام زوجها الذي عاشت معه قصة حب حين كانوا شباباً..

    الفلم كان مرعباً لي بشكل شخصي، إنه يشرح بدقة مالذي يفعله هذا المرض اللعين بخلايا المخ، كيف تتدرج البطلة وتصبح "في أرذل العمر" بعد أن كانت كاتبة ناجحة لها حضورها..
    أصبحت الكلمات العادية بالنسبة لها ليس لها أي دلالة بعد أن كانت تتنفس الكلمات وتحيا بها..أصبحت لا تدرك شيئاً بعد أن كانت ذكية لماحة..
    صدرت روايتها الأخيرة بعد أن أصيبت بالمرض، وحين أمسكت بنسخة الكتاب بين يديها بدت كطفلة لا تعرف ماذا تحمل، نظرت إلى الكتاب وألقته جانباً حين طلبت منها صديقتها الحميمة أن توقع لها على نسختها..

    أقول أنه كان مرعباً لي بشكل شخصي، لأن جدي توفي بعد صراع طويل مع الزهايمر ذوى من خلاله حتى أنه لما توفى لم نشعر بفقدانه..ثم..ألست كاتبة؟؟!:(


    • البارحة قضينا يوماً "غزاوي" مع صديقة أمي الغزاوية "خالتو وفاء" ، إنها شاعرة مثقفة قارئة ،فلسطينية حتى النخاع، انهلنا عليها بأسئلة لمدة ساعتين عن القضية الفلسطينية وتفاصيلها والجانب الذي لا نراه لما يحدث في غزة الآن..
    بلهجتها العذبة سردت علينا ذكريات شخصية جداً..شعرت من خلالها أنها عاشت "حيوات "كثيرة..محطات رحلتها مبعثرة وكثيرة وفي كل مرة ينعطف بها الطريق نحو جهة في الحياة..
    كم تصنع الحرب إنساناً مؤمناً بقضية ، وكم يصبح لوجوده في الحياة مبرر ورسالة..
    شكراً خالتو وفاء..كنا أقزاماً بجوارك..

    الثلاثاء، 6 يناير 2009

    مياااو الخير (7)

    إذن يا سحابة..

    أحقاً أشبهك؟
    أم أنه ذات القلم..
    تارة يكون بين يدي، ثم يهرب ليختبئ تحت وسادتك؟

    حسناً دعيني أقول: أنا التي أفزعتني بديهيتك..
    أجل إنها الدنيا ..
    حين كنت أتصل دائماً بصديقتي الحمامة لأشكو لها وأبكي بين يديها أي شيء..
    تبتسم وتقول لي جملتها المعهودة: ما بالك يا ماورد؟ إنها الدنيا ، فهل نسيتي؟ في الجنة فقط سترتاحين..
    صديقتي تلك عاشت تلك الفكرة ببديهية منقطعة النظير..!

    حسناً إنني أتسائل معك الآن
    أتظنين حقاً أنني أفعل خيراً حين أدعك تقرأين من خلالي الدنيا؟
    ربما أنا فقط ..قلقة..متطلبة..
    ربما فقط دخلت بيتي السري وهو في حالة فوضى..غرفي مبعثرة..وأدراجي تتراكم فيها الأوراق وليس لدي ما أضيّف به ضيوفي..
    وأعود لأقول..بل ربما هي الدنيا مخاتلة ، وغير آمنة..!
    تقدم لك الفرح على طبق من فضة..ثم تعود لتقدم لك الحزن وجبة شهية على طبق آخر من ذهب..!
    رغم ذلك ..ورغما عني..ورغما عن الدنيا..عيشي تجربتك الخاصة ،اغرقي فيها وعبئي فرحك في قوارير ملونة..
    أديري وجهك عن الحزن حتى لو صفعك..كبري عقلك..وارحلي إلى الطرف الآخر منك:)
    واعلمي يا صغيرتي أنك تكافئين نفسك حين لا تكبرين..حين تحتفظين بلمعة أحداقك..بطفولة دهشتك..بروحك مخضرة..!!


    يوووووووه يا ماورد..
    أحقاً تقدمين نصائح معلبة للفتاة المسكينة لأنها فقط حطت رحالها في هذه الغرفة السرية؟

    حسناً..
    دعيني أبدأ من جديد:

    مرحبا بك يا سحابة..
    كيف هي ابتسامتك اليوم:)؟
    .
    .
    بانتظار سردك الشهي في "بيتك"...بالقلم المسروق..أو بلون من "علبة الألوان ذات 36 لون"..:)

    السبت، 3 يناير 2009

    مياااو الخير (6)


    - مرحبا ما ورد


    - مرحبا..أهلين قطة..


    - وحشتيني..!


    - أجل، وأنت أيضاً..تغيبني الحياة أحياناً فأتسكع فاقدة صوتي وقدرتي حتى على البوح بحماقة..


    - أعرفك جيداً،لابد أن شيئا ما يشغل بالك؟


    - ومنذ متى يا عزيزتي كنت أعيش يوماً دون أن يشغل بالي شيء؟

    كتابي السري لا أجد له ناشراً يرضيني ..

    لا أعلم مالذي سيحل بي في الصيف المقبل إذ أنني أخطط خطة كي أرحل لفترة ولا أعلم إن كانت ستنجح أم لا!

    كتابي الآخر يفتح نافذة على أجواء عاصفة مغبرّة لا أحبها ..

    مشروع جديد أقبل عليه ، يسير بي ولا أسيره..لا أدري إلى أين سيأخذني؟


    - هذه كلها أشياء عادية، كلنا لدينا ما يشغلنا ،،لكن أخبريني ما أخبار قلبك؟


    - قلبي المجروح؟

    كف عن البكاء، لكن عينيه ما تزال دامعتان..

    هل أخبرتك أنني طلبت من ملك الملوك في الحج أن يجبر كسر قلبي؟


    - أجل يا عزيزتي فإرضائك صعب، ولا طاقة لنا نحن البشر بإرضائك..


    -قطة،، لا تتهميني بالصعوبة، لكم كنت مرنة مطواعة، أنت أكثر من يعلم ذلك، وتعلمين كم من الجهد بذلت..


    - أجل، أعلم والله..فما حال أحلامك إذن؟


    - أحلامي؟ تتناوشني بخجل،، أعيش في غيمة وردية ، ثم أفيق عند باب الكلية على عمل متواصل لا معنى له ..أعود فأرسم مرة أخرى حلماً له ملامح أوضح لمستقبل أكثر جمالاً وإشراقاً وإنجازاً! حلماً له لون ،له صوت، وله أبعاد متطاولة سابحة في الفضاء..


    - طيب..هذه مرحلة متقدمة..!


    - ليس تماماً..فهذه الأحلام الطريق إليها مقطوع..

    ثمة فضاء قفر بيني وبينها..


    - ما ورد..أتذكرين حين فقدت القدرة على الحلم؟ كان ذلك قبل عام من الآن؟ الآن عدت لذلك من جديد..!ألا ترين ذلك إنجازاً؟


    - أوه يا قطة..حين فقدت القدرة على الحلم..فقدت القدرة على الحياة..

    لا تذكريني بتلك الأيام، أحدهم سرق أحلامي المتناثرة والنائمة بعذوبة من تحت وسادتي..دون أن أدري

    بكيتها كثيراً، وبكيت سذاجتي..وقلبي الذي أصيب في مقتل..!

    الآن مازالت محاولاتي "الحلمية" خجولة..مترقبة..


    - ما أخبار صديقاتك يا ما ورد؟


    - تغيرت خارطة القلب والصديقات ، ولست أدري لماذا!

    ربما تتغير خرائطنا كل عدة سنوات..!

    والسنة الماضية كانت سنة التغيير..


    - بمناسبة خرائط القلب ،هل هناك أي أسرار ؟


    - كفاك شغباً يا قطة، بالطبع لا مكان لمزيد من الأسرار..

    والأسرار القديمة "بهتت" رغم أنها ما تزال باقية..

    أظن أن قلبي كان مشغولاً بأشياء وجراح أخرى، أو لعل التجارب من هذا النوع تفاجئنا مرة واحدة في العمر فقط..!


    - وصاحبة حكمة أيضاً يا ماورد؟


    - أتشكين في ذلك؟ ألا تعلمين أنني لست صغيرة..

    وأنني في هذه الدنيا من زمااااااااااااااااان..:)


    - بلى أعلم، وبمناسبة ذلك أتمنى لك من قلبي بداية هجرية وميلادية سعيدة..

    لعام يكون عاماً حافلاً بالإنجاز الذي يرضيك..

    يملؤك سلاماً ..ويفيض بك حباً..ويطبع قبلات من أحلام ملونة على قلبك..


    - يا سلام..شكراً يا قطة..

    لا حرمنا الله نعمة التشرد على الأرصفة، والمواء معاً في الليالي المقمرة..




    مسلسل كويتي

     هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...