الجمعة، 26 ديسمبر 2008

مياااو الخير (2)

إنه صباح الجمعة الهادئ الساكن الذي أصحو فيه كعادتي قبل الكل..
هل كنت من أولئك اللذين يستقبلون ولادة كل يوم جديد ثم ينصرفون متثائبين قبل أن يرحل ؟
..
ربما..ربما أنا "صباحية" أكثر من اللازم، يسكب الفجر ضوءه في عيني، وتقبل خيوط الشمس وجهي في مشاكسة مزعجة حتى أصحو..!
بينما لا يحتفي بي الليل، إذ يكون مشغولاً بكثير من الحسناوات الراقصات، والشبان الساهرين..
وحين حاولت أن أندمج في هذا المجتمع الليلي، كان لابد من "همّ" ما يبقيني على قيد السهر كحبوب مضادة للنوم..
لم تعجبني الفكرة..!!
قررت أن أبقى "حبيبة الصباح" دون أن أخونه على مرأى منه..


  • لا أحب الكتابة عن العمل..
ولا أحمل أجواءه إلى مكان بمنتهى الخصوصية كهذا المكان..
ولكني متعجبة..
متعجبة من قدرة رئيستي الفائقة وتميزها الملحوظ ونجاحها الباهر في كسر كل قوانين الإدارة والقيادة ..
لنر مثلاً:
(حين تصبح مسؤولاً فاعلم أن الأمور لم تعد تتعلق بك وحدك،إنها تتعلق بمن أنت مسئول عنهم)
يا سلام على قدرتك يا رئيستي العزيزة في إشعار من حولك أنهم خلقوا لخدمتك : لكتابة خطاباتك..أداء أعمالك..بل لإتخاذ القرارات عنك..
كيف استطعت أن تشعري الكل أنهم مسئولون عن راحتك ورفاهيتك؟؟!!!!

(القائد الناجح هو الذي يخبر من حوله ماذا يريد بدقة ثم يترك لهم الفرصة ليفاجئوه بالنتائج)
المشكلة أنك تخبريننا ماذا نفعل دون أن تعرفي ماذا تريدين..
وبالتالي تأتي النتائج "مفاجأة" حقاً..

(القائد الماهر من يجعل من حوله يعملون ما يريد دون أن يقنعهم بذلك)
ربما قرأت أنت هذه العبارة بطريقة معكوسة..هذا هو التفسير الوحيد لجعل من حولك يقاومون كل ما تريدينه حتى قبل أن تتلفظي به!

(هناك فرق بين القيادة والإدارة)
ليس مهماً أن تعرفي الفرق..لأنك ببساطة لست مضطرة للإختيار بينهما ولا حتى اختيار أي شيء قريب منهما..

ماذا أقول أيضاً ؟
هل أتحدث عن سلسلة الخطابات المضحكة :
خطاب موجه لك..توجهينه لي..ثم أوجهه لك لتوجهينه لي..!!
ليس مهماً إن أنجز العمل أو لا..الإنجاز الحقيقي هو توجيه الخطابات..

أم هل أتحدث عن التذبذب الذي تمارسينه علينا:
تارة ترسلين ماسجاً معنون بي: عزيزتي..أو حتى حبيبتي..!
وحين لا يجدي ذلك الكلام الرخيص كما تقول صديقتي ..ولا نتزلف إليك كمراهقات أصابتهن تلك العبارات في مقتل..
تغيرين نبرة صوتك وتنتقلين إلى الطرف الآخر من المجرة وتستخدمين كلمات كـ: حضرتك..ويا دكتورة..بعد أن تغلفينها بكثير من صرامة مفتعلة..وحدة لا مبرر لها حتى في إلقاء السلام.

لا لا..دعيني فقط أتحدث عن البيروقراطية التي فهمت أخيراً تعريفها ببساطة:
طوّل المعاملات أكثر..اخترع طرقاً إبداعية لتصعيب الإنجاز..وركز على صغائر الأمور السخيفة كي تبدو شخصاً "بروفيشنال" ولا تتخذ قراراً واضحاً بل استمر ودر في دائرتك المفرغة دون الوصول.
ألم أقل في بداية مقالي أنك نجحت بجدارة؟:)

نجحت في أن تجعلينني أكتب عنك وأنا التي عاهدت نفسي منذ البداية أن "أختار " أي المعارك أخوض..
ولكنك جررتني إلى تلك الحلبة المقيتة !

رغم ذلك أسأل نفسي: هل سأكون شخصاً فاشلاً لو كنت مكانها؟
منذ العام الماضي وأنا أدعو الله من قلبي أن لا يضعني في هذا المكان..ليس لشك في قدراتي ، بل ليقين بمحدودية صلاحيات هذا المكان..

رغم ذلك لابد أن أقول:

هنيئاً لك نجاحك يا رئيسة..!



خلاص يا مارود..
يكفيك ثرثرة..
ألا ترين جدول أعمالك:
كتابة خطاب مهم جداً لمدير الجامعة
تصحيح واجبات الطالبات المئة
وضع نموذج للإختبار
تجهيز ملف عملي الإداري
كتابة مذكرة تفاهم لأحد أصحاب الأعمال عن عمل مشترك وضعنا خطوطه معاً
تحضير محاضرة الأسبوع المقبل بشكل احترافي

صباحكم ورد..ومواء قطة متمردة

هناك تعليق واحد:

  1. لم أدرك يوماً أن دمك خفيف، كنت فعلاً في حاجة ليوميات كهذه لكي أجفف ما بلله الحزن.

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...