الأربعاء، 5 مارس 2008

أنا يوماً بعد يوم 14

صليت العشاء..وبقيت ساجدة في الركعة الأخيرة أطول من المعتاد...
كنت أحتاج أن أشعر بذاك الحبل المتصل بيني وبين الله..
كنت أحتاج أن أشكو ضعفي..بشريتي..غوايتي إلى من هو أعلم بي مني..
كنت أحتاج إلى أن أدعوه عز وجل كي يسد ثقوب القلب تلك التي ما إن أغلقت واحدة حتى انفتحت الأخرى..
..
دائماً أنا مبحرة في زورق معطوب..
مل مني البحر، وليس أي شاطئ بقادر على احتوائي..
ضاعت مني عناوين كل المرافئ وأغرقت موانيها عنوة كي لا أصل إليها..
تغرب أحياناً شمسي دون أن تودعني أو حتى تعدني بإشراق حنون في اليوم التالي..
تتركني في ليل عاصف يقتلع ساريتي ويغري الموج بأن يبعثر ما تبقى مني رأساً على عقب..
لماذا كلما ظننت أنني الأقوى اتضح أنني الأضعف؟
ولماذا كلما أغلقت الباب تسللت الرياح من النوافذ المسدلة الستائر؟
ولماذا كلما أدرت وجهي للجهة الأخرى من الفقد قابلني حزن مبتسم بطعم لاذع؟
..
..أكره الحزن المترف..
وأكره أن أقف على الشرفات لأتأمل صحرائي الشاسعة..
وأكره أن يمد لي القدر لسانه شماتة وتعباً..وإعياء..
وأكره أن يصطاد قمري أحد..ويصبغ قوس قزحي بلون واحد..ويعبث في اتجاهات بوصلتي..
ويصفع الأبواب في وجهي..
..
..
يا للفوضى..
تعمني في هذا المساء..
حتى كلماتي تأتي مبحوحة الحرف..
متحلزنة في بلادة..
متقنفذة في ترقب..!
غريبة عني..
تشبهني ..ولا تشبهني..
كطفلي الصغير ذو الشعر الأشقر..
الذي لست أدري كيف أرتب خصله بجوار خصلي الحالكة الغارقة في أليل ليل..!

لدي كثير من العمل الذي ينبغي إنجازه..
اعتذرت من مناسبة عائلية بحجة هذا العمل..
ولكني لم أفعل شيئاً من وقتها إلا الإستلقاء على قارعة الوقت محاطة بجيوش نمل من شجن..
تتسلقني، تنهشني، وتتركني في أقصى الأريكة متدثرة بمزاج لا يسمح لي بممارسة أي عمل..
ماذا لو نمت الان؟
ماذا لو دلقت كل هواجسي على المخدة بجواري وتسللت صباحاً وهي نائمة لأكمل عملي المهم؟
..
دقت الساعة الثانية عشر..
لأكن سندريلا الوقت وأفقد ذاكرتي بدلاً من حذائي على أن لا يعيدها لي أمير وسيم ..ومغوٍ..

لا.. أنا الليلة تلك المرأة الفقيرة صاحبة القدر السحرية ، أنسكب طوال الليل بوحاً وكلمات وحماقة..!

ربما أنا أميرة نائمة..ما زالت تبحث عن قبلة توقظها من الصحو لتغرقها في نوم أبدي..!
أو لعلي من تسممت بتفاحة آدم..وغصت بخيبات الجنية الفاتنة الشريرة..
.
.
تصبحون وأصبح على يوم خال من الهذيان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...