الجمعة، 30 سبتمبر 2011

هنا جدة..(١٤)







مخي يفكر باللغة العربية الفصحى . مخي يكتب وهو نائم . أريد جهاز توصيل كتابة مباشر بمخي . الساعة الآن التاسعة صباحاً. رائحة القهوة طازجة ومغرية. سأصاب بصداع القهوة لأنني لن أتناولها صباح اليوم . لا يوجد غرف في قسم عمليات اليوم الواحد . سننقلك إلى الطابق الثاني . خالتي لماذا أتيتِ؟ الموضوع لا يستحق . عروقك صغيرة جداً وسيئة . يداي مزرقّتان من وخز الإبر . تسألني الممرضة: ماذا تعملين وهل قضيت عمرك كله في جدة؟ وأنا أحاول أن أجد رابطاً بين جوابي وبين ملفي الطبي في هذه اللحظة. خالة حماتي التي توفت اليوم في المدينة امرأة مسالمة جداً. تذكرت شعرها الأحمر وبهارات الأرز الكابلي التي كانت تتفنن في تجميعها وبيعها . شعري مغطى فقط بالقبعة الزرقاء وهم يسحبونني على السرير في أروقة المستشفى . سألتني الممرضة إن كنت أريد أن أغطي وجهي بالشرشف فتذكرت الجثث الهامدة . لماذا أنتظر أكثر من نصف ساعة في أحد الممرات إن لم تكن غرفة العمليات جاهزة؟ . هجمت على فلسفة الموت والحياة . ما قيمة الحياة؟ هاهي ستي خديجة توفت ولم أستطع أن أذهب لعزاها في المدينة وحين كانت مريضة لم أزرها . قولوا لي ثانية: الإنسان أثمن في الحياة أم حين يموت؟ الإنسان يُذكر بإنجازاته أثناء حياته أم موته؟ ماذا إن لم يكن لدى الإنسان إنجازات؟ سيذوب كما يذوب عصير التانج؟ ماذا سيستفيد ممن يذكروه؟ لماذا تذكرت فجأة غازي القصيبي؟ لماذا لم أقرأ منذ مدة قصيدة شعر عذبة له؟ أهذا هو معنى الذكرى والإنجاز والأثر؟ أنا أحبه فهل معنى الإنجاز أن يظل تأثيرنا في الناس بعد أن نموت؟ ما زلت هنا انتظر على السرير في أحد الممرات . استهتار. سيقلق زوجي وسيظن أنني طوّلت في العملية . إنها أكبر مستشفى خاص في جدة. يا للفوضى ! هي ليست عملية هي أبسط بكثير . لماذا تسألني أخصائية التخدير عن نوع التخدير الذي أفضله بدلاً من الرجوع لملفي؟ حين قرأت الملف قالت: لاشتباه إصابتك بمرض.......التخدير الكلي أفضل . تذكرت المتهمين المشتبه بهم . ....................................لخخخخخخخبطة فاتني موعد المستشفى ...تأخرررررت...أنا منزززززعجة...استيقظت أتأوه . لم أفرق بين الحلم والحقيقة. ياللسعادة حين اكتشفت انني كنت أحلم.  الحقيقة : لقد انتهيت. أنا أتألم جداً. لم أرى الدكتورة. لا أعرف ماذا حصل. لا أعرف عند أي نقطة أنا. هل تغدى الأولاد في البيت؟ هل بقي شيء من الفرموزة لخبزها مع الرز البخاري أم فقط كان الغداء رز بخاري وحده؟ أنا جائعة. ضغطي منخفض. سنأخذ عدة قراءات للضغط حتى يستقر ثم نأخذك للغرفة. في الممر وأنا على السرير سمعت من يسأل عني ظننت أنني أحلم . إنها ابنة خالتي الطبيبة ومعها خالتي . مشت معي وقبلتني أو أنه يهيأ لي . شكلها جميل بالطرحة الملونة والروب الأبيض . اختي الصغرى كانت معها فسألتها بصوت واهن إن كان الأولاد قد تغدوا ولم أسمع الإجابة. في الغرفة كان زوجي ينتظر وقال أنه اشتاق لي ولم أرد . صورتني ابنة خالتي ورسلت صورتي لماما عبر البلاك بيري. أمي قلقة جدا والموضوع لا يستحق. أنا نشيطة ولا أثر لآثار البنج الجانبية. صدقوني لا أشعر بالغثيان أنا جائعة فقط. رجلي مخدرة . الدكتورة تقول كل شيء تمام ثم تبتسم وتقول لي من محمد الذي كنت تهوجسين باسمه طوال الوقت؟ . محمد؟ ..حتى في مراهقتي الغبية لم يكن لدي في أجندتي شخص اسمه محمد. الدكتورة تبتسم وتقول : ربما محمد رسول الله!!!! الأطباء يستمتعون بلحظات إفاقة مرضاهم من التخدير. تقول صديقتي الجاردينيا: ربما هو اسم طفلك القادم ثم تقول أنها من الأخلاق تنتظرني لنحمل سوية. قلت لها: أنا ليس لدي أي أخلاق فاحملي ولا تنتظريني. أنا في البيت اللللللللله رز بخاري..البيت مليء بالأطفال ورأسي يكاد ينفجر . أمي تتصل من ألمانيا وتقول لأختي لازم أشرب عصير وأنا أشرب قهوة وآكل دونت. رسلت ماسج لخالتي أقول لها أنا أحبك . حين أصبح في عمر خالتي أريد أن أصبح مثلها في جمالها واهتمامها بصحتها . خالتي "كلاس جداً" وطيبة وتلعب حديد . أختي تريد أن تذهب لعرس صديقتها وأمي تريدها أن تبقى معي. أمي قلقة جداً .أنا أريد لأختى أن تذهب للعرس. أصدقاء أبنائي الصغار ما زالوا هنا وأنا أريد أن أنام. أخي وزوجته وبناتهما هنا أيضاً .أنظر لوجه أخي كم صار كبيراً وكم غزاه الشيب وكم أتذكر طفولتنا التي تبدو قريبة . ذكّرته باسم أحد أصدقاء الإبتدائية فتهلل وجهه وأخذ يحكي لي عنه. أفكر في الموت والحياة مرة أخرى . .هااااااي سينتهي اليوم..وحشتني ماما..ما زلت أشعر بتنميل في يدي وأتجاهله..لا أرد على اتصال حماتي التي تذكرتني بعد الساعة الثانية عشرة. لا والله لست زعلانة منها هي فقط مشغولة بالعزاء والأمر لا يستحق. الحي أبقى من الميت؟ فلسفة الموت والحياة مرة أخرى . غداً لابد أن أحضّر لمادة يوم السبت..على تقديم مقترح لمعرض كتاب كوريا. علي تجهيز للقاءات ملتقى الطفل . ماهو مفهوم الإنجاز؟ ستي خديجة الله يرحمك أنا أحبك . ماهي فلسفة الموت والحياة؟ يا رب لا تردني إلى أرذل العمر ولا تعذبني بالأمراض. الموت الفجأة أفضل للميت لكنه أقسى لمن حوله. جدتي أنا حزينة عليك أنت تذوين ببطء ولا تشكين . قبل ١٥ سنة كنت تسافرين معنا والآن لا تستطيعين حتى الإنتقال من غرفة لأخرى. ماهي فلسفة الموت والحياة؟. الإستلقاء على السرير مكافأة لك يا ظهري . أشعر بضغطي ينخفض. أنا دايخة ورأسي يغوص داخل المخدة وداخل نفسه وداخل أفكاره. أريد جهاز كتابة توصيل مباشر بمخي .مخي يفكر باللغة العربية الفصحى..مخي يكتب وهو نائم..............

الاثنين، 26 سبتمبر 2011

هنا جدة..(١٣)


  • البارحة ذهبت إلى الكلية مبكراً . مفترض أن لدي محاضرة تبدأ من الساعة الثامنة، ولكن كما كنت متشككة لم يثبت الجدول ولم تنزل أسماء طالباتي ولم أعرف عنهم ولم يعرفوا عني وبقيت حتى الساعة الثانية عشر من اجتماع لإجتماع لأداء عمل ورقي ولمزيد من التكاليف الإدارية ،،نظرت إلى كم العمل الكبير وقلت في نفسي بأي توجه علي أن أبدأ العمل ؟ في وسط هذه البيروقراطية والفوضى وسوء التواصل وغياب الأهداف وضعف الإنجاز أمامي طريقين: إما أن أقبل بكل عمل ويكتب إسمي كأسماء الكل وترفع التقارير كإنجازات لا أحد يهتم أن يتحقق من مصداقيتها ويمضي الفصل الدراسي بدون مشاكل وبدون أي إنجاز، وإما أن أعمل بجد ومجهود أكثر وأنطحن وأحارب على جبهة وحدي بدون أية ضمانات أنني قد أحقق شيئاً...هذه هي خيارات العمل في الحكومة..وفي كلا الحالين سأستلم راتبي في النهاية غير منقوص..!!! فما رأيكم؟

  • اتصل بي خلال العمل دكتور صديق من وزارة التعليم العالي يخبرني ويذكرني على رغبته في أن أشاركهم في معرض الكتاب السعودي في كوريا والذي يكون فيه الكتاب السعودي ضيف الشرف، يريد مني أن أشرف على جناح الطفل، ويريد مني أن أقترح على وجه السرعة شيئاً من أعمالي وأعمال غيري للترجمة، حين عرض علي الموضوع العام الماضي كنت متحمسة..الآن لم أكن بنفس المستوى من الحماس ، حين حادثته قلت له أريد مزيداً من التفاصيل ، سؤال بزغ في ذهني فجأة: أأستطيع أن أؤدي مثل هذا العمل؟ خاصة أنني لا أريد أن أقدم أياً من أعمالي للترجمة لأسباب عدة  ...أصلاً لماذا لست متحمسة؟ لا أحبني حين لا أكون متحمسة !!! ما رأيكم؟؟

  • البارحة ذهبت مع زوجي لرؤية مشروعين من الفلل السكنية لاختيار أحدهما  وشرائها والسكن فيها كبيت العمر..الأولى ذات موقع جميل واستثماري جداً مطل على البحر لكن تفصيلها من الداخل صغيرعلى حجم عائلتي إلى حد ما ، الأخرى قريبة جداً من الأولى لكن موقعها إلى الداخل وليست على الشارع العام وليست بجمال موقع الفلل الأولى ولكن تصميمها الداخلي مناسب ولو كنت سأفصل فيلا على مزاجي ستكون مثل هذه تماماً..درت عدة فلل ومشاريع أخرى في جدة وفي كل مرة أعود لهاذين المشروعين..أنا الآن محتارة ما بين روعة موقع الفلة الأولى. أو مناسبة التصميم الداخلي للفلة الثانية،،،فما رأيكم؟

  • سائقي الذي أحضرته من الهند بفيزا وتأملت أن تستقر الحياة بعد وجوده يبكي كل يوم..يصيبني ذلك بالحنق الشديد..جسده ضخم مثل البودي جارد ومن ثالث يوم لوصوله وهو يبكي كطفل : اشتاق لأمه ، اشتاق لطفله، اشتاق لزوجته، يبكي لأنه مزكم ويريد من أمه أن تصنع له حساء ..وهكذا..
صبرنا عليه قليلاً وقلنا ربما مرحلة وتعدي ، ولكنها تزداد سواءاً وزوجي لا يريد أن يبدأ في إجراءات الإقامة وهو لا يزال يصر كل يوم على السفر، بمجرد أن نجد سائقاً مؤقتاً- وكم هذا صعب جداً في جدة- سنسفره ونستخدم تأشيرته لإحضار سائق آخر،،السؤال: سائق هندي مرة أخرى أو كيني؟ خاصة أنني قد أحضر عاملة منزلية كينية..ما رأيكم؟؟؟

  • اليوم لم أذهب للعمل، لا شيء مهم لدي، والأهم ليس لدي مكتب بعد حتى لو أردت أداء بعض أعمالي المكتبية أو القراءة لذا قررت البقاء في المنزل، كم أشتهي سكونز مع القهوة كطريقة للمصالحة مع الصباح أو ربما أكتفي بكوكيز السينمون ولكن الأولاد يقضون عليه بالعافية ولا يتركون لي أي قطعة للصباح كلما أحضرت لي الحمامة من محل زوجها للكوكيز..آخر جرعة من جرعات الكورتيزون ستكون اليوم إن شاء الله وسأذهب للمستشفى بحدود الساعة الثانية عشر، لا زلت أشعر ببعض التنميل في أطرف أصابعي وأرجو أن يزول هذا الخدر مع مرور الوقت بإذن الله.

  • أجل، أشعر ببعض التعب الجسدي ولكنني متأكدة أنني في مراحل كثيرة من حياتي كنت أشعر بذات الشيء ولكني كنت أمضي وما أركز،،متأكدة أيضاً أن كثيراً من الناس لديهم مشاكلهم الخاصة النفسية والجسدية ولكنهم يمضون في الحياة ولا يجعلون من أنفسهم محور الحياة..وكما قالت قريبتي الطبيبة حين بحت لها بتشخيص الطبيب المحتمل أن الأمر قد يختفي من تلقاء نفسه دون أن أدري وأنه قد يبقي كامناً وقد أتعايش معه طوال عمري دون أي مضاعفات وأن الإحتمالات كلها بيد الله، وأن علي أن لا أجهد نفسي جسدياً ولا أثقلها نفسياً وأن أتابع تناول الفيتامينات وممارسة الرياضة والسباحة كجدول ثابت في حياتي دون أن أفسر كل ما يحدث لي أنه "عرض" ودون أن أقرأ في تداعيات المرض وأصله وعلاجاته ومنتدياته وتجاربه ونهاية مرضاه المفجعة وإلا فإن الحل كما قالت قطع الدي إس إل عني، وأن الإستشفاء بالتحصين والقرآن لهو الأمر الذي يمكنني أن أتقين منه أتم اليقين... فما رأيكم؟


الجمعة، 23 سبتمبر 2011

هنا جدة..(١٢)


مجرد هواجس:

لا زلت متعبة ، لا زلت أداوم في المستشفى كل يوم..مزيداً من الفحوصات وأشعة الإم آر آي المرهقة وكم من التحاليل وإبر في العضل وكورتيزون في الوريد ، ولا يزال الإرهاق الجسدي العام والتنميل في أطرافي والشعور بالسخونة..وسيستمر الأسبوع المقبل على نفس الوتيرة..



لم أشأ أن أكتب في ماورد إلا بعد أن هدأت حالة البكاء المستمرة التي لازمتني لعدة أيام..حالة الترقب لمرض قد يكون مزمناً وخطيراً وله آثار سلبية..حالة المجهول مما قد يحدث..حالة الرجاء ومحاولة تصديق كلام الطبيب الذي قال أن الوقت مبكر على الحكم رغم توفر كثير من الأعراض التي تثبت هذا المرض ورغم صور الأشعة القاطعة..حالة الحيرة والتفكير المستمرة في حياتي المستقبلية وحياة عائلتي الصغيرة، ابنائي، زوجي، مشاريعي وعملي..

ربما لا يكون لكل ذلك من أثر بعد انتهاء كورس الفيتامينات المكثف وربما تختفي الحالة من تلقاء نفسها كما يأمل الطبيب..
أووووه..حالة البعثرة التي كنت أعاني منها لم تكن إذن فقط بسبب رجوعي وبدئي لحياة جديدة..بل كانت بسبب إرهاقي الصحي وعدم قدرتي على الإنجاز بشكل يضمن لي سرعة الإستقرار والتأقلم..
الآن،،وبعد يومين من المعاناة النفسية قررت أن أستمر في حياتي بشكل عادي، فالأعراض التي تهاجمني الآن من المفترض أن لا تكون مستمرة وغير مؤثرة كثيراً على نمط حياتي اليومي..كل ما أرجوه أن تتقلص الأعراض وأن لا تتطور مستقبلاً لشيء لا قبل لي على تحمله..
من أجل ذلك قررت أن أضع كل الأمر على "الرف" وأن أمارس حياتي بشكل عادي، بعد رجوعي من المستشفى اليوم خرجت للغداء مع العائلة متجاهلة الأعراض المزعجة التي ما زالت تلازمني، وحين عدت وضعت خطة عامة للمادتين التي سأقوم بتدريسها خلال هذا الترم، رددت على بعض الإيميلات والماسجات، وتشجعت وكتبت في ماورد..
غداً أيضاً من المفترض أن أنجز بعض المهام..وأن يصبح موعد ذهابي للمستشفى جزءاً من جدولي دون أن أتذمر وبدون أي دموع أو بكاء.....
وأنا أعمل اليوم على تحضير المواد بدا لي العمل ممتعاً ونعمة من الله، دعوت الله وقد تحدرت دمعة على عيني: يا الله لا تحرمني متعة أكثر شيء أجيده في حياتي: القدرة على العمل، الكتابة، التفكير....وهذا المرض الإبتلاء يحوم حول هذه المناطق الثلاثة..

ملاحظة:
  • هذا البوست لن أضعه على الفيس بوك ولا على تويتر، أنا كتبته هنا فقط لأنني وعدت بيت ماورد منذ البداية أن يكون مستودع أسراري ومرج أفكاري..والكتابة ترتبني..تمنحني قوة..وتجعل الأمور أكثر وضوحاً لذلك فلكل من يصادفني ويمر من هنا ويقرأني: أرجوك أرجوك لا تسأل عني أياً من أهلي وأصدقائي ، فلا أحد منهم يعرف تفاصيل الموضوع وأنا أؤمنك بذلك خاصة أن أمي وأبي وأخي في ألمانيا لأن أبي يجري عملية هناك وليس من العدل أن أطلعهم على تفاصيل لا أعلم لأي درجة هي مؤكدة وليس من العدل أن يحملوا همي وهم تحت هذه الظروف..
  • من يعرفني لا أريده أن يتصل علي ويسأل عني أو يبعث لي بمسج فحقيقة لن أرد، فأنا أحاول أن لا أعيش الموضوع وأن أضعه على الرف كما قلت فساعدوني أن أحقق ذلك، بإمكانكم التحدث معي هنا فقط ، بإمكانكم أن تكونوا بجواري حتى أصل لأقصى درجات الإيمان والرضى والمقاومة..وبإمكانكم الدعاء لي فلربما بدعوة أخ بظهر الغيب يختفي جل الأمر بدون سبب كما بدأ بدون سبب أيضاً..لا تجعلوني أندم وأشعر أنني قمت بخطوة غبية حين نشرت تفاصيلاً ثم لا أريد لأحد أن يتداولها ولا لأحد من أهلي أن يعلم عنها، فإن علم عنها أحد بطريق الصدفة فأنا أقول لك لا تجزع ولا تخف ولا تصفني بالغباء واللامسئولية، إنها هواجس أكتبها هنا فقط والكتاب يضعون عدسة مكبرة على كل شيء وقد يكون الأمر أبسط بكثير مما أتخيله وتتخيله،،سأصبر فقط فالأمر يحتاج لمزيد من الصبر.. 
  • كلما شعرت بأنني أريد أن أتحدث وأن أخبر بالمزيد من التفاصيل سأفعل ، حتى ذلك الوقت سأعود للكتابة في بيت ماورد عن كل شيء سخيف وغير مهم ، عن كل ما يعجبني وما لا يعجبني في الحياة ، عن مشاريعي المؤجلة وهذه الدانية القطاف وتلك البعيدة المنال..عن قصتي الجديدة وأين وصلت ..عن حنقي من الكلية ونظام التعليم الذي لم يتغير قدر أنملة،،عن بحث سأعمل على نشره قريباً..عن وعن........أتظنون أنني قادرة على ذلك بالله؟ أجل أجل سأقدر
  • أماني وحرية..أعدكم أن أغير أوراق الخريف المتساقطة وأن أبدلها بخلفية ملونة كجزء من خطة "الوضع على الرف" امنحوني فرصة فقط وأعدكم أنني سأفعل، ثم أنني يا حرية لم أكن في أي مرحلة في حياتي أحب اللون البني والله:-) بالمناسبة يا أماني..اتصلت عليك اليوم لأكون أول من أبارك لك النوم في بيت الأحلام الجديد..وإن جاءت متأخرة: ألف ألف مبروك يا صديقة الرحيل والغربة،،والحلم..!



الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

هنا جدة..(١١)


  • ها أنا ذا قد صنعت شباكي بنفسي...

..
..
أخبروني..أثمة عدم تجانس بين صورة خلفية شجرة الخريف الحمراء وممر منزلي الليدزي المتناثر ورداً واسم المدونة والعنوان: هنا جدة؟
.
.
هذا يشبهني تماماً حين أقول: ما زلت مبعثرة..!



  • بعد قليل سأذهب للمستشفى لمزيد من التحاليل والفحوصات..اففففف..طفشت..! سأغلق جوالي حتى لا تتصل علي رئيسة القسم وتقول: تعالي إلى مكتبي، أحتاجك..فأرد: أنا في المستشفى..وهذا كان جوابي خلال الأيام القليلة الفائتة ..ذلك يذكرني بالطالبات حين يغبن عن الإختبار وعذرهن الجاهز: كنت مريضة وتعبانة يا أبلة..! أيضاً رغبة خفية في داخلي تدفعني لإغلاق الجوال لأنني أشعر مذ داومت أنني أعمل كطبيب الطوارئ، دائماً أستدعى على وجه السرعة لأداء أعمال إدارية فجائية..!!!!

  • حين قابلتك البارحة على عجالة قلت لي: سأتصل بك لاحقاً..هل رقمك كما هو لم يتغير؟
فأجبتك: أجل..ثم أضفت: وأنا كما أنا لم أتغير..
فقلت: أتحدى..! ثم عقبت: السفر لمدة أسبوع يغير الإنسان..
نظرت إليك بطرف خفي، كلانا يعرف ما أعني..وأنا لم أقصد التغير على مستوى زيادة الخبرات ..قصدت شيئاً آخر يا صاحبة كوب الحظ الأبيض..
هل أقترب؟. هل أتصل؟..صوت ما يدعوني..وصوت آخر يخيفني...

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

هنا جدة..(١٠)


  • كأنني بازل مفككة..غير تامة التركيب..تتناثر قطعة مني هنا، وأخرى هناك تحت السرير..وعدة قطع محشورة خلف مقعد الكنبة..وقطع أخرى لا أجدها..

من يعيد تركيبي من جديد؟



  • ليس لدي شباك..فصنعت شباكاً يطل من نفسي على ما حولي..

أقف خلف قضبان هذا الشباك..زجاجه مصمت لا ينفذ الصوت..أضواءه خافتة..وعبثاً أحاول تلوين ما خلفه..
علبة ألواني ناقصة..وكثير من الألوان يحتاج أن أبريه من جديد..



  • لماذا يبقى لبعض الناس رائحة عفنة في حياتنا..حتى عندما يمر الحديث بجوار أسمائهم عرضاً تفوح هذه الرائحة فتزكم أرواحنا..أيعلمون هؤلاء الناس أي أثر يتركون؟ وكيف يدفعوننا دفعاً لأن نغلق شبابيكنا بالمزاليج حتى لا تتسرب الرائحة؟ السؤال: أتكمن المشكلة في أنوفنا الحساسة؟ أم في روائحهم الخبيثة؟




  • علمتني يا ليدز الهدوء والنبل واخضرار الروح..علمتني أن لا شيء يستحق الحزن وأن علينا أن نترك خيباتنا تمضي ونتظاهر أننا من نمضي عنها راحلين..علمتني أن العمر يمر أسرع من خطونا..وأن دواخلنا تسعنا إن ضاقت الدنيا بنا..وأن للسماء أفق مفتوح على رب أرحم بنا منا..علمتني أن الصوت العالي نشاز في سيمفونية الكون وأن الكِبَر شر لونه أسود وصوته أسود ورائحته سوداء..علمتني أن البعد عن الشريرين غنيمة وأن البعد عن الطيبين جمال إذ تواطئتِ مع صيادين القمر حين قالوا أن الأشياء تبقى أبهى وأحلى وذات صورة تامة وهي بعيدة.. 


علمتني كيف آخذ بيدي، وأمسح دمعي وأربت على شعري..كيف أتحدث مع الأرصفة وأغازل القمر وأتوهم أن ملائكة السماء ترش علي السكر في الشتاء ..وأنه لا ينبغي أن أحزن للشجر العاري وأفكر كم ورقة يحتاج لأن الله هو من يرزق كل الأشجار العارية ورقاً أخضراً طازجاً في الربيع..
علمتني أن كل الناس.."ناس" وإن اختلفوا وأنني من زمرة هؤلاء الناس..وحتى الأصدقاء والأبناء وسواقين التكاسي  وأفراد العائلة الملكية.. 
علمتني أن أرفق بنفسي وأن أحبها حتى لو كنت الوحيدة التي أحبها..وأن أكتفي برؤية صورتي في مرآتها..
..
..
ليدز..هذا وأكثر ما تعلمته منك..الآن عدت والآن وقت الإختبار..أتراني سأنجح؟ 
.
.
أشعر بالوحدة

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

هنا جدة..(٩)

رسائل غير مرسلة:



  • إلى أبي الحبيب:

حين سلمت عليك البارحة قبل سفرك،،استبقيتني في حضنك أكثر!!
تعودنا أن تكون أنت "الفاعل" المبادر دوماً وليس "المفعول به" ..
تمم الله عمليتك على خير ورزقك الصحة وأعادك بيننا سالماً معافى..



  • إلى أسيل البيضاء:

حين انزويت في ركن قصي البارحة وأخذت تبكين..
لا حظت أنا وخالتك فقط ذلك..
خالتك تعجبت وتسائلت ،،أما أنا فتقريباً كنت أعلم ما يبكيك..
لحقتك ، ورفضتِ الحديث، ثم بصوتك الباكي قلت: ما يصير كده..كل شوية أحد يسافر..! اليوم جدي وجدتي وخالي وغداً خالتي وابنتها وبعد أسبوع خالتي الثانية ،،وأنتم لا تشعرون ولا تحزنون ولا يتعبكم ذلك،،أنتم تضحكون في الغرفة وتسمعون الموسيقى وترقصون..! كيف بالله ما تحزنوا؟
.
.
ماذا أقول أيتها الفتاة التي تعيش بقلبها ولقلبها؟
يتهمك الكل بأنك سريعة البكاء ولكنهم لا يعلمون أي قلب هش تحملين..
هل ورثتك أنا ذلك؟ لا أظن..فلطالما كنت ُقوية لا أبكي أمام أي أحد حتى لو أصاب العطب قلبي..
إذن من أين جاءك هذا القلب الذي أثق أنه يضخ دماءاً وحباً أكثر من اللازم؟
هل أقول لك لا تبكين؟
هل أخبرك بأنني أعرف شعور الشوق؟
هل أشرح لك معنى الرحيل؟
هل أخبرك عن الدنيا أكثر؟
.
.
من أين أبدأ أيتها البيضاء؟
لعلي أكتفي بمسح دموعك ..واحتضانك!!!





  •  إلى الشباك المسدلة ستائره:

اعذرني..
كل يوم أستيقظ ولا أنظر صوبك أو أفتح ستائرك إلا قبل أن أخرج من غرفتي بدقائق..
أنت السبب..
شمسك وقحة..وعيني تنصدم بسور الجيران المصمت..وليس من عصفور أو شجرة أو لون ..أو حتى أفق من أي نوع..
ستبقى مسدل الستائر..!!!



  • إلى الصرح" العظيم":

لا فائدة...
لا فااااااائدة...
الكل يشتكي، والكل غير راضي..إذن من المسؤول عن آلية التغيير؟
لماذا لا تمنحنا فرصة لأن نعلّي السقف؟ لأن نثبت جدارتنا؟ لأن نستعيد ثقتنا بك وفخرنا وانتمائنا؟
أتراها آلفاظ كبيرة عليك وصغيرة علينا؟
العمر يمضي..وسمعتك لا تتغير..
أجيال تتعاقب وتتخرج..والمخرجات تصبح أسوء..
الحياة تمر..
وما زلت في نفس المكان الذي بدء قبل خط البداية أصلاً..



  • إلى صديقتي الحلم:

أعلم أنني غيرت اسمك من كثرة زيارتك لي في الأحلام..
ذلك اليوم. صحوت من حلمي مرتبكة..مندهشة..
أتريدين أن تفهميني أنك غاضبة مني لعدم اتصالي وتواصلي بعد أن عدت؟
كنت عاتبة جداً، وأنا كذلك..
.
.هل نكتفي بالأحلام؟
الطريق إليك حقل ألغام..!



  • إلى الحمامة:

طيب وبعدين؟ 
ما زالت هديتك هنا..عدت من السفر وانتهى رمضان ولم نتقابل وحدنا كي أعطيك إياها..
جاء العيد..والناس يتبادلون الهدايا،،وهديتك ما زالت في دولابي..
هل على أن أنتظر مناسبة ثالثة؟





الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

هنا جدة..(٨)


  • محرج جداً جداً..

مؤلم ومخيف ومفزع...
هذا النزف الرهيب وكأن جريمة ارتكبت داخلي، نقص الحديد وإحساسي بالضعف الدائم واصفرار وجهي، البقع الزرقاء في جسدي وكأنني كنت في ماتش ملاكمة..
فقط أدعو الله أن ينتهي هذا العناء قريباً...



  • كنت في وسط عمل ما، اتصلت على صديقتي ودعتني إلى اجتماع طارئ في غرفتهم، تعجبت وقلت لها: اجتماع في الغرفة؟ مو عند رئيسة القسم؟

حين ذهبت كانت حفلة بسيطة أقامتها الصديقات من أستاذات ودكتورات بمناسبة رجوعي، كان شيئا لطيفاً جداً..قالت إحداهن : افتقدناك جداً خلال العامين الماضيين..ابتسمت وتذكرت التغريدة التي قرأتها صباحاً في تويتر: لك فقدة إذا كنت مميزًا: {وتفقّد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد}




  • تقول سديل: لماذا نذهب للمدرسة إذا كان كل شيء موجود في الكتب؟ تقارن بين طريقة التدريس البريطانية والسعودية طوال الوقت ، وكيف كانت تخرج من المدرسة وهي فاهمة كل الدروس لذا ليس لديهم أي واجبات، وكيف أنها تحتاج هنا لتذاكر لأن المدرسة تقوم بالربع فقط.. حتى لو كان المنهج أمريكي فإن الطريقة تظل سعودية...



طيب..نومة العصر؟ يلا ننام شوية..



السبت، 10 سبتمبر 2011

هنا جدة..(٧)


  • شيء كالبكاء يتجمع في عيني منذ الصباح...

إنه ليس بكاء وإن كان له لون الدموع وطعمها...
لعله حنين مباغت فقط..
.
.
شيء كالحزن يسكنني مذ استيقظت..
إنه ليس حزناً وإن كان له صمت الحزن وجلاله..
لعله شوق حارق فقط..
.
.
شيء كالفراغ يضيعيني فيه مذ أشرقت الشمس..
إنه ليس فراغاً وإن كان له ضيق الفراغ ووحشيته..
لعله بدايات حياة فقط..





  • حادثتني ريم البارحة -صديقتي التي سكنت بيتي في ليدز ..

كيف أفتح مكبس الكهرباء الرئيسي؟ كيف أشغل الدفاية؟ على أي إتجاه القبلة؟ هل أعبئ الغلاية من ماء الصنبور؟ وغير ذلك من الأسئلة...
أنمتِ على سريري أمام الشباك المتسع يا ريم؟ هل أوقظك غناء العصافير منذ الصباح؟ هل ما زالت الشجرة الحمراء الكبيرة تحمل أوراقها أم تساقطت كلها؟ماذا عن شجرة الكرز في الحديقة الخلفية؟اصبري عليها ستفاجئك في الربيع، كيف هو حال حبيب وابنه آدم؟ هل جربت احتساء القهوة وأكل السكونز بالمربى في غرفة الجلوس ذات المنظر الفاتن؟ صعدت الدرج الأبيض الطويل في مدخل الجامعة؟ ذهبت للسنتر؟ هل وضعت قروشاً في قبعة ذاك المغنى الذي يقف بجوار المكتبة يملأ الأجواء غناء جميلاً؟ هل أرّخت لأول مطعم تأكلين فيه في ليدز ليكون مطعمك الأخير حين ترحلين؟ ما أخبار الأرصفة وممر البيت الحجري وباص رقم ٧ ؟
.
.
تباً لي....
أما زلت أريد فرض تجاربي، عيوني، تفاصيل حياتي؟



  • اليوم أول يوم في المدرسة..

استيقظنا مع أذان الفجر، الفتيات ذهبن مع أبوهن..وأنا وصلت سارية الصغير وعدت للمنزل وسأذهب للكلية بعد قليل..
سألني سارية ونحن نهم بالخروج: هل سنذهب للمدرسة مشي؟ قلت : لا...قال: أنا أريد ذلك..
نظرت إليه ولم أجب واستعجلته كي لا نتأخر.
الكل واجم،،مترقب لتجربة اليوم الأول..
.
.


رغماً عني ورغماً عن أنف السنتين..
الحياة بدأت تستطيل وتأخذ ملامحها القديمة من جديد..

الخميس، 8 سبتمبر 2011

هنا جدة..(٦)


  • يااااااه..زمان يا ماورد عن جلسة كهذه..

تملصّت من غداء الخميس وجلست في البيت وحدي..وحدددددددي..
كم هذا ممتع..!
آكل شيتوس باللبنة مكتوب عليه حار نار مع أنه مو مرة حار..وأشرب بيرة التوت..وأجلس فوق سريري في هدددوء . لا صوت إلا صوت قرقعة الكي بورد والمكيف في غرفة الجلوس..وأذان العصر..


  • الأسبوع الماضي كان مزدحم جداً بسبب الدوران في جدة لاختيار مدارس للبنات، وبسبب إختبارات القبول التي عليهم أن يؤدوها لعدة ساعات، وانتظار النتائج والإطلاع على المناهج والكتب وأنظمة المدرسة...
  • اخترنا المدارس وسيبدأون يوم السبت إن شاء الله، لن أعترض وأفتح فمي، لست مسرورة كثيراً من المدارس ولا أعلم هل اختياري هو الأفضل وسط طوفان مدارس الإنترناشيونال والدبلومات ومدارس الماركات الغالييييية ، لكن سأدعو الله كل يوم أن يسهل لهم طريقاً يلتمسون فيه علماً وأن ييسر لهم المكان والصحبة الطيبة. المدارس في هذه البلاد غدت تجارة سلعتها عقول الأطفال وجيوب آبائهم..


  • كليتي ..شيء آخر، وليس لدي قصص بعد، عدا أن ماسجاً قد وصلني بأن حفلة العيد يوم الأربعاء الساعة ١١ ، وطبعاً حتى الساعة ١٢ لم يبدأ الحفل فخرجت وتركتهم لارتباطي بمواعيد في مدارس البنات، وحين اتصلتُ على العميدة لانها استفسرت عن غيابي أخبرتها أن حفل العيد الساعة ١١ وأنني كنت هناك ١١ إلا ربع ، وبطريقة مؤدبة أفهمتها أنني لا أستطيع أن أعطل باقي يومي بسبب تأخير لساعة أو أكثر..

الدرس الأول بعد العودة: لا قيمة للدقائق ولا للساعات ولا..ربما للأيام!!!



  • تعليقات ما بعد العودة: اتغيرتِ ِماعرفناك ( لست أدري مغزى هذا التعليق وما إذا كان إيجابياً أم سلبياً..حقيقة أنظر لنفسي في المرآة محاولة اكتشاف الفروق السبعة قبل وبعد) ...نحففففتِ مرررا ( كنت طوال عمري أظن أنني نحيفة اكتشفت عكس ذلك الآن فقط)....أكيد ما تبغى تسمعي ولا كلمة إنجليزي خلاص ( يا جماعة...ترا أنا سعودية ..كلها سنتين اللي عشتها بعيد ولا تقارن بعدد السنوات التي يقضيها بعض المبتعثين والمغتربين!!!!) ....خلاص رجعتِ؟مسكينة؟...(لا تعيشوني الإحساس دا بزيادة)...رجعت؟ الحمدلله فترة عدّت وخلّصتْ( ترا كانت والله قليل..الحمدلله على كل حال، بس الحمدلله حمداً كثيراً لو ما كانت خلصت)!


  • لا أجد صور جميلة أضعها، كنت قبلاً أصور الشباك، الشارع، الحديقة ..وأضع الصور..

الآن ماذا أصور؟ هل من مقترحات؟

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

هنا جدة..(٥)

نفسي أكتب...بس عيناي تؤلماني منذ عدة أيام،،والوقت زحمة ،،ونعسانة كمان..
كنت أريد أن أكتب عن أول يوم أعود فيه لمقر عملي القديم بعد غياب العامين وكم كان ذلك يشبه عمل "ريوايند" لأيام قديمة في حياتي...
و عن مدى شوقي لليدز وللخريف الذي يتساقط شجره الآن بعد أن يتلون ويتجمل..
وعن حاجتي للهدوء ولاستحداث طقوس حياتية تتفق وحياتي اليومية..أبدأ بها يومي وأنهيه بمزاج رقيق..
وعن مدونة إبراهيم الذي كان يبحث عن عروس ودهشتي باكتشاف مشاعر شاب سعودي "عريس"..
وعن إحساس الشلل والعجز والعزلة بدون سائق في هذه البلد ..
.
.
ماذا أيضاً؟....خلاص نعسانة..
Night..Night

الخميس، 1 سبتمبر 2011

هنا جدة..(٤)

  • كل عام وأنت يا بيت ما ورد وزوارك ووسائدك وكلماتك وأكواب قهوتك بخير وحب وعيد...


  • شفيت؟ أظن ذلك..أرجعت علاقتي الجميلة بك يا عيد؟ نوعاً ما...

حين سمعت أغنية العيد في السيارة رقص قلبي مع معاني العيد التي أحبها..لم أعد أشعر بذلك الألم المحتقن الذي تفجره تلك الأغاني، لم أعد أشيح بسمعي إلى الجهة الأخرى من الشعور ..أصابني إمتنان متوّج بابتسامة،،وتذكرت جلستي في مكتبي وأنا أكتب كلمات أغنية "جانا والله جانا العيد" ..
.
لا شيء يشفي الجروح مثل مرور الزمن..

  • هل علي أن أعد الأعياد التي أزور منزلكم فيها كطقس قلبي سنوي دائم..؟ حين مرّت أختي بجوارك ظننتها أنا وسألتها عني، وأنا رأيتك من بعيد وأكملت طريقي دون أن أسلم لأنك كنت مشغولاً بالحديث مع أحد آخر...ولأنني خجلت خجلاً ذا مقاس صغير علي..

.
.
....قلبي يسلّم عليك..

  • لا شيء يشعرني بمرور الزمان مثل العيد..يفزعني ذلك..كم من الأطفال كبروا وصاروا رجالا ونساء ولهم أسر صغيرة ؟! وكم من الأطفال زادوا على تعداد العائلة..وكم من الكبار كبروا أكثر وشاب شعرهم..وكم من المنازل لم نعد نزورها وغيّب الموت أصحابها..؟

وبالمقابل..كم من الطقوس ما زلنا نمارسها عاماً بعد عام وسنة بعد سنة كمحاولة منا بأن نتشبث بشبابنا وبأيامنا وبكل ما رسمناه ملوناً في حياتنا..لهذا نقول كل سنة دون أن نمل...
.
.
ينعاد عليكم..

مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...