الاثنين، 29 مايو 2023

خير؟…سلامات

 إنها غلطتي يا ماورد..أنا التي قبلت وادعيت أن الموضوع عادي، وأنني لست من فئة المعاقين وأن بوسعي فعل أي شيء وأنني سأشرف البلد وأن تعثري وعرجي وبطء خطواتي لا يعني شيئا ولن يلفت النظر..

قبلت أن أقدم الفائزين في مسابقة وحدث على مستوى الدولة ، وزير التعليم ووزير الثقافة وكل العاملين تحتهم من رؤساء الهيئات وكبار الشخصيات، طبعا منذ بُلّغت بالأمر وأنا أفكر..

هل تعاميت أو تجاهلت أو ظننت أن لا أحد سينتبه، أو أن ساقي اليمنى ستتجمّل معي وتتحملني وتكف أذيتها الدائمة عني؟

 وافقت بل وتحمست..فتباً للحماس في غير موضعه، هناء كانت بجواري وقالت أنها ستعكزني ، طبعا بحثت عن صور للمسرح كي أتأكد من الدرج وكيف هو وهل بجواره درابزين أم لا، وعندما تأكدت تطمنت قليلاً، قبل الحفل تناولت كل أنواع الأدوية من مسكنات ومرخيات للأعصاب، وجاءت اللحظة الحاسمة، نودي اسمي فطلعت المسرح ومشيت حتى منتصفه بدون عكازي، كنت أرتدي العباءة الموف التي تشبه المشلح وحين أردت ارتداء حذاء بكعب عال خفت..ماذا لو تعثرت وسقطت فارتديت حذائي الأسود رغم أنه ليس الأجمل مع لون العباءة، طبعا كنت أشعر أنني كعجوز عرجاء، ولم أكن أعرف إلى أي مدى سيظهر عرجي، طبعا تحدثت بدون ورقة ولم يكن الحديث الأفضل وذلك لانشغالي بقدمي وقلقي من نظرة الناس، انتهت المهمة على خير وتوجهت للنزول، وعندما جلست على مقعدي وقبل أن ألتقط أنفاسي سألني الضيف الذي كان بجواري: ممكن أسألك سؤال خاص وأرجو ألا يكون محرجاً طبعا عرفت سؤاله فقلت له تفضل: قال لي مابها قدمك؟ أعرض عليك القدوم للجنوب وسأذهب بك إلى الخالة فاطمة وحتما تستطيع أن تعالجك، ضحكت وقلت له: لدي إم إس، فسكت وقال لي: أوه خالة فاطمة لا تستطيع فعل شيء..انتهى الحفل وبدأ الناس بالخروج وكنت قريبة من بوابة المسرح، كل من يمر يسلم ويقول لي سلامات وأنا ابتسم وأقول: الله يسلنك، حتى مر وزير التعليم وكنت جالسة عالكرسي وقبل أن أقف فاجئني وقال لي: ألف سلامة وشكراً لأنك رغم تعبك أتيت ،، تشرفنا بك…قبل أن أقف حتى أكمل خطواته خارجا..

لم أعرف هل علي أن أشعر بالامتنان لما قاله الوزير؟ أم أنني يجب أن أعرف أن فضيحتي صارت بجلاجل حتى أن الوزير عرف أن مشيتي مختلفة وأن لدي مشكلة في الظهور الرسمي،  وأقول فضيحتي لأنني لم أتخلص من شعوري الدائم بالعار وبأنني غير كفؤ لشيء ..لعدم قدرتي على الحركة ببساطة مثل كل الناس وعدم قدرتي على التغلب على هذه المشكلة..

طبعا بعدها رأيت ناساً من سنين ما شفتهم، سمر جمجوم، ونهاية وأهالي الطلاب الفائزين، وغيرهم الكثير وكلهم يبدأون ب" سلامات؟" وينتظرون مني تفسيرا وأنا أقول: لا بس رجولي تعبانة شوية

المهم..البارحة رغم جمال الإيفنت إلا أنني كنت مكسورة داخليا،..



 أكره رجولي وما تضعني فيه من مواقف

 

السبت، 20 مايو 2023

ولو ..العفو

 الآن هو يوم السبت الساعة السابعة مساء، وآخر مرة خرجت من البيت يوم الخميس وعدت للبيت في هذا الوقت تقريبا 

 ووحيدة..

لا أحد في البيت: أنا وماري وريتشل

سديل: في الخبر-أسيل: في نيورك-فهد وسارية: المدينة..

عادة لا يهم. أستطيع دوما أن أجد ما أفعله ولا أشعر بمرور الوقت..هذه المرة فعلياً أنا كيس بطاطس عالكنبة..

لو كنت في وقت آخر لكنت طبعاً خرجت بسيارتي ذهبت للسينما وحدي وللغداء، أو استجبت لدعوة ريما أن أزورها في كاوست..

لكن..لا أريد أن أفكر في الجهد الذي سأبذله للخروج ..تبا قدماي، لا هي قدمي اليمين تخذلني كثيرا وتجعل ممارسة أي نشاط بالنسبة لي عذاباً أفضل تجاوزه..


يوم الخميس مررت بموقف غريب..

كان لدي مشاركة في أحد الفنادق إذ كنت ضمن المتحدثين في نشاط يخص الوزارة..

أنا أعرف أن هناء ومصطفى وآخرون قائمون على هذه الفعالية..

حين وصلت كلمت هناء وقلت لها أنني وصلت..

هناء لا أخجل منها، أمسكت بذراعها ودخلت للصالة وقدمت ما يجب علي تقديمه، بعد ذلك تفرق الموجودين لمواعيد أخرى في نفس البرنامج وبقينا أنا ومصطفى فقط..

تحدثنا قليلا ثم قلت له: طيب سأذهب الآن، سيارتي برا..ثم سألت : أين هناء؟

قال مصطفى: هناء لديها ارتباط مع أحد المجموعات..وكأنه قرأ ما يدور في ذهني، وحقاً كنت لا أقوى على رفع قدمي وأخذ خطوة رغم أن الباب والسيارة قريبة..

نظر إلي مصطفى بنظرة عميقة ومد لي يده وقال: يمكنك أن تتكئي علي…

طبعاً أحرجت جدا ، ولعنت قدمي وهذا المرض اللعين..

مد يده ثانية فقلت له: لا أظنك تود أن يرانا أحد وذراعي في ذراعك لشيء لن يفهموه..

قال: دعك من هذا وهي لنخرج…

وضعت ذراعي حول ذراعه ومشيت بثقل مستفز ، أوصلني حتى السيارة، تأكد أنني دخلت وأغلق الباب..وأنا تتجمع الدموع في عيني خجلا وشعورا بالدونية والحاجة والعجز ..

دعك يا ماورد من مني..وانظري إلى مصطفى، ذلك الصديق اللطيف الذي جمعت الحياة بيننا وبين عوائلنا وأصدقائنا..فتشاركنا أشيائنا الجميلة الأثيرة في الحياة..

حين عدت للبيت رسلت لمصطفى ماسج: "شكراً مصطفى..كنت محرجة بس انبسطت إني شفتك اليوم..إحساس بالانتماء"..

فرد علي:

ولو العفو..أعرف إنك محرجة ومو عارف أقلك إني عشان أتعكز عليك لازم تتعكزي علي".."



لا زلت لا أعرف كيف أخرج من شعوري بالعار وكأنني ارتكبت خطيئة وأخجل أن يراني أي أحد..

أشعر أن هذا الإحساس المدمر ينطبع ويظهر على عيني..


الثلاثاء، 9 مايو 2023

متلازمة أليس في بلاد العجائب

 هكذا إذن الأمر يا لويس كارول..

سمعت من أحد الأطباء اليوم أن لويس كارول كان مصابا بمرض لم يكن معروفا قبل ذلك وأن أعراض هذا المرض هي التي دفعته لكتابة أليس في بلاد العجائب، فيما بعد سمي هذا المرض بمتلازمة أليس في بلاد العجائب، هذا المرض يعرف أيضا بمتلازمة نود أو هلوسة القزم، المتلازمة هي نوع من الاضطرابات العصبية التي تؤدي إلى مجموعة من اضطرابات الرؤية والإحساس بالفراغ والاحساس بالزمن.ومن أعراض المرض:

تشوه في حجم الأشياء حيث يرى المريض نفسه أو الأشياء حوله في غاية الصغر والكبر 

عيوب في بعد المسافات فقد يرى الأشياء قريبة أو بعيدة

تغيرات في الوقت والزمن حيث يتحرك الوقت بصورة بطيئة أو سريعة

تغير في ملامس وأصوات الأشياء..


يا إلهي، هذا كله لخص حكاية أليس والسقوط في الحفرة وتغير حجم أليس بعد أن تشرب "drink me” والوقت الذي بقي عند الساعة ١٢ وتوقف عند وقت شروب الشاي 

ألم أقل لك يا أيتها الأميرة النائمة أنك قد تكونين مصابة بالإم إس وبذلك التعب الذي يجعلك نائمة دائما أو يجعل ظهرك يؤلمك من حبة فول فقط..؟!

أتوقع أن أليس في وندر لاند من أكثر كتب التاريخ مبيعاً..

اذن..انتظروني

الاثنين، 8 مايو 2023

الغيمة السوداء

 عادت الغيمة السوداء لتلفني..

إنها تمشي معي، تحاوطني، تبطئني، تفصلني عن العالم..تشعرني باللاجدوى، بالهم، باللااستحقاق، بالضعف، إنها تحطم ثقتي وترميها على الأرض فتتكسر إلى ألف قطعة، فأصاب بعدم الرغبة في فعل أي شيء أو خوض أي شيء، هذه الغيمة مظلمة سوداء..طعمها كالبحر مالح، جوها يشبه جو جدة بدون مكيفات في جولاي ولا يمكنك سماع صوتك أو صوت أي أحد كان.

لابد أن أنتظر حتى تنقشع هذه الغيمة، هي حتما ستنقشع ، وحين يحدث ذلك فهي حتما ستأخذ معها شيئا مني، وتتركني مكسورة الخاطر ومعطوبة على قارعة الطريق 

 

 اليوم كانت الطعوم عندي "مضروبة" جدا،،لم يعجبني الغداء وشعرت بزفارة الدجاج التي قلبت معدتي فتوقفت عن الأكل، والآن وقت العشاء سارية جاب شاورما..عدة لقمات من شاورما اللحم ثم شعرت بطعم اللحمة النيء والذي أصابني بالغثيان فتوقفت وجربت شاورما الدجاج فكدت أن أستفرغ حرفيا حتى أن الكل لاحظ، أحضرت من بندة كندا دراي "جنجريل" بالنكهات وكنت متحمسة لتجربته، نكهة التوت دوا كحة ونكهة،، الرمان فمتو،، ونكهة الليمون شيئا تعيسا لا أعرف كيف أصفه من سوءه، وحتى عندما قررت أن أشرب بيبسي كان طعمه بلا صودا


ماذا تريدين يا نفسي أن تقولين لي داخل نفسي؟

..

الاثنين، 1 مايو 2023

طرابزون

 - لست أدري إن كان أحد يتابع هنا..

أنا لا أرسل هذه المدونة لأحد..هي تشبه دفتر يوميات أو دفتر مذكرات شخصية..

وهذا شيء من الأشياء التي كنت أحبها منذ الصغر ولازلت أقوم بها..

لكن..حقيقة من يريد أن يقرأني؟

حلطمات..على تتبع تاريخي المرضي..ويوميات العمل الغبية..وأحيانا..أحيانا بعض اللحظات المشرقة..

لا أدري بعد أن أموت ماذا سيحدث لك..أو فيك يا ماورد..ستضيعين في الفضاء؟ أم ستنتقلين معي إلى حيث أذهب؟


- تخيلوا منذ أكثر من ٧ سنوات ونحن نحاول أن نطور خطط قسمنا الدراسية ، منذ أن كنت وكيلة التطوير..

وحين كنا قاب قوسين من اعتمادها، انتقلنا من جامعة الملك عبدالعزيز إلى جامعة جدة..

غيروا الخطة حسب معايير جامعة جدة، عيدوا كل التوصيفات عشان في نماذج جديدة، عيدوا الخطط ووزعوها على ٣ أترام بدل ترمين، حولوا الدراسة من ٤ سنوات إلى ثلاث سنوات، لازم تنعاد عشان نعمل نقاط خروج للدبلوم…

يا الللللللللله..

صرت أكره كلمة تطوير من قلبي..

يظهر لي طريق صحراوي حار ليس له نهاية مهما مشيت..


- البارحة لم أستطع النوم..أنا خائفة..تخيل لكني متحمسة ذلك الحماس الخجول!!!!

لكنني أشعر أني لم أعد مغامرة مقدامة كما كنت..

سابقا لم أكن أفكر في التفاصيل بل كنت أرى هناك الصورة الكاملة..

الآن لم يعد هذا هو الوضع، ربما لأنه يجب علي أن أفكر في التفاصيل أكثر،، أين سأذهب وكيف وأين سأوقف السيارة ومالحذاء الذي أرتديه..؟؟

يالله لطلما كرهت هذا النوع من التفاصيل، لكني الآن وفي هذه الأيام لا أستطيع الفرار من التفكير فيها..


- تؤمنون بالمعجزات؟ تؤمنين يا ماورد؟

حسنا..لا أعرف إن كنت أفعل أنا..

لكني أؤمن بالماورائيات كثيراً..

عدة أحداث متسلسلة حدثت جعلتني أفكر كثيرا

لن أحكي لك الآن ياماورد ..ربما بعد عدة أشهر..

أرجو ذلك، وأتمناه..

كما أرجو أن لا يكون الأمر مجرد أضغاث أفكار صاغها لي عقلي لأنه



يود رؤية الأمور بهذه الطريقة..


- رحلتي إلى طرابزون..

كانت قصيرة، سريعة. لكنها من تلك الرحلات المشبعة…

قد أقوم بعمل حلقة بودكاست عنها..

أحتاج لقليل من التفرغ كي أكتب النص ثم أعطيه للمثنى كي يعمل عليه..





مسلسل كويتي

 هل قلت لك يا ماورد أنني أحتاجك جداَ؟ نعم سآتيك كثيرا فطيبي خاطري كلما أتيت وقبليني على جبيني ولا مانع أن تحضنيني فلن أمانع.. البارحة ذهبت إ...