الثلاثاء، 14 يوليو 2009

رسالة في قارورة (14)



  • مرتبكة...

نمت ساعة ثم استيقظت ثانية..
هرعت إليك يا مدونتي..أود لو ألقي في حجرك رأساً لم يعد يعرف كيف يفكر، وقلباً نسي كيف يشعر..
حسناً..
دعيني أخبرك بشيء..
اليوم استلمت أول 10 نسخ من كتابي..
أهداني إياها زوجي..
نظرت إليها..
أشحت بوجهي وكأني لا أعرف شيئاً عنها..
قال لي زوجي: ماذا؟
توقعت أن تدمع عيناك على الأقل..
توقعت أن أرى الفرحة في عينيك.. !



نظرت إليه مشفقة عليه مني..
مشفقة على كتابي..وعلى كل الناس اللذين آمنوا بي..



  • لست أدري ماذا أصابني..
أنظر إليك أيها الكتاب..أقلبك مراراً بين يدي وأقول: أهو حقاً أنت؟ هل أعرفك؟ لماذا لم تحتضنني؟ لماذا لم أقبلك؟
أيستحق الأمر؟
أيستحق هذا الكتاب أن يكتب لي عنه الدكتور غازي؟ أن تشجعني عليه الدكتورة لمياء؟ أن أحارب من أجله؟ أن أنأى به عن كل دور النشر كي يكون شيئاً مختلفاً وعلى مزاجي؟
هل فعلاً هو هذا الشيء المختلف الذي راهن عليه الجميع؟
لم إذن أرى كل العيوب والتفاصيل التي لا ترى؟
لماذا أقول الان : لو كان أصغر..لو كان الخط أكبر..لو راجعت هذه الصفحة أكثر..لو..لو..لو..
أغلق الكتاب وأشيح بوجهي إلى الجهة الأخرى من قلبي وأنا لا أعرف كيف أفكر أو ماذا أشعر..
..
..


  • اتصلت بصديقة الرحيل، وأخبرتها بصدور الكتاب بنبرة جافة لا حياة فيها..
قالت لي والفرح يملأ صوتها: مبروووووووك..هذا خبر جميل..
قلت لها: لا انتظري...أنا لا أشعر تجاهه بشيء..
قالت لي: أنتظري قليلاً، ستشعرين يا ماورد ،إنه كالطفل الوليد الذي لا تغمرك المشاعر مباشرة بعد ولادته بل بعد مرور بعض الوقت..
أحقاً ذلك يا صديقة الرحيل؟
عديني..عديني بمثل هذا الشعور



  • اتصلت بصديقتي الحمامة..فقالت : الللللله يحمس..
قلت لها : لا..
قالت: لم يا ماورد، دائما لا تفرحين بإنجازك؟
قلت لها: أحقاً أنا كذلك؟
صمتت قليلاً وقالت: لعلي أنا وأنت من الناس اللذين لا نفرح بشدة لإنجازاتنا عكس بعض صديقاتي اللواتي يبالغن في الفرح..
قلت لها: أخبريني..في أي من إنجازاتي كنت كذلك؟
قالت لي: بل في كل حياتك يا ماورد..!!
رفقاً بك..أرجوك!



  • بعثت للجاردينيا ماسج أخبرها فيه بصدور الكتاب..
لكنها لم ترد..!!!!



  • ماذا أيضاً..؟
في الوقت الذي جاء زوجي برزمة الكتب..كنت قد عدت مع فتاتي من المخيم..
كنت مشحونة من إحداهن بسبب ما أثارته حولها من مشاكل هناك..
أتذكرين يا مدونتي ابنتي التي أسميتها في إحدى مدوناتي هنا بالديناصور؟
أجل، هي ذاتها..
كانت ديناصورا تضخم..ودمر من حوله كل شيء..
أخبرتها بما سمعته عنها..أخبرتها بخذلاني فيها..
أخذت تبكي بهستيريا..وأخذت أتداعى من الداخل..
دخل زوجي على معركتنا تلك وقال لي بعتب: لماذا يا ماورد؟ لماذا لم تدعينا نحتفل بلحظة الإنجاز صافية ؟



  • المفارقة المضحكة..
أن هذه الفتاة كانت الشرارة التي دفعتني إلى كتابة هذا الكتاب..
فهل وحدي من كان يرى فيما أكتبه شيئاً يستحق..أما الناس فلن يروه إلا قالباً فارغاً تافهاً مغروراً؟
ألست كنت دائماً أفخر بابنتي ثم خذلتني أمام الناس؟



  • اختلطت علي الأمور..!!
وغامت عيناي بالدموع، ولم أعد أرى الشاشة..!!!!

أمي وأختي التي شاركتني الأيام الأخيرة من إصدار الكتاب ليست هنا..
وأنا وحدي في هذا الليل أبكي خيبة أشعر بها..!!!



  • سأكون أفضل غداً؟

سأحملك أيها الكتاب الوردي المربع بين يدي؟


سأحاول أن أراك إنجازاً طالما انتظرته؟


أتذكر حين قلت عنك أنك الكتاب الذي كنت أريد قراءته ولما لم أجدك كتبتك؟


لماذا إذن لا أريد قراءتك الان؟


أم لأنه كما قلت لك سابقاً: دوري قد انتهي ، والموضوع قد خرج من يدي


وعليك الآن أن تشق طريقك وحدك..!!!


أشفق عليك مني,,فأنا قاسية وأنت لا تستحق كل هذا العتب..




رسالة اليوم:


إلى ماورد ..


لماذا تحلمين إن كنت في كل مرة تبكين أحلامك وترثينها حين تتحقق؟


لماذا تجدّين في الطريق وتغذّين المسير وحين تصلين للنهاية تكون قواك قد استنفذت حتى لقليل من الفرح؟


لماذا كلما أنجزت شيئاً جديداً تشعرين أنك تنزلين سلماً بدل أن تصعديه؟


حقاً....لست أعرف كيف أتعامل معك..!!!






هناك 4 تعليقات:

  1. ياااااااااه قبل نصف ساعة فقط عدت من الدوام
    عدت مضغوطة من المديرة التي تطالب بأن أكون ألة وكأن الوظائف ملقاة في الارض ولا يبقى علي سوى التقاطها
    عدت مشحونة أيضا ً من شخص امنت به وبحبي له ولكنه خذلني بشكل لا يعلم به سوى الله

    عدت ولجأت لقراءة شي يسرني ففتحت مدونتك ووجدت هذه البشرى التي جعلت مشاعري مختلطة ولكن المخ كما تقول الدراسات يلتقط ذبذبات السعادة اكثر فغلبتني سعادتي بك وبصدور كتابك

    لدي الكثير اود ان اقوله لك لدكتورة أروى التي أهمس في أذنها بان تسمع من محبيها فهم من سترى نفسها منهم فهم كالمرآة بالتأكيد لها

    الف مبروك من قلبي المثقل بكل انواع المشاعر بهذه اللحظة مما يجعل العبارات تخونني كالعادة لدرجة لا اريد التوقف عن الكتابة حتى اخرج مشاعري صادقة كما اشعر بها

    أفخر دوما ً بأني منك قريبة وبمعرفتك وسأفخر عند شرائي لكتابك وسأحمله معي دوما ً وسأوصي بإقتنائه سأخبرهم في العمل غدا ً باني اعرف تلك الكاتبة التي ستجدون كتابها في المكتبات بمقدمة من سيد الادب

    ردحذف
  2. لم أتمالك دمعة عيني وأنا أقرئك هذه المره ، أشعرتني بالحزن حد البكاء ... لن أقول لماذا ياماورد، لقد قلت كل شيء .. أعرف بعد أيام ستفيقي على طفلك الوليد تهدهديه وتحمليه وتسعدي به ... دوما طريق النجاح لانراه ولكن نشعر به ... ربما لم تشعري به حتى الآن
    أثق بأنك ستسعدي بنجاحك قريبا...

    ردحذف
  3. كلام الحمامة صحيح... انت لا تفرحين بانجازاتك ولا تعيريرها ذاك الاهتمام، لذلك تمل منك وتهرب باحثة عن غيرك ليفرح بها.
    غريبة هي الغاردينيا وغريبة جداً علاقتكما، لا أعلم كيف يمكن أن يحدث هذا ولماذا حدث. لماذا نسقط أحد الشخصيات الرئيسية من كتابنا.
    كلامك صحيح... انت قاسية ولا أعرف كيف أتعامل معك.

    ردحذف
  4. أوبس..أيها الغير معرف..لا تعرف كيف تتعامل معي لأني قاسية؟! إبحث إذن عن تلك الأزرار التي تجعلني أذوب وأسيل رقة.. حتماً يتعجدها

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...