الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

فاصلة..(2)

  • يبدو أن مرحلة الإنتظار الساحق ستسحقني حتى آخر قطرة..
اليوم ذهبت للتقديم على الفيزا البريطانية، ولا أدري متى سأستلم الفيزا..
لكن ليس هذا هو المهم، بل خبر آخر صعقني فجأة وأفقدني ما بقي لدي من تماسك..
علمت اليوم أن أوراقي لابد أن توقع من وزير التعليم..!!
أجل سترسل إليه إلى الرياض ليوقع بجلالة قدره..
لم يبق إلا توقيع الملك وأضرب الرقم القياسي في عدد التواقيع و.."مستواها الرفيع"..
كل ذلك من أجل 8000 باوند في السنة ..
المضحك المبكي أنني قبل عدة أيام كنت مدعوة لزيارة جامعة الملك عبدالله من صديقتي الجاردينيا التي تعمل هناك..
هالني ما رأيت..صدمتني "الفلوس" المكبوبة كباً في ذلك المكان..
حين عدت لواقعي وأوراقي التي ما تزال تائهة شعرت أنني أعيش في الصومال..!

  • لا أعلم هل سأسافر بعد تسعة أيام كما هو مخطط أم أنني سأؤجل سفري إلى حين..
وإذا تأجل فإلى متى هذا "الحين"؟
تعبت جداً..جداً ..والمفترض أنني أدخر بعضاً من جهدي وقوتي لمواجهة حياة جديدة تماماً علي..
أعود وأتسائل: هل يتستحق الأمر؟
هل يستحق ما يفعله زوجي من أجلي ويجعلني عاجزة عن النظر في عينيه امتنانا..
هل يستحق ذلك الهم الذي يحمله أبواي دون أن أستطيع محوه من عينيهما..
هل يستحق بقائي متأرجحة أمام صديقاتي..أبنائي دون أن أمنحهم فرصة للشعور بالأمر كما ينبغي..ودون أن أمنحهم فرصة حتى لممارسة أي طقوس للوداع ؟

  • لا أستطيع بعد أن أضب أغراضي..ما زالت تتناثر في كل ركن من البيت..
بالرغم من أن الأيام القديمة تسلمني ببطء شديد بدون أن "تصفطني" إلى الأيام الجديدة إلا أنني البارحة سلمت "تواقة" إلى أيد أمينة..
تواقة ذلك الإنجاز الجميل الذي لا أريد له أن يموت برحيلي..
عساه يظل صدقة جارية لي أينما رحلت وكنت..!

  • فاصلة،،،:
أيها العيد..لو كان لي أن أعيشك هنا فهل ستستقبلني؟
لم أشتر أية ملابس جديدة تليق بك لي أو للأولاد..
لم أغلف هدية لأي أحد أو أكتب بطاقة معايدة..
فهل ستسقبلني رغم أنني فتاة عاقة؟
حسناً..تعلم جيداً أنني قد أهديتك في يوم ما صندوقاً مليئاً بالألوان والبالونات..
لكنك فاجئتني بطعنة جرح في ظهري؟
هل تذكر؟
تعادلنا إذن..
.
.
نحتاج وقتاً كي نغفر لبعضنا..!!!

هناك 4 تعليقات:

  1. اااااااااااه ياشريكة الرحيل المرتقب .. بقي توقيع ربما يأتي بعده الفرج ..
    الانتظار عبودية من نوع آخر ..
    منذ الأمس ويدي ترتعش في الكتابة تخرج الحروف من قلمي متعثرة وكأنني في اختبار صعب جدا .. حقا أشعر بالألم في جسدي ولا أعرف هل هو عضوي أو نفسي ، بالإضافة إلى التوتر الشديد الذي أشعر به والذي بدأ يتحول إلى ضعف في تركيزي .. هل ستنجو تجربتنا أم تحتاج مزيد من التوقيعات وبالتالي التعقيدات .. أدعو الله في هذا الأيام الفضيلة أن ينقذ حلمنا ويحقق أملنا يااااارب انك قادر على كل شيء ...

    ردحذف
  2. التوقيعات والتعقيدات..!
    لأول مرة ألحظ هذا التشابه بين الكلمتين..!!

    أجل أماني،،ليس لنا في هذه الأيام إلا دعاء يغسل الروح وينزل الرحمات والسكينة على قلوبنا..

    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الصعب إذا شئت سهلاً..

    ردحذف
  3. الدعاء أعظم السلاح ..
    وحكاية التوقيعات ، والتعقيدات مسألة يشترك فيها البشر في وطني / وطنك كثيراً جداً

    يسر الله لكِ

    وكتابة جداً جداً رائعة

    أشكرك

    ردحذف
  4. أهلا وليد...
    أثريت بيت ماورد بوجودك..
    :)
    قهوة..أم شاي؟
    :)

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...