الجمعة، 24 يوليو 2009

رسالة في قارورة (17)

أستمع إلى موسيقى الصيف الفائت...

تلك التي أخذتها من معلمة اليوغا..

انثالت علي ذكريات الصيف الماضي حين كنت مخدرة متداعية لا أريد شيئا من الدنيا إلا أن يمنحني الله قوة تساعدني على التماسك..

تلك مرحلة من حياتي كان اسمها " من خلف الزجاج" حين كنت مفصولة عن العالم ، أنظر إليه من موقع خارج نفسي..

لعل هذه المدونة حفظت كثيراً من تلك المرحلة وتداعيتها..

بعدها بدأ رمضان..وحتى نهاية الحج كانت مرحلة اسمها "اللهم اجبر كسر قلبي" حين كانت هذه دعوتي في كل التفاتة وإغماضة..في كل يوم من رمضان وفي كل خطوة في الحج..وما أكرمه سبحانه حين أجلى عن قلبي غماماً أسوداً فكنت أرى آثار جبر القلب التي ألححت عليها تتمثل في كل شيء من حولي..اللهم ارضى عني فأنت من أرضيتني..

بعدها بدأت عاماً طويلاً ومرحلة جديدة كان اسمها "التحدي" كنت فيها قد حددت أربعة أهداف، وأخذت أسعى إليها بكل سرعة وقوة..كانت مرحلة صعبة أسابق فيها نفسي، أحتاج أن أثبت لي أنني ما زلت قادرة على الإنجاز..وأن لدي جوهراً أستطيع أن أثق به..وأن أعيد إلي شيئاً من كرامتي المسفوحة..

ونجحت في هذه المرحلة..حققت أهدافي الأربعة :


  • أنشأت موقعاً لتواقة ، كلما دخلته شعرت كم هو جميل ورائق..رغم كل العروض التي أثنتني عن هذا المشروع لإرتفاع تكاليفه وصعوبة العمل مع المبرمجين..إلا أن الله يسر لي كل شيء ..

  • أصدرت فاطمة الحالمة، وصحيح أن دوري فيها لم يتعدى الإنتظار فقد كنت بعيدة عن خطوات العمل إلا ما تيسر ، لكنها في النهاية كانت بالنسبة لي معنى يخبرني أن أساس النجاح حلم صغير..وأن ذلك المعنى ليس كذبة سخيفة..

  • انتهيت من كتاب الأسرار..رغم الأرجوحة التي كانت تبعثرني في كل اتجاه أثناء العمل عليه، إصراري على أن يكون مختلفاً ، بحثي عن رسامة، صعوبة نقل فكرة الكتاب إلى أشخاص آخرين يعملون معي..تواصلي مع كثير من دور النشر ورفضهم لي أو رفضي لهم..ثم..إصدار الكتاب أخيراً..صحيح أن الكتاب قوبل بعاصفة كاسحة من الإعجاب والقبول، إلا أن العمل عليه الآن أخذ مرحلة أخرى تتمثل في التواصل مع المكتبات ودور النشر، التفكير في تسويقه والخروج من ورطة الثلاثة آلاف نسخة التي تقبع في صالون بيتي..!والذي لا يبدو أمراً سهلاً أبداً..!

  • الهدف الرابع هو تخطيطي للسفر ، ياالله حين أتذكر كم كان مشروعاً بدون ملامح فكرنا فيه أنا وصديقة الرحيل، وكيف أصبح الآن تعميماً ومشروعاً معمولاً به في الجامعة بعد أن طالبنا به، صحيح أنني وصديقتي ندفع دية الأوائل اللذين يطبق عليهم البرنامج..وصحيح أن أوراقنا ما زالت تائهة في الجامعة إلا أن شيئاً يهمس لي: قريباً يا ماورد..قريباً جداً سترحلين..!



أوووووووه..لماذا أسرد ذلك هنا اليوم..وكل تفاصيل ذلك مكتوب خطوة بخطوة وشعور بشعور في المدونة..!

ربما فقط أصبت بشجن يوم الجمعة ذلك الذي يدعوني إلى أن أضع ميكروسكوباً على حياتي وأتفرج عليها من ثقب أتلصص وأرقب وأتفلسلف..

ربما أردت أن أخبرني في ختام مرحلة من حياتي أن الحياة متعبة..وأننا إذا رفعنا سقفها عالياً فعلينا أن نتحمل مشقة الخطوات والمشي في درب نحاول أن نرسمه على مزاجنا..

ربما أردت أن أقول لي مرة أخرى اهدأي يا ماورد..وابدأي مرحلة جديدة من حياتك تكون خطواتك أكثر بطئاً واتزاناً وطمأنينة..

ربما أردت أن ألفت نظرك يا ماورد إلى كمية الصديقات اللذين كانوا بجوارك في كل مراحل حياتك السابقة، تثق قلوبهم بك رغم كل شيء، ويهشون بأرواحم كآبتك في كل وقت..

متى ستعودين إلى الإلتفات إلى تلك التفاصيل التي تحوطك,,لتكتشفي كم كانت تبهجك بجمالها وترضيك على بساطتها؟
متى ستوسعين الدائرة حولك لتكف عن كونها أنت فقط وتتسع بكل رحابة إلى الكل ؟



رسالة اليوم:
إلى ماورد..
كتبت قبل ذلك قائمة بأكثر 10 أشياء تكرهينها..
متى ستكتبين قائمة بأكثر 10 أشياء تحبينها؟!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...