الخميس، 3 سبتمبر 2009

فاصلة..(1)



  • وما أكثر الفواصل في حياتنا..!

انتهت العشرون قارورة المحملة بالرسائل، ولم يعد لدي المزيد في خزانتي..
كنت أتمنى أن تنتهي القوارير بانتهاء مرحلة الإنتظار الساحق..
لكني لم أعد أحتمل ألا أتبعثر في قارورة ..فقررت أن أتعثر في فاصلة لحين انتهاء هذه المرحلة من حياتي.



  • بقي لي من مرحلة الإنتظار الساحق..توقيعين..وورقتين..وأسبوعين فقط على موعد الرحيل..


حتى الآن لست أدري أين سيكون عيدي في هذا العام..
لو انتهيت من كافة الإجراءات المتبقية وعملت على استخراج الفيزا في الأيام المقبلة فسيكون سفري كما خططت-قبل العيد، وإلا سيتأجل إلى حين..
هذا معناه ررررركض ..ومزيد من الإنسحاق في الأيام الآتية..




  • تجربة الإنتظار الساحق علمتني أمور كثيرة:


- تعلمت أن للرأي العام قوة، ومهما كانت النظم بيروقراطية فبإمكان الصوت لو كان مستمراً أن ينحت في الصخر الأصم..لولا إصرارنا أنا وصديقة الرحيل على تحقيق حلم ما لما استصدر هذا القرار الذي كان يبدو مستحيلاُ في البداية (إتصال علمي لمدة سنتين بدلاً من سنة) وأرجو أن يستفيد من بعدنا الكثيرون رغم أننا دفعنا ضريبة الأوائل اللذين بحت أصواتهم واستهلكت أعصابهم.
- تعلمت أن للحلم سطوة وأنا التي كتبت أحلامي قصة أطفال ملونة ومبهجة ورغم أنني عاتبتها كثيراً واتهمتها بالكذب والتخريف إلا أنها همست لي في آخر السطر: أرأيت ..لا تنتهي الأحلام وإن ظننا أن كل أحلامنا ماتت فإنها تنبت من حيث لا نحتسب..دموعنا يا ماورد تسقي أحلامنا..



- تعلمت أن هناك أناس يرفعون من قدر حرف الدال- وهم بالمناسبة قليلون جداً- وأن هناك أناس يود حرف الدال لو يتبرأ من اسمهم..مثال على الدال الأولى الدكتور (ع) الذي أدين له بعد الله بتحقيق هذا الحلم وبكونه نموذجاً للتواضع والسعي على مصالح الناس، ومثال على الدال الثانية الدكتور (س) -وهو دكتور في الفقه- والذي كتب رداً على مقال للدكتورة فاطمة نصيف كان عن الذهاب للعمرة وانفلونزا الخنازير يتقاطر ازدراء وسخرية بأسلوب لا يليق بأتفه الناس وأحمقهم فكيف بدكتور مثله..!!!


- تعلمت أن أسأل نفسي دوماً حين أصاب بالحنق من أحدهم- في ظل البيروقراطية المدمرة التي تعاني منها بلدنا-: لو كنت مكانه ماذا سأفعل؟ وآليت على نفسي عند كل إجابة أن أقدم دعماً ومساندة وتسهيلاً لكل من يقصدني ولا أفعل كما يفعل البعض أصحاب المناصب من استهتار وركن المعاملات في الدرج لمدة شهرين وتصعيب الأمور إلى أقصى حد ولو كانت سهلة .


- تعلمت أن يكون لي سر مع الله ومساحة خاصة، علامات ودلائل، حوار ودموع..بكاء وامتنان..


فاصلة:
تقول أحلام مستغانمي في فوضى الحواس:
"أصبحت امرأة حرة..فقط لأنني قررت أن أتخلى عن الحلم، الحرية ألا تنتظر شيئاً، والترقب حالة عبودية"
أربكتني هذه المقولة..!
أجل ..الترقب قيد..
فهل من طريقة لأن نزرع أحلامنا ونسقيها دون أن ننتظر الثمار؟

هناك تعليق واحد:

  1. مرحبا ما ورد
    حقا الأحلام تسقيها الدموع ... جعلتيني أستعرض شريط حلمنا المشارك الرحيل المرتقب وأتذكر كم الدموع التي ذرفناها .. شعرت بنشوة الانتصار للحظات .. ثم غرقت في بحر من الأسئلة .. لماذا في بلدنا تعتبر مواصلة الدراسة بعد الدكتوراه ترف ؟؟ هل حقاً نحن مترفات لأننا نفكر في مواصلة الدراسة ؟؟ لا أريد أن أعقد مقارنات فقط يكفينا قناعاتنا ورغبتنا الصادقة والتي كانت السبب في إصدار قرار بهذا الحجم .. أسئل الله لنا التوفيق وأن تكون النتيجة كما تمنيناها .. تحياتي حتى نلتقي ..

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...