الأربعاء، 22 يوليو 2009

رسالة في قارورة (16)

هذه مرحلة من حياتي إسمها " الإنتظار الساحق"

وأقول الساحق لأنه يسحق روحي أثناء مرور أيامه علي..

تقول لي صديقة الرحيل: اصبري يا ماورد.. إنها أيام وتعدي..
فأشعر أنني أرض وأن تلك الأيام عبارة عن شاحنة مثقلة أنتظر مرورها فوقي..!
تتكسر أعشابي، وتموت نباتاتي وتسحق كل الزهور التي نبتت بين الشقوق..!!!

أنتظر أن توقع أوراقي من جامعة الملك عبدالعزيز حتى يتسنى لي الترتيب لإنتقالي إلى بريطانيا..
لا أصدق كمية البيروقراطية البغيضة التي ترافق كل الخطوات، مئة ألف توقيع، وستين ألف ورقة..وأدراج مملوءة بالمعاملات، وموظفين نائمين وآخرون مستهترين وصنف ثالث لا يعلمون أي شيء عن كل شيء..

أقارن بين هذا التعامل وحلقة السيرك المضحكة هذه وبين تعاملي مع الجامعة البريطانية التي أتمت كل الإجراءات التي تخصني بأقل الطرق وأسهلها وأقصرها وبالإيميل فقط..!
أصاب بالتحسس من كوني سعودية ستذهب لتشعر بصدمة ثقافية تفقدها الثقة في بلدها وفي المسؤلين وأصحاب القرار..

أهذا ما يريدونه حقاً حين يبعثون بنا إلى الخارج ؟ ألا يعلمون أن المقارنة ليست في صالحهم، وأن ابناء البلد نصفهم يهرب ويرفض الرجوع لبلده والنصف الآخر يرجع بجرعة إحباط تنخر في كل روح تشبثت بالمواطنة قبل ذلك..

ها أنا ذا، قد سحبت ملفات أولادي من المدرسة، وحجزت منزلاً في ليدز الجميلة،أرسلت للجامعة هناك أؤكد تسجيلي في البرنامج .
وأنا ما زلت لا أعلم في أي ممر في الجامعة تاهت أوراقنا، وفي يد أي لص للأحلام قد سقطت..!

بعد أقل من شهرين علي أن أحزم أغراضي وأرحل، وأنا ما زلت في مرحلة الإنتظار الساحق..

يا رب..أنت فقط من تجبر كسر قلبي، وتعيد زهوري المسحوقة إلى الحياة..

يا رب ..رحماتك ومطرك..

رسالة اليوم:

أيتها الشاحنة...

أسرعي قليلاً..قبل أن يحل الظلام..!!

هناك تعليقان (2):

  1. ماورد...
    منذ أيام والإحباط يلاحقني حد البكاء ، لا أبكي البيروقراطية ، ولكن لماذا الكراهية وتدمير أحلام الأخرين دون سبب أو معرفة سابقة هل هي الغيرة أو التحطيم ، لن أقول أكثر لا أريد أن أعيد مسلسل الألم الرهيب الذي يسحقني كلما مرَ بخاطري .
    أعيش بتوتر رهيب منذ أيام وليالي ، لا أعرف طعم الراحة إطلاقا ..
    أشعر بأني على أهبة الاستعداد منذ لحظة الإستيقاظ ، للأسف استيقظ واقفة على سريري .. أقصى أحلامي أن أصحو متكاسله أرتمي على الكنبه أتصفح النت وأشرب القهوة . والواقع شيء آخر تماما ... أصحو قبل الثامنة لأذهب للعمل ولإنهاء أوراقي لنفس المعاملة ياماورد في مسلسل هزلي بين الجوال والفاكس ومكاتب الكلية المختلفة ورقة هنا وتوقيع هناك ومكالمة هنا وهناك ينتهي اليوم وتصبح الساعة الرابعة عصرا ولم ينتهي العمل ...
    وأسئل نفسي كل يوم متى ينتهي هذا الكابوس .. والله أخاف أنسى أرتب شنظ السفر ياماورد أو أنسى أخد الأولاد...

    ردحذف
  2. لا تخافي يا صديقة الرحيل...
    دوري أن أذكرك بتعبئة الشنط واصطحاب الأولاد..
    هذا ما يفعله الأصدقاء إذ يذكرون بعضهم بالأشياء المهمة..بل والغير مهمة أيضاً:)

    أمنيتي أن أراك تنعمين بإجازة تقاومين فيها دودة العمل المنهكة..

    :)

    ستفعلين قريباً إن شاء الله..أثق أنك ستفعلين:)

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...