الجمعة، 16 أكتوبر 2009

فاصلة (6)

  • جئت هنا لأكتب رسالة طويلة...
لا..في الحقيقة لن تكون طويلة ولكنها عميقة بعمق ما أشعر به، وأتنفسه، وينتشر في خلايا روحي..
جئت لأعتذر..كصبية اقترفت ذنباً وتخبئ وجهها وتحتضن دميتها نادمة باكية..
لم اكتشف هذا الذنب إلا صباح اليوم وأنت تهم بإغلاق حقيبتك وحشر كل الأشياء التي نسيت أن تضعها البارحة..
لم أدرك عظم هذا الذنب إلا بعد أن سمعت نشيج حلاوة قطن حزناً وجزعاً على فراقك..
لم أدرك ما فعلته إلا وأنا أتجول وحيدة في الحديقة الجميلة- التي سبق وأن زرناها معاً-مع الأولاد..أطأ وحدي على أوراق الشجر الجافة وأسمع صوت قلبي وهو يئن تحت سطوة وحدته..
لم أعلم فداحة ما أقدمت عليه إلا بعد أن هبط الظلام..فحبست نفسي في غرفتي وحيدة منك ..أشرق بدمعي أغص بوحدتي محاولة التماسك بسذاجة أمام الأولاد..
البارحة سألتك وأنا قاب قوسين أو أدنى من النوم: هل علي أن أبكي هذه الليلة؟
احتنضتني وقبلت رأسي وقلت لي: لا..سأعود قريباً جداً، لا تفكري بهذه الطريقة..فكري فقط كم سنجني جميعاً من هذه التجربة..
نمت مطمئنة وأنا لا أدرك أن البكاء لا يحتاج إلى إذن أو سؤال..إنه يتدفق كنبع قرر أن يتفجر فجأة..!
هل علينا إذن أن نعتاد غيابك بعد أن اعتدنا حضورك المكثف في الشهر الفائت؟
..
..
عد سريعاً أرجوك!


  • أكتب من كمبيوتر ابنتي..كمبيوتري أصيب بسكتة قلبية وأرجو أن يفيق سريعاً وأن لا يموت فأفقد حروفي العربية...
مزيد من الوحدة بدون نافذتي الفضائية..ومزيد من العمل الذي لا أعرف كيف سأنجزه..ومزيد من القلق الذي يقابل بدم إنجليزي بارد لا يأبه بشيء..!

  • يا صديقة الرحيل، يبدو أن الإنسان عليه أن يعيش في قلق دائم، لا تظني أن حضورك إلى هنا سيضع نقطة في آخر السطر كما كنت أتوهم أنا، إنها فقط نقطة انتهاء فقرة وبداية فقرة جديدة بكل ما فيها من حروف وأسماء وجمل، علامات ترقيم ، فواصل وعلامات تعجب واستفهام لا تنتهي، حروف جر وجزم وأسماء لا محل لها من الإعراب...!!!!

  • أنا في مرحلة اسمها: الضياع في وسط المدينة..
أكثر ما يربكني هنا وسائل المواصلات: الباصات والمشي..
ما زلت أركب الباص الخطأ وأمشي كثيرا على قدمي وأضيع أكثر..
أطلب تاكسي مع أطفالي وأخاف من الخروج معهم حتى لا أفقد طريق العودة...!
ألم أكن أبحث عن مدينة تحتفي بخطواتي جداً؟؟؟!!!
:)

  • فاصلة،،
لم أكن أعلم أن الشوق مخاتل وأنه سينقض علي بهذه السرعة..
أيها الشوق..لا تكن مفترساً أكثر من اللازم واترك لي بعض قلب أقتات به..

هناك تعليقان (2):

  1. مرحبا صديقة كل شيء - من القلب إلى التوقيعات - لعل أقسى مرحلة أمر بها الان هي هذه المرحلة .. أنتظار الفيزا بعد الفشل الأول ، بصدق أشعر بأنني على حافة الجنون وفقدان كل شيء .. أدعو الله وأتوسله كل لحظة أن أحصل على الموافقة على الفيزا ..

    ردحذف
  2. إذن ..مرحبا بك صديقة الرحيل في ليدز الجميلة:)

    أخيرا، التم شملنا...
    مستعدة لمغامرات من نوع آخر؟

    ردحذف

رسالة من ماورد شديدة اللهجة..

 اسمعي يا عزيزتي الثرثارة جدا.. والصامتة جدا بما أنك في الفترة الأخيرة منطفئة، حزينة، لا أحد يسأل عنك أو يكتب لك رسائل، ولا أحد يأبه بك  سأك...