الأحد، 20 ديسمبر 2009

فاصلة..(16)



  • بمنتهى الشغب..وبمنتهى الفراغ..أخذت أقرأ "رسائل أقدم" في بيت ماورد..

وااااا..

كأني أرى مقاطعاً من فلم حياتي..!

لم فعلت هذا يا ماورد؟ من تظنين نفسك حتى تتهجين حياتك وترسمين تفاصيلك وتحتفظين بها في بيت زجاجي حتى لا تمر عليها أمواج الذاكرة الخائنة وتمحوها..!؟

أقول ذلك وأنا أستمع إلى سي دي بصوت جاهدة وهبي "أيها النسيان هبني قبلتك" والذي تقول فيه بتواطئ مع شريكتها أحلام مستغانمي في كتاب نسيان . كوم: أكبر الخيانات النسيان..!

لست أدري يا أحلام لم تدعيننا إلى هذا النوع من الخيانات وأنت كاتبة..تدركين جيداً أن الكتاب وحدهم غير قادرين على ممارسة ذلك النوع من الخيانة السافرة..وإلا..ماذا تفعل أقلامهم حين تحتفظ بأدق أحاسيسهم وتفاصيل قلوبهم في علب صغيرة ملونة شفافة..مكشوفة..لا تكاد تخفي ما بها..

أنظري يا أحلام..أربعة شهور فقط..هي مدة رحيلي حتى الآن والذي كان بهدف النسيان، حتى الآن لم أنسى..وأنا على ثقة من أن الضباب طغى على ذاكرة من كنت أريد منهم أن يذكروني...!

قولي لي يا أحلام أنني سأنسى..أنني سأشفى..أنني لن أخلص لذلك الغياب..وأن ذاكرتي ستخونني..



  • بيتر بان..في مسرحيته الساحرة أمس..مازال يقف على الشبابيك..ما زال يؤمن بالجنيات الجميلات..مازال أصدقاؤه أطفالاً لم يكبروا بعد..وما زال لديه أجنحة تطيره مع كل هبة حلم..

بيتر..أخبرني إذن..من أغلق نافذتي؟ وكسر جناح جنيتي..وجعل كل أطفال قلبي يشيخون فجأة؟

ماكس في رحلته إلى عالم الكائنات البرية اليوم مازال يؤمن أن حياة أخرى وهمية تكون فيها ملكاً على الوحوش هي الطريقة للتخلص من الغضب والحزن..والتباهي أمام الذات أنك قادر على أن تكون ملكاً على الأقل في الأحلام..!

ماكس..لم حتى وحوشي ترفض أن تنصبني ملكة عليها ..وعالم كائناتي البرية غدا فارغاً موحشاً إلا مني...لا يعدني بأي مغامرة جامحة؟؟



  • ما زال الثلج يغطي المساحة أمام بيتي..وقلبي..!

هناك تعليقان (2):

  1. أشعر بأن الثلج جاء في الوقت المناسب ليجمد اللحظة التي نعيشها وينسينا معاناتنا السابقة ...
    البياض حولي يشعرني بالنقاء وينسيني كل شيء ، ويحقق هدف من أهداف الرحيل ... النسيان ربما ...

    ردحذف
  2. ربما نشارك أحلام إذن في كتابة الجزء الثاني من كتابها..في فصل بعنوان " إراقة الذاكرة على ثلوج المدن"!!!

    ردحذف

أنت وصديقك

 ليس للحياة معنى..إنها ماضية  فقط...ماضية وغير آبهة بأي أحد.. تمر فوقي وتتعداني دون أن أشعر بها..صامتة دون صوت..رمادية دون لون.. متى ستنتهي ...